جولة أفق مع الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون
في أسفل مواقف مميزة ووطنية بامتياز لبيضون خلال الأيام القليلة الماضية
بيضون: حزب الله يغرق في القلمون
أشار الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون الى أن «حزب الله بدلاً من أن يوجه بندقيته نحو اسرائيل يغرق أكثر في الحرب في القلمون ويلاحق المسلحين الى جرودها في معركة عبثية، ويرتكب مع النظام السوري فظاعات محاولاً ابادة نحو 6 آلاف مسلح، ويتكبد خسائر كبيرة كان يمكن أن تكون في مواجهة العدو الاسرائيلي وتلحق به هزائم شتى وتدعم نضال الشعب الفلسطيني».
وتساءل في حديث الى اذاعة «الشرق» امس: «لماذا لا تتعامل ايران مع دولة فلسطين وحكومتها وهي حكومة وحدة وطنية بدلاً من تعاملها مع أطراف داخل الساحة الفلسطينية، ولماذا لا تعترف بالحدود العربية في العراق وسوريا واليمن والبحرين ولبنان وهي استبقت داعش ولا تعترف بالحدود؟ والغريب أنها تمارس هذا الدور وهي دولة فاشلة واقتصادها الى انهيار»، داعياً ايران الى «العودة الى داخل حدودها وألا تلعب أدواراً مع ميليشيات خارج حدودها وتمنع الحياة على الفلسطينيين كما تمنع الحياة عن العرب مضعفة الدولة العربية الحديثة». وحيّا موقف البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي الذي أعلن فيه بوضوح أن النواب اللبنانيين لا يعملون بموجب المصلحة الوطنية، سائلاً: «هل سيرفع الرئيس بري دعوى بحق البطريرك الراعي ويحيله على التحقيق كما فعل مع رئيس جمعية المصارف فرانسوا باسيل؟». ودعا وزير العدل أشرف ريفي الى «تحضير ملف قانوني ينضم فيه لبنان الى محكمة الجنايات الدولية لمنع شبح الحرب الاهلية وشبح العنف والارهاب»، مستغرباً الطريقة التي خاطب بها لبنان الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول احالة ما ترتكبه اسرائيل من جرائم على محكمة الجنايات الدولية وهو ليس منتسباً اليها.
موقعة القلمون كشفت زيف ادعاء حزب الله بأنه يحارب في سورية لمنع انتقال الحرب والإرهابيين إلى لبنان
رأى النائب والوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون ان تفاقم ازمات المنطقة بدءا من العراق مرورا بسورية ولبنان وصولا الى غزة، سببه الانفصام في السياسة الإيرانية وتصفية الحسابات بين جناحين ايرانيين متناقضين بالرؤية والأهداف، ففي الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني ومعه الحكومة ومجموعته البرلمانية الى المهادنة مع دول «5+1 » لإنجاح المفاوضات النووية، يذهب المرشد ومعه الحرس الثوري وحزب الله وغيرهما من الفصائل المسلحة، الى التصعيد الأمني والعسكري والسياسي في المنطقة لتطويق المفاوضات وإفشالها، بمعنى آخر يؤكد بيضون ان الفراغ في موقع الرئاسة اللبنانية، هو احد اوجه التصعيد الذي تكفل حزب الله بترسيخه في لبنان من خلال دعمه صوريا لترشيح حليفه العماد عون، وذلك لمنع تكوين سلطة شرعية منتخبة في لبنان، تعري الحزب وتضع حدا لانفلات سلاحه داخل وخارج الحدود اللبنانية، وذلك ايضا انطلاقا من اعتبار المرشد الايراني ان حزب الله هو وحده مصدر الشرعية في لبنان وصاحب الحق الحصري في رسم سياسة الدولة اللبنانية.وردا على سؤال لفت بيضون في حديث لـ «الأنباء» الى ان ازمة الرئاسة في لبنان لا تكمن فقط في التصعيد الذي يقوده المرشد الايراني في المنطقة، إنما تكمن ايضا في اقتناع كل من النائبين المارونيين سليمان فرنجية وميشال عون بأن الاسد سينتصر في سورية خلال اشهر معدودة، وسيأتي بأحدهما رئيسا للجمهورية اللبنانية، بدليل كلام النائب فرنجية الذي اكد فيه انه لن يكون للبنان رئيس لا يحظى برضى الرئيس الاسد، علما ان الاسد وحزب الله والحرس الثوري يعطون الأولوية لترئيس فرنجية، الا ان مهلة السنة التي طلبها كل من الاسد وحزب الله للسيطرة على الوضع في سورية، تتطلب استعمال العماد عون كحصان طروادة لتقطيع المهلة من جهة ولإحراق ورقته الرئاسية من جهة ثانية، معربا في المقابل عن اسفه لكون بكركي لا تمارس ضغوطا كافية على عون وفرنجية لحملهما على الإفراج عن الاستحقاق الدستوري، في وقت ان حزب الله نجح حتى الساعة في تعطيل الانتخابات بهدف الوصول الى انتخاب رئيس تحت عباءة المرشد الإيراني.وتبعا لما تقدم، يؤكد بيضون انه لا رئيس في قصر بعبدا في الوقت القريب، خصوصا ان جناح المرشد في ايران سيستمر في سياسة التصعيد حتى انتهاء الملف النووي الذي مددت مهلة المفاوضات فيه حتى نوفمبر المقبل، الا اذا وافقت قوى 14 آذار على من يسميه حزب الله للرئاسة سيما ان الحزب يعتبر ان كل انتصار يسجله على الاراضي السورية يزيد من أحقيته في تحديد مواصفات الرئيس اللبناني، ما يعني ان مبادرة د.سمير جعجع وكل مبادرة من شأنها إنقاذ الاستحقاق الرئاسي لن تأتي بالثمار المرجوة لأن حزب الله لا يريد رئيسا حتى على علاقة بعيدة بقوى 14 آذار، خصوصا انه تلقن درسا قاسيا من الرئيس سليمان الذي اتى توافقيا وأنهى عهده مدافعا شرسا عن مبدأ الدولة، مستدركا بالقول ان صمود قوى 14 آذار في وجه مخطط المرشد الايراني الذي ينفذه حزب الله ويهندس خطواته الرئيس بري، سيمنع وصول رئيس يمثل الفراغ في قصر بعبدا، وسيجبر حزب الله على القبول اقله برئيس يشبه الرئيس سليمان، تماما كما ادى صمودها لعشرة اشهر الى تنازله عن الثلث المعطل في الحكومة السلامية.لكن بيضون عاد واستطرد ردا على سؤال، بأن صمت قوى 14 آذار باستثناء القوات اللبنانية، تجاه عرقلة الانتخابات الرئاسية، اشبه بالتسليم بالأمر الواقع الذي يفرضه المرشد الإيراني على الساحة اللبنانية من خلال حزب الله وأداته الطيعة العماد عون، وأن هذا الصمت مرده الى عدم قدرتها على إحداث توازن في التصعيد بينها وبين حزب الله، معتبرا على سبيل المثال لا الحصر ان على 14 آذار ان ترفع الصوت عاليا امام المجتمع الدولي وتحديدا امام مجلس الامن لفك الطوق عن الاستحقاق الرئاسي وعما سيليه من استحقاقات دستورية (انتخابات نيابية وتشكيل حكومة) مستدركا بالقول ان احد اسباب هذا الصمت هو ان حزب الله نجح في اقناع قسم من قوى 14 آذار بأنه يحارب الارهاب وبالتالي في استقطاب تسترها عن مهمته في سورية، الا ان اهمية خطاب الرئيس سعد الحريري يوم الجمعة الفائت هو انه استدرك هذا الواقع واعاد تصويب البوصلة من خلال مساواته بين الارهاب الداعشي وارهاب من يرسل المقاتلين الى سورية ليقتلوا على ارض غير ارضهم في اشارة منه الى حزب الله.في سياق مختلف وعن قراءته لما يجري في القلمون، حيث يغرق حزب الله بدماء مقاتليه، ختم بيضون لافتا الى ان التطورات العسكرية الحاصلة على السلسلة الشرقية للبنان، اكدت المؤكد بأن حسابات حزب الله لم تكن يوما الا حسابات خاطئة مبنية على اوهام وخيال وسراب، وما اعلانه سابقا عن تحرير القلمون وتسيير المواكب الشعبية ابتهاجا بالانتصار، سوى محاولة لتضليل بيئته وإيهامها بصوابية تكليف المرشد له بعبور الحدود اللبنانية الى سورية الا ان الاهم من وجهة نظر بيضون هو ان موقعة القلمون كشفت زيف ادعاء حزب الله بأنه يحارب في سورية لمنع انتقال الحرب والارهابيين الى لبنان، بدليل ودائما بحسب بيضون، ان المواجهة في القلمون محصورة بين حزب الله وطائرات النظام السوري من جهة، والجيش السوري الحر وجبهة النصرة من جهة ثانية، اذ لا وجود لا لداعش ولا لغيرها من التنظيمات الارهابية في هذه المواجهة، ناهيك عن ان المواجهات بين الطرفين المذكورين عبرت الحدود لتستفحل في عمق عرسال ما حدا بأهالي اللبوة الى اتخاذ اجراءات وقائية اتسمت بالعنف والعنصرية ضد اللاجئين السوريين المقيمين على اراضيها.
لا حل للصراع السنّي ـ الشيعي في المنطقة إلا من خلال مؤتمر عربي شامل مدعوم من مجلس الأمن والأمم المتحدة
رأى النائب والوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون أن معادلة العماد عون «أمن الحريري مقابل الرئاسة»، ما هي إلا رسالة تهديد واضحة وصريحة لدول الخليج العربي عموما والسعودية خصوصا، نقله عون نيابة عن كامل ما يُسمى بمنظومة الممانعة في المنطقة، بدءا من الحرس الثوري في طهران مرورا بالمالكي والأسد في بغداد ودمشق وصولا الى حزب الله في حارة حريك، مؤكدا أن العماد عون ما كان ليطل أساسا من على شاشته البرتقالية حاملا معه رسالة تهديد ووعيد، ومنه الى ما يمثله الأخير خليجيا على الساحة اللبنانية، وذلك انطلاقا من اعتبار إيران أن حربها في سورية ليست ضد المعارضة السورية إنما هي ضد دول الخليج العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.وأكد بيضون في حديث لـ «الأنباء» أن رسالة التهديد أعلاه، لن تحمل الحريري على تقديم التنازلات في ملف الرئاسة لصالح الأسد وحلفائه في لبنان، خصوصا أن الحريري يُدرك تماما أن النظام السوري قد انتهى وينتظر يوم نزوله الكبير عن الحكم، وان رهان حزب الله على صمود الأسد ما هو إلا رهان خاسر وسخيف، لأن الشعب السوري قال كلمته واتخذ قراره بإسقاط الأسد، هذا لجهة معادلة أمن الحريري لقاء الرئاسة، أما لجهة وعد عون بـ «ست سنوات حريرية في رئاسة الحكومة، مقابل ست سنوات عونية في رئاسة الجمهورية»، يؤكد بيضون أنه لا قيمة معنوية لتلك المعادلة، خصوصا أن عون لا يستطيع تنفيذ الوعد المشار اليه، دون موافقة حزب الله الذي يحدد هو عمر الحكومات وفقا لقرار المرشد الإيراني والمبني على التطورات المحلية والإقليمية.هذا وأضاف بيضون معتبرا أن أزمة الرئاسة في لبنان، لا تكمن فقط في القراءة الايرانية للاحداث والتطورات في المنطقة، إنما تكمن أيضا في اقتناع كل من النائبين المارونيين سليمان فرنجية وميشال عون بأن الاسد سينتصر في سورية خلال أشهر معدودة، وسيأتي بأحدهما رئيسا للجمهورية اللبنانية، بدليل كلام النائب فرنجية الذي أكد فيه أنه «لن يكون للبنان رئيس لا يحظى برضى الرئيس الأسد»، علما أن الاسد وحزب الله والحرس الثوري يعطون الأولوية للرئيس فرنجية، إلا أن مهلة السنة التي طلبها كل من الأسد وحزب الله للسيطرة على الوضع في سورية، تتطلب استعمال العماد عون كحصان طروادة لتقطيع المهلة من جهة ولإحراق ورقته الرئاسية من جهة ثانية، معربا في المقابل عن أسفه لكون بكركي لا تمارس ضغوطا كافية على عون وفرنجية لحملهما على الإفراج عن الاستحقاق الدستوري، في وقت ان حزب الله نجح حتى الساعة في تعطيل الانتخابات بهدف الوصول الى انتخاب رئيس تحت عباءة المرشد الايراني.على صعيد آخر، وردا على سؤال لفت بيضون الى أن حزب الله والنظام السوري يفرضان على المنطقة شعار «محاربة الإرهاب» الذي رفعته إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بهدف غزو العراق، محذرا بالتالي اللبنانيين من مغبة الوقوع في فخ ميليشيا حزب الله، خصوصا أن من يريد محاربة الارهاب يخضع لرؤية الدولة والمؤسسة العسكرية ولا ينفرد بقراره على قاعدة «شئتم أم أبيتم»، بمعنى آخر يعتبر بيضون أن من يستمع الى خطاب كل من روحاني والمالكي والأسد يُخيل إليه وكأنه يستمع الى خطاب كل من جورج بوش وديك تشيني ورامسفيلد قبيل وبعد احتلال الولايات المتحدة للعراق، ناهيك عن أن كلام السيد نصرالله عن الإرهاب نسخة طبق الأصل سواء في الشكل أو في المضمون عن كلام كوندوليزا رايس، مستدركا ردا على سؤال بأن هدف إيران من حربها المذهبية في سورية والعراق هو تقسيم المنطقة والقضاء على كل ما يمت فيها الى العروبة والاعتدال السني بصلة، وذلك في إطار مساعيها لاستعادة أمجاد الامبراطورية الفارسية، وهو ما من أجله اغتيل الرئيس رفيق الحريري وأبعد نجله سعد عن الساحة اللبنانية.وختم بيضون مؤكدا أنه لا حل للصراع السنّي ـ الشيعي في المنطقة إلا من خلال مؤتمر عربي شامل، مدعوم من مجلس الأمن والأمم المتحدة، مستبشرا خيرا باللقاء الذي جمع بين خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري الجديد عبدالفتاح السيسي، علّه يمهد لمؤتمر قمة عربية يضع حدا لمخطط المرشد الذي سيطيح بثلاث دول عربية في المنطقة، العراق، سورية ولبنان فيما لو تُرك بيد الدولة الإيرانية.