من إغتال الحل السياسي في عرسال؟
محمد سلام
الثلاثاء 5 آب 2014
كما سألنا في 13 نيسان العام 1975 من أطلق الرصاصة الأولى على حافلة عين الرمانة التي أشعلت حرباً قتلت 120 ألف لبناني وهجرت مليون … وما زلنا نسأل.
نسأل اليوم في 5 آب العام 2014 من أطلق النار على سيارتي وساطة الحل السياسي في بلدة عرسال فأصاب الشيخ سالم الرافعي في قدمه، والأستاذ نبيل حلبي في موضع بين رأسه ورقبته، والشيخ جلال كلش في عموده الفقري والناشط الإغاثي أحمد القصير … وسنبقى نسأل!!!
في آخر إتصال لي بالأستاذ نبيل الحلبي الساعة 11:37 دقيقة أبلغني أن البعثة موجودة الآن على حاجز الجيش اللبناني عند المدخل الشرقي لبلدة عرسال، وأنه سيتابع هو سيراً بمرافقة مساعدين إغاثيين من مؤسسة لايف الإنسانية إلى داخل عرسال لإستطلاع الوضع، على أن يبقى الشيخ سالم منتظراً على الحاجز بإنتظار الإتفاق على دخوله مع بقية البعثة في سيارة.
وسمعت الأستاذ حلبي يقول للشيخ سالم: “يا شيخ خليك هون، الطريق وعر والدنيا ظلمة. خلينا نحسم مع الشباب في الداخل موضوع السيارة، وبعدين بتفوتوا.
وسمعت الشيخ سالم يقول لنبيل “أنا فيني إمشي متلكم وأحسن…”
وسمعت شخصا ثالثاً يقول: “فوتوا بسيارة إسعاف.”
ورد عليه نبيل: “لأ لأ، لا سيارات قبل الإتفاق مع الشباب جوا. بتصل فيكم من جوا.”
وخاطبني نبيل: “محمد أنا فايت هلق سيراً ومعي شابين بحكيك من جوا.”
وسألني نبيل إذا “الأخبار معممة على الفايس بوك وعلى الإعلام،” فقلت له الإعلام كله يتابع بعثة الوساطة.
قلت لنبيل: “الله يحميكم، طمني عنكم بس توصلوا.” قال لي “أكيد، أكيد، إن شاء الله خير، دعولنا.”
وسمعت صوتاً يقول لنبيل: “ما في إرسال تلفونات، خدوا معكم جهاز.”
رد نبيل: “في إرسال. معي خط، وعم يحكوا معي هلق…”
قلت لنبيل: “بحكيك بعد عشر دقائق”
قال لي: “أكثر، تا نكون وصلنا.”
أقفلت الخط وأعدت الإتصال الساعة 12:20 فجر اليوم الثلاثاء … أسطوانة. كررت، الجواب أسطوانة، كررت الجواب أسطوانة.
طلبت رئيس بلدية عرسال السيد علي الحجيري، أجابني. سألته: طمني عن البعثة؟” أجاب: “الشيخ سالم منصاب بقدمه، ومعه شخص تاني، موجودين بالمستشفى، وأرسلت الشباب يشوفوهم.”
سألت: “مين التاني؟ نبيل حلبي؟”
أجاب الحجيري: “ما عرفت إسمه بعد.”
سألت: شو صار؟
أجاب: “رصاص. رصاص.”
سألت: من أي مصدر الرصاص يا ريس؟؟؟
أجاب: الدنيا ليل. الدنيا ليل.”
فجراً تلقيت تسجيلاً صوتيا لسائق سيارة الشيخ سالم يقول فيه إن الرصاص أطلق علينا، فتح الشيخ سالم الباب، وقفز من السيارة، وتدحرج على الأرض وبيده ضوء (بطارية) وظل يتدحرج والرصاص حوله.”
قفز السائق من السيارة أيضاً، وأفاد بأن السيارة الثانية التي تقل ستة أشخاص تعرضت لإطلاق النار، لم يخرج منها أحد، “وشردت وإنقلبت.”
من أطلق الرصاص؟
الدنيا لييييييل، كما قال الريس علي الحجيري.
فعلاً الدنيا ليل والظلمة شديدة … الدنيا ليل، الدنيا ليل.
(صفحة كلام سلام)