من يثق بعون هو بحاجة لطبيب أمراض نفسية
الياس بجاني
إن تمترس ميشال عون الواهم والمنسلخ عن الواقع خلف مواقفه الرافضة لغيره رئيسا للجمهورية قد وضع الاستحقاق الرئاسي في ميزان التسويات الإقليمية، وحال دون تمكن اللبنانيين من إعادة تكوين سلطة تحمي لبنان من داعشية عمياء تطرق بابه من البقاع الشمالي وتهدد أمنه واستقراره. في الحقيقة المعاشة إن الداعشية الهمجية والمبدأ العوني “انا او لا احد” وإن اختلفا في الأهداف والرؤية، إلا إنهما يتقاطعان في نتائج ممارساتهما، إذ لا فرق بين جماعة تدّعي أن الإسلام دينها وهو منها براء، وتبحث عن إقامة دولة الخلافة الإسلامية على أنقاض الكنائس والأديرة والمساجد، وبين جنرال متقاعد نرسيسي وشعبوي وحاقد يدّعي باطلاً الحرص على المسيحيين في لبنان والمشرق العربي ويعمل في الوقت عينه على تقويض موقعهم الأول على رأس الدولة في لبنان، بما يُضعف دورهم ووجودهم على الساحتين اللبنانية في شكل خاص والمشرقية العربية في شكل عام”.
بات مطلوباً من عون اليوم وليس غداً أن يخرج من قوقعة أوهامه ومن قصور أحلام اليقظة ويقنع نفسه ومن هم زلم تابعين له بأن كل الفرقاء السياسيين بما فيهم حلفائه لا يريدونه رئيسا للجمهورية، وان أي تسوية رئاسية لن ترسو عليه كونه يعادي لبنان الكيان والرسالة وغالبية اللبنانيين. إن المطلوب من جنرال الخيبات اعتماد مسار من إثنين، إما أن يقتنع بانتفاء حظوظه الرئاسية ويؤمّن النصاب لجلسة انتخاب الرئيس، أو أن يدع الآخرين يستنبطون الحلول والمخارج من أزمة كان وما زال هو واجهة فيها لمحور الشر السوري الإيراني العامل على إسقاط النظام اللبناني وإقامة جمهورية ملالوية على أنقاضه.
في هذا السياق العوني النرسيسي نرى أنه من الغباء والسذاجة والجهل أن يثق أي لبناني بسياسي ترابي وغرائزي ومتلون من خامة ميشال عون، هذا النرسيسي والأكروباتي والشعبوي والإنتهازي الذي دون أن يجفل له جفن قتل بداخله كل ما هو ضمير ووجدان وإيمان وبرهن باستمرار قولا وفعلا وتحالفات وهرطقات ونفاق أنه لا يحترم لا ذكاء ولا كرامة المواطن اللبناني.
من هنا فإن كل دموع عون وصهره على موقع الرئاسة وحقوق المسيحيين ومعهما ندب وبيانات وتصاريح كل ربع العصي والودائع والمرتزقة المجموعين تحت عباءة محور الشر السوري-الإيراني في قفص ما يسمى زوراً وبهتاناً كتلة التغيير والإصلاح ما هي عملياً سوى دموع تماسيح وزجليات ليس إلا. لقد عودنا جنرال الخيبات والأوهام أن يرفع الشعارات الكبيرة على خلفية مصالحه الذاتية وخدمة لحلمه الوهم في كرسي رئاسة الجمهورية، وعودنا أيضاً أن يتاجر بكل ما هو مقدس وأيضاً خدمة لمشاريعه الشخصية. في هذا السياق الإبليسي تأتي حملة عون الكاذبة اليوم للحفاظ على الدستور وحقوق المسيحيين وموقع الرئاسة الأولى كون الحملة لفظية ومسرحية هزلية وتافهة ومجردة من أية مصداقية، وبالتالي لا يجب أن يقع في أحابيل الحملة المسعورة أي لبناني مسيحي أو غير مسيحي.
شخصياً نعتبر وعن قناعة راسخة أن عون باع لبنان والمسيحيين وكل حقوق اللبنانيين بأقل من ثلاثين من الفضة، كما تخلى عن كل القضايا المحقة والعادلة بدءاً من شعارات السيادة والحرية والاستقلال والشعب العظيم، ومروراً بتخليه المعيب عن قضية أهلنا اللاجئين في إسرائيل، وتنكره لأهلنا المغيبين في السجون السورية، وليس انتهاءً بدماء الشهداء والدستور والقوانين والرئاسة الأولى، وتطول قائمة الجحود والكفر. في الخلاصة نحن نرى أن عون تاجر وقح ولم يعد مقبولاً تحت أي ظرف ولأي سبب كان أن ينخدع بتجارته أي لبناني.
يبقى أن عون وأمثاله هم كارثة وقد حان الوقت لكشفهم وتعريتهم ورذلهم ومحاكمتهم.
الكاتب ناشط اغترابي لبناني
عنوانه البريدي[email protected]
02 آب/14