متابعة دولية للاعتداءات على الجيش هل هي للإفراج عن جمعة أم تمدد”داعش”؟
خليل فليحان/4 آب 2014/النهار
اهتز لبنان وسفراء الدول الكبرى المعتمدون لديه الذين نقلوا تقارير عاجلة لحكوماتهم، وفي مقدمهم السفير الاميركي ديفيد هيل الذي اطلع من قائد الجيش العماد جان قهوجي على ما تعرّض له الجيش منذ ليل السبت الماضي من اعتداءات بشكل منظم على الحواجز التي أقامها في محيط بلدة عرسال والطرق المؤدية الى جرودها، واحتجاز عناصر فصيلة قوى الامن الداخلي في مركزهم ونقلهم الى منزل الشيخ مصطفى الحجيري داخل البلدة رهائن، الى ان يتم الإفراج عن المسؤول عن “لواء فجر الاسلام “عماد جمعه الذي كان بايع “داعش”. وتجدر الإشارة الى أن واشنطن تنفذ برنامج تسليح وتدريب للجيش اللبناني منذ سنوات. وتطرق الحديث الى كيفية مواجهة تلك الاشتباكات، وان عنصر الغدر أدى الى سقوط هذا العدد من الشهداء العسكريين، اضافة الى جنود كانوا في إجازات يزورون عائلاتهم. كما ان المعركة دقيقة، فالجيش يواجه مسلحين مدربين آتين من الجرود، باغتوا العسكريين على الحواجز، والأخطر، انه في الوقت نفسه، ثمّة لاجئون سوريون من مخيمات استضافتهم البلدة حملوا السلاح فجأة وسارعوا الى احتجاز عناصر فصيلة قوى الامن، وزرعوا الرعب في احياء من البلدة، مما ازعج سكانها الذين اظهروا تضامنا مع الجيش. وقد استنفر الجيش في جميع الاراضي اللبنانية تحسبا لاعتداءات اخرى من أنصار الغرباء المعتدين عليه. ولم يسقط المتتبعون لسير المعركة من حساباتهم ربط اشتباكات طرابلس التي تجددت تزامناً مع ما يجري في عرسال. ودعت قيادات سياسية الحكومة التي تجتمع اليوم الاثنين الى اتخاذ اجراءات تحمي عرسال و البلدات الاخرى من القذائف التي دأب على إطلاقها المسلحون السوريون من خلف الحدود او من جرود عرسال على اللبوة والنبي عثمان وسواهما، دون ان توقع خسائر مادية، لكنها تترك توترا وقلقا لدى السكان.
وفي نظرها، تبقى القضية الخطيرة المطلوب معالجتها، السلاح السوري في لبنان من دون اي تأخير او تردد، وبروية دون اشتباكات، حرصاً على أمن عرسال والعزل من لاجئي المخيمات. والحاجة الملحة الى معالجة السلاح السوري في لبنان، فرضها استعماله للمرة الأولى مباشرة ضد الجيش في عرسال، واحتجاز دركيين، مما أدى الى نزوح كبير للأهالي. والجدير ذكره ان حملة السلاح هم ممن هربوا من ساحات الاشتباكات في أنحاء مختلفة من سوريا، من بينها القلمون والقصير، ولم يكتفوا بالاعتداء على الجيش، بل قاموا بممارسات مرفوضة في شوارع البلدة اقلقت سكانها ووجهاءها وبدلت نمط عيشهم اليومي.
وأيدت تأكيد قيادة الجيش ان الاعتداءات في عرسال هي من اخطر ما واجهه لبنان من خلل أمني، وأسفت لتجاهل قيادات سياسية معنية شهداء الجيش وجرحاه وسكان البلدة.
وطالبت بان ترسل المساعدات العسكرية التي تبرعت بها السعودية لتمكين الجيش من القيام بالمهمات الأمنية المتزايدة، ولا سيما في البقاع الشرقي، متخوّفة من فتح جبهة عسكرية في شمال لبنان.
وسألت عما اذا كان لبنان قد دنا من محاولة ادخال اجزاء منه تحت سيطرة “داعش”.