المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 تشرين الثاني/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.november22.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُم عَظِيمًا، فلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بيْنَكُم، فَلْيَكُنْ عَبْدًا لِلْجَمِيع

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص/ لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي "الإستقلالية" المنشورة اليوم في جريدة السياسة

الياس بجاني/لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل

الياس بجاني/واجب الشهادة للحق

الياس بجاني/لا مجال للتشبيه بين الشهيد من أجل وطنه وبين المرتزق المأجور

من الأرشيف/الياس بجاني/بالصوت والنص/الشهيد بيار الجميل وحبة الحنطة

الياس بجاني/النظام السوري كان قوة احتلال وكذلك ميليشيا حزب الله الإيراني

الياس بجاني/هوية السيادي والإستقلالي هي لبنانية ونقطة ع السطر

الياس بجاني/لعنة الإنتصارات الإلهية

الياس بجاني/مطلوب من الحريري موقف مواجهة وثبات ولو مرة واحدة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من صوت لبنان مع الدكتور حارث سليمان يُشرِّح من خلالها الوضع السياسي والمعيشي والإقتصادي والزبائني والإحتلالي المفروض على لبنان ويسمي المسؤولين عن حمايته وافساده وفساده ويطرح الحلول.

لبنان ... الأسير الأعظم/ادمون الشدياق

أغفر_لهم_يا_أبتاه/صعود أبو شبل/فايسبوك

الراعي يتسلم في الفاتيكان أعمال دعوى تطويب البطريرك الحويك

لبناني؟ إدفع 20 ألفا" و500 دولار

كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز

في مثل هذا اليوم اغتيل الشيخ بيار الجميل/خليل حلو/فايسبوك

الأرجنتين تقبض على 3 عناصر من حزب الله

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 21/11/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لن تصدقوا هذه السطور لأنها صادمة/الشيخ حسن سعيد مشيمش

باسيل أجهض مساعيه حين تبنّى فكرة “حزب الله” توزير “سُنَّته”

لبنان من دون حكومة... يحتفل اليوم بذكرى استقلاله الخامسة والسبعين

لحزب الله وتل أبيب دوافعهما..فهل نقترب من حرب جديدة؟ واتصالات لتفادي التسخين..وعدم "التأليف" أفضل في حال المواجهة!

في خلفيات عرقلة حزب الله التشكيل...قرار بعدم تمثله مباشرة في الحكومة

مصادر الحريري: إذا اعتذر لن يقبل بالعودة

الحريري "غير مرتاح" لطرح باسيل... فكيف سيتصرّف؟

الراعي واصل زيارته الى روما والتقى أعضاء المجمع المقدس والابرشيات المارونية وزار دائرة التنمية البشرية المستدامة

قائد الجيش للعسكريين في أمر اليوم: الحالة الضبابية في المنطقة تحتم عليكم البقاء في أعلى درجات اليقظة والاستعداد لمواجهة التحديات

عونية كارلوس غصن ولبنانية سمير كساب ونزار زكا/راما جراح /جنوبية

اللبنانيون لا يثقون بالمدراس الرسمية... وتحديث المناهج أسير التجاذب السياسي

المدير العام لوزارة التربية في لبنان: الأزمات واللجوء السوري عوامل حالت دون التطوير

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

صعود وسقوط كارلوس غصن: أنقذ «نيسان» من الإفلاس وجاءته الطعنة من الخلف

التوتر عائد إلى إيران... والعقوبات تستهدف الموظّفين

إيران تضع روسيا في مرمى العقوبات الأميركية/هيلدا المعدراني /جنوبية

3 ملايين إيراني بلا عمل … والنظام يخشى تخطّي البطالة 12 %

الأوروبي” يدرس معاقبة إيران ورجوي تحيي مُنتفضي الجنوب

واشنطن: حزمة العقوبات الجديدة ستعيق عمليات نظام طهران في المنطقة

واشنطن تُخيِّر مرشد إيران: الإنفاق على شعبك أو على منظمات إرهابية

موسكو: لم نطرح خروج طهران من سورية مقابل رفع العقوبات عنها... ولن نوقف دعمنا "القانوني" لدمشق

* أميركا تفكك “شبكة روسية إيرانية” تزوّد سورية بالنفط… وروسيا تتهمها بـ”دعم الإرهاب ومنع الإعمار”

* السوري الشويكي يُموِّل اللبناني قصير “حزب الله” بالتنسيق مع الإيرانيين سجّاد ويعقوبي والروسي دوغاييف

الولايات المتحدة تطالب الدول الأجنبية… ما عدا روسيا بالانسحاب من سورية

واشنطن: الرياض حليفٌ عظيمٌ وأميركا ستظل شريكاً راسخاً لها

ترامب: السعودية أنفقت المليارات لقيادة الحرب ضد الإرهاب ولن أدمر اقتصاد العالم بالحماقة معها

* بومبيو: التزامنا تجاه السعودية طويل الأمد وتاريخي وحيوي للغاية بالنسبة للأمن القومي الأميركي

* الرئيسان ترامب وبوتين يعربان عن استعدادهما للقاء الأمير محمد بن سلمان على هامش قمة العشرين

جيمس جيفري: لا نتحدى مصالح روسيا في سوريا

محادثات عسكرية روسية ـ تركية لـ«تحرك سريع» في إدلب

قاعدة نتانياهو تتقلص في «الكنيست» والمعارضة تنسق مع النواب العرب

الشرطة الإسرائيلية توصي بمحاكمة وزير الداخلية وزوجته وشقيقه بتهم فساد

وزراء إسرائيليون: سنسيطر على غزة وسنقتل قادة “حماس”

"أيام السنوار باتت معدودة... وخطة ترامب للسلام مضيعة للوقت"

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الشرق الأوسط» كمطلب إسرائيلي-إيراني-تركي/علي الأمين/جنوبية

حكومة الاكثرية تعود الى التداول/فؤاد ابو زيد فؤاد ابو زيد/الديار

تفكيك شيفرة العِبَارات في قانون العقوبات على «حزب الله»/ايفا ابي حيدر/الجمهورية

القتل طريق الاحتفاظ بالسلطة في سوريا وإيران/فايز سارة/الشرق الأوسط

الصراع بين القوى العظمى/هال براندز/الشرق الأوسط

إيران وأوروبا... فُقدان الثقة/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

دولة في غزة كُبرى؟/بكر عويضة/الشرق الأوسط

سيدة بألقاب كثيرة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

ازاحة الستار عن النصب التذكاري للاستقلال في حضور عون وبري والحريري قائد الجيش: مسيرة وطننا بكل تعقيداتها أثمرت دولة

عون في كلمة الى اللبنانيين بالذكرى ال75 للاستقلال : لبنان يعيش ازمة تشكيل حكومة ولن نتراخى في معالجة الوضع الاقتصادي والفساد والفاسدين

عون التقى نائب الرئيس الغاني مقدرا مساهمة بلاده في اليونيفيل وباووميا هنأه بالقدرة على المحافظة على السلام والامن رغم التحديات

الحريري عرض مع وزير المال وحاكم المركزي الاوضاع المالية سلامة: الوضع المالي مستقر

الرئيس أمين الجميل في الذكرى ال12 لاستشهاد بيار الجميل: من المعيب ان يكون تأليف الحكومة قائما على تقاسم الحصص

بري استقبل نائب رئس غانا وتلقى التهاني بالاستقلال والمولد النبوي من ترامب والسيسي وعباس ولاريجاني

قاسم: لا يمكن تجاوز السنة المستقلين في تشكيل الحكومة والمعني الأول بسكة التشكيل هو رئيس الحكومة

الوفاء للمقاومة: رفض تمثيل السنة المستقلين غير مبرر لا شكلا ولا مضمونا

ردّ قوي من الحركة التصحيحيّة في "القوات" على زهرا

بعد حديثه عن شهداء حزب الله... نصّار يضع النقاط على الحروف

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُم عَظِيمًا، فلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بيْنَكُم، فَلْيَكُنْ عَبْدًا لِلْجَمِيع

إنجيل القدّيس مرقس10/من35حتى45/"دَنَا مِنْ يَسُوعَ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا، ٱبْنَا زَبَدَى ، وقَالا لَهُ: «يَا مُعَلِّم، نُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ لَنَا كُلَّ ما نَسْأَلُكَ». فقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَصْنَعَ لَكُمَا؟». قالا لَهُ: «أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ في مَجْدِكَ، واحِدٌ عَن يَمِينِكَ، ووَاحِدٌ عَنْ يَسَارِكَ». فقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «إِنَّكُمَا لا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَان: هَلْ تَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الكَأْسَ الَّتي أَشْرَبُها أَنَا؟ أَو أَنْ تَتَعَمَّدَا بِٱلمَعْمُودِيَّةِ الَّتي أَتَعَمَّدُ بِهَا أَنَا؟». قالا لَهُ: «نَسْتَطِيع». فَقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «أَلْكَأْسُ الَّتي أَنَا أَشْرَبُها سَتَشْرَبَانِها، والمَعْمُودِيَّةُ الَّتي أَنَا أَتَعَمَّدُ بِهَا ستَتَعَمَّدَانِ بِهَا. أَمَّا الجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي أَوْ عَنْ يَسَارِي، فلَيْسَ لِي أَنْ أَمْنَحَهُ إِلاَّ لِلَّذينَ أُعِدَّ لَهُم». ولَمَّا سَمِعَ العَشَرَةُ الآخَرُون، بَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. فدَعَاهُم يَسُوعُ إِلَيْهِ وقَالَ لَهُم: «تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذينَ يُعْتَبَرُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وَعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم. أَمَّا أَنْتُم فلَيْسَ الأَمْرُ بَيْنَكُم هكَذا، بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُم عَظِيمًا، فلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بيْنَكُم، فَلْيَكُنْ عَبْدًا لِلْجَمِيع؛ لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَم، بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِداءً عَنْ كَثِيرين».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص/ لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل

http://eliasbejjaninews.com/archives/69085/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%82-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%AF/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني/تعليق عنوانه: لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق/22 تشرين الثاني/18

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/eliasisteklal18.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني/تعليق عنوانه: لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق/22 تشرين الثاني/18

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/eliasisteklal18.wma

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي "الإستقلالية" المنشورة اليوم في جريدة السياسة

لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل/22 تشرين الثاني/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءاة المقالة

http://al-seyassah.com/%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A9-%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%82%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A7-%D8%A8%D8%A7/

 

لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل

الياس بجاني/22 تشرين الثاني/18

في كندا حيث نقيم في مغتربنا، وطوال حقبة الاحتلال النازي والدموي للبنان، كنا (تجمعات لبنانية كندية) ومعنا كثر من الأحرار والسياديين نقيم كل سنة في ذكرى استقلال وطننا الأم الحبيب لبنان قداساً على نية الذكرى للصلاة ولتجديد الالتزام الإيماني والوطني والأخلاقي،..

كنا نصلي من أجل العمل الجاد والسلمي والحضاري لاسترداد الاستقلال المغيب والمصادر بالقوة والقمع والإرهاب من قبل المحتل السوري ومعه مجموعة فاجرة وجاحدة من طاقم سياسي وحزبي لبناني طروادي بامتياز...

ويوم أجبر شعبنا الحر والاستقلالي الجيش السوري على الانسحاب من وطننا الحبيب سنة 2005 فرحنا وأيدنا ثورة الأرز وناصرناها، وكذلك فعلنا مع تجمع 14 آذار الذي تكون من أحزاب وسياسيين تعهدوا بحمل مشعل الحرية والسيادة والاستقلال وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان (1559 و1701)...إلا أنهم تراجعوا ولم يفوا بالإلتزامات والوعود والعهود واليوم هؤلاء يتعايشون مع الاحتلال ويتملقونه على حساب الوطن واستقلاله وحرية شعبه.

وفي سياق التخلي والوقوع في التجارب الإبليسية والجري صوب الأبواب الواسعة التي تؤدي إلى الهلاك، فإن أصحاب شركات الأحزاب المسماة سيادية تخلوا عن الوكالة الشعبية لثورة الأرز ول14 آذار وانقلبوا على تعهداتهم والوعود وداكشوا (بادلوا) على خلفية تغليب المصالح الخاصة والمنافع الذاتية والسلطوية على حساب المصالح الوطنية... بادلوا كل ما هو سيادة واستقلال وحرية ودماء وتضحيات شهداء ووعود وعهود، بادلوها كلها بكراسي وبمواقع سلطوية مهمشة وثانوية في الحكم وقبلوا التعايش مع المحتل الإيراني المتمثل بحزب الله الملالوي تحت رايات العجز والواقعية وتأمين الخدمات المعيشية.

اليوم يتذكر شعبنا المعذب استقلال وطنه في سنته ال 75 في حين أن هذا الوطن هو محتل وطاقمه السياسي والحزبي بسواده الأعظم يعيث به استسلاماً وخنوعاً وفساداً وإفساداً.

عملياً فإن العلة ليست فقط في قوى الاحتلال الغريبة، بل هي أيضاً تكمن في ممارسات وثقافة البعض الاستسلامية من سياسيين وأحزاب ومواطنين باعوا الوطن ورهنوا قميصه بثلاثين الفضة.

هؤلاء لن يغفر لهم شعبنا السيادي ولا قاضي السماء، ويوم الحساب الأخير بانتظارهم ومعه نار جهنم التي لا تنطفئ وعذابها الذي لا يتوقف ودودها الذي لا يهدأ ولا يستكين.

انتم يا أيها البعض من أهلنا الطرواديين: إنكم تخادعون في رفع شعارات السيادة والحرية والاستقلال، في حين أنكم عملياً غارقين في غيكم، فلا ترحمون أنفسكم ولا تتركون الرحمة تحل على شعبكم ووطنكم.

“الويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون، فإنكم تقفلون ملكوت السموات في وجه الناس، فلا انتم تدخلون، ولا الذين يريدون الدخول تدعوهم يدخلون”. (متى23/27).

يا قادة ويا سياسيين كفى استسلام وطمع وانحرافات وطنية..

توقفوا عن نفاق حمل الرايات الخادعة لأنكم بالواقع تحملون معاول الهدم وتعملون على هدم هيكل لبنان المقدس.

ألا تعلمون أنه وبسبب تبعيتكم لقوى الشر أصبحت: “بلادكم خربة، ومدنكم محرقة بالنار، وأرضكم تأكلها غرباء قدامكم وهي خربة كانقلاب الغرباء. (اشعيا01/07)

كفاكم جرياً صوب الأبواب الواسعة وتوبوا قبل أن يأتيَ العريس فتضطرون للبقاء في العراء وقناديلكم فارغة من زيت المحبة والإيمان.

صرعكم سيف الحق، ولقد صح فيكم القول المقدس: “حناجرُهُم قُبورٌ مُفَتحَّة وبألسنَتِهم يَمكًرون. سَمُّ الأصلالِ على شِفاهِهِم، أفواهُهم مِلؤًها اللعنةُ والمَرارة. أقدامُهم تَخِفً إلى سفكِ الدِّماء، وعلى طُرقُهم دمارٌ وشقاء. سبيل السلام لا يعرفون وليست مخافة الله نصْب عُيونهم”.(رومية03/13).

أنتم تدّعون محبة الوطن والناس والدفاع عن الحقوق في حين أنكم تكفرون بالمحبة التي هي جوهر وأساس الإيمان والرجاء.

نسأل، لماذا سمحتم للظلام أن يدخل دون مقاومة إلى قلوبكم وأعماق أعماقكم وابتعدتم عن الله وغرقتم في أوحال الخطيئة؟

يا من تُسمون أنفسكم زوراً قادة وسياسيين وتفاخرون بمقتنيات وثروات الأرض الترابية، انتم في الواقع المعاش مجرد أجرِاء، لا بل ذئاب كاسرة همكم نحر الخراف وسلخ جلودها وبيعها في أسواق النخاسة.

لقد أعمت التبعية عيونكم وقتلت فيكم كل المشاعر والأحاسيس النبيلة، فإنكم: “تسمعون سمعاً فلا تفهمون، وتنظرون نظراً فلا تبصرون” (متى 13/14).

إنكم عثرة للوطن واستقلاله، وزارعين شكوك بين ناسه ومسببي عثرات لكيانه وناحرين لهويته.

حربائيون نجسون وانتهازيون ومهرطقون انتم.. تتلونون وتتقلبون وتتنقلون من قاطع إلى آخر غب مصالحكم والمنافع الذاتية.

بدلتم جلودك وغطيتم أعمال الغزاة والمحتلين وماشيتهم الإرهاب وربعه مقابل ثلاثين من فضة.

تيقظوا وتوبوا قبل فوات الأوان، لأن لا مفر من ساعة الوقوف أمام قاضي السماء في يوم الحساب الأخير.

في الخلاصة، نطمئنكم إلى أن الفرجَ من غشكم ومكركم ومعه استقلال لبنان الناجز آتِ لا محالة مهما طال زمن خنوعكم وغرائزيتكم المتوحشة، والذي قال ”إني قد غلبت العالم” (يوحنا 16/13) هو يُمهل ولا يُهمل.

يبقى أن المنحى الإيماني والوجداني هو ما يجب أن نستمر القيام به دون كلل أو يأس، أي الصلاة والعمل الجاد من أجل استرداد الاستقلال، لأن لبناننا الحبيب والغالي هو حالياً بلداً محتلاً بالكامل.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

واجب الشهادة للحق

الياس بجاني/21 تشرين الثاني/18

اللبنانيون هم أبناء الرجاء والإيمان والتقوى والشجاعة والصمود والشهادة ولذلك لن يدعوا تحت أي ظرف قوى الشر والإرهاب والإستكبار والطروادية تنجح في استعبادهم وقهر إرادتهم الحرة مهما كانت التضحيات.

 

لا مجال للتشبيه بين الشهيد من أجل وطنه وبين المرتزق المأجور

الياس بجاني/21 تشرين الثاني/18

الفرق شاسع بين الشهداء الذين يقدمون انفسهم قرابين على مذبح لبنان وبين المرتزقة وجماعات الإرهاب المتلحفين عباءة نفاق المقاومة.

 

من الأرشيف/الياس بجاني/بالصوت والنص/الشهيد بيار الجميل وحبة الحنطة

http://eliasbejjaninews.com/archives/8417/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%87%d9%8a%d8%af-%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d9%8a%d9%84-%d9%88%d8%ad%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d9%84/

الشهيد بيار الجميل وحبة الحنطة

الياس بجاني (من أرشيف سنة 2010)20 تشرين الثاني/18

النائب الشيخ بيار الجميل لم يمُت لأن الشهداء لا يموتون وإنما باستشهادهم ينتقلون من الموت إلى الحياة الأبدية حيث لا ألم ولا عذاب، بل فرح وسعادة وهناء.

الشهداء الأبرار هم حبة الحنطة التي تموت لتعطي الحياة:

إِنْ لم تَقَعْ حبَّةُ الحِنطةِ في الأَرضِ وتَمُتْ بَقِيَتْ وحدَها، وإِذا ماتَتْ أَخرَجتْ حَبَّاً كثيراً، مَنْ أَحَبَّ حياتَهُ فَقَدَها، ومَنْ أَبْغَضَها في هذا العالمِ حَفِظَها للحياةِ الأَبديَّة.” (يوحنا 12/24 ).

يدرك المؤمن أنه لم يكن ممكناً خلاصَ البشريَّة من دون التضحية التي قدمها المسيح المتجسد من خلال عذابه وصلبه. المسيح الفادي يطلب من المؤمنين حاملي صليبه الإقتداء به والسير على طريق الجلجلة بفرح وشجاعة ورجاء لأنها توصل في نهاية المطاف إلى الخلاص. إن التضحية التي قدمها المسيح دون تذمر في تحمُله العذاب والإهانة والموت هي التي أعطت وتعطي ثماراً وافرة.

إن حبَّة الحنطة التي ماتت ودُفنت وأعطت حبّاً كثيراً للعالم كلِّه هي يسوع نفسُهُ. لقد ضحّى يسوع المتجسد بذاته في سبيل البشريّة لإعتاقها من نير العبودية ومن أوزار الخطيئة الأصلية، فمات على الصليب، ودُفِنَ في القبر، وقهر الموت وكسر شوكته، وقام حيّاً من بين الأموات، فكان بموته وعذابه ودفنه وقيامته مصدرَ الحَبّ الكثير، وينبوع النِعَم الغزيرة التي سوف تستمر بالتدفّق على البشريّة حتى انقضاء الدهر.

إنَّ النِعَم التي يمنحُها يسوع للذين يؤمنون به ويعتمدون باسمه ويحافظون على وصاياه تؤهّلهم لأن يتمتّعوا بالحياة الإلهيّة على الأرض وبالسعادة الأبديّة في الملكوت السماوي، والشهداء الأبرار هم في المقدمة، وهنيئاً للوطن الذي يهب الله أهله نِعّمة الشهادة.

أراد يسوع أن يكون المؤمن بتعاليمه على مثاله حبَّةَ الحنطة التي تقع في الأرض وتموت وتُدفن وتأتي بحَبٍّ كثير، فدعاه إلى أن يرفض حُبَّ حياته الأرضيَّة خشيةَ أن يفقِدَها في الآخرة، وإلى أن يُبغضَها في هذا العالم رغبةً منه في الحصول على الحياة الأبديَّة. وقد عبَّر عن هذه الدعوة بأسلوب واضح ومباشر وقوّيٍّ جداً لم يكن أحد يتوقَّعه، فكان له تأثير عميقٌ في نفوس مَنْ سمعوه وأمنوا برسالته ولا يزال وَقْعُ كلامه يسكن قلوب وعقول وضمائر المؤمنين. فمَنْ أَحبَّ حياتَهُ فَقَدَها ومَنْ أَبغضَها في هذا العالَمِ حَفِظَها للحياةِ الأَبديَّة.

وإنَّ الذينَ ينقادونَ لروحِ اللهِ يكونونَ أَبناءَ اللهِ حقَّاً” (رومة 8/14).

يسوع الذي عرَف سموَّ التضحية وذاق شِدَّتَها وصعوبتَها لن يَدَعُ المؤمن الذي يحمَّلها إكراماً له من دون مكافأَة وهو الذي قال لتلاميذه الذين ضحَّوا بكل شيء في سبيله: “أَنتُم الذين تَبعتموني في جيلِ التجديد تجلِسون على اثنَيْ عشَرَ عرشاً, وتَدينون أَسباطَ إسرائيل الإثنَيْ عشَر”. (متى 19 /27-29).

إن لبنان الرسالة والقداسة والتعايش والحضارة والعطاء الذي مشى على أرضه يسوع برفقه أمه السيدة العذراء وبارك ترابه واجترع فيه أول عجائبه يوم حوًّل في عرس قانا الجليل الماء إلى خمر، وبعد ذلك أعجِب بإيمان الكنعانية فشفاها، هذا اللبنان هو عصي على كل قوى الشر والإرهاب، وكما انتصر شعبه بإيمانه الراسخ والصلب طوال 7000 على كافة الغزاة والمارقين، سوف ينتصر بفضل عطاءات الشهداء من أبنائه على كل قوى الإرهاب التي تحاول قتله واقتلاع هويته ونحر تاريخه وأبلسته وتحويله إلى جمهورية أصولية لا تشبهه وغريبة عن قيمه وتاريخه وثقافته.

اللبنانيون هم أبناء الرجاء والإيمان والتقوى والشجاعة والصمود والشهادة ولذلك لن يدعوا تحت أي ظرف قوى الشر والإرهاب والإستكبار والطروادية تنجح في استعبادهم وقهر إرادتهم الحرة مهما كانت التضحيات. إن بيار الجميل الشهيد حي في قلب وعقل ووجدان كل لبناني سيادي وحر ومؤمن. ومع النبي أيوب نقول: الرب أعطا والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركاً”.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

ملاحظة/هذه المقالة نشرت في 21 تشرين الثاني/2010

 

النظام السوري كان قوة احتلال وكذلك ميليشيا حزب الله الإيراني

الياس بجاني/20 تشرين الثاني/18

سوريا كانت تحتل لبنان وجيشها الستاليني كان جيش احتلال بإمتياز وكذلك هو وضع جيش إيران الإرهابي حالياً المسمى زوراً "حزب الله".

 

هوية السيادي والإستقلالي هي لبنانية ونقطة ع السطر

الياس بجاني/16 تشرين الثاني/18

السيادي والإستقلالي الذمي والحربائي الذي يداهن بتقية فاجرة ويفاخر بأن هويته هي غير لبنانية دون خجل هو تيواني التصنيف ولا سيادي ولا شامم ريحة السيادة.

 

لعنة الإنتصارات الإلهية

الياس بجاني/15 تشرين الثاني/18

لعنة الإنتصارات الإلهية مرض كارثي وسرطاني تم استيراده من ملالي إيران ومن أذرعتها العسكرية التي تعيث ببلادنا الدمار والإرهاب والفوضى والمذهبية وكل ما هو جهل وجاهلية.. في هذا السياق الجاهلي فإن وهم انتصار حماس لأن وزير الدفاع الإسرائيلي استقال هو كوهم انتصار الملالي في لبنان عام 2006.. هلوسات وأوهام وخزعبلات.

 

المهم أن يثبت الحريري على المواقف التي أعلنها اليوم

الياس بجاني/13 تشرين الثاني/18

مواقف الحريري اليوم برده على نصرالله مقبولة ومنطقية وفيها روحية التواضع التي تميزه ولكن المهم أن لا يتراجع ولا يعود للصفقات والأهم عدم الإستمرار بخطيئة مداكشة السيادة بالكراسي.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من صوت لبنان مع الدكتور حارث سليمان يُشرِّح من خلالها الوضع السياسي والمعيشي والإقتصادي والزبائني والإحتلالي المفروض على لبنان ويسمي المسؤولين عن حمايته وافساده وفساده ويطرح الحلول.

http://eliasbejjaninews.com/archives/69101/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D8%AD%D8%A7/

https://www.youtube.com/watch?v=38lBIGBTFTA&t=2288s

 

الدكتور حارس سليمان لصوت لبنان

21 تشرين الثاني/18

اقامت إيران قناة اتصال مع أميركا وإسرائيل عبر سلطنة عُمان وزيارة نتنياهو للسلطنة جاء في هذا السياق.

إيران تجمع أوراقها للتفاوض مع أميركا والأروراق هذه هي لبنان والعراق وغزة.

حزب الله يأخذ لبنان وشعبه ودولته رهينة لإيران.

مطلوب حكومة من 24 وزيراً 12 للأحراب و12 من التكنوقراط

المطلوب إما الرضوخ لحزب الله  وتركه يشكل الحكومة ويتحمل مسؤولية الحكم أو مواجهته

 

لبنان ... الأسير الأعظم

ادمون الشدياق/21 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69093/%D8%A7%D8%AF%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%82-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B8%D9%85/

لبنان هو الأسير الأعظم. نعم لبنان هو الأسير الأعظم لأنه وأن كان لكل من أبنائه جوزاً واحد من الأغلال فللبنان أغلال كثيرة لا تعد أقساها واخطرها ثلاثة:

1- أول أغلال لبنان الأسير هو فئة كبيرة من أبنائه. فبالرغم من أن الكثير من اللبنانيين قدموا دمائهم وحريتهم على محراب وطنهم، فأن هناك فئة كبيرة أخرى تتعامل مع وطنها من منطلقات ومسلمات مختلفة تماماً. هذه الفئة (وهي بالمناسبة ليست تابعة لطائفة أو مجموعة معينة) تقسم إلى قسمين:

القسم الأول متعربن، متفرس، متسورن عينه دائماً على الخارج. لا يؤمن أصلاً بوجود لبنان كدولة مستقلة قائمة بحد ذاتها، غير منعوتة إلا بذاتها، ذات تراث مميز، فاعل وأصيل. ولذلك فهو في حركة دائمة لضم لبنان إلى حضارة ما أو دولة ما أو أمة ما. فتطالعك أسماء وأسماء (حضارة عربية، أمة عربية، سوريـة كبرى، سوريـة صغرى، هـلال خصيب، جمهوريـة عربيـة متحدة، جمهوريـة إسلامية، ولاية فقيه، دولة الملالي … الخ)

القسم الثاني بلا اخلاق وصولي انبطاحي يتعامل مع لبنان وكأنه سهم من أسهم البورصة فإذا كان سعره مرتفع وبداء بالهبوط يبيعونه وأن كان سعره منخفض وبداء بالارتفاع يشترونه. فالولاء الوطني تتحكم به حركة السوق. والسوق عرض وطلب. والشاطر بشطارته. ومين اخد امي بيصير عمي . ومتسلط دمشق شهبندر التجار، وباش بزق الضاحية قائد الإنكشارية، وصراف قريطم حارس بيت المال، ونرفوز بعبدا باش كاتب الديوان.

2- ثاني أغلال لبنان الأسير هو محيطه. فبينما نجد بأن الله حبا لبنان بطبيعة خلابة وينابيع فوارة وتاريخ مديد وإنجازات حضارية فريدة، لكن ابتلاه بمحيط جاف، قاسي تعبق منه روائح نتانة التطرف والتخلف والقبلية والجاهلية. محيط لا يعترف إلا بحضارة البلنكو والأسيد وأعقاب السجائر وصعقات الكهرباء. محيط لا يحكم فيه إلا الجلاد، ولا حرية فيه حتى للموالاة، ولا نظام فيه إلا نظام التقية. محيط أصبح مقبرة للتاريخ وللحضارة وليس من علامة للحياة فيه سوى زهرة بخور مريم واحدة اسمها لبنان تختنق من نتانة الجيف.

3- ثالث أغلال لبنان الأسير هو النظام العالمي النتن. هذا النظام المتحكم برقاب الشعوب ومصائرها. يأطرها ويكودرها طبقاً لحسابات ربحه وخسارته. نظام نرسيسي يؤله صورته ومثاله ، كلما ماثلة هذه الصورة كلما رضي عنك وأعتبرك خليقاً بالحياة. ينادي بحقوق الشعوب والإنسان وحتى الحيوان ويرفع راية الحرية ، وعنده أقوى جيوش الأرض في حال أن تقارير جمعياته لم تقنعك بما فيه الكفاية. يتآمر مع إسرائيل، يساوم مع سورية. يماليء مع ابومازن ويناور مع ايران والثمن أمنك وأرضك ومن ثم تتنادى جمعيات حقوق إنسانه لتحصي على الذين يحتلون ارضك والمعتدين عليك خروقا تهم.

ممثلي الشرق يتناهشون ويتكالبون وممثلي الغرب يدونون ويبوبون ولبنان يقبع في زنزانته بجسم منهوش وأغلال كثيرة تحز على معصميه حتى العظم ينتظر الفرج ويتطلع إلى البعيد إلى أقدام جليلي ناصري مصلوب ينتظر القيامة.

 

أغفر_لهم_يا_أبتاه

صعود أبو شبل/فايسبوك/21 تشرين الثاني/18

 قاتل على كلّ الجبهات وقاد الرجال في أقسى المعارك، مقاوم أصيل إضطرّته الظروف أن يهاجر إلى آقاصي الأرض، يعود إلى الوطن كلّما سنحت له الفرصة، يزور مدافن رفاقه في سيدة إيليج فهو يعرف معظمهم ومنهم إستشهد قربه أو أسلم الروح بين يديه، لا يتمكّن من الوقوف ويركع أمام شهادتهم ويذرف الدمع الغزير المجبول بالحنين إليهم، يصلّي من أعماق قلبه ويخبرهم كم يفتقدهم وعن وفائه ورفاقه لهم وللقضية التي إستشهدوا من أجلها، رفيقي Khalil Rahif Dreik بعض الكلام أعادني بالذكرى إلى صورتك وشعرت بأنني أشاطرك دموعك وبحاجة أن أركع قربك أستغفر رفاقنا شهداء المقاومة اللبنانية عن أي إساءة ولو كانت غير مقصودة تلحق بهم، وأحسستنا سويٌاً نقول لبعضهم: "إغفر لهم يا أبتاه فإنهم لا يدرون ماذا يفعلون".

 

الراعي يتسلم في الفاتيكان أعمال دعوى تطويب البطريرك الحويك

الأربعاء 21 تشرين الثاني 2018/وطنية - يتسلم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في هذه الأثناء، في الفاتيكان، أعمال دعوى تطويب البطريرك مار الياس الحويك من مقرر الدعوى الأب فنشنسو كريسكولو في مجمع دعاوى القديسين في الفاتيكان، في حضور رئيس المجمع الكاردينال جيوفاني أنجيلو بيتشو. وقد تناولت حياة البطريرك الحويك وفضائله وشهرة قداسته، تمهيدا لاعلانه مكرما. أي انه عاش ببطولة الفضائل الإلهية والإنسانية والأخلاقية، وبهذا الإعلان ينتهي رأي الكنيسة في انتظار معجزة لإعلان التطويب.

 

لبناني؟ إدفع 20 ألفا" و500 دولار

كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز/21 تشرين الثاني/18

صديقي المواطن اللبناني هل تعلم أنك مديون إلى يوم الدين؟ هل تعلم أيها المواطن الكريم أن مئة مليار دولار دين على وطنك العزيز لبنان تعني أن على كلّ مكلف يحمل الجنسية اللبنانية دفع 20504 دولار أميركي ليسدد لبنان ديونه كلها.

هذا الرقم هو نتيجة عملية حسابية بسيطة أجرتها شركة "statisticslebanon" استناداً إلى عدد سكان لبنان الذي تقدره الشركة ب 4877000 حتى الساعة، وهو يبيّن أيضا أن العائلة المؤلفة من خمسة أشخاص مديونة بمبلغ مئة وألفي دولار أميركي.. لا غير.

فهل قدر كل مواطن لبناني هو الغرق؟  مرّة تغرقه السيول والوحول والمجارير المسدودة، ومرّة يطمونه بالنفايات والتلوث البيئي، ومرة يغرقونه بأمراض مستعصية وخطيرة، ومرة يغرق بالفساد والهدر والسرقات، ولكنه بالتأكيد سيبقى غارقاً إلى أجل بعيد بديون تفوق قدرته على التحمّل، وقد قلنا سابقاً إننا شعب غنوا له لينام.. فمات.

 

في مثل هذا اليوم اغتيل الشيخ بيار الجميل

خليل حلو/فايسبوك/21 تشرين الثاني/18

في مثل هذا اليوم اغتيل الشيخ بيار الجميل السياسي الشاب وأصبح واحداً من مجموعة شهداء الإستقلال الثاني الذي لم ينجز بعد. هؤلاء الشهداء لم يغتالهم راجح ولا المنظومة الصهيو-أميركية-السعودية. الجهة التي وجهت لها التهمة من قبل المحكمة الدولية لا تريد للبنان أي نوع من انواع الإستقلال، واغتيالهم كان للترهيب والإخضاع للأمر الواقع. هناك من خضع كما أن هناك من لم يخضع والتاريخ يسير إلى الأمام. الشعب هو مفتاح النجاح لذلك كل الجهود موجهة لتخدير الشعب عن طريق الوعود الكاذبة وتزوير الواقع والتعمية عما يجري والخضوع المموه للأمر الواقع وإفقاد الشعب مقومات كرامته واقناعه ان الأمور تسير على ما يرام ... وقد نجحوا إلى حد بعيد بإلهائه عن الأساس ألا وهو فقدان إستقلاله. رحم الله الشيخ بيار الجميل وكل شهداء ثورة الأرز وما معنى هذه الحياة البيولوجية دون نضال لإستعادة الإستقلال.

 

الأرجنتين تقبض على 3 عناصر من حزب الله

الشرق الأوسط/21 تشرين الثاني/18/كشفت مصادر إسرائيلية، أمس الثلاثاء، أن جهاز الموساد (المخابرات الإسرائيلية الخارجية)، ساهم بشكل حاسم في إحباط "عملية إرهابية" قال إن "حزب الله خطط لها في العاصمة الأرجنتينية، بوينس آيريس، ضد أهداف يهودية.

وقالت هذه المصادر إن الموساد حصل على معلومات "مفحوصة ودقيقة" عن أفراد المجموعة، وهما شقيقان لبنانيان وابن عم لهما، تم تجنيدهم لـصالح حزب الله، وخططوا لتنفيذ العملية. وبحسب التقديرات، فإن المعلومات التي قدمها الموساد للأجهزة الاستخبارية الأرجنتينية، قادت إلى اعتقال أفراد المجموعة، ليلة الجمعة - السبت الماضي، في شقة سكنية سرية. وتم العثور على أسلحة كثيرة في هذه الشقة. وأضافت أن المعتقلين اعترفوا بأن العملية كانت موجهة ضد "أهداف يهودية". وستوجه إليهم لوائح اتهام بشبهة إجراء اتصالات مع "حزب الله"، وكذلك بتهمة التخطيط لضرب أهداف يهودية. ولكن المصادر الإسرائيلية لم تستبعد أن تكون هناك شبهات ضدهم بأنهم خططوا لاستهداف قمة مجموعة العشرين "G20" المزمع عقدها في نهاية هذا الشهر في العاصمة الأرجنتينية. وقالت وزارة الأمن الأرجنتينية إنه تم العثور على عدد كبير من الأسلحة، إضافة إلى مواد متفجرة. وبحسب الشرطة المحلية في الأرجنتين، فإن أفرادها عثروا على وثائق باللغة العربية تحمل علم ورموز حزب الله.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 21/11/2018

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

الاستقلال لمن؟ وعمن؟ هو استقلال للبنانيين بالطبع.. وهو استقلال مطلوب عن الآخرين في سياق إعادة ترتيب البيت إلا فيما يتعلق بالتعاون مع الدول القادرة والمؤثرة والمهتمة بوقف انحدار الوضع الاقتصادي اللبناني ما يعني تسهيل ولادة الحكومة لأن الصحيح هو ان العرقلة من الخارج أكثر مما هي من الداخل لأنه لا يعقل ان تكون الحكومة جاهزة للاعلان وتتوقف عند مسألة وزير واحد ضمن تجميع ستة نواب من خارج تيار المستقبل للتوزير خصوصا وان غيرهم من طوائف أخرى قد يتجمعون بعيدا عن الكتل ويطالبون بوزيرين وليس بواحد إذا كان التجمع وازنا.

وعشية ذكرى الاستقلال هل تكون الحكومة هدية العيد الذي بدأت احتفالاته اليوم وتستكمل غدا في عروض عسكري يؤكد الاستقرار الامني فيما الاستقرار السياسي ممنوع حتى إشعار آخر ونعني بذلك ولادة الحكومة.

على اي حال وقبل بدء احتفالات الاستقلال نشير الى اجتماع مالي عقد عند السادسة والنصف في بيت الوسط بين الرئيس المكلف سعد الحريري والوزير علي حسن خليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

وفي الخارج تطور كبير ولافت تمثل بحسم الادارة الاميركية العلاقات مع الرياض في اطار يفصل هذه العلاقات عن قضية خاشقجي اذ ان وزير الخارجية جورج بامبيو الذي قال على السعودية محاسبة المتورطين ال17 وهي فعلت ونحنا فعلنا.

بدوره قال وزير الدفاع الاميركي انه ستتم معاقبة المتورطين ال17 وسنمضي بعلاقاتنا الجيدة مع السعودية. سبق ذلك تأكيد وزير الخارجية السعودي ان الملك سلمان وولي العهد خط احمر.

البداية من ذكرى الاستقلال ونشير الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يوجه كلمة الى اللبنانيين تبث مباشرة على الهواء عند الثامنة تماما.

وعشية العيد إزاحة الستارة عن النصب التذكاري لمناسبة اليوبيل الماسي للاستقلال في وزارة الدفاع.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

عشية الاحتفال بحلول اليوبيل الماسي للاستقلال؛ لا تزال امال اللبنانيين المعقودة على الحكومة الجديدة؛ من اجل النهوض بالبلاد؛ في دائرة الانتظار.

فحزب الله؛ ووفق مصادر متابعة وعليمة؛ يواصل الدوران في حلقة تعليق تاليف الحكومة، وهو ما عبر عنه؛ بلسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم؛ بقوله: إن سبيل المعالجة هو بتوزير واحد من نواب سنة الثامن من اذار.

فيما كتلة نواب الحزب؛ اعتبرت ان رفض تمثيل النواب الستة غير مبرر، ودعت الوزارات والادارات العامة الى تحمل مسؤولياتها؛ في فترة تصريف الاعمال؛ تحت طائلة المساءلة والمحاسبة.

اما رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل؛ الذي يواصل مساعيه؛ فاكد حصول اتفاق على مبادئ تتعلق بصحة التمثيل والمعايير؛ لافتا الى ان المطلوب الانتقال الى افكار عملية للحلول.

وبالانتظار؛ فان اللبنانيين يترقبون الكلمة التي سيوجهها رئيس الجمهورية ميشال عون؛ عند الثامنة من هذا المساء؛ في وقت كان الرئيس المكلف سعد الحريري يبحث في الاوضاع الاقتصادية والمالية؛ خلال اجتماعه مساء الى وزير المال علي حسن خليل؛ وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

الى كل هذا، اضف تصلب السياسيين عند مواقفهم وحصصهم، ما يجعل تأليف الحكومة متعثر، وهذا الموضوع سيشكل جزءا من كلمة رئيس الجمهورية التي تنقل مباشرة على الهواء في تمام الثامنة اي بعد قليل.

كل ما سبق واقع، "ومش نق" على الطريقة اللبنانية، وهيكل الدولة المتعب اقتصاديا وماليا، استوجب دعوة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى اجتماع عقد السادسة مساء اليوم في بيت الوسط، وضم الى الحريري حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ووزير المال علي حسن خليل وقد تناول الاجتماع الاستعدادات لمواجهة الاستحقاقات المقبلة ومن ضمنها تغطية المرحلة الراهنة لا سيما في ظل غياب الحكومة اضافة الى كل احتياجات الدولة وكلفتها.

وقد علمت الـLBCI أن اللقاء تناول نقطتين: الاختلاف بين وزارة المالية وحاكم مصرف لبنان حول رفع الفوائد، والاختلاف كذلك على سقف الاستدانة التي تطالب بها وزارة المالية، ويرفضها حاكم مصرف لبنان متقيدا بقانون النقد والتسليف الذي يحدد سقف الاستدانة المتاحة للحكومة.

أمام كل ما سبق، تبدو الصورة قاتمة والمستقبل كذلك، ولكن عندما نعود الى ذاكرتنا، نخجل من يومياتنا ومن فقداننا الامل في قيام دولة: فعلى هذه الارض سقط شهداء ونزف جرحى، يقولون انهم كانوا يوما انسانا كاملا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أن بي أن"

خمسة وسبعون هو استقلال ماسي إكتمل بتحرير الأرض بفعل معادلة ماسية.

لبنان هو البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي إستطاع أن ينتصر على العدو الإسرائيلي والإرهاب التكفيري على حد سواء متسلحا بتعويذة: شعب وجيش ومقاومة فمتى تبدأ معركة الانتصار على الذات؟ الهم اللبناني كبير تغرقه عتمة الكهرباء ويغمره الفساد وتطمره النفايات وتلوث الليطاني وغيرها من القضايا هذا عدا عن الوضع الاقتصادي الضاغط بوقائعه على المستويات كافة.

أول غيث الإنتصار على الذات يكون من خلال تشكيل الحكومة. وفي هذا الإطار شهد احتفال إزاحة الستار عن نصب الاستقلال اليوم مشاورات على الهامش بين الرؤساء الثلاثة من المتوقع أن تستكمل غدا خلال استقبالات التهنئة في بعبدا.

وفي القصر الجمهوري يحضر الرئيس المكلف سعد الحريري ومن بين المهنئين بالاستقلال نواب اللقاء التشاوري فهل يبادرون إلى طلب موعد من الحريري؟... وماذا سيكون جوابه في هذه الحالة؟ وفيما لا أفق محددا على المستوى الحكومي كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وخلال برقية تهنئة بالاستقلال لرئيس مجلس النواب نبيه بري يجدد تطلع بلاده للعمل مع حكومة لبنانية جديدة.

في عيد العلم ولدت إحدى أعلام لبنان هي فيروز المعلقة على أبهة الأرز أزرق إسمها يحرس الوطن وبيروته بالشط السيف المعلق على خصر العاصمة والذي إنتهكته النفايات وحاصرته التعديات ترفع بصوتها الصوت: لبنان يا أخضر حلو لن تقوى عليك أسنان الجرافات ونهش الكسارات والمرامل ويبقى اللبنانيون يرددون خلف صوت الوطن... في أمل... وبحبك يا لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

فلنتأمل معا هذا المساء، بهذه الفكرة البسيطة: لو تعرض أي وطن من أوطان العالم، أو أي شعب من شعوبه، لجزء يسير مما تعرض له لبنان وشعبه على مدى 75 عاما من الاستقلال، ماذا كانت لتكون النتيجة؟

الجواب المنطقي والعلمي والموضوعي على هذا السؤال، يفترض أن يقود إلى النتيجة التالية: أن يتمكن اللبنانيون من الاحتفال باليوبيل الماسي لاستقلال وطنهم ليس أمرا ثانويا أو هامشيا او شكليا كما قد يصور البعض، ولا سيما من أصحاب النوايا السيئة في السياسة، أو الجهلة في التاريخ والجغرافيا.

فما تجاوزه هذا الوطن الصغير من حروب على مر تاريخه الحديث، وما تخطاه من محن، كان بعضه القليل كفيلا بإسقاط إمبراطوريات، والتسبب بانهيار دول عظمى.

فهذا الوطن الذي نال استقلاله قبل 75 عاما جراء تضافر ظروف دولية مؤاتية بفعل تطورات الحرب العالمية الثانية، وأوضاع محلية مناسبة جراء انبثاق الميثاق، تزامنت مسيرته مع أوضاع إقليمية مضطربة، لا يزال محورها إلى اليوم، فرض الكيان الإسرائيلي على شعب فلسطين وتشريده من أرضه، وما أدى إليه ذلك من تداعيات على المستويين الإقليمي والمحلي.

وهذا الوطن الذي يقيم احتفالا مميزا في عيد استقلاله غدا، كانت أرضه حتى أمس القريب، موزعة بين محتل ووصي، ولم تكد تتحرر وتكسر القيد، حتى عاجلها وحش الإرهاب بقضم أجزاء غالية منها، سطر الجيش بطولات قل نظيرها وبذل تضحيات لا تعد أو تحصى لاسترجاعها...

وعلى الدرب الطويل منذ الثاني والعشرين من تشرين الثاني 1943 إلى اليوم، سقط. فمن أجل حزن كل أب، ودمعة كل أم... وحتى لا تذهب تضحيات الشهداء هدرا، وآلام الجرحى أدراج الرياح... من أجل شعلة الأمل التي لا تزال مضاءة في قلوب الأكثرية، وارادة العمل المتقدة في عقول الغالبية، لا تسمحوا لأقلية فاشلة يائسة أن تعكس إحباطها عليكم، فإذا كنا ونحن تحت التراب نرقد على رجاء القيامة، كيف تحبطون وأنتم أحياء؟

سؤال كبير بحجم لبنان، كل لبناني مدعو من الآن فصاعدا إلى الإجابة عليه. وفي الانتظار، ترقب لما سيقوله صاحب السؤال والفخامة في تمام الثامنة، عشية عيد الاستقلال.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

عشية العيد الخامس والسبعين للاستقلال تكثر الاحتفالات يشارك فيها القليل من المستحقين والغائب الاكبر صاحب العيد لبنان الذي صار جمهورية لجمهوريات لبنان في عيده الماسي تطرح في ارجائه العديد من الاسئلة الوجودية نورد بعضها لتبيان فداحة الواقع: الاول اي لبنان نريد؟ الثاني لبنان الطوائف ام لبنان الطائف؟ الثالث لبنان المحايد ام لبنان المنخرط في محور؟ الرابع لبنان المنتظم في عائلته العربية ام لبنان الشارد في الاقليم؟ والسؤال الافدح اي استراتيجية دفاعية اتلك التي تعطي جيشه وحدانية امتلاك السلاح ام تلك التي تمنح فصيلا مفتاح السياسة الخارجية ومفتاح السلم والحرب؟

بالعودة الى اليوميات الواقع الحكومي المأزوم بات يستند فقط الى مبادرة الوزير جبران باسيل وهي بدأت تفقد اندفاعاتها بعدما اصطدمت كل المعادلات التي بنيت عليها بجدران التعطيل ففي ظل المواقف المعروفة للرئيس الحريري وسنة حزب الله تتغذى المبادرة الباسيلية من اصرار غير مسند عنوانه عدم فقدان الامل في وقت لا يكف حزب الله عن صب الزيت على النار فلا يمر يوم الا ويجدد اصراره على اقتحام الحديقة الخلفية للسنة. في هذه الاجواء الملبدة احيا حزب الكتائب ولبنان السيادي الذكرى الثانية عشرة لاستشهاد النائب والوزير السابق بيار امين الجميل.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

لا خوف على استقلال لبنان وارضه المحمية من كل عدوان، فله من اليوبيلات ما لن يعد، ما دام ان الحافظ للوطن واستقلاله معادلات الذهب العصي على تبدل الايام، المصنوع من معدن شعب لا يكل وجيش لا يمل ومقاومة تحمي ضمن معادلة كأرز مزروع في علم سيجه اهله بالقاني..

خمسة وسبعون عاما من الاستقلال المضاف اليه تحريران وانتصارات على كل محتل او عدوان. لكن المفارقة ان وطنا بحجم كل هذه الانتصارات والحضارة المسابقة للتاريخ وكل الحضارات، يسبقه الزمن بخلاف اهله عشية عيده، وكأنهم يحترفون التنغيص على انفسهم .. بين عيد استقلال مضى تمكن خلاله اللبنانيون من تحرير رئيس حكومتهم من احتجاز سياسي واستقالة مفروضة، وعيد استقلال اليوم الذي يحتجز فيه رئيس حكومتهم المكلف نفسه والبلد معه، يصعب على اللبنانيين التفسير، وعلى كل المفسرين والمعبرين السياسيين والاقتصاديين..

فالامن مضمون بوحدة الاجهزة الامنية كما قال قائد الجيش على مسمع الرؤساء الثلاثة، والعين الى الحدود الجنوبية كما اجمع قادة الاجهزة الامنية، لكنْ من يضمن الواقع الاقتصادي في ظل التشظي السياسي..

ورأب الصدع بيد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، وعنده بوصلة التشكيل، بانْ يوزر احد نواب اللقاء التشاوري الستة او ما يرضيهم من حصة الوزراء السنة الستة، بحسب نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم. فهو الطريق الحصري لاكتمال عقد حكومة الوحدة الوطنية، فهناك وقائع على الارض يجب الاعتراف بها قال الشيخ قاسم..

وقبل ان يجتمع السياسيون غداً على منصة الجيش اللبناني في العرض العسكري، خطاب رئاسي بعد قليل لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فيه للبنانيين رسالة عشية عيد الاستقلال..

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

حل الاستقلال فكانت العيد بحث اللبنانيون عن بلد فوجدوه في وطنها تقف قصيدة على بابه فيروز توج بالغار زمنها فاحتلت المشهد وتصدرت أحداثه وزعامته واعتلت منصاته الافتراضية فعلى زمن الاحتفالات بالاستقلال ورجالاته الأسبقين ووضع الأكاليل على "الأضرحة" قرر اللبنانيون أن تكون فيروز هي العيد وأن يكونوا هم "شعب صوتها". وبما أتيح من وسائل تواصل خرج هذا الشعب إلى تظاهرة حب وحدت اللبنانيين على حزب فيروزي لا بنود تفاهم له وفق قاعدة " إذا نحنا تفرقنا بيجمعنا حبك". اليوم هي الاستقلال عن انتداب سياسي معيشي اجتماعي قاهر هي ملجأ الناس الهاربين من دوي أصوات سياسية لا تقيم وزنا لصنع الأوطان وبل تريد أن تحتفل بالاستقلال عن فرنسا وعيد الدني لم يكن شعارا عابرا بل هو خلاص لمن ابتلي بأوصياء على بلاد ضاعت في بحر تأليف وأهدر مسؤولوها دم الإصلاح قبل أن يبدأ ووقف ناسها يتفرجون على موتهم البطيء بلاد لم تتمكنْ من القبض على المجهول وضاع الادعاء في بحر مجرور وسعيًا لانتشال فضحية الرملة البيضا من الريغارات السياسية وحتى لا يبقى الادعاء في المجهول فقد أمضت النيابة العامة التمييزية ساعاتها اليوم في الاستماع الى إفادات المعنيين تتصدرهم شهادة المهندس رياض الاسعد الذي يمتلك الأسماء المضادة للمجهول أما في المجاري الحكومية فقد توقفت الحركة عند نيات اللقاء التشاوري في التواصل مع الرئيس سعد الحريري ولقائه قريبًا فيما أعلن نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن بوصلة التشكيل عند رئيس الحكومة، وسبيل المعالجة أن يوزر واحداً أو ما يرضى عنه اللقاء التشاوري من السنةالمستقلين والبوصلة الدولية ليست بأفضل حال مع تسويات على عينك يا قاتل وعلى اسمها سيلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولي العهد الأمير السعودي محمد بن سلمان في قمة العشرين في الارجنتين بعدما كان ترامب قد حدد بوصلته التجارية معلنا البقاء على الشراكة التي تتجاوز جريمة القنصلية. ولكن مضمون هذه الشراكة يبرمه صهر ترامب جاريد كوشنير على مستوى شخصي مع رئيس مجلس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو وهي الصفقات التي تفوق قيمتها اربع مئة وستين مليار دولار ومن هنا جاءت رسالة ترامب بأن العلاقة بالسعودية مهمة لمصلحة أميركا وإسرائيل أما ما لم يكشف عنه الرئيس الاميركي فهو أن هذه المصلحة منفعة ذاتية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لن تصدقوا هذه السطور لأنها صادمة !

الشيخ حسن سعيد مشيمش/21 تشرين الثاني/18 

صديقي عالم دين فقيه بارز شيعي إمامي إثنا عشري وأستاذ حوزة قلت له:

1- هل أنتم ضد داعش؟.

قال: بالتأكيد إنهم تكفيريون متحجرون متطرفون.

قلت له : هل أنتم مع الفقه والفقهاء الذين قالوا بوجوب قتل المسلم إن ارتد عن دين الإسلام؟.

قال: نعم وهذا بإجماع فقهائنا!

قلت له: هل أنتم مع الفقه والفقهاء الذين أفتوا بوجوب قطع يد السارق البالغ من العمر 15 سنة إنْ سَرَقَ مبلغا بحدود 40 دولار فصاعدا؟.

قال: نعم وهذا حكم الله وبإجماع فقهائنا!!

قلت: هل أنتم مع فقه الفقهاء الذين قالوا لا يجب قطع يد المختلس الذي ينصب أموال الناس بالإحتيال عليها ولو اختلس منها 40 مليار دولار لأن قطع اليد واجب على السارق وليس على المختلس فحكم المختلس السجن وليس قطع يده؟.

قال: نعم هذا الحكم الشرعي وهذا بإجماع فقهائنا!!

قلت: هل أنتم مع شرعية زواج رجل من بنت قاصر غير بالغة بإذن أبيها والإستمتاع بها جنسيا لكن من دون الدخول بها وفض بكارتها؟.

قال: نعم وهذا بإجماع فقهائنا !!!!!

قلت: هل أنتم مع الجهاد الإبتدائي لفتح بلدان غير المسلمين ونشر الإسلام فيها ومن يقاتلكم فيها تقاتلوه فإذا وقع أسيرا بيدكم صار عبدا من عبيدكم كما في زمان الرسول (ص) كما تروون وفق رواياتكم وتصير نساء البلدان المفتوحة جاريات عبيدات ( إماء ) فيجوز لكم نكحهن من دون عقد زواج عليهن وتصادرون أموالهم بوصفها غنائم؟.

قال: نعم وهذا رأي كثير من فقهائنا بشرط توفر أسباب القوة !!!!

قلت: وهل أنتم تعتقدون بحرمة الغناء والموسيقى وبأنها من المنكرات كالزنا والخمرة ويجب معاقبة من يسمعها كما تعاقبون الزاني وشارب الخمرة؟.

قال: نعم وهذا الحكم الشرعي بإجماع فقهائنا مع توفر أسباب القوة أي إذا بسط الفقيه الحاكم الشرعي يده بالحكم !!!!!

قلت: هل أنتم تعتقدون بحرمة رسم الإنسان والحيوان وبحرمة نقشهما أيضا؟ قال: نعم وهذا الحكم الشرعي بإجماع فقهائنا! !!!

قلت : وهل تؤمنون بشرعية حاكم مسلم سني لا يؤمن بالإمامة الإلهية لأئمة أهل البيت عليهم السلام؟

 قال : كلا لا نؤمن بشرعيته وهذا حكم شرعي بإجماع فقهائنا!!!.

قلت :هل أنتم تؤمنون بوجوب أخذ الخمس من الناس أي 20 % من أموال أرباح تجارتهم لتنفقوا 10 % منها على الفقراء الهاشميين وهم يُعَدُّون بالآلاف و10 % الأخرى على الفقراء غير الهاشميين وهم يُعَدُّون بعشرات الملايين !!!!!!

أليس هذا الحكم يتناقض تناقضا صريحا مع أوضح معاني العدالة؟؟

قال: هذا حكم شرعي بإجماع فقهائنا وهو حكم الله!!!!.

قلت: هل أنتم مع شرعية الإغتيال لكل من يشكل ضررا وتهديدا لمصلحة الإسلام العليا؟.

قال: نعم والقرار بذلك بيد الحاكم الشرعي وهو الفقيه الجامع للشرائط !!!!. قلت : هل أنتم تؤمنون بشرعية تَصَرُّف الفقيه بمئات المليارات من الدولارات من الخمس والزكاة والكفارات من دون حسيب ولا رقيب ولا مُسَاءَلة ولا مراقبة وبعدما موته يرثها أولاده بوصية منه ؟!؟!.

قال: نعم إذا كان من أهل التقوى !!!!!.

قلت كثيرا ، وقال كثيرا مثل هذه الأقوال فختمت حديثي معه بقولي:

" إذن بماذا تختلفون عن داعش"؟!.

قال لي: لقد ضَلَلْتَ يا شيخ حسن مشيمش ضلالاً بعيداً فصرت ضالا ومُضِلاً وستدفع الثمن غاليا من أمنك وأعصابك وربما نعثر عليك في يوم من الأيام تمشي كالمجنون في أزقة قريتك.

 

باسيل أجهض مساعيه حين تبنّى فكرة “حزب الله” توزير “سُنَّته”

لبنان من دون حكومة... يحتفل اليوم بذكرى استقلاله الخامسة والسبعين

بيروت ـ “السياسة/21 تشرين الثاني 2018/تحل الذكرى الخامسة والسبعون لاستقلال لبنان الذي يحتفل به اللبنانيون اليوم، فيما البلاد تعيش أزمة سياسية مفتوحة على كل الاحتمالات، وسط عجز فاضح ومستحكم منذ ما يقارب ستة أشهر عن التوافق على تشكيل الحكومة، بالتوازي مع إصرار “حزب الله” على الامساك بورقة الحكومة الجديدة، من خلال اشتراطه توزير حلفائه السنة، أو بقاء البلد من دون حكومة، مع ما لذلك من مخاطر جسيمة على القطاعات الاقتصادية والاجتماعية. وأجمعت المواقف على ما يمكن تسميته بنعي مساعي الوزير جبران باسيل الذي بدا وكأنه يسوق لفكرة “حزب الله” الداعية لتوزير “سنة الثامن من آذار”، وهو ما يرفضه الرئيس الحريري وتيار “المستقبل”، الأمر الذي من شأنه تعميق حجم الأزمة واتساع رقعتها. وبحث مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى بالشأن الحكومي مع النائبين بكر الحجيري ومحمد القرعاوي، الذي قال بعد اللقاء، “تطرقنا الى الوضع الحكومي القائم بشأن دعم الحريري المدعوم من دار الفتوى ومن رؤساء الوزراء السابقين ومن الجمهور الواسع للطائفة السنية”. وأضاف “كما تطرقنا إلى العقدة السنية المصطنعة التي هي عقدة سياسية بامتياز، ونحن نحمل الأطراف السياسية الأخرى مسؤولية عدم تسهيل الحكومة الذي يؤدي الى الانهيار الاقتصادي في البلد، ونحن ندعم الحريري وندعو جميع القوى السياسية لتسهيل مهمة الرئيس المكلف للاسراع بتشكيل الحكومة حفاظاً وصوناً لاستقرار البلد من الانهيار الاقتصادي”. وفي ذكرى الاستقلال الـ75، الذي تحييه قيادة الجيش بعرض عسكري مركزي في وسط بيروت، يحضره كبار رجالات الدولة،، أقيم أمس، حفل ازاحة الستار عن النصب التذكاري للاستقلال، في مقر وزارة الدفاع في بعبدا بحضور الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري، كما شارك في الاحتفال وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزاف عون.

وخلال اللقاء القى قائد الجيش كلمة أكد فيها أنه “في مثل هذه الايام من العام 1943، هب اللبنانيون ثائرين، مؤكدين العزم والارادة على العيش أحراراً، فكان نضالهم في سبيل هدفهم، وكان لهم ما أرادوا”. وقال “في هذه المناسبة نؤدي واجب الوفاء لأبطال ما استكانوا ولا خضعوا لمحتل، لأحرار رفضوا الذل والظلم بشجاعة وصانوا الحق والعدل بقوة، رافعين اسم لبنان عالياً ليبقى قلعة للحرية والسلام، مساحة للحوار والتفاعل الحضاري، منارة إشعاع وتسامح انساني.” وتوّجه العماد عون لرئيس الجمهورية بالقول، إن “على عاتق عهدكم مسؤوليات جسام ملقاة، ليس أقلها استكمال المهمات الوطنية، فمسيرة وطننا بكل تعقيداتها أثمرت دولة، مع كل الضغوط التي عرفتها، نجحت في بلورة نموذج مجتمعي متطور”. ودعا اللبنانيين لتجديد ثقتهم بالجيش اللبناني، وقال “لأن الأمن شرط أساسي لأي استقرار، أناشدكم من منطلق مسؤولياتي وأدعوكم إلى تجديد ثقتكم بالجيش، الذي كان وسيبقى إلى جانبكم سنداً لكم للوصول إلى تحقيق الأمان الكامل وترسيخ شروط الحياة الطبيعية المنتظمة بشكل دائم.” وفي المناسبة، أكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال نهاد المشنوق أنه “في عيد الاستقلال نشعر أكثر وأكثر بالاجة إلى نظرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري نحو لبنان، والتي يؤمن بها لبنانيون أكثر بكثير من المعلن، ويرغبون في الاستمرار بها”. وقال خلال وضعه إكليلاً من الزهور على ضريح الحريري، ممثلاً رئيس الجمهورية، أن “الشهيد الحريري كان بوابة الاستقلال الثاني للبنان، بحداثته واعتداله وتفكيره ورغبته في استراجاع لبنان، لفترة طويلة، دوره الفاعل والمؤثر على الخريطة الدولية والعربية”.

الحريري وشخصيات يستذكرون بيار الجميل

بيروت ـ “السياسة”: في الذكرى الـ12 لاغتيال الوزير السابق بيار الجميل، غرد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على حسابه بموقع “تويتر”، قائلاً: “في ذكرى اغتيال الشهيد بيار أمين الجميل نتذكر الصديق الوفي والمناضل الشريف من أجل حرية لبنان وديمقراطيته واستقلاله، الرحمة لروح بيار وأرواح كل شهدائنا”.وكتب النائب سامي الجميل رداً على الحريري: “شكراً دولة الرئيس على التحية في هذا اليوم الأليم، فلتكن ذكرى شهدائنا دافعاً لنا للصمود والانتفاضة على الذات والثقة بالقدرة على التغيير من أجل مستقبل أفضل لأولادنا”. وأسف الوزير السابق مروان حمادة لعدم الوصول التحقيقات في قضية اغتيال الشهيد بيار الجميل لأي نتيجة رغم أن عملية الاغتيال “حصلت في وضح النهار”. بدوره، كتب رئيس حزب “القوات” سمير جعجع: “لن تخفت ثورة ترقد فيها روح ثائر شهيد”، فيما قال النائب إلياس حنكش أن الشهيد بيار الجميل “عشق لبنان حتى الشهادة”.

جعجع: سلاح خارج الدولة استقلال ناقص

بيروت – وكالات: هنأ رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع اللبنانيين جميعاً بمناسبة عيد الاستقلال.

وقال جعجع في بيان: إن “هذا العيد الغالي علينا جميعاً والذي لم نستطع حتى اللحظة ترجمته كما يجب، يبقى الاستقلال ناقصاً غير ناجز طالما بقي القرار الستراتيجي العسكري الأمني خارج الدولة، وطالما بقي سلاح خارج الدولة، كما يبقى الاستقلال من دون معنى اذا كان المواطن اللبناني يرزح كل يوم تحت ثقل أزمة من الازمات المعيشية التي تلاحقه”.وأضاف: “لا يسعني في هذه المناسبة إلا استذكار آخر دفعة من الشهداء الذين سقطوا على طريق إنجاز استقلال لبنان وهم شهداء ثورة الأرز، وأخص منهم تحديداً الشهيد بيار الجميل، لأنه سقط في مثل هذا اليوم بالذات منذ 12 عاماً، على أمل ان تزهر دماؤهم استقلالاً ناجزاً في أقرب وقت ممكن”.

وهاب يرد على “ردود الفعل السخيفة والصغيرة”

بيروت – وكالات: أعرب رئيس “حزب التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب عن أسفه “لبعض ردود الفعل السخيفة والصغيرة التي تعبر عن نفسية أصحابها، رداً على كلامي”. وكتب على تويتر: “لمعلوماتكم لا أعرف أي مسؤول أو موظف سعودي (…) لكن هل تريدون أن نقف مع ابتزاز أردوغان الذي دمّر سورية ويحتل جزءاً منها ضد دولة عربية؟!… إنكم سفلة حقاً”. وكان وهاب أثار جدلاً حين غرّد: “كما رفضنا احتلال العراق وتدمير ليبيا واليمن وسورية ومحاولة تخريب مصر؛ نرفض حالياً استهداف السعودية (…) الغبي فقط من يقتنع بأن الدجّال أردوغان تهمّه حياة خاشقجي، أو التاجر ترامب تهمّه الحريات…”.

ريفي: لا استقلال قبل التحرر من وصاية إيران

بيروت ـ “السياسة”: أكد اللواء أشرف ريفي أنه لا استقلال قبل تحرير لبنان من الوصاية الإيرانية، قائلا عبر “تويتر”: “رحل الانتداب الفرنسي والاحتلال الإسرائيلي والوصاية السورية، ودخلنا عصر الوصاية الإيرانية”، مضيفاً “لن يكون استقلال قبل تحرير لبنان منها. في ظل القرار الوطني المرتهن لا معنى للاحتفال”. وأشار الى أن “المطلوب مواجهة الوصاية وتحرير الوطن الأسير”، مؤكداً اننا “سنواجه وصاية ايران على لبنان.. مستمرون”.

 

لحزب الله وتل أبيب دوافعهما..فهل نقترب من حرب جديدة؟ واتصالات لتفادي التسخين..وعدم "التأليف" أفضل في حال المواجهة!

المركزية/الأربعاء 21 تشرين الثاني 2018/في وقت يناقش مجلس الامن الدولي اليوم التقرير الدوري للأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس حول تنفيذ القرار 1701، حيث تقدم المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان برنيلا دايلر كاردل لأعضاء المجلس احاطة عن الاوضاع على طول الخط الازرق، يتوقّع ان تضمّنها اشارةً الى استمرار انتشار السلاح غير الشرعي لـ"حزب الله"، ودعوةً الى تمكين الدولة اللبنانية من بسط سيطرتها على كامل اراضيها من خلال اجهزتها الشرعية ونزع السلاح غير الشرعي في اقرب الآجال، تعبّر مصادر دبلوماسية عبر "المركزية" عن خشيتها من تطوّر "نوعي" يمكن ان تشهده الحدود اللبنانية الجنوبية، في الفترة المقبلة، خاصة وأن لكلّ من الفريقين المعنيين بأي مواجهة يمكن ان تنشب، أي تل أبيب وحزب الله، دوافعه وأسبابه الخاصة، التي قد تقوده الى إشعال الحرب. فبحسب المصادر، قد تلجأ الضاحية الى تحريك الوضع في الجنوب لاكثر من اعتبار، منها مثلا تخفيف الضغط الذي تتعرض له الجمهورية الاسلامية الايرانية راهنا، بسبب العقوبات الاميركية الاقتصادية، واصرار واشنطن على خروج مقاتليها من سوريا والعراق واليمن، وجرّها "ضعيفة" الى "اتفاق نووي" جديد. فتأتي هذه المواجهة لتعيد رسم توازنات جديدة في المنطقة والعالم. وهي قد تبادر الى الحرب ايضا، لاعادة الغطاء الشعبي اللبناني والعربي الى "المقاومة" بعد ان فقدت هذه "الهالة" جراء قتال عناصرها في الميادين العربية. أما في الخندق الاسرائيلي، فتشير المصادر الى ان القوة الصاروخية لحزب الله تشكّل مصدر قلق كبير لتل أبيب (عبّر عنه رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في أيلول في الامم المتحدة) قد يدفعها الى حدّ التحرك فعليا لتفكيكها، تماما كما فعلت وتفعل في سوريا... وفي السياق، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية عن الجنرال يوآل ستريك قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي قوله إنه "لن يسمح لحزب الله بإقامة جبهة قتالية معادية في الجولان، بجانب التواجد المكثف للقوات الإيرانية في سوريا، لأن ذلك سيجعل هذه الجبهة أكثر تعقيدا، ومفتوحة في مواجهتنا"، مشيرا الى أن "هناك العديد من المحاولات المتواصلة لإيران في نقل معدات قتالية ثقيلة إلى حزب الله في لبنان، ولذلك فهو تحذير موجه لكل من يحاول المس بأمن سكان إسرائيل على المديين القريب والبعيد، بأنه سيتلقى ردا قاسيا من الجيش الإسرائيلي". وقال الجنرال رونين إيتسيك في مقالة في صحيفة "إسرائيل اليوم" إن "نتنياهو يتحضر لجولة قادمة ضد إيران من خلال تقلده لموقع وزارة الحرب، وحين تكلم عما أسماها المعركة الأمنية الدائرة، والحاجة للعمل بمسؤولية، فهو لم يتحدث كثيرا عن الجبهة الساخنة في الجنوب مع غزة، وإنما عن الجبهة الآخذة بالسخونة مع إيران، وكانت رسالته واضحة: إسرائيل لن تنتظر كثيرا، إنما ستبادر". وفي حين تتوالى الاتصالات الدولية لمنع توتير هذه البقعة الجغرافية، وقد دخلت على خطّها فرنسا وبريطانيا، تقول المصادر ان نتائج هذه الوساطات ضبابية، وكل السيناريوهات واردة. وفي رأيها، قد يكون لهذا العامل أثره في التطورات الداخلية "حكوميا". فأكثر من فريق اقليمي ودولي، يرى ان نشوب هذه الحرب (إن حصل) في ظل حكومة تصريف أعمال، قد يكون أفضل من اندلاعها وسط حكومة مكتملة الاوصاف يكون حزب الله مشاركا فيها. ففي الحال الاولى، يمكن تحييد لبنان الرسمي عن الواجهة، وحصر المواجهة وتداعياتها باسرائيل وحزب الله، تختم المصادر.

 

في خلفيات عرقلة حزب الله التشكيل...قرار بعدم تمثله مباشرة في الحكومة

المركزية/الأربعاء 21 تشرين الثاني 2018 /لماذا يعرقل حزب الله، تحت ستار تمثيل سنّة 8 اذار، تشكيل حكومة العهد الاولى كما يسميها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، اكبر المتضررين معنويا من العرقلة التي تستنزف رصيد عهده الذي ناضل لايصاله اليه، وما خلفيات وابعاد عدم الرغبة القديمة المتجددة في التشكيل؟ وهل ترتبط حقا بالتطورات الاقليمية والتحولات الدولية والعقوبات المتدرّجة على ايران والحزب ام هي محض داخلية اقصى حدودها منح "سنّة 8 اذار" مقعدا على طاولة مجلس الوزراء؟

يبدو واضحا أن تبدّل قواعد اللعبة اقليميا ودوليا، إنما يفرض من وجهة نظر حزب الله مقاربة جديدة لـ "هيكلية" الحكومة المقبلة، تختلف عن تلك التي كانت معتمدة سابقا في "هندسة" الحكومات، ذلك ان هناك لاعبين جددا انضموا الى معادلة التمثيل الشعبي يطمحون الى أن يكونوا أرقاماً صعبة في جدول حساب، لا يحتمل حمولة زائدة، ولا ضرب هيبة الرئيس المكلف الذي قدم اقصى ما لديه ولم يعد مستعدا للمزيد، بحسب ما تقول اوساط سياسية تراقب مسار التشكيل وعثراته لـ"المركزية". فالعقدة السنيّة، ليست سوى واجهة لقرار الحزب منع تشكيل الحكومة التي صدر "امر عمليات" خارجي بوجوب ابعاد حزب الله عنها في الشكل المباشر، وتمثله في الحد الاقصى بشخصيات يسميها من خارج الحزب قد تكون مناصرة او قريبة لكن غير حزبية، لان خلاف ذلك سيعرض حكومة الرئيس سعد الحريري لضربة قاضية بحيث يسقط مبدأ التمييزالمعتمد دوليا بين الحزب والحكومة، ولا يبدو ان احدا في هذا الوارد، فقاعدة الفصل بينهما ستبقى قائمة حتى اشعار آخر وفق ما تظهر المعطيات الدولية والمواقف الداخلية الحريصة على هذا الفصل. وامام رفض الحزب القاطع مبدأ عدم تمثله مباشرة بشخصيات حزبية، لان ذلك يُعتبر تراجعا لا يخدم مصالحه في هذه المرحلة المفصلية، لم يعد امامه من سبيل سوى منع تشكيل الحكومة كخيار وحيد وبديل عن احراجه بحكومة يوضع خارجها، بما يعني ذلك على مستوى تسليم اوراقه والاقرار بالهزيمة المدوّية وانطلاق مرحلة افول نجمه شعبيا، بعدما بدأت بالافول سياسيا وماديا بفعل تطويقه بالعقوبات الاميركية القاسية التي تجفف تدريجيا موارده المالية الى درجة الاختناق، وهو ما ينعكس مباشرة على ارض الواقع. "الستاتيكو" الجديد المرتكز الى منع تشكيل الحكومة، تضيف الاوساط، غير محدد المدى الذي قد يبلغه، ذلك ان تحميل لبنان سلطة وحكما وشعبا تبعات الانهيار التدريجي ومفاعيل العقوبات المفروضة على حزب الله يبقى الف مرة أهون على الحزب من الاقرار بالهزيمة، اذ ان اللحظة التي يسلّم فيها بعدم المشاركة في الحكومة، سترتّب عليه سبحة من التنازلات المستقبلية تضرب مساره ومعنوياته تجاه قواعده المتململة في شكل كبير من الشح المادي الذي اصيبت به جراء مفاعيل العقوبات على ايران والحزب واهمال الجانب الانمائي في المناطق التي تشكل خزانا شعبيا يرفده بالمقاتلين، وتشكل اقرارا بمدى تأثره بالعقوبات المفروضة عليه والتي ينكر حتى اللحظة تأثره بها. وما يعزز الاعتقاد بانعدام الامال بالافراج عن الحكومة قبل نهاية العام، كما تعتبر الاوساط المشار اليها، ان الرئيس الحريري المعوّم سنيّا في لبنان وعلى المستوى العربي والخليجي، ليس في وارد القبول بكسره تحت اي ظرف، ومهما كان الثمن، بدليل رفض استقباله النواب الستة بناء على اقتراح باسيل كبداية للخروج من الازمة، لان مجرد استقبالهم، بحسب ما تؤكد اوساط بيت الوسط، يعني الاقرار بحيثيتهم، وهو ما يرفضه الحريري في شكل قاطع.

 

مصادر الحريري: إذا اعتذر لن يقبل بالعودة

المركزية/الأربعاء 21 تشرين الثاني 2018/أكدت مصادر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لقناة الـ"MTV" أن "طرح رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل بشان العقدة السنية امر مخالف لكل شيء بالبلد وطرحه لم يخلق أزمة مع رئيس الجمهورية ميشال عون بل فتح باب النقاش". ولفتت إلى أنه "لا خطة مرتقبة للحريري قريبا والطابة ليست بملعبه"، مؤكدةً أن "الحريري لن يشكل حكومة بشروط "حزب الله" ويحاول أن يحمي البلد من تداعيات العقوبات الأميركية على لبنان ولا يمكن ان يكون خط دفاع لـ"حزب الله" في مواجهة العقوبات الاميركية". واعتبرت أن "حزب الله" يستخدم سنّة 8 آذار متراساً لخلق اشكالية سنية - سنية ولولا الحزب لما كانوا شكلوا حيثية وهم ليسوا اهم من "حزب الكتائب" او "الحزب القومي" او غيرها من القوى"، مؤكدةً أنه "لا فائدة من الاعتذار فإذا أعيد تكليفه ستعود الأمور الى نفس النقطة وبالتالي إذا اعتذر فهو لن يقبل بالعودة الى الحكومة".

 

الحريري "غير مرتاح" لطرح باسيل... فكيف سيتصرّف؟

الراي الكويتية/21 تشرين الثاني 2018/تدْخل أزمة تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان السبت المقبل شهرها السابع، وسط أفقٍ يزداد انسداداً مع تَحوُّل العقدة التي رمى بها «حزب الله» بوجه الجميع باشتراطه توزير أحد النواب السنّة الموالين له «أو لا حكومة»، كرةً تتدحْرج في أكثر من اتجاه مُنْذِرةً بإمكان إعادة مسار التأليف برمّته الى النقطة صفر واحتجازه الى أَجَل غير مسمى. ورغم «استراحة» عطلة عيد المولد النبوي الشريف، ساد بيروت ارتيابٌ مكتوم من المنحى الذي سيتخذه الملف الحكومي في ضوء انتقال الرئيس ميشال عون وفريقه من دعْم الرئيس المكلف سعد الحريري في رفْضه أي توزيرٍ لسنّة 8 آذار والتمسك برئيس وزراء «قوي» الى رمي الكرة في ملعب الأخير عبر طرْح رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل (مفوَّضاً من عون) إطاراً لحلّ هذه العقدة يقوم على إلغاء المبادلة بين الوزيريْن المسيحي والسني من حصتيْ رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف، فيكون تمثيل النواب الستة الموالين لـ«حزب الله» عبر الوزير السني السادس وبشخصية قريبة منهم. ورغم عدم صدور أي تعليق مباشَر من الحريري على طرْح باسيل الذي حمَله الى «مجموعة الستة»، فإن أجواء قريبين من «بيت الوسط» عكستْ، لـ «الراي»، عدم ارتياح الرئيس المكلف سعد الحريري لمثل هذا المسار الذي يحوّل رئيس حكومة كل لبنان مسؤولاً فقط عن تشكيل «حصّته السنية»، كما يصوِّر أن العقدة القائمة هي سنية - سنية على عكس واقعها كمشكلة سياسية بامتياز افتعلها «حزب الله»، في حين اعتبرت أوساط مطلعة أن خطوة باسيل التي «تحمي» حصّة رئيس الجمهورية و«الثلث المعطّل» لفريقه وتضعها خارج أي حلول على حسابها، من شأنها المساس بمرتكزات مسار التأليف، اذ انّها تحرم الحريري تمثيلاً مسيحياً تقليدياً وتأكل من حصته عددياً وتضرب تالياً التوزانات «الدقيقة» في الحكومة. ويصعب تَصوُّر إمكان تسليم الحريري بمثل هكذا مَخْرج يشكّل انكساراً أمام «دفتر شروط حزب الله»، وسط انطباعِ الأوساط المطلعة بأن حركة باسيل تشكل في جزء منها «هروباً الى الأمام» من المواجهة مع الحزب الذي لطالما روّج قريبون منه الى أن حلّ عقدة سنّة 8 آذار هو لدى رئيس الجمهورية، في إشارة غير مباشرة الى تمثيل هؤلاء من حصّته بما ينزع منه ورقة الثلث المعطل.

 

الراعي واصل زيارته الى روما والتقى أعضاء المجمع المقدس والابرشيات المارونية وزار دائرة التنمية البشرية المستدامة

الأربعاء 21 تشرين الثاني 2018 /وطنية - تابع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي على رأس وفد أساقفة سينودس الكنيسة المارونية زيارة الأعتاب الرسولية لليوم الثاني على التوالي. فبعد مجمع الكنائس الشرقية أمس زار الآباء بعد ظهر يوم أمس دائرة التنمية البشرية المستدامة حيث جرى لقاء مع رئيسها الكاردينال بيتر تركسون.

الراعي

استهل اللقاء بكلمة عرف فيها البطريرك الراعي بأعضاء المجمع المقدس والابرشيات المارونية في لبنان والانتشار، شارحا هوية الكنيسة المارونية ورسالتها في لبنان والعالم وبعدها المسكوني والحواري بين الأديان والطوائف. ولفت الى "ان الموارنة ينتشرون في القارات الخمس حيث تقوم الكنيسة بخدمتهم من خلال إنشاء رعايا وابرشيات وتأمين كهنة لخدمتهم الروحية. فعدد الموارنة المنتشرين بات اكبر بكثير من عدد المقيمين في لبنان ولذلك من واجب الكنيسة الأم ان تحتضن ابناءها وتتبعهم أينما حلوا. وختم شاكرا لرئيس الدائرة ومعاونيه خدمتهم في هذا الحقل الإنساني العالمي، املا بمزيد من التعاون في خدمة اللاجئين والمهجرين من اجل التخفيف من معاناتهم.

تركسون

ثم كانت كلمة ترحيب من الكاردينال تركسون الذي اعرب عن سروره بلقاء رئيس الكنيسة المارونية واساقفتها، مؤكدا على عمق التعاون المتبادل مع الكنيسة المارونية التي تقوم بدورها وباسم الكنيسة الجامعة بتعزيز النهوض بالتنمية البشرية المتكاملة في منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص.

دوف

بعدها كانت مداخلة لامين سر الدائرة المونسنيور برونو دوف عرض فيها لاهداف دائرة التنمية البشرية المستدامة، مشددا على أهمية الحس الانمائي تجاه الشعوب الفقيرة وإعطاء دينامية للعمل معها عبر محاور ثلاثة: الانتباه الى المهمشين والفقراء ومن هم اكثر حاجة للمساعدة، الإنماء الإنساني من خلال احترام الكرامة الإنسانية وبناء ثقافة السلام من اجل الخير العام والعدالة الاجتماعية. ثم دار نقاش وتبادل للخبرات في مجال عمل الانماء الانساني وتحدياته وخصوصا على ارض واقع لبنان حيال وجود عدد كبير من النازحين واللاجئين.

 

قائد الجيش للعسكريين في أمر اليوم: الحالة الضبابية في المنطقة تحتم عليكم البقاء في أعلى درجات اليقظة والاستعداد لمواجهة التحديات

الأربعاء 21 تشرين الثاني 2018 /وطنية - وجه قائد الجيش العماد جوزاف عون أمر اليوم إلى العسكريين لمناسبة عيد الاستقلال الـ75 الآتي نصه:

"أيها العسكريون نحتفل اليوم بعيد الاستقلال هذا العام في يوبيله الماسي، وفي هذه الذكرى المجيدة أكثر من درس وعبرة، إذ إن صمود لبنان في وجه العواصف والمحن طوال تلك الحقبة المديدة من الزمن، يثبت بشكل قاطع أن بزوغ فجر الاستقلال في الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني من العام 1943، لم يكن وليد تقاطع ظروف إقليمية ودولية مؤاتية فحسب، بل هو في جوهره ثمرة نضال اللبنانيين في وجه الاحتلالات والوصايات الأجنبية، وفعل إيمانهم الراسخ بهذا الوطن وسعيهم الدؤوب إلى تحقيق هوية وطنية جامعة، فريدة في نموذجها الثقافي والحضاري الرائد. كذلك فإن جيشكم الذي نشأ من رحم الاستقلال، أثبت على امتداد مسيرته ولا يزال، إنه جدير بالحفاظ على هذه الأمانة، فلم يبخل لحظة في بذل قوافل الشهداء والجرحى على مذبح الوطن، دفاعا عن وحدته وسيادته وسلامة أراضيه.

أيها العسكريون

إن التاريخ محطات، وبعض المحطات تاريخ بحد ذاتها، واليوم تسطرون بحبر الدم والتضحية صفحات مشرقة في تاريخ لبنان المعاصر. ففي زمن التحولات والصراعات الدولية الكبرى، تثابرون على جهوزيتكم عند الحدود الجنوبية، لإحباط مخططات العدو الإسرائيلي وتهديداته، ومحاولاته وضع اليد على جزء من أرضنا وثرواتنا النفطية. فاستمروا على ما دأبتم عليه، متسلحين بحقكم المقدس في الذود عن ترابكم وشعبكم، بالتنسيق والتعاون مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة إلى جانبكم تطبيقا للقرار 1701 ومندرجاته، ما يزيد من صمودكم وقدرتكم على مواجهة هذا العدو، وفضح خروقاته ونواياه العدوانية أمام العالم. وأعلم أنكم تواقون لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا واستكمال انتشاركم فيها كما في الجزء الشمالي من بلدة الغجر المحتلة.

أما الوجه الآخر لتضحياتكم فهو محاربة الإرهاب الذي طردتموه من أرضنا وأبعدتم خطره. واليوم تنتشرون على الحدود الشمالية والشرقية لتأمينها من تسلل أي مجموعات إرهابية وضبط عمليات التهريب والانتقال غير الشرعي.

اعلموا أن ما ننعم به من استقرار أمني في الداخل هو نتيجة عملكم الدؤوب والمتواصل في ملاحقة الخلايا الإرهابية وتفكيكها والعمليات الاستباقية ضدها. لا مكان للمخلين بالأمن ولا ملاذ لهم، والجيش عازم على مطاردتهم وحماية المواطنين من شرورهم ومن آفة المخدرات التي تهدد مجتمعنا.

أيها العسكريون

إن الحالة الضبابية التي تلف المنطقة بأسرها في ظلال تحولات كبرى مرتقبة، سيكون لها دون شك انعكاسات على بلدنا، فضلا عن الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان، ما يحتم عليكم البقاء في أعلى درجات اليقظة والاستعداد لمواجهة تحديات هذه المرحلة بمختلف أشكالها ووجوهها، لأنكم في ثباتكم على أداء مهماتكم بكفاءة وتفان والتزام، إنما تشكلون جسر عبور إلى مرحلة واعدة، تعود معها مؤسسات الدولة كافة إلى أداء دورها الطبيعي، وتنطلق من جديد ورشة النهوض بالوطن على جميع الصعد. كما تتوسط الأرزة علم البلاد، جيشكم يسكن قلب الوطن، لذا كونوا نبض الأمل في عروقه، أشداء في عزمكم وبطولاتكم، أقوياء بثقة شعبكم، أعزاء بإرث شهدائكم، فتثبتوا مرة أخرى، أنكم للوطن سياجه المتين، وللاستقلال حماته المخلصون.

 

عونية كارلوس غصن ولبنانية سمير كساب ونزار زكا

راما جراح /جنوبية/21 نوفمبر، 2018

وصفت الخارجية اللبنانية- فى بيان اليوم الثلاثاء، غصن بأنه "مواطن لبنانى منتشر (مغترب) وأنه يمثّل أحد النجاحات اللبنانية فى الخارج، والخارجية اللبنانية ستقف إلى جانبه فى محنته لتتأكد من حصوله على محاكمة عادلة. شجارٌ بين المسؤولين، وتغريدة دعمٍ من وزير، ومطالبة بمتابعة القضية من زعيم التيار الوطني الحر، لأجل كارلوس غصن. إنه رجل الأعمال اللبناني الأصل، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركتي “نيسان” اليابانية و”رينو” الفرنسية، ورئيس مجلس إدارة “ميتسوبيشي موتورز” اليابانية. حقق غصن نجاحاً ساحقا في اليابان نظراً لأنه كان أجنبياً، عصف أسلوبه المختلف بعالم الشركات اليابانية الذي كان يعتريه العفن، ولكن تجاهله لأعراف عالم الأعمال ربما كان السبب في سقوطه،بعدما اعتبر المنقذ للشركات المتعثرة. كارلوس غصن موقوف منذ الثلاثاء ويواجه تهما بارتكاب مخالفات مالية، بما فيها إخفاء دخله الهائل، ويبدو أن الشركات التي أنقذها “نيسان، وميتسوبيشي” ستستغني عنه كرئيس لمجلس إدارتها، وأصبح إرثه كمنقذ للشركات في مهب الريح، ولغاية أحداث هذا الأسبوع الدراماتيكية، كانت كل الروايات المتعلقة به تتحدث عن تفاؤل غير محدود.

من جانب آخر، أُعتبر ما قام به غصن تحدياً للولايات المتحدة حيث أعلن في ١٥ حزيران أنّ شركة “رينو” لن توقف عملها في إيران، على الرغم من العقوبات المفروضة عليها، إذ قال حينها: “إذا اضطررنا الى تقليص نشاطنا سنحتفظ بوجود محدود في إيران، لأننا مقتنعون بأنّ هذه السوق ستُفتح من جديد وأنّ بقاءنا في إيران سيمنحنا بالتأكيد أفضلية”. وهنا هل غصن يدفع ثمن تحدّيه للولايات المتحدة؟؟ لم ننته بعد، فوزير الخارجية السابق وزعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل كلف سفير لبنان لدى اليابان، بضرورة متابعة قضية اتهام كارلوس غصن بالتهرب الضريبى، باعتبار أنه يحمل الجنسية اللبنانية، واللقاء به للاطلاع على احتياجاته والتأكد من سلامة الإجراءات القضائية التى تتخذ في حقه، والحرص على توفير الدفاع القانونى له ليتمكن من عرض ما يمتلكه من وقائع وأدلة و كي تتاح له فرصة حقيقية للدفاع عن نفسه.

ووصفت الخارجية اللبنانية- فى بيان صدر اليوم الثلاثاء، غصن بأنه “مواطن لبنانى منتشر (مغترب) وأنه يمثّل أحد النجاحات اللبنانية فى الخارج، والخارجية اللبنانية ستقف إلى جانبه فى محنته لتتأكد من حصوله على محاكمة عادلة”.

وقد غرّد الوزير السابق فادي عبود على حسابه عبر “تويتر” سائلاً:”ألا تعتقدون إنه ربما القضاء والقدر لهما اليد بمشاكل كارلوس غصن؟”. وأضاف:”من يستطيع وقف الهدر وزيادة فعالية رينو ونيسان يستطيع حتماً أن يفعل الشيء نفسه في لبنان”، معتبراً أنّ “حجم الشركتين المالي أكبر بكثير من لبنان”. وشدد:”بالإذن من كل الزعماء، الشعب يريد كارلوس غصن وزيراً للمالية مع سوبر صلاحيات. هكذا نبدأ بالإصلاح”.

وتعليقًا على اعتبار النائب السابق فارس سعيد أن رئيس مجلس إدارة شركة “نيسان” المعقتل كارلوس غصن قد “فضح اللبنانيين أينما وجدوا”،رد النائب ميشال ضاهر، عبر “تويتر”، قائلًا: “أستاذ فارس سعيد، لا تستعجل الحكم على كارلوس غصن.كارلوس غصن نتغنى نحن في لبنان بنجاحه. يؤسفني أن أسمع حكمك عليه من قرطبا إلى طوكيو. قبل أن يتسنى له الدفاع عن نفسه في المحاكم اليابانية، نعم كارلوس غصن فضح اللبنانيين كما ذكرت. نعم فضحهم بكشف كمية الحقد على بعضهم البعض. يا أسفاه”. العناية الرسمية بقضية كارلوس غصن تدفعنا إلى التذكير بقضايا لبنانيين مخطوفين ومعتقلين في الخارج، لم تستجلب قضاياهم ولو جزءا بسيطا من الاهتمام الرسمي الذي لاقته قضية كارلوس غصن، من قبيل المصور سمير كساب والخبير في تكنولوجيا المعلومات نزارزكا.  يوم وقف سمير خلف عدسة كاميراته ليلتقط صوراً لأطفال سوريا وآلامهم، كان همّه الخبر والقصة والحياة الآمنة لهؤلاء الأطفال  وقد اختطف المصوّر اللبناني من بين عائلته وزملائه في ١٥ تشرين الأول ٢٠١٣، ومنذ خمسة أعوام والعائلة تحاول جمع المعلومات و”التنقيب” عن مصير سمير. كل المعلومات الشحيحة التي وصلت إليها، كانت تفيد بأنّ كساب عند تنظيم “الدولة الإسلامية” وفق  حديث أدلى به السيد نصرالله. حاول اللواء عباس إبراهيم متابعة القضية قدر المستطاع حتى أنّه في حزيران ٢٠١٤ قال: “هناك جهد قد نلمس ثماره في قضية اللبناني المخطوف في سوريا سمير كساب”، متوقعاً رؤيته قريباً في مقرّ عمله في “سكاي نيوز”.

وأيضاً كان هنالك إخبار من الصحفي الفرنسي الذي اختطف مع سمير نيكولا هينان، والذي بقي عشرة أشهر أسيراً في أقبية تنظيم “الدولة الإسلامية”، والذي قال بعد تحريره عام ٢٠١٤، أي بعد عام على خطف سمير، حرفياً: “سمير كساب كان جاري في الزنزانة”.

أمّا بعد، فإن نزار زكا مواطن أميركي من أصل لبناني، وهويعتبر بمثابة “الكنز الدفين” نظراً لعلاقاته الخاصة والوثيقة جدا بالأجهزة المخابراتية والعسكرية الأميركية”.

زكا “المناصر لحرية الإنترنت والمقيم في واشنطن ” بحسب ما عرّفت عنه صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، ألقى محاضرة في المؤتمر وشارك كما ذكر الموقع الإيراني، في نقاشات على طاولة مستديرة حضرها مسؤولون حكوميون بارزون في إيران، ليتم توقيفه بحسب ما أوردته وكالة “الأنباء المركزية” اللبنانية من قبل السلطات الإيرانية على ذمة التحقيق من دون ذكر الأسباب. عائلة زكا الذي دخل إيران في ١١ أيلول عام ٢٠١٤ تواصلت مع وزير الخارجية جبران باسيل من دون الوصول الى جواب شاف بحسب محاميه ماجد دمشقية، الذي عبّر عن سخط العائلة من عدم تجاوب وزارة خارجية مع هكذا قضية، وحاولوا طلب مواعيد من المسؤولين الرسميين وحاولوا التواصل مع عدة جهات ولكن دون جدوى. وما حصل مع زكا دفع زوجته المقيمة مع أبنائها الثلاثة في الولايات المتحدة إلى العودة إلى لبنان، وهي ترفض الحديث إلى الإعلام، إذ أن كل ما تطلبه هوعودة زوجها إلى حضن عائلته وانتهاء هذا الكابوس. واليوم بعدما شاهدت عائلة كساب ما حلّ بقضية العسكريين، وكلَّ الحزن والألم اللذين رافقا أهاليهم في هذه المأساة هل لا زالت تثق بالدولة اللبنانية وأجهزتها ومسؤوليها؟ أما عائلة زكا ما موقفهم من اهتمام الوزير باسيل بقضية غصن وتهميشه لقضية ابنهم الموقوف في إيران بعدما استنجدوا به ولم يُلبهم؟! سمير ونزار وغيرهم من مخطوفين وموقوفين لبنانيين هل تشكك الدولة بولاء سمير ونزار وغيرهم للوطن أو جنسيتهم اللبنانية؟ أم أنّ قرب كارلوس غصن من التيار الوطني الحر استجلب اهتمام زعيمه ووزرائه؟

هل يجب أن تلتصق صفة “العوني”بأي لبناني حتى ينال الاهتمام اللازم!!

 

اللبنانيون لا يثقون بالمدراس الرسمية... وتحديث المناهج أسير التجاذب السياسي

المدير العام لوزارة التربية في لبنان: الأزمات واللجوء السوري عوامل حالت دون التطوير

بيروت: سناء الجاك/الشرق الأوسط/21 تشرين الثاني/18

المدرسة الرسمية في لبنان ليست في أحسن أحوالها، والإقبال على الالتحاق بها، ولا سيما في المراحل الابتدائية والمتوسطة، يتدنى. لكن في المقابل، لا تتوقف الجهود في وزارة التربية والتعليم العالي لمواجهة التحديات التي تعيق تطور هذا المرفق الحيوي والأساسي للشعب اللبناني.

ويبلغ عدد المدارس الرسمية على امتداد المناطق اللبنانية 1260 مدرسة، تضم 314.726 تلميذاً و42.686 أستاذاً، بينهم 22.989 في الملاك و18.851 متعاقداً. المفارقة، أن المدارس الخاصة تتقاضى أقساطاً مدرسية كبيرة قياساً إلى سلم الرواتب في لبنان، ولا قدرة لأكثرية اللبنانيين على تحملها، إلا أن الدولة التي تراجع دور مدرستها الرسمية نتيجة الحرب الأهلية وحاجتها إلى مواكبة التطوير التربوي، تعمد إلى تقديم المنح المدرسية لأبناء الموظفين والعسكريين العاملين لديها المسجلين في المدارس الخاصة، فتغطي إما كامل القسط أو نسبة معينة منه، عوضاً عن تحسين مستوى المدرسة الرسمية لتستقطب غير القادرين على تسديد هذه الأقساط. ومع الارتفاع الكبير لكلفة التعليم في تلك المدارس، ارتفعت قيمة المنح المدرسية التي وصلت في موازنة عام 2018 إلى نحو 430.3 مليار ليرة. كما يرِد في دراسة أعدتها «الدولية للمعلومات». وأوضحت الدراسة، أن «هذه المبالغ المرصودة في الموازنة مرشحة للارتفاع، وقد تصل إلى نحو 516 مليار ليرة، أي بارتفاع 20 في المائة عن الكلفة المقدرة في الموازنة».

المدير العام للتربية، فادي يرق، ليس غافلاً عن أحوال المدرسة الرسمية، وهو لا يوافق على أن التعليم الخاص في لبنان أفضل من التعليم الرسمي في جميع المراحل أو في جميع المدارس للمرحلة ذاتها. وكما يؤكد لـ«الشرق الأوسط»: «النظرة العامة إلى المدرسة الرسمية ليست علمية، وهي خاطئة في كثير من المقاربات. هناك ظلم للقطاع التربوي الرسمي». ويضيف: «تم وضع خطة عمل خمسية لتطوير القطاع في الأعوام بين 2010 و2015، لكن الأحوال في لبنان من أزمات سياسية، ومن ثم الأزمة السورية تحديداً، كلها عوامل حالت دون تنفيذ الخطة وتطوير القطاع. فنحن نحتاج إلى استقرار لإرساء الخطط وحصد نتائجها في الأجيال التي تتعاقب على المدرسة الرسمية. فالأزمة السورية أثرت على الالتحاق بالمدرسة الرسمية. واليوم لدينا 51 في المائة من التلاميذ السوريين مقابل 49 في المائة من اللبنانيين في مرحلة التعليم الأساسي».

وإذ يقر أن «لا سياسة رسمية واضحة حيال المدارس الخاصة»، يوضح أن «لبنان يشهد نمواً كثيفاً في قطاع التعليم الخاص بمعزل عن المواصفات الجديدة الجيدة. ربما 25 في المائة من هذه المدارس لديها مستوى جيد، في حين أن أكثر من 20 في المائة من المدارس الرسمية لديها مستوى جيد. ولا تصح المقارنة بين الخاص والرسمي. فالتفاوت هو نفسه». ويمكن تلخيص التحديات الأساسية في النظام التعليمي بعدم المساواة في توفير التعليم الجيد في جميع المدارس، وتفاوت نسب القراءة والكتابة والحساب التأسيسي في مراحل الصفوف المبكرة، كما أن عدم دعم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة غير متوافر في جميع المدارس. وهذه التحديات تعكس انعدام ثقة ذوي التلاميذ بالتعليم الرسمي.

يقول يرق: إن «مرد ذلك إلى ثقافة سارية لدى الأهالي، فهم يفضلون تعليم أبنائهم في مدرسة خاصة في مراحل الروضة والابتدائية والتكميلية. وهذه الثقافة تتبدل لمصلحة التعليم الرسمي عندما يتعلق الأمر بالمرحلة الثانوية. وعدد التلاميذ ونسبهم في المرحلة الثانوية أفضل منه في المراحل التعليمية الأصغر». ويشير إلى أن «مرحلة الروضة تعمل على إثبات جدارتها، مع إعداد معلمين اختصاصيين، إضافة إلى تجهيزات ولوازم مناسبة. بالتالي، يفترض أن يتحسّن وضعها في المدى المنظور وترتفع نسبة الإقبال». البنى التحية للمدرسة الرسمية تعكس تفاوتاً بين نوعية البناء المدرسي في جميع أنحاء لبنان، إضافة إلى اختلاف وتباين في توفير التجهيزات واعتمادها، في حين تتعدى تكاليف الإيجارات المدرسية 20 مليون دولار سنوياً، هذا عدا تسييس بناء المدارس، فقد تم بناء أكثر من 30 مدرسة في مناطق لا إقبال عليها.

ويوضح يرق، أن «بعض المدارس الرسمية في حاجة إلى بناء مدرسي ملائم ولو بالحد الأدنى. وهذا ما نعمل على استدراكه، لكن الأمر دونه صعوبات. المفروض إنشاء تجمعات للمدارس. فالروضات والمدارس الابتدائية يجب أن تكون قريبة من المنازل في الأحياء والقرى، والمتوسطة يمكن أن تتمركز بين مجموعة أحياء. أما المدرسة الثانوية، فيجب أن تكون في مجمعات تشمل قطاعاً كبيراً من المناطق، بحيث يمكن الاستفادة من البنى التحتية والمنشآت واللوازم وتجميع هيئة تعليمية. ففي لبنان لا مشكلة في المواصلات والوصول إلى المدرسة». مشكلة مهمة تعترض تطوير المدرسة الرسمية، وهي المناهج والتدريس؛ إذ لم يتم تحديث المناهج الدراسية منذ عام 1997. والمناهج التربوية هي من اختصاص المركز التربوي للبحوث والإنماء، لكنها أسيرة التجاذب السياسي. ويشكل غياب كتاب التاريخ الموحد دليلاً على تسييس التربية والتعليم. ونتيجة الانقسام السياسي والطائفي الحاد بين الأطراف اللبنانية على كثير من الأحداث التي شهدها لبنان منذ سبعينات القرن الماضي إلى تاريخه، يتوقف تعليم التاريخ اللبناني عند مرحلة الاستقلال.

يرفض يرق التطرق إلى المناهج لأنه «ليس المرجع الصالح للخوض في الموضوع»، لكنه يلفت إلى الجهد المبذول على هذا الصعيد». ويضيف: «المطلوب تعزيز اللغات؛ لأن اللبناني يتميز بقدرته على إتقان العربية والفرنسية والإنجليزية وهذه ميزة تسمح له بتحصيل مزيد من الثقافة العامة، وتفتح له أبواب المعرفة وأسواق العمل بعد تخرجه. كذلك، المطلوب تعزيز تطور التكنولوجيا، إضافة إلى دمج مفاهيم الاقتصاد الحديثة بالمواد العلمية. ونحتاج إلى تعزيز خدمة المجتمع ومفهوم قبول الآخر والمواطنة منذ الصفوف المدرسية. ولتحقيق هذه الأهداف يلزمنا غطاء سياسي لبناء جيل من المواطنين بمعزل عن استخدام وزارة التربية للخدمات السياسية، وإنما لوضع سياسات تربوية مرتبطة بالتزامات لبنان، مثل الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة بحلول 2030.

عن إعداد المدرسين، يقول يرق: «مع توقف دور المعلمين والمعلمات عن إعداد الجسم التعليمي ورفد المدارس الرسمية بالمدرسين، باتت وزارة التربية تعمل على سد النقص من خلال الناجحين في المباريات التي يجريها مجلس الخدمة المدنية، بحيث يصار إلى إعدادهم في كلية التربية، ومن ثم توزيعهم على المدارس. أما تلبية الحاجة الطارئة والمستجدة، من بينها أساتذة المواد الإجرائية، فيصار إلى تأمينهم من خلال التعاقد. وهناك ضرورة للمواءمة والتنسيق بين التدريب المستمر والإرشاد المهني، وتطوير طرائق التعليم لتعزيز مهارات القرن الـ21، مع الإشارة إلى أن لدينا نسبة كبيرة من متعاقدين تجاوزوا سنّ الرابعة والأربعين، ولا يمكن الاستثمار بإعدادهم». عن ظاهرة مدارس من دون تلاميذ، يقول يرق: «هذا واقع ندركه في بعض القرى النائية، حيث تدنّى عدد التلاميذ نتيجة النزوح الداخلي من الريف والجبل، لكن لا يمكن أن نغفل حق كل تلميذ في التعلم؛ فهذا واجب على الدولة، فإذا كان في قرية ما عدد محدد من التلاميذ، نرى أن من واجبنا أن نبادر إلى تأمين طاقم علمي لهم، ولو كانت تكلفة هذا الطاقم عالية نسبة إلى عدد الأولاد، فالمهم أن ينال التلميذ حقه من التعلم من جهة، وتثبيت الأهالي في قراهم من جهة أخرى، لا أن ندفعهم إلى النزوح، أو دفع الطفل إلى الأمية».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

صعود وسقوط كارلوس غصن: أنقذ «نيسان» من الإفلاس وجاءته الطعنة من الخلف

لندن: عادل مراد/21 تشرين الثاني 2018/تهدد الأنباء الصادمة الآتية من اليابان بالقبض على كارلوس غصن، رئيس مجلس إدارة تحالف «(رينو) – (نيسان) – (ميتسوبيشي)»، الإرث المتألق والإنجازات الفريدة التي حققها غصن خلال تاريخه العملي الطويل. ومن المتوقع أن تتم إقالة غصن من جميع مناصبه بعد اجتماع مجلس إدارة «نيسان» هذا الأسبوع. وتبدو قصة غصن كأنها مسلسل درامي صعد بالرجل إلى أعلى مستويات النجاح ثم هوى به إلى منحدر سحيق لا نجاة منه. ولكن تبقى في القضية شبهة مؤامرة ضد غصن طعنته من الخلف. الاتهامات الموجهة إلى غصن جاءت بفعل فاعل مجهول حتى الآن قدم مستندات تدل على أن غصن لم يفصح عن كل مداخيله المالية من وظيفته، أي التهرب من الضرائب، وأنه استخدم موارد الشركة من أجل استعماله الشخصي. وتقول شركة «نيسان» إنها أجرت تحقيقات داخلية لعدة أشهر من دون علم غصن. وتهدد هذه الفضيحة التحالف القائم بين شركات التحالف، وهبطت على أثرها أسهم الشركات الثلاث في التحالف بمعدلات بلغت في المتوسط نحو 7 في المائة. ولا يجد غصن أي تعاطف حتى من الأشخاص الذي اختارهم بنفسه لكي يتبعوه في الإدارة مثل المدير التنفيذي لشركة «نيسان» هيروتو سايكاوا الذي علق على القضية بالقول: «أشعر باليأس والإحباط والغضب». وأشار سايكاوا إلى أن مخالفات غصن «استمرت لفترة طويلة». وبعد كشف أحد المصادر عن مخالفات غصن، استمر التحقيق الداخلي في الشركة عدة أشهر قبل إبلاغ مكتب المدعي العام الياباني. وبلغت مداخيل غصن الرسمية في العام المالي الأخير ما يعادل 6.6 مليون دولار من «نيسان»، ومليوني دولار من «ميتسوبيشي»، و8.5 مليون دولار من «رينو»؛ أي ما يقدر مجموعه بنحو 17.1 مليون دولار.

ومن المقرر أن يفقد غصن وظائفه التنفيذية كافة في التحالف وفي الشركات الثلاث بعد القبض عليه، ويأتي القرار بعد اجتماعات لمجالس إدارات الشركات في الأيام المقبلة ومع كشف مزيد من المعلومات عن المخالفات وسماع دفاع غصن. وخرجت بعض التقارير الإعلامية من اليابان تشير إلى بعض المخالفات، منها من محطة إذاعة «إن إتش كي» التي ذكرت أن شركة «نيسان» دفعت مبالغ طائلة في عقارات فاخرة لسكن غصن في 4 مدن حول العالم ليس فيها نشاطات تذكر لشركة «نيسان». هذه المدن هي بيروت وريو دي جانيرو وأمستردام وباريس. ولكن المعروف أن أمستردام هي المقر الرئيسي للشركة المشرفة على التحالف، كما أن باريس هي مركز إدارة شركة «رينو». كما أعلن مكتب المدعي العام أنه تم إلقاء القبض على غصن ومساعده غريغ كيلي لعدم الإفصاح عن مبلغ 5 مليارات ين (44 مليون دولار) من الدخل الذي حصل عليه غصن في 5 سنوات بداية من عام 2011. كما سربت مصادر لم تعلن وكالة أنباء «بلومبيرغ» عن أسمائها أن غصن حوّل أموالاً مخصصة للاستثمار وتكاليف السفر والإقامة لشراء عقارات باسمه عبر وحدات استثمار خارج اليابان. ويمكن احتجاز غصن لمدة 23 يوما قيد التحقيقات وفقا للقانون الياباني.

مؤامرة وانقلاب

يتساءل كثيرون من الإعلام ومصادر الصناعة عما إذا كان كارلوس غصن قد تعرض إلى مؤامرة وانقلاب لإزاحته من المناصب التي احتلها طويلا ومنع كثيرين من الارتقاء إليها. وتقول وكالة «بلومبيرغ» إن المدير التنفيذي لشركة «نيسان» هيروتو سايكاوا نفى أن يكون في القضية مؤامرة، ولكنه اعترف بأن التحقيقات الداخلية (من دون علم غصن) استمرت لعدة أشهر. وفي مؤتمر صحافي عقده سايكاوا (65 عاما) في يوكوهاما لم يقل كلمة دفاع واحدة عن غصن؛ بل ركز على خطورة التهم الموجهة إليه. ولاحظ الإعلام أن سايكاوا لم يبد أي شعور بالأسف على الرجل الذي قضى 20 عاما في خدمة «نيسان» وأنقذها من حافة الافلاس ورفعها إلى مصاف ثاني أكبر تحالف عالمي؛ بل إن سايكاوا أشار إلى «تركيز كثير من الصلاحيات في يد شخص واحد» كما أن تطلعاته إلى المستقبل كانت تعنى أولا «بإزالة الجوانب السلبية من عهد غصن الطويل». ووصفت وكالة «بلومبيرغ» الأمر بأنه يبدو كأنه انقلاب ضد غصن، وأن التوتر القائم تحت السطح في التحالف انفجر أخيرا بشكل درامي. وكان غصن في السنوات الأخيرة يحاول أن يقترب من أهداف التحالف حتى يظل قويا بعد رحيله. والآن يبدو الوضع أكثر توترا مع إزاحة غصن من المشهد. ووفقا لوكالة «بلومبيرغ»، فإن الانقلابات من هذا النوع نادرا ما تقود إلى مستقبل أفضل وغالبا ما تؤدي إلى حرب أهلية.

 

التوتر عائد إلى إيران... والعقوبات تستهدف الموظّفين

العرب اللندنية/21 تشرين الثاني 2018/تواجه الشركات الإيرانية خسائر كبيرة بفعل العقوبات الأميركية التي أدت إلى ارتفاع أسعار المواد الخام المستوردة، واضطر البعض منها إلى إغلاق خطوط الإنتاج وتسريح العمال. وأظهرت المقابلات التي أجرتها رويترز مع مالكي الشركات أن المئات منها علّقت الإنتاج وسرّحت الآلاف من العمال، نظرا لمناخ أعمال غير موات. وكأحد الأمثلة على ذلك، أغلقت شركة تامنوش لتصنيع المشروبات الغازية، خط إنتاجها بعد 16 عاما من التشغيل. وقال فرزاد رشيدي الرئيس التنفيذي للشركة "أصبح جميع العاملين لدينا وعددهم 45 دون عمل الآن. يقود الرجال سيارات أجرة، وعادت النساء لرعاية منازلهن". وهبطت العملة الإيرانية إلى مستويات قياسية، وتباطأ النشاط الاقتصادي بشدة، منذ انسحب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران وقوى عالمية في مايو. وفرض ترامب عقوبات على شراء الدولارات وتجارة الذهب وصناعة السيارات في أغسطس. وتضرر قطاعا النفط والبنوك الحيويان في إيران منذ سريان الحزمة الثانية من العقوبات مطلع هذا الشهر. وقال رشيدي "خسرنا نحو 5 مليارات ريال (120 ألف دولار) في الأشهر القليلة الماضية، ولذا قرر مجلس إدارة الشركة وقف جميع الأنشطة طالما استمرت التقلبات في سوق العملة. من الحماقة الاستمرار في النشاط، عندما نرى طريقا مسدودا". وعانت إيران بالفعل من اضطرابات هذا العام، في ظل اندلاع اشتباكات بين محتجين شباب، مستائين من البطالة وارتفاع الأسعار، وقوات الأمن. ويتوقع مسؤولون احتمال وقوع اضطرابات مجددا، مع تفاقم الأزمة الاقتصادية بفعل العقوبات. وقبل أربعة أيام من قيام البرلمان بإقصائه في أغسطس لفشله في فعل ما يكفي لحماية سوق الوظائف من العقوبات، قال وزير العمل علي ربيعي، إن البلاد "ستفقد مليون وظيفة بحلول نهاية العام، كنتيجة مباشرة للإجراءات الأميركية". ووصل معدل البطالة بالفعل إلى 12.1 بالمئة، مع عجز 3 ملايين إيراني عن إيجاد عمل. وحذّر تقرير برلماني في سبتمبر من أن ارتفاع معدل البطالة يهدّد استقرار الدولة. وقال التقرير "إذا كنا نعتقد أن الوضع الاقتصادي هو المحرك الرئيسي للاحتجاجات الأخيرة، وأن معدلا للتضخم عند 10 بالمئة وللبطالة عند 12 بالمئة أطلقا الاحتجاجات". وأضاف أنه إذا ظل النمو الاقتصادي في إيران دون 5 بالمئة في السنوات المقبلة، فإن معدل البطالة ربما يصل إلى 26 بالمئة. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش اقتصاد إيران 1.5 بالمئة هذا العام، و3.6 بالمئة في 2019، نظرا لتضاؤل إيرادات النفط. وحذّر نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري من أن البلاد تحت طائلة العقوبات تواجه خطرين رئيسيين هما البطالة وانخفاض القدرة الشرائية. لكن أصحاب شركات يقولون إنه بات من المستحيل عليهم الاستمرار في العمل نظرا للسياسات النقدية للحكومة، المتضاربة في بعض الأحيان، إضافة إلى التقلبات في سوق الصرف الأجنبي، وارتفاع أسعار المواد الخام، وصعود الفائدة على القروض من البنوك. وقالت مريم، وهي مديرة علاقات عامة في شركة لاستيراد الأغذية فقدت وظيفتها الشهر الماضي، "ارتفعت الأسعار بدرجة كبيرة حتى أفقدتنا الكثير من العملاء.. في نهاية المطاف، قرر الرئيس التنفيذي تسريح العمالة، وبدأ بإدارتنا". وفي هذه الأثناء، أعلنت طهران أنها ستعيد إدخال بطاقات الوقود التي ستقيّد عمليات شراء البنزين في مسعى لمواجهة التهريب. وازداد التهريب خلال الأشهر الأخيرة في وقت تراجعت فيه قيمة الريال مقابل الدولار مع إعادة فرض العقوبات الأميركية. وتدعم الدولة أسعار الوقود بشكل كبير حيث يبلغ سعر اللتر نحو 0.08 دولار. وأدى انخفاض أسعار الوقود إلى زيادة الاستهلاك مع شراء السكان البالغ عددهم 80 مليونا ما معدله 90 مليون لتر يوميا. ووفق وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية للأنباء، فقد رافق ذلك ارتفاع مستوى التهريب التي وصلت إلى 20 مليون لتر يوميا. ويتم نقل معظم الوقود المهرّب إلى باكستان، حيث يباع البنزين بعشرة أضعاف والديزل بنحو 40 ضعف سعريهما في إيران. وطبقت فكرة بطاقات الوقود لأول مرة في 2007 بهدف إصلاح نظام الدعم المكلف. ووضع حد أقصى عند 180 لترا يوميا للسائق العادي، إذ كان التركيز على وضع حد لعمليات التهريب واسعة النطاق.

 

إيران تضع روسيا في مرمى العقوبات الأميركية

هيلدا المعدراني /جنوبية/21 نوفمبر، 2018

يقول مصطفى فحص لـ"جنوبية" إن "روسيا تعتمد على إيران من أجل تحقيق استقرار سياسي ومالي، لذلك فهي مضطرة لاختراق العقوبات الاميركية للحفاظ على دور إيراني في سوريا لأنه ينتج لها استقرارا تستفيد منه في المفاوضات الدولية وفي حوارها مع الغرب".

تتوسع العقوبات الأميركية على إيران وأذرعها في المنطقة ، وهي تتوجه لتصبح أكثر فعالية وإيلاما، وقد استهدفت أمس شبكة ايرانية – روسية، زعمت الولايات المتحدة أنها تلتف على العقوبات النفطية التي فرضتها واشنطن على طهران والتي دخلت حيز التنفيذ مطلع الشهر الجاري. وأدرجت وزارة الخزانة الأميركية أفراد شبكة من ستة أشخاص على لائحة العقوبات، إضافة إلى ثلاثة كيانات مشمولة بالعقوبات يقع مقر اثنين منهما في روسيا والثالث في إيران، وقالت الولايات المتحدة إن الشبكة الروسية تهرب شحنات نفط إلى سوريا من إيران، وتموّل جماعتي حماس وحزب الله المسلحتين، ومن بين المستهدفين السوري محمد عامر الشويكي وشركته جلوبال فيجن جروب ومقرها روسيا، والسوري حاج عبد الناصر والمواطن اللبناني محمد قاسم البزال والروسي أندريه دوجاييف وكذلك الإيرانيين رسول سجاد وحسين يعقوبي مياب. وتكشف تلك الإجراءات عن دخول روسيا على خط الاستهداف بالعقوبات الأميركية التي وعد الرئيس الأميركي بتنفيذها. وكان قد سبق لواشنطن ان فرضت عقوبات على موسكو بالعقوبات، فمقولة “في العلن أصدقاء وفي الخفاء أعداء” التي أطلقت في تسعينيات القرن الماضي عادت لتثبت صحتها مع دخول القطبين العالميين المرحلة الثانية من الحرب الباردة. ولطالما اتهمت دوائر القرار في واشنطن موسكو بالتدخل في السياسة الأميركية من خلال عمليات تجسس معلوماتي واختراقات الكترونية، كما اتهمتها بالتدخل في الانتخابات الرئاسية عام 2016 والتي فاز فيها ترامب، حيث واجه الأخير عاصفة من الانتقادات على خلفية اتهامه بالتواطؤ مع أجهزة الاستخبارات الروسية، ولم تتأخر وزارة العدل الأميركية حينها في توجيه الاتهامات إلى 12 ضابطا في الاستخبارات الروسية، أضافة إلى حملة تضييق وطرد متبادل لديبلوماسيين. وتجددت العقوبات الأميركية على موسكو أواخر شهر آب الماضي، على خلفية مزاعم واشنطن بضلوع موسكو بتسميم العميل الروسي المزدوج وابنته في سالزبوري البريطانية، واستخدامها السلاح الكيماوي في انتهاك للقانون الدولي.ليتحول الصراع في سوريا مؤخرا إلى حرب استعراض قوة بين واشنطن وموسكو وساحة لتقاسم النفوذ بينهما. وبالكشف عن الشبكة الروسية – الإيرانية وتفكيكها، تصبح أدوات اللعبة السياسية أكثر وضوحا وتظهر عمق التنسيق الإيراني – الروسي في كثير من الجوانب في مواجهة السياسات الأميركية التي تستخدم النظام المصرفي العالمي كسلاح فعّال لممارسة ضغط اقتصادي متصاعد على خصومها.

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى فحص، قال في حديث لـ”جنوبية” إنه “من الطبيعي أن تقوم روسيا بهذا الدور، فهي لا تقوم بتطبيق العقوبات الأميركية لأن هذه العقوبات تطال حلفاء ميدانيين لها في الشرق الاوسط، كما أنها تشكل فرصة لروسيا للكسب المالي لأن هناك جزءا في الالتفاف على العقوبات قد يعود بالأرباح الاقتصادية على روسيا، كما أن النظام المصرفي الروسي معاقب من قبل الأميركيين وتخضع موسكو للعديد من العقوبات في مجالات مختلفة”.  وأكد فحص أن كشف شبكة تهريب النفط إلى سوريا “له أبعاد سياسية ترتبط بإصرار روسيا على حماية كل من النظامين السوري والإيراني، وهي تعلم أن تطبيق العقوبات على إيران بشكل جذري ومطلق سيؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار لدى النظام السوري، وذلك لأن هذا النظام يعتمد ماليا على إيران التي بدأت تشعر بضيق الموقف الاقتصادي والذي سيؤدي بدوره إلى خفض ميزانيتها في سوريا وتالياً إلى خفض حضورها”. وأكد فحص في الختام أن “روسيا تعتمد على إيران من أجل تحقيق استقرار سياسي ومالي، لذلك فهي مضطرة لاختراق العقوبات الأميركية للحفاظ على دور إيراني في سوريا لأنه ينتج لها استقرارا تستفيد منه في المفاوضات الدولية وفي حوارها مع الغرب”.

 

3 ملايين إيراني بلا عمل … والنظام يخشى تخطّي البطالة 12 %

طهران/21 تشرين الثاني 2018/مع تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تعيشها إيران، في ظل العقوبات الأميركية التي تستهدف تجفيف موارد نظام طهران من النفط والتعدين والعملات الأجنبية، حذَّر تقرير برلماني إيراني، نشرته “سكاي نيوز عربية” أمس، من عدم قدرة النظام على السيطرة على معدل البطالة، في حال تجاوزه نسبة 12.1 في المئة، التي وصلها حالياً، إذ بلغ عدد العاطلين عن العمل ثلاثة ملايين إيراني. وأشار التقرير البرلماني إلى أن تجاوز معدل البطالة هذا الرقم “سيهدد استقرار البلاد (…) إذا كنا نعتقد أن المحرك الرئيس للاحتجاجات الأخيرة هو بلوغ معدل التضخم 10 في المئة والبطالة 12 في المئة، فلا نستطيع تخيُّل شدّة ردود الفعل الناجمة عن ارتفاع حاد جديد في معدّلي التضخم والبطالة”. وأضاف التقرير: “إذا ظلَّ النمو الاقتصادي في إيران دون 5 في المئة في السنوات المقبلة، فإن معدل البطالة قد يصل إلى 26 في المئة”. وكان وزير العمل الإيراني السابق علي ربيعي أقر أمام البرلمان، في أغسطس الماضي، بأن البلاد تتجه لخسارة مليون وظيفة في نهاية 2018، فيما عبّر نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانجيري، عن خشيته من هذه الحقيقة، حين قال لوسائل إعلام حكومية: “يجب أن يحتل خلق الوظائف أولوية قصوى”.

 

الأوروبي” يدرس معاقبة إيران ورجوي تحيي مُنتفضي الجنوب

واشنطن: حزمة العقوبات الجديدة ستعيق عمليات نظام طهران في المنطقة

طهران، عواصم- وكالات/21 تشرين الثاني 2018/حيّت زعيمة المقاومة الإيرانية مريم رجوي التظاهرات العمّالية المتواصلة في مدينة شوش التابعة لمحافظة خوزستان جنوب غربي إيران، حيث تتجلى معاناة الشعب من قمع النظام في أوضح صورها، مع توالي الاحتجاجات على تردّي الأوضاع الاقتصادية بعد العقوبات الأميركية الأخيرة، في وقت اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس، على درس إمكان فرض عقوبات على إيران بسبب هجومين فاشلين في أوروبا ألقيت مسؤوليتهما على استخبارات طهران، كما أكد المبعوث الأميركي الخاص بإيران بريان هوك أن حزمة العقوبات الجديدة ستعيق عمليات النظام الإيراني في المنطقة. ومنذ أكثر من أسبوعين يواصل عمال مصنع سكر القصب “هافت تابه” إضراباً مفتوحاً عن العمل، احتجاجاً على تأخر رواتبهم وفساد مديريهم، حسبما نقلت “سكاي نيوز” عن مصادر إعلامية تابعة للنظام وأخرى معارضة. وتجمّع العمال، غير آبهين بالممارسات القمعية، أمام مقر الإدارة المحلية هاتفين: “لم يعد السجن يؤثر، ولا التهديد. لا تخافوا نحن كلنا معاً”. وحظيت الاحتجاجات المتصاعدة بدعم زعيمة المقاومة الإيرانية مريم رجوي، التي أرسلت تحيّاتها لعمال المصنع، إذ كتبت على حسابها الرسمي في “تويتر”: “التحية لعمال قصب السكر في (هفت تابه)، الذين انتفضوا ضد الظلم المُمارَس عليهم بشعار: (لم يعد التهديد والسجن يؤثر)، وهتفوا: (جائعون جائعون، كل إنسان حر في الانتفاضة ضد نظام الملالي النهّاب”. ونقلت “وكالة الطلبة” الإيرانية شبه الرسمية عن عامل لم تُسمّه، قوله: “سمعنا مراراً من مسؤولين أن طلباتنا ستتم تلبيتها، لكن لا شيء يحدث، سنواصل تجمعاتنا حتى تتحقق”. ولم تجد السلطات، كعادتها خلال الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ نحو عام، سوى آلة القمع والاعتقالات لمواجهة الإضراب. ومع تزايد المطالب باتخاذ موقف متشدد من إيران، يدرس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إمكان فرض عقوبات عليها، بسبب هجومين فاشلين وقعا في أوروبا وألقيت مسؤوليتهما على الاستخبارات الإيرانية، فقد جمّدت فرنسا أصول إيرانيين يشتبه أنهما ضالعان في خطة لتفجير تجمّع قرب باريس، فيما دعت الدنمارك إلى تنسيق أوروبي، رداً على محاولة قتل فاشلة على أراضيها.

ولايزال الاتحاد الأوروبي يتعامل بحذر مع إيران، رغم سعيه لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم معها، بعد انسحاب الولايات المتحدة منه وإعادتها فرض عقوبات على طهران. وفي هذا السياق تتشاور كوبنهاغن مع شركائها الأوروبيين حول فرض عقوبات اقتصادية على طهران، بعد اتهام الاستخبارات الدنماركية إيران بالتخطيط لقتل ثلاثة معارضين إيرانيين في الدنمارك. وناقش وزراء خارجية الاتحاد المجتمعون في بروكسل الحادث وقرروا المضيّ في درس فرض عقوبات على إيران.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني للصحافيين “ما حدث (في الدنمارك) غير مقبول بتاتاً، وقد أكدنا ذلك جميعنا”. وأضافت “سيقوم المجلس ببعض العمل لاستكشاف الردود المحددة المناسبة في ضوء ما حدث على الأراضي الدنماركية”.

وقد تشتمل إجراءات الاتحاد الأوروبي تبني العقوبات التي فرضتها فرنسا الشهر الماضي على إيرانيين يشتبه أنهما عميلان، وغيرهما من وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية. وخلصت أجهزة الأمن الفرنسية إلى أن رئيس العمليات في وزارة الاستخبارات الإيرانية أمر بخطة لتفجير تجمّع لجماعة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة في إحدى ضواحي باريس في يونيو. ونقلت “وكالة مجلس الشورى” للأنباء عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله أمس، إن الدول الأوروبية “تجد صعوبة في إنشاء آلية محددة الغرض، تسمح بالتجارة مع إيران بغير الدولار”. وستكون الآلية الخاصة بمثابة دار مقاصّة يمكن استغلالها في تسوية صادرات النفط والغاز الإيرانية مقابل مشتريات طهران من سلع الاتحاد الأوروبي، للالتفاف على العقوبات الأميركية التي تستند إلى استخدام الدولار في تجارة النفط عالمياً. وفي واشنطن، قال المبعوث الأميركي الخاص بإيران بريان هوك إن العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها على النظام الإيراني “ستعيق عملياته في المنطقة”. وأضاف، في مقابلة مع قناة “الحرة” الأميركية بثتها أمس، أن “العقوبات أدت إلى فقدان طهران نحو ملياري دولار من عائدات النفط (…) حملة الضغوط الاقتصادية القصوى على إيران ستستمر إلى حين قيام النظام هناك بتغيير سلوكه”. ولفت المسؤول الأميركي إلى أن واشنطن تعدُّ تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز “عدواناً بحرياً”، وأن الولايات المتحدة “تعمل مع شركائها لضمان أمن المضيق واستمرار حرية الملاحة الدولية عبره”.

 

واشنطن تُخيِّر مرشد إيران: الإنفاق على شعبك أو على منظمات إرهابية

موسكو: لم نطرح خروج طهران من سورية مقابل رفع العقوبات عنها... ولن نوقف دعمنا "القانوني" لدمشق

* أميركا تفكك “شبكة روسية إيرانية” تزوّد سورية بالنفط… وروسيا تتهمها بـ”دعم الإرهاب ومنع الإعمار”

* السوري الشويكي يُموِّل اللبناني قصير “حزب الله” بالتنسيق مع الإيرانيين سجّاد ويعقوبي والروسي دوغاييف

موسكو، طهران، واشنطن- وكالات/21 تشرين الثاني 2018/نفت روسيا أمس، تقارير عن تقديمها عرضاً إلى الولايات المتحدة يقضي برفع العقوبات عن إيران مقابل سحب الأخيرة قوّاتها من سورية، مؤكدة، في الوقت نفسه، أنها ستواصل تزويد دمشق بالنفط التزاماً باتفاقها “القانوني” معها. وجاء النفي الروسي غداة إقرار الإدارة الأميركية، أول من أمس، عقوبات ضد تسعة أشخاص وكيانات متورطين في “شبكة معقدة” روسية- إيرانية، قدَّمت ملايين براميل النفط إلى الحكومة السورية، مُنتهكةً حزمة عقوبات فرضتها أخيراً الخزانة الأميركية على إيران، وخَيَّرتها بين إنفاق أموال شعبها على شعبها، أو على “اختلاق خطوط متشابكة لتمويل (الرئيس السوري بشار) الأسد و(حزب الله) و(حماس) وإرهابيين آخرين”. ونقلت وكالة “انترفاكس” الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله أمس، إن بلاده “لم تقدم اقتراحاً” للولايات المتحدة وإسرائيل، يقضي برفع العقوبات عن إيران مقابل سحب طهران قوّاتها العسكرية من سورية. وأوضح أن “القوات الإيرانية موجودة في سورية بناء على دعوة من الحكومة السورية”، مؤكداً أن هذه المسالة “غير مطروحة للمقايضة”. وفيما رفض الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف التعليق على التقارير، قائلاً: “لا أعلّق على ما تذكره وسائل الإعلام الغربية”؛ قال ريابكوف إن روسيا “تواصل العمل مع شركائها الأوروبيين من أجل استمرار التعاون الاقتصادي مع إيران، في إطار التزام طهران بنود الاتفاق النووي”، الذي انسحبت منه واشنطن، واصفاً حزمة العقوبات الأميركية المُزمعة ضد روسيا، بسبب تزويدها سورية بالنفط، بأنها تشكل “دعماً للإرهاب، وإعاقة لإعادة الإعمار في سورية”. وفي طهران، وصفت وزارة الخارجية الإيرانية العقوبات الأميركية الأخيرة بأنها “غير مجدية”، وقال الناطق باسمها بهرام قاسمي، في بيان أمس: إن “هذا الحظر غير فاعل (…) وبالتأكيد لن يؤدي إلى النتائج المرجوّة من قبل مُصمميه ومنفذيه، وهم سيدركون عدم جدواه عاجلاً أم آجلاً”. وكانت واشنطن فرضت، أول من أمس، عقوبات جديدة على أفراد وكيانات من إيران وسورية وروسيا، بتهمة مشاركتهم في “شبكة معقدة” سمحت لطهران ببيع النفط لدمشق، التي شاركت بدورها في تمويل حركة “حماس” و”حزب الله” اللبناني، اللذين تصنفهما الولايات المتحدة “منظمتين إرهابيتين”.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، إن “النظام الإيراني، بالتعاون مع شركات روسية، يزوّد الحكومة السورية بالملايين من براميل النفط (…) وفي مقابل ذلك، يسهل النظام السوري نقل مئات ملايين الدولارات إلى (فيلق القدس) التابع للحرس الثوري، لنقلها إلى (حماس) و(حزب الله)”.

وأوضحت الخزانة الأميركية أنها “تمنع، بموجب العقوبات، أي تعاملات مع السوري محمد عامر الشويكي وشركته (غلوبال فيجن غروب) ومقرها في روسيا، لأنها تلقت بصورة غير قانونية تحويلات من البنك المركزي الإيراني، عبر شركة (تابير كيش ميديكال أند فارماسوتيكال) الإيرانية”.

وقالت الخزانة الأميركية أن الشركة الإيرانية “تُستخدم غطاء لانتهاك العقوبات المفروضة على إيران”، التي تستثني المنتجات الطبية. وأضافت أن “شركة (غلوبال فيجن غروب) تعمل مع شركة (بروم سيريو إمبورت) الروسية العامة التابعة لوزارة الطاقة، لتسهيل نقل النفط الإيراني إلى سورية، ولاسيما على متن ناقلات تؤمِّن على الكثير منها شركات أوروبية”. وتابعت الخزانة: “لمساعدة النظام السوري على تسديد ثمن هذا النفط لروسيا، يرسل البنك المركزي الإيراني المال إلى بنك (مير بزنس) الروسي عبر (تابير كيش ميديكال أند فارماسوتيكال)”. وأدرجت الخزانة أيضاً على القائمة السوداء، اثنين من مسؤولي البنك المركزي الإيراني ومسؤولاً من شركة “بروم سيريو إمبورت”. وبحسب واشنطن، فإن “محمد الشويكي ينسّق، بمساعدة البنك المركزي السوري، دفع ملايين الدولارات إلى محمد قصير المسؤول في (حزب الله)”. وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، في بيان إعلان فرض العقوبات على من تصفهم وزارته بأنهم “مرتبطون” بالشبكة: “نتحرك اليوم ضد مخطط معقد تستخدمه إيران وروسيا لدعم نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، ولتوفير الأموال للنشاط الإيراني الخبيث”. وكشفت الوزارة أن من بينهم أيضاً “السوري حاج عبدالناصر، واللبناني محمد قاسم البزال، والروسي أندريه دوغاييف، إضافة إلى مسؤولين في البنك المركزي الإيراني، هما رسول سجّاد وحسين يعقوبي مياب، كانا يسهّلان التحويلات التي يجريها الشويكي”.

من جانبه، كتب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في تغريدة، أن هذه التدابير “توجِّه رسالة واضحة، مفادها أن هناك عواقب وخيمة لكل من يرسل النفط إلى سورية، أو يحاول انتهاك العقوبات الأميركية على الأنشطة الإرهابية للجمهورية الإسلامية”. وأضاف: “على المرشد الأعلى أن يقرر إن كان إنفاق أموال الشعب الإيراني من أجل الشعب الإيراني أهمّ أم لا، من اختلاق خطوط متشابكة لتمويل الأسد و(حزب الله) و(حماس) وإرهابيين آخرين”. وفي وقت متقدِّم من ليل أول من أمس، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن عضو مجلس الاتحاد الروسي أوليغ موروزوف، قوله إن موسكو “ستواصل تزويد دمشق بالنفط التزاماً باتفاقها معها”، على الرغم من ضغوط الولايات المتحدة. وأضاف: “يبدو أن الهزيمة السياسية في سورية تدفع الولايات المتحدة إلى العودة لفكرة تغيير النظام في دمشق، لذلك يصبح الضغط الاقتصادي، من خلال وقف إمدادات النفط، أداة للحرب الجديدة مع بشار الأسد، وبشكل غير مباشر مع موسكو وطهران”. وفيما أحجمت وزارة الطاقة الروسية، التي تتبع لها شركة “بروم سيريو إمبورت”، عن التعليق؛ أكد موروزوف أن روسيا “تتصرف وستتصرف بشكل قانوني تماماً. لدينا اتفاق مع سورية، وبالتالي الأمر متروك لنا لنقرر ما الذي نورِّدُه ولمن نورِّدُه… سيكون هذا جوابنا، ونرى أنه أكثر فاعلية من العقوبات المضادة”.

 

الولايات المتحدة تطالب الدول الأجنبية… ما عدا روسيا بالانسحاب من سورية

عواصم – وكالات/21 تشرين الثاني 2018/طالبت الولايات المتحدة الدول الأجنبية كافة، وبالدرجة الأولى إيران، بأن تسحب قواتها المنتشرة في سورية، مستثنية روسيا من الانسحاب. وقال المبعوث الخاص إلى الولايات المتحدة المعني بالشؤون السورية جيمس جيفري في مؤتمر صحافي، ليل أول من أمس، إن المطالب الأميركية بانسحاب القوات الأجنبية من سورية لا تشمل الوجود الروسي المتمثل بنقطة الإمداد المادي التقني في طرطوس والقاعدة الجوية في حميميم، على اعتبار أن واشنطن لا تدرج هذين المركزين ضمن قائمة القوات التي يجب أن تنسحب، لأنهما كانا موجودين قبل اندلاع الأزمة عام 2011. وأضاف إن كل القوات الأخرى مستعدة للخروج من سورية فور انسحاب الإيرانيين من هناك والتوصل إلى حل سياسي في البلاد. وشدد على أن الولايات المتحدة تسعى في سورية إلى القضاء على تنظيم “داعش”، مؤكداً رفض الولايات المتحدة تقديم أي مساعدات لإعادة إعمار البلاد قبل اتخاذ رئيسها بشار الأسد، خطوات لإطلاق عملية الانتقال السياسي. على صعيد آخر، نفت وزارة الخارجية الروسية أمس، المزاعم بشأن وجود اقتراح روسي لرفع العقوبات جزئياً عن طهران مقابل سحب القوات الإيرانية من سورية.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف للصحافيين، رداً على تقرير نشره موقع “أكسيوس” الأميركي زعم فيه أن موسكو طرحت على تل أبيب وواشنطن اقتراحا من هذا النوع، إن موسكو لم تقترح على إسرائيل والولايات المتحدة رفع جزء من العقوبات المفروضة على طهران، مقابل سحب الأخيرة قواتها من الأراضي السورية. وأضاف إنه “فيما يتعلق بهذا الجانب تحديدا من معادلة رفع العقوبات مقابل شيء ما، فلا يمكنني تأكيد ذلك الأمر”، موضحاً “كانت هناك أفكار تشبه هذه الفكرة، من دون أن تكون مطابقة لها، وهذه الأفكار لم تحصل على متابعة”. وأكد أن روسيا تتحلى بأقصى درجات المسؤولية في مقاربتها لمسألة ضمان أمن إسرائيل، وقال “لا نتناول المسائل المتعلقة بأمن إسرائيل عبر تصريحات، بل بأقصى درجات المسؤولية. ونبقى منخرطين في الحوار المكثف على مختلف المستويات”. ميدانياً، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الروسية أول من أمس، أن المسلحين المتمركزين في منطقة إدلب قصفوا قرى وبلدات في محافظات اللاذقية وحلب وحماة. وفي هجين، قتل وأصيب عدد من المدنيين في قصف جديد للتحالف الدولي بقنابل الفوسفور الأبيض على مدينة هجين في ريف ديرالزور. في غضون ذلك، بدأت “جبهة النصرة” بإرسال تعزيزات عسكرية إلى شمال حماة تتضمن آلاف المقاتلين المزودين بالأسلحة الثقيلة والصواريخ المضادة للطيران، المحمولة على الكتف. وقالت مصادر إن قرار إرسال هذه التعزيزات جاء بعد اجتماعات عقدها قياديون في “الهيئة” مع ضبط أتراك في نقطتي المراقبة التركية في الصرمان جنوب شرق إدلب، ومورك في ريف حماة الشمالي.

 

واشنطن: الرياض حليفٌ عظيمٌ وأميركا ستظل شريكاً راسخاً لها

ترامب: السعودية أنفقت المليارات لقيادة الحرب ضد الإرهاب ولن أدمر اقتصاد العالم بالحماقة معها

* بومبيو: التزامنا تجاه السعودية طويل الأمد وتاريخي وحيوي للغاية بالنسبة للأمن القومي الأميركي

* الرئيسان ترامب وبوتين يعربان عن استعدادهما للقاء الأمير محمد بن سلمان على هامش قمة العشرين

واشنطن، الرياض، عواصم – وكالات/21 تشرين الثاني 2018/قدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، شكره إلى السعودية على انخفاض أسعار النفط، بعد يوم من تعهده ببقاء واشنطن “شريكا راسخا” للمملكة. وقال ترامب عبر “تويتر” “أسعار النفط تنخفض. رائع! هذا بمثابة خفض كبير للضرائب بالنسبة لأميركا والعالم. استمتعوا!”، مشيرا إلى أن سعر البرميل بات “54 دولارا (بعدما) كان 82 دولارا”، وأضاف “شكرا للسعودية، فلنخفضها أكثر”. وكان ترامب تعهد أن تظل بلاده شريكا راسخا للسعودية، مشددا على أن السعودية حليف حيوي في مواجهة إيران، وأنها أنفقت المليارات من الدولارات لقيادة الحرب ضد التطرف والإرهاب. ومنهياً الحملات الإعلامية المناوئة للمملكة، إثر عملية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، أكد ترامب بالقول “أنا مع السعودية”، معربا عن دعمه غير المحدود للمملكة في بيان قطع به الطريق

أمام التخريصات بخصوص العلاقة بين السعودية وأميركا. ورسم البيان الاستثنائي المكون من 649 كلمة، وبدأه الرئيس الأميركي بالجملة: “إن العالم مكان خطير للغاية”، صورة واضحة بخصوص علاقة البلدين الصديقين ومستقبل هذه العلاقة في ظل التصورات التي حاولت وسائل إعلام تركيا وقطر رسمها وتمريرها خدمة لأجندتها. وفي تحد لضغوط المشرعين الاميركيين لفرض عقوبات أشد على السعودية، قال ترامب أيضا انه “لن يلغي العقود العسكرية مع المملكة لأن حماقة كهذه لن تفيد سوى روسيا والصين اللتين تنافسان واشنطن في سوق الاسلحة”.

وذكر أن أجهزة المخابرات الاميركية لا تزال تدرس الادلة بشأن كيفية مقتل خاشقجي، مشددا على أن صفقات الاسلحة مع السعودية ودورها في خفض أسعار النفط العالمية تلعب دورا مؤثرا في قراره، ومؤكدا أن تقرير وكالة الاستخبارات “سي آي أيه” لم يتوصل الى استنتاج قاطع.

وقال “الامر بالنسبة لي بمنتهى البساطة، أميركا أولا، لن أدمر اقتصاد العالم ولن أدمر اقتصاد بلادنا بالتصرف بحماقة مع السعودية”. وأضاف أن كلا من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والامير محمد “ينفيان بقوة أي معرفة بتخطيط أو تنفيذ القتل، وأن الحقيقة قد لا تعرف على الاطلاق”، مشددا على أن السعودية شريك تجاري مهم وحليف كبير في جهود مكافحة القوة الايرانية في الشرق الاوسط. وشدد على المصالح مع السعودية وشركاء آخرين في المنطقة، وأن الولايات المتحدة تعتزم استمرار هذه الشراكة. وأكد أن “العالم بات مكاناً خطراً جداً، فإيران على سبيل المثال مسؤولة عن الحرب بالوكالة ضد السعودية باليمن، وتحاول زعزعة استقرار العراق وتدعم حزب الله الإرهابي في لبنان والديكتاتور بشار الأسد في سورية، الذي قتل الملايين من مواطنيه”، مضيفا أن “إيران قتلت عدداً من الأميركيين والأبرياء في الشرق الأوسط”. وأعلن ترامب أنه سيلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إذا حضر قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن الولايات المتحدة ملتزمة بسياسة تعزز أمنها القومي، والمرتبط بالسعودية. وقال خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع مع نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، في واشنطن: “نواصل البحث عن الحقيقة بشأن قضية المواطن السعودي جمال خاشقجي”. وتابع: “مثلما قال الرئيس اليوم، ستواصل الولايات المتحدة الحفاظ على علاقتها مع السعودية”، مضيفاً: “هذا التزام طويل الأمد وتاريخي وحيوي للغاية بالنسبة للأمن القومي للأميركيين”. ودافع عن الدعم الأميركي للسعودية، قائلا: إن الولايات المتحدة ملزمة بتبني سياسات تعزز مصالح الأمن القومي الأميركي. وعبر عن أمله في أن تسدد المدفوعات السعودية المتعلقة بالتزامات العقود الدفاعية الأميركية في الموعد المناسب. بدوره، أكد رئيس مجموعة الدراسات الأمنية بأميركا، الخبير الأميركي بالعلاقات الأمنية جيم هانسون، أن الحملة الشعواء ضد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان فشلت. وغرد قائلا :إن “الرئيس ترامب يدعم بقوة حليفتنا السعودية”، وتابع “فشلت الحملة الإعلامية الشعواء ضد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بقيادة واشنطن بوست”، مؤكدا أن “هذا هو التصرف الصحيح لمصالح أميركا الستراتيجية”.

على صعيد آخر، كشف الكرملين، أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد يلتقي بولي العهد الأمير محمد بن سلمان على هامش قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في الأرجنتين في وقت لاحق.

 

جيمس جيفري: لا نتحدى مصالح روسيا في سوريا

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/21 تشرين الثاني 2018/طالب المبعوث الأميركي لسوريا السفير جيمس جيفري بخروج القوات الأجنبية وبصفة خاصة الإيرانية من سوريا، لكنه استثنى من ذلك خروج القوات الروسية، مشيرا في مؤتمر صحافي عبر الهاتف أمس إلى أن جميع القوات ستكون جاهزة للرحيل إذا ما غادرت القوات الإيرانية سوريا وما إذا تم التوصل إلى حل سياسي. وقال جيفري للصحافيين: «الوجود العسكري الروسي يضم ميناء بحريا وقاعدة جوية وهو أمر يسبق الحرب الأهلية في سوريا التي اندلعت في عام 2011 ولذا لا تدرجها واشنطن في مطالبها لخروج القوات الأجنبية من سوريا». وأضاف جيفري أن «روسيا تريد حكومة صديقة لها في دمشق وتريد الاحتفاظ بقواعدها العسكرية في سوريا ونحن لا نتحدى ذلك، لكن نريد من موسكو أن تضغط على نظام الأسد لتغيير سلوكه وقد فقد النظام السوري سيطرته عل نصف الأراضي السورية ونصف السكان يعانون، وروسيا في حاجة إلى الضغط على النظام السوري لتغيير سلوكه». وقال إن الولايات المتحدة تحاول أن توضح لروسيا مصالحها الأساسية بأن تكون هناك حكومة سورية صديقة لها ومواقع عسكرية في سوريا... لمصلحتها أن نكون شركاء لها وأن تكون الحكومة السورية مدعومة من الشعب السوري. وأكد أن المجتمع الدولي لا يمكن أن يدعم حكومة تقوم بالتصرفات السيئة التي يمارسها النظام السوري وأن على روسيا بذل قصارى جهدها لتغيير تصرفات النظام السوري. وأضاف ردا على سؤال حول الميليشيات الإيرانية في سوريا: «نحاول أن نوضح لروسيا أن هذه القوات (الإيرانية) ليست موجودة فقط لدعم نظام الأسد وإنما لتحقيق أهداف طويلة الأمد في المنطقة وهي فرض الهيمنة الإقليمية لتحقيق منافعها وتحويل السلطة في سوريا كما فعلت في لبنان واليمن وتحاول في دول أخرى». وأشار إلى أنه منذ تولي الرئيس ترمب منصبه تحول تركيز الولايات المتحدة في سوريا من مصير الرئيس بشار الأسد إلى التركيز على مكافحة دور إيران في سوريا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لديها ألفا جندي في شمال شرقي سوريا لدعم القوات الكردية. وأكد أن سياسة الرئيس ترمب حول سوريا واضحة، حيث تسعى واشنطن للتخفيف من حدة الصراع، ولذا رحبت بوقف إطلاق النار في إدلب، والدفع قدما لتحقيق عملية سياسية بقيادة الأمم المتحدة بناء على القرار 2254. وشدد المبعوث الأميركي على أن الدفع نحو عملية سياسية أمر بالغ الأهمية لإنهاء الصراع والحفاظ على الأمن في المنطقة، وأن كل الدول المجاورة معنية بهذا النزاع والمخاوف من تمدده ما لم يتم وضع حد نهائي له وإيجاد حل سياسي. وشدد المبعوث الأميركي على أن خروج القوات الإيرانية من سوريا هو مطلب لا تراجع عنه وأن تغيير النظام السوري لسلوكه هو شرط لحصول سوريا على مساعدات دولية. وقال: «لا نعتقد أن نظام الأسد يجب أن يحصل على مساعدات دولية لإعادة البناء حتى يقوم بالمشاركة في العملية السياسية التي تدعمها الأمم المتحدة».

في الوقت نفسه، رفض جيفري تحديد إطار زمني للوجود العسكري الأميركي في سوريا، قائلا إن الولايات المتحدة لن تعطي إطارا زمنيا لوجودها في سوريا لأنها لو فعلت ذلك فسينتظر الآخرون خروج القوات الأميركية فقط. وقال: «وجودنا يؤكد التزامنا بأمن سوريا سواء كان ذلك لمواجهة قوات (داعش) أو لمواجهة النفوذ الإيراني الذي تسبب وساهم في صعود (داعش) في كل من سوريا والعراق». وقال المبعوث الأميركي إن الولايات المتحدة في نقاشات مع تركيا وفرنسا وألمانيا وروسيا لضمان أن تؤدي قمة إسطنبول إلى تشكيل لجنة دستورية بحلول نهاية العام الحالي.

ونفى جيفري أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» في سوريا قد نفذ غارات أدت إلى مقتل العشرات من المدنيين في سوريا، وقال إن التحالف قام بشن ضربات مشروعة في المنطق التي يسيطر عليها «داعش» وأوضح أن الولايات المتحدة تقوم بالتنسيق حول هذه الضربات مع روسيا فقط، حتى لا يكون هناك تضارب أو تصعيد للأعمال العسكرية.

 

محادثات عسكرية روسية ـ تركية لـ«تحرك سريع» في إدلب

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/21 تشرين الثاني 2018/أجرى وزيرا الدفاع التركي خلوصي أكار والروسي سيرغي شويغو مباحثات في مدينة سوتشي الروسية أمس بعد أقل من 24 ساعة من لقاء الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والروسي فلاديمير بوتين في إسطنبول أول من أمس حيث تناولا التطورات السورية وملف إدلب واللجنة الدستورية. وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية أن أكار، الذي رافقه رئيس جهاز المخابرات التركي هاكان فيدان، بحثا مع شويغو ومسؤولين روس آخرين، وضع المنطقة منزوعة السلاح في إدلب التي تم التوصل إلى إقامتها بموجب اتفاق بين بوتين إردوغان في سوتشي في سبتمبر (أيلول) الماضي. ونص اتفاق سوتشي على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كيلومترا تفصل بين قوات النظام والمعارضة التي تسيطر على إدلب وتسليم الفصائل المسلحة أسلحتها الثقيلة وانسحاب العناصر المتشددة وتحديدا جبهة تحرير الشام «النصرة سابقا» من داخل المدينة. وفي 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الموعد المحدد لإكمال تسليم الأسلحة، أعلنت أنقرة أن جميع الفصائل قامت بتسليم أسلحتها الثقيلة. وذكرت الوكالة التركية أن شويغو أبلغ نظيره التركي أمس أن «الأوضاع في سوريا، وتحديدا في إدلب، تتطلب تدخلا عاجلا من أنقرة وموسكو». ونقلت الوكالة عن شويغو قوله: «كنا مضطرين لدعوتكم لأن الأوضاع في سوريا تتطلب منا قرارا فوريا ومناقشة القضايا الراهنة. تلك الوتيرة التي توصلنا إليها بعد توقيع الوثائق في سوتشي حول إدلب، تتطلب دعما وحل المسائل المتبقية دون خفض الوتيرة». والتقى إردوغان وبوتين في إسطنبول أول من أمس على هامش افتتاح القسم البحري من مشروع السيل التركي لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا، وبحثا مجمل التطورات في سوريا ولا سيما الوضع في إدلب وعقبات تشكيل اللجنة الدستورية. وبحسب وسائل إعلام تركية فإن الرئيسين التركي والروسي اتفقا على ضرورة وضع تصور مشترك للخطوات القادمة لمواجهة تصاعد الانتهاكات وتعثر تطبيق بعض بنود الاتفاق حول المنطقة منزوعة السلاح في إدلب. وأشارت إلى أن استمرار وجود عناصر جبهة النصرة في إدلب يثير قلق موسكو التي ترغب في تسريع حسم الموقف منها وأن الرئيسين التركي والروسي بحثا هذا الأمر الذي سيبحث أيضا خلال اجتماع ممثلي الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران) في آستانة يومي 28 و29 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. وكان المعارضة السورية أفادت الثلاثاء بمقتل 12 من عناصر القوات الحكومية في هجوم لهيئة تحرير الشام في ريف إدلب الجنوبي الشرقي. وقال قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير المعارضة، في تصريح صحافي، إن مجموعة العصائب الحمراء التابعة لهيئة تحرير الشام هاجمت فجر موقعاً للقوات الحكومية السورية في بلدة شم الهوى في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وقتلت جميع عناصر الموقع وعددهم 12 عنصرا.

وأضاف القائد أن المجموعة المهاجمة اغتنمت أسلحة وذخائر وعادت إلى مواقعها. وكانت مجموعة العصائب الحمراء نفذت عملية انتحارية يوم الجمعة الماضي على موقع متقدم للقوات الحكومية في محيط بلدة السرمانية بريف حماة الشمالي الغربي وأسفر الهجوم عن مقتل 23 عنصراً وفقدان أربعة آخرين. على صعيد آخر، بدأ الجيش الوطني، المكون من فصائل سورية مسلحة مدعومة من تركيا حملة أمنية في ثلاث مدن بريف حلب الشمالي، بعد الانتهاء من معاركه في عفرين التي انطلقت يوم السبت الماضي وانتهت بانسحاب فصيل «شهداء الشرقية» الذي كان في السابق مواليا لتركيا أيضا، من المدينة. ونقلت وسائل إعلام تركية عن بيان للجيش الوطني أصدره أمس (الثلاثاء) أنه وجه حملته الأمنية إلى مدن جرابلس، الباب، وأعزاز لاعتقال المطلوبين فيها و«اجتثاث مجموعات الفساد». وذكر البيان أن أغلب المطلوبين في المدن الثلاث أبدوا استعدادهم لتسليم أنفسهم دون أي مواجهة، مشيراً إلى أن قيادة الجيش الوطني تعمل لعدم الدخول في اشتباكات من أجل سلامة المدنيين. وكانت جرابلس، الواقعة بريف حلب الشرقي، شهدت أول من أمس اجتماعاً لقادة الفصائل والفعاليات المدنية تم الاتفاق فيه على تسليم المطلوبين في المدينة بشكل دون عمل عسكري.

في غضون ذلك، أعربت تركيا مجدداً عن استيائها من العلاقات التي تربط بين الولايات المتحدة وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي والذراع العسكرية (وحدات حماية الشعب الكردية) في سوريا. ويزور وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الولايات المتحدة حاليا لإجراء تقييم للعلاقات بين أنقرة وواشنطن بالتركيز على مناقشة مسألة العلاقات التي تربط بين واشنطن والحزب الكردي وتسليم أعضاء حركة الخدمة التابعة للداعية فتخ الله غولن التي تتهمها أنقرة بتدبير محاولة انقلاب عسكري فاشلة وقعت في منتصف يوليو (تموز) 2016 الموجودين في أميركا. وفي غضون ذلك، كشف برلماني النائب البرلماني بحزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، عبد اللطيف شنر أن موعد بدء المفاوضات بين تركيا وحزب الاتحاد الديمقراطي بات قريبا. وقال شنر، الذي كان نائبا لرئيس الوزراء رجب طيب إردوغان قبل أن يترك حزب العدالة والتنمية في عام 2010 ويؤسس حزب تركيا الذي لم يستمر طويلا، إن «هذه المسألة ستحدد طريقة تفكير أنقرة في هذا السياق، لكن عندما ننظر إلى صالح مسلم القيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي والأوضاع الراهنة، يتضح لنا أن تركيا تبحث عن حليف، لأننا لا نستبعد أن تتكرر تطوراتٌ مماثلة».

 

قاعدة نتانياهو تتقلص في «الكنيست» والمعارضة تنسق مع النواب العرب

تل أبيب/الشرق الأوسط/21 تشرين الثاني 2018/لم يمر سوى يومين على نجاح بنيامين نتنياهو في تجاوز أزمة حكومته الائتلافية، حتى انفجرت في وجهه سلسلة من الإخفاقات في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، حيث تقلصت القاعدة البرلمانية لائتلافه الحكومي إلى 61 نائباً (من مجموع 120). فقد تم تمرير أربعة اقتراحات لحجب الثقة عن الحكومة، وتم إفشال قوانين عدة للائتلاف؛ مما اضطره إلى سحب بقية القوانين وتأجيل بحثها. وبدا أن أفيغدور ليبرمان، وزير الأمن المستقيل، يضحك ساخراً من قادة الائتلاف وهم يعانون الضائقة من جراء انسحاب حزبه. مع العلم أن ليبرمان، الذي يرفض مصافحة أو محادثة النواب العرب في «الكنيست»، وجد نفسه في مكانه الجديد في «الكنيست» على كرسي المعارضة جنباً إلى جنب مع أيمن عودة، رئيس «القائمة المشتركة». وكان تأزم أوضاع الائتلاف الحكومي قد بدأ يظهر رويداً رويداً، عندما تمكنت المعارضة من إسقاط مشروع قانون حكومي، هو تعديل لقانون الأراضي بشأن تعريف «قسيمة ثلاثية الأبعاد». وبحسب شرح مشروع القانون فإنه «يهدف إلى تمكين الفصل في ملكية الأرض لوحدات حيز تشمل مساحة وعمق وارتفاع الأرض، بهدف صفقات منفصلة في كل وحدة». ومع ذلك، فقد قررت المعارضة إسقاطه لأهداف رمزية ومعنوية تثبت فشل الحكومة. وعندما أدرك الائتلاف أنه يفقد الأغلبية، بادر إلى سحب سبعة قوانين كان يفترض أن تُطرح للتصويت عليها في «الكنيست»، خشية عدم توفر أغلبية.

ولوحظ أن المعارضة تعمل بتنسيق تام، حتى مع النواب العرب. فقد صوّت الجميع تقريباً مساندين مشاريع المعارضة، التي قامت أربع كتل منها بطرح حجب الثقة عن الحكومة، هي: «المعسكر الصهيوني» والقائمة المشتركة، و«يوجد مستقبل» و«ميرتس». وكان اقتراح «المعسكر الصهيوني» تحت عنوان «استقالة وزير الأمن كشف فشل الحكومة في المجال السياسي – الأمني»، وصوّت لصالح الاقتراح 47 عضواً. وفي اقتراح حجب الثقة الثاني، الذي قدمته القائمة المشتركة تحت عنوان «فشل الحكومة في المجال السياسي الاجتماعي والاقتصادي» صوّت 50 عضواً. أما الاقتراح الثالث، الذي قدمته كتلة «يوجد مستقبل»، فكان تحت عنوان «دولة إسرائيل فقدت ردعها هذا الأسبوع مقابل أعدائها وأهملت الأمن القومي». وصوّت إلى جانب الاقتراح 47 عضواً. أما الاقتراح الرابع لكتلة «ميرتس»، الذي كان تحت عنوان «أربع سنوات على فشل الحكومة في حماية المواطنين في غلاف غزة»، فقد صوّت إلى جانبه 44 عضواً. وإثر ذلك، التقى نتنياهو رؤساء الأحزاب المتحالفة معه، طالباً منهم بذل كل جهد لتثبيت استقرار الائتلاف. وأعرب عن غضبه مما جرى في «الكنيست»، واصفاً إياه بالمشهد المخزي. ونقل عن أحد الوزراء قوله: إن من المستحيل أن تصمد حكومة بأكثرية ضئيلة كهذه، «يكون فيها كل نائب بمكانة ملك يقرر للحكومة ما يشاء». وقال: إن تصريحات نتنياهو بأن الانتخابات ستجري في موعدها، أي في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، هو حلم. وسيضطر إلى تبكير الموعد.

من جهة ثانية، أظهر استطلاع أن أغلبية الإسرائيليين لا تصدق رواية نتنياهو، بأنه ينبغي الامتناع عن التوجه إلى انتخابات مبكرة لأسباب أمنية، وإنما لأسباب سياسية شخصية، في حين أكد وزير إسرائيلي، أن الانتخابات العامة ستجري في شهر مايو (أيار) المقبل. ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» يوم الثلاثاء، عن وزير وصفته بأنه «رفيع ومقرب من نتنياهو» قوله: إن الحكومة لن تتمكن من الصمود؛ كونها حكومة ضيقة تعتمد على 61 عضو كنيست فقط، لافتاً إلى أن خسارة الائتلاف خلال التصويت في الكنيست على مقترحات حجب الثقة عن الحكومة هي «استفتاح» وحسب. ووفقاً للوزير نفسه، فإنه «لا يمكن إدارة الأمور على هذا النحو. وهذا لن يصمد»، لافتاً إلى أن رئيس حزب «كولانو» الوزير موشيه كجلون، ورئيس حزب «البيت اليهودي» الوزير نفتالي بينيت، «أرادا انتخابات في شهر مارس (آذار)».

وكان استطلاع نشرته إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس، أظهر أن 58 في المائة من الإسرائيليين يعتقدون أن محاولات نتنياهو منع تبكير الانتخابات ناجمة عن دوافع سياسية شخصية وليس لأسباب أمنية، بينما عبّر 31 في المائة عن قناعتهم برواية نتنياهو بأن الدوافع أمنية.

 

الشرطة الإسرائيلية توصي بمحاكمة وزير الداخلية وزوجته وشقيقه بتهم فساد

تل أبيب: «الشرق الأوسط/21 تشرين الثاني 2018/أعلنت الشرطة الإسرائيلية، في بيان رسمي أمس الثلاثاء، أنها، بعد ثلاث سنوات من التحقيق، قررت رفع توصية إلى النيابة العامة لتقديم وزير الداخلية، آريه درعي، وزوجته وشقيقه للمحاكمة بعدة تهم منها ارتكاب مخالفات ضريبية بقيمة ملايين الشواقل (الدولار يساوي 3.6 شيقل)، وتقديم تصريح كاذب لمراقب الدولة ورئيس الكنيست بشأن ممتلكاته ومداخيله. وتشتبه الشرطة في أن درعي ارتكب المخالفات أثناء توليه منصبه الوزاري. وقالت الشرطة إنها ستحيل ملف التحقيق كاملا خلال الأيام المقبلة إلى النيابة، لتبدأ إجراءات النظر في المستندات ثم الانتقال إلى المحاكمة. وتم الكشف عن هذه القضية بعد تحقيق سري للشرطة وسلطة منع تبييض الأموال، حيث ثارت شبهات بشأن إدارة غير عادية للحسابات في البنوك من طرف درعي وعائلته. واكتشف المحققون تحويل مبالغ مالية كبيرة من رجال أعمال إلى عائلة الوزير، بعضها قبل عودته إلى النشاط السياسي، وبعضها الآخر بعد ذلك. وأجري التحقيق من قبل وحدة «لاهاف 433» مع سلطة الضرائب، وبمرافقة مدّع من النيابة العامة في لواء تل أبيب. ومنذ شهر أبريل (نيسان) من عام 2016 تحول التحقيق إلى علني، وتم الحصول على إفادات من عشرات المشتبه بهم، ولكن التحقيق مع درعي نفسه تم في مايو (أيار) من العام الماضي للمرة الأولى. وبحسب الشبهات، فإن رجال أعمال مختلفين حولوا لدرعي مئات آلاف الشواقل. كما فحص المحققون صفقات لبيع وشراء قسائم بناء في القدس و«صفصوفة» (المقامة على أراضي قرية الصفصاف المهجرة في أعالي الجليل)، وكذلك تصريحاته لرئيس الكنيست ومراقب الدولة، والتقارير الناقصة في كشوفات المقدمة لسلطات الضرائب، وغيرها. وبناء على تحقيقات الشرطة، فقد توفرت شبكة من الأدلة ضد درعي تؤكد ارتكاب مخالفة الاحتيال وخيانة الأمانة في أدائه في قضية رجل أعمال أثناء شغله منصب وزير، وكذلك ارتكاب مخالفات ضريبية بمبالغ كبيرة تصل إلى ملايين الشواقل، وتبييض الأموال، وعرقلة مجرى القضاء، وأداء قسم كاذب في التصريحات الكاذبة التي قدمها بشأن أملاكه ومداخيله إلى مراقب الدولة ورئيس الكنيست.

كما قالت الشرطة إن هناك أدلة ضد المحامي شلومو درعي، شقيق الوزير الذي يشغل منصب نائب رئيس مؤسسة كبيرة لشؤون الأراضي والأحراش («كيرن كييميت»)، بشبهة ارتكاب مخالفات ضريبية بمبالغ تصل إلى ملايين الشواقل، إضافة إلى شبهات بارتكاب مخالفة تبييض الأموال ومخالفات ضريبية ضد مشتبه بهم آخرين. وبدوره عقب الوزير درعي قائلا إنه يرحب بعدول الشرطة عما نسبته له, وأعرب عن ثقته بأن تقرر النيابة إغلاق ملف التحقيق بأكمله بعد أن تدرسه.

 

وزراء إسرائيليون: سنسيطر على غزة وسنقتل قادة “حماس”

"أيام السنوار باتت معدودة... وخطة ترامب للسلام مضيعة للوقت"

القدس- وكالات/21 تشرين الثاني 2018/بعد أيام من وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي كاد يطيح حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو؛ حذر وزير إسرائيلي، أمس، من أن أيام زعيم حركة “حماس” يحيى السنوار “باتت معدودة”، فيما قال آخر إن الدولة العبرية

أقرب من أي وقت مضى من إعادة السيطرة على قطاع غزة. وقال وزير الإسكان يوآف غالانت؛ وهو جنرال سابق من حزب “كلنا، أشرف على إحدى حروب غزة: “إن أيام يحيى السنوار باتت معدودة، ولا ينبغي له أن يتوقع إنهاء أيامه في دار للمتقاعدين”. وأكد غالانت، في ندوة نظمتها صحيفة “جيروزاليم بوست”، أن على “قادة حماس أن يقرروا ما إذا كانوا سيقاتلون إسرائيل أو أنهم سيعودون إلى الهدوء النسبي الذي ساد في الأيام الأخيرة”. بدوره، قال وزير الشؤون الاستراتيجية جلعاد آراد، الذي تحدث في الندوة أيضاً، إن “إسرائيل أقرب من أي وقت مضى لإعادة احتلال قطاع، أو جزء منه، لكي نقوم بتفكيك البنى التحتية الإرهابية”. وأضاف: “إذا كانت هذه الخطوة ستضمن أمن مواطني الدولة، فإن إسرائيل ستفعل ذلك.. لقد حان الوقت لتنتقل إسرائيل من الدفاع إلى الهجوم في معركتها مع حماس؛ أي إلى عمليات القتل المُستهدَف (الاغتيالات) للقادة الإرهابين في حركة حماس”. وفي مداخلة خلال الندوة، وصفت وزيرة العدل الإسرائيلية آياليت شاكيد خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام مع الفلسطينيين، بأنها “مضيعة للوقت”. وقالت: “أعتقد أن الهوّة بين الإسرائيليين والفلسطينيين أكبر بكثير من أن يتم ردمها”. لكن شاكيد، التي تنتمي إلى حزب “البيت اليهودي” اليميني المتشدد المعارض حلَّ الدولتين، أكدت أنها ستتعامل “بشكل منفتح” مع الخطة الأميركية. وقالت: “رغم أنني أريد السلام كغيري، لكنني أكثر واقعية، وأدرك استحالة السلام في الوقت الراهن. ومع ذلك، فلننتظر لنرى ما الذي ستقدِّمه” الولايات المتحدة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الشرق الأوسط» كمطلب إسرائيلي-إيراني-تركي.

علي الأمين/جنوبية/ 20 نوفمبر، 2018

ثمة تقاطع في نظام المصالح الإقليمي يجعل من مصطلح الشرق الأوسط، مصطلحاً متداولا في الحسابات الاستراتيجية لثلاث دول إقليمية على الأقل أي تركيا وإيران وإسرائيل.

يبدو أن مصطلح “الشرق الأوسط” بات مصطلحا مستخدما لدى معظم الدول الإقليمية ومن بينها حكومات عربية، وعلى الرغم من الاعتراضات والحملات الإعلامية التي تصدت لمشروع “الشرق الأوسط الجديد” الذي نظّر له رئيس حكومة إسرائيل الراحل شمعون بيريز قبل أكثر من ربع قرن، في سياق مشروع إدماج إسرائيل في محيطها العربي، وتزامنا مع معاهدات السلام التي وقعتها بعض الدول العربية مع إسرائيل.

هذا المصطلح والمشروع لقي بطبيعة الحال ردود فعل مقابلة، تمثلت بشعارات تنطوي على رفض له، وسال حبر كثير في هجاء الشرق الأوسط، بوصفه مشروعا استعمارياً جديداً للمنطقة العربية كما وصفه الكثيرون من المنتمين للتيارات القومية آنذاك، فيما كانت التيارات الأصولية الإسلامية على اختلافها تعتبره مشروعا مقابلا لخيارها الأممي الإسلامي، كونها كانت تتبنى وتسعى في ذلك الحين إلى إقامة الحكم الإسلامي في مواجهة الفكرة العربية أو مشروع الأممية الشيوعية التي كانت قد تلاشت مع سقوط الاتحاد السوفياتي، بعد انسحاب الجيش السوفياتي من أفغانستان على أيدي الجهاديين الإسلاميين.

الشرق الأوسط مصطلح يفرض وجوده اليوم، ليس عبر السياسات الدولية والدبلوماسية الغربية على وجه العموم، ولا بطبيعة الحال بسبب الإلحاح الإسرائيلي على استخدامه، بل ثمة تقاطع في نظام المصالح الإقليمي يجعل من مصطلح الشرق الأوسط، مصطلحاً متداولا في الحسابات الاستراتيجية لثلاث دول إقليمية على الأقل أي تركيا وإيران وإسرائيل، فترسيخ هذا المفهوم في وعي شعوب المنطقة، هو المدخل لتشريع نفوذ هذه الدول في المنطقة العربية.

ليس من الغريب، أن نلاحظ أن الصعود المضطرد لمفهوم الشرق الأوسط يتزامن مع تراجع مضطرد للنظام الإقليمي العربي ولمصطلح الوحدة العربية. الوحدة العربية أو النظام الإقليمي العربي يستفز تلك الدول الثلاث، لأنه وأيّاً يكن محور هذا النظام ومركز القيادة فيه، أكان قوميا او إسلاميا او اشتراكيا، أو ليبراليا، فإنه يهدد تمدد هذه الدول، التي ساهمت كلّ منها في استثمار انكفاء النظام الإقليمي العربي، وحاولت اقتطاع نفوذ لها إما تحت عباءة مذهبية أو دينية، أو من خلال الهيبة العسكرية والقوة.

من هنا فإن الشرق الأوسط الذي يضم إيران لا يستثني تركيا العائدة من خيبة الحلم الأوروبي إلى فضاء تاريخها السلطاني، ولا إسرائيل التي طالما سعت إلى بلورة مضمون سياسي واقتصادي وأمني “الشرق الأوسط الجديد” ، هو بالضرورة يطوي في صعوده نظاماً إقليمياً عربياً، كان إلى حدّ بعيد يشكل حاجزاً في مواجهة الأطماع الإقليمية والدولية في المنطقة العربية.

نظام المصالح العربي اليوم تحول إلى هدف تتقاطع هذه الدول الثلاث على تحقيقه، فبعد سقوط الأممية الإسلامية كمشروع نهوض حاولت إيران التبشير به، ها هي تنكفئ نحو الدائرة القومية مستخدمة هويتها المذهبية من أجل ترسيخ نفوذها في المنطقة العربية، فيما تركيا العلمانية لم تتخل عن طورانيتها بل تعيد الاعتبار لأدواتها الإسلامية في امتدادها العربي من أجل حماية المركز السلطاني أو الطوراني وتعزيز دوره في الشرق الأوسط، وتتلاقى هاتين السياستين الإيرانية والتركية مع طموح إسرائيلي يرسم الجغرافيا السياسية على أساس يتصل بمحاور تنهي النظام الإقليمي العربي الذي لا يستقيم وجود إسرائيل في ظله، بخلاف الشرق الأوسط الذي يتيح لإسرائيل فرصا لأن تكون دولة فاعلة في صلبه.

 

حكومة الاكثرية تعود الى التداول؟!

فؤاد ابو زيد فؤاد ابو زيد/الديار/21 تشرين الثاني/18

هل هناك نية وتصميم لدى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، والتيار الوطني الحر ، لتشكيل حكومة اكثرية ، كما كان يسوٌق لها النائب الياس الفرزلي ، ينتقى وزراؤها من كتل ونواب وشخصيات مستقلين ، قريبين من العهد أو حلفاء ، بعد تعذٌر تشكيل حكومة توافق وطني تجمع الكل ، بسبب العراقيل الظاهرة والمخفية التي يواجهها الرئيس المكلف سعد الحريري خصوصا في المرحلة الاخيرة من التشكيل ؟

هذا السؤال يتردد في الاوساط السياسية والاعلامية وعند بعض الاوساط الديبلوماسية ، بعدما كشف النائب فيصل كرامي ضمن برنامج "صار الوقت " للزميل مارسيل غانم أن الرئيس عون وصف موقف الرئيس المكلف من توزير نائب من النواب الستة السنة المعارضين بأنه "غير حكيم "، وجاء مؤخرا موقف وزير الخارجية جبران باسيل بعد اجتماعه بنواب اللقاء التشاوري مكملا له عندما صرٌح ، بأن من حق نواب اللقاء أن يتمثلوا في الحكومة ، وهو التصريح الذي اثار استياء الحريري وجمهوره ، وكأنه كان مقصودا أن يعيد باسيل التشكيل الى نقطة الصفر ، على ما صرّح بذلك النائب السابق مصطفى علٌوش ، ناصحا الحريري بأن يسارع برفع تشكيلته الحكومية الى رئيس الجمهورية خالية من اسماء وزراء حزب الله واسماء الكتل المتضامنة معه ولم تقدم اسماء مرشحيها وترك الرئيس عون يتدبر الامر .

بالنسبة الى من يشكل حكومة الاكثرية ، هناك من يحاول اليوم ، ولو بالتسريب ، اقناع الحريري بتشكيل حكومة الاكثرية ، لضمان قبول الدول الداعمة لمؤتمر "سيدر " الغربية والعربية ، من منطلق انها تعفيه من سبب أساسي يتمسك به حزب الله ، وهو ان حكومة التوافق الوطني تلزمه بتوزير الكل بمن فيهم النواب السنة المعارضين ، بعكس حكومة الاكثرية التي تطلق يديه في توزير من يشاء بالتعاون مع رئيس الجمهورية ، بشرط احترام الميثاقية الطائفية ، والميثاقية بالنسبة الى هؤلاء العاملين على تسويق حكومة الاكثرية ، متوفرة شيعيا بحزب الله وحركة أمل ، وسنيا بتيار المستقبل ، ومسيحيا بالتيار الوطني الحر وحلفائه وبرئيس الجمهورية ، وبالتالي من السهل استبعاد القوات اللبنانية والمردة والكتائب ، خصوصا أن المصالحة بين القوات والمردة ستنعكس تعاونا داخل الحكومة بما "يعرقل عملها ومشاريعها " ومسيرة عهد الرئيس عون ، ومن "حسنات " حكومة الاكثرية انها تكرٌس المثالثة التي يعمل على تحقيقها منذ فترة طويلة ، كما يمكن ان يكون الباب مفتوحا امام رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط اذا رغب ان يكون من عائلة الاكثرية .

قيادي في تيار المستقبل ، يؤكد أن الحريري متمسك بحكومة التوافق الوطني وبعدم توزير سنٌة المعارضة ، ولن يدخل الحكومة وحيدا ، وان تساهله مع عون وباسيل يأتي من باب عدم كسر الجرة وادخال لبنان في عنق الانهيار الكامل ، ولكن لكل موقف حدودا ونهاية ، ولن يكون رئيس الحكومة الذي يشكل حكومة اكثرية ، على الاقل في الظروف الحالية الصعبة والخطيرة

 

تفكيك شيفرة العِبَارات في قانون العقوبات على «حزب الله»

 ايفا ابي حيدر/الجمهورية/21 تشرين الثّاني 2018

 أكد المحامي بول مرقص انّ قانون العقوبات على «حزب الله» الجديد هو نسخة مطوّرة عن قانون العام 2015، ولا يحمل في طيّاته أدوات تنفيذية جديدة بمقدار ما يحمل رسالة متجددة حول عزم الادارة الاميركية ككل على تنفيذ العقوبات عند الاقتضاء.

 أوضح مرقص، بصفته مراقباً لمجريات قانون العقوبات الاميركية بنسخته الثانية، والموجود حالياً في واشنطن، لـ«الجمهورية»، انّ المرحلة الراهنة في واشنطن هي مرحلة صَوغ النصوص التطبيقية للقانون الجديد الذي من المفترض أن يصدر في غضون 180 يوماً، أي في مهلة 6 أشهر.

ويتوقع ان توضح هذه النصوص بعض العبارات المطّاطة حسب القانون الجديد الصادر، منها على سبيل المثال كلمة knowingly، أي أن تكون المصارف على معرفة بالجهة التي تتعامل معها، وفي حال تبيّن انها تعاملت مع أشخاص يحظّر التعامل معهم، يتمّ إنزال العقوبات في حقها. ووفق تفسير القانون الاميركي القائم على strict liability أي المسؤولية الصارمة، هناك قرينة العلم المفترض وليس فقط العلم.

فعلى سبيل المثال، يفترض بالمصارف ان تعرف مع من تتعامل، اي انّ هذا الامر ليس خياراً. وفي الواقع، انّ المصارف اللبنانية تدرك هذا الامر، لذا هي تتقيّد بسياسة متشددة تقوم على مبدأ «اعرف عميلك» على نحو موسّع».

تابع مرقص: «هناك العديد من العبارات الخاضعة للتفسير حسب النصوص التطبيقية قيد الاعداد، مثل كلمة «significantly»، والمقصود بها حجم العملية ومدى تكرارها. واذا حصلت غير مرة مع أطراف محظور التعامل معهم، كيف سيأتي النظام التطبيقي الجديد كي يفسّر هذه العبارات؟».

أضاف: «كما ينصّ القانون الجديد على «انّ المسؤولية تترتّب في حالة المعرفة knowingly وحجم العمليات المالية المَشكو منها significantly، الأمر الذي يخفّف من مسؤولية المصارف التي يمكن ان تتذرّع بعدم معرفتها بارتباطات العميل صاحب الحساب، والذي اذا سبقتها وزارة الخزانة الى اكتشاف عملياته، تُدرجه على اللائحة السوداء OFAC، من دون أن يعني ذلك انه يمكن للمصارف ان تَغضّ الطرف عن الإجراءات الواجبة، لأنّ القانون الاميركي قائم من جهة ثانية على تحميل المسؤولية في حال كان بوسع المصرف ان يعرف ولم يفعل، وهذا ما يسمّى بقرينة العلم المفترضة reasons to know».

دور المصارف اللبنانية

ورداً على سؤال عن الدور الذي يمكن ان تؤديه المصارف اللبنانية؟ قال: «ليس المطلوب الكثير من المصارف اللبنانية، نظراً لأنها تقوم بجهود كبيرة في هذا السياق منذ سنوات طويلة، لا بل هي رائدة في المنطقة بفضل توجيهات مصرف لبنان وجمعية المصارف. لكن، لتكون هذه المصارف ممتثلة للقانون الجديد، ينتظر منها المزيد من الاجراءات. ومن المتوقع ان تنظر هذه المصارف في إمكانية بناء مقاربة جديدة للمخاطر.

يسود اليوم ما يُعرف بـ risk based approach (RBA)، وهي تقنية تقوم على تصنيف عملاء المصارف وفق ما اذا كانوا مُرتفعي المخاطر high risk أو متوسّطيها medium risk او في حدهم الأدنى أي low risk. هذه المقاربة التقليدية لم تعد تصلح في ظل القانون الجديد، ومن المنتظر ان تقوم هذه المصارف ببناء برنامج معلوماتي جديد يقوم على أسس جديدة في تصنيف العملاء كي يتم الامتثال بشكل دقيق لهذا القانون الجديد.

تابع: للمصارف اللبنانية اليوم مصلحة في استدراك نتائج هذا القانون وعواقبه، وتبعات إدراج أسماء تملك حسابات في هذه المصارف اللبنانية المحلية. لذلك، ربما يمكن ان تتجه هذه المصارف نحو بناء مقاربة جديدة مبنية على المخاطر تتجاوز المقاربة التقليدية.

وقال: بصرف النظر عن الموقف أكان مؤيّداً للقانون او رافضاً له، يجب استدراك عواقب هذا القانون على المصارف اللبنانية تحديداً لجهة حماية تعاملاتها مع المصارف الدولية المراسلة، كي لا يدفع هذا القانون المصارف المراسلة الدولية الى قطع التعامل مع الساحة المصرفية اللبنانية او تخفيف التعامل معها، وكي يبقى في مقدور المصارف اللبنانية تحويل أموال الى الخارج. ومن المعروف انّ التحويل يتم عبر المصارف التي فيها حسابات للمصارف اللبنانية او عبر شبكة SWIFT، وغالباً عبر الدولار الاميركي.

وأكد مرقص انّ المصارف الدولية المراسلة تأخذ هذا القانون على محمل الجد، بمعنى انها لا تطبّق بشأنه فقط التعاملات بالدولار الاميركي، إنما كل انواع العملات حول العالم.

تشدّد أميركي

وتوقّع مرقص أن نلاحظ تشدداً من قبل الادارة الاميركية الجديدة في تطبيق القانون الاميركي هذه المرة، مشيراً الى أنه في السابق، أي في عهد الرئيس الاميركي باراك اوباما، لم تزخّم الادارة الاميركية موضوع العقوبات، ولم تمتثل للمهل الموضوعة في القانون السابق، على عكس الادارة الحالية، بدليل اننا نرى اليوم زخماً أكبر، سواء في إقرار صيغة موحدة من قبل مجلس الشيوخ الاميركي منذ اسابيع قليلة في واشنطن، أو من خلال توقيع الرئيس الاميركي دونالد ترامب وبشكل سريع القانون الجديد كي يصبح نافذاً. وبالتالي، ينتظر ان تكون هناك فاعلية أكثر في التقارير الصادرة تطبيقاً لهذا القانون، وهذه التقارير مُلقاة على عاتق الادارة الاميركية.

وأوضح: انّ تشديدنا على «الزخم» المتوقع في التعامل مع الموضوع، لا يَنبع من رغبتنا في ذلك في مطلق الاحوال، إنما استدراكاً للعواقب المتأتية من ذلك على لبنان وعلى اقتصاده، خصوصاً اننا لم نلحظ ايّ متابعة حكومية سياسية لهذا الموضوع كان يجب ان تسبق صدور القانون. امّا اليوم، وبعدما صدر القانون، فإنّ فاعلية اي تحرك سياسي تكون وَطأته أقل، لأننا انتقلنا الى مرحلة صياغة الانظمة التطبيقية.

وبالتالي، يجب عدم فصل هذا القانون عن رزمة القوانين والعقوبات الصادرة، وأهمها العقوبات التي بدأ العمل بها من حوالى الاسبوع في مرحلتها الثانية على ايران، والتي تتناول النفط والغاز والسجاد العجمي والتعاملات المالية مع البنك المركزي الايراني...

وقال مرقص: يجب عدم التقليل من حجم عواقب هذا القانون، مشدداً على «أهمية متابعة هذا الموضوع لاستدراك عواقبه علينا، من دون المبالغة وخلق حالة ذعر».

الفارق بين القانونين

وعن الفارق بين القانونين القديم والجديد، شَدّد مرقص على 3 نقاط هي:

• يعدّل القانون الجديد المهل المُناطة بالادارة الاميركية لترجع فيها الى الكونغرس بنتائج تنفيذ هذا القانون، كي يكون هناك زخم في تنفيذه.

• القانون الجديد يخفّف الضغط على المصارف المركزية عموماً، ولاسيما مصرف لبنان.

• الأمر الثالث يتعلق باستثناءات على تأشيرات الدخول wavers، بحيث بات بإمكان الرئيس الاميركي أن يرجع الى الكونغرس بعد اعطائه استثناء على التأشيرات إيجاباً، فلا يعد يرجع بعدها الى الكونغرس الاميركي مسبقاً، إضافة الى تعديلات تقنية أخرى.

 

القتل طريق الاحتفاظ بالسلطة في سوريا وإيران

فايز سارة/الشرق الأوسط/21 تشرين الثاني/18

لعل أهم القواسم المشتركة للنظامين السوري والإيراني، هو الاستخدام الواسع للعنف ضد الشعب. وطوال عشرات السنين من الحكم، لم يتأخر أحدهما في دفع آلته العسكرية - والأمنية للدخول في مواجهات عامة، أو القيام بعمليات خاصة ضد أفراد أو مجموعات قدر أنها تهدد النظام، أو رأى أن عملياته تمثل إجراءات احترازية في مواجهة تهديدات، يقوم بها سوريون أو إيرانيون هدفها تهديد النظام وتغييره، ولو بصورة غير مباشرة، وقد زاد النظامان إلى هذا القوس من العمليات الأمنية - العسكرية، أن نظما وقاما – ما دام تطلب الأمر - بعمليات في بلدان الجوار أو الأبعد منها بواسطة وحداتهما العسكرية - الأمنية أو من خلال ميليشيات وجماعات تتبعهما. وأقام النظامان بنية عسكرية أمنية متقاربة، تعزز سيطرتهما على البلاد، وتكون قادرة على الحفاظ على السلطة، وهو ما يمكن ملاحظته في التركيبة العسكرية - الأمنية، التي تتضمن إضافة إلى الجيش، وحدات عسكرية نخبوبة، مثالها السوري الحالي الفرقة الرابعة، التي يقودها ماهر الأسد، ومثالها الإيراني الحرس الثوري الذي يقوده محمد علي جعفري، وفي الحالتين، فإن التشكيلين النخبويين بمثابة جيش موازٍ، هدفه الأساسي حماية النظام في البلدين.

وتتضمن البنية العسكرية - الأمنية وجود ميليشيات مسلحة، مثالها الأحدث في سوريا قوات الدفاع الوطني، والتي أقيمت مع ميليشيات أخرى في مواجهة ثورة السوريين بعد العام 2011، والنموذج الإيراني تمثله قوات الباسيج، التي تضم عشرات الميليشيات المحلية المنتشرة في أنحاء البلاد.

وتحظى أجهزة المخابرات باهتمام خاص، إذ هي محط اهتمام ورعاية رأس النظام، ويشرف على تنسيق نشاط كل منها مكتب الأمن الوطني في الحالة السورية ومجلس تنسيق المعلومات في إيران، ورغم تعدد مهماتها، فإن الجامع المشترك في أهدافها الحفاظ على النظام.

إن طبيعة التركيبة الأمنية - العسكرية المتقاربة لنظامي الأسد وملالي إيران، لا تجسد سعيهما من أجل حماية النظام القائم. فهذه المهمة قائمة في كل البلدان، لكنها تفسر طبيعة العمليات، التي تقوم بها تلك البنية في مواجهة الشعبين وقوى المعارضة أياً كانت بما فيها دعاة التغيير السلمي منظمات كانت أو شخصيات سياسية أو مدنية عبر استخدام كل الوسائل والأساليب بما فيها القتل العام في مواجهة التحركات الشعبية في البلدين، والتدخلات المسلحة في البلدان الأخرى، والقتل تحت التعذيب والاغتيالات للمعارضين والنشطاء، وإثارة الفتن وحبك المؤامرات سواء داخل البلاد أو خارجها بما في ذلك استخدام ودعم نشاط الجماعات الإرهابية المتطرفة، وكلها ممارسات ممتدة منذ استيلاء الأسد الأب على سوريا عام 1970 والملالي على إيران في العام 1979.

وتبدو عمليات القتل الواسع، التي قام بها النظامان في سوريا خلال السنوات الماضية، وأدت لموت مئات آلاف السوريين، تعبيراً لسياستهما المشتركة ونموذجاً لما فعله كل منهما في البلد الذي يحكمه. فنظام الأسد ارتكب عمليات قتل واسع في مواجهة مطالب السوريين للتحرر من سلطته على مدار عقد السبعينات، وصولاً إلى مجازر حماة وحلب وإدلب في العام 1980، وقتل فيها نحو أربعين ألفاً، والموازي الإيراني لسياسة نظام الأسد، عمليات قتل مئات المحتجين خلال الثورة الخضراء عام 2009، وقد كرر النظام عمليات القتل في الاحتجاجات الشعبية في السنوات التالية وأبرزها، ما جرى في أكثر من أربعين مدينة إيرانية بداية العام 2018.

ولم يقتصر القتل العام في سياسة النظامين على سوريا وإيران، بل امتد إلى دول أخرى عبر تدخلات مباشرة، أو من خلال قوى محلية ترتبط بالنظامين كما في العراق واليمن، ولعل ما قام به النظامان في لبنان مثال، حيث لم يكتف نظام الأسد وملالي طهران بإرسال قواتهما إلى هناك للسيطرة، ومنع قيام نظام يعارضهما، بل استعانا بميليشيات لبنانية وفلسطينية تتبعهما، شاركت في قتل لبنانيين وفلسطينيين، قبل أن يتشارك النظامان في اغتيالات أصابت نخبة من اللبنانيين واتهامهما باغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري.

ويشكل اغتيال الخصوم في لبنان جزءاً من سياسة اغتيال مارسها النظامان على نحو واسع ضد معارضيهما داخل البلاد وخارجها، وإذا كانت عمليات الاغتيال في الداخل تمت بصورة علنية في سوريا بما فيها اغتيال مسؤولين وضباط كبار منهم رئيس الوزراء الأسبق محمود الزعبي ووزير الداخلية الأسبق غازي كنعان وأعضاء خلية الأزمة، والشيخان معشوق الخزنوي ووحيد البلعوس، فإن أغلب الاغتيالات كانت سرية من جانب إيران، وهو أمر لم يكن ممكناً في حالة الاغتيالات الخارجية لمعارضي النظامين، وقد امتدت في الكثير من دول العالم، وكان من أبرزها بالنسبة لنظام الأسد اغتيال اللواء محمد عمران في لبنان عام 1972، واغتيال صلاح الدين البيطار في باريس 1980، واغتيال بنان الطنطاوي زوجة عصام العطار في ألمانيا 1981. وقد امتدت الاغتيالات الإيرانية بصورة أوسع في العدد والأماكن، والأكثر شهرة فيها اغتيال عبد الرحمن قاسملو زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني ومساعده عبد الله آزار في النمسا عام 1989. وشهبور بختيار آخر رئيس وزراء في إيران تحت حكم الشاه عام 1992. والأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني صادق شرفكندي وبعض مساعديه في برلين عام 1992، وكان من أواخر أعمال إيران في مجال اغتيال المعارضين محاولة كان يديرها أسد الله أسدي قنصل السفارة الإيرانية في النمسا لتفجير مؤتمر «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» المنعقد بباريس أواسط عام 2018. ولعل الأهم في عمليات الاغتيال في الخارج، ضلوع سفارات البلدين في تنظيمها وتنفيذها، بما يعني تحول السفارات عن وظيفها الدبلوماسية لتكون وكراً لتصفية المعارضين. ولعل آخر ما يمكن الإشارة إليه في القتل كطريق مشترك للحفاظ السلطة في سوريا وإيران، يكمن في تحول سجون النظامين إلى مسالخ بشرية حسب التقارير الدولية، يتم فيها قتل وإعدام معارضي النظام، ورغم أن سجن تدمر، هو الأكثر شهرة في سوريا، فقد صار سجن صيدنايا في المقام الأول في السنوات الأخيرة، إذ قتل وأعدم فيه آلاف من المعارضين والنشطاء على نحو ما جرى ويجري في سجني إيفين ورجائي شهر الإيرانيين، حيث قتل وأعدم فيهما عشرات آلاف المعارضين والنشطاء.

خلاصة الأمر أنه لا الحوار ولا الإصلاح طريق لنظامي الأسد والملالي من أجل الاستمرار، وحدهما الدم والقتل طريقهما للبقاء بأدوات ووسائل متعددة وفي كل الأماكن والأوقات.

 

الصراع بين القوى العظمى

هال براندز/الشرق الأوسط/21 تشرين الثاني/18

تجددت في السنوات الأخيرة ظاهرة عايشناها مع نهاية الحرب الباردة، ألا وهي العنف والمنافسة الساخنة بين أقوى دولتين في العالم. ورغم أن المنافسة حق لا جدال فيه، رغم خطورة ذلك الطرح في العموم، فإنه كثيراً ما تكون للمنافسة تبعاتها التي تتمثل في تقليص فرص إيجاد حل لمشكلات العالم، بدءاً من الهجرة إلى الأزمات الاقتصادية وانتهاء بالتغيير المناخي. إن العلاقة بين الدول العظمى (الولايات المتحدة وحلفاؤها من ناحية، والصين وروسيا من ناحية أخرى)، تمثل المركز الجديد المشتعل للجاذبية في سياسة العالم. عندما لا يكون هناك استقرار في المركز، فإن تلك الحالة لا بد أن تتمدد للخارج لتؤثر في كل ما تلمسه. وحتى زمن قريب نسبياً، اعتقد كثير من المراقبين في صحة العكس، أن كل الأشياء الحميدة في الشؤون العالمية ستسير في اتجاه واحد. من ضمن تلك المفاهيم الأكثر تفاؤلاً في حقبة التسعينات والعقد الأول من الألفية الجديدة فكرة أن الصراع الجيوسياسي للدولة مع الدولة من شأنه أن يسهل التعامل مع حزمة التحديات العالمية التي تهددنا جميعاً. وفي ظل الهيمنة الأميركية المطلقة، ومع مواصلة القوى العظمى السير في الاتجاه ذاته، يستطيع المجتمع الدولي أن يصب جل تركيزه على الإرهاب وعلى التغيرات المناخية والأوبئة والانتشار النووي وغير ذلك من الأخطار المشتركة. وفي المقابل، من شأن التعاون أن يعزز من المشاعر الطيبة بين القوى الكبرى.

إن هذا الاعتقاد يحظى بتأييد الحزبين. ففي عام 2002، رأى القائمون على استراتيجية الأمن القومي بإدارة الرئيس جورج بوش أن المجتمع الدولي أمامه فرصة غير مسبوقة لإنهاء المنافسة الجيوسياسية التي عايشناها في الماضي، وذلك بأن نعمل على مجابهة أخطار الحاضر. وفي مذكرة، رسمية، قالت الإدارة الأميركية: «اليوم، خلصت القوى العظمى إلى أننا نقف في المركب نفسه، فما يوحدنا هو أننا جميعاً نواجه الأخطار المشتركة ذاتها، ألا وهي العنف والإرهاب والفوضى».

خلال فترة رئاسة باراك أوباما، سارت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في الاتجاه ذاته. وقد فسرت كلينتون ذلك بقولها: «إن غالبية الشعوب تشعر بالقلق من التهديدات العالمية ذاتها». فبتعزيز التعاون وتقليص المنافسة، بإمكان واشنطن أن تحول «العالم متعدد الأقطاب» إلى «عالم متعدد الشراكات». لهذا الحوار جاذبيته وإغراؤه، والسبب يكمن في مصداقيته. ففي العقدين اللذين أعقبا الحرب الباردة، حقق العالم بقيادة الولايات المتحدة نجاحاً في التعامل مع عدد من القضايا، منها اعتداءات صدام حسين على الخليج العربي، والحرب الشعواء في البوسنة في منتصف تسعينات القرن الماضي والقرصنة في القرن الأفريقي، والأزمة المالية العالمية في 2008/ 2009. في كل تلك الأمور الجسام، شكل تراجع وتيرة التوتر بين القوى العظمى أهمية كبيرة في الوصول إلى حلول. لكن العمل التعاوني في مواجهة تلك التحديات لم يكن بالقوة الكافية للتغلب على دافع المنافسة المتجددة، بعد أن فرضت الصين وروسيا نفسيهما على الساحة. ومع تزايد وتيرة المنافسة في العقد الأخير، تراجعت فرص العمل الجماعي بدرجة كبيرة. ولنفكر في الحرب الأهلية في سوريا. فعلى مدار ثماني سنوات، تسببت الاحتكاكات المستمرة بين الولايات المتحدة وروسيا (ومع روسيا الحليف الإيراني في سوريا) في إضعاف تأثير الضغوط الدولية التي مورست على بشار الأسد في سبيل تسليم السلطة والتوقف عن ممارسة القتل. ففي كل خطوة، عملت روسيا على حماية الأسد، بل ساعدته في مواصلة شن الحرب على شعبه وأبناء جلدته، وعملت على صموده ومنع سقوطه حليفاً لروسيا على يد أبناء شعبه وثورتهم التي دعمتها الولايات المتحدة. إذا كان التدخل الدولي الناجح، الذي سانده مجلس الأمن الدولي في البوسنة عامي 1995 و1996 قد رمز للتعاون الناجح بين القوى العظمى والتعاون الدولي بصفة عامة، فإن كابوس الأسد في سوريا يرمز إلى العلاقة العكسية بين القوى العظمى، أو بالأحرى الصراع بين القوى العظمى وما نتج عنه من فوضى عالمية.

* بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

إيران وأوروبا... فُقدان الثقة

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/21 تشرين الثاني/18

تقترب طهران من الاعتراف بأن الرهان على الوعود الأوروبية بمساعدتها في الالتفاف على العقوبات الأميركية وصل إلى الحائط المسدود، فمنذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي وإلى الآن لم يتجاوز الموقف الأوروبي حدود التضامن السياسي معها فقط، من دون التوصل إلى تطبيق أي آلية تتيح لها الحصول على تسهيلات بنكية وتجارية مع المؤسسات المالية الأوروبية، التي تتجنب الدخول في نزاعات قانونية وتجارية مع واشنطن من أجل طهران، واتهام أوروبا بالعجز نتيجة الضغوط الأميركية عليها وعدم وفائها بوعودها الاقتصادية والمالية التي قطعتها لطهران عَبّر عنه مساعد وزير خارجيتها عباس عراقجي، خلال مشاركته في ملتقى «تطورات المنطقة والنظام الدولي» الذي عقد في العاصمة الإيرانية طهران منذ أيام، حيث قال «إن أوروبا عاجزة عن إنشاء الآلية المالية للتبادل التجاري والبنكي مع إيران»، موضحاً أن العواصم الأوروبية لم توافق على أن تكون أراضيها موقعاً لتفعيل الآلية التي وعد الاتحاد الأوروبي بتطبيقها. الصفعة الاقتصادية الأوروبية لطهران تزامنت أيضاً مع ضغوط استراتيجية تمارسها عواصم القرار الأوروبي على صناع القرار الإيراني، من أجل دفعهم إلى مراجعة دورهم الإقليمي المزعزع للاستقرار، ودعوتهم إلى وقف تدخلهم في شؤون الدول الأخرى وتخفيف التوتر مع جيرانهم. هذا المسعى حمله إلى طهران وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت أثناء زيارته الأخيرة، الذي تناول في مباحثاته مع المسؤولين الإيرانيين حجم التهديد الذي يمثله تزويد ميليشيات الحوثي في اليمن بالصواريخ الباليستية للاستقرار الإقليمي، ومطالبته بالضغط على الحوثيين لوقف حربهم في اليمن. موقف لندن الضاغط على طهران يتقاطع مع محاولات فرنسية أيضاً من أجل تفكيك العُقد التي يضعها «حزب الله» أمام تأليف الحكومة اللبنانية، إضافة إلى دعم موقف رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري في حماية لبنان من التداعيات السياسية والاقتصادية للعقوبات الأميركية على إيران، فباريس التي تتبنى مؤتمر «سيدر» من أجل دعم الاقتصاد اللبناني المترنح، تحاول الحفاظ على ما تبقى لها من تأثير على لبنان، تواجه تعنتاً إيرانياً وإصراراً على الاستحواذ الكامل على قراره السياسي وإبقائه رهينة تستخدمها في لعبة نفوذها الإقليمية، نفوذ بات يتسبب في فتور بعلاقتها مع الدول الأوروبية، التي تسعى إلى إقناعها بالتراجع عن سياساتها التوسعية بهدف تخفيف حدة الضغوط الأميركية عليها.

من اليمن مروراً بالعراق الذي يتمسك قادته الجُدد بسياسة التوازن الإقليمي وتعزيز علاقته، خصوصاً الاقتصادية، مع جيرانه العرب، واختيار البوابة السعودية من أجل تعميق التعاون في كافة المجالات بين بغداد والعواصم الخليجية، وذلك إثر الزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس العراقي برهم صالح للكويت العاصمة وأبوظبي والرياض وصولاً إلى سوريا، حيث يتطابق الموقف الأوروبي مع المطالب الأميركية بضرورة خروج إيران العسكري منها، عوامل تدفع إلى زيادة الامتعاض الإيراني من تذبذب الموقف الأوروبي، وتضاعف حالة القلق جرّاء عدم معرفة طهران الدقيقة بما يدور داخل الأروقة المغلقة بين الأوروبيين وواشنطن، وقناعة طهران بأن علاقتها معهم لا يمكن أن تكون على حساب علاقتهم التاريخية مع واشنطن، وبأن التقارب في الملف النووي لن يفتح أبواب طهران أمام شراكة إقليمية معهم. فعلى الأرجح، المواقف الأوروبية المتشددة من دور طهران الإقليمي ونفوذها السلبي ومن مشروعها الباليستي لم تعد محمولة في طهران، ودفعت القيادة الإيرانية إلى التشكيك في جدوى التعاون معهم بعد تراجع موقفهم من العقوبات الأميركية، وعليه فإن التغيير الجوهري في الموقف الأوروبي يدفع إلى استعادة ما قاله سابقاً مرشد الجمهورية السيد علي خامنئي منذ أشهر، الذي وجّه فيه انتقادات حادة لهم حيث قال: «تأتي الدول الأوروبية إلى طهران، وتقول إننا نريد أن نتفاوض مع إيران بشأن وجودها في المنطقة. هذا ليس شأنكم. هذه منطقتنا. لماذا أنتم هنا؟».

من الواضح أن الطرفين (أوروبا وإيران) غير قادرين على استمالة بعضهما البعض، حيث كل طرف يمارس مع الآخر سياسة المصالح الحذرة، فالأوروبي يسعى سياسياً إلى ترويض طهران وإقناعها بضرورة الالتزام بالاتفاق النووي، وفي المقابل تطالب طهران بمكافأتها اقتصادياً من خلال تأمين آليات مالية وتجارية للالتفاف على العقوبات، وما بينهما واشنطن التي تعد العدة لمعاقبة أي منهما حال خالف العقوبات، أو قرر المُضي قدماً في تحديه الإقليمي أو النووي.

 

دولة في غزة كُبرى؟

بكر عويضة/الشرق الأوسط/21 تشرين الثاني/18

عتبَ صديقٌ أقدِّر رأيه، فقال إن مقال الأربعاء الماضي ذهب بعيداً، فاهتم بجديد أحوال أميركا، وترك جانباً تجدد قديم أهوال ما يعاني أهل قطاع غزة، في ضوء ما اشتعل من مواجهات بين جُند حركة «حماس»، وجيش دولة إسرائيل. عتبٌ مقبول، لكن الواقع يقول إن معاناة بسطاء ناس غزة مع بقايا الاحتلال الإسرائيلي، تُضاف إليها إحباطات الحصار المفروض على القطاع، لن تختفي من «رادارات» الأخبار على مدار الأربع والعشرين ساعة بمختلف أنحاء الأرض، على الأقل إلى أن يتم التوافق على حلٍ ما.

بيد أن التساؤل، الذي لن يختفي هو الآخر، يخص تحديد المعنيين بالتوصل إلى تفاهم بشأن ما يُمكن عدّه أعقد ما شهدته صراعات البشر وحروبهم بعضهم ضد بعض. يكفي التوقف قليلاً أمام الاختلاف حتى فيما يتعلق بالتسميات. مثلاً؛ إذا قال فريق إنه فقط صراع فلسطيني - إسرائيلي بوسع الشعبين، إذا أخلص الجميع النِيّات، التوصل إلى سلام بينهما ينهيه، سارع الناطقون بمنطق قومي إلى القول بغضب ساطع إنه صراع عربي - صهيوني يخص العرب من المحيط إلى الخليج. في المقابل، سوف ينهض آخرون بصيحة رفض للطرفين؛ إذ تراهم يصرّون، وفق منهج يؤمنون به، على أن كل فلسطين «أرض المَحشر والرباط»، وإلى ذلك فهي «وقف إسلامي»، وبالتالي فالصراع بين مجمل العالم الإسلامي وبين كل بني إسرائيل، مما يعني أن أي مساس بذلك الفهم مرفوض، لأنه يعني المس بما هو مقدس، وفق منهجهم ذاك.

معروف أن اختلاف الرؤى هذا بشأن وضع فلسطين قائم بين القوى والأحزاب والمنظمات؛ فلسطينياً وعربياً وإسلامياً، منذ زمن بعيد. في الضفة الإسرائيلية أيضاً، هناك اختلافات عدة في الشأن ذاته، تتراوح بين أقصى اليمين المتطرف واليمين المعتدل، وبينهما تيارات الوسط الليبرالي أو العِلماني. الأرجح أن كل هذا الاختلاف القائم، على الضفتين، باقٍ إلى قيام الساعة. ثمة تساؤل بسيط يُثار هنا: هل من الضروري أن تعاني الغالبية العظمى من الناس فقط بسبب اختلاف الرؤى ذاك؟ كما قيل من قبل، غالباً ما يُرمى كل من يثير تساؤلاً كهذا بشتى أنواع الاتهامات الجاهزة، من نوع «التفريط»، و«الاستسلام»، و«التطبيع»، وربما يصل الأمر إلى الرمي بحجر «الخيانة»، لمجرد أن من اجتهد فسأل أراد وضع كل اختلافات التنظير المنهجية جانباً، بقصد تقديم المسُتطاع إنجازه راهناً على ما يبدو أنه أقرب إلى المستحيل في المدى القريب، بل والبعيد أيضاً.

في هذا السياق، بدا مُحَيراً لمُتابعين كُثر، يمكنني القول إنني أحدهم، الانتقاد اللاذع الذي تعرضت له حركة «حماس» منذ أسابيع، لأنها رحبت بذراع مصرية مُدَت تجاهها، وبمساعٍ من جانب القاهرة مع تل أبيب، بقصد تحقيق تهدئة بين كلا الطرفين، تخفف معاناة أهل القطاع وتفتح الطريق لتفاهم أوسع بشأن مستقبل وضع غزة ككل. بالطبع، أكثر النقد شدة صدر عن ساسة متنفذين في قيادات حركة «فتح»، ومعهم مَن يواليهم. هذا أمر مُتوقّع، بل هو مفهوم لكل من يفهم سمات التنافر المزمن الذي يحكم علاقات الساسة الفلسطينيين، والذي يبدو أحياناً على طريقة النفور بين «الضراير» داخل البيت. لكن غير المفهوم، خصوصاً للمراقب المحايد، هو التسرّع الذي عمد إلى ضرب «حماس» بطوب التورط في تنفيذ ما تسمى «صفقة القرن»، من منطلق تخيّل أن أول طريق ذلك المخطط هو توسيع مساحة القطاع بغرض إنشاء «غزة الكبرى»، التي سوف تتمدد داخل أرضٍ مصرية. وهناك من شطح في الخيال فذهب إلى الزعم بأن خطط الفصل النهائي بين رام الله وغزة جاهزة، في انتظار إعلان قيام «دولة غزة الكبرى». الحق أنني أغبط البعض على ما يمتلك من «شجاعة» تأكيد ما سيقع على أرض الواقع في ضوء ما يتصوّر.

من منظور شخصي، لست أتفق مع سياسات «حماس» الراهنة، أو مواقف حركة «الجهاد»، ولا مع أجندة أي منهما بعيدة المدى، بل اعتقدت دائماً أن أفضل موقع لهما، هو البقاء ضمن صفوف معارضة تراقب برويّة، وتنصح بتعقل، وتستنكف عن طموح الحكم وبريق التحكّم. لكن، ما دام أن ما حصل قد حصل، ولأن «فتح» رضيت من الأساس بالتعامل مع «حماس» كشريك، فأقل المطلوب هو التروّي قبل إطلاق صفارات إنذار تتخيل غارات وهمية على وشك الوقوع، مثل قرب قيام دولة «غزة الكبرى». يبقى أن الموضوع ربما يستحق عودة ثانية في أسبوع مقبل.

 

سيدة بألقاب كثيرة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/21 تشرين الثاني/18

لا تزال تمطر في الكويت، والله بالخير. وصحف الكويت هي الوحيدة التي لا تتحيَّر في البحث عن «مانشيت» الصفحة الأولى كل يوم. والعنوان دائماً محلّي في مجتمع حيوي مفتوح، يعمل ويناقس، ويناقش ويعمل، وكل رأي له جريدته والديوانية للجميع.

و«الديوانية» ظاهرة كويتية لا وجود لها في أي مكان آخر. وعندما يبني الكويتي منزله يبني الديوانية أولاً، ثم يُلحق البيت بها، وليس العكس. لها آدابها، ولها أعرافها، ولها مواعيدها، ولكل ديوانية طريقة. والنقاش هنا دليل لحمة وتوافق وليس دليل تشقق وأزمات مفتوحة بلا نهاية كما في لبنان، حيث نحتفل «بعيد» الاستقلال ونحن لا ندري أي قوة خارجية تمنعنا حتى اليوم تشكيل حكومة، لأننا لم نقرر بعد ما إذا كانت «الكتلة» البرلمانية هي ما تشكل قبل الانتخابات أم بعدها.

لا تزال تمطر في الكويت، لكن من دون بروق ورعود وزخات تحبس الناس. ولذلك؛ كان الإقبال على معرض الكتاب حسناً. وكما في كل عام، هناك مؤلف تاريخي جديد لعاشقة الكويت ومؤرِّختها، سعاد محمد الصباح. وهناك باقة شعر جديدة. وفي السابق كانت تضيف إلى الشعر والتأريخ نتاجاً يتماشى مع تخصصها في علوم البترول. وكنتَ تشاهدها في المؤتمرات النفطية تُتابع المحاضرات والحوارات وكأنها مندوبة وكالة أنباء، وليس صاحبة «القصر الأبيض». كان يفترض أن أذهب إلى «القصر الأبيض» برفقة نجلها، الوزير محمد العبد الله. لكن مواعيده قضت أن ألتقيه معها في المنزل بينما أرسلت إلي سيارتها تقلني. جلست إلى جانب السائق، فطالعتني على لائحة الراديو آخر اختيار: الموسيقى الكلاسيكية للبولوني فريدريك شوبان. وسألت السائق، هل هذا ما كانت تسمعه الدكتورة اليوم، فقال ببساطة الهنود، هذا ما تستمع إليه الشيخة كل يوم.

في هذا القصر القديم الذي تحولت أشجاره إلى غابة مع السنين، أتعلَّم في كل زيارة درساً في التواضع. ودرساً في التجدد. ودرساً في حفظ الأوطان. قال ملك عربي مرة وهو يستعرض أعمال سعاد الصباح وكتاباتها: سيدة بألف رجل. أما التواضع فأتعلمه من مبارك وعبد الله، اللذين مذ كانا صغاراً، يخاطبان ضيوف عبد الله وسعاد المبارك الصباح، بكنية «عمّي». سيدة بألف رجل، وعشرة مبدعين. ولا تعرف بأي ميزة تخاطبها، فتواضعها يخفي كل تميُّز. وحجابها يُظهر أكثر فأكثر ذلك التعدد الفكري والثقافي والشغف الوطني. ولم يغير شيء من شغفها القومي. لا الانتكاسات ولا الخيبات ولا شطط أصحاب القضايا المقدسة. بالنسبة إليها القضية لا تخطئ وإن أخطأ حراسها. أمضت سعاد الصباح العامين الماضيين إلى جانب سرير شقيقها الذي أمضَّها مرضه، ثم هدّها غيابه. وكانت تجد تعزيتها في المزيد من أوراق التاريخ الكويتي، خصوصاً المجهول منه. ولا تزال تمطر في الكويت. خضرة وخيراً ونقاشاً واستجوابات برلمانية، مع ارتفاع في نسبة المطر وانخفاض في حدة الاستجواب.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

ازاحة الستار عن النصب التذكاري للاستقلال في حضور عون وبري والحريري قائد الجيش: مسيرة وطننا بكل تعقيداتها أثمرت دولة

الأربعاء 21 تشرين الثاني 2018 /وطنية - أقيم قبل ظهر اليوم في باحة وزارة الدفاع الوطني في اليرزة، حفل إزاحة الستار عن النصب التذكاري للاستقلال لمناسبة ذكراه ال75. حضر الحفل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف، قائد الجيش العماد جوزاف عون، وعدد من قادة الأجهزة الامنية والضباط. وأزاح رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء الستار عن النصب التذكاري.

قائد الجيش

ثم ألقى قائد الجيش كلمة قال فيها: "في مثل هذه الايام من عام 1943، هب اللبنانيون ثائرين، مؤكدين العزم والارادة على العيش أحرارا، فكان نضالهم في سبيل هدفهم، وكان لهم ما أرادوا. في هذه المناسبة العزيزة، نؤدي فيها واجب الوفاء لأبطال ما استكانوا ولا خضعوا لمحتل، لاحرار رفضوا الذل والظلم بشجاعة وصانوا الحق والعدل بقوة، رافعين اسم لبنان عاليا ليبقى قلعة للحرية والسلام، مساحة للحوار والتفاعل الحضاري، منارة اشعاع وتسامح انساني. وبقدر ما تبعث فينا هذه الذكرى مشاعر الفخر والاعتزاز بأمجادنا ومآثرنا، بقدر ما تستوقفنا لاستقراء التاريخ واستخلاص العبر. صحيح أن الاستقلال جاء تتويجا لملاحم تاريخية امتدت عبر أجيال متعاقبة، إلا أن الاهم يبقى واجبنا في استكمال السيادة، في معارك قد يكون بعضها سلميا، وبعضها الآخر دمويا، ليتجسد الاستقلال واقعا".

أضاف: "على عاتق عهدكم مسؤوليات جسام ملقاة، ليس أقلها استكمال المهمات الوطنية، فمسيرة وطننا بكل تعقيداتها أثمرت دولة، ومع كل الضغوط التي عرفتها، نجحت في بلورة نموذج مجتمعي متطور. ولذلك، وجب علينا أن نحمي المكاسب وأن نرتقي بها، على رأسها الدولة بمؤسساتها، باعتبارها الضامن الوحيد لاستمرارية المجتمع وتماسكه، وأمنه الذي نجحت القوى العسكرية والامنية في ارسائه املا في استثماره في المجالات السياسية والاقتصادية والمالية، حفاظا على ما تحقق من انجازات ومكاسب".

وتابع: "الاستقلال الحقيقي يحقق معناه وغرضه في مواصلة الجهود، مؤمنين أن ما تحقق، ليس سوى خطوات أولى، تزيدنا ثقة وتفاؤلا واصرارا على الاستمرار في مسيرة بناء المؤسسة وتحديثها، التي بدأت ولن تتوقف بفضل دعمكم، بخطوات من خارج المألوف تصلح لأن تكون مثالا يحتذى في سائر المؤسسات. وهنا لا يسعني الا التأكيد أن الخطوات الايجابية التي قطعناها وجدت انعكاسها وامتدادها في ما بذل من جهود مكثفة، وما تحقق من نجاحات مشهود لها على المستوى الخارجي، فنلنا الثقة والتقدير والاعجاب، ودعما لا محدودا في المجالات كافة". وتوجه إلى اللبنانيين بالقول: "إن إيماننا راسخ في إرادتكم التي ما أخلفت وعدا، فشرفتمونا بثقتكم الغالية مزكين خطواتنا بقناعة ووفاء لا يشوبه شك أو تردد، فكنتم شهداء أساسيين في الانتصارات".

وتوجه إلى العسكريين بالقول: "في رحلة ال75 عاما من عمر الوطن ما خذلتموه يوما، حريصون دوما على تلبية النداء متى دعا الواجب. أوفياء لقسمكم ولرفاق حملوا قدرهم بحجم مساحة أرضنا، وأحلام شعبنا، وشغف كرامتنا، فاستحقوا الشهادة مسجلين أسماءهم في سجل الخلود. شعبكم اليوم يتطلع اليكم بفخر وإباء، بعدما دحرتم الارهاب في وجهه العسكري ودمرتم البنية التحتية لخلاياه الامنية، في الوقت الذي بقيت قبلة أعينكم الحدود الجنوبية حيث العدو الاساسي. انتصارات تفرض علينا مزيدا من اليقظة في ظل التطورات الاقليمية بتداعياتها الداخلية، في موازاة تحررنا من أعباء الماضي الثقيل في مسيرة النهوض بالمؤسسة، مستقبلكم ومستقبل اولادكم".

بعد ذلك، قدم إلى كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء درعا تذكارية، وأقيم عرض عسكري، وحفل كوكتيل بالمناسبة.

 

عون في كلمة الى اللبنانيين بالذكرى ال75 للاستقلال : لبنان يعيش ازمة تشكيل حكومة ولن نتراخى في معالجة الوضع الاقتصادي والفساد والفاسدين

الأربعاء 21 تشرين الثاني 2018 /وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان الاستقلال ليس فقط احتفالا ولا يختزل بتاريخ او يختصر بعيد، وان يكون الوطن مستقلا يعني القدرة على قول "نعم" كما الـ"لا" في كل ما يعنيه ويخصه، مشددا على "ان صون الاستقلال مسؤوليتنا جميعا وأولى حماية له هي في المحافظة على وحدتنا الوطنية وارادة العيش معا". ولفت الرئيس عون الى ان "دخول العنصر الخارجي يفقدنا حرية القرار"، موجها دعوة لكل المسؤولين والاحزاب والتيارات والمذاهب لـ"نبذ خلافاتنا، ونضع مصالحنا الشخصية جانبا، ونبرز حس المسؤولية تجاه من اوكلنا مصيره". واعتبر ان اللبناني "سئم الوعود ويكاد ييأس من تناتش المصالح، ومل عدم اكتراث اصحاب القرار بمخاوفه وبطالته وحقوقه واحلامه المكسورة. من واجبنا ان نطمئنه الى غده، ان نتآلف في المجلس النيابي والحكومة وننكب ليلا ونهارا على التخطيط والعمل لانقاذ وطننا اقتصاديا، واجتماعيا، وبيئيا واخلاقيا". وتطرق الرئيس عون الى الوضع الحكومي، فقال ان لبنان يعيش اليوم ازمة تشكيل حكومة سبق ان عاشها في السنوات الماضية، وتحصل في دول عريقة في الديمقراطية والحضارة، ولكنها تخسرنا الوقت الذي لا رجعة فيه، و"اذا كنتم تريدون قيام الدولة، تذكروا ان لبنان لم يعد يملك ترف اهدار الوقت". واكد رئيس الجمهورية على وجوب الانصراف الى معالجة الوضع الاقتصادي الضاغط، " فقوة الاوطان الحقيقية لا تقاس فقط بامكاناتها العسكرية بل باقتصادها الحقيقي ونموه المستدام ومدى تأقلمه مع التطور والتحديث".

وقال الرئيس عون: " لن ندع البلاد تئن اكثر، ولن نتراخى في مواجهة الفساد والفاسدين، ولن نتراجع عن وعود الاصلاح والتنمية المستدامة، وايجاد فرص العمل لشبابنا، وسأعمل شخصيا بكل ما اوتيت من قوة، وبكامل الصلاحيات المعطاة لي كرئيس للجمهورية، وبالتعاون مع رئيسي مجلسي النواب والوزراء، على دفع عجلة الاقتصاد قدما، وترشيد النفقات، وسد مزاريب الهدر، وتحسين الخدمات والبنى التحتية، كما اعتزم متابعة الانكباب على ملاحقة ملفات الفساد، الصغيرة منها والكبيرة، مع الجهات المعنية في القضاء واجهزة الرقابة والاجهزة الامنية والادارية، ليشعر المواطن ان شيئا ما يتغير في حياته اليومية، وان محاربة الفساد والفاسدين ليست شعارا انما عمل متواصل، ولو كان مضنيا ولكنه سيصبح ملموسا". مواقف الرئيس عون جاءت خلال كلمة وجهها الى اللبنانيين مساء اليوم، لمناسبة العيد الماسي الـ75 لاستقلال لبنان، في ما يلي نصها:

" أيتها اللبنانيات، أيها اللبنانيون،

خمسة وسبعون عاما عمر الاستقلال في وطننا،

خمسة وسبعون عاما مر فيها لبنان بحقب عصيبة، وعاش حروبا واحتلالات ووصايات وتعرض استقلالنا لكبوات كادت تفقدنا إياه، ولكنه أيضا عاش أوقاتا مجيدة نفخر بها فقدم شعبنا وجيشنا التضحيات الجسام لحفظ سيادته وحريته واستقلاله.

خمسة وسبعون عاما ولبنان يحتفل في كل ثانٍ وعشرين من تشرين الثاني بالاستقلال،ولكن الاستقلال ليس فقط احتفالا، ولا هو يختزل بتاريخ، أو يختصر بعيد، وإن كنا نحتفل ونعيد ونفرح.

فأن يكون الوطن مستقلا يعني أن يكون سيد قراره. أن يكون الوطن مستقلا يعني أن يكون سيدا على أرضه.

أن يكون الوطن مستقلا يعني أنه قادر على قول الـ"نعم" كما الـ "لا" في كل ما يعنيه ويخصه. لذلك، أتوجه اليكم أيها اللبنانيون وأقول: لقد دفعتم الكثير ليتحقق لكم الاستقلال الحقيقي، وليكون وطنكم سيد قراره، وصون هذا الاستقلال هو مسؤوليتنا جميعا، وأولى حماية له هي في المحافظة على وحدتنا الوطنية، وإرادة العيش معا، وإطارهما القيم الانسانية والمجتمعية والتي هي أقوى من كل القوانين، وهي التي تجمعنا وتلحمنا، وكل خلل هنا يفتح الطريق أمام خلل هناك.

تذكروا دوما أن دخول العنصر الخارجي يفقدنا حرية القرار، فيضيع جوهر الاستقلال وتصبح السيادة أيضا في دائرة الخطر. تذكروا أيضا أن استقلال الوطن وسيادته يجب أن يبقيا خارج معادلة المعارضة والموالاة، وخارج نطاق الصراع على السلطة، فالخلافات لا يجب أن تكون على الوطن بل في السياسة، وهي مقبولة ما دام سقفها لا يطال حد الوطن ومصلحته العليا.

فدعوتي اليوم لكل المسؤولين والأحزاب والتيارات والمذاهب، في هذه المناسبة الوطنية المشتعلة عزة وفخرا في قلوبنا، أن ننبذ خلافاتنا، ونضع مصالحنا الشخصية جانبا ونبرز حسَّ المسؤولية تجاه من أوكلنا مصيره، وشؤون حياته، وكرامة وجوده، وخير عائلته. تجاه الشعب اللبناني الذي سئم الوعود، ويكاد ييأس من تناتش المصالح، وملَّ عدم اكتراث اصحاب القرار بمخاوفه، وبطالته، وحقوقه، وأحلامه المكسورة.

من واجبنا أن نطمئنه إلى غده. أن نتآلف في المجلس النيابي والحكومة وننكب ليلا ونهارا على التخطيط والعمل لإنقاذ وطننا، اقتصاديا، واجتماعيا، وبيئيا، وأخلاقيا. نعم، أخلاقيا، لأن الكلمات المسمومة التي تنطلق كالسهام في الاعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تجاه بعضنا البعض، تدل بوضوح إلى الدرك الذي انحدرت إليه الأخلاق، وغياب الأصالة والانسانية اللتين لطالما ميزتا شعبنا. ومع هذا الانحدار، لا قيامة للوطن.

أيها اللبنانيون،

يعيش لبنان اليوم أزمة تشكيل الحكومة، صحيح أنها ليست فريدة من نوعها، إذ سبق أن عاشها في السنوات الماضية، كما أنها حصلت وتحصل في دول عريقة في الديمقراطية والحضارة، ولكنها تخسرنا الوقت الذي لا رجعة فيه، وتحول دون امكانات الانتاج ومتابعة مصالح وشؤون البلد والمواطنين وخصوصا معالجة الوضع الاقتصادي. فإذا كنتم تريدون قيام الدولة، تذكروا أن لبنان لم يعد يملك ترف إهدارِ الوقت.

لقد كانت الأولوية خلال الحقبة المنصرمة لتأمين الاستقرار الأمني وإبعاد لبنان عن نار المحيط، واليوم وبعد أن تحقق ذلك لا بد من الانصراف الى معالجة الوضع الاقتصادي الضاغط، وهواجس المواطنين وشجونهم المعيشية. فلم يعد ممكنا الاكتفاء بمعالجاتٍ موضعية آنية وتأجيلِ الإصلاح المنشود على كل المستويات، لا سيما أن "الخطة الاقتصادية الوطنية" قد توضحت معالمها وتنتظر إقرار خططها وقراراتها في مجلس الوزراء ومجلس النواب؛ فقوة الأوطان الحقيقية لا تقاس فقط بإمكاناتها العسكرية بل باقتصادها الحقيقي ونموه المستدام ومدى تأقلمه مع التطور والتحديث.

إن الإستقلال لا يستكمل والسيادة الوطنية لا تأخذ كامل أبعادها إلا عند تحرّرِ الاقتصاد الوطني وتحوله من اقتصاد استلحاقي إلى اقتصاد منتج، عبر تنشيط حركةِ الإنتاج في مختلف القطاعات وعلى مساحة الوطن؛ فالاقتصاد اللبناني يعاني من مشكلات بنيوية ومالية تفاقمت خلال 28عاما مضت وأسفرت عن النتائج التي نواجهها اليوم حيث أن النموَّ الحقيقي بقي ضعيفا وعاجزا عن استيلاد فرص العمل الكافية للشباب، عمالا ورواد أعمال. والاستهلاك الخاص والعام يتجاوز بمجملِه حجم دخلنا المحلي.. "والويل لأمة تلبس مما لا تنسج، وتأكل مما لا تزرع وتشرب مما لا تعصُر.

إن لبنان بلد صغير بمساحته، ولكنه كبير بقدراته، والاستثمار بهذه القدرات والطاقات بشكل صحيح يستوجب مقاربة جدية للاقتصاد الوطني ونظرة حديثة للانتاج في مختلف قطاعاته والتزاما كاملا بهذا التوجه مجتمعا ودولة؛ فيصبح قادرا على بناءِ اقتصاد منتِج يلبّي طموحاتِ شعبنا ويشجع شبابنا على العمل في وطنهم وتحقيق قيَمٍ مضافة تغني الثروة الوطنية وتؤمّنُ الازدهار الدائم والراسخ ما يُدَعِّمُ ركائز الاستقلال ويوطِّدُ السيادة ويعطي الحريةَ، حرية المواطن مضافة الى حرية الوطن، معناها الحقيقي الذي يتّصل اتصالاً وثيقاً بالكرامة الانسانية والرفاهية والرخاء. وبرغم كل الصعوبات الحالية، واحساس بعضنا بأن الأمور مغلقة والمستقبل غائم وقاتم، أقولها بكل ثقة ومسؤولية، لن ندع البلاد تئن أكثر، ولن نتراخى في مواجهة الفساد والفاسدين، ولن نتراجع عن وعود الإصلاح، والتنمية المستدامة، وايجاد فرص العمل لشبابنا؛ وسأعمل شخصيا بكل ما أوتيت من قوة، وبكامل الصلاحيات المعطاة لي كرئيس للجمهورية، وبالتعاون مع رئيسي مجلسي النواب والوزراء ، على دفع عجلة الاقتصاد قدما، وترشيد النفقات، وسد مزاريب الهدر، وتحسين الخدمات والبنى التحتية التي هي من أبسط حقوق المواطن. كما أعتزم، متابعة الانكباب على ملاحقة ملفات الفساد، الصغيرة منها والكبيرة، مع الجهات المعنية في القضاء وفي أجهزة الرقابة والأجهزة الأمنية والإدارية، ليشعر المواطن أن شيئاً ما يتغير في حياته اليومية، وإن محاربة الفساد والفاسدين ليست شعارا إنما عمل متواصل، ولو كان مضنيا ولكنه سيصبح ملموسا.

أيها اللبنانيون،

معضلة أخرى تواجهنا، فرضتها علينا حرب الجوار، وتضغط علينا اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، هي وضع النازحين السوريين، فهؤلاء يعيشون في مخيمات البؤس في خيم لا تقيهم لا البرد ولا الحر، ومن أبسط حقوقهم العودة الى بلادهم وأرضهم خصوصا بعد انحسار الحرب والخطر عن معظم المناطق السورية. ولكن، نجد في المقابل من يعرقل هذه العودة لأسباب مبيتة، سواء بالحديث عن العودة الطوعية مع استعمال كل وسائل الترغيب والتخويف لدفع النازح الى اختيار البقاء حيث هو، أو بمحاولة ربطها بالحل السياسي، وفي هذا وذاك ضرر كبير على لبنان الذي يجهد لحل مشكلاته المتراكمة ولا يمكنه أبدا حمل أعباء إضافية، فالحرب وإن تكن قد اندلعت في جوارنا ولكننا تلقينا القسم الاكبر من تداعياتها لسنوات، واليوم بات الأمر يفوق قدراتنا في كل المجالات. لذلك، نعمل يوميا على تشجيع السوريين النازحين على العودة، وعلى تسهيلها وتأمين مستلزماتها.

أيها اللبنانيون،

علمتنا التجارب أن نيل الاستقلال مهما يكن شاقا ومكلفا، يبقى أسهل من المحافظة عليه، خصوصا في عالم تحكمه المصالح والقوة وتغيب عنه الأخلاق والعدالة ونحن الأعلم بذلك. وعلمتنا التجارب أيضا أن الاستقلال يمكن أن يتحول ذكرى واحتفالات شكلية فولكلورية من دون مضمون ولا جوهر، فلنجعل من المحافظة على استقلالنا الحقيقي والتمسك به أولوية لنا لأنه حجر الأساس الذي يبنى عليه استقرار الوطن وحريته وأمنه وسلامه وأيضا ازدهاره.

عشتم، عاش لبنان."

 

عون التقى نائب الرئيس الغاني مقدرا مساهمة بلاده في اليونيفيل وباووميا هنأه بالقدرة على المحافظة على السلام والامن رغم التحديات

الأربعاء 21 تشرين الثاني 2018 /وطنية - إستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا غانيا برئاسة نائب رئيس الجمهورية الدكتور محمودو باووميا Mahamudu Bawumia، وجرى عرض للعلاقات الثنائية بين البلدين ولمساهمة غانا في عداد قوات الامم المتحدة في الجنوب "اليونيفيل". ونقل الوفد الى الرئيس عون تحيات الرئيس الغاني نانا اكوفوآدو وحرص غانا على تطوير العلاقات مع لبنان وتعزيزها. وشكر الدكتور باووميا رئيس الجمهورية على استقباله والوفد، وقال: "ان العلاقات بين البلدين قوية وهي ليست بحديثة، كما ان الجالية اللبنانية موجودة في غانا منذ حوالى 125 عاما، ونعتبرهم غانيين اكثر منهم لبنانيين، وهم يساهمون بشكل كبير في تطوير ونمو البلاد في مجالات الصناعة والثقافة والتنمية الاجتماعية والتجارة وغيرها". وتابع: "انني اتطلع لمقابلة الجنود الغانيين، واغتنم المناسبة لإهنئكم على قدرتكم على المحافظة على السلام والامن رغم التحديات الكبيرة التي تواجهونها، واعلم انكم استضفتم اعدادا كبيرة من النازحين السوريين، وهو امر ليس بالسهل، الا انكم كنتم على قدر التحديات. واجدد التزام غانا بالحفاظ على السلام في لبنان، وهي موجودة في الجنوب منذ اكثر من 40 عاما، وستستمر في هذا الوجود طالما هناك حاجة لذلك".

عون

بدوره، رحب الرئيس عون بالوفد، معربا عن "تقدير لبنان لجهود غانا في المساهمة في حفظ السلام فيه من خلال مشاركتها في عداد قوات "اليونيفيل" منذ سبعينات القرن الماضي، والتضحيات التي يبذلها الجنود الغانيون في سبيل هذا الهدف، حيث بذلوا الدماء من اجل الدفاع عن قضية السلام، وهو امر يقدره لبنان عاليا". وقال: "آمل ان يكون لقاؤكم بالجنود الغانيين، فرصة لمعاينة معنوياتهم المرتفعة وقيامهم بمهمتهم على اكمل وجه". أضاف الرئيس عون: "ان لبنان يقيم علاقات سياسية جيدة مع غانا ونتمنى تعزيزها، كما ان عمل الجالية اللبنانية لا شك وانه يصب في خانة المساهمة في تطوير وازدهار غانا. ان لبنان يعتبر المنتشرين في العالم جزءا من البلد الذي يستضيفهم، مع التمسك بجذورهم اللبنانية، وهم بالتالي يحملون حب بلدهم الام اضافة الى حبهم للبلد الذي يعيشون فيه".

وحمل الرئيس عون الوفد تحياته الى الرئيس الغاني نانا اكوفوآدو، وتمنياته لغانا الازدهار والتطور.

 

الحريري عرض مع وزير المال وحاكم المركزي الاوضاع المالية سلامة: الوضع المالي مستقر

الأربعاء 21 تشرين الثاني 2018 /وطنية - اجتمع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم في "بيت الوسط"، مع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وعرض معهما الأوضاع المالية والنقدية في البلاد. بعد الاجتماع، أوضح الوزير خليل أن "البحث تناول الوضع المالي في البلاد والتحديات التي يواجهها". بدوره أكد سلامة أن "الوضع المالي مستقر".

 

الرئيس أمين الجميل في الذكرى ال12 لاستشهاد بيار الجميل: من المعيب ان يكون تأليف الحكومة قائما على تقاسم الحصص

الأربعاء 21 تشرين الثاني 2018/وطنية - أقيم بعد ظهر اليوم قداس لمناسبة الذكرى ال 12 لاستشهاد الوزير والنائب بيار الجميل ورفيقه سمير الشرتوني، بدعوة من العائلة وحزب الكتائب اللبنانية في كنيسة مار ميخائيل في بكفيا، شارك فيه الرئيس أمين الجميل وعقيلته السيدة جويس، النائب سامي الجميل وعقيلته كارن، زوجة الشهيد باتريسيا ونجلاه امين والكسندر، السيدة نيكول الجميل، السيدة صولانج الجميل، يمنى الجميل وعائلة الشهيد سمير الشرتوني.

وحضر ممثل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط النائب اكرم شهيب، وزير التربية والعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال مروان حماده، النواب: هنري حلو، ادي ابي اللمع والياس حنكش، ممثل النائب تيمور جنبلاط امين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر والنواب السابقون: ايلي ماروني، فارس سعيد، فادي الهبر، الوزيران السابقان: جو سركيس والان حكيم.  كما حضر كميل شمعون ممثلا رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، رئيس حركة التغيير ايلي محفوض، السيدة ليلي سعاده، نائبا رئيس حزب الكتائب جوزف ابو خليل، والدكتور سليم الصايغ، امين عام حزب الكتائب نزار نجاريان، المستشار العام لرئيس الكتائب الدكتور فؤاد ابو ناضر وأعضاء المكتب السياسي، رئيس بلدية الحازمية جان الاسمر، توفيق أنطوان غانم، ريمون غانم، رئيس الرابطة المارونية في بلجيكا مارون كرم اضافة الى حشد من الحزبيين والأصدقاء.

الجميل

وتوجه الرئيس أمين الجميل الى الحاضرين في القداس قائلا: "لا شك ان وجودكم معنا اليوم يُبلسم جروحا عميقة وهو شهادة بأن بيار وسمير لا يزالان حيين فين"ا، مشددا على أن" بيار كان امثولة في الدفاع عن سيادة لبنان وحريته وسيادته ورسالته وعلة وجوده، وناضل حتى الرمق الأخير للدفاع عن سيادة لبنان وأصر رغم المخاطر على العودة من الغربة القسرية والمرحلة كانت صعبة وحقق الكثير في سبيل السيادة". وأشار الى أن "بيار دافع عن سيادة لبنان، وكان له دور طليعي في رص الصفوف وتعبئة القوى السيادية وتعبئة القوى السيادية، لإيجاد اطار لها لتقوم بواجباتها إن كان في لقاء قرنة شهوان او البريستول او من خلال حزب الكتائب"، مؤكدا انه "كان لمسيرة بيار دور اساسي لمواجهة القوى التي تضمر الشر للبنان والتي لا تؤمن بسيادته". ورأى أن "ما نعيشه اليوم من تقهقر ويأس وفقدان الأمل هو تأكيد لانفراط العقد وتضحية بالوحدة والتخلي عن التضامن بين بعضنا البعض في مواجهة المخاطر". واكد "ألا خيار لإعادة الأمل والثقة بلبنان إلا بالتأكيد على مقاومتنا ونضالنا، وذلك لا يتم إلا بأن نعي جريمة "فرط" فريق 14 آذار، فهذه علة كل ما نعيشه اليوم، فلو بقينا موحدين لكنا واجهنا ما يحصل وأكدنا على مقاومتنا في وجه قوى الشر التي تنال من سيادتنا"، مشددا على "ألا خيار إلا بالرسالة التي أداها بيار من اجل تحقيق الوحدة، والكل يشهد على دور بيار بتوحيد الصفوف في سبيل لبنان الواحد". وقال: "اننا نعاني من سياسة عبثية من دون أهداف وبرامج وانانية، وبيار الجميل لم يدخل السياسة إلا على اساس برنامج، بينما نعاني اليوم من صراع على الفتات وتقاسم الجبنة والمصالح". أضاف: "لقد وعدونا ببرنامج سيدر ولكن اي حكومة واي ادارة واي حوكمة رشيدة ستدير هذه المساعدات؟". وتابع الجميل: "بيار دخل وزارة الصناعة ببرنامج ولم يقبل الا بالنضال، بينما المعيب ان يكون تأليف الحكومة قائما على تقاسم للحصص". وأشار الى أن قلب الدول الصديقة على لبنان، بينما قلب سياسيينا على حجر"، سائلا: "أي حكومة وحوكمة رشيدة ستدير اموال المساعدات"؟ ودعا السياسيين إلى "الخجل قليلا وإظهار النية بحوكمة رشيدة واصلاح الادارة واعادة نظام الدولة على أساس المحاسبة والمكافأة، واننا اذا لم نقتنع بالحوكمة الرشيدة فأي دعم لن يشفي الغليل، فلنعد الى ضميرنا كمسوؤلين وننقي الأجواء". وأكد أن "نضالنا مستمر ولن يتوقف، وحزب الكتائب يبذل كل جهده لنعيد البوصلة الى الاتجاه الصحيح والسير على امثولة بيار في معركة السيادة واعادة إصلاح الدولة وادخال الشفافية والرقابة والمحاسبة، ونعد الشهداء بأن مسيرتنا مستمرة ولن تتوقف الى حين تحقيق رسالتنا والوفاء لأمانة الشهداء".

الأب الأشقر

والقى الأب أنطوان الأشقر عظة في المناسبة قال فيها: "ان سيدنا والهنا يسوع المسيح لم ير وسيلة اعظم من بذل الذات لكي يخلص كنيسته من الهلاك، فعلمنا أن الشهادة قمة العطاء وأنها علامة الإيمان والصمود والبقاء والاستمرار في الوجود".

أضاف: "في أجواء الاستقلال والميلاد، نتحلق اليوم حول العائلة المحزونة لنواسيها ونصلي معها ونقول ان شهادة المرحومين بيار وسمير ليلة الاستقلال دلالة واضحة لمحبة بيار لوطنه وحزبه"، مشيرا إلى أن "أقوال بيار الجميل ومواقفه لا تزال حية في قلوبنا ونفوسنا بعد مرور 12 سنة على غيابه". اضاف: "نجدد ايماننا المشترك وتصميمنا الراسخ على اننا سنظل اوفياء للمسيرة والنضال اللذين رسمهما لنا الشهيد في السنوات القليلة التي عاشها والارث الثمين الذي تركه، وكلنا نشهد ان بيار كان رائدا في المواقف والانجازات شاهدين للمناقبية العالية التي يُضرب المثل بها، فقد وعى منذ البداية اننا كلنا حجارة في بناء الدولة التي تسعى دائما بخطى متعثرة لبناء عمارة مرصوصة والدولة بحاجة الى سواعد مخلصة ورؤية وطنية بناءة". وذكر أن "عمل الشهيد بيار الجميل في وزارة الصناعة كان خير دليل على مناقبيته التي تميز بها وميزها بأيام قليلة"، سائلا: "هل يمكننا ان ننسى شعاره الراسخ "بتحب لبنان حب صناعتو"؟". وجزم بأن "غياب بيار الجميل خسارة كبيرة في زمن الصعوبات وزمن أصبحت فيه الدولة محاصصة وغنائم يقتسمها المسؤولون، وفي زمن تعددت الانتماءات فيه ونادى كل واحد بلبنانه الخاص ودولته الخاصة وقاموسه السياسي الخاص". وتوجه الأب الأشقر إلى بيار بالقول: "يا عزيزنا بيار، اطمئن ها هو بعدك من يحمل المشعل بجدارة ويجسد ما تمنيته انت للحزب وللبنان من احلام كنت تحلم بها، لافتا الى أن قيادة سامي الجميل لحزب الكتائب واعية، ومواقفه الوطنية لامعة وقوله الحقيقة من دون تردد ساطع، فهو يقول الحقيقة في وجه الاقوياء ولا يقول الباطل كي يكسب تصفيق الضعفاء وها هو يأخذ القرارات الصعبة للوصول الى شعب واع ودولة حلمت بها. لقد رحلت تاركا لنا وردتين يفوح منهما الامل بمستقبل واعد: أمين والكسندر وهما على دربك سائران"، كما تركت وراءك رفيقة عمرك تسهر على تربية ولديك التربية المسيحية والوطنية كما كنت تتمنى وتريد".

وتابع : "ماذا أقول عن الوالد والوالدة؟ فأنت ما تزال انت في قلبيهما وحاضرا في كل لحظة وارجاء البيت، والدمعة لا تزال في عينيهما ولذكراك تتدفق الدموع حسرة على عدم وجودك في هذه الايام الصعبة لكن هناك بينك وبينهم صلة وصل. هناك قديس اسمه شربل هو صلة الوصل بينك يا بيار حيثما انت وبين العائلة التي تعيش وتحيا ذكراك بفخر كبير، وتابع: "كل من عرفك وعاشرك وكل من هو مخلص للبنان يفتخر بك وبشهادتك". أضاف: "أراك يا بيار تطل علينا وسط الأوضاع المتعثرة لتقول لنا ان الاوطان التي تكرم شهداءها تستحق الوجود، مشيرا إلى ان عائلة الجميل أعطت الشهداء ورئيسين للجمهورية والرئيس أمين سلم الوديعة بأمانة كما استلمها رغم كل الصعاب التي جابهته في ايامه وانت تقول لنا من بعيد ان الارزة التي نحبها تنمو وتكبر بدماء الشهداء". وقال: " لقد اتفقوا على الوطنية والشهادة وان كل تشرذم قتال ان في العائلة او الحزب او الوطن وكل اتفاق مبارك وناجح كما تقول لنا، مشيرا الى أن مملكة الوطن تنقسم يوما بعد يوم اكثر واكثر الى اين؟ اين سنصل؟ هل هي نهاية البلد؟ علينا ان نعي ذلك كما يُنبهنا الشهيد بيار".

وإذ لفت الى ان "الأنانية مزروعة في عقول الكثيرين وقلوبهم، توجه الى السياسيين بالقول: "كونوا أبطالا في عدم البحث عن المناصب واقتسام الاغنام". وتوجه إلى الشهيد بيار الجميل بالقول: " لقد كنت من رعيل الشباب الذين استشهدوا كي تبقى الأرزة شامخة ونعدك بأن بصماتك سوف تبقى مضيئة على رغم من ظلمة الايام التي تلفنا، وأضاف: سوف تبقى انت وكل الشهداء منارة تهدي الجميع الى ميناء السلام والاستقرار وان حلمك الكبير بأن ترى لبنان وطنا للجميع، لا بد من ان يتحقق على الرغم من كل الصعاب والموانع ولا سبيل الى ذلك الا بالنضال الشريف".

وتوجه إلى عائلة الجميل بالقول: "افتخروا ببيار وبأنكم قدمتم للوطن شهيدا مميزا وأنا على أتم اليقين أن أمين وألكسندر سيحملان المشعل بعد بيار. ولسامي الجميل ونيكول في قلبي دعاء خاص، وأتقدم بالتعزية من حزب الكتائب الذي أحبه بيار حتى الاستشهاد وأسأل الرب يسوع ان يقيم لبنان من كل ما يعاني منه. وأمين، نجل الشهيد بيار الجميل، قال أثناء تلاوته "النوايا" في ذكرى استشهاد والده: "عائلتك اشتاقت إليك وكذلك الرفاق، ولبنان اشتاق لضحتك الحلوة، لبنان البريء الذي لا نحتاج لمن يشرح لنا عنه، لبنان البريء الذي لا نريد لأحد ان يعلمنا كيف تكون مسلكيتنا ومحبتنا له، ولبنان الذي نحبه لا شريك له، فهل هذه جريمة؟ لبنان الذي نعشقه ولا نريد لأحد أن يعشقه فهل هذه جريمة"؟ واستشهد أمين بقول والده الشهيد: "لقد دق ناقوس الخطر، إذ لم يعد هناك من يخلصنا ولن ننتظر من سيأتي ليخلصنا. الفاتورة غالية، فهناك من مات ومن تقطعت أعضاؤه، خلصنا كذب ومسايرة".  وتوجه الى والده الشهيد واعدا إياه ب"الاستمرار في معركة النضال حتى النهاية، فقد علمتنا أن من يضع يده بيدنا لا نتركها وإن هو تركنا".

وختم: "بشفاعتك وشفاعة قديسينا وأرضنا المقدسة أعطنا القوة لنحافظ على أمانة شهدائنا الأبطال".

 

بري استقبل نائب رئس غانا وتلقى التهاني بالاستقلال والمولد النبوي من ترامب والسيسي وعباس ولاريجاني

الأربعاء 21 تشرين الثاني 2018 /وطنية - تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري برقية من الرئيس الاميركي دونالد ترامب مهنئا بعيد الاستقلال، جاء فيها: "أعرب عن أحر تمنياتي للبنان واللبنانيين بمناسبة ذكرى مرور 75 سنة على إستقلال لبنان.

إننا نقدر عاليا الشراكة بين بلدينا والتقدم الذي أحرزته حكومتكم خلال العام الماضي بما في ذلك إجراء انتخابات نيابية ناجحة وكفاحكم ضد الإرهاب. إن الولايات المتحدة تتطلع الى العمل مع حكومة لبنانية جديدة ملتزمة دعم سيادة لبنان وإستقلاله، وهي تقف وتدعم السلام والإزدهار والأمن في لبنان".

كذلك تلقى برقية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعيد المولد النبوي الشريف.

وتلقى برقية من الرئيس الفلسطيني محمود عباس مهنئا بعيدي الاستقلال والمولد النبوي الشريف.

وتلقى أيضا برقية من رئيس مجلس الشورى الإيراني الدكتور علي لاريجاني مهنئا بعيد الاستقلال.

وأبرق بري الى عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي الجدد المتحدرين من أصل لبناني وعربي، هم السادة: دونا شلالا، رالف ابراهام، شارلي كرست، غاريت غارفس، دارن لاهود، رشيدة طالب والهان عمر.

واستقبل بري بعد الظهر نائب رئيس جمهورية غانا الدكتور محمودو باووميا على رأس وفد مدني وعسكري، وتناول الحديث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ودور القوات الغانية العاملة في قوات "اليونيفيل" في الجنوب اللبناني.

 

قاسم: لا يمكن تجاوز السنة المستقلين في تشكيل الحكومة والمعني الأول بسكة التشكيل هو رئيس الحكومة

الأربعاء 21 تشرين الثاني 2018 /وطنية - أشار نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في حفل تخريج الدورات الثقافية، الذي أقامته الهيئات النسائية في الحزب بمجمع السيدة زينب إلى أن "لبنان اليوم ينتظر تشكيل الحكومة"، وقال: "في قناعتنا أن بوصلة التشكيل عند رئيس الحكومة، وسبيل المعالجة أن يوزر واحدا أو ما يرضى عنه اللقاء التشاوري من السنة المستقلين أو ما يرضيهم من حصة الوزراء السنة الستة. لا تضيعوا البوصلة وتضيعوا الناس، هذا هو الطريق الحصري للحل، وهو تمثيل السنة المستقلين في تشكيلة الحكومة، التي نسأل الله أن تنجز بسرعة". أضاف: "هؤلاء السنة الستة لهم خلفية شعبية حقيقية بالأرقام والأدلة، ومع وجود قاعدة اسمها تشكيل حكومة وحدة وطنية لا يمكن أن يكتمل عقد الوحدة الوطنية، إلا أن يكونوا ممثلين فيها. لا يمكن تجاوز السنة المستقلين في تشكيل الحكومة، والمعني الأول بسكة التشكيل هو رئيس الحكومة الذي يستطيع أن يأخذ الموقف الإيجابي في كيفية تمثيلهم، وأن يمهد للحل. كما أنه يستطيع أن يقول لا أريد أن أمثلهم، ولا اريد أن أدخل في الحل، وهذا يعني أنه يعقد الأمور، ولا يريد أن يصل إلى تشكيل الحكومة". وختم: "هناك وقائع على الأرض يجب الاعتراف بها، فهناك قوى سياسية لها تمثيلها الشعبي وهذه حقيقة. لا يستطيع أحد أن يبني على الماضي وعلى الأمجاد على أنه كان الممثل الوحيد، فهذا أمر انتهى. في النهاية، الشعب هو من يقرر. كل واحد لديه رصيده يستطيع أن يستفيد من رصيده، وليأخذ كل واحد حصته من خلال قرار وحكم الناس في المستقبل".

 

الوفاء للمقاومة: رفض تمثيل السنة المستقلين غير مبرر لا شكلا ولا مضمونا

الأربعاء 21 تشرين الثاني 2018 /وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" إجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها. وأصدر المجتمعون البيان الآتي: "يوما بعد يوم تستشعر البشرية ألطاف الرحمة الالهية، وأهمية المخزون الحضاري الانساني الذي غذى ورفد الأجيال المتعاقبة بقيمه ومعارفه وأحكامه عبر بعثات الأنبياء وتتابع رسالاتهم وصولا الى مرحلة اكتمال التنزيل وإتمام النعمة على يدي سيد المرسلين وخاتمهم النبي محمد الذي يعيش العالم اليوم أجواء وبركات مولده المبارك في شهر ربيع الاول الهجري، ويستلهم منه المسلمون خصوصا والمنصفون عموما مناهج الرقي والكمال على المستوى الفردي والاجتماعي، وفي كل جوانب الحياة الفكرية والاخلاقية والسياسية والاقتصادية والعلمية والانمائية. ان كتلة الوفاء للمقاومة اذ تهنئ المسلمين وشعوب الارض كافة بمولد النبي الأعظم محمد واسبوع الوحدة الاسلامية تؤكد ان خلاص المجتمعات الاسلامية وتحررها وتقدمها هو رهن الالتزام الحقيقي والتمسك بما تركه فينا خاتم النبيين: كتاب الله، والعتره الطاهرة التي يصادف ايضا في هذا الشهر الهجري الشريف مولد أحد عظمائها الامام جعفر الصادق سادس أئمة أهل البيت. وفي لبنان حيث يحتفي اللبنانيون في اليوم الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني لهذا العام بالذكرى الخامسة والسبعين للاستقلال الوطني تدعو الكتلة الى توحد ابناء الوطن جميعا من أجل حفظ سيادتهم وصون كرامتهم وتحقيق التقدم لبلدهم، ذلك ان الاستقلال الحقيقي قيمة وطنية عليا تناقض التبعية والخضوع والابتزاز وتتماهى معها المواقف الحرة والاصيلة التي تعبر عن شخصية أبناء الوطن وروحيتهم ومصالحهم الوطنية والعامة.

في كنف هذه المناسبات المهمة، تدارست الكتلة شؤونا محلية وإقليمية وخلصت الى ما يأتي:

1- تدعو الكتلة دولة رئيس الحكومة المكلف الى التحرك الجدي من أجل انجاز تشكيل الحكومة، وتعتبر أن الأمر يتطلب واقعية وعدم إقفال أبواب الحلول المفترضة لأن ذلك من شأنه أن يؤدي الى الجمود المخيب او المراوحة التعطيلية.

وتجدد الكتلة موقفها المؤيد والداعم لحق النواب السنة المستقلين في المشاركة بالحكومة وترى ان رفض تمثيلهم امر غير مبرر لا شكلا ولا مضمونا.

2- ان الوزارات والادارات والمؤسسات العامة والاجهزة الرسمية كافة، مدعوة في فترة تصريف الأعمال الى تحمل مسؤولياتها بجدية ووفق الأصول، وهي لن تكون بمنأى عن المساءلة والمحاسبة ازاء اي تقصير بواجباتها ومهامها تجاه البلد والمواطنين.

إن المشاكل والتداعيات التي نجمت مؤخرا عن هطول الأمطار وأساءت الى المواطنين وحركتهم ومصالحهم وكادت ان تتسبب بما لا يحمد عقباه، لا يبرره استخفاف الجهات المعنية ولا يعالجه التراشق الاعلامي المتهافت وإلقاء التبعات جزافا على الآخرين. اننا ندعو الى محاسبة المقصري، والى تحمل الجميع كامل مسؤولياتهم في المواقع التي يشغلونها، في مختلف الظروف وعلى الاخص في فترة تصريف الأعمال التي تمر بها الحكومة والبلاد.

3- تشد الكتلة على أيدي أبناء الشعب الفلسطيني البطل الذي يؤكد في كل يوم تمسكه بأرضه واستعداده التام للدفاع عنها ضد الغزاة الصهاينة ورفضه القاطع للاقرار بشرعية الكيان الغاصب.

إن التصدي البطولي والشجاع لمحاولة العدو مؤخرا اختراق خان يونس وما انتهت اليه المواجهات العنيفة من اذعان العدو وانهزامه هناك, يؤكد ان المقاومة هي الخيار الاجدى للتعامل مع الاحتلال ولمواجهة مشاريعه ومخططاته.

كل التحية والاكبار لشعبنا الفلسطيني ولكل فصائله المقاومة والرحمة والمجد للشهداء.

4- تتوجه الكتلة بأسمى ايات الاعتزاز الى الشعب اليمني الصامد المضحي، وتؤكد ان العدوان الاميركي - السعودي قد افلس مشروعه وخارت قواه امام ثبات المقاومين اليمنيين الشجعان، الذين سيواصلون جهادهم المشرف حتى يمن الله عليهم بالنصر وباكتمال الانجاز واندحار العدوان ومخططه الحاقد واللئيم وتثبيت الحل السياسي الذي يليق بتضحيات الشرفاء الأعزاء في اليمن الحبيب".

 

ردّ قوي من الحركة التصحيحيّة في "القوات" على زهرا

21 تشرين الثاني 2018/أصدرت الحركة التصحيحية في القوات اللبنانية بيانا ردت فيه على ما ورد عن لسان النائب السّابق انطوان زهرا:"نحنا ما سكرنا الباب على أي قواتي بس مش ناويين نفتح الباب لحنا عتيق لأنو منو قواتي، حنا عتيق صار سرايا مقاومة".

وجاء في البيان التالي:"لكل مرحلة سرايا مقاومتها، اما القوات الجعجعية فهي سرايا مقاومة لكل المراحل!". وتابع:"لا أحد زحف إلى سوريا غيركم يوم بعتم المقاومة المسيحية مقابل "اتفاق الطائف"، ولا أحد إعتمر الكوفية الفلسطينية غيركم بينما لا يزال صوت حنا العتيق مدوياً بأننا اصحاب الارض ولن نعتذر ابداً عن مواجهتنا لتسلط الفلسطينيين على ارضنا، ولا أحد برا اعتاب الضاحية الجنوبية لأكثر من احدى عشرة مرة في السنتين الماضيتين، عبر "رياشته"، غيركم، ولا أحد إجتمع مع الايرانيين غير ممثلكم الجعجعي".

وأضاف: "ولا أحد واكب الإخوان وداعش غير فكركم الذي تخلى بمذكرة رسمية حتى عن صليب المقاومة بينما الحركة التصحيحية رفعت الصليب شعارها، ولا أحد صدح بشهداء حزب الله كشهداء للقوات غير "نصاركم"، ولا أحد حمل زوبعة القومية الى قواتكم غير "عقيصكم"، ولا أحد رقص على جثث الرفاق بالشمبانيا، دون الإعتذار من المجتمع الذي دمره غيركم، ولا أحد إنقلب على تفاهمات جوهرها قلب الطاولة عند اول مفترق طريق غيركم، ولا أحد إستعطف حزب الله بزياراته الحدودية ومشاركاته التمثيلية في الكثير من نشاطاتهم غيركم... ونحن لا بالامس ولا اليوم ولا حتى غدا لم نألو الغالي والرخيص للدفاع عن مجتمعنا وعن وجوده وقد تركنا افلامكم عن سرايا مقاومتنا الى تاريخكم الزاخر بالتبعية والعمالة والانبطاح...". وقال:"انت، ومن دفعك، تصنفنا بأننا مش قوات؟ وحاجز البربارة لا يزال شاهداً إن بطولات "زهرتك" التي لم تتعد مصادرة ربطات الخبز من شعب مفترض أننا حماته! فيما نحن خضنا أشرس المعارك لحماية لبنان والقوات اللبنانية على مدار 30 سنة وآخرها يوم كان جعجعكم يتلف الملفات ويتحضر للهروب خلال معركة القليعات؟ وهل كنت يا صاحب الكفيّة الفلسطينية تتجرأ بنعتنا سرايا مقاومة لو كنا فعلا كذلك في زمن تزحفون فيه لإرضاء حزب الله؟". وأشار الى ان: "تمثيليات مصالحات المصالح والانقلاب على التفاهمات هو من شيمكم وتاريخكم القريب والبعيد يشهد على ذلك، فكفاكم طبخ الإشاعات والإستخفاف بعقول رفاقنا، وكنت حضرتك قد جاهرت في نفس المقابلة قائلا: لا عداء لكم لعناصر حزب الله ولكن الواضح عدائكم لنا... أما نحن، فمتى صالحنا فإننا نفعل ذلك بصدق وشرف وكرامة". وختم: "إعلموا أنه قبل أن تتشدقوا بإنفتاحكم على المصالحة مع كافة القواتيين السابقين، بإستثناء حنا العتيق، يجب أن تسألوا أنفسكم هل يقبل الحنون ورفاقه في الحركة التصحيحية أن يصالحوكم وانتم قد تخلّيتم عن تضحيات عسكر القوات وسياساتكم لا تبنى الا على مصالحكم الخاصة والتبعية مقابل المال...؟ ونبقى حماة القضية ويبقى لبنان".

 

بعد حديثه عن شهداء حزب الله... نصّار يضع النقاط على الحروف

 الأربعاء/21 تشرين الثاني 2018/صدر عن النائب أنيس نصار البيان الآتي: حرصا مني على وضع النقاط على الحروف وتوضيحا لما قد أسيء تفسيره أؤكد على الآتي:

أولاً – اعتبر ان كل شخص سقط على ارض لبنان ودفاعا عن لبنان هو شهيد في حال كان استشهاده من أجل القضية اللبنانية وليس من أجل أي قضية أخرى، ولذلك أؤكد احترامي لكل الشهداء الذين سقوا هذه الأرض بدمائهم للحفاظ عليها. ثانياً – أجدها مناسبة لأتوجه إلى جميع اللبنانيين بأحر التهاني بعيد الإستقلال وأعاهدم البقاء على العهد وصولا الى تحقيق الاستقلال الناجز والسيادة الكاملة والدولة القوية والنظيفة والشفافة.