هكذا اهتزت صورة حزب الله امام جمهوره
علي الحسيني/موقع 14 آذار
هكذا اهتزت صورة حزب الله امام جمهوره/اضغط هنا لمشاهدة يو تيوب ذي صلة بالمقالة
أحرج مقطع الفيديو المصور الذي بثته المعارضة السورية منذ فترة وجيزة على موقع “يوتيوب” لعناصر “حزب الله” وهم يفرون من ارض المعركة في جبال القلمون قيادة الحزبوجمهورها على حد سواء خصوصا وأن هذا الاخير اي الجمهور لم يتعود يوما على مشهد من هذا النوع ما حدا به الى اعتبار ما حصل بأنه وصمة عار من الصعب محوها او إزالتها من ذاكرته بعدما زرعوا في عقوله وعلى مدى سنوات طويلة اوهام النصر والفتوحات القادمة.
مني “حزب الله” في تلك المعركة بخسارة قاسية وفادحة من الصعب نسيانها او حتى المرور عليها وكأنها شيئ لم يكن. كل المعطيات التي كان يمتلكها الحزب كانت تؤشر الى ان امر ما سيحدث فعلاً على هذه الجبهة التي اطلق عليها عناصر الحزب مؤخراً “جبهة الموت” فكانت التحضيرات العسكرية واللوجستية شبه منجزة وقيادته العسكرية في سوريا على اهبة الاستعداد للبدء بفتح المعركة عندما تحين ساعة الصفر أو اللحظة المؤاتية وهذا ما تبيّن من خلال الحشود العسكرية التي استمر تدفقها بشكل متواصل عند الحدود اللبنانية السورية الى الداخل السوري.
لغاية اليوم لم تهضم بيئة “حزب الله” ما جرى في تلك الليلة إذا ان تسعة مقاتلين من خيرة عناصر الحزب قتلوا دفعة واحدة ولذلك هي غير مستعدة لأن تغفر للقيادة مجتمعة أقله في المدى المنظور. يوم الاثنين الذي تلى يوم الليلة “المشؤومة” كان يوم تشييع بإمتياز ويوم غضب عند هذه البيئة انصبت فيه كل الانتقادات على المسؤولين عن هذه “المجزرة” الحقيقية. خلال تشييع بلال كسرواني سكان البسطا التحتا وهو احد عناصر “حزب الله” الثمانية الذين سقطوا في تلك المعركة كانت روحه حاضرة بين الجموع، الجميع كان يتحدث عن شجاعة هذا الشاب وعن كرمه واخلاقه لدرجة وصل فيها القول على لسان احد اقاربه “ضيعان يموت هيك موتة، يا ريت استشهد بالجنوب”.
كانت اصوات الدعوات للأخذ بالثأر تطغو في بعض الاحيان على همسات كانت تدور بين عدد من الشبان من اصدقاء “بلال” حتى ان بعضهم كان معه على ارض الموقعة لحظة مقتله. يحدث احدهم مجموعة من المقربين لخط الحزب عن كيفية حصول المعركة “كنا ثلاثين عنصراً قد تحضرنا قبل يومين للمعركة داخل موقع متقدم جدا عن بقية العناصر وكنا نرصد تحركاتهم اثناء النهار لكن سرعان ما كانوا يختفون مع حلول الظلام وعندما كنا نطالب بالبدء بالهجوم كانت تأتي التعليمات بالمنع. ليل الاحد الفائت فوجئنا بأعداد هائلة من “التكفيريين” يتسللون الى موقعنا مع غزارة نيران بعضهم كان يقود دراجات نارية رباعية السوق (ATV) كانوا بالمئات يمتلكون اسلحة متنوعة قتلنا الكثير منهم لكنهم تفوقو علينا بالعدد، شاهدت بأم عيني احد عناصرهم يضع جثتين من عناصرنا على واجهة دراجته وينطلق بهم نحو الجرود”.
لا يختلف رأي جمهور “حزب الله” عن عدد لا يُستهان به من عناصر الحزب نفسه ففي الجنوب والضاحية هناك فئة تعض على موتها بعدما تحولت وظيفتها من الدعم الى استقبال القتلى، وفي البقاع البعض بدأ يُجاهر بعدم موافقته على النزف الحاصل وفي رأيه ان الوضع في سوريا يزداد صعوبة وتعقيدا ولا يمكن لأي طرف ان ينتصر على الاخر. اليوم تبدل المشهد وانقلبت الصورة او ربما اصبحت اوضح وشتان ما بين صورة الماضي وصورة اليوم. في الأولى كانت عدسات كاميرا “المقاومة” تُري العالم كله مشاهد عن محتلة وهي تتحول الى اشلاء على ارض الجنوب، لكن اليوم هناك من يتكفل برصد عناصر هذه “المقاومة” بالصوت والصورة وهم يجرون اذيال الخيبة داخل سوريا.
July 21/14