مواجهة عون – جعجع إنتهت… ما هي الخطة «ب»؟
جورج شاهين/الجمهورية
يعترف أحد اقطاب «14 آذار» أنّ المواجهة بين رئيس حزب «القوات» سمير جعجع ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون قد انتهت عملياً وبدأ البحث الجدي عن مرشح توافقي يستطيع توفير النصاب الدستوري بخرقٍ ما في المعسكرين المتقابلين، ليفتح اولى الثغرات في جدار الأزمة الرئاسية. هل آن أوان الحل؟ تعزَّزت المؤشرات لدى معظم الأوساط السياسية الى أنّ البلاد لا تزال في عمق الأزمة الرئاسية، خصوصاً عقب الجلسة التاسعة لإنتخاب رئيس للجمهورية، التي كرَّست واقع أنّ البلاد ما زالت تعيش في المراوحة. وانطلاقاً من هذا الاقتناع، لفت أحد اقطاب «14 آذار» إلى أنّه وفي موازاة الإحباط الذي ولَّده امس حضور 46 نائباً فقط الى ساحة النجمة، برز تطوّر لافت في الأيام القليلة الماضية يؤشر الى أنّ قواعد اللعبة قد تتغيَّر قريباً، من دون الجزم بالوصول سريعاً الى مرحلة حاسمة لترجمة الإستحقاق، نتيجةَ استمرار العقبات طالما لم يعلن بعد عن المرشح الذي يمكنه خرق الإصطفاف الحاد. ولذلك، يجزم البعض بأنّ المواجهة التي خاضتها «14 آذار» بمرشّحها قد انتهت عملياً، ولو لم يُعلن ذلك صراحةً، فما يحصل في الكواليس يؤكّد أنّ هذه القوى دخلت المرحلة الإنتقالية من الخطة «الف» الى الخطة «باء». ويضيف هؤلاء، أنّ الظروف التي قادت الى هذه المواجهة قد انتهت عملياً طالما لا تزال قوى «8 آذار» تتسلّح بسلاح النصاب الدستوري على رغم الضغوط المحلية والنصائح الدولية، وتلك التي تقودها بكركي، فلم تقدّم مرشحاً جديداً سوى مرشّحها المضمر، وتحديداً بعدما كشف الرئيس سعد الحريري كامل استراتيجيته للمرحلة المقبلة، والتي لا تحوي أيّ إشارة الى احتمال التصويت لعون، لا بل هو ذهب بعيداً في سلّم شروطه فقضى على سيناريوهات انتقال عون الى مرحلة «الرئيس التوافقي».
وقالت مراجع تواكب المرحلة من جانب «8 آذار»، إنّه وفي موازاة رفض الحريري النهائي مجاراةَ عون في ترشيحه، فإنّه لم يُشر في خطابه الى استمرار اعتبار جعجع مرشحاً وحيداً لقوى «14 آذار». وقد فاتها أنّ جعجع شخصياً قد تجاوز هذه القضية وعبَّر في اكثر من مناسبة عن استعداده لسَحب ترشيحه لأيّ مرشح آخر تختاره القوى الحليفة، وسبق له أن تطرّق الى اسماء جديدة أكثر من مرة.
وعليه، وإذا تمّ ربط كلام الحريري في الشكل والمضمون مع إعلان رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط استعداده لسحب مرشحه النائب هنري حلو من السباق الى قصر بعبدا، لمصلحة رئيس توافقي، فقد اعترفت مواقع كثيرة أنّ مرحلة البحث عن مرشحين جدد قد بدأت فعلاً، ويبقى السؤال رهناً بالتطورات لتطفو هذه الخيارات على سطح الأحداث بلا حرج. وبناءً على كل ما تقدّم، بدأت قوى «14 آذار» البحث الجدي في اختيار بديل وفق «الخطة ب». ويعتقد بعض أقطابها أنه سيكون لديها مرشح قادر على كسر المعادلة السلبية من دون أن يخرج عن المواصفات التي تحدّثت عنها تفاهمات بكركي، وهو من الأقطاب الأربعة، لكنَّ الأمر بات مرهوناً بمحطات يتبيَّن منها أنَّ كسر الجمود القائم ممكنٌ ليبدأ العدّ العكسي لمرحلة الإنتخاب، ولكن متى؟ فالجميع باتوا في المأزق لألفِ سببٍ وسبب.