وصول عون إلى موقع الرئاسة كارثة وجريمة
الياس بجاني
ارتكب الرئيس سعد الحريري أخطاء وخطايا كثيرة منذ العام 2005 ورغم ذلك استمرت مكونات 14 آذار متضامنة معه وخصوصاً المسيحية منها وبقيت تؤيده وإيجاد المبررات له علماً أن ما ارتكبه كثير وخطير ودمر وأعاق تقدم 14 آذار وثورة الأرز، وقد انتهى به الأمر وبسبب سؤ تقديراته ومواقفه مهجراً وحياته مهددة من محور الشر السوري-الإيراني.
إلا أنه وفي حال أيد الحريري العماد ميشال عون للوصول إلى رئاسة الجمهورية فهو يكون قد ضرب كل مصداقيته بارتكابه خطيئة لا مميتة وتغتفر وأجبر معظم مكونات 14 آذار على الابتعاد عنه وربما وضعه في خانة الخصومة السياسية والوطنية.
بالمنطق والعقل المطلوب من الحريري حتى ولو طلبت منه السعودية تأييد عون أن يقول لا بقوة وأن يقنع قادتها بعدم قدرته على ذلك.
فمن منا لا يدرك تماماً أن عون إنسان لا يمكن الوثوق به وهو وكما يبين تاريخه لا يحترم لا عهود ولا وعود ولا وجود لمكنونات العرفان للجميل في قاموسه.
العون هذا الزاحف صوب الأبواب الواسعة والغرائزية والمغلب مصالحه ومصالح عائلته على مصالح لبنان واللبنانيين انقلب على وطنه وأهله، وتنكر لدماء الشهداء، وتخلى عن المعتقلين اعتباطاً في سجون سوريا النازية، وشيطن أهلنا اللاجئين في إسرائيل، وضرب عرض الحائط بثوابت بكركي التاريخية، وقبل التبعية المذلة لمحور الشر ولمشروع الإمبراطورية الفارسية، وعادي الغرب والدول العربية، ووقف ضد القرارات الدولية، وأهان موقعه وثقافته العسكرية وسار بغباء وانتهازية وراء حزب الله الإرهابي الذي يحتل لبنان، وهلل لغزوتي بيروت والجبل، وطعن الاقتصاد بسهامه المسمة، وهجر اللبنانيين، واعتبر جيشنا الوطني قوات أمن وعاجز عن حماية الوطن، ويريد إبقاء سلاح حزب الله حتى تنتهي مشكلة إسرائيل مع العرب وتطول قائمة ارتكابات وهرطقات وهوس عون وتطول.
بربكم هل هذا الإنسان لبناني بالقول والفكر والممارسات، وهل في مخزونه الثقافي والفكري والإيماني ما يشبه اللبنانيين وتاريخ لبنان وهويته والرسالة التي يحملها وطن الأرز؟
في هذا السياق الإستغبائي والجحودي والشرودي نسأل هل عون مسيحي ماروني في فكره وثقافته وسلم أولوياته، وهل هو يهتم بمصير ومستقبل ووجود ودور المسيحيين في وطن الأرز؟
لا بالطبع لأن واقعه المعاش شروداً وهوساً وجحوداً هو مغاير تماماً.
فالرجل وكما تبين سنوات ظهوره على الساحة السياسية والعسكرية هو مجرد من الإيمان وخائب الرجاء وجاحد بكل القيم المسيحية ومتنكر لها ولا يمارسها.
فهو بفجور لا يعرف المحبة التي هي الله، كما أنه يسترخص ويتاجر بالكلمة التي هي أيضاً الله، إضافة إلى أنه مسكون بمركبات الحقد والكراهية والأنانية وحب الانتقام والنرسيسية والإسخريوتية.
من هنا فإن فاقد الشيء لا يعطيه.
إن وضع عون في خانة المدافعين عن المسيحيين هو سراب ومجرد أوهام، علماً أن ظاهرة عون دمرت وسطحت وتفهت الكثير من معايير ومفاهيم وثوابت المجتمعات المسيحية في لبنان وهي ظاهرة بالتأكيد إلى زوال إلا أنها لن تندثر بسهولة ومن الضروري محاربتها وتعريتها ومن أهم ما يجب عمله حالياً عدم تمكنه من الوصول إلى موقع الرئاسة.
في الخلاصة، إن وصول عون إلى موقع الرئاسة كارثة وجريمة وضرب من الجنون والتاريخ لن يرحم من يسهل وصوله.