المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 10 شباط/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.february10.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَلَعَلَّ عِنْدَ اللهِ ظُلْماً؟ حَاشَا! لأَنَّهُ يَقُولُ لِمُوسَى: إِنِّي أَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ. فَإِذاً لَيْسَ لِمَنْ يَشَاءُ وَلاَ لِمَنْ يَسْعَى بَلْ لِلَّهِ الَّذِي يَرْحَمُ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/غربة رعاتنا وقادتنا الموارنة عن مار مارون وعن المارونية

الياس بجاني/زمن محل وطاقم سياسي عفن لا يخاف الله ولا يوم حسابه الأخير

الياس بجاني/حركة أمل وثقافة الغزوات الجاهلية ودور “حزب الله

الياس بجاني/جردة لبعض كوارث ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر بعد 12 سنة على توقيعها

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقابلة بالصوت والصورة مع الإعلامي علي الأمين من صوت لبنان (برنامج حوار أون لاين): ردة الفعل على كلام باسيل غير مقبولة

أنتم لستم موارنة وأنا لستُ مارونكم/ عقل العويط/النهار

مار مارون كان ناسكاً وفقيراً/ايلي الحاج/فايسبوك

تغريدات لنوفل ضو

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 9/2/2018

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 9 شباط 2019

ريفي: لن نسمح لقوى الظلام بالتحكم بحاضرنا أو مستقبلنا

لبنان من 'العهد القوي' إلى 'الترويكا' في ظل وصاية إيرانية بدل السورية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لماذا غادر الرئيس سليمان قداس عيد مار مارون؟

اشتباكات عنيفة في عين الحلوة بعد مقتل متشدد اسلامي

تيلرسون الخميس في بيروت.. وهذا هو الشرط الاميركي للتوسط مع اسرائيل

ترامب يصر على استهداف حزب الله

خزان المقاومة يشكو نوابه

ساترفيلد: الكميات الكبيرة للاسلحة والصىواريخ التي نقلت الى حزب الله بجنوب لبنان تخالف ال-١٧٠١

اجتماع للكتلة الوطنية بحث شؤونا سياسية وانتخابية

الحريري في باريس ...هل يلتقي ماكرون؟ الحريري يغيب عن قداس مار مارون وتوقيع عقود النفط زيارة خاصة لباريس قد يلتقي خلالها ماكرون

لبنان ودع نهاد طربيه ورئيس الجمهورية منحه وسام الإستحقاق الفضي

حرب على بُعد 300 متر/ناصر شرارة/لبنان الجديد

جديد ملف زياد عيتاني: تهديدٌ بالاغتصاب وابتزاز بالزوجة والابنة/نسرين مرعب/جنوبية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مودي في رام الله لتأكيد استمرار الهند في دعم القضية الفلسطينية

ماكرون يريد دورا أكبر لفرنسا في الأزمة السورية

القوات الجوية المصرية تستهدف بؤرا وأوكارا إرهابية في شمال سيناء

229 قتيلاً في 4 أيام بقصف النظام على الغوطة الشرقية في أدمى أسبوع منذ 2015

أكثر من مائة قتيل لحلفاء النظام بضربات للتحالف ومصدر كردي اعتبرها تحذيراً لروسيا من خرق قواعد الاشتباك

حزمة إجراءات مصرية ـ سودانية لإنهاء التوتر ومعالجة شواغل البلدين

حل أزمة «سد النهضة» في الإطار الثلاثي... والخرطوم تنفي تدشين قاعدة عسكرية تركية على أراضيها

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الدعوى على السبهان كيديةٌ سياسية ومخاطرُ سياديةٌ وسط صمتٍ رسميّ/د. احمد الأيوبي/لبنان الجديد

المعاكسات الأميركية - الروسية... إلى لبنان/وليد شقير/الحياة

إسرائيل تسرق نفط لبنان ... بعد مياهه/سليم نصار/الحياة

 الأحلام الانتخابيّة للمجتمع المدني/حسام عيتاني/الحياة

رئيسة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لـ«الشرق الأوسط»: عدالة متأخرة أفضل من منقوصة

القاضية هردليشكوفا قالت إنها المرة الأولى التي تقدم أدلة اتصالات بهذا التعقيد

الاحزاب القومية والوطنية والعلمانية: هل تنجح في تأكيد حضورها الانتخابي/قاسم قصير/مجلة الامان

نسمح أو لا نسمح لطيران الهند/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

إنها تحبه... إنها تحبه/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

إخراج السلطان سليم من مصر/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

إيران تتخفى وراء القناع السويدي/أمير طاهري/الشرق الأوسط

الخليج والتحولات الإقليمية والدولية/د. شملان يوسف العيسى/الشرق الأوسط

استقطاب دولي وانفراد أميركي في سوريا/رضوان السيد/الشرق الأوسط

أوهام إمبراطورية/مصطفى زين/الحياة

«الاستثناء العربي» اليوم/حازم صاغية/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيسا الجمهورية والمجلس شاركا في قداس مار مارون /الراعي: تضحيات المسؤولين كفيلة بقيام دولة قادرة ومنتجة

رئيس الجمهورية: نأمل استخراج النفط من دون عراقيل ليصبح عنصرا اساسيا في اقتصادنا

المشنوق رحب بالوساطة الأميركية خلال استقباله ساترفيلد: لبنان يتمسك بحقوقه في البر والبحر والحرب مستبعدة

أبي خليل خلال توقيع اتفاقيتي التنقيب عن النفط والغاز برعاية عون وحضوره: قطعنا عهدا على أنفسنا أن نحمي هذا الملف الوطني من الفساد

جعجع: من المهم جدا أن تتداول الحكومة اللبنانية بشكل جدي بالحلول المطروحة من قبل الموفد الأميركي للوصول إلى أفضل مخرج

قاووق: لبنان متمسك بكامل حقه في الثروة النفطية

علي فضل الله: نخشى ان تجر الحركة الدبلوماسية الأمريكية لبنان إلى مفاوضات مباشرة مع العدو وفرض شروط تمس بسيادة لبنان

سينودس الروم الكاثوليك: ندعو أبناءنا إلى الاقتراع بمسؤولية ونطالب بالعمل لسلام سوريا وبإيجاد السبل لوقف مأساة الشعب الفلسطيني

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

أَلَعَلَّ عِنْدَ اللهِ ظُلْماً؟ حَاشَا! لأَنَّهُ يَقُولُ لِمُوسَى: إِنِّي أَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ. فَإِذاً لَيْسَ لِمَنْ يَشَاءُ وَلاَ لِمَنْ يَسْعَى بَلْ لِلَّهِ الَّذِي يَرْحَمُ

من رسالة القدس بولس الرسول لأهل رومة/09/من06حتى28/وَلَكِنْ لَيْسَ هَكَذَا حَتَّى إِنَّ كَلِمَةَ اللهِ قَدْ سَقَطَتْ. لأَنْ لَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ وَلاَ لأَنَّهُمْ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ هُمْ جَمِيعاً أَوْلاَدٌ. بَلْ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. أَيْ لَيْسَ أَوْلاَدُ الْجَسَدِ هُمْ أَوْلاَدَ اللهِ بَلْ أَوْلاَدُ الْمَوْعِدِ يُحْسَبُونَ نَسْلاً. لأَنَّ كَلِمَةَ الْمَوْعِدِ هِيَ هَذِهِ: أَنَا آتِي نَحْوَ هَذَا الْوَقْتِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ ابْنٌ. وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ رِفْقَةُ أَيْضاً وَهِيَ حُبْلَى مِنْ وَاحِدٍ وَهُوَ إِسْحَاقُ أَبُونَا . لأَنَّهُ وَهُمَا لَمْ يُولَدَا بَعْدُ وَلاَ فَعَلاَ خَيْراً أَوْ شَرّاً لِكَيْ يَثْبُتَ قَصْدُ اللهِ حَسَبَ الِاخْتِيَارِ لَيْسَ مِنَ الأَعْمَالِ بَلْ مِنَ الَّذِي يَدْعُو قِيلَ لَهَا: إِنَّ الْكَبِيرَ يُسْتَعْبَدُ لِلصَّغِيرِ. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: أَحْبَبْتُ يَعْقُوبَ وَأَبْغَضْتُ عِيسُوَ. فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَلَعَلَّ عِنْدَ اللهِ ظُلْماً؟ حَاشَا! لأَنَّهُ يَقُولُ لِمُوسَى: إِنِّي أَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ. فَإِذاً لَيْسَ لِمَنْ يَشَاءُ وَلاَ لِمَنْ يَسْعَى بَلْ لِلَّهِ الَّذِي يَرْحَمُ. لأَنَّهُ يَقُولُ الْكِتَابُ لِفِرْعَوْنَ: إِنِّي لِهَذَا بِعَيْنِهِ أَقَمْتُكَ لِكَيْ أُظْهِرَ فِيكَ قُوَّتِي وَلِكَيْ يُنَادَى بِاسْمِي فِي كُلِّ الأَرْضِ. فَإِذاً هُوَ يَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَيُقَسِّي مَنْ يَشَاءُ. فَسَتَقُولُ لِي:(لِمَاذَا يَلُومُ بَعْدُ لأَنْ مَنْ يُقَاوِمُ مَشِيئَتَهُ؟ بَلْ مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تُجَاوِبُ اللهَ؟ أَلَعَلَّ الْجِبْلَةَ تَقُولُ لِجَابِلِهَا: لِمَاذَا صَنَعْتَنِي هَكَذَا؟ أَمْ لَيْسَ لِلْخَزَّافِ سُلْطَانٌ عَلَى الطِّينِ أَنْ يَصْنَعَ مِنْ كُتْلَةٍ وَاحِدَةٍ إِنَاءً لِلْكَرَامَةِ وَآخَرَ لِلْهَوَانِ؟ فَمَاذَا إِنْ كَانَ اللهُ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُظْهِرَ غَضَبَهُ وَيُبَيِّنَ قُوَّتَهُ احْتَمَلَ بِأَنَاةٍ كَثِيرَةٍ آنِيَةَ غَضَبٍ مُهَيَّأَةً لِلْهَلاَكِ. وَلِكَيْ يُبَيِّنَ غِنَى مَجْدِهِ عَلَى آنِيَةِ رَحْمَةٍ قَدْ سَبَقَ فَأَعَدَّهَا لِلْمَجْدِ الَّتِي أَيْضاً دَعَانَا نَحْنُ إِيَّاهَا لَيْسَ مِنَ الْيَهُودِ فَقَطْ بَلْ مِنَ الأُمَمِ أَيْضاً. كَمَا يَقُولُ فِي هُوشَعَ أَيْضاً: سَأَدْعُو الَّذِي لَيْسَ شَعْبِي شَعْبِي وَالَّتِي لَيْسَتْ مَحْبُوبَةً مَحْبُوبَةً. وَيَكُونُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فِيهِ لَسْتُمْ شَعْبِي أَنَّهُ هُنَاكَ يُدْعَوْنَ أَبْنَاءَ اللهِ الْحَيِّ. وَإِشَعْيَاءُ يَصْرُخُ مِنْ جِهَةِ إِسْرَائِيلَ: وَإِنْ كَانَ عَدَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَرَمْلِ الْبَحْرِ فَالْبَقِيَّةُ سَتَخْلُصُ. لأَنَّهُ مُتَمِّمُ أَمْرٍ وَقَاضٍ بِالْبِرِّ. لأَنَّ الرَّبَّ يَصْنَعُ أَمْراً مَقْضِيّاً بِهِ عَلَى الأَرْضِ. وَكَمَا سَبَقَ إِشَعْيَاءُ فَقَالَ: لَوْلاَ أَنَّ رَبَّ الْجُنُودِ أَبْقَى لَنَا نَسْلاً لَصِرْنَا مِثْلَ سَدُومَ وَشَابَهْنَا عَمُورَةَ." 

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

غربة رعاتنا وقادتنا الموارنة عن مار مارون وعن المارونية

الياس بجاني/08 شباط/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62459

تتذكر أمتنا المارونية وكنيستها اليوم أبينا مار مارون مؤسس هذه الكنيسة وراعيها وقديسها وشفيعها.

نرفع الصلاة خاشعين ومتضرعين من أجل أن تحل على قومنا الماروني نعم المحبة والإيمان، وأن يعود قادتنا كافة إلى منابع ومعاجن قيم ومثال ومفاهيم وممارسات أبينا مارون في أقوالهم وإيمانهم وأفعالهم.

لقد علمنا السيد المسيح وأوصانا في كتابنا المقدس بأن نشهد للحق، وأن ندافع عن الحقيقة، وأن نسمي الأشياء بأسمائها، وأن يكون كلامنا صريحاً ومباشرة ودون مواربة أو نفاق أو تملق أو تلون أو ذمية.

وعلمنا أن يكون كلامنا بنعم نعم، وبلا لا ..

وعلمنا أن الكلمة كانت منذ البدء وأنها هي تجسدت وأنها هي الله..

وعلمنا أن الله هو محبة، وأن من لا يعرف المحبة لا يعرف الله..

من هنا وبراحة ضمير كاملة، وعن قناعة مطلقة، واعتماداً وحكماً على الأفعال والأقوال والثقافة والتعاطي والممارسات، وبذكرى قديسنا وأبينا مار مارون نقول بحزن مبكي بأن غالبية رعاتنا وقادتنا الموارنة الحاليين هم في غربة قاتلة عن كل ما جسده ويجسده مار مارون وعن المارونية بكل أطرها الإيمانية من نذورات وتواضع وإيمان وتجرد والتزام بمفهوم الأبواب الضيقة.

ولأن المارونية في جوهرها وكما أرادها أبينا مار مارون هي نذورات فقر وطاعة وعفة وينابيع تواضع ومحبة وإيمان وصدق وشفافية وعطاء وتجرد ورسالة وتاريخ، فإن ممارسات السواد الأعظم من القيمين على شؤوننا السياسية والدينية والحياتية والثقافية هم في واد والمارونية الحقة وتعاليم ونموذج مؤسسها هم في واد آخر.

ومحزن جداً أن تكون ثقافة الإسخريوتي قد تسللت إلى عقول وقلوب وضمائر كثر من قادتنا فأمست قبلته هي نمطاً لممارساتهم وعنواناً لحالة التخلي التي يعيشونها.

ولكن ورغم كل هذه الغربة، ورغم هذه الإسخريوتية الوقحة على مستوى القادة والرعاة، فإن الخمائر الطيبة والطاهرة وللحمد لله هي موجودة ومتأصلة بين قومنا الماروني..

وهذه الخمائر الخيرة هي بالتأكيد ستخمر عجيننا الإيماني مهما طال زمن الجحود والكفر والتخلي..وهي التي سيكون لها الغلبة في النهاية مهما طال زمن المكر والمّحل والإسخريوتية.

اليوم وفي ذكرى أبينا ومؤسس كنيستنا مار مارون نرفع الصلاة طالبين شفاعته وبركاته لقومنا الماروني ولوطننا المقدس لبنان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

زمن محل وطاقم سياسي عفن لا يخاف الله ولا يوم حسابه الأخير

الياس بجاني/07 شباط/18

لأن كل زمن ينتج قادة وسياسيين على شاكلته وصورته ومن خامته، ولأن زمننا زمن بؤس ومّحل واسخريوتية وجحود فقد ابتلى شعبنا بطاقم سياسي قزم ومسخ لا يعرف الله ولا يخاف يوم حسابه الأخير. طاقم يجري بفرح صوب الأبواب الواسعة وقد طرد صوت الله الذي هو الضمير من داخله واستبدله بكل شياطين جهنم. هكذا طاقم لا يعرف غير الشر ولإنتهازية والنفاق وعشق الأنا القاتلة.

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

حركة أمل وثقافة الغزوات الجاهلية ودور “حزب الله

إلياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة/حركة أمل وثقافة الغزوات الجاهلية ودور حزب الله/07 شباط/18/اضغط أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D9%84-%D9%88%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%87%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AF%D9%88%D8%B1/

 

جردة لبعض كوارث ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر بعد 12 سنة على توقيعها

الياس بجاني/06 شباط/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62374

قيل لنا يوم تم توقيع ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر في 06 شباط عام 2006 بأن الهدف الأساسي من توقيعها هو اعادة حزب الله إلى حضن الدولة اللبنانية ولبننته..

اليوم وبعد مرور 12 سنة على توقيعها العكس تماماً هو ما حصل.. فقد ألغى الحزب الدولة بكل مقوماتها، وحولها إلى أداة طيعة بيده، ووضعها في مواجهة مع غالبية الشعب اللبناني، ومع الدول العربية، ومع معظم دول العالم، وذلك خدمة للمشروع الإيراني العسكري التوسعي..

لقد حول الحزب لبنان عملياً وواقعاً معاشاً إلى إلى قاعدة حربية ومعسكر ومخزن سلاح إيراني.

في مراجعة سريعة لبنود الورقة نرى إن أخطر بنودها هو البند العاشر الذي يتناول سلاح حزب الله.

هذا البند يصف سلاح الحزب بأنه وسيلة مقدسة.

واللافت في هذا التوصيف الهرطقي هو إنها المرة الأولى في لبنان حيث يعتبر فيها فريق غير حزب الله (التيار الوطني الحر) أن السلاح هو وسيلة مقدسة.

وبالتالي فإن التعاطي مع سلاح حزب الله طبقاً لهذا المفهوم هو تعاط مع الآلهة، وهنا تكمن معضلة وصعوبة بل استحالة مناقشة هذا الأمر المقدس مع قيادة الحزب ومع راعيته إيران، فعندما تكون الوسيلة مقدسة تصبح بالتالي الغاية إلهية.

إن المستغرب في موضوع القداسة هذا هو قبول الطرف الآخر الموقع على الورقة به، أي التيار الوطني.. وهو من المفترض أنه تنظيم سيادي واستقلالي وعلماني ومقاوم لقوى الإحتلال.

هذا، وكان ولا يزال مستهجناً جداً التوقيع على ورقة مع حزب هو ديني ومذهبي وإيراني ومشروعه إيراني تقول إن سلاحه مقدس، وهو في البداية وبالنهاية عملياً وواقعاً سلاح مذهبي وإيراني وميليشياوي وليس شرعياً ولا هو تابع للدولة اللبنانية ولا هو بأمرتها.

عليماً فإن هذا المفهوم الرباني للسلاح والأهداف الإلهية لاستعماله قد سهل لدويلة الحزب ولمرجعيته الإيرانية الإمساك بالدولة والسيطرة الكاملة عليها.. وقد ظهر ولا يزال يتمظهر هذا الأمر الغريب والعجيب واللاسيادي واللااستقلالي واللادستوري بقوة في العديد من المناسبات الشاذة واللافتة من حروب الحزب وعملياته العسكرية والإرهابية الخارجية، ومن غزواته وغزوات اذرعته الميليشياوية داخل لبنان والتي كان أخرها قبل أيام من خلال غزوتي منطقتي “الشالوحي والحدث” في ضواحي العاصمة بيروت.

فبعد مرور 12 سنة على توقيع ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر لم يحصد لبنان وشعبه منها غير الكوارث الوطنية بكافة أشكالها وأنواعها السيادية والوطنية والدستورية والأمنية والاقتصادية، إضافة إلى تعكير، بل ضرب، علاقات لبنان الدولية والعربية والإقليمية.

الورقة عملياً كانت ولا تزال أداة هدامة في ضرب وتهميش ومصادرة الدولة لمصلحة الدويلة، وفي الهيمنة على كل قرارات الدولة الكبيرة والصغيرة، وخصوصاً قرار السلم والحرب.

بعض حصاد الورقة محلياً مباشرة وبشكل غير مباشر

*منع قيام الدولة وتعطيل استعادة السيادة والاستقلال.

*هيمنة الدويلة على الدولة.

*تعطيل الدستور وتهميش المؤسستين التشريعية والتنفيذية وهيمنة حزب الله على مؤسسات الدولة كافة.

*فرض إرادة حزب الله في انتخاب رئيس الجمهورية وتعطيل المجلس النيابي لهذه الغاية.

*انهيار اقتصادي لم يعرفه لبنان في تاريخه المعاصر.

*مستويات مرتفعة جداً وغير مسبوقة من البطالة والفقر.

*هجرة كبيرة طاولت كل الشرائح وكل المذاهب.

*غياب الطبقة المتوسطة وتفشي الصفقات والسمسرات والتهريب والتطاول على القانون والأمن.

*تفلت امني خطير وغياب كل ما هو محاسبة.

*تشريع الحدود ودخول حزب الله في حروب إقليمية لمصلحة المشروع الإيراني.

*تأجيل الانتخابات وفرض قانوني انتخابي هجين يخدم المشروع الإيراني.

*فرض هرطقة ما يسمى بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.

*غزوات لبيروت والجبل وإسقاط حكومات وسلسلة من الاغتيالات.

*كساد المحاصيل الزراعية وضرب قطاع الصناعة اللبنانية بسبب مشاركة حزب الله في الحرب السورية وإقفال طرق التصدير

*تعطيل قطاع الخدمات من كهرباء وماء وقمامة ومواصلات وصحة وغيرها كون الدولة معطلة وقرارها مصادر.

*قيود وعقوبات دولية وعربية وإقليمية شديدة على القطاع المصرفي على خلفية اتهامات لحزب الله في تبيض الأموال والتجارة بالمخدرات.

*تسبب حزب الله بحرب مع إسرائيل عام 2006.

بعض حصاد الورقة عربياً مباشرة وبشكل غير مباشر

*ضرب علاقات لبنان بمعظم الدول العربية وخصوصاً الخليجية منها بسبب مهاجمة حزب الله لأنظمتها واستهداف أراضيها بعمليات إرهابية لمصلحة حكام إيران وتهديد مصير حوالي نصف مليون لبناني يعملون فيها.

*ضرب السياحة العربية إلى لبنان ومنع عدد لا بأس به من الدول العربية مواطنيها من السفر إلى لبنان.

بعض حصاد الورقة دولياً مباشرة وبشكل غير مباشر

*تعطيل تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وخصوصاً القرارين 1559 و1701 إضافة إلى اتفاقية الهدنة واتفاقية الطائف.

*وصم لبنان بالإرهاب كون حزب الله موضوع على قوائم الإرهاب في معظم دول العالم ومن ضمنها عدد كبير من الدول العربية.

*مضايقة اللبنانيين فيما يخص السفر على بلدان كثيرة على خلفية وضع حزب الله على قوائم الإرهاب.

الورقة باختصار ساهمت إلى حد كبير في بقاء لبنان دولة فاقدة لقرارها، وغير قادرة على ضبط حدودها، ومؤسساتها شبه معطلة، وإعاقة قيام المؤسسات وسلمت الدولة للدويلة .. وتطول القائمة..

 *الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية  

مقابلة بالصوت والصورة مع الإعلامي علي الأمين من صوت لبنان (برنامج حوار أون لاين): ردة الفعل على كلام باسيل غير مقبولة

09 شباط/18

لمشاهدة المقابلة أضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://eliasbejjaninews.com/archives/62467

من موقع صوت لبنان/حلّ الكاتب الصحافي علي الأمين ضيفاً في برنامج حوار أونلاين من صوت لبنان حيث اعتبر ردّة الفعل على كلام الوزير جبران باسيل بالنزول إلى الشارع بغير المقبولة.

ودعا الأمين إلى مقاومة الوضع الراهن مشدّداً على أنّ الإنتخابات فرصة جيّدة ليُعبّر المواطنون عن مواقفهم وآرائهم.

وأضاف أنّ حزب الله يملك القدرة على خوض المعركة الإنتخابية في الشارع السني والمسيحي وسيربح بالطبع كما قال .

ختاماً أشار الى ان السلطة هي التي تستنزف مالية الدولة وتسرق البلد منوّهاً بدور المعارضة التي بات صوتُها مسموعاً أكثر فأكثر.

 

أنتم لستم موارنة وأنا لستُ مارونكم

 عقل العويط/النهار/ 90 شباط 2018

يحقّ للراهب مارون، أن ينفض يده، الآن، وهنا، وأن يعود إلى صحرائه الأولى، صحراء الروح المجروحة بالله، الصافية اللطيفة الأبيّة النقيّة الكريمة المتعافية، صحراء الآباء القدّيسين والرهبان الثلاثمئة، منحازاً إلى التعبّد تحت سماء الشظف والفقر والزهد والوحدة، مفضّلاً الخبز المبلول برائحة الغيم والنجوم وورع الأرض، على رفاه العيش تحت قباب الكنائس الوثنية، وفي ظلّ الرعاة والرعايا الوثنيين. يحقّ لصديقي الراهب مارون هذا، أن "يهرب" من موارنته، وأن يغمض عينيه عنهم، طالباً الليل والبرّية، بما فيهما من عذابٍ وقحط وتشرّد وتيه، مُنكراً ضوء "الموارنة" هؤلاء، وهو الضوء الأرعن الخادع، الذي يقيمون فيه، متخلّين عن المعنى، والفكرة، والرمز، والرسالة. يحقّ لمارون هذا، أن يشعر حيال "موارنته" هؤلاء، وخصوصاً في لبنان، بالخيبة التي رمَوه في جبّها الفظيع، حيث المادية المطلقة، والأنانية المطلقة، والكراهة المطلقة، والأحقاد المطلقة، والانتهازيات المطلقة، والوثنيات المطلقة.

لو جاء مارون هذا، اليوم، إلى هنا (وهو بالتأكيد لن يجيء)، لرأى، وعاين، وشهد، كما يجب أن يرى ويعاين ويشهد. ولكان صرخ علناً وليس في سرّه الدفين، متبرئاً منهم. ولَما كان اكتفى بالتبرؤ، بل كان ليحمل كرباجه ويدخل إلى هيكل هؤلاء، طارداً إياهم إلى الظلمة البرانية.

لكن مارون هذا، لن يجيء إلى هنا، ولن يجيء خصوصاً الآن، إلى لبنان، لأنه سيظلّ في الـ"هناك"، حيث لا مكان مكان بذاته، بل الأصالة، أصالة الروح، مفضِّلاً الخبز المتقشف الناشف المكسور بالصدق والأمانة والنزاهة والحبّ والتواضع والألفة، على كل الموائد العامرة بخبز هذا العالم، المخبوز بالأيدي المتسخة، أيدي الخداع والكذب والخيانة والبغض والتكبّر وازدراء الآخر. أرى إلى هؤلاء "الموارنة"، في لبنان تحديداً، فأتساءل: ماذا يفعل هؤلاء بمارونهم هذا؟

منعاً، لكلّ تعميم، أقول إنني لا أقصد الموارنة كلّهم. "هؤلاء"، على كلّ حال، ليسوا كلّ الموارنة. وهذا شانٌ مفروغٌ منه. لكنهم يصادرون الموارنة. بل يصادرون مارون نفسه الذي لا يبتغي لنفسه أيّ شيء مما يبتغونه له، ولأنفسهم. إنهم في ما يبتغونه لخاسئون. مارون هذا، يريد الإنسان الإنسان. والإنسان هذا، هو إنسان الأخلاق والقيم والمعايير والعقل والثقافة والفكر والروح، إنسان الشرف والكرامة والسيادة والقانون والدولة والدستور والحقّ والعدل والنزاهة والحرية والديموقراطية.  مارون هذا، إذ يريد الإنسان الإنسان، فهو بالطبع لا يريد الجاه. ولا هو يريد العالم. ولا هو يريد المناصب. ولا هو يريد استعادة "الحقوق المهدورة". ولا هو يريد "التوازن". ولا هو يريد التقوقع. ولا هو يريد الارتماء في حضن مالٍ، أو سلاحٍ، أو في حضن دولةٍ، أو في حضن أحد. إنه يريد الارتماء في حضن الله. مارون هؤلاء "الموارنة"، ليس هو ذلك المارون، المقيم في الصحراء، المتطلع إلى رؤية الله ومعاينته، والصعود إلى ألوهته.

"مارون الموارنة" هؤلاء، هو "مارون الدجّال"، "مارون" المنصب والسلطة والجاه والنفوذ وتقاسم الحصص وتبادل النهب والسرقة واللصوصية والتفاهة واللهاث الراكض وراء مال الفقراء والجياع والناس الأوادم. وهو ليس من مارون الحقيقي في شيء. وإذا كان لا بدّ من "صحراء" لمارون وللموارنة الحقيقيين، فالصحراء المقصودة ليست مكاناً، ولا هي في الزمان. إنها الصحراء التي ليست بمكان، ولا مكان فيها إلاّ للحقيقة والحقّ والحرية وكرامة الإنسان. هكذا، لن يستطيع "الموارنة" الدجّالون هؤلاء، أن يستولوا على مارون، ولا على الموارنة. و... إن استولوا على مناصب هذين المكان والزمان. "عندما تحزّ المحزوزية"، سيخرج مارون الراهب في الهجعة الأخيرة من الليل، ليصرخ في برّية "الموارنة" هؤلاء، في لبنان خصوصاً، وهنا. وسيقول لهم، ما سيقوله أيضاً بدون تعميم: أنتم لستم موارنة، وأنا لستُ مارونكم!

 

مار مارون كان ناسكاً وفقيراً

ايلي الحاج/فايسبوك/09 شباط/18

قلت له سيّدنا ، قبل أن أتكلم أرجوك اغفر لي وسامحني سأكون صريحاً جداً، كابن يفلش أفكاره لأبيه. أنتم سيّدنا صرتم تعبدون المال والجاه، تبجّلون الأثرياء تطلبون رضاهم ولا تحبون الفقراء والضعفاء، وفوق ذلك كلامكم لا يناسب أفعالكم. تعظون يومياً وتحضون المسيحيين على التشبث بلبنان وعدم الهجرة وتعلمون جيداً بأن أكبر دافع لهجرتهم هو عجز أرباب العيل عن تأمين تكاليف ثلاثة أشياء ملحة: تعليم أولادهم، والطبابة والسكن. عندكم الجزء الأكبر من المدارس والجامعات وبالتالي التلامذة والطلاب، وأكبر المستشفيات وأهمها، وأكبر ملكيات عقارية في لبنان. ماذا فعلتم ماذا تفعلون للفقراء ومتوسطي الحال كي يبقوا في لبنان؟ سامحني. أجابني سيدنا، شغلة وشغلة. في التعليم لماذا يتسجل في مدارسنا وجامعاتنا نصف الطلاب والتلامذة في لبنان؟ المعدل الطبيعي في كل الدول 10 أو 15 في المئة من التلامذة يذهبون إلى المدارس الخاصة، والباقون إلى المدارس الرسمية (المعارف) . إذا كانت هذه المدارس لا تقدم المستوى التعليمي المطلوب فليراجعوا وزراءهم ونوابهم ويطالبوهم بتحسينها ...ولماذا يحمّل الأهالي أنفسهم أعباء فوق ما يتحمّلون ويأتون بأولادهم إلى مدارسنا وجامعاتنا ليطلع الحق علينا في الآخر؟ و...

أصبت بصدمة وأنا أستمع إلى سيدنا يؤكد ما كنت قد ذهبت إليه، مكملاً على النحو نفسه بعرض وجهة نظره في بقية المواضيع، وأيضاً أوضاع المحاكم الروحية وقضية "قصر بكركي". في اليوم التالي أصيب بعارض صحي.

تذكرت هذا الحديث اليوم لمناسبة عيد مار مارون الذي كان ناسكاً وفقيراً.

 

تغريدات لنوفل ضو

تويتر/09 شباط/18

*الموارنة كيانيون.وجودهم السيادي ودورهم السياسي مرتبطان بلبنان الكبير المستقل وبالدولة الممسكة بقراراتها الاستراتيجية في ظل الشرعيتين العربية والدولية.الماروني القوي في السياسة يتمسك بهذه القواعد مهما كانت الصعوبات.أما من يساوم عليها فيساوم على مارونيته!كل عيد مار مارون وانتم بخير

*الدولة تلاحق تلفزيون"ام تي في" بتهمة التخابر غير الشرعي لكن دولة لبنان ذاتها تتجاهل كليا شبكات الاتصال غير الشرعي التابعة لحزب الله التي عادت لتغزو المناطق اللبنانية! مع كل صباح ومع كل خبر عن عجزهم وتواطئهم يسقط اركان هذه السلطة في عيون اللبنانيين درجات ودرجات الى اسفل سلم الجبن

*شبكة جديدة لاتصالات حزب الله في بلدة الرميلة على ساحل الشوف بعد معلومات عن معامل لتصنيع الصواريخ الايرانية في الشوف. زيارة جديدة لمسؤول ايراني برفقة مسلحين من حزب الله الى المناطق الحدودية. صمت اركان صفقة التسوية كصمت اهل الكهف. مسؤولون بلا خجل وصوليون انبطاحيون مستسلمون لايران

*ارفض تحويل المؤسسات الدستورية اللبنانية الى ادوات تنفذ سياسة حزب الله كما في حالة محاكمة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان. السياسة الخارجية للدولة اللبنانية لا يقررها حزب الله. وبالتالي القضاء يجب ان يطبق قانون الدولة لا سياسة حزب الله.

*هناك من يقول بأن الشعب اللبناني غير مهتم باستعادة الدولة سيادتها ومعالجة ملف السلاح غير الشرعي وأن الأولوية بالنسبة اليه هي القضايا الحياتية والمعيشية. ما رأيك بهذا الموضوع؟

*هؤلاء الذين يعدون استطلاعات رأي تقول بأن معالجة موضوع السلاح غير الشرعي هي في اسفل اولويات الناس، كيف يريدوننا أن نصدق صحة وعلمية استطلاعاتهم في ظل ما شهدته الايام الماضية من قطع طرقات واعتداءات مسلحة في بيروت وسن الفيل والحدث وعرمون! من المستفيد من هذه "النتائج" المشبوهة؟

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 9/2/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في العام 1968 تسلم الرئيس شارل حلو، عبر قائد الجيش آنذاك إميل بستاني، أول دراسة تثبت وجود النفط في لبنان، كان قد أجراها المهندس غسان قانصو، ودار الزمان ولم يتمكن لبنان من استخراج ذهبه الأسود.

وقبل ذلك، وتحديدا في منتصف الاربعينيات من القرن الماضي، جرت أول محاولة تجريبية للتنقيب عن النفط، في منطقة تربل في الشمال لكنها ظلت محاولة.

اليوم وبعد أكثر من نصف قرن من السنين، يمكن القول إن لبنان خطا الخطوة العملية الأولى لدخول نادي الدول النفطية، بتسليم اتفاقيتي التنقيب عن النفط والغاز، إلى ممثلي شركات توتال الفرنسية وإيني الايطالية ونوفاتيك الروسية. ووفق تعبير رئيس الجمهورية: حلم كبير تحقق، وصار لبنان دولة نفطية، ونأمل أن نتمكن من استخراج النفط دون عراقيل، ويصبح عنصرا أساسيا في اقتصادنا.

هذا الحدث التاريخي اللبناني لم يرق لإسرائيل، فبعد محاولتها تعطيل المسار النفطي اللبناني سابقا، كثفت اليوم خروقها جنوبا بحرا وجوا. أما داخل الحدود فقد طرحت أسئلة كثيرة حول توقيت افتعال التوتر في مخيم عين الحلوة، تزامنا مع احتفال البيال النفطي.

الحدث الثاني لبنانيا، المشهد الجامع في عيد مار مارون، الذي تقدمه رئيسا الجمهورية والمجلس، وما أعلن من مواقف مرحبة بصفحة جديدة لصالح التوافق الوطني.

أما إقليميا فقد ظل المشهد الدموي في سوريا، لا سيما في الغوطة يشغل العالم، وقلق فرنسي عبر عنه الرئيس ماكرون من استخدام غاز الكلور في المعارك هناك. أما في بنغازي الليبية، فقد حول الارهاب قاعة أحد المساجد إلى بركة دماء، بتفجيره عبوتين ناسفتين في صفوف المصلين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بعد طي صفحة مرسوم الأقدميات والترقيات، وتجاوز قطوع التشنجات التي تفرعت منه، ارتاحت الساحة الداخلية إلى حد بعيد. هذا الاسترخاء الداخلي أمن جدارا وطنيا صلبا للبنان، في مواجهة الجدار الحدودي الاسرائيلي، والتهديدات المعادية للثروة النفطية الوطنية.

في أبلغ رد على التهديدات النفطية، احتفل لبنان اليوم بتوقيع اتفاقيتي التنقيب عن النفط والغاز، في تظاهرة وطنية جامعة في البيال، شارك فيها ممثلو الشركات النفطية العملاقة الثلاث الفائزة بدورة التراخيص الأولى.

في الاحتفال، أعلن لبنان رسميا تحقيق حلمه الكبير بدخول نادي الطاقة والتاريخ، على حد ما أعلن رئيس الجمهورية. هذه المحطة الاحتفالية، شكلت منصة لإدانة محاولات اسرائيل الاعتداء على الحقوق الوطنية النفطية في البلوك 9. الرقعة التاسعة تقع ضمن المياه اللبنانية، وأنشطة الاستشكاف ستتم بصورة كاملة فيها، أعلنها لبنان على مسمع ممثلي الشركات الثلاث وسفراء دول العالم الحاضرين في البيال.

محطة البيال، سبقتها محطة روحية- وطنية جامعة أخرى في الجميزة، لمناسبة عيد القديس مارون مؤسس الطائفة المارونية. في كنيسة القديس مارون، كان الرئيسان ميشال عون ونبيه بري في مقدمة حشد من الحضور. في عظة المطران بولس مطر هناك، ترحيب برئيس الجمهورية والى جانبه رئيس مجلس النواب "الذي نوجه له شكرنا الخالص لتلبيته هذه الدعوة، ولحضوره المحبب منا ومشاركته ايانا فرحة العيد"، قال راعي أبرشية بيروت المارونية.

على ان اللافت في محطتي البيال والجميزة، كان تغيب رئيس الحكومة سعد الحريري بسبب سفره خارج لبنان. ملائكة الحريري كانت في المقابل حاضرة في كلام للرئيس بري أمام زواره، إذ قال عن العلاقة بينهما: لقد اجتمعنا في القصر الجمهوري، والعتب كان بسبب مرسوم الأقدميات، مضيفا: لولا المرسوم "ما في شي بيني وبينو، ليش شو كان في بيني وبينو؟!". وعن التحالفات قال الرئيس بري: "بإمكانو ياخذ الموقف اللي بيريدو، ويتحالف مع اللي بده ياه، وهو حر وأنا كمان حر".

وعن مرسوم الأقدميات اللاحقة، قال رئيس المجلس "سواء كانت لاحقة أو سابقة، هناك أصول ودستور يجب ان تحكم هذه المراسيم".

من جهة أخرى، أكد الرئيس بري ان موقف لبنان موحد من مسألة الجدار الحدودي الاسرائيلي. واستبعد اندلاع حرب قائلا: "لا أراها وصعبة كتير". وأكد ان الأمم المتحدة يجب ان تتولى حماية المنطقة الاقتصادية الخالصة، لكنه قال ألا مانع من وجود الأميركي كعامل مساعد.

في الأمن، اشتباكات مفاجئة اندلعت قبيل هذا المساء في مخيم عين الحلوة، وأدت إلى سقوط قتيل وثلاثة جرحى. الاتصالات بين القوى والفصائل الفلسطينية لجمت هذه الاشتباكات، فيما اتخذ الجيش اللبناني اجراءات أمنية مشددة عند مداخل المخيم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

بالتزامن مع الاحتفال في عيد مار مارون، دخل لبنان رسميا نادي الدول المنتجة للنفط، في احتفال رسمي بعد توقيع العقود مع الشركات. ومع هذا الدخول وأهميته على الاقتصاد الوطني والاجيال المقبلة، بدا أن لبنان يخوض مواجهة مع اسرائيل عنوانها: "البلوك تسعة وتمسك لبنان بكامل حقوقه".

التعدي الاسرائيلي حمله مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد ساترفيلد خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين. وفيما كشف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن المسؤول الأميركي حمل حلولا معينة للرؤساء الثلاثة، رحب وزير الداخلية نهاد المشنوق بالوساطة الأميركية لحل أزمة حدود لبنان البحرية والبرية مع إسرائيل.

وهذا المساء سجل في مخيم عين الحلوة، اشتباكات مسلحة بين عناصر متشددة في حي الصفصاف من جهة، وعناصر من "فتح" في بستان القدس من جهة ثانية، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

حضرت الدولة إلى البيال مدفوعة بفيول وطني، وايمان قوي بحقوق لبنان بثروته. شعلة التنقيب عن الثروة انطلقت مضاءة بثلاثية ذهبية من جيش وشعب ومقاومة، غير آبهة بكل محطات التحدي من تهديدات مباشرة وجهها قبل أيام وزير حرب العدو، إلى رسائل بالوكالة ينقلها الزائر الأميركي في هذه الأيام.

الموقف الرسمي لا يحتمل التأويل، لبنان لن يشارك أحدا في ثروته. والتنقيب في بلوكاته النفطية من حقه فقط، فبات للبنان رقمي حظ تسعة واربعة، بعد محاولات من عمر كيان الاحتلال الاسرائيلي بالبحث عن ثروته الدفينة. سبعة عقود لم يفلح خلالها هذا البلد باستخراج نفطه وغازه، إلى أن حسمت الدولة خياراتها، وتخلصت من محرمات وضعت أمامها.

لبنان دخل نادي الدول النفطية، ودخل التاريخ أيضا: عبارات لرئيس الجمهورية كانت مسك ختام الاحتفال. فهل من ينزل العدو عن سلم التهديدات للبنان في ثروته البحرية مثلما حصل برا؟، اعلام العدو يؤكد أن الطاقم الوزاري المصغر الاسرائيلي أمر بوقف الأعمال في النقاط المتنازع عليها عند الحدود البرية، واصفا ذلك بالسلم الذي وضع للنزول من حالة التصعيد.

حالة التصعيد هذه بقيت داخل فلسيطن، جمعة عاشرة من الغضب امتدت على طول الأراضي المحتلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

كل عيد وانتم بخير. وعيد مار مارون كان مميزا هذه السنة، فمن انتظروا ان يجمع رئيسي الجمهورية ورئيس مجلس النواب تحقق انتظارهم، وهو انتظار لم يشكل مفاجأة بعد اجتماع بعبدا، لكن المفاجأة تمثلت في غياب الرئيس سعد الحريري عن القداس الاحتفالي وهو غياب لم يكن متوقعا، فإلى اين سافر الرئيس الحريري؟، ولماذا لم يوزع مكتبه الاعلامي أي خبر عن سفره ووجهة السفر؟.

على صعيد آخر، بدأ يتردد في بعض الأوساط كلام عن صعوبات وعقبات تعترض عقد مؤتمر روما، فهل هذا الأمر حقيقي وواقعي، ام انه يندرج في اطار التحليلات والتكهنات غير الواقعية؟.

توازيا، دخل لبنان الزمن النفطي فعليا مع توقيع أول اتفاقيتين للتنقيب عن النفط والغاز. وقد بدا لافتا الطابع الاحتفالي البارز الذي أعطي للحدث، علما انه تزامن مع العطلة الرسمية للادارات لمناسبة عيد شفيع الطائفة المارونية.

والاحتفالية على أهمتيها غاب عنها الرئيس نبيه بري لأسباب أمنية كما قيل. لكن أبعد من التوقيع، أسئلة كثيرة تطرح أبرزها: هل تصل الديناميكية النفطية التي أطلقت اليوم إلى نهاياتها؟، وهل تحقق ما يأمل لبنان منها؟، والأهم هل النهضة الاقتصادية المطلوبة ممكنة التحقق اذا لم ترافقها نفضة اصلاحية فلا تذهب الموارد المحتملة ضحية الهدر والفساد المعشعشين في معظم ادارات الدولة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

الخميس المقبل يزور لبنان ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأميركية، في أول زيارة إلى لبنان لناظر الديبلوماسية الأميركية في عهد ترامب، منذ 2014 عندما حط سلفه جون كيري في زيارة خاطفة إلى بيروت، في حمأة الحرب السورية وانقلاب المعادلات وتقلب الحدود والجبهات. يومها كان الهم الأميركي منصبا على التعامل مع الارهاب والحيز اللبناني فيه.

اليوم يتركز الانشغال الأميركي في المنطقة، على احتواء تمدد ايران وحلفائها وأبرزهم "حزب الله"، وعلى الساحة السورية التي استعادت حماوتها العسكرية بعد عفرين والغارات الاسرائيلية على محيط دمشق، واسقاط السوخوي الروسية وتحريك جبهة الغوطة الشرقية.

تيلرسون يمهد لمحطته اللبنانية، بزيارة استطلاعية استكشافية لمساعده ديفيد ساترفيلد، المكلف تأدية دور الوسيط الأميركي بين لبنان واسرائيل في نقطتين ساخنتين: الوضع على الحدود الجنوبية بين لبنان وفلسطين المحتلة، والبلوك النفطي رقم 9.

ساترفيلد الذي كان من أبرز العاملين على خط تحديد الخط الأزرق بين لبنان واسرائيل منذ سنوات، يعود بمهمة محددة فيها الجزرة والعصا: جزرة خفض التوتر بين لبنان والكيان المحتل، بعدما قرر لبنان التصدي للتشبيح الاسرائيلي على البلوك 9 وبناء الجدار الفاصل، وعصا الضغط الأميركي على "حزب الله" عبر عقوبات تهدف إلى تجفيف مصادر تمويله في الخارج وخصوصا في افريقيا.

ومن الاستفاقة الأميركية إلى الاندفاعة اللبنانية: 9 شباط 2018 لبنان يوقع عقود النفط والغاز مع الشركات الثلاث، في احتفال وطني جامع رعاه وحضره رئيس البلاد العماد ميشال عون، و9 شباط مار مارون في الجميزة الذي طوى المرحلة السابقة وفتح صفحة جديدة عنوانها الأمل والعمل للبنان وشعبه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

التاسع من شباط 2018، لن يكون بعد اليوم يوما عاديا على المستوى الإقتصادي في لبنان. اليوم، "كونسورتيوم" دولي يضم شركات توتال وإيني ونوفاتك، يوقع مع لبنان اتفاقا للتنقيب عن النفط في بحر لبنان. الإحتفال بتوقيع الاتفاق جاء بعد أيام على إعلان إسرائيل ان البلوك 9 هو لها، وهذا ما دفع وزير الطاقة سيزار ابي خليل إلى الإعلان ان لبنان سيستغل بالكامل البلوك الرقم 9.

في المقابل، قالت شركة توتال إن حفر أول بئر سيكون في البلوك 4 في العام المقبل، أما عن البلوك الرقم تسعة فقالت الشركة الفرنسية إنها وشركاءها على دراية كاملة بالنزاع الحدودي بين لبنان واسرائيل.

يأتي هذا الكلام من الطرفين: طرف لبنان وطرف الشركات، في وقت تضع واشنطن ثقلها للوصول إلى مخرج، والمساعي في هذا المجال يقودها الديبلوماسي الأميركي دايفيد ساترفيلد، فيما ينتظر وصول وزير الخارجية الأميركي إلى لبنان الخميس المقبل.

في التطورات الداخلية، شارك الرئيس نبيه بري في قداس عيد مار مارون، فيما لم تسجل اي مصافحة بينه وبين الوزير جبران باسيل، تماما كما كانت القطيعة أمس بين وزير المال علي حسن خليل والوزير باسيل في جلسة مجلس الوزراء، وفي القراءة السياسية لهذه القطيعة أن عودة التقارب بين عين التينة وبعبدا لا تعني على الإطلاق عودة للعلاقة بين عين التينة وباسيل. وفيما غادر الرئيس الحريري الى الخارج في زيارة خاصة، لم تؤكد مصادر وزارية انعقاد جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل، فالأربعاء ستكون الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس الحريري، والخميس سيكون لبنان منهمكا في استقبال وزير الخارجية الأميركي، وإذا طارت الجلسة فهذا يعني ان جدول الأعمال لجلسة الأسبوع الذي يلي، سيكون مثقلا أيضا على غرار جدول أعمال جلسة أمس.

في غضون ذلك، مؤتمر روما المقرر أواخر هذا الشهر، في طريقه إلى الإرجاء، فيما بدأت التساؤلات عن جدوى مؤتمر باريس طالما ان لبنان لديه أكثر من ثلاثة مليارات موجودين كمنح وقروض في مجلس الانماء والاعمار، فيما هو بحاجة إلى 700 مليون دولار استملاكات لاستكمال المبالغ المطلوبة لبدء تنفيذ المشاريع وتاليا تحريك الاقتصاد.

قبل الدخول في كل هذه التفاصيل، نتوقف عند حادثة إيجابية: للمرة الأولى، على أبعد تقدير، في تاريخ الأحكام اللبنانية، يصدر حكم توجيهي بحفظ آيات من القرآن عن السيدة العذراء، بحق ثلاثة شبان أساؤوا إلى تمثال لها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

وضع لبنان الحجر النفطي الأساس على ثروته المذهبة، ودخل رسميا خريطة الدول النفطية، باحتفال رئاسي الطابع، وبحضور سياسي تعالى على الخلافات الداخلية. وهذا الحضور كان قد أخذ شفاعة مار مارون في قداس الجميزة صباحا، حيث جمع قديس الموارنة أطياف البلد، فوصل رئيس مجلس النواب نبيه بري "قبل الكل"، لكن المصافحة بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون جاءت "على قد الحال"، فيما تجنب وزير الخارجية جبران باسيل أي احتكاك او تقارب من رئيس المجلس، وخرج تحت وابل أسئلة الصحافيين قائلا: خافوا الله.

وبأقل الأضرار الممكنة انتهى القداس، ليتفرغ المتصالحون الجدد إلى الاحتفاء بالدولة النفطية، ورد الخطر القادم من صوب إسرائيل التي أوفدت بعثتها الأميركية إلى بيروت في مهمة استطلاع، فنائب مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد، ما زال ينقب عن مساع يمهد فيها لمهمة الوزير ريكس تيلرسون الهادفة إلى انتزاع الإبراء المستحيل لمصلحة تل أبيب في النفط والغاز من المياه اللبنانية، فإسرائيل لزمت البلوك التاسع لأميركا لاستخراج حق ليس لها، حيث إن الطرفين الأميركي والاسرائيلي يفاوضان على منطقة اقتصادية خالصة تعود إلى الفلسطينيين، وإلى الفلسطينيين وحدهم يعود ريع هذا النفط والغاز الذي تحتضنه مياههم مذ زرعوا في تلك الأرض.

هو التاريخ الذي يوثق وجودهم منذ آلاف السنين، وقبل أن ينشأ كيان محتل، بدأ على نهج الهاغانا واستمر بقاؤه على الدم والقتل والتشريد والاعتقال وسرقة البيوت وهدم المساجد والكنائس، واليوم يسرق ملح البحر وثروة الناس، فالخلاف على البلوك التاسع من وجهة نظر الأميركيين، سوف يعني أحقية على كامل بلوكات الأرض المحتلة لمحتلها، وأنهم سادة الماء بعدما سيطروا على كامل التراب.

وسواء أكان الخلاف مع لبنان أو أي بلد إقليمي آخر، فإن الأميركيين قادمون لنصرة إسرائيل، ووجبت مخاطبتهم على أنهم شركاء للمغتصب، مقامرون مبتزون، وحلفاء لسارقي النفط والغاز الفلسطيني أبا عن جد، ولو كان رئيس فلسطين محمود عباس رجلا غير متردد يسارع إلى اجراء المساومات، لاستعد قبل الآن إلى مقاضاة أميركا واسرائيل معا على السرقة الموصوفة، وانتزاع حق شعبه وأعلن: هذه المياه لي.

 

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 9 شباط 2019

أسرار اللواء

غمز: أصرّت قيادة حزب بارز على اجراء "مصارحة بالوقائع" مع رئيس حزب حليف، على خلفية تجاوزات الأسابيع الماضية!

لغز: بلدة شوفية كبيرة، ما تزال تفاوض أقطاب على ان يكون أحد من البلدة في لوائح المنطقة، دون جدوى!

همس : كشف مصدر مطلع في عاصمة إقليمية ان تدخلاً عسكرياً حصل مؤخراً، لقي اعتراضاً واسعاً من الوزارة المعنية بالمعارك!

المستقبل:

يقال: إن وزير المالية علي حسن خليل "دق ناقوس الخطر " الاقتصادي أمس خلال جلسة مجلس الوزراء ، مشددا على ضرورة ضبط الانفاق ، تماشيا مع دعوة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى خفض 20 % من أرقام الموازنة العامة تحقيقا لخفض مستوى العجز فيها .

البناء:

خفايا: لاحظت منظمات أهلية شبابية كثرة المؤتمرات التي تنعقد في لبنان تحت شعار تعميم ثقافات السلام والتلاقي بين الأديان من دون تحديد أو ضوابط، لكن التركيز في هذه المؤتمرات هو على السلام في ما يُسمّى "الشرق الأوسط" وتحديداً السلام العربي - "الإسرائيلي"، وبالتالي وقف المواجهة مع الكيان الغاصب تمهيداً للتطبيع معه وتناسي احتلاله فلسطين وتشريد أهلها.

كواليس: قالت مصادر عسكرية متابعة للوضع في منطقة دير الزور إنّ الغارات التي شنّتها الطائرات الأميركية لم تكن تهدف فقط لوقف الهجوم الذي تعرّض له تنظيم داعش وفشلت الجماعات الكردية المسلحة بمنعه في منطقة تقع شمال دير الزور وجنوب الحسكة قدّمها الأميركيون والجماعات الكردية لبقايا داعش كملاذ آمن ضمن صفقة تقضي بنقلهم لبلاد ومواقع أخرى، بل تقول طبيعة الغارات إنّ الهدف هو تدمير قدرات أبناء المنطقة على تشكيل قوة شعبية مستقلة عن الأميركيين وميليشياتهم.

الجمهورية:

أسرار الجمهورية: ما زال أحد الأحزاب متمسِّكاً بشروطه لبناء تحالف مع شخصية وسطية على رغم أن الأخير أعطاه ما يريد من ترشيحات في بعض أقضية جبل لبنان.

لاحظت أوساط تربوية أن المدارس الخاصة لحركة حزبية أعطت الدرجات الست للأساتذة.

تساءلت مصادر مراقبة عن خلفية توقيت إطلاق بعض المشاريع التنموية المموّلة من الخارج في زمن الإنتخابات.

الشرق:

خلف الكواليس: جدد رئيسا الجمهورية والحكومة تأكيدهما ان الجدار الاسرائيلي على الحدود، في حال تشييده سيعتبر اعتداء سافرا وان لبنان سيتصدى لذلك بكل السبل والوسائل المتاحة؟

سأل مرجع رفيع المستوى اذا كانت الادارة الاميركية تنظر الى المنطقة على خلفية الفرز بين "قوى الخير وقوى الشر"، فكيف تصنف اسرائيل التي ابادت وهجرت مئات الاف الفلسطينيين من ارضهم خلافا لكل الشرائع والقوانين السماوية والدولية وما تزال تمضي في هذا النهج … وهل هكذا تكون اسرائيل "قوة خير"؟!

يظهر الارتباك واضحا لدى العديد من الاحزاب السياسية في تسمية مرشحيها للانتخابات النيابية، وبالتالي اختبار التحالفات الامر الذي اثار بلبلة كبيرة داخل العديد من هذه الاحزاب؟

 

ريفي: لن نسمح لقوى الظلام بالتحكم بحاضرنا أو مستقبلنا

الجمعة 09 شباط 2018 /وطنية - أكد اللواء أشرف ريفي في ذكرى "اغتيال شهيد طرابلس خليل عكاوي"، "أن 9 شباط ذكرى أليمة في تاريخ طرابلس، ذكرى سوداء في سجل الاحتلال السوري للبنان، انها ذكرى اغتيال المناضل الشهيد خليل عكاوي ابن التبانة العظيمة".

وأضاف: "في ذكراه نجدد العهد له ولجميع الشهداء أننا لن نسمح لقوى الظلام أن تعود الى التحكم بحاضرنا أو مستقبلنا، وها هو الاستحقاق النيابي على الأبواب فلنتكاتف جميعا لمنع كل من يمت بصلة الى فلول النظام السوري المتهالك، أو الى أتباع النظام الفارسي من الوصول الى سدة البرلمان". وختم: "طرابلس الأبية، طرابلس خليل عكاوي وأبو حسن المير وصبحي الصالح ومحمد شطح لن نخاف وسننتصر كما انتصرنا في 14 آذار المجيدة".

 

لبنان من 'العهد القوي' إلى 'الترويكا' في ظل وصاية إيرانية بدل السورية

العرب/10 شباط/18

أوساط سياسية تؤكد أن عودة الوفاق بين الرؤساء الثلاثة جاءت بعد أن فهم رئيس الجمهورية جيّدا مضمون رسالة رئيس مجلس النواب التي تعيد البلد سنوات إلى الخلف.

عراضات في شوارع بيروت

بيروت – انتقل لبنان بعد سنة وبضعة أشهر من انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية في الواحد والثلاثين من أكتوبر 2016 من مرحلة “العهد القوي” إلى مرحلة “الترويكا”، ولكن في ظل وصاية جديدة يمارسها على الأرض، باسم إيران، حزب الله. وتمت عملية الانتقال بعد العراضات المسلّحة التي قامت بها حركة أمل الشيعية في مناطق مختلفة من بيروت وضواحيها. وجاءت تلك العراضات التي شملت هجوما على المقر الرئيسي لــ”التيار الوطني الحر” في إحدى ضواحي بيروت ردّا من “أمل” على الكلام الصادر عن وزير الخارجية جبران باسيل (رئيس التيّار) الذي وصف رئيس مجلس النواب نبيه برّي بأنّه “بلطجي”.

ومعروف أن برّي هو رئيس حركة أمل وقد اضطر رئيس الجمهورية بعد كلام باسيل إلى الاتصال ببرّي في خطوة اعتبرت خروجا عن البروتوكول وذلك من أجل تهدئته ووقف انتشار عناصر “أمل” في أنحاء مختلفة من بيروت، خصوصا في مناطق فاصلة بين أحياء مسيحية وأخرى شيعية.

واعتبرت أوساط سياسية لبنانية أن رئيس مجلس النوّاب، الذي زار القصر الرئاسي في بعبدا الثلاثاء الماضي للاجتماع بعون في حضور رئيس مجلس الوزراء السنّي سعد الحريري، نجح في توجيه رسالة واضحة إلى رئيس الجمهورية.

وقال سياسي لبناني إن فحوى هذه الرسالة أن لا وجود لشيء اسمه “العهد القوي” الذي “يسعى إلى استعادة حقوق المسيحيين”، كما يقول أنصار عون على رأسهم صهره جبران باسيل، بل ما يوجد في لبنان هو “الترويكا الحاكمة”، أي قيادة جماعية تضمّ رئيس الجمهورية الماروني ورئيس مجلس النوّاب الشيعي ورئيس مجلس الوزراء السنّي.

حزب إيران المهيمن الأول في لبنان

وذكرت الأوساط السياسية أن عودة الوفاق بين الرؤساء الثلاثة جاءت بعد أن فهم رئيس الجمهورية فهما جيّدا مضمون رسالة رئيس مجلس النواب التي تعيد البلد سنوات إلى الخلف حين كان الحكم يمارس عن طريق “الترويكا”، ولكن بوجود جهة خارجية تلعب دور الحكم بين الرؤساء الثلاثة حين يدبّ أي خلاف، من أيّ نوع، بينهم. وأشارت في هذا المجال إلى أن ما كان يعرف بالوصاية السورية حتّى العام 2005، تاريخ اغتيال رفيق الحريري وخروج الجيش السوري من لبنان، حلت محله الآن وصاية إيرانية يمارسها على الأرض حزب الله. ولاحظت أن حزب الله نجح إلى حدّ كبير في إعادة الوفاق بين عون وبرّي وذلك لإثبات أن هناك مرجعية لـ”الترويكا”، على غرار ما كان معمولا به في عهد حافظ الأسد في سوريا، ثمّ في عهد ابنه بشّار ابتداء من السنة 2000 التي كان فيها إميل لحّود في موقع رئيس الجمهورية، علما أنّ إميل لحّود كان في موقع من وضع نفسه كلّيا في خدمة الأسد الابن، إضافة إلى استعداده لتلبية أي مطالب لـ”حزب الله” بالتنسيق مع الجهات السورية المعنية. واعتبرت الأوساط السياسية اللبنانية أن نبيه برّي يمتلك حساسية شديدة تجاه كلّ من يتحدّث عن “العهد القوي” في لبنان. وقالت إن رئيس مجلس النواب، الذي يتزعّم بدوره ميليشيا مذهبية مسلّحة منتشرة في أماكن مختلفة من بيروت وضواحيها، يعتبر أن عبارة “العهد القوي” دفنت في السادس من فبراير 1984، عندما طرد المسلّحون التابعون له بمشاركة عناصر من “الحزب التقدّمي الاشتراكي” الذي يتزعمه وليد جنبلاط الجيش اللبناني من بيروت الغربية ذات الأكثرية المسلمة، وذلك بدعم سوري وفلسطيني وفرّته فصائل تعمل لدى الأجهزة السورية. وتكفلت “انتفاضة السادس من شباط” وقتذاك بتغيير طبيعة بيروت الغربية. فمن مدينة ذات طابع سنّي – مسيحي يفضل الأجانب الإقامة فيها… إلى مدينة تتحكّم بالسلم الأهلي فيها ميليشيات شيعية ما لبثت أن طورت نفسها مع صعود نجم “حزب الله” الذي تحوّل هذه الأيّام إلى الوصي الفعلي على البلد والمتحكم بالعلاقة بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النوّاب.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لماذا غادر الرئيس سليمان قداس عيد مار مارون؟

"ليبانون ديبايت"/09 شباط/18/علم موقع "ليبانون ديبايت" ان الرئيس ميشال سليمان غادر كنيسة مار مارون في منتصف القداس، والسبب يعود إلى نوبة سعال أصابته، ففضل المغادرة على الفور لعدم إزعاج الحاضرين.

 

اشتباكات عنيفة في عين الحلوة بعد مقتل متشدد اسلامي

موقع الكتائب/09 شباط/18/قتل المتشدد الاسلامي محمد جمال حمد، باطلاق نار في مخيم عين الحلوة، حوالى الساعة الخامسة عصر اليوم. وقد اندلعت جراء ذلك اشتباكات عنيفة بين القوى الأمنية المشتركة والجماعات الاسلامية المتشددة، على محوري الصفصاف وسوق الخضار داخل المخيم، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، ما أدى الى احتراق منزل، وشوهدت سحب الدخان الأسود في سماء المنطقة، كما سجلت حركة نزوح باتجاه جامع الموصللي. ونتيجة لذلك اتخذ الجيش اللبناني تدابير مشددة عند حواجزه واغلق البوابات الحديدية عند مداخل المخيم. ونفى قائد القوة الامنية بسام السعد، ان تكون هناك محاولة لاغتياله، مؤكدا انه بخير. وقد اشارت المعلومات عن كمين نصبته جماعة بلال بدر بقيادة بلال العرقوب للقوة الأمنية ووفاة عبد بسام المقدح اثر اصابة بالرأس.

 

تيلرسون الخميس في بيروت.. وهذا هو الشرط الاميركي للتوسط مع اسرائيل

09 شباط/18/علمت صحيفة "اللواء" ان وزير الخارجية الأميركي ريكس تليرسون الخبير بشؤون النفط والغاز الذي سيزور بيروت الخميس في 15 الجاري، ضمن جولة في الشرق الأوسط، تشمل العراق ومصر والأردن ولبنان ، سيحيي اقتراحاً بالتوسط في موضوع الخلاف مع إسرائيل حول البلوكات النفطية والنقاط 13 التي يتحفظ عليها لبنان على طول «الخط الازرق». وفي المعلومات المستقاة من مصادر دبلوماسية ان الشرط الأميركي الأوّل للتوسط يتعلق بمتابعة الإجراءات المتخذة دولياً ضد حزب الله، واستعداد الدولة لتقليص أي دور لحزب الله في مواجهة التعديات الإسرائيلية، من زاوية القدرة الصاروخية للحزب، في ما خص استهداف المنصات البحرية النفطية.

 

ترامب يصر على استهداف حزب الله

CH23/"/09 شباط/18/نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية تقريرا تحدثت فيه عن القرار الذي اتخذته الإدارة الأميركية فيما يتعلق بتشديد العقوبات الاقتصادية على إيران وحليفها حزب الله اللبناني.وقالت الصحيفة، في تقريرها إن الإدارة الأميركية الجديدة تتبع خطوات حازمة تجاه إيران، من خلال الإصرار على تشديد العقوبات الاقتصادية على طهران وحزب الله بشكل خاص، والذي يعد المستهدف الرئيسي من هذه العقوبات التي من شأنها أن تزعزع استقراره المالي. ومقارنة بإدارة سلفه أوباما، تتسم سياسة ترامب بالحدة خاصة فيما يتعلق بفرض العقوبات الاقتصادية، بحسب الصحيفة. وذكرت الصحيفة أن البيت الأبيض قرر يوم الجمعة الماضي تطبيق عقوبات اقتصادية جديدة من أجل تفكيك الشبكة المالية لحزب الله اللبناني، الذي يمتد نفوذه من الشرق الأوسط إلى شمال أفريقيا، مشيرة إلى أنه خلال سنة 2008، أطلق مكتب إدارة مكافحة المخدرات الأميركي "مشروع كاسندرا"، لاستهداف عمليات حزب الله غير الشرعية.

وبينت الصحيفة أنه حسب تقرير استقصائي نشرته صحيفة بوليتيكو، تم إطلاق "مشروع كاسندرا" بعد أن جمع مكتب إدارة مكافحة المخدرات أدلة تثبت أن حزب الله متورط في تجارة المخدرات، منوهة إلى أنه وفقا لمصادر أميركية، يتلقى حزب الله اللبناني 700 مليون دولار سنويا من طهران لتمويل أنشطته، الأمر الذي يشكل تهديدا على أمن واستقرار الشرق الأوسط. وأوردت الصحيفة أنه بعد سنة من تولي الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، مقاليد السلطة، أغلق التحقيق الذي فتحته إدارة مكافحة المخدرات الأميركية، كما تغافل أوباما عن الأدلة التي تدين حزب الله بهدف التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن ملفها النووي (..) وبالتالي، يبدو جليا أن أوباما غض الطرف عن أنشطة حزب الله من خلال عرقلة التحقيقات حول نشاطاته المشبوهة كي يتسنى له إبرام الاتفاق النووي مع إيران سنة 2015. وذكرت الصحيفة أن الرئيس أوباما انتقد بشدة سياسة سلفه جورج بوش مع إيران، حيث اعتبر أن التصعيد مع طهران من شأنه أن يفاقم من حدة التوتر في علاقة واشنطن مع الشرق الأوسط، وفي هذا الصدد، اعتمد الرئيس الأمريكي السابق سياسة التقارب مع الشرق الأوسط التي تعززت مع خطة العمل الشاملة المشتركة، ولعب المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية، جون برينان، دورا مهما في تكريس سياسة أوباما في المنطقة. وخلال سنة 2008، نشر مستشار أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب، جون برينان، تقريرا بعنوان "معضلة إيران: تقوية المعتدلين دون الرضوخ للعنف"، وقد أكد برينان أنه من الضروري اعتماد خطاب معتدل وعدم توجيه رسال شديدة اللهجة إلى إيران، ومن الأفضل إقامة حوار مباشر معها لتسوية القضايا العالقة، مع ضرورة العمل على إدماج حزب الله  في الحياة السياسة في لبنان، ويرى برينان أنه من الممكن لواشنطن أن تضم حزب الله إلى صفوفها وتحتويه وتجعله حليفا لها في المنطقة بدلا من أن يكون عدوا لها. وأكدت الصحيفة أن السياسة التي ينتهجها دونالد ترامب تختلف تماما عن سياسة سلفه أوباما، حيث يصر الرئيس الأمريكي الحالي على التصعيد مع إيران وحليفها في المنطقة، حزب الله، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي وعد في حملته الانتخابية بتمزيق الاتفاق النووي المبرم مع إيران. وأوضحت الصحيفة أن ترامب قرر مؤخرا توجيه ضربات قاسية إلى كل من يساهم في تعميق الأزمة السورية، من خلال قراره الجمعة الماضية بتطبيق العقوبات الاقتصادية المفروضة على رجال أعمال لبنانيين متهمين بتمويل حزب الله. وحسب ما أكده وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوشين، فإن الهدف من هذه العقوبات هو تقليص حجم الدعم الذي يتلقاه حزب الله من رجال الأعمال، والحد من تنامي نفوذه في المنطقة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه العقوبات الاقتصادية قد فرضت على خمسة رجال أعمال لبنانيين من الطائفة الشيعية بتهمة نسج علاقات مع حزب الله وتقديم الدعم له، كما شملت رجل أعمال عراقي بسبب الصلة التي تجمعه بحزب الله اللبناني. وأكدت الصحيفة أن هذه العقوبات تعد الخطوة الأولى في سياسة ترامب المناهضة لإيران وحلفائها في الشرق الأوسط، وفي هذه الحالة، من المتوقع أن تعود إدارة ترامب إلى الاستعانة بالعملية الأمنية "مشروع كاسندرا" للتصدي لخطر حزب الله

 

خزان المقاومة يشكو نوابه

جهاد عبد الله/لبنان الجديد"/09 شباط/18/هم قبروا الفقر وقبروكم في فقركم وأمعنوا في حرمانكم وتجويعكم حتى بات البقاع كله ساحة مفتوحة للإهمال والحرمان والمخدرات والسرقة فمن المسؤول؟  نواب أم نوائب؟ لسان الحال في البقاع الأشمّ "خزان المقاومة" تلك التسمية التي يستعيدها حزب الله في كل انتخابات بل ويعتمد عليها عند الحاجة ربما لـ "لملمة" الأصوات الإنتخابية وربما لشدّ العصب الطائفي والمذهبي وأحيانًا كثيرة  للوصول إلى الأهداف السياسية التي باتت واضحة ومعروفة، وهي بالتأكيد ليست في صالح منطقة البقاع ولا في سبيل الإنماء ولا لرفع الحيف والظلم عن منطقة تئنّ تحت وطأة الإهمال والحرمان منذ عقود.

لقد بات المواطن البقاعي أكثر وعيًا ولم تعد تنطلي عليه شعارات الثورة ولا شعارات المقاومة لأن البقاعي بطبعه وسلوكه وتربيته وعنفوانه كان وما زال مقاومًا، مقاومًا أبا عن جد، وبات يعرف اليوم أكثر من أي وقت مضى ما له وما عليه، يعرف واجباته وحقوقه ولأنه كذلك يقف اليوم إبن البقاع أمام مسؤولياته الوطنية بجدارة وشموخ ليقول كلمته بحق وصدق ولم تعد تهمه تلك الشعارات، لأن الواقع المزري تخطى حدود المعقول، وبات اتخاذ الموقف الصحيح مسؤولية وطنية كبيرة ومسؤولية شرعية كبيرة تجاه منطقته وأهله وقريته وأولاده وعائلته، والسؤال الذي انتشر أمس على التواصل الإجتماعي هو صرخة معبرة عن واقع أليم لم يعد من الممكن السكوت عليه، وهذا السؤال بالطبع كان موجها إلى نواب المنطقة نواب كتلة الوفاء للمقاومة "ماذا أنجزتم لنا؟" هذه حال كل البقاعيين وأسئلتهم تبدأ ولا تنتهي.

البيان الذي انتشر يوم أمس يعبّر عن حالة إعتراضية كبيرة، عن رغبة عارمة في التغيير، يعبر عن استعداد البقاعي للتغيير، عن النضج الذي يفتح المجال للمحاسبة، تلك المحاسبة المطلوبة بل والضرورية بين الناخب والنائب.

تضمن البيان الذي انتشر يوم أمس جردة حساب بين الناخب البقاعي ونوابه وهو بيان جدير بالتأمل ونحن على أعتاب انتخابات جديدة ماذا يقول إبن البقاع اليوم لنوابه؟

1 . بعلبك الهرمل تٸن من الجوع والبطاله وتجارة المخدرات والتشلیح والخطف والسرقه والإقتتال فیما بیننا والصراعات العشائرية والحمایة السیاسیة للصوص وتوظیف المحسوبیات دون الآخرین.

2 . عند المداهمات للمطلوبین في بعلبك الهرمل یستعمل الرصاص الحي علی الرٶوس وفي الصدور وفي غیر مناطق لم یسقط قتیل واحد بإستثناء الإرهاب؟

3 . في بعلبك الهرمل الآلاف من العاطلین عن العمل والوظائف التي نحصل عليها هي مقابل مبالغ مالیه للجندي ٥٠٠٠ دولار للدرك ١٠٠٠٠ الاف دولار للأمن العام ٢٠٠٠٠ دولار للجمارك ٢٥٠٠٠ دولار للضباط ٢٠٠٫٠٠٠ دولار والأموال غیر متوفره والأهالي یبیعون ممتلکاتهم لیوظفوا اولادهم؟

وغير ذلك السؤال الأبرز الذي وجهه البيان للنواب: "طیلة فترات الدورات النيابية حتی یومنا هذا أي إنجازات قدمتم للمنطقه؟".

وينتهي البيان بالقول: "التغییر یجب أن یحصل ومَن جَرَّب المجرب کان عقله مخرب" ما تقولولنا هلأ مش وقتو ونحنا بحاجه للوحده.. لا أبدآ نحنا ما بقی بدنا الوحده عحساب کرامتنا ولقمة عیشنا إذا هاي الوحده اللي عشناها معکن من سنة ١٩٩٢ ما بقی بدنا یاها، لا طب ولا مدارس ولا امن اجتماعي ولا إقتصاد ولا وظائف مش بحاجتكن تعزونا أو تهننونا الله معکن .

وخُتم البيان بتوقيع: "مواطن مخزوق مش بس مقهور الله یقهرکن کلكن نواب ووزراء منطقتنا".

التعبير عن القهر لم يعد يكفي وإن عبّرت هذه الكلمات عن الحالة التي يعيشها أهالي البقاع فإن المطلوب هو اتخاذ الموقف الملائم أمام ما يجري، لقد أصبح كل بقاعي مسؤول عما يجري وتتضاعف المسؤولية أمام صناديق الاقتراع لأن الإختيار هو الموقف ولأن الإختيار مسؤولية.

لا تصدقوا تلك الشعارات التي عفا عليها الزمان، إن المرشح الآخر ليس عدوا لكم ولا هو عدو للمقاومة إن اللبناني الآخر الذي يسعى مثلكم إلى التغيير إلى العمل بجدية وبضمير وبصدق، إن خصمكم هو الذي أمعن في تخريب المنطقة بالفساد والسمسرات والمحسوبيات على حساب قُوتكم وعلى حساب أطفالكم وخصمكم هو الذي يمنع الأمن والطبابة والإصلاح لأهداف وغايات سياسية وحزبية خارج الحدود وخارج الوطن وتحت عناوين ومسميات لا تسمن ولا تغني من جوع.

هم قبروا الفقر وقبروكم في فقركم وأمعنوا في حرمانكم وتجويعكم حتى بات البقاع كله ساحة مفتوحة للإهمال والحرمان والمخدرات والسرقة فمن المسؤول؟

الفرصة سانحة للتغيير والوقت مناسب للمحاسبة، اختاروا لمنطقتكم من يعمل لمنطقتكم لا من يعمل لصالح الحزب أو التيار أو الحركة، لقد قتلتنا الزعامات، لقد قتلتنا الأحزاب وهذا الوطن يئن وبات التغيير ضرورة والصوت مسؤولية، والعاقل تكفيه الاشارة.

 

ساترفيلد: الكميات الكبيرة للاسلحة والصىواريخ التي نقلت الى حزب الله بجنوب لبنان تخالف ال-١٧٠١

الحياة/09 شباط/18/أوضح الناطق باسم «يونيفيل» أندريا تيننتي إن قيادتها على اتصال بالطرفين الإسرائيلي واللبناني حول أعمال الجيش الإسرائيلي التي استمرت أمس جنوب «الخط الأزرق»، وأن المسؤولين من الجانبين متفقون على اعتماد آلية التواصل عبر الصيغة الثلاثية بين «يونيفيل» والجيشين اللبناني والإسرائيلي لمعالجة الإشكالات. وكانت مصادر موثوقة أوضحت لـ "الحياة" أن مساعد وزير الخارجية الأميركي السفير دافيد ساترفيلد  أبلغ بعض المسؤولين الذين التقاهم حين أطلعوه على المواقع التي يعتبر لبنان أنها ضمن أراضيه وتنوي إسرائيل بناء الجدار الاسمنتي عليها وأن ملكيتها تعود إلى لبنانيين، أن هذه المساحات تفترض إعادتها إلى الذين يملكونها. وذكرت المصادر ذاتها أن ساترفيلد قال خلال محادثاته مع الذين اجتمع بهم أول من أمس، إن مزارع شبعا المحتلة التي يطالب لبنان بانسحاب إسرائيل منها باتت ضمن ملف العلاقة اللبنانية- السورية، رابطاً أي حل لها بالمفاوضات بين تل أبيب ودمشق.

وبحسب مصادر لبنانية تحدثت الى "الحياة" فان ساترفيلد اشار الى وجود كميات كبيرة من الأسلحة والصواريخ في جنوب لبنان، خلافاً للقرار الدولي الرقم 1701 نقلت إلى "حزب الله" من سوريا، كما لفت إلى حديث الإسرائيليين عن إقامة مصانع مدعومة من إيران لتطوير صواريخ، وإن على لبنان أن يجد حلاً لتلك المسألة، ملمحاً بذلك إلى سبب التهديدات الإسرائيلية حياله.

 

اجتماع للكتلة الوطنية بحث شؤونا سياسية وانتخابية

الجمعة 09 شباط 2018 /وطنية - عقد حزب "الكتلة الوطنية اللبنانية"، اجتماعا برئاسة العميد كارلوس اده، وحضور رئيس مجلس الحزب تامر خير، الامين العام وديع ابي شبل، امين السر غسان ابي انطون واعضاء مجلس الحزب، وبحث المجتمعون في الامور الحزبية والسياسية والانتخابات النيابية المقبلة.

 

الحريري في باريس ...هل يلتقي ماكرون؟ الحريري يغيب عن قداس مار مارون وتوقيع عقود النفط زيارة خاصة لباريس قد يلتقي خلالها ماكرون

09 شباط 2018 /علمت "المركزية" ان رئيس الحكومة سعد الحريري غادر ليل امس الى باريس في زيارة خاصة ينجز في خلالها بعض الامور المتصلة بشركة "اوجيه انترناشيونال ". وتبعا لذلك اكدت مصادر المعلومات انه سيتغيب عن احتفال توقيع عقود استخراج النفط الذي يقام في الثالثة بعد ظهر اليوم في قاعة بافيون رويال في البيال في حضور الرئيسين ميشال عون ونبيه بري واركان الدولة ومديري الشركات النفطية الثلاث، كما تغيب صباحا عن الذبيحة الالهية لمناسبة عيد مار مارون. ولم تستبعد المصادر، على رغم طابع الزيارة الخاص، ان يعقد الحريري لقاءات مع مسؤولين فرنسيين، تردد في بعض الاوساط انه قد يلتقي الرئيس فرنسوا ماكرون، تتصل بالتحضيرات لمؤتمرات الدعم الدولية للبنان المزمع عقدها في الاشهر المقبلة، خصوصا في ضوء معلومات عن امكان ارجائها الى حين جهوزية لبنان من النواحي السياسية والتقنية .

 

لبنان ودع نهاد طربيه ورئيس الجمهورية منحه وسام الإستحقاق الفضي

الوكالة الوطنية للإعلام/الجمعة 09 شباط 2018

شيعت بلدة صوفر والجبل ولبنان، الفنان الكبير نهاد رؤوف طربيه والذي نعته وزارة الثقافة، بلدية صوفر، نقابة الفنانين المحترفين في لبنان ونقابة محترفي الموسيقى والغناء، في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وزير الثقافة غطاس الخوري، وشارك في المأتم المهيب الذي أقيم في دار صوفر وحضره الى جانب الوزير الخوري، ممثل الوزير طلال ارسلان سليم حمادة على رأس وفد من الحزب "الديموقراطي اللبناني"، النائب فادي الهبر ممثلا رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، الوزير بيار ابو عاصي ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على رأس وفد ضمه والمرشح عن مقعد عاليه - الشوف انيس نصار، وزير الاعلام ملحم الرياشي ممثلا بالدكتور غسان ابو شقرا، النائب أكرم شهيب، مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس ممثلا رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، ، النائب السابق فيصل الصايغ، نقيب الفنانين احسان صادق، نقيب الموسيقيين فريد ابو سعيد، رئيس بلدية صوفر كمال شيا، رئيس اتحاد بلديات الجرد الاعلى وبحمدون نقولا الهبر، رئيس المنتدى الإنمائي لجرد عاليه والجوار خليل خير الله، ممثلين عن مؤسسة العرفان التوحيدية، حشد كبير من الفنانين والمطربين والموسيقيين، رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات روحية وعشائرية واجتماعية وفنية وحشد كبير من الوفود الشعبية في مناطق مختلفة من لبنان. وألقيت كلمات بدأت بالتعريف من الزميل سامر ابي المنى، وكلمة لشيا استهلها بالشكر للدولة ممثلة برئيس الجمهورية على منح الراحل الكبير وسام الاستحقاق اللبناني وقال: "كان نهاد نموذج الانسان الرقيق صاحب الاخلاق الرفيعة والدمثة والمحب للجميع دون أية تفرقة، وكان مثال المواطن اللبناني الذي أحب وطنه وكره الحرب، وكان مثال الانفتاح تجاه الآخر وتقبله وكان يعشق التنوع اللبناني ويقدره ويعتبره غنى لا تفرقة".

وختم شيا:"استفقدك لبنان والعالم العربي ومحبيك وأهلك إنما الكبار يبقون ولا يرحلون، نهاد باق معنا بلحنه وصوته". وتحدث احسان صادق فقال: "من المؤسسة الموحدة بكل قطاعات ميادينها الفنية، يا ترى ماذا نقول لك وللزملاء الذين سبقوك الى واحة الخلود يتقدمهم الرئيس الفخري للنقابة الحبيب وديع الصافي".

أضاف: "ترى ماذا نستطيع ان نقول لك وانت في طريق سفرك لدنيا الحق بصدق ان صح بأني صادق، لا بد من القول بان معرفتي بك وبخلال مسافة زمنية غير طويلة كثيرة المزايا التي خاصرت مسيرة تواضعك تؤكد بأنك لطالما كنت كبيرا بكل ما فيك من مزايا الشهامة وكان يا ما كان من جوهرك المعجون بأرقى وأنقى وأصفى خمائر الانسان الفنان المخلوق لفرح وسعادة الانسان أينما كان". وتابع: "ايها النجم الحبيب نهاد، معا في وداع المحبة الزملاء وأنا وأبناء نقابة الفنانين المحترفين المؤسسة التي احتضنت مسيرة إيمانك بها أتينا ومعنا التحيات لروحك الغنية بالعطاء الفني والوطني من مجلس ادارتها والهيئة العامة، وينتهي الكلام بالدعاء، اللهم أنعم علينا بالوفاء لذكرى الحبيب نهاد لنستحق جميعا نعمة الايمان بوطن العيش المشترك وطن المحبة، وطن الرسالة لبنان، والى ان نلقاك في دنيا البقاء ايها الحبيب لك منا كل الوفاء لذكراك".

ممثل ارسلان

وألقى حمادة ممثلا ارسلان كلمة قال فيها: "ان نهاد طربيه من الفنانين والمبدعين اللبنانيين والجميع يشيعون اليوم مع أهالي صوفر، صوفر التي أنجبت كبارا في مجالات الثقافة والفن كان آخرهما العزيزان نهاد طربيه ووجدي شيا والله يحفظ أخينا الفنان عفيف شيا ويجب ان نتعود ان ندعو للفنانين الأحياء بالصحة والعافية حيث يجب ان نكرس هذه العادة قبل ان تفارق الروح الجسد". أضاف: "نهاد طربيه عرفته منذ كنت شابا يافعا وكانت بعقلين عاصمة الشوف، في تلك الآونة تحضر العدة لتكريم الامير فخر الدين وقد استقر الرأي ان يمثل الرئيس كرمز وطني قبل ان يكون فنانا وطنيا، نهاد طربيه كان في مكنونته وفي روحه الطيبة الكثير الكثير مما يتعلق في لبنان، هنا طبعا قضية نهاد طربيه وبقائه وسفره يجب ان تكون في رعاية الدولة اللبنانية هؤلاء الكبار من الفنانين، وأنا أشكر الصحافة التي دافعت عن نهاد في هذه الفترة من المصاب فعلا هناك بحيث ان تعالج في هذا الإطار".

وتابع حمادة: "نهاد يعود الينا اليوم مكرما بين بلدته وأهله وأصدقائه وعائلته، هو بيننا من جديد يعود الى هذه الأرض الطيبة، ونحن مسؤولون أن نحافظ على إرثه وسيرته الطيبة".

ابوسعيد

وألقى ابوسعيد كلمة قال فيها: "ليس صحيحا ابدا ان جاء وسافر وغنى وملأ الدنيا وشغل الفن أو شغل الناس، ليس صحيحا ان ما فعل إنما أفعال مضت معه إذ ليس من ماضي بل حاضر أبدا فينا وبيننا وليس لنفسه بل لنا، هو غنى بالأمس كي نغني اليوم وغدا، هو غنى البارحة، كي نطرب الآن وفي الآتي من الأيام، هو أتى ورحل كي يبقى في تاريخنا، يبقى ذاك النازل من صوفر الى بيروت الى باريس الى العالم والعائد الى صوفر الى البيت الذي أحب، الى المجتمع الذي أحبه والى الأرض التي أنبتته، وهي الأرض التي نما فيه عشق اليها فانغرس فيها كيس يزهر فرحا لا ينتهي".

وختم: "ان كتاب الوفاء لن تطوى صفحاته التي تقتضي بأن تبقى تقرأ ونقرأ في كتابك، ونشكرك لأنك أضأت كل مجد من سكور هذا الجبل".

شيا

وألقى عفيف شيا كلمة أصدقاء الراحل فقال: "كنا ننتظرك أيها الغالي أن نلقاك عائدا الينا بوجهك الضاحك وطلتك البهية، وشموخك الأبي وبمشاريع فنية متعددة، ولكن يا لسخرية القدر أن يفجعنا خبر موتك فارقد مرتاحا بعد هذا المشوار الطويل في تراب بلدتك صوفر، ونحن على يقين بأنه ستنمو على تراب قبرك أزهار الحب والوفاء والسلام ولن تنساك صوفر والجرد أبدا".

الريس

وكانت كلمة للريس قال فيها: "انقل اليكم بداية تعازي ومواساة رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط والاستاذ تيمور جنبلاط برحيل الفنان الكبير الأستاذ نهاد طربيه، فوليد جنبلاط ومنذ لحظة تبلغه نبأ الوفاة كان متابعا لكل التفاصيل ومتدخلا حيث يجب لترتيب وداع يليق بنهاد طربيه".

وأضاف: "ان من نودع اليوم هو علم من أعلام هذا الوطن ورمز من رموزه أعاد بفنه الراقي تعريف مفاهيم الفن، وأعاد الإعتبار للموسيقى في زمن الحرب والدمار والقتل والإقتتال، رسم البسمة على وجوه الناس الكئيبة ومنحها فرحة الأمل عندما أقفلت كل المنافذ بين اللبنانيين، وانشطرت المناطق وارتفعت حدود وخطوط التماس بين أبناء البلد والوطن الواحد، فأصر على إكمال المسيرة رغم كل الصعاب والمشاكل". وتابع: "استطاع خلال سنوات قليلة أن يضع لنفسه موقعا مميزا بالقرب من كبار الفنانين والموسيقيين محافظا على وقاره وطلته البهية ووجهه البشوش المليء بالطيبة والآدامية فتحول الى الفنان الرمز، لقب بالطيب جدا لانه كان حقا طيبا جدا ومحترما جدا وشجاعا جدا، لم يهب الموت أو المرض، واجه مصاعب الحياة بثقة وكبر وعزم وإصرار وغادرها راضيا مرضيا دون أن يرخى بثقله على أحد أو ان يكلف أحدا بما يفوق قدرته وطاقته". وأردف الريس: "حبذا لو سمح القدر لنهاد طربيه أن يعيش معنا الإستحقاق الديموقراطي الذي سنعيشه بعد أشهر قليلة، والذي طال انتظاره لأسباب وأسباب، والذي سيكون محطة شعبية لكي تعبر الناس عن خياراتها السياسية بحرية". واضاف: "نحن نقدم على هذا الإستحقاق بعنوان بذلنا في سبيله الغالي من الأثمان والتضحيات الا وهو المصالحة التاريخية والعيش المشترك والتنوع والتعددية في الجبل وفي لبنان، فكل الخيارات الاخرى هي خيارات مدمرة لحياتنا السياسية والوطنية، من هنا كلنا مدعوون للاقتراع لهذه المصالحة، للعيش المشترك، للوحدة الوطنية حفاظا على لبنان وهويته السياسية العربية المنفتحة". وختم الريس: "الى نهاد طربيه وداعا أيها الفنان القدير، وداعا أيها الرجل الطيب، ستفتقدك صوفر، سيفتقدك لبنان، سنفتقدك جميعا، وإذا كان للوفاء عنوان فاسمه نهاد طربيه". بعد ذلك حمل رفاق الفقيد نهاد طربيه من فنانين ومطربين نعشه.

خوري

وألقى الوزير خوري كلمة قال فيها: "ايها الفقيد الغالي تقديرا لعطاءاتك من أجل لبنان قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منحك وسام الإستحقاق اللبناني الفضي، وكلفني وشرفني أن أضعه على نعشك في يوم وداعك، وأن أتقدم من عائلتك بأحر التعازي ثم وضعه على النعش.

وألقى غسان طربيه كلمة العائلة فقال: "تودع اليوم صوفر ولبنان رجلا مستقيما كريما محبا، له استقاله الأتقياء ومحبة الأوفياء، نودع الأخ والصديق". وختم طربيه: "نشأته تربية وأخلاق، شبابه عمل ونشاط، حياته عطاء وسخاء، في قلبه التقوى والإيمان، وفي عقله مكارم الأخلاق، وإننا إذ نشكر فخامة الرئيس منحه الوسام وجميع من حضر وشاركنا مصابنا، لكم جميعا طول العمر. بعد ذلك أقيمت الصلاة ليوارى الفقيد في مدافن البلدة.

 

حرب على بُعد 300 متر

ناصر شرارة/لبنان الجديد/ 9 شباط 2018

 يصل وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون إلى بيروت منتصف الشهر الجاري، في إطار جولةٍ تشمل الأردن ومصر، ويَحضر خلالها مؤتمراً لمكافحة الإرهاب في الكويت

 العناوين المحدّدة رسمياً لزيارة تيلرسون، بحسب مطّلعين على برنامجها الرسمي، هي الاطّلاع على الوضع القائم في لبنان عشية الانتخابات النيابية والبحثُ في استحقاقات المؤتمرات المقبلة المانحة للبنان، وأبرزُها «باريس 4».

وستصل خلال الأيام القليلة المقبلة فرقةٌ سبّاقة من وزارة الخارجية الأميركية لإتمام جدول مقابلات تيلرسون في لبنان والتي تَأكَّد منها حتى الآن أنّها ستشمل الرؤساء الثلاثة.

لا يورد برنامج الزيارة أيَّ إشارةٍ توحي بأنّ هناك صلةً بينها وبين زيارة مساعده ديفيد ساترفيلد للبنان. فالأخير بدأ زيارته في إسرائيل ومنها جاء إلى لبنان، وطوال وقتِ مكوثِه في بيروت لوحِظ أنّ الجيش الإسرائيلي كثّفَ عمليات بناء جدار الفصل عند النقطة «بي 23 » على حدود ذلك قرب النقطة «بي 1» عند رأس الناقورة، ما خلّفَ استنفارات اسرائيلية لبنانية متبادلة، ورفعَ حرارة الخشية من تصعيدِِ عسكري على الرغم من أنّ ساترفيلد طمأنَ بيروت إلى أن لا نيّة للتصعيد، وأنّ استقرار لبنان زائداً دعمَ الجيش اللبناني لا يزالان مطلباً أساسياً لأميركا.

يُبدي المراقبون في لبنان صعوبةً في استنباطِ قراءةٍ منطقيّة لكلّ هذه الوقائع التي حدثت خلال هذا الأسبوع ابتداءً مِن تصريح لبرمان المهدِّد غازَ لبنان مروراً بوصول ساترفيلد وانتهاءً بجولته على خط الغاز القابل للاشتعال في الجنوب، وصولاً إلى موعد زيارة تيلرسون في منتصف شباط الجاري، ما طرَح أسئلة عن حقيقة الموقف الأميركي وأيضاً عمّا تريده إسرائيل من إقدامها بالتزامن مع زيارة ساترفيلد لبيروت على رفع وتيرة اقتراب ورشة بناء جدار الفصل من حافة نقطة «بي. 1» عند رأس الناقورة، التي أبلغَت واشنطن كما تل أبيب أنه يوجد للبنان بخصوصها قرارٌ حاسم وهو عدم السماح للجدار الاسرائيلي بالوصول اليها تحت أيّ ظرف ومهما كانت النتيجة.

النقطة «بي 1» في رأس الناقورة، لها من بين كلّ نقاط التحفّظ اللبناني الـ 13 على الخط الأزرق، أهمّية قصوى، وبدءُ إسرائيل أعمالَ إنشاء الجدار عندها سيَدفع الجيش اللبناني حتماً إلى إطلاق النار على ورشة العمل الإسرائيلية، ما يُنذر باندلاع اشتباك قد يتطوّر إلى حرب. سبب اعتبار لبنان النقطة «بي 1» خطّاً أحمر، يعود إلى كونها تشكّل الزاوية الأساسية التي تنطلق منها الدولة اللبنانية لترسيمِ حدود لبنان البحرية، وفي حال شملها الجدار الاسرائيلي فإنّ لبنان سيخسر قدرةَ مباردتِه إلى ترسيم هذه الحدود وسيُعرّض غازَه في البلوكات 7-8-9 للنهب الإسرائيلي.

حتى هذه اللحظة لا تزال ورشة بناء الجدار الاسرائيلي تعمل في «النقطة 23» التي تعتبر ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتبعد هذه النقطة عن النقطة «بي 1» مسافة 300 متر تقريباً. وبهذا المعنى فإنّ لبنان وإسرائيل يَبعدان عن احتمال نشوب حرب بينهما مسافة 300 متر فقط.

وبكلامٍ آخر، فإنّ النقطة «بي 1 « هي ذات صلة بنزاع إرادة سيادة لبنان على حدوده البحرية وليس فقط البرّية مع إسرائيل، وأيضاً على صلة بالنزاع على «الخط الأزرق» وصلة هذا الأخير بمعركة الغاز انطلاقاً من مليكة «البلوك 9 «التي افتتحَها وزير الدفاع الاسرائيلي إفيغدور ليبرمان قبل أيام.

ساترفيلد خلال وجوده في إسرائيل التي كانت محطتَه قبل زيارته لبنان، شارَك في مؤتمرعن الأمن في إسرائيل، وأكّد خلاله أهمّية دعمِ واشنطن للجيش اللبناني. ووصَف هذا الدعم، حسب ما نَقلت مصادر ديبلوماسية لبيروت، بأنّه «يأتي في أطار خدمة نظرةِ أميركا للجيش اللبناني بصفته يُمثّل قوّةً حيوية موازية لقوّةِ «حزب الله» العسكرية في لبنان».

أهمّية كلام ساترفيلد خلال هذا المؤتمر، تتأتّى من كونه يُعتبَر ردّاً على نظريةٍ إسرائيلية رسمية يقول بها ليبرمان ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، وتتحدّث عن ضرورة أن تستهدف إسرائيل في أيّ حرب مقبلة مؤسسات الدولة اللبنانية ومِن ضِمنها الجيش اللبناني و»حزب الله» في آنٍ معاً. وهناك تعليلات كثيرة يُفنّدها هذا الطرح لتبرير وجهة نظره.

والسؤال المهم الراهن هو عن طبيعة الجهد الذي ستبذله واشنطن لتجميد حالة التوتّر الناشئة حالياً على «الخط الارزق»عند مسافة الـ 300 متر الراهنة والتي هي كلّ المسافة التي تبعِد لبنان وإسرائيل عن لحظة نشوب حربٍ حتمية بينهما؟

خلال الاجتماع في الناقورة قبل أيام برعاية قيادة اليونيفيل بين ضبّاط إسرائيليين ولبنانيين، لاحَظ الوفد اللبناني محاولةَ الوفد الإسرائيلي «التذاكي» بالإيحاء أنّ الجيش الإسرائيلي لا يريد التصعيد على الحدود، وكذلك الإيحاءَ أنّ قرار بناء الجدار اتّخذته الحكومة الإسرائيلية ووضَعت موازنة لتنفيذه، وعليه يتمّ العمل به. ولوحِظ أنّ البدء بإنشاء الجدار عند النقطة القريبة من «بي 1» جاء بعد ثلاثة أيام من اجتماع الناقورة الثلاثي، عِلماً أنّ قيادة «اليونيفيل» خَتمت الاجتماع بتعهّدٍ قوامُه أن لا يتّخذ أيُّ طرفٍ إجراءات «مفاجئة «، أو «مِن جانب واحد» عند الخط الأزرق، منعاً لانزلاق الوضع إلى التصعيد. وأيضاً جاء بدءُ هذه الأعمال متزامناً مع وصول ساترفيلد من جهةٍ، وكلام وزير الطاقة الإسرائيلي عن استعداد إسرائيل لقبول وساطة أميركية من جهة ثانية.

وتَفتح هذه التطوّارت الثلاثة الطريقَ أمام استنتاج أنّ إسرائيل تستغلّ وجود ساترفيلد في بيروت وتحضيرات لبنان لاستقبال تيلرسون بغية إنضاج أجواء إقامةِ طاولة حوار مع بيروت حول حلّ أزمةِ الحدود البحرية بينهما.

وفي بيروت كشَف ديبلوماسي غربي الخطوات التالية المرتقبة في شأن أزمة الغاز بين لبنان وإسرائيل، فقال:

• أوّلاً، مِن المستبعد تطوّر الموقف إلى حدوث حرب غاز بين البلدين، على الرغم مِن أن نتنياهو يرى أنّه يجب أخذُ هذا الملف النزاعي مع لبنان الى حافّة الهاوية في هذه اللحظة، نظراً لاقتناعه بأنّ الدعم الذي تلقاه إسرائيل من إدارة الرئيس دونالد ترامب هو استثنائيّ وقد لا يتكرر مع أيّ إدارة أخرى. ويريد نتنياهو وضعَ ملفِّ الغاز مع لبنان على سكّة الحسم في زمن إدارةِ ترامب.

• ثانياً، يوجد لدى نتنياهو اعتبارٌ آخر يَحضُّه على التصعيد في مسار ملف الغاز والحدود البحرية مع لبنان، وهو الاعتبار نفسُه الموجود لدى الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس، فكلاهما يعتبران أنّ وجود تيلرسون في وزارة الخارجية فرصة مهمّة لنَيل مناصرةٍ أميركية لمطالبهما في المجال الغازي، والإسراع في خطط تطوير قطاع الغاز في المتوسط ليساهم في الاستراتيجية الاميركية الخاصة بكسرِ احتكارِ الغاز الروسي للسوق الأوروبية.

 

جديد ملف زياد عيتاني: تهديدٌ بالاغتصاب وابتزاز بالزوجة والابنة

نسرين مرعب/جنوبية/ 9 فبراير، 2018

ماذا في الوقائع الجديدة حول ملف الفنان المسرحي زياد عيتاني؟!

في جديد قضية الفنان زياد عيتاني، الموقوف في زنزانة المحكمة العسكرية بتهمة العمالة، كشف اللواء أشرف ريفي في حديث تلفزيوني أنّ زياد بريئاً، مشيراً إلى أنّ عيتاني ضحية تشابه الأسماء وضحية مؤامرة حاكها البعض لزياد عيتاني آخر. وبعيداً عن حقيقة رواية ريفي، إلا أنّ قضية المسرحي زياد عيتاني ما زالت تحمل الكثير من التساؤلات، وفي مراجعة سريعة لهذا الملف، فإنّه وفي الرابع والعشرين من شهر تشرين الأول 2017، سرّبت وسائل إعلامية معلومات عن اعتقال زياد بتهمة العمالة، ليؤكد في السياق نفسه المحامي جوزيف أبو فاضل للـmtv أنّ زياد يتعامل مع العدو وأنّ مخططاً كان يحاك لاغتيال عدد من الشخصيات السياسية منها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والوزير السابق عبد الرحيم مراد. في اليوم الأوّل من عملية التوقيف بدأت التسريبات الإعلامية، المنقولة عمّا عرف بـ”مصادر أمنية”، فظهرت الضابطة الإسرائيلية “كوليت”، والحوالات المالية، والتواصل معها منذ أكثر من عامين.

الأخبار المتناقلة عن عيتاني قوبلت بردود فعل، فكتب الصحافي علي الأمين عبر صفحته تويتر: “الفنان زياد عيتاني بدو يغتال المشنوق ..الكذبة بتبين من عظمتها”، مضيفاً “فاتني ان اذكر ايضا عبد الرحيم مراد كهدف للاغتيال المزعوم، من الفنان زياد عيتاني”.فيما كتب المحامي نبيل الحلبي “منذ مدة تمَّ الكشف عن فضيحة إعتقال مجموعة شبّان سوريين لدى جهاز أمن الدولة, بعد التعذيب اعترفوا بإنتماءهم لتنظيم داعش الإرهابي. لكن في الحقيقة كانوا عمالاً أبرياء من الطائفة الدرزية واطلق القضاء سراحهم بدون تعويض او اعتذار . … وتستمر المهزلة الإعلامية الأمنية !!!”.  على مواقع التواصل الاجتماعي لم تكن الصورة مختلفة، وانقسم المتابعون بين من سارع للإدانة وبين من آمن ببراءة زياد وتريث.

بيان جهاز أمن الدولة الصادر بقضية زياد لم يأتِ على ذكر الاغتيال، ليخلص إلى أنّ عيتاني كان مكلفاً برصد شخصيات وجمع معلومات وتأسيس نواة لمجموعة تمهد للتطبيع مع اسرائيل.

وبعيداً عن البيان تفرّدت صحيفة الأخبار اللبنانية بذكر وقائع وحيثيات من الملف، وكأنّ الصحافي رضوان مرتضى هو الذي كان يحقق مع زياد عيتاني لا أمن الدولة، فأتى على ذكر العديد من الوجوه الإعلامية مما وضع في إطار التسريب.

بعد كلّ هذه التسريبات والتحليلات، والبيانات، وضعت قضية زياد في إطار الابتزاز الجنسي من قبل المزعومة “كوليت”، والعثور على “حشيشة” منزله، ليتبين لاحقاً أنّه ما من “كوليت”، وما من “لوبي”، وما من مخطط لمراقبة أيّ شخصية!

يضاف إلى ذلك نفي عيتاني كل ما ورد في التحقيق خلال مثوله أمام قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا!

فماذا في جديد قضية عيتاني؟!

في معلومات وصلت إلى موقع “جنوبية” من مصادر مقربة من العائلة، فإنّ زياد وأثناء توقيفه ظنّ أنّ عصابة تعمل على خطفه، حيث أنّ عناصر أمن الدولة لم يعرفوه على أنفسهم. تلفت المصادر إلى أنّ زياد قد تعرض خلال التحقيق للضرب والتعذيب والتهديد بالاغتصاب إضافة لابتزازه بشقيقته وزوجته وابنته الوحيدة. لتكشف أنّ إحدى الصحافيات قد حضرت التحقيق وبدأت بالتشهير والتحقير بحق زياد، مؤكدة في السياق نفسه أنّه قد تمّت المماطلة في التحقيق ليتمكن الإعلامي جو معلوف من عرض حلقته الخاصة عن هذا الملف والتي حمل فيها ملف التحقيق وبدأ بقراءته واصفاً زياد بالعميل.

كذلك تتساءل المصادر، كيف علم المحامي جوزيف أبو فاضل بمضمون التحقيقات فيما كان هو في سوريا خلال عملية التوقيف. تتوقف مصادر العائلة عند التضارب فيما سرّب من التحقيقات، والتي بدأت بالعمالة والاغتيال، لتنتقل إلى الابتزاز الجنسي والاتهام المخدرات، مشددة أنّ ما قاله زياد في بداية التحقيق جاء تحت التعذيب والضرب والتهديد في أمن الدولة “علّق من يديه وتعرض للضرب الشديد ورُفِض الطلب الذي رفعه المحامي للكشف عليه”. تؤكد المصادر أنّ العائلة لم يسمح لها بمقابلة ابنها أو معرفة مصيره إلاّ بعد 20 يوماً من التوقيف، لافتة إلى أنّه لم يسمح لزياد بالجلوس مع محاميه قبل جلسة الاستجواب التي نفى فيها زياد كل التهم، والتي لم يتم فيها إثبات أي من الادعاءات بالأدلة. زياد عيتاني اليوم في وضع متردي في نظارة المحكمة العسكرية حيث يتعرض للشتم والتحقير بحسب المصادر، التي أكّدت أنّ الملف مركب، فيما القضية حالياً ليست إلا اتصالين مفبركين وردا من رقم غريب مدتهما 30 ثانية، فيما لم يتبين وجود أي رسائل نصية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مودي في رام الله لتأكيد استمرار الهند في دعم القضية الفلسطينية

العرب/10 شباط/18/العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني يتناول مع رئيس وزراء الهند التطورات المرتبطة بالملف الفلسطيني ودور عمان في حماية المقدسات في القدس.

نيودلهي من أقدم المساندين للفلسطينيين

رام الله (فلسطين) - بدأ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الجمعة زيارة إلى منطقة الشرق الأوسط بدأها من الأردن لينتقل السبت إلى فلسطين والإمارات ثم سلطنة عمان. واستقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ناريندرا مودي، حيث جرى استعراض العلاقات المتينة بين البلدين، وآليات توسيع التعاون بينهما في مختلف المجالات. وتناول اللقاء التطورات المرتبطة بالقضية الفلسطينية، و”الدور الذي يقوم به الأردن في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات”. ونيودلهي من أقدم المساندين للقضية الفلسطينية لكنها مالت في السنوات الماضية تجاه إسرائيل من أجل العتاد العسكري المتطور والتعاون في مكافحة الإرهاب. وازدهرت العلاقات بين الهند وإسرائيل خلال ولاية مودي الذي يعتبر حزبه إسرائيل حليفا طبيعيا في مواجهة التطرف. وقام مودي بأول زيارة لرئيس وزراء هندي إلى إسرائيل العام الماضي تلتها زيارة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لنيودلهي الشهر الماضي. لكن مسؤولين هنود يقولون إن نيودلهي مستمرة في تأييد القضية الفلسطينية وإن زيارة مودي تهدف إلى المساعدة على تعزيز قدرات الفلسطينيين في مجالات الصحة وتكنولوجيا المعلومات والتعليم. ويسافر مودي السبت إلى رام الله بالضفة الغربية. وقال مودي في تغريدة على تويتر “أتطلع إلى مباحثاتي مع الرئيس محمود عباس وأؤكد دعمنا للشعب الفلسطيني وتنمية فلسطين”. وصوتت الهند مع أكثر من 120 دولة لصالح مشروع قرار في ديسمبر يدعو الولايات المتحدة إلى التخلي عن اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل. لكن حجم علاقات الهند الأمنية والتجارية مع إسرائيل أكبر كثيرا من تعاونها مع الفلسطينيين. وإسرائيل واحدة من أكبر ثلاثة موردي أسلحة للهند وتقدر التعاملات التجارية بينهما سنويا بالملايين من الدولارات.

 

ماكرون يريد دورا أكبر لفرنسا في الأزمة السورية

العرب/10 شباط/18/يتزايد اهتمام باريس بالأزمة السورية وهو ما تعكسه تصريحات المسؤولين الفرنسيين، ما يشير حسب مراقبين إلى سعي فرنسا للعب دور أكبر في الملف السوري الذي تسيطر عليه روسيا والولايات المتحدة وتركيا وإيران.

ثقوا بنا أكثر

باريس - تعكس تصريحات المسؤولين الفرنسيين تزايد اهتمام باريس بالأزمة السورية، ما يلـمّح إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بات يبحث عن تدارك غياب بلاده في سوريا. وبحث ماكرون الجمعة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين آفاق التسوية السياسية للأزمة السورية، والفرص المتاحة للمساعدة على إعادة إعمار سوريا بعد انتهاء الحرب. وذكر الكرملين في بيان صدر عنه الجمعة أن الزعيمين أكدا في اتصال هاتفي اهتمام بلديهما بتحريك المفاوضات السورية – السورية الجارية في جنيف تحت الرعاية الأممية، على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 مع مراعاة نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في مدينة سوتشي الروسية في الـ30 من الشهر الماضي. وأشار البيان إلى أن بوتين وماكرون شددا عموما على أهمية تفعيل التعاون الروسي الفرنسي في ما يتعلق بالنقاط الرئيسية ضمن الملف السوري. وتصاعدت في الآونة الأخيرة تصريحات المسؤولين الفرنسيين إزاء الأزمة السورية التي ازدادت تعقيدا، منذ بدء العملية العسكرية التركية في منطقة عفرين التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيًّا. ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الأربعاء، إلى انسحاب كافة القوات المدعومة من قبل إيران، بما فيها حزب الله من سوريا. وردا على سؤال عن موقف باريس من وجود القوات التركية في سوريا، قال لودريان في تصريحات إعلامية إنه من الضروري “انسحاب الجميع الذين لا يجب أن يكونوا في سوريا، بما في ذلك الميليشيات الإيرانية ومن بينها حزب الله”. واتهم لودريان إيران وتركيا بانتهاك القانون الدولي في سوريا، وقال تعليقا على العملية التركية بشمال سوريا إن “ضمان أمن الحدود لا يعني قتل المدنيين، وهذا ما يجب إدانته، وفي ظل الوضع الخطير في سوريا ينبغي (على تركيا) عدم تصعيد الحرب”. ويقول مراقبون إن ماكرون يسعى لتدارك الغياب الفرنسي في الملف السوري الذي بات تحت سيطرة روسيا والولايات المتحدة وتركيا وإيران. وتضغط فرنسا من أجل وقف أعمال العنف التي تصاعدت وتيرتها منذ الاثنين الماضي، بعد أن بدأ الجيش السوري حملة عنيفة على منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق. وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي الجمعة، إن بلادها تريد إنهاء الضربات الجوية في سوريا ودعت إلى فتح ممرات إنسانية في أسرع وقت ممكن. وأضافت قائلة لراديو فرانس إنترناسيونال “نحن قلقون جدا ونرقب الوضع على الأرض عن كثب. يجب وقف الضربات الجوية”. فرنسا تضغط لوقف أعمال العنف في إدلب والغوطة الشرقية وتدعو إلى فتح ممرات إنسانية في أسرع وقت ممكن

وتابعت “المدنيون هم الأهداف في إدلب وفي شرقي دمشق. هذا القتال غير مقبول إطلاقا”. وواصلت قوات النظام السوري الجمعة قصفها العنيف للغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، لتتخطى حصيلة القتلى منذ الاثنين 220 مدنيا. وتعد الغوطة الشرقية إحدى مناطق خفض التوتر الأربع في سوريا، بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه في أستانة في مايو برعاية روسيا وإيران، أبرز حليفَيْن لدمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وترد الفصائل المعارضة على قصف قوات النظام بقصف دمشق وضواحيها بالقذائف، وقد استهدفت الخميس منطقة واقعة تحت سيطرة قوات النظام في ضاحية حرستا، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين. وأخفق مجلس الأمن الدولي خلال اجتماع عقده الخميس في التوصل إلى نتيجة ملموسة حول قضية إعلان هدنة إنسانية في سوريا حيث يزداد الوضع خطورة في مناطق عدة أبرزها الغوطة الشرقية قرب دمشق. وخرج عدد كبير من سفراء الدول الـ15 الأعضاء في المجلس من الاجتماع المغلق بوجوه متجهمة دون أن يدلوا بأي تصريح لوسائل الإعلام. وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر “لا تعليق” فيما علق دبلوماسي في بلد أوروبي آخر “الأمر رهيب”. وكان ماكرون هدد في مايو الماضي بشن ضربات ضد النظام السوري، إذا تم استخدام أسلحة كيميائية. وقالت فلورنس بارلي الجمعة إن عدم “تأكيد” حصول هجمات كيميائية مفترضة في سوريا، يحمل على القول إنه لم يتم تجاوز الخط الأحمر الذي حدده إيمانويل ماكرون للقيام برد فرنسي.

 

القوات الجوية المصرية تستهدف بؤرا وأوكارا إرهابية في شمال سيناء

"سبوتنيك":/الجمعة 09 شباط 2018 /أعلن المتحدث العسكري المصري أن القوات الجوية المشاركة في "خطة لمجابهة العناصر الإرهابية والإجرامية"، بدأ تنفيذها اليوم الجمعة، حيث استهدفت "بؤرا وأوكارا إرهابية" في محافظة شمال سيناء. وأضاف المتحدث العسكري المصري، في (البيان رقم 2) حول العملية، أن القوات البحرية وقوات حرس الحدود تشارك أيضا في تنفيذ الخطة التي بدأها الجيش بمشاركة الشرطة، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز". وقال المتحدث في البيان: "قامت عناصر من قواتنا الجوية باستهداف بعض البؤر والأوكار ومخازن الأسلحة والذخائر التي تستخدمها العناصر الإرهابية كقاعدة لاستهداف قوات إنفاذ القانون والأهداف المدنية في شمال ووسط سيناء". وتابع: "كما تقوم عناصر من القوات البحرية بتشديد إجراءات التأمين على المسرح البحري، بهدف قطع خطوط الإمداد عن العناصر الإرهابية، وتشدد قوات حرس الحدود والشرطة المدنية من إجراءات التأمين على المنافذ الحدودية، وكذا إجراءات التأمين للمجرى الملاحي لقناة السويس، وتقوم عناصر مشتركة من القوات المسلحة والشرطة بتكثيف إجراءات التأمين على الأهداف والمناطق الحيوية بشتى أنحاء الجمهورية". وذكر التلفزيون المصري أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتابع عن كثب سير العمليات العسكرية.

 

229 قتيلاً في 4 أيام بقصف النظام على الغوطة الشرقية في أدمى أسبوع منذ 2015

الشرق الأوسط/09 شباط/18/قال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم (الجمعة)، إن منطقة الغوطة الشرقية القريبة من دمشق والواقعة تحت سيطرة المعارضة شهدت سقوط أكبر عدد من القتلى في أسبوع واحد منذ عام 2015 جراء قصف تشنه قوات النظام، مشيراً إلى مقتل 229 شخصاً في الأيام الأربعة الماضية. ونقلت «رويترز» عن رامي عبد الرحمن رئيس المرصد قوله «سقط 229 بينهم 58 طفلاً و43 مواطنة لأربعة أيام متتالية».

 

أكثر من مائة قتيل لحلفاء النظام بضربات للتحالف ومصدر كردي اعتبرها تحذيراً لروسيا من خرق قواعد الاشتباك

بيروت: نذير رضا - واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/09 شباط/18/استهدف التحالف الدولي بقيادة واشنطن ليل الأربعاء- الخميس مقاتلين موالين للنظام السوري غالبيتهم من العشائر العربية، في محافظة دير الزور في شرق البلاد، ما أسفر عن مقتل العشرات، بعدما شن النظام هجوماً على مقر «قوات سوريا الديمقراطية» الذي يقوم المستشارون الأميركيون بتدريبهم. وفيما رأت الخارجية السورية أن الضربة تمثل «جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية ودعما مباشرا للإرهاب»، قال مصدر كردي بارز لـ«الشرق الأوسط» بأن الضربة تمثل «إنذاراً لروسيا كي لا تقوم بخرق قواعد الاشتباك الموضوعة بين الجانبين الأميركي والروسي في سوريا». ونقل موقع فرات بوست المحسوب على المعارضة السورية والمتخصص في نقل أخبار المنطقة الشرقية عن مصدر طبي من داخل المستشفى العسكري في مدينة دير الزور، ومصدر آخر ميداني من القوات الحكومية أن «عدد العناصر التي قتلت جراء استهداف طيران التحالف لرتل تابع للنظام والقوات الموالية له شرق دير الزور ليلة أمس الأربعاء وفجر اليوم الخميس ارتفع إلى 137 قتيلاً، والرقم مرشح للارتفاع بسبب وجود عدد من الإصابات الخطرة».

وأفاد بأن «القتلى من مقاتلي لواء فاطميون وزينبيون ومقاتلين شيعة سوريين من بلدة حطلة، إضافة إلى عدد من ضباط الحرس الثوري الإيراني وعناصر من قوات النظام». وكان ناشطون في دير الزور حذروا أول من أمس من تحشيدات للنظام في الجهة المقابلة لمناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» على الضفة الشرقية لنهر الفرات، بهدف التمدد شرقاً للسيطرة على أربع قرى هي الصبحة وجديدة بكارة وجديد عكيدات ودحلة الخاضعة لسيطرة الفصائل العربية العاملة ضمن «قوات سوريا الديمقراطية». وقال مصدر سوري معارض في دير الزور لـ«الشرق الأوسط»، بأن النظام أطلق هجومه بالفعل ليل الأربعاء – الخميس، وبدأ بقصف مدفعي استهدف جديد عكيدات ومناطق حولها، ما خلف موجة نزوح من المنطقة. وأضاف: «عندها، بدأت القوات العربية المقاتلة في صفوف «قوات سوريا الديمقراطي» بالتصدي لهجوم النظام، قبل أن يتدخل التحالف الذي نفذ ضربات جوية استهدفت آليات وتجمعات عسكرية للنظام، لمنعه من التقدم، وهو ما أجبره على التراجع إلى مناطق سيطرته في الصالحية والقرى المحيطة بها». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن «التحالف بدأ قصفه بعد استهداف قوات النظام مواقع لقوات سوريا الديمقراطية شرق الفرات بينها قرية جديد عكيدات وحقل كونيكو النفطي الذي تتواجد قوات من التحالف في محيطه»، متحدثاً عن مقتل 45 عنصراً من القوات العشائرية التابعة للنظام ولواء فاطميون الأفغاني والمسلحين الموالين لقوات النظام. وأعلن التحالف الدولي فجر الخميس أن «قوات موالية للنظام شنّت في السابع من فبراير (شباط) هجوماً لا مبرر له» ضد مركز لقوات سوريا الديمقراطية شرق نهر الفرات في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق. وأوضح التحالف أن عناصر من قواته في مهمة «استشارة ودعم ومرافقة» كانت متمركزة مع قوات سوريا الديمقراطية حين وقع الهجوم. وأضاف أن «التحالف شن غارات على القوات المهاجمة لصد العمل العدائي» ضد عناصر من قواته وقوات سوريا الديمقراطية، في «إطار الدفاع المشروع عن النفس».

وقدر مسؤول عسكري أميركي «مقتل أكثر من مائة عنصر من القوات الموالية للنظام، في وقت كانت هذه القوات تشتبك مع قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف».

وقال الكولونيل توماس فييل من قوة العمليات المشتركة (وهي القيادة التي تشرف على المعركة ضد داعش في العراق وسوريا) للصحافيين مساء الأربعاء، بأن هجوم القوات السورية قد أدى إلى جرح جندي من قوات سوريا الديمقراطية، وأن القوات السورية التابعة للنظام قامت بإسقاط ما بين 20 إلى 30 طلقة مدفعية ومن الدبابات على بعد 500 متر من موقع مقر قوات سوريا الديمقراطية، وقامت قوات سوريا الديمقراطية مدعومة بقوات التحالف في اتخاذ هذا الإجراء دفاعا عن النفس. وأشار الكولونيل فييل أنه من المحتمل أن القوات الموالية للنظام السوري كانت تحاول الاستيلاء على حقول النفط في خوشام التي تم تحريرها من سيطرة داعش في سبتمبر (أيلول) الماضي. ورفض مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية تقديم تفاصيل حول الأصول العسكرية التي تم استخدامها في الهجوم الأميركي ضد القوات السورية المهاجمة، أو تسمية الدول التي شاركت في الهجمة. وشن النظام أمس هجوماً دبلوماسيا على التحالف، معتبراً في رسالة وجهتها وزارة الخارجية إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي أن «هذا العدوان الجديد الذي يمثل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية ودعما مباشرا وموصوفا للإرهاب يؤكد طبيعة النوايا الأميركية الدنيئة ضد سيادة سوريا ووحدة أرضها وشعبها»، بحسب وصفها. وجددت «الحكومة السورية المطالبة بحل هذا التحالف غير الشرعي بوصفه قوة حماية ومساندة ودعم للإرهاب». وقال مصدر كردي سوري لـ«الشرق الأوسط»، بأن واشنطن وضعت «خطاً أحمر أمام تقدم أي قوات إلى مناطق يسيطر عليها حلفاؤها»، مشدداً على أن التحالف «يؤكد مرة أخرى دفاعه عن حلفائه، وأنه لا يسمح لأي طرف بأي يسيطر على مناطق ساهم التحالف الدولي بتحريرها من الإرهاب». وقال إن الضربة تمثل «إنذاراً لروسيا كي لا تقوم بخرق قواعد الاشتباك الموضوعة بين الجانبين الأميركي والروسي في سوريا». وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن القصف الأميركي «الجوي وبصواريخ أرض أرض» من جهته أسفر عن مقتل 45 عنصراً غالبيتهم من مقاتلي العشائر الذين يقاتلون إلى جانب قوات النظام، فضلاً عن آخرين أفغان، مشيراً إلى أنه تسبب أيضاً بتدمير أسلحة ثقيلة من دبابات ومدافع وآليات. وأفاد الإعلام الرسمي السوري أن التحالف الدولي استهدف مقاتلين موالين للقوات الحكومية، واصفاً القصف بـ«العدوان الجديد».

 

حزمة إجراءات مصرية ـ سودانية لإنهاء التوتر ومعالجة شواغل البلدين

حل أزمة «سد النهضة» في الإطار الثلاثي... والخرطوم تنفي تدشين قاعدة عسكرية تركية على أراضيها

القاهرة: سوسن أبو حسين/الشرق الأوسط/09 شباط/18/اتفق اجتماع رباعي مصري - سوداني عقد في القاهرة أمس، وجمع وزيرَي خارجية ومديرَي مخابرات البلدين، على حزمة إجراءات يتم تنفيذها خلال الأشهر القليلة المقبلة، جرى إدراجها في بيان مشترك؛ بهدف إنهاء التوتر ومعالجة الشواغل بين البلدين.

ومن بين أهم البنود، منع التراشق الإعلامي، وتعزيز التعاون الأمني والعسكري. وفي حين نفى وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، إقامة قاعدة عسكرية تركية في مدينة سواكن، أكد أن عودة السفير السوداني إلى القاهرة في ستكون في «وقت قريب جداً». وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، في مؤتمر صحافي مع نظيره السوداني إبراهيم غندور، إن اللقاء الرباعي أسفر عن تطورات كثيرة أسهمت في إزالة سوء الفهم، ووضع خريطة طريق لاستعادة زخم العلاقة بما يتوافق مع طموح وتوجيهات رئيسَي البلدين. وأكد أنه تم بحث إزالة أي بطء، وبحث تعزيز التعاون المشترك بين القاهرة والخرطوم.  وأوضح شكري أن هناك اهتماماً مشتركاً بين القاهرة والخرطوم، وأنه يجري بحث تعزيز العلاقات، لتحقيق تطلعات الشعبين المصري والسوداني، مؤكداً أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع رباعي بشكل دوري، لبحث تطورات الوضع الإقليمي والملفات المشتركة. وأشار إلى أنه تم التشاور حول دور الإعلام، ورفض الإساءة من قبل الإعلام لأيٍّ من الشعبين، وعدم المساس بشعبين شقيقين تربطهما أواصر المحبة، مؤكداً أنه سيتم رفع توصية لقادة البلدين، لبحث تعزيز التعاون بين البلدين.

ودعا شكري، وسائل الإعلام المصرية والسودانية بالتحلي بالموضعية وعدم الإساءة إلى الشعبين والقيادتين، وعدم إثارة القضايا وعدم المساس بالشعبين المصري والسوداني، والتي تربطهما أواصر التاريخ والمحبة، وكشف عن رفع توصية إلى القيادتين للعمل على دورية لقاءات القمة لما تمثله من قوة دفع للعلاقة بين البلدين. من جانبه، قال إبراهيم غندور، وزير الخارجية السودان، إنه تم التشاور في الملفات كافة بين مصر والسودان، مؤكداً أنه تم الاتفاق على المضي قدماً في تعزيز العلاقات المشتركة بين القاهرة والخرطوم، مؤكداً أنه تم وضع آلية لحل المشكلات العالقة، موجهاً حديثه لوسائل الإعلام، بأن العلاقات بين مصر والسودان تتمتع بقدسية خاصة.

ونفى وزير الخارجية السوداني أي تعاون عسكري مع تركيا في «سواكن» السودانية أو غيرها، مؤكداً أن «المنطقة بها عدد مبانٍ يبلغ 400 منزل، وغير متاح وجود أي شخص آخر غير السودانيين»، وأضاف: «لم يكن هناك أي حديث حول قاعدة عسكرية تركية في المدينة ولا في غيرها في أي مكان بالسودان، بل إن الرئيس التركي عرض إعادة ترميم وبناء المنازل القديمة، وأن تستخدم كجزيرة سياحية للمنفعة المشتركة». وشدد غندور، على أن اللقاء مع وزير الخارجية المصري نقطة تاريخية مضيئة في علاقات البلدين، موضحاً أن توجيهات الرئيسين السيسي والبشير واضحة ومجملها العمل كلجنة رباعية فريدة تؤكد عزم القيادة في البلدين على حل كل الإشكالات القائمة ووضع العلاقة بين السودان ومصر في مسارها الصحيح. ولفت إلى أن المسار الصحيح لعلاقات البلدين هو إجمالي للعلاقات التاريخية في الدم والرحم والتواصل الذي لا يمكن أن ينفصل حتى وأن وجدت سحابة صيف في علاقات الحكومتين، مؤكداً أنه تمت مناقشة كل القضايا التي يمكن أن تخطر على بال أي مواطن في وادي النيل، كما تحدث عن اللجان السياسية والأمنية والعسكرية بين البلدين، والتي تعمل من أجل تصحيح المسار.

وحول أزمة سد النهضة الإثيوبي، أكد غندور أن هذا الموضوع يتم بحثه في الإطار الثلاثي، وقد اتفق على عقد لقاء يضم تسع وزراء من الري والخارجية والمخابرات يعقد بعد شهر في الخرطوم. وكان بيان مشترك صدر عن الاجتماع الرباعي، الذي ضم إضافة إلى شكري وغندور، الفريق أول محمد عطا المولى عباس رئيس جهاز الأمن والمخابرات السوداني، واللواء عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات العامة المصري، قد أكد على ثوابت العلاقات الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، ومراعاة شواغل كل منهما، واحترام الشؤون الداخلية والعمل المشترك للحفاظ على الأمن القومي للبلدين، بما من شأنه رفع مستوى التعاون والتنسيق الثنائي لأعلى مستوى. واتفق الجانبان على تنشيط اللجان والآليات المشتركة المتعددة بين البلدين ومن بينها اللجنة القنصلية، ولجنة التجارة، والهيئة الفنية العليا المشتركة لمياه النيل، وهيئة وادي النيل للملاحة النهرية، ولجنة المنافذ الحدودية، وآلية التشاور السياسي على مستوى وزيري الخارجية، وأي لجان مشتركة أخرى يتم الاتفاق عليها، وتذليل أي صعوبات أو تحديات أمام تلك اللجان، وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والربط الكهربائي، والنقل البرى والجوي والبحري، ومشروعات البنية التحتية.

كما أشارا إلى أهمية تطوير التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين في مجالات مياه النيل في إطار التزامهما بالاتفاقات الموقعة بينهما، بما في ذلك اتفاقية 1959، وتنفيذ نتائج القمة الثلاثية المصرية السودانية الإثيوبية، حول سد النهضة التي عقدت في أديس أبابا في إطار تنفيذ اتفاق إعلان المبادئ الموقع بالخرطوم في 23 مارس (آذار) 2015. وأكد الجانبان أهمية معالجة شواغل الطرفين في إطار من الأخوة والتشاور والتنسيق البناء على كافة المستويات السياسية، وبهدف إيجاد حلول مستدامة تحقق تطلعات شعبي البلدين. وأهمية تصحيح التناول الإعلامي والعمل على احتواء ومنع التراشق ونقل الصورة الصحيحة للعلاقات الأزلية بين البلدين. كما اتفقا على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي وتنفيذ التوجيه الرئاسي بإقامة صندوق ثلاثي لتعزيز البنية التحتية والمشروعات التنموية الثلاثية في مصر والسودان وإثيوبيا، ومواصلة تعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين، وعقد اللجنة العسكرية، وكذلك اللجنة الأمنية في أقرب فرصة. واتفقا على دورية عقد آلية التشاور السياسي والأمني التي تضم وزيري الخارجية ورئيسي جهازي المخابرات في البلدين، بما يعزز التنسيق في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وحل أي شواغل قد تطرأ بين البلدين. مع الإعداد لعقد اللجنة المشتركة برئاسة رئيسي البلدين خلال العام الحالي في الخرطوم، حيث عقدت اللجنة الأخيرة في القاهرة عام 2016.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الدعوى على السبهان كيديةٌ سياسية ومخاطرُ سياديةٌ وسط صمتٍ رسميّ

د. احمد الأيوبي/لبنان الجديد/9 شباط 2018

الإساءة إلى السعودية مرفوضةٌ وطنيًا وإسلاميً

 ما هو المقصود من قبول القضاء إقامة دعوى ضد وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان وما هي أبعادُها السياسية وتداعياتـُها الوطنية والإقتصادية والتنموية؟

من دون مقدّمات إلتفافية، إن هذه الدعوى هي دعوى إستفزازية في كل أبعادها: فقد جاءت بعد مضيّ زمنٍ على إطلاق مواقف وتصريحات الوزير السبهان، ولا تستند إلى معطى آنيّ يوجب تحرّك القضاء شكلاً، قبل النقاش في المضمون.

ما الذي أيقظ “الضمير الوطني” لنبيه عواضة ومَن وراءه بعد أشهرٍ من مواقفَ سياسية للوزير السبهان جاءت على خلفية شعورٍ طاغٍ لدى شريحةٍ كبرى من اللبنانيين أن “حزب الله” المتورط في الحرب على الشعب السوري، وفي الحرب باليمن وفي إضطرابات البحرين وفي إثارة الفتنة في الكويت وغيرها ، يأخذُ لبنان نحو إنحرافٍ خطر في علاقاته الخارجي . ولماذا الآن يتمّ تحريك دعوى كهذه، وما هو الهدف منها في نهاية المطاف؟

هل الهدفُ أن يصبح الوزير السبهان مطلوباً للقضاء اللبناني وأن يحكم قضاؤُنا غيابياً عليه ليصبح مطلوباً للدولة اللبنانية ، أم أن هناك ملفاتٍ غير منظورة تريد جهاتٌ سياسية تمريرها تحت غطاء الإدعاء على الوزير السبهان؟

دعوى سياسية وكيدية

إن مقدّم الدعوى (نبيه عواضة) شخص معروف الإنتماء السياسي ، كما أنه ليس صاحب مصلحة مباشرة في ما إدعى به، بل هو تكلّفٌ موصوفٌ، وإدعاءٌ مجبولٌ بالمزايداتِ السياسية والإعلامية لا أكثر. خاصة أنه موظفٌ في هيئة “أوجيرو” في مديرية خدمة المشتركين، التي يتولاها السيد هادي أبو فرحات ، والذي يجاهر بولائه لوزير الخارجية جبران باسيل ويعلن مواقف سياسية منحازة، خلاف المعهود بإمتناع الموظفين في القطاع العام عن التعبير عن الجهر بمواقفهم وإنتماءاتهم السياسية.

ونبيه عواضة أسير سابق لدى العدو الإسرائيلي، يتحدّر من اليسار البراميلي المؤيد لحرب نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري ، ويتحرّك ضمن المنظومة السياسية والإعلامية لـ”حزب الله”.

الدعوى ضد الوزير السبهان إذاً ، هي دعوى سياسية وكيدية من “حزب الله” بالواسطة، وإلا ما كان للقضاء أن يقبلها دون خلفية وازنة. فقد جاءت من شخص غير ذي صفة ، مدعوماً من “حزب الله” لتقارِب ملفاً يعلم الجميع أنه سيؤدي إلى إثارة أزمة مع المملكة السعودية ، كان بإمكان القضاء إسقاطُها ووأدُها، ضمن صلاحياته، لدى وصولها إليه، نظراً لهشاشتها وعدم جدّيتها وتهديدها بتعكير العلاقات مع “دولة شقيقة”، بدل قبولها والسماح لها بأن تتخذ مسارها القانوني، وبالتالي السياسي، خاصة أن مضمونها يحمل بعدا سياسيا جدليا ويثير الإنقسام الوطني.

• هل يقبل القضاء الإدعاء على الأسد والحرس الثوري؟

نستذكر في هذا السياق مذكرات التوقيف الصادرة عن النظام السوري بحق الرئيس سعد الحريري واللواء أشرف ريفي والشهيد الكبير وسام الحسن، فهل يُراد لنا أن يكون حالُنا كحال ذاك النظام؟

فهل يقبل القضاءُ الإدعاء على بشار الأسد بتهمة إثارة الحرب الأهلية عبر متفجرات ميشال سماحة؟

وهل يقبل قضاؤُنا الإدعاءَ على الأسد بتهمة إختطافِ وإعتقالِ مئات اللبنانيين المُغيّبين في سجونه على مدى عقود إحتلاله للبنان وما بعد هذا الإحتلال؟

وهل يقبل القضاء الإدعاء على قيادات الحرس الثوري الإيراني التي تـُدخل السلاح وتنشر الإرهاب في لبنان وسوريا والعالم العربي؟ كنا نتمنى لو تحرك قضاؤنا الذي يجد الوقت لمثل هذه الدعاوى (العواضية) المشبوهة، أن يتحرّك أيضاً ليستدعي أولئك الذين إجتاحوا شوارع بيروت وإقتحموا الحدت وضربوا في محلة ميرنا شالوحي.. وصوّرتهم الكاميرات وهم يعيثون فساداً وينشرون التخريب في الممتلكات العامة والخاصة وهددوا فعلاً لا إدعاءاً السلم الأهلي..

• ما هو موقف الرئيس الحريري ولماذا الصمتُ والتجاهل؟

السؤال هنا: هل يمكن إتخاذ قرارٍ بحجم الإدعاء على الوزير السبهان دون إطّلاع وعلم السلطة السياسية، وتحديداً رئيس الحكومة سعد الحريري؟

أما السؤال الأهم : ما هو موقف رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري من دعوى من شأنها إثارة أزمة حقيقية مع المملكة العربية السعودية، أم أن البعض إنتقل إلى مرحلة التشفي والإنتقام من خلال إستخدام القضاء ضد الرياض بعد أزمة إستقالة الحريري وما تلاها من تداعيات؟

ولماذا هذا الصمتُ والتجاهلُ من الرؤساء، وخاصة الرئيس الحريري الذي يصرّ على أن العلاقات مع السعودية جيدة وطبيعية ، فهل ما يحصل هو في إطار العلاقات الطبيعية؟

أم أنه حدَثٌ يستدعي التدخل بإعتباره يمسّ مصالح لبنان الوطنية والعربية؟

تضعُ السعودية ثقلاً مالياً في خدمة التوازن المالي في لبنان، ومن المنتظر أن يكون لها دورُ فاعل في مؤتمر باريس 4، فضلاً عن الأضرار التي يمكن أن تنشأ بسبب إندلاع أزمة تطال شظاياها اللبنانيين في السعودية والخليج فضلاً عن قطاعات الإنتاج المحلية المرتبطة بشرايين التواصل الإقتصادي مع المملكة.. فهل يصحّ أن تُهدّد نزوةُ فريق سياسي كل هذه المصالح؟

هل من المنطقي أن يُستعمل القضاء الذي سكت على مئات الإساءات الإعلامية والسياسية للمملكة العربية السعودية، والتي وصلت إلى القدح والذم والإساءة المباشرة، ليكون واجهة لضرب وتوتير العلاقات اللبنانية السعودية، الخارجة أصلاً من أزمة، كنا نظن أن الجميع يعمل على تجاوزها؟!

الواضح أن الجهة التي حرّكت الدعوى ضد الوزير السبهان تريد نقل العلاقة مع السعودية إلى مرحلة الإستفزاز والتوتير والعداء، وذلك تحت ستار القضاء وتجاهل الرئاسات الثلاث لمخاطر ما يجري.

المواطنون اللبنانيون الشرفاء يرفضون جرّ لبنان إلى هذا المعترك، وإذا كان لدى “حزب الله” أجندة إنتقام يوحي بها إلى أفرقاء في السلطة، فإن نتيجة هذا المسار معروفة ، وإن تجاهلها الكثيرون، وهي أنها ستكون وبالاً على لبنان دولة وشعباً.

• مقاربات ومقارنات بين إيران والسعودية

سعت السعودية إلى إطفاء نار الحرب في لبنان وترسيخ السلم الأهلي من خلال إتفاق الطائف ، ودعم الدولة بمؤسساتها الدستورية والأمنية والمالية والإقتصادية.. بينما أسست إيران حزبها وموّلته ليكون دويلةً في قلب الدولة.. بعد العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006 عملت إيران على دعم فئة بعينه،، في حين أطلقت السعودية عملية دعم لإعادة إعمار جميع المناطق المتضرّرة ، بما فيها الضاحية الجنوبية وبلدات وقرى الجنوب.

وعملت إيران على تدمير مدن العراق وتحويله إلى دولة فاشلة، لكن مؤتمر الإعمار ينعقد في الكويت وليس في طهران، فعل يدرك من ينساق إلى إشتباك مع السعودية إلى أين يأخذ لبنان، أم أن البعض إستمرأ الغرق في النموذج الإيراني الفاشل من طهران إلى بيروت ؟

• أخيراً

رغم كل عمليات التحريض والتشويه التي تعرّضت لها المملكة العربية السعودية ، وتحديداً خلال وبعد أزمة إستقالة الرئيس الحريري ، فإنها تبقى في الوجدان الوطني والإسلامي ، أولى القبلتين ومهبط الوحي والمرجعية السياسية العربية الوازنة الداعمة لمشروع الدولة والوحدة الوطنية ، وعلاقة اللبنانيين الشرفاء بها لن تتأثر بحملات التجنـّي والتحريض ، بل ستبقى راسخة وصلبة ، ونؤكد أن عمليات الإبتزاز السياسي بحقها مرفوضة وساقطة ، والشعبُ اللبناني بمجمل أطيافه متمسك بأفضل العلاقات مع السعودية وقيادتها ، ولو كره الكارهون.

أمين عام التحالف المدني الإسلامي

 

المعاكسات الأميركية - الروسية... إلى لبنان؟

 وليد شقير/الحياة/09 شباط/18

ما هذه الصدف التي تجتمع في لبنان من غير ميعاد؟

وكيف تتقاطع فوق مسرحه السياسي المشرع على رياح الدنيا أحداث ومواقف دولية على أعلى المستويات؟

يقبل المسؤولون الأميركيون على لبنان بعد أن يطلق وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان تهديداً للشركات النفطية الكبرى التي ستحتفل اليوم بتوقيع عقد التنقيب عن الغاز مع وزارة الطاقة اللبنانية، مدعياً أن أحد الحقلين اللذين ستحظى بامتياز التنقيب فيهما، ملكٌ لإسرائيل. يأتي ذلك بعد أن كان بنيامين نتانياهو زار موسكو قبل زهاء 10 أيام من دون أن يثير في الكرملين زعمه بامتلاك البلوك الرقم 9. اكتفى بالتشديد مع سيد الكرملين على لازمته بأولوية إبعاد إيران وصواريخها عن حدود الجولان المحتل في سورية، وكذلك إبعاد مقاتلي «حزب الله». وحين زار موفداً فلاديمير بوتين، ميخائيل بوغدانوف وسكرتير الأمن القومي الروسي نيكولاي بتروشوف تل أبيب للتنسيق حول هواجس إسرائيل حول الوجود الإيراني في سورية، لطمأنتها إلى موافقة موسكو على حرية حركتها ضد هذا الوجود في بلاد الشام شرط ألا تمس بالجيش السوري النظامي، لم يثر نتانياهو مسألة التنقيب عن النفط لصالح لبنان. وهو ما ترك انطباعاً في موسكو بأن التصعيد الإسرائيلي إزاء ملكية البلوك الرقم 9 في البحر، مفتعل، بدليل أن الإسرائيليين أنفسهم أبلغوا الأمم المتحدة وكذلك الوسطاء الأميركيين، عدم نيتهم التصعيد، بعد الزوبعة التي أثارها ليبرمان.

فهل هي مصادفة أن الشركات الثلاث التي وقع معها لبنان العقد تضم «نوفاتيك» الروسية و»إيني» الإيطالية و»توتال» الفرنسية، فيما لم تتقدم أي شركة أميركية للمناقصة التي طرحتها الحكومة اللبنانية على رغم التحفيز اللبناني وزيارات وزير الطاقة إلى تكساس لهذا الغرض؟

يغط الأميركيون في بيروت بعد التهديد الإسرائيلي الذي يشمل إقامة الجدار الفاصل على الحدود، حيث تركز إسرائيل كتلاً إسمنتية على نقاط متنازع عليها، لتطرح واشنطن وساطتها مع إسرائيل حول نقاط الحدود البرية والبحرية. فهل أن تزامن التوسط الأميركي وراءه المشاكسة على سعي موسكو إلى اكتساب الموقع الأقوى في التحكم بسوق الغاز واكتشافاته شرق البحر الأبيض المتوسط، لا سيما بعد أن حصلت على امتياز التنقيب في المياه المقابلة للشاطئ السوري باتفاقات مع نظام بشار الأسد؟ فموسكو باتت تحتل مساحة واسعة في هذا الميدان وتشترك في التنقيب عن النفط في مصر.

تبرز التهديدات الإسرائيلية ثم التوسط الأميركي، في سياق مواجهة بين الدولتين الكبريين، لا تتوقف مظاهرها عند تشديد العقوبات الأميركية على كبار المسؤولين الروس، لتشمل رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف، بل تأتي بعد رسائل لموسكو، آخرها الصاروخ المحمول على الكتف الذي أسقط «سوخوي 25 فوق إدلب، بعد ضغط واشنطن لأجل تجويف مؤتمر سوتشي للأفرقاء السوريين...

قبل إقبال لبنان على توقيع عقود التنقيب مع كونسورسيم الشركات الثلاث، تردد أن إتاحة المجال أمام لبنان لاستغلال ثروته الغازية والنفطية مشروط بوضع الحلول لمسألة سلاح «حزب الله»، وأن واشنطن التي تشدد عقوباتها على إيران و»حزب الله» تنتظر مفاعيلها في السنوات المقبلة، وبعض الحلقات الدولية لا يخفي أن واشنطن ترى أن الثمار المالية للثروة اللبنانية في عرض البحر يجب أن توظف في جزء منها، لاستيعاب جيش المقاتلين التابعين للحزب وكذلك صواريخه، لتصبح بإمرة الدولة. قد تكون صدفة أيضاً أن تعلن وزارة الدفاع الروسية عن قرار حكومي بمحادثات مع الحكومة اللبنانية للتوصل إلى اتفاق للتعاون العسكري، من ضمنه تبادل المعلومات ومكافحة الإرهاب...قبل أسبوع من الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأميركي ريكس تلرسون إلى بيروت في سياق جولة على دول المشرق، فيما تستمر المساعدات الأميركية التسليحية للجيش في التدفق تدريجاً. والمعاكسات المتبادلة بين روسيا والولايات المتحدة لسياسة الواحدة حيال الأخرى أخذت تتسع في الإقليم. فهل باتت تشمل لبنان، تحت مظلة حفظ الاستقرار فيه؟ وهي المظلة التي ما زالت تتحكم بأي خلاف حتى بين قواه المحلية، كما أثبتت المعالجة السريعة لصراع ترويكا الحكم أخيراً. موسكو تواجه الضغوط الأميركية بمحاولة التمدد انطلاقاً من سورية، لاستعادة دورها في المنطقة كلها لا في سورية وحدها حيث الحرب بالواسطة، وتطمح إلى طرح المبادرات السياسية الموازية لإيجاد الحلول حتى في اليمن وفي ليبيا. وواشنطن تسعى إلى قطع الطريق على تفردها في سورية سواء بزيادة وجودها العسكري على الأرض مقابل القواعد الروسية، أو بضرباتها المباشرة مثلما حصل قبل يومين وطاولت الجيش السوري، الذي ستتفاعل في الأيام المقبلة الاتهامات الدولية له باستخدام الغازات السامة ضد المدنيين في الغوطة الشرقية وغيرها.

 

إسرائيل تسرق نفط لبنان ... بعد مياهه

 سليم نصار/الحياة/09 شباط/18

قبل أن يتوقف صدى التهديدات التي أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان حول قلقه من بناء «حزب الله» مصنعاً للصواريخ في جنوب لبنان، أطلق الأسبوع الماضي تهديداً يحذر فيه الحكومة اللبنانية من مباشرة التنقيب عن الغاز. والسبب، كما ادّعاه الوزير القادم حديثاً من مولدافيا، أن لبنان لزّم «البلوك9» لكونسورتيوم يتألف من ثلاث شركات، هي: «توتال» الفرنسية و «إيني» الايطالية و «نوفاتك» الروسية. ويزعم ليبرمان أن «البلوك» يقع ضمن سيادة إسرائيل، وعليه يطلب من الدولة اللبنانية التوقف عن أعمال التنقيب. ويبدو أن لبنان قد تجاهل عن قصد تلزيم شركات أميركية خوفاً من ابتزاز إسرائيل واحتمال ترددها في استكمال المهمة. لذلك انتقت الحكومة شركتين أوروبيتين محايدتين تهمهما عملية الإنتاج. في حين كان اختيار الشركة الروسية مبنياً على توقعات سياسية كالتهديد الذي أعلنه الوزير ليبرمان، وبما أن اسرائيل معتمدة على وعود الرئيس فلاديمير بوتين في حماية أمنها من جهة سورية، فإن الحكومة اللبنانية كانت تتوقع من بوتين التصدي لتهديد إسرائيل لمنعها من عمل الشركة الروسية.

والملاحظ في هذا المجال أن قيادة «حزب الله» ظلت صامتة حيال الكلام الاستفزازي الذي صدر عن وزير دفاع إسرائيل. والسبب أنها لا تريد تسييس هذا الموضوع لئلا يستغل بنيامين نتنياهو رد «حزب الله» لكي يجعل منه قضية تعرقل عمل الشركات النفطية الثلاث. لذلك ترك هذه المهمة للرؤساء الثلاثة عون وبري والحريري. ولكنه في الوقت ذاته أيّد موقف مجلس الدفاع الأعلى للجيش اللبناني، محذراً إسرائيل من مغبة بناء جدار فاصل سبق لترسيم سنة 1949 أن ضم عشر قرى لبنانية. كما حذرها أيضاً من محاولة منع شركات النفط من التنقيب في المياه الإقليمية.

رئيس الجمهورية اختصر موقف لبنان أمام زواره بالدعوة إلى التنبه والحذر من التهديدات الإسرائيلية التي تهدف إلى حرمان هذا الوطن من حقه في استثمار ثروته الغازية والنفطية. وكان وزير الخارجية جبران باسيل قد عبّر كذلك عن موقف لبنان، بحيث أنه أبلغ الأمم المتحدة عن التجاوزات الإسرائيلية، مؤكداً حق لبنان في الدفاع عن سيادته بكل الوسائل المتاحة. ويقول خبراء الموارد الهيدروكربونية إن المسح الجغرافي الذي قامت به الشركات سنة 2010 لمنطقة المياه الإقليمية لكل من إسرائيل ولبنان وسورية وقبرص وغزة... ذلك المسح أعطى تقديرات متفاوتة خلاصتها أن هذا الحوض يحتوي على (3455 بليون متر مكعب) من الغاز، إضافة إلى بليوني برميل من النفط، غالبيتها في الحوض اللبناني.

ولقد استقدمت في حينه إسرائيل شركة أميركية يملكها كونسورتيوم من أثرياء يهود كاليفورنيا، هي شركة «نوبل إينرجي». وعلى الفور شرعت في التنقيب والاستخراج. ويدّعي نتانياهو أنه بفضل هذا الحوض دفعت إسرائيل ديونها وقررت تصدير الفائض.

ومعروف أن المتعصبين التوراتيين قد اعترضوا على عملية التنقيب، متسلحين بالنادرة التي تقول إن النبي موسى قاد شعبه لمدة أربعين سنة في صحراء التيه لينتهي بهم إلى فلسطين، حيث لا يوجد نفط. وكان الأحرى به أن يتجه غرباً لعل الإسرائيليين من بعده يطالبون بحصتهم بعد ثلاثة آلاف سنة!

المهم أن الخبراء قدّروا حصة لبنان من الغاز الطبيعي بأكثر من 96 ترليون قدم مكعبة. وهم يتوقعون أن تكشف الشركات المنقبة عن كمية كبيرة من النفط. ويتردد حول هذا الموضوع أن إسرائيل عازمة على سرقة هذه الكمية التي تخص لبنان، وذلك من طريق فرض تأجيل العمل.

ومن المؤكد أن تجربة قطاع غزة تعبر بوضوح عن أهداف إسرائيل وحيطتها تجاه الانفراجات الاقتصادية العربية، ففي سنة ألفين كانت شركة «سي سي سي» للتعهدات تنقب عن المياه في قطاع غزة عندما عثرت بالصدفة على شريان غاز تعهدت باستثماره مع شركة «بي بي» البريطانية لصالح مواطني غزة. ولما علمت السلطات الإسرائيلية بالأمر منعت استخراج الغاز بحجة أن السلطة الفلسطينية كانت شريكة في التعاون، وأن تعاونها يخدم «حماس» و «الجهاد الإسلامي» والقسّاميين. وهكذا حرمت المواطن الفلسطيني العادي من حق استثمار ثروته الطبيعية.

حقيقة الأمر أن لبنان يعوّل كثيراً على هذا الاكتشاف الذي يتوقع أن يخفف عنه أثقال الدين البالغ ثمانين بليون دولار.

وبفضل اكتشاف شركة «إيني» الإيطالية لحقل غاز يخص مصر، وعد الرئيس عبدالفتاح السيسي بأن هذا المشروع سيحقق الاكتفاء الذاتي لمصر خلال مرحلة متقدمة. وقال في حفلة الافتتاح هذا الأسبوع إن الحقل المكتَشَف يُعتبر من أكبر حقول الغاز في البحر المتوسط. المسؤولون اللبنانيون متخوفون من أن يعيد التاريخ نفسه بحيث تكون حجة إسرائيل حيال الغاز والنفط شبيهة بحجتها خلال المرحلة التي سرقت خلالها مياه لبنان. وتقدّر المياه التي سرقتها إسرائيل من لبنان وسورية بعد حرب 1967 بسبعمئة مليون متر مكعب في السنة. أي ما يعادل أربعين في المئة من الكمية التي تستهلكها دولة اليهود على مواطنيها في الأراضي المحتلة. قبل اجتياح الحدود اللبنانية سنة 1978، كان منسوب نهر الليطاني يفوق الكمية التي يوفرها نهر الأردن الذي حولته إسرائيل منذ سنة 1965. ويقول الخبراء إن نهر الأردن يؤمن لإسرائيل 500 مليون متر مكعب من المياه. أما نهر الليطاني فيؤمن 800 مليون متر مكعب.

وكما تحاول إسرائيل إدخال القرى الجنوبية العشر خلف الجدار الذي تخطط لإنشائه، كذلك أدخلت جبل الشيخ (حرمون) ضمن الحدود التاريخية لكيانها الصهيوني.

وفي وثيقة صادرة عن الحكومة البريطانية سنة 1919 ما يشير إلى التزام حكومة صاحبة الجلالة بالتزام وعد بلفور مع كل ما يتطلبه ذلك من ترسيم حدود جديدة تشمل مجرى نهر الليطاني ومنابع مياه نهر الأردن وثلوج جبل الشيخ. أي الجبل الذي تصب من منابعه أنهار الليطاني والحاصباني والوزاني. وهذه كلها تتدفق من خزانات المياه الجوفية لجبل الشيخ الذي يغذي غالبية أنهر لبنان وسورية وفلسطين.

ويُستدَل من مراجعة وقائع المؤتمرات الصهيونية أنها كانت دائماً تعتبر موضوع المياه عنصراً مهماً من عناصر الصراع العربي- الاسرائيلي. ومنذ مؤتمر «بازل» وطموحات الحركة الصهيونية منصبّة على كيفية تأمين المياه للدولة المنتظرة. وفي كتابه «الديبلوماسية في الشرق الأوسط» يشير المؤلف ج. س. هيوز وكنز إلى أمر بالغ الأهمية يتعلق بحدود فلسطين، وضرورة امتدادها حتى ضواحي مدينة صيدا ومنابع نهر الليطاني ونهر الأردن. وجاء في المذكرة ما يلي: «تبدأ حدود فلسطين (التي أصبحت إسرائيل سنة 1947) عند نقطة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط بجوار مدينة صيدا، على أن تتبع مصادر المياه عند تلال سلسلة جبال لبنان حتى تصل إلى سدّ القرعون، ومن هناك تتجه نحو البيرة متبعة الخط الفاصل بين حوض وادي القرن ووادي التيم. تقول مصادر السلطة الفلسطينية إن إسرائيل استخدمت مصادر المياه بصورة عشوائية كأنها وحدها يجب أن تستنزف هذه المادة الحيوية. وهي حالياً تستخدم أكثر من بليوني متر مكعب سنوياً لأغراض الريّ والزراعة فقط. ولهذا يضطر الفلسطينيون إلى شراء صهاريج الماء، على الرغم من الضائقة المالية التي يعانون منها وعلى الرغم من أن المياه المسروقة التي تستعملها إسرائيل تنبع أصلاً من أراضيهم.

باشرت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في تنفيذ مشاريعها للسيطرة على مياه الجنوب اللبناني في وقت مبكر من خلال تعطيل أي مشروع لبناني يهدف للاستفادة من هذه المياه. وفي صيف 1964 قامت الحكومة الإسرائيلية بتعطيل جميع ورش الأشغال العامة التي كانت قائمة عند منابع الحاصباني- الوزاني. كذلك نسفت مشروع تحويل الروافد الذي أقرته جامعة الدول العربية خلال مؤتمر 1967. خلاصة القول أن المياه ستبقى من أبرز المواضيع التي يمكن البحث بشأنها. ومن المتوقع أن تصبح مسألة الغاز في أهمية المياه، على اعتبار أن إسرائيل حريصة على سرقة كل ما فوق الأرض وما تحتها. وليس هناك أفضل من فلسطين وشعبها شهادة دامغة لدولة قامت على الاغتصاب و «النصب»!

 

 الأحلام الانتخابيّة للمجتمع المدني

 حسام عيتاني/الحياة/09 شباط/18

تذهب التقديرات المتفائلة الى التنبؤ بفوز عشرة مرشحين عن لوائح المجتمع المدني في الانتخابات التشريعية اللبنانية في أيار (مايو) المقبل. يُرجع أصحاب التقديرات هذه تفاؤلهم الى احتواء القانون الانتخابي الجديد على المكون النسبي الذي يتيح للمستقلين وللمجموعات غير الحزبية الاستفادة من الهامش المتاح والانضمام الى الندوة البرلمانية اعتماداً على أصوات مواطنين بلغ استياؤهم من الوضع القائم مبلغه وباتوا على استعداد لتقبّل التغيير. وفيما تركز برامج المجموعات المدنية على السمات «العصرية» و«الحديثة» و«البراغماتية» في تناولها رؤيتها للعمل العام، يحدد تحالف نشأ أخيراً ما يؤمن به بـ» دولة مدنية ديموقراطية عادلة وقادرة، وبالسيادة والاستقلال، وبسلطة الدستور وحكم القانون، بالإضافة الى التعددية والعدالة والحريات الفردية والعامة والتشاركية والشفافية والمساءلة والمحاسبة».  جيد. لكن كل كلمة من تلك الواردة أعلاه تحتاج الى شرح طويل للاتفاق على معانيها، وهذا ليس تفصيلاً عابراً في بلد أصيب بالشلل مرات عدة بسبب خلافات على كلمة واحدة في البيان الوزاري، على سبيل المثال. فماذا يعني «التغيير»؟ التغيير من أي حال نحو أي حال؟ ما هو تصور أصحاب البرامج هذه لدور النظام الطائفي الراسخ منذ قرن على الأقل في «الدولة المدنية» المرجوة؟ ما معنى الدولة «القادرة»؟ هل تتناقض «قدرة» الدولة مع الدستور وحكم القانون؟ وهل يتحمل حكم هذين الدستور والقانون وجود قوة مسلحة أهلية رديفة لقوة الدولة، ما يتعارض رأسياً مع أسس بناء الدولة الديموقراطية بوضعه إمكان اللجوء الى العنف والإكراه في يد فئة خارج أطر الدولة؟ وهل «التشاركية» ضمن الديموقراطية المطلوبة هي تَشَارُك الطوائف في السلطة على حساب الفرد؟.... ثمة شعور بأن هناك من فتح قاموس المنظمات غير الحكومية ونهل منه ثم رصف تلك المصطلحات قرب بعضها من دون أن يقدم تفسيراً وافياً لمعانيها أو أن يعود الى التجارب السياسية اللبنانية القديمة والحديثة والتي أوصل إخفاقها الى ما نشهد اليوم.

قبل ذلك، ما المقصود باستخدام كلمات «العصرية» و»الحداثة» من حزب يقدم نفسه كنقيض للعقائد التقليدية التي عفا عليها الزمن. ماذا يقصد هؤلاء الشباب بـ»البراغماتية»؟ هل هي مرادف للانتهازية التي تبرر التحالف مع أي جهة والتغاضي عن كل قضية شائكة من أجل إيصال نائب لا طعم ولا رائحة له الى البرلمان؟ نصل هنا الى لبّ المسألة: كيف يتصور هؤلاء الحداثيون والبراغماتيون مكافحة الفساد وعدم الارتهان للخارج؟ يبرز هنا انطباع بأن هؤلاء الشبان إما مفرطو السذاجة أو بالغو الخبث. ذلك أن المراقب العادي للشأن اللبناني يدرك أن الفساد، على سبيل المثال، عنصر مكون للنظام السياسي الطائفي، وأن محاولة لنقل الحرب عليه من حيز القتال ضد طواحين الهواء الى حيز السعي الى نتائج فعلية وملموسة سيعني حكماً الاصطدام بمصالح تبلغ قيمتها عشرات بلايين الدولارات تتقاسمها القوى السياسية. إن القوى هذه تستخدم الفساد ليس لإثراء قادتها فحسب، بل لإدامة حكم الزعامات السياسية الطائفية التي ستقاتل بأسنانها ومخالبها ضد كل سعي لتفكيك منظومة الفساد القائمة. وإذا قررنا أن نؤيد قول مرشحي المجتمع المدني بأنهم يملكون ما يكفي ويزيد من الشجاعة والحكمة لخوض هذه المعارك، نصل الى السؤال الأخير: ما هو اتساع القاعدة الاجتماعية التي ستقبل بتدمير شبكات الأمان التي أنشأتها الأحزاب الطائفية لمؤيديها مقابل رهان على مؤسسات دولة ستنفق عائداتها على المدارس والمستشفيات وحل مشكلة النفايات والحفاظ على ما تبقى من جبال وغابات؟ القول بضرورة تعيين القاعدة الاجتماعية «للمنتج» التي يريد مرشحو المجتمع المدني التوجه إليها، قبل طرح أفكارهم على الجمهور، ينبغي أن يكون الدرس الأول في التسويق. أما الرهان على الهوامش وعلى حسن إدارة التحالفات فهو رهان على وهم.

 

رئيسة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لـ«الشرق الأوسط»: عدالة متأخرة أفضل من منقوصة

القاضية هردليشكوفا قالت إنها المرة الأولى التي تقدم أدلة اتصالات بهذا التعقيد

لايدسندام: ثائر عباس/الشرق الأوسط/09 شباط/18

في بلدة لايدسندام، القريبة من لاهاي، يستوقفك مبنى محاط بجدول مائي شبيه بالجداول التي كانت تحيط بقلاع القرون الوسطى في أوروبا. في هذا المبنى، تدور منذ تسع سنوات عملية معقدة صعبة الفهم، على المتابعين العاديين، لكنها تنم عن دقة شديدة ومتابعة لتفاصيل التفاصيل في قضية اغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري و21 من رفاقه.

ففي الرابع عشر من فبراير (شباط) الجاري، تكمل قضية اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه عامها الـ13 من دون أن يصدر فيها حكم يبلسم جراح من أصيب، ويداوي أحزان أهل وأصحاب من قتل ظهيرة ذلك اليوم بتفجير هائل، هز بيروت وقضى على ما كانت تشهده من استقرار هش.

وفي الأول من مارس (آذار) المقبل، تكون المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تنظر في قضية الاغتيال وما تفرع منها، قد أتمت عامها التاسع، وهي فترة كانت كافية فقط لتقديم المدعي العام قضيته وعرضها على غرفة الدرجة الأولى التي عليها أن تستمع بدءا من الـ20 من الشهر الجاري لفريق الدفاع في المحكمة ليصار بعدها إلى إصدار الحكم في القضية، على أن ترفع إلى غرفة الاستئناف في مرحلة لاحقة إذا ما استأنف الدفاع – أو الادعاء – قرار الغرفة. أما في حال القبض على أي من المتهمين في أي مرحلة، فالمحاكمات ستبدأ من جديد، كون المحاكمات الحالية هي محاكمات غيابية.

هذه الأرقام تحبط العديد من اللبنانيين، فكيف إذا ما أضيفت إليها أرقام الموازنة السنوية البالغة 60 مليار يورو تقريبا، يدفع لبنان سنويا منها 49 في المائة، لكن من يتابع تفاصيل عمل المحكمة، يدرك أن ثمة حاجة ملحة لعمل دقيق يخرج بتفاصيل واضحة عن جريمة الاغتيال التي غيرت وجه لبنان إلى الأبد. ولهذا يصر كل المعنيين بالملف على التأكيد على أنه خير للعدالة أن تأتي متأخرة من أن تأتي منقوصة، فيذهب كل الجهد الذي وضع فيها أدراج الرياح. المحاكمة بدأت في يناير (كانون الثاني) 2014. ثم توقفت لأنه تم إدخال متهم جديد على المحاكمة، ثم بدأت فعليا في يونيو (حزيران) 2014. هناك ما يفوق 300 شاهد للمدعي العام، تقنيين بمعظمهم وهناك شهود للضحايا وشهود للدفاع أي نحو 450 شاهدا.

يضم هيكل المحكمة الوظيفي 415 موظفا، 64 منهم في بيروت، وواحد في نيويورك، والباقون في مبنى المحكمة في هولندا. يتألفون من 65 جنسية يشكل اللبنانيون منهم 16.4 في المائة، وهي بمثابة أمم متحدة مصغرة حيث توجد فيها كل أقسام الأمم المتحدة على حجم أصغر.

المحكمة، فتحت مؤخرا أبوابها لـ«الشرق الأوسط» وسهلت لها دوائرها زيارة كافة أقسامها واستمعت من المسؤولين عنها لشروحات عن عملهم، وجوانب مخفية منها لا تظهر للرأي العام الذي لا يعرف عنها سوى ما تبثه محطات التلفزة من جلسات علنية لم تقدم أي تفاصيل مثيرة حول جريمة الاغتيال ودوافعها وظروفها وخفاياها، لنخرج بهذا التقرير الموسع.

تعترف رئيسة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، القاضية التشيكية إيفانا هردليشكوفا، بأن العدالة قد تكون «بطيئة» من وجهة نظر الناس العاديين، لكنها ترى ضرورة تحقيق «توازن بين الإنصاف والسرعة».

وتقول القاضية هردليشكوفا، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إنها شخصياً ملتزمة ومهتمة للغاية بالمحكمة، فهي تؤمن «بالعدالة بشكل عام، وبالعدالة الجنائية الدولية بشكل خاص». ولدت هردليشكوفا في أوروبا الشرقية، تحت الحكم الشيوعي، ولهذا «تدرك أهمية العدالة، وخطورة غياب العدالة، ومعنى ذلك». وقد درست القانون، وكذلك القانون الإسلامي. وقبل أن تتعلم العربية، درست الروسية والألمانية وأيضاً الفرنسية، إضافة إلى التشيكية التي هي لغتها الأم. وانطلاقاً من هذا، تقول إنها ترى «كيف يمكن لهذا التنوع أن يُغني العمل القانوني»، مؤكدة أن «هناك التزاماً من قبل جميع العاملين في هذه المحكمة، على اختلاف ثقافاتهم القانونية، بإنجاح هذه المحكمة».

> أين أصبحت المحاكمة في قضية الرئيس الحريري ورفاقه؟

- بدايةً، دعني أُذكّر أن المدعي العام هو من يقوم بالتحقيقات. وعندما تكتمل لديه أدلة كافية، يمكنه عندها أن يقدم إلى قاضي الإجراءات التمهيدية قراراً اتهامياً، وهذا ما حصل في عام 2011، إذ أودع المدعي العام قرار الاتهام أمام قاضي الإجراءات التمهيدية الذي صدق عليه، وبدأ بالمرحلة التمهيدية تحضيراً للمحاكمة. ثم بدأت المحاكمة أمام غرفة الدرجة الأولى في يناير (كانون الثاني) 2014. وربما لاحظتم أن المتضررين أيضاً كانت لديهم فترة أسبوعين لعرض قضيتهم. وبعد الادعاء، يمكن لفرق الدفاع تقديم قضية خاصة بها إذا ما رغبت بذلك.

> هل انتم راضون عن مسار العملية بأكملها أم أن هناك عراقيل وصعوبات تواجهكم؟

- العدالة في كل أنحاء العالم، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، تواجه تحديات كثيرة، لكن الأهم بنظري هو أن إنشاء المحكمة الخاصة بلبنان يعتبر رسالة بحد ذاتها، ويعني أن جريمة الإرهاب لا يمكن أن تمر دون عقاب. العملية طويلة لكن لا شك أننا سنحقق غاياتنا في النهاية.

> كثير من اللبنانيين يشكون من أنها تأخذ وقتاً أكثر من اللازم، بمعنى أن مسألة المحاكمات طويلة لدرجة أنه لم يعد مهماً بعدها ما هو الحكم الذي سيصدر!

- كل المحاكم الدولية، وحتى الوطنية، لا تسير فيها العدالة بالسرعة التي نحتاج. وفي حالة محكمتنا هذه، القضية معقدة للغاية، والأدلة على درجة عالية من التقنية، كما أننا نعمل بثلاث لغات رسمية. وإذا كنتم تتابعون المحاكمة، ستلاحظون أن الفرقاء والقضاة يأخذون كامل وقتهم في شرح هذه الأدلة، ليتمكن الجميع من فهمها. كما أن لدينا حقوق الدفاع، ويجب أن تكون ممثلة بشكل كامل، فهذه المسألة مهمة. وعلى الرغم من أن المتهمين ليسوا معنا، فإنهم يتمثلون من قبل محامين يحمون مصالحهم، ويقدمون أدلة خاصة بهم. ومن الضروري جداً أن نحقق توازناً بين الإنصاف والسرعة. ومهمتنا تقضي بأن نحقق العدالة، ونقوم بمحاكمة عادلة، ولكن يجب أن تكون سريعة ومنصفة أيضاً.

> هل هناك مهلة زمنية معينة؟

- الأمر يتعلق بعوامل مختلفة من الصعب أن نقول بثقة متى يمكن أن تنتهي العملية، لكننا أحرزنا كثيراً من التقدم.

> هناك كثير من الاتهامات للمحكمة بأنها مسيسة، وتعمل وفق أجندة سياسية دولية.. بماذا تعلقون؟

- لدى تأسيس أي محكمة، يجب أن تتوافر الإرادة السياسية لكي تنشأ هذه المحكمة، ولكن بعد أن أنشئت المحكمة الخاصة بلبنان، لم يعد هناك دور للسياسة، فالمحكمة هي هيئة قضائية مستقلة تقوم بعملها، ولهذا السبب نحن موجودون هنا، وليس في بيروت.

> هل هناك ضغوط سياسية أو محاولات تدخل سياسية لبنانية أو غير لبنانية بهذه المسألة؟

- يمكنني أن أؤكد لك أن العمل القضائي للمحكمة هو عمل قضائي مستقل، من دون أي تدخلات سياسية.

> كيف يمكن أن تحدث المحاكمات الغيابية، وفي الوقت نفسه تضمن حقوق المتهمين الذين رفضوا الاعتراف بالمحكمة، والتجاوب معها؟

- المحكمة الخاصة بلبنان هي المحكمة الأولى منذ محاكمة نورنبرغ، التي سمحت بإجراء المحاكمات الغيابية. وكان هناك تردد كبير لدى المجتمع القانوني الدولي في إجراء المحاكمات الغيابية، بهدف ضمان حقوق المتهمين أمام المحكمة. ولكن إذا ما نظرنا إلى المحاكمات الغيابية، نلاحظ أنها تختلف تماماً عما حصل منذ 20 سنة، فهناك شروط صارمة جداً يجب أن تستوفى لتقرر الشروع بمحاكمات غيابية، والغرفة هي التي تنظر إلى هذه الشروط، وتقرر إذا ما استوفيت، الشروع بهذه المحاكمات الغيابية. كما أود أن أذكر أن معظم الدول التي تعتمد القانون المدني تسمح بإجراء محاكمات غيابية، وحتى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، في قرارات صادرة عام 2006، وأخيراً عام 2011، حددت عدداً من الشروط الصارمة التي يسمح بظلها بإجراء محاكمات غيابية، والنظام الأساسي للمحكمة الخاصة بلبنان يستوفي كل هذه الشروط وينص عليها. وبرأيي، إن دور العدالة الجنائية الدولية لا يقضي فقط بمعاقبة مرتكبي الجرائم، بل هناك دور مهم لإحقاق العدالة للمتضررين، فهل يعني غياب المتهمين أن المتضررين يجب ألا يحظوا بهذه العدالة؟ صحيح، أنه من الأفضل أن يكون المتهم موجوداً في قاعة المحكمة، لكن إذا كان الخيار بين عدم إجراء المحاكمة وإجراء محاكمة غيابية مع معايير عالية وضمانات عادلة لحقوق المتهمين، فأعتقد أن هذا الخيار أفضل، والخيار الأفضل أن تستمر العدالة ويتم إحقاقها. ومن الناحية القانونية، فهذا المبدأ مهم، وما يجري هنا ليس عدالة خلف أبواب مغلقة، بل العملية شفافة للغاية، وتتسم بدرجة عالية جداً من الضمانات والشفافية.

محاكمة أفراد لا جهات

> في حالة الإدانة، هل ستصدر الأحكام بحق المتهمين الأربعة فقط، أم ستطال الجهة التي ينتمون إليها، أو التي دفعتهم للقيام بذلك؟

- في القانون الجنائي، القرار يصدر بحق المتهم الذي يحاكم خلال المحاكمة، فمتى صدر القرار سيصدر بحق هؤلاء المتهمين، وليس هناك أي جهة أو طرف آخر متهم من قبل المدعي العام في قضية عياش وآخرين.

> ألا يتعارض هذا مع مبدأ إحقاق العدالة؟ بمعنى أن المنفذ هو الذي يعاقب بينما من جعله يقوم بهذا العمل يبقى بعيداً عن المنال!

- كما تعلم، فإن المدعي العام هو المسؤول عن التحقيقات، وهو الذي يقرر بناء على الأدلة التي يجمعها من يتهم. ومن ثم، يدقق القضاة في الأدلة المقدمة من الطرفين، وهذه الأدلة هي نتيجة التحقيقات التي أجراها المدعي العام.

> الأدلة الموجودة التي يتم التعامل معها صعبة الفهم على الناس العاديين، لكن هل أقنعتكم هذه الأدلة؟ وهل هي كافية لمحاكمة فعلية؟

- أنا أترأس غرفة الاستئناف أمام هذه المحكمة، وبالتالي قضاة غرفة الاستئناف سيتمكنون من تفحّص هذه الأدلة، إذا ما أحيلت القضية إليهم في حال الاستئناف. أما القضية الآن، فهي لا تزال أمام غرفة الدرجة الأولى، وقضاة الدرجة الأولى هم الذين يقيّمون هذه الأدلة بناء على خبرتهم المهنية.

والمبدأ في المحاكمة هو قيام المدعي العام بعرض أدلة، ومن ثم تقوم جهة الدفاع بعرض الأدلة الخاصة بها، ومن ثم يقوم القضاة بإصدار قرارهم بالاستناد إلى هذه الأدلة المقدمة. وهذه الأدلة صعبة للغاية، وهذه المحكمة سباقة من عدة نواحي، إذ إنها المرة الأولى التي تقدم بها أدلة اتصالات بهذا التعقيد والحجم أمام محكمة دولية.

المحكمة في أرقام

> يضم هيكل المحكمة الوظيفي 415 موظفاً، 64 منهم في بيروت، وواحد في نيويورك، والباقون في مبنى المحكمة في هولندا، ويتألفون من 65 جنسية، يشكل اللبنانيون 16.4 في المائة منهم.

> موازنة المحكمة نحو 60 مليار دولار سنوياً، يدفع لبنان 49 في المائة منها.

> بعد لبنان، الولايات المتحدة الأميركية هي المساهم الأكبر، يليها الاتحاد الأوروبي، ففرنسا وبريطانيا وألمانيا.

> 28 دولة قدمت مساهماتها خلال السنوات التي تلت إنشاء المحكمة التي لا تأخذ الأموال إلا من دول (لا أفراد ولا منظمات غير ربحية) وفقاً لقرار من مجلس الأمن.

> قسم اللغات هو أكبر الأقسام.

الموازنة... هاجس سنوي مصدره لبنان

> شكلت موازنة المحكمة مادة دسمة في السجال الداخلي اللبناني، ففريق «8 آذار»، الذي يضم «حزب الله» وحلفاءه، فتح معركة تمويل المحكمة في كل ربيع منذ تأسيس المحكمة، وكان يعرقل انسيابية وصول التمويل اللبناني عبر الحكومة، لكن التمويل كان يصل في كل مرة بطريقة مختلفة: فمرة يدفعها مصرف لبنان، ومرة أخرى المصارف، ومرة ثالثة يتم تحويلها بأمر من رئيس الحكومة دون مرورها بمجلس الوزراء.

وهاجس التمويل موجود في المحكمة، رغم عدم التصريح المباشر به.

ويشرح رئيس قلم المحكمة، داريل مونديس، لـ«الشرق الأوسط»، آلية التمويل التي تبدأ بإعداد الموازنة داخل المحكمة بعد تحليل الاحتياجات، لنصل إلى موازنة واقعية مع احتساب المخاطر. وترفع الموازنة إلى لجنة الإدارة التي تضم لبنان بشكل أساسي ودول أخرى (9 دول والاتحاد الأوروبي).

وعن المصاعب التي تواجه المحكمة في كل عام لتأمين التمويل اللبناني، يقول داريل: «هناك تقارير إعلامية كثيرة حول كيفية الحصول على التمويل، ومن أين يأتي، لكن هذا لا يكون أبداً موضوع نقاش مع المسؤولين اللبنانيين. كل ما أذكره هو ضرورة حصولنا على مساهمة لبنان، أما كيف تأتي هذه المساهمة، فهذا شأن لبناني داخلي».

ويشرح: «أعضاء اللجنة هم مساهمون دائمون، باستثناء دولة أو دولتين، ونحن نتوقع كل عام مثلاً 10 ملايين دولار أميركي من الولايات المتحدة، و5 ملايين يورو من الاتحاد الأوروبي. ولهذا نحتاج عادة ما بين 8 إلى 12 مليون يورو سنوياً لتغطية الفارق».

هل من خطة طوارئ؟

يقول: «ناقشنا الموضوع، ودرسنا إمكانية ألا يدفع لبنان حصته أو يتأخر في الدفع، لكن من الواضح أن لبنان يتوجب عليه قانوناً أن يدفع حصته، كما هو واضح في قرار مجلس الأمن المتعلق بإنشاء المحكمة. أفهم أن الأمر يشكل تحدياً كل سنة للسلطات اللبنانية، وإذا ما أحسسنا بإمكانية حصول مشكل في التمويل، نلجأ إلى اعتماد سياسة تقشف، كما نقوم بمناقشة الأمر مع الدول الممثلة في لجنة الإدارة، أو نبحث عن دول محتملة للتمويل».

 

الاحزاب القومية والوطنية والعلمانية: هل تنجح في تأكيد حضورها الانتخابي؟

 قاسم قصير/مجلة الامان/09 شباط/18

لعبت الاحزاب الوطنية والقومية والعلمانية في لبنان دورا مهما في الحياة السياسية والشعبية اللبنانية طيلة عشرات السنين الماضية، لكن دور هذه الاحزاب تراجع بعد وقف الحرب الاهلية واتفاق الطائف وفي ظل بروز الاحزاب الطائفية وانتعاش الانتماءات المذهبية.

فكيف تتوزع خريطة هذه الاحزاب اليوم في ظل الدخول في اجواء الانتخابات النيابية؟ وهل ستنجح هذه الاحزاب في اعادة تأكيد حضورها السياسي والشعبي والنيابي بعد تراجع هذا الدور في السنوات الاخيرة؟.

خريطة توزع الاحزاب اليوم

بداية كيف تتوزع خريطة الاحزاب القومية والوطنية والعلمانية اليوم؟

يمكن تقسيم هذه الاحزاب الى عدة مجموعات : الاحزاب اليسارية والشيوعية ، الاحزاب القومية والناصرية، والاحزاب العلمانية غير الطائفية.

اولا : الاحزاب اليسارية والشيوعية ومن ابرزها الحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل الشيوعي وحركة اليسار الديمقرطي والحزب الديمقراطي الشعبي والمجموعات المنشقة عن الحزب الشيوعي ، ولقد تراجع دور هذه الاحزاب كثيرا في السنوات الاخيرة وان كان الحزب الشيوعي حافظ على حضوره الشعبي لكنه لم ينجح في دخول المجلس النيابي، اما حركة اليسار الديمقرطي فقد اوصلت نائبين من خلال تحالفها مع قوى 14 اذار في الانتخابات الماضية.

ثانيا :الاحزاب القومية والناصرية ومنها تجمع اللجان والروابط الشعبية والتنظيم الشعبي الناصري وحزب الاتحاد وحركة الشعب وحزب البعث السوري وحزب البعث العراقي الذي ينشط حاليا باسم حزب الطليعة والمؤتمر الشعبي اللبناني وحركة المرابطون، ومجموعات واحزاب قومية وناصرية صغيرة ، وقد نجحت هذه الاحزاب في ايصال عدد من النواب الى البرلمان اللبناني اما بفضل قوتها الشعبية او من خلال التحالف مع حزب الله وحركة امل وهي ستحاول اليوم اعادة اثبات حضورها السياسي والشعبي عبر تشكيل تحالفات جديدة.

ثالثا : الاحزاب العلمانية وغير الطائفية ومنها الحزب القومي السوري الاجتماعي والذي لعب دورا مهما في الحياة السياسية اللبنانية لكن دوره تراجع نسبيا مع احتفاظه بحضور مهم في بعض المناطق ، وحركة التجدد الديمقراطي والتي كانت منضوية الى قوى 14 اذار لكنها استقلت عنها ، وبرز مؤخرا حزب سبعة وهو ذو طابع شبابي. ولم نتحدث عن الحزب التقدمي الاشتراكي كون اصبح له خصوصة معينة، وهناك احزاب اخرى كانت علمانية وناشطة لكنها لم تعد فاعلة حاليا، وان كانت مجموعات الحراك المدني تحاول اعادة تنظيم صفوفها حاليا من اجل تفعيل دورها السياسي والانتخابي، كما ان هناك مجموعات شبابية واحزاب بيئية ومدنية تحاول اثبات حضورها السياسي والشعبي.

اي دور انتخابي اليوم

لكن اي دور يمكن ان تلعبه هذه الاحزاب والقوى في الانتخابات النيابية المقبلة؟ وهل ستنجح في اعادة تأكيد حضورها السياسي والشعبي؟

شكّل اعتماد النسبية والصوت التفضيلي في قانون الانتخابات الجديد فرصة ايجابية لهذه الاحزاب والقوى من اجل اعاد تظهير دورها السياسي والشعبي في العديد من الدوائر ، لكن تقسيم الدوائر الاستنسابي وعدم اعتماد الدوائر الكبرى او المتوسطة قد يكون عائقا امام هذه الاحزاب في ابراز قوتها الشعبية.

وقد عمدت معظم هذه الاحزاب والقوى والمجموعات الى البدء بالاتصالات واللقاءات لتشكيل لوائح موحدة في معظم الدوائر، فمجموعات المجتمع المدني اتفقت على خوض الانتخابات في لوائح مشتركة ضمن شعار موحد وان لم يتم اعلان اسماء المرشحين حتى الان ويتم الاتفاق على الية خوض الانتخابات.

واما القوى المدنية واليسارية والديمقراطية والعلمانية وبعض مجموعات المجتمع المدني فقد عقدت لقاء موسعا في الاسبوع الماضي في مسرح المدينة في شارع الحمرا تحت عنوان: مبادرة اللقاء الوطني حول الانتخابات النيابية، وذلك بهدف التعاون والتنسيق لخوض الانتخابات ، ومن ابرز المشاركين في اللقاء الرئيس حسين الحسيني والحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل الشيوعي وحركة الشعب وحركة مواطنون وحوالي 200 شخصية سياسية ونقابية وفنية واجتماعية . وتم التأكيد على ضرورة خوض الانتخابات بشكل موحد والاتفاق على الية للمتابعة.

وبالنسبة للاحزاب والقوى الاخرى وخصوصا الحزب القومي السوري الاجتماعي وحزب الاتحاد والتنظيم الشعبي الناصري وحزب البعث السوري وبعض القوى الناصرية فهم سيخوضون الانتخابات بالتحالف مع حركة امل او حزب الله وسيتوزعون على مختلف الدوائر وهناك حظوظ كبيرة لبعض هذه الاحزاب والقوى بان تستعيدها حضورها النيابي والشعبي في الانتخابات المقبلة. وتسعى حركة التجدد الديمقراطي لابراز دورها المستقل عبر ترشيح نائب رئيسها الدكتور انطوان حداد ، كما ينشط حزب سبعة وهو اطار جديد لتأكيد حضورها الشعبي وقد انضمت اليه مؤخرا الاعلامية بولا يعقوبيان.

اذن فان الانتخابات النيابية المقبلة ستشكل فرصة مناسبة لهذه الاحزاب والقوى العلمانية والمدنية واليسارية والقومية والناصرية من اجل تأكيد حضورها الشعبي والنيابي والسياسي، فهل ستنجح في ذلك؟ الجواب في صناديق الاقتراع في السادس من ايار المقبل.

 

نسمح أو لا نسمح لطيران الهند؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/09 شباط/18

رغبة «إير إنديا»، شركة الطيران الهندية، في تسيير رحلاتها عبر أجواء السعودية المتوجهة إلى الغرب والتوقف في إسرائيل، وجدت مساحة واسعة في إعلام «العدو» الحالي، حيث اتهم السعودية بأنها سمحت للهنود بالمرور إلى «العدو» القديم إسرائيل. الجهة المعنية، هيئة الطيران المدني السعودية، نفت وأكدت أنها لم تعط موافقتها. لكن لنتأمل المسألة بواقعية، ومن منطق المصلحة والعلاقات الدولية. الحقيقة لا يوجد دافع قوي، ولا منطق سياسي يحول دون منح الإذن لكل طيران العالم بعبور الأجواء السعودية، باستثناء طيران ثلاث دول هي إسرائيل وقطر وإيران. هذه الدول يفترض أن يستمر منع طيرانها حتى يحين الوقت ويتم التصالح معها. فمن العداء ممارسة حقوق السيادة، بما فيها منع عبور الأجواء، أو منع غيرها لإشكالات أمنية مُحتملة من وراء السماح لطيرانها فوق أراضي الدولة.

علاقاتنا ببقية دول العالم جيدة ويفترض أن يسمح لطيرانها المدني بالمرور في أجواء السعودية بغض النظر عن وجهة سفرها. فإذا كانت الرحلات الهندية ذاهبة إلى أثينا أو نيويورك أو غيرها من وجهات السفر، ورغبت في التوقف في مطار إسرائيلي، فلماذا نعاقبها بالمنع؟ وللعلم إسرائيل هي من تستمتع بنقل الركاب في ظل المنع وغياب شركات الطيران الدولية الأخرى، التي لا تريد عبور المسافة الإضافية وتقدر بساعتين تقريباً في حالة السفر في طريق ملتوية بين الهند وإسرائيل.

وفي كل الحالات الخلاف مع إسرائيل واضح جداً، ولا يفترض من دولة مثل قطر تملك علاقات شبه كاملة مع إسرائيل أن تملي علينا، من خلال أجهزتها الدعائية، كيف ندير أجواءنا أو مياهنا. لقد مرت الدول العربية بنقاش حول مفهوم المقاطعة ووافقت المؤسسات العربية المعنية على التفريق بين المقاطعة المضرة بإسرائيل والمقاطعة المضرة بالعرب، وقبلت بإجراء تعديلات كثيرة عليها. منطق المقاطعة القديم، ليس كله محاصرة إسرائيل، فالذين كتبوه كانوا من دول اليسار العربي، وجزء من توجهاتهم منع المتاجرة مع الغرب. كانوا يحظرون علينا استيراد معظم الإلكترونيات، مثل منتجات شركة آبل، وكانت في الماضي تمنع شركات كبرى مثل زيروكس. وكانت قوائم الممنوعات يعدها مكتب المقاطعة في دمشق الذي يتحكم في تجارة دول الخليج التي كانت تأتمر بأمر دول لا تستوردها بحكم عدائها للغرب أو حظر الغرب التعامل معها أصلاً، مثل سوريا. وكان الفساد متفشياً في تلك الإجراءات بحيث تركت المفاوضات في السابق لحكومات ومؤسسات أساءت استخدام سلطاتها غالباً لأهواء حكوماتها أو حتى لمصالح مالية. وقد جرت حملة كبيرة نجحت مؤخرا في تصويب مفاهيم المقاطعة وتنقية القوائم السوداء. وعندما نتأمل رغبة طيران «إير إنديا» فعلينا أن نفكر فيها، وفي القضية بمجملها. فشركة الطيران الإسرائيلية مستفيدة من الوضع والحظر، وإن كانت طائراتها تطير ألفي كيلومتر إضافية في ظل امتناع معظم الشركات عن القيام بذلك. والأمر الآخر، شركات الطيران العالمية تنقل معظم نشاطاتها إلى أجواء مثل تركيا وغيرها. كما أن العمل السياسي الذي يخدم الفلسطينيين، والقضية الفلسطينية بشكل عام، يفقد أدواته، عندما لا يملك ما يساوم عليه في كل أزمة. حتى في الخلافات والحروب والعداوات دائماً هناك منطق يسير العلاقات والعقوبات فلماذا لا نقرر كل حالة وفق ظروفها بدلاً من أن نجعل الدوغمائيين والمغرضين يتلاعبون بِنا؟

 

إنها تحبه... إنها تحبه

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/09 شباط/18

لم يعرف ألبير كامو والده، الذي قتل جندياً في حرب 1914 قبل أن يكمل عامه الأول. ونشأ يتيماً في أحد أفقر أحياء مدينة الجزائر، فيما كانت أمه تعمل شغالة في البيوت. ربي في الفقر، لا في البؤس، كما قال، أما البؤس، فكان ما يراه عند أترابه الجزائريين. أما السعادة فكانت تأتيه وافرة من الشمس والبحر. وذروة القصة ليست غياب الأب عن الطفولة، بل حضور الأم الحزين: امرأة متعبة ومصابة بمرض التوحد، قليلة الكلام و«لا تعرف الكثير منه في أي حال». صدر كتاب «الرجل الأول» بعد وفاة كامو، الذي توفي في حادث سيارة قبل وفاة أمه بأشهر قليلة. عاشت في صمتها و«مدار عزلتها» لكي تراه يفوز بنوبل الآداب، ثم يُقتل وهو شاب تحتفي به فرنسا والأدب العالمي. لم يكتب «الرجل الأول» على شكل سيرة ذاتية، بل رواية بطلها جاك كرومري، لكن لم يترك شكاً في ذهن أحد أنه يكتب عن أمه. حين بلغ عتبة الباب فتحت له أمه ورمت نفسها بين ساعديه. وكما تفعل كلما اجتمعا، قبلته مرتين وثلاثاً، وهي تشدّه إليها بكل ما تملك من عزم، فأحس في ساعديه وقع عظامها ونتوءات كتفيها. قالت «ابني، كنتَ بعيداً جداً». وأقفلت عائدة بسرعة إلى الشقة وأخذت مقعداً لها في غرفة الطعام المواجهة للشارع العام؛ لم تعد تفكر فيه، هكذا بدا، بل كانت تختلس النظر إليه بين الحين والآخر، وعلى وجهها تعابير زمن مضى، كأنما تراءى، له، أنه في الطريق لأن يفسد عليها عالم عزلتها الذي بنته حول نفسها. لقد بدا له وهو يجلس بقربها أن شيئا ما يقلقها، فأدارت وجهها نحو الشارع بكثير من الرومانسية والغنج، ولتعود إلى جاك وفي عينيها شيء من الدفء والسلام.

كان الشارع قد غدا أكثر ضجيجاً وحركة حافلات الركاب أكثر كثافة. راقب كرومري والدته في ثوبها الرمادي وفوقه وشاح أبيض، متجمدة فوق الكرسي غير المريح نفسه قرب النافذة، وحيث تجلس دائماً، فيما تقوّس ظهرها بعض الشيء بفعل العمر. هي الآن كما كانت قبل ثلاثين سنة، ورغم بعض التجاعيد فلا تزال تحتفظ بذلك الوجه القديم الساحر. تتكرر الأم الصامتة في جميع مؤلفات كامو منذ عمله الأول. ثم تظهر صامتة وحزينة في «الغريب»، وتطل بصمتها في «الطاعون» التي نال عليها نوبل، لكن الحنان بينها وبين ابنها لا حاجة إلى تعبير. أما جاك كرومري في «الرجل الأول»، فيعبر عن مشاعره بألف طريقة، ثم يخترق صمتها هاتفاً بكل سعادة: «إنها تحبني، إنها تحبني».

 

إخراج السلطان سليم من مصر!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/09 شباط/18

لست من محبذي تغيير أسماء الشوارع الكبرى والميادين الجامعة، خصوصاً تلك الأسماء التي مرّت بها الدهور وكرّت عليها القرون. يستثنى من ذلك حين يراد تكريم شخصية قدمت للبلاد أو للإنسانية خدمة جلّى، ليس في الحروب فقط، بل بكل مجال، أو تخليد حدث ما يهمّ البلاد، حدث ضخم كبير نادر. هنا، يصبح وسم الشوارع والميادين بميسم جديد مسوّغاً. غير ذلك، أظن أن أسماء الشوارع والميادين والمباني جزء من الذاكرة التاريخية، حتى لو حلّ زمن وعهد ونظام سياسي محلّ آخر. قد يكون هذا الكلام به شيء من المثالية، ولا يتسق مع حرارة المشاعر الآنية، وبصراحة، قليل هم من يقاومون استفزاز الاسم لهم، إذا ذهب صاحب الاسم وذهبت معها قوته وسحره. لا يخفى أن هناك ما يشبه الحرب الباردة بين مصر وتركيا؛ مصر الرافضة لحكم الإخوان ومن يلوذ بكنف الإخوان، الثورجية، وتركيا التي يقودها صاحب المزاج «العصمنلي» الحارّ، الرئيس رجب طيب إردوغان. ليست مصر فقط من تأنف من هذا المزاج الهجومي التركي الجديد على قضايا العرب، تحت رايات الباب العالي الجديدة، بل عدة دول عربية وغير عربية. أخيراً، وفي ظل هذه الحالة، أصدرت السلطات المصرية المحلية قراراً بتغيير اسم السلطان العثماني الموجود بأحد شوارع حي الزيتون بالعاصمة المصرية القاهرة. نعلم أن سليم الأول، «سليم ياووز» بالتركية يعني القاطع، استولى على حكم مصر 1517، بعدما هزم المماليك وقتل آخر ملوكهم طومان باي. ليس هذا أول تغيير لأسماء الشوارع والميادين والمباني بمصر، خصوصاً بعد أن ظفر الضباط الأحرار بحكم مصر منذ 1952 وإنهاء العهد الملكي؛ مثلاً استبدل بشارع الملك فؤاد، 26 يوليو، وقبل ذلك ميدان الإسماعيلية، نسبة للخديوي إسماعيل، صار ميدان التحرير، وهكذا. بالمقابل، ثار غضب الرئيس التركي، حميّة «عصمنلية»، على من نقد الحاكم العسكري للمدينة المنورة أثناء الحرب العالمية الأولى، الذي نكّل بالأهالي شر تنكيل، ورأى رجب طيب إردوغان أن ذلك القائد، فخر الدين باشا أو فخري باشا، شخصية معظمة، وأنه من أجداده الذين يفخر بهم، فوجه رئيس بلدية أنقرة بتغيير اسم الشارع الذي تقع فيه سفارة دولة الإمارات، ليصبح «فخر الدين باشا»! أما أشهر تغيير اسم شارع من باب «الكيد السياسي»، فكان تسمية الشارع الذي تقع فيه السفارة المصرية بطهران إلى اسم «خالد الإسلامبولي»، الإرهابي قاتل الرئيس أنور السادات.حاصل القول: إذا كان الاسم محفوراً بالذاكرة، حلوة أو مرّة كانت الذاكرة، سيظل معلماً على الأماكن، رغم قرارات البلديات والمحافظات، والله أعلم.

 

إيران تتخفى وراء القناع السويدي

أمير طاهري/الشرق الأوسط/09 شباط/18

على مدى العقد الماضي، كان شهر فبراير (شباط)، الذي يقابله شهر بهمان على التقويم الإيراني، يتميز بسلسلة من الأنشطة السياسية المحمومة في إيران تحت ظل نظام الخميني، إذ يصادف الأول من فبراير الذكرى السنوية لعودة آية الله الخميني إلى طهران بعد 16 عاماً كاملة قضاها في المنفى. ويذكرنا الحادي عشر من فبراير ببلوغ الثورة ذروتها، وهو اليوم الذي اختفى فيه شابور بختيار، آخر رئيس لوزراء إيران في عهد الشاه، تاركاً المشهد السياسي الإيراني فارغاً تماماً سرعان ما ملأه أنصار الخميني وأدعياؤه الذين كانوا في حالة من الذهول التام للسهولة التي استولوا بها على السلطة في البلاد.

وتتميز الثورة الإسلامية في إيران بعدم وجود معارك ثورية، وعدم وجود تقلبات عنيفة، مع انعدام الفرص تماماً كذلك لوجود الألاعيب البطولية أو الإشكاليات الخداعية التي ترافق الثورات عادة. ولقد استغرق الأمر من ثورة الخميني قرابة أربعة أشهر لتحقيق النصر الكامل، وهي فترة ليست كافية تماماً للسماح لكثير من الناس باستحضار سير البطولة والفداء الذاتية. وقبل عام واحد فقط من تاريخ الانتصار النهائي في الثورة الإيرانية، وفي يوم الحادي عشر من فبراير، كان بعض الملالي، ممن برزوا كأوصياء وحراس للثورة الوليدة، ومن بينهم آية الله أحمد جنتي الرئيس الحالي لمجلس صيانة الدستور الإيراني بالغ القوة والنفوذ، كانوا يقبلون يد الشاه خلال حفلات استقبال رجال الدين في القصر الملكي. وهناك أوصياء آخرون للثورة، ومن أبرزهم حجة الإسلام مرتضى مطهري، كان على قائمة رواتب الإمبراطورة الإيرانية فرح بهلوي، باعتباره أحد أعضاء الصالون الفلسفي الذي أنشأته الإمبراطورة قتلاً للملل والضجر في حياتها الرتيبة.

بيد أن الثورة لم تدم طويلاً بدرجة تكفي لترسيخ ميولها الآيديولوجية الجديدة.

واعتقدت طائفة من الشيوعيين الموالين للاتحاد السوفياتي، إلى جانب بعض الماويين المذهبيين، وأنصار فيدل كاسترو، وتروتسكي، وجوزيف تيتو، أن هذه الثورة ليست إلا ثورتهم هم، تماماً كما صنع أنصار رئيس الوزراء الأسبق محمود مصدق، وغيرهم من أنصار التغريب في العالم الثالث، وكثير من الملالي من جميع الأطياف والخلفيات. وكان الفراغ الآيديولوجي مملوءاً خلال العام الأول من الثورة الإيرانية بالقصة الدرامية المتعلقة بالاستيلاء على مبنى السفارة الأميركية واحتجاز الدبلوماسيين رهائن بداخلها. وبمجرد ما تحولت حكاية السفارة والرهائن إلى ما يشبه الدراما التلفزيونية من الدرجة الثانية والباعثة على الضجر، تحرك الديكتاتور العراقي الأسبق صدام حسين لإنقاذ المشهد بعملية غزو إيران عسكرياً، وبالتالي يساعد النظام الخميني الجديد على ملء الفراغ الآيديولوجي القميء في البلاد. وخلال العامين الأولين من تلك الحرب، حافظ النظام الحاكم في إيران على ارتفاع درجة الحرارة الثورية من خلال عمليات الإعدام الجماعية، وقرارات تطهير المؤسستين العسكرية والمدنية، وإهدار الأرواح البشرية في المناورات غير الفعالة في ساحات القتال في العراق، واغتيال الرجال الذين اعتبرهم الخميني يشكلون التهديدات المحتملة على السلطة. ومع واقع استخدام الفرع اللبناني لـ«حزب الله» في احتجاز الرهائن الغربيين، أضاف الملالي مزيداً من التوابل الحريفة إلى طبق الثورة اللذيذ الذي يعده ويقدمه الملالي.

ومع نهاية الحرب العراقية الإيرانية، ووفاة الإمام الخميني، وجد النظام الحاكم الجديد نفسه في حالة من العري الآيديولوجي المفاجئ. ثم، كان اعتماد «الجهاد» ضد الولايات المتحدة (الشيطان الأكبر) هو الآيديولوجيا الرسمية والأساسية للنظام الإيراني. وفي السياق ذاته، لم يكن هناك مفر من تبني الموقف المناهض لإسرائيل، وإن كان على نحو عرضي غير أكيد. وتناسى الملالي أنها، أي إسرائيل، هي التي أمدتهم بالسلاح اللازم لمحاربة صدام حسين، ودعوا، عبر حالة سخيفة من نكران الجميل والجحود، إلى «إزالة الكيان الصهيوني من الوجود». وبمجرد إرساء دعائم العقائد المناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل في النظام الإيراني، حاول الملالي نسج شبكة معقدة من الهراء والترهات الآيديولوجية من حولهم. وفي عهد علي خامنئي، نظمت الجمهورية الإسلامية الندوات السنوية التي تحمل العناوين الرنانة مثل: «نهاية أميركا»، و«عالم بلا إسرائيل». كما أقام النظام الإيراني منصة سنوية، دائماً ما تُقام في شهر فبراير من كل عام لمنكري المحرقة النازية، من أصقاع العالم كافة. وتُمنح خلال تلك الفعاليات مختلف الجوائز المخصصة لأفضل الأعمال الفنية، والملصقات، والصور المعادية للسامية. وبحلول عام 2013، أصبح وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قادراً على الزعم بأن الجمهورية الإسلامية حققت النجاحات، واحداً تلو الآخر، في تصدير ثقافة الثورة الإيرانية إلى الخارج، بصرف النظر تماماً عما يعنيه ذلك الأمر في الواقع.

ولقد استشعرت حكومة الرئيس حسن روحاني الجديدة نوعاً من الثقة حتى صار النظام الخميني قادراً على الحديث مثل السويد، ولكنه يتصرف مثل كوريا الشمالية، وذلك بفضل الدعم الذي قدمه الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما. ومع ذلك، يبدو أن وصول الرئيس الجديد دونالد ترمب إلى عتبات البيت الأبيض قد سبب كثيراً من الإرباك لدى الملالي، وأجبرهم على النظر ملياً، والتفكير فيما إذا كان لا يزال من الممكن خداع الأميركيين وبقية دول العالم في أثناء متابعة تدابير القمع في الداخل ومواصلة سياسات زعزعة الاستقرار في خارج البلاد. وبالمعنى الدقيق، لم يفعل الرئيس ترمب حتى الآن أي شيء ملموس ضد الملالي في إيران باستثناء الإعراب عن التعاطف مع الاحتجاجات العارمة التي اجتاحت البلاد في الآونة الأخيرة. ورغم ذلك، فإن حقيقة أن ترمب سبب الحيرة الشديدة للملالي وتركهم يخمنون ويتوقعون نياته وخطواته المقبلة قد أثرت كثيراً وبالفعل على سلوكياتهم.

وبادئ ذي بدء، أوقفت طهران تماماً الأفعال الاستفزازية البحرية التي كانت تقوم بها في مضيق هرمز والمناطق المحيطة به، الأمر الذي نال استحسان وزارة الدفاع الأميركية. وطوال فترة رئاسة باراك أوباما كانت البحرية الإيرانية تطلق دفعات من القوارب المسلحة ضد القطع والوحدات البحرية الأميركية العاملة في المنطقة مع القوارب السريعة الصغيرة التي تقترب من المدمرات الأميركية مثل كثير من الدبابير التي تحاول لسع الفيل الكبير.

ولكن في عهد الرئيس ترمب، رغم كل شيء، باتت الدبابير الإيرانية أبعد ما تكون عن الفيل الأميركي. وعلى نطاق آخر، أوقفت طهران كذلك الندوات «الاستهلاكية» السنوية التي تحمل شعارات «الموت لأميركا» و«عالم بلا إسرائيل». ولقد أصدرت الخارجية الإيرانية عشرات من التأشيرات للمحترفين من منكري المحرقة النازية لليهود وأنصار معاداة الولايات المتحدة، وأغلبهم قادم من بلدان أوروبية ومن الولايات المتحدة ذاتها، غير أن دخولهم ومغادرتهم لإيران كانت أبعد ما تكون عن أضواء الإعلام والصحافة. والأهم من ذلك، ربما، أن النظام الخميني، الذي لم يمر عليه يوم من دون احتجاز بعض الرهائن الأجانب، لم يجرؤ على احتجاز أي رهينة جديدة أميركية الجنسية. ومن أبرز الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى طهران هم من الرعايا مزدوجي الجنسية الذين مارسوا الضغوط في الولايات المتحدة ضد الجمهورية الإسلامية تحت إشراف المستشار الخاص الأسبق للرئيس أوباما، بن رودس.

وفي محاولة للتصدي لضغوط الرئيس ترمب بشأن ملف حقوق الإنسان في إيران، تصرف الملالي خلافاً لطبائعهم المعتادة وتخيروا عدم تنفيذ المذابح بحق المواطنين في الشوارع خلال الاحتجاجات الأخيرة التي اندلعت في مختلف أرجاء البلاد. والأمر الأكثر إثارة للأهمية، أن جميع أوصياء النظام الإيراني، بمن في ذلك خامنئي نفسه، الذين يستفيدون أيما استفادة من الاحتجاجات والانتقادات في الإسلام، قد اعتمروا الأقنعة السويدية الناعمة التي تُخفي وراءها الوجه الكوري الشمالي القبيح. وعلى الصعيد الإقليمي، كذلك، يحاول الملالي التحدث باللهجة السويدية الراقية.

فإنهم يصرون الآن على تقليص وجودهم في الداخل السوري، إذ يزعمون في وسائل إعلامهم أنهم قد انتصروا بالفعل في الحرب لصالح فتاهم المحبب بشار الأسد. ويوم الأحد الماضي، أعلن وزير الدفاع الإيراني الجنرال أمير حاتمي عن عرض بلاده تقديم المساعدات العسكرية إلى أفغانستان لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي وجماعاته المنتشرة هناك. والمسألة المقبلة التي أتوقع من طهران أن تبدأ في التغني بألحانها على الإيقاع السويدي تتعلق بمطالب الرئيس ترمب بإعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي الإيراني المبرم في عهد سلفه أوباما.

وكان اللحن المبدئي الصادر عن طهران يفيد بأنه «كلا! كلا! لن يكون!»، مع لكنة كورية شمالية فظة ومزعجة. ومع ذلك، وفي الآونة الأخيرة، تسربت إلى مسامعي نغمة جديدة ولطيفة وحانية تقول: «ربما يا طفلي المدلل العزيز»، ولكنها بلكنة سويدية رخيمة وراقية!

 

الخليج والتحولات الإقليمية والدولية

د. شملان يوسف العيسى/الشرق الأوسط/09 شباط/18

عُقد في الكويت في الفترة من 2 - 3 فبراير (شباط) 2018 اللقاء السنوي الثامن والثلاثون لمنتدى التنمية الخليجي، وكان عنوان الندوة «الخليج والتحولات الإقليمية والدولية»، وألقي في هذا اللقاء 6 أوراق بحثية تتعلق بالخليج. قبيل الحديث عما دار في المنتدى الخليجي، تجدر الإشارة إلى أن الهدف الرئيسي لمنتدى الخليج الذي تأسس قبل ثمانية وثلاثين عاماً هو إيجاد مناخ علمي وفكري يخلق الصلة والتفاعل بين أبناء المنطقة حول قضايا التنمية، ويكرس الجهود نحو دراسة أوضاع التنمية وتحليل عقباتها واستشراف حلول لها - ويضم المنتدى رجال أعمال ووزراء سابقين وأكاديميين وصحافيين وكُتّاباً وكل المهتمين بالتنمية في الخليج. الورقة الأولى التي نوقشت في المؤتمر هي للدكتور حمد الثنيان، من الكويت، تحت عنوان «تأثير السياسة الأميركية على مدركات السياسة الخارجية لدول مجلس التعاون». التساؤل الذي طرحه الكاتب هو لماذا يقوم الحليف الإقليمي لقوى عظمى بتبني سياسة خارجية حازمة أحياناً وأقل حزماً في أحيان أخرى؟ وقال الكاتب في أطروحته: مستوى حزم السلوك السعودي الخارجي يتناسب عكسياً مع أثر السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة.

وقال إن السياسة الأميركية تحفز الأنظمة الحليفة للولايات المتحدة، بينما السياسة الأميركية السلبية تقوم بالعكس، أما إذا كانت السياسة الأميركية لا تمس الدول الخليجية بشكل مباشر أو غير مباشر فلن يكون لها أي أثر في السلوك الخليجي. أما الورقة الثانية فهي للدكتورة شيخة الشامسي، من الإمارات العربية، تحت عنوان «أثر بروز الصين كقوة عظمى على التنمية الاقتصادية بدول مجلس التعاون»، حيث أكدت في ورقتها أن الصين الدولة الأسرع نمواً في الثلاثين سنة الماضية، حيث تعدى معدل نمو دخلها القومي العشرة في المائة مما جعل منها ثاني اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة، وفي ظل سعي الصين لضمان مصادر آمنة ومنخفضة التكلفة للطاقة سعت لتعزيز علاقتها مع دول الشرق الأوسط وتحديداً دول مجلس التعاون الخليجي وإيران. واستعرضت الكاتبة بروز الصين كقوة عظمى وتطور تجارتها الخارجية، وبعدها تطرقت لتطور علاقة الصين بدول مجلس التعاون، وأثر بروز الصين على التنمية الاقتصادية في دول مجلس التعاون. كما استعرضت الكاتبة حجم التجارة بين الصين ودول الخليج العربية، فحجم التجارة بين الصين ودول مجلس التعاون في عام 1998 بلغ 42.47 مليون دولار، وفي عام 2013 وصل حجم التجارة إلى 1653.47 بليون دولار.

تؤثر الصين على دول الخليج تأثيراً كبيراً، فتراجعُ الطلب الصيني على النفط على أثر الركود الاقتصادي الذي واجهته في 2016، أدى إلى تراجع أسعار النفط وانخفضت إلى مستويات غير متوقعة وصلت إلى ثلاثين دولاراً بعد أن كانت مائة دولار؛ مما أثر في النمو الاقتصادي في دول المجلس. وهنالك آثار إيجابية لصعود الصين الاقتصادي على الخليج... حيث توفر الصين لدول الخليج مصدراً لنقل التكنولوجيا والمعرفة التي تحقق تطوراً في تقنيات التصنيع وبالتالي تحقق ارتفاعاً في الدخل، ودول الخليج استفادت من صناعة البتروكيماويات المتوفرة في الصين.

ومن الآثار السلبية للصين إغراق الخليج بمنتجات صناعية استهلاكية بأسعار منخفضة؛ مما قلص فرص تسويق المنتجات الصناعية المحلية.

الورقة الثالثة للدكتورة فاطمة الشامسي، من الإمارات، وكانت ورقتها عن المستجدات العالمية وتحديات النمو في دول مجلس التعاون، استعرضت الكاتبة إسهامات دخل النفط والاستثمارات الأجنبية لتحقيق التحول والتحديث، حيث استعملت دول المجلس احتياطياتها النفطية لتحقيق التحديث والنمو السريع لاقتصادياتها واحتياجاتها من الاستهلاك وأنشطة الاستثمار المحلية، وتطوير الهياكل الأساسية والبيئة التحتية المادية والبشرية، وخلق فرص عمل. كما استعرضت الركود العالمي وضعف الاستثمار الأجنبي وضعف التعافي الاقتصادي في أوروبا والولايات المتحدة، إضافة إلى صعود آسيا كقوة اقتصادية تقودها الصين والهند وبعض دول آسيا. وذكرت أن تراجع أسعار النفط من أكثر من مائة دولار إلى 30 دولاراً في المرحلة الحالية سيؤثر حتماً في دول الخليج... وألقى الدكتور حامد الحمود العجلان، من الكويت، الورقة الرابعة الخاصة بدور الاقتصاد والتمويل الإسلامي والتنمية، وأكد أن إجمالي الأصول المستثمرة في التمويل الإسلامي قد بلغت 3.4 تريليون دولار، وأقر بأن موضوع الاقتصاد والتمويل الإسلامي ودورهما في التنمية يبقيان موضعين جدليين يختلف فيهما المسلمون بمن فيهم الاقتصاديون والمستثمرون في التمويل الإسلامي، وتركزت الورقة حول هذا الجدل. الورقة الأخيرة للدكتورة هتون أجواد الفاسي، من السعودية، وكانت ورقتها بعنوان المواطنة الخليجية في ظل المتغيرات السياسية والاجتماعية في السعودية... وقد ركزت في ورقتها على: كيف تحاول المرأة الخليجية أن تخرج من المنظومة الجندرية التقليدية التي تختزلها في صورة ودور الكينونة الأنثوية إلى فضاء المواطنة المحايدة نسبياً. نعتذر عن عدم توفر المساحة لاستعراض كل الأوراق المقدمة.

 

استقطاب دولي وانفراد أميركي في سوريا

رضوان السيد/الشرق الأوسط/09 شباط/18

تكثفت الهجمات الروسية - الأسدية على الغوطة الشرقية وعلى إدلب. ويعمل الإيرانيون عن كثب مع الطرفين على الأرض في المنطقتين. ولا يزال الأتراك غارقين في حرب عفرين، كما لا يزالون مصرّين على التقدم نحو منبج بعد عفرين. بل ويتحدثون أيضاً عن الذهاب بعد منبج إلى الحدود السورية - العراقية؛ وخلال ذلك يستمرون في الحملة على الولايات المتحدة وسياساتها في الملف السوري، أو بالأحرى في دعم أكراد سوريا. ويُلمّح الأتراك إلى أن الأميركيين لا يملكون قواتٍ في منبج، ولذلك فلا مانع من دخولها. ويبدو أن ذلك صحيح، ولذلك فإن الأميركيين ومع بدء الانسحاب من العراق، سيرسلون معظم القوات المنسحبة إلى أفغانستان، لكنهم لن ينسوا إرسال بضع مئات إلى منبج لحرمان الأتراك من التقدم باتجاهها أو يشتبكون معهم إن أصرّوا. في الأصل؛ وبحسب «آستانة» ومقرراتها؛ فإن مناطق خفض التصعيد الأربع تشمل إدلب كما تشمل الغوطة الشرقية. إنما منذ أكثر من شهرين؛ فإنّ النظام والروس، ومن ورائهما إيران، مصرّون على الاستيلاء على الغوطة الشرقية، كما أنهم مصرّون على الدخول إلى إدلب. وفي منطقة الغوطة، التي قالت الأمم المتحدة؛ إنه، وبخلاف الاتفاقيات؛ منذ ثلاثة أشهر ما أمكن إدخال المساعدات الإنسانية، ولا توقّف القصف العنيف عليها. ويتحجّج النظام بأنّ حملته على الغوطة سببها القصف الذي يصل منها إلى دمشق وجوارها القريب، بينما يقول الثوار إنهم لا يقصفون دمشق إلا بعد الغارات النظامية والروسية على الغوطة ومدنها وقراها. وهم يتابعون أن النظام عاد لاستخدام غاز الكلور في الغوطة للإضرار بالمدنيين بالذات. أمّا في إدلب وجوارها (قرى من حماة ومن غرب حلب) فإنّ الروس والنظام والإيرانيين يذهبون إلى أنهم إنما يقاتلون الإرهاب (جبهة النصرة)، ويضاف إلى ذلك الآن إسقاطهم طائرة السوخوي الروسية. ويتابعون أنه كان من ضمن اتفاقية آستانة بخصوص إدلب، أن تتولى تركيا عمليات الانتشار بالمنطقة، واستيعاب «جبهة النصرة» وحلفائها، وهي لم تقم بذلك. والأتراك يقولون إنهم انتشروا عبر ثلاثة مراكز، وسيتابعون الانتشار؛ دونما تحديد زمن لذلك!

هناك تحالُفٌ عملي الآن بين روسيا وإيران وتركيا في سوريا. ويبدو أنه في مقابل هذا التحالف، ومن ضمنه التقدم في الغوطة وإدلب؛ فإن تركيا مسموحٌ لها بالتقدم إلى عفرين، خصوصاً أن ذلك يزعج الولايات المتحدة. وهو انزعاجٌ قد يصل إلى حدود الاشتباك إذا تقدمت تركيا إلى منبج.

لماذا بدت السياسة الأميركية في سوريا مختلفة، في الشهور الأخيرة؟ العامل الأول في التغيير النسبي يعود إلى زيادة التنافُر مع موسكو. فقد اعتبر الروس أنّ سوريا صارت لهم في مقابل التنسيق مع أميركا وإسرائيل في جنوب سوريا، من الحدود الأردنية وإلى الجولان، خصوصاً أنه في مقابل ذلك الانسحاب الأميركي من سوريا، ومنذ أيام أوباما، كان ينبغي أن يتقدم الحلُّ السياسي في جنيف، وهو ما لم يحصُل. ولذلك، فإن أميركا وقفت مع المعارضة السورية في موقفها من مؤتمر سوتشي. فالولايات المتحدة أياً تكن انسحابيتها من الملف السوري، لا تستطيع الاستمرار في ذلك، ما دامت لا تستطيع تحمل الإخلال بالتوازن الاستراتيجي، ولو في ساحة جانبية مثل سوريا.

العامل الثاني: الموقف من الأكراد؛ فقد حصل إخلال بهيبة الولايات المتحدة عندما تخلّت عن بارزاني في العراق، وقد أفاد من ذلك الإيرانيون والأتراك، خصوصاً أن واشنطن بذلت جهوداً في العراق، أكبر بكثيرٍ من جهودها في سوريا. ولذلك، فقد أرادت واشنطن إظهار صلابة وصمود مع أكراد سوريا، لكي لا تزداد سمعتُها سوءاً. ثم إن أكراد سوريا حققوا تحت لواء الولايات المتحدة إنجازاتٍ كبرى، وذروتها استعادة الرقة من «داعش». وفي وسع واشنطن، وقد صارت منطقة شمال وشرق سوريا بنفطها ومياهها رهينة لديها، أن تستخدم ذلك في مساوماتها مع موسكو.

والعامل الثالث: إقبال الولايات المتحدة في عهد ترمب على محاصرة النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان... في لبنان لجهات التمويل والإدارة. وفي سوريا لجهة الإبقاء على المعارضة في وجه بشار الأسد والإيرانيين، بحيث تكون الانسحابات متبادلة إذا تقدمت ورقة الحلّ السياسي.

العامل الرابع: استحداث توازُن من نوعٍ ما على الساحة السورية من طريق دعم المعارضة السياسية والأُخرى المسلحة، وطمأنة الأكراد، وطمأنة إسرائيل. وهذا الأمر يطمئن «الحلفاء» المفترضين، بدلاً من أن يضيع هؤلاء مثلما أضاعت أميركا تركيا، ومثلما ستضطر إسرائيل إلى الاعتماد على بوتين، ويضطر الأكراد السوريون للتعاون مع الروس والنظام قبل أن يؤونَ الأوان.

ولذلك كلّه، وكما سبق القول، تبدو الولايات المتحدة مصممة على أن يكون لها دورٌ في الحل السوري أو تستمر الحرب، بدلاً من حدوث خسارة كاملة في العوامل والنقاط التي ذكرناها. ثم إن قواتها في سوريا (أكثر من ألفين) ستزيد ولن تنقص. وهناك نوعٌ من التحدي لروسيا ولتركيا في تسليح الأكراد وتسليح المعارضة (إسقاط الطائرة الروسية، وتدمير الدبابات التركية)، والإصرار على «جنيف» والتقليل من شأن «سوتشي». وزيادة الحملة على الروس وعلى النظام في القصف العنيف على إدلب وعلى الغوطة، وفي الاتهام بالكيماوي، وفي التشهير بتركيا، وفي تهديد إيران بسوء العواقب.

لماذا قلنا في العنوان إن هناك انفراداً أميركياً؟ لأن روسيا لديها تحالف مع إيران وتركيا في سوريا؛ بينما تُطل أميركا برأسها وحدها، لأن الأوروبيين لا يدينون الحملة التركية على عفرين بقوة، ولا يشهّرون بالقصف العنيف على إدلب والغوطة باستثناء فرنسا. وإنما يكتفون بالتركيز على الملف الإنساني والملف الكيماوي. إنما من جهة أخرى؛ فإن روسيا تبدو في موقع الدفاع في مجلس الأمن منذ أكثر من عامين. فحلفاء الولايات المتحدة هم الذين يتقدمون بمشروعات القرارات، وروسيا هي التي تستعمل «الفيتو». وما انخذلت الولايات المتحدة في مجلس الأمن أخيراً إلا في ملف القدس. وسيزداد انخذالُها بعد أن تتبين معالم «صفقة القرن» التي يُعِدُّ لها ترمب، وقد لا يملك الفلسطينيون إلا رفْضها رغم نصيحة الأوروبيين لهم بالتريث!

إن هناك اليوم شعبين عربيين يعانيان أشد المعاناة: الشعب الفلسطيني، الذي تقف الولايات المتحدة في مواجهته مع الصهاينة، والشعب السوري، الذي يقف في مواجهته الإيرانيون وميليشياتهم بالقتل والتهجير والاستيلاء والدعم الروسي. هل يشكّل ذلك تعادُلاً؟ بالطبع لا. وذلك لأن الطرفين الكبيرين في الصراعين الهائلين، إنما يخرجان على القرارات الدولية، وعلى الحسّ الإنساني السليم، وكلٌّ لمصلحة استراتيجية، لا علاقة للشعبين ولمصالحهما بها. وبذلك؛ فروسيا ليست مع الفلسطينيين، وأميركا ليست مع السوريين... «واللهُ غالبٌ على أمْرِه ولكنّ أكثرَ الناسِ لا يَعلَمون».

 

أوهام إمبراطورية

مصطفى زين/الحياة/09 شباط/18

يخلص الكاتب البريطاني باتريك رايت في مؤلفه الجديد «ما وراء الخطوط الديبلوماسية» إلى أن رئيسة الوزراء السابقة مارغريت ثاتشر كانت «أسيرة الفوبيا الألمانية»، وتعتقد بأن لندن ما زالت عاصمة الإمبراطورية العظمى التي لا تغيب الشمس عن ممتلكاتها. وانطلاقاً من قناعتها هذه سعت إلى أن تكون جنوب أفريقيا دولة للبيض وحدهم، ودعت إلى دفع سكان القوارب الفيتناميين إلى عرض البحر ومنعهم من الوصول إلى هونغ كونغ، قبل أن تسترجعها الصين. ويتابع الديبلوماسي السابق أنها كانت تشعر بأن الناطقين بالألمانية سيهيمنون على أوروبا و «أي حديث عن توحيد الألمانيتين كان لعنة بالنسبة إليها».

واقع الأمر أن «فوبيا ثاتشر الألمانية» متجذرة في بريطانيا منذ الحربين العالميتين تغذيها الكتب والأفلام والميديا بكل أنواعها، يضاف إليها الحذر من فرنسا التي وقف رئيسها شارل ديغول ضد دخول لندن السوق الأوروبية المشتركة، وكان يقول إنها «تكره أوروبا وانتسابها إلى السوق سيدمرها». ولم تقبل عضويتها في هذا التكتل إلا بعد موته، ثم انضمت إلى الاتحاد وسمح لها بالاحتفاظ بعملتها. وتأكيداً لقول ديغول و «الفوبيا الألمانية» تقف بريطانيا ضد أي مسعى لتشكيل جيش أوروبي موحد، خوفاً من سيطرة برلين وباريس عليه، مفضلة تعزيز الحلف الأطلسي بقيادة «أبنائنا عبر المحيط»، على ما كانت تقول ثاتشر.

وينتقد السفير الألماني في لندن بيتر أمون هذه الثقافة فيقول إن «التركيز في المملكة المتحدة على أنها وقفت وحيدة ضد هيمنة ألمانيا أفاد المتشددين ضد أوروبا، لكن ذلك لا يحل مشكلاتها المعاصرة». ويوضح أن «هؤلاء المعادين لأوروبا ما زالوا يعيشون مرحلة الحرب العالمية الثانية، ويتجاهلون دور الحلفاء في الانتصار» على النازية، و «حين يقر بعضهم بهذا الدور ينسب الفضل إلى أميركا». تشكل هذه الرؤية البريطانية إلى الذات وإلى أوروبا خلفية المفاوضات لخروج لندن من الاتحاد الأوروبي، ويبدو التركيز على الجوانب الاقتصادية بالنسبة إلى مؤيدي «بريكزيت» مجرد غطاء لهذه الخلفية ولإقناع مؤيديهم بأن بروكسيل تفرض عليهم قوانينها وبأن حكوماتهم المتعاقبة أفقدتهم السيادة، وأتت الفرصة الآن لاستعادة الهوية الوطنية.

ويشير الكاتب غاري يونغ إلى عدد من العنصريين البريطانيين المعادين لأوروبا الذين لعبوا دوراً فاعلاً في الاستفتاء على الخروج من الاتحاد، مثل المسؤول في حزب «الاستقلال» دوغلاس كارويل الذي نشأ في أوغندا، وآرون بانك الذي يمول الحزب وأمضى طفولته في جنوب أفريقيا، حيث كان والده يدير مزارع لإنتاج السكر، كما يدير مزارع أخرى في كينيا وغانا والصومال. وهناك زعيم هذا الحزب اليميني المتطرف هنري بولتون الذي ولد ونشأ في كينيا، فضلاً عن المسؤول عن الميديا خلال حملة «بريكزيت» روبرت أوكسلي الذي لعائلته علاقات وطيدة مع زيمبابوي. ولا ننسى في هذا المجال زعيم الحزب السابق النائب في البرلمان الأوروبي نايجيل فراج الذي يرفع شعار استعادة الهوية الوطنية البريطانية، ويسعى إلى استبدال العلاقات التجارية والسياسية مع بروكسيل بتمتين العلاقات أكثر مع الولايات المتحدة، وكان الرئيس دونالد ترامب اقترح على لندن تعيينه سفيراً في واشنطن. الذين يحنون إلى أمجاد الإمبراطورية العظمى اعتمدوا في حملتهم المضادة لأوروبا على الأرياف والعجائز الذين ما زالوا يعيشون في الماضي، بينما المدن الكبرى والعاصمة تحديداً تتجه إلى المستقبل، ولم يصبها رهاب الأجانب، وأهم مؤشر إلى ذلك أن عدد مؤيدي البقاء في الاتحاد كان النصف تقريباً (48 في المئة). أي أن المملكة المتحدة تخوض صراعاً داخلياً بين الماضويين الذين ما زالوا يعيشون زمن الاستعمار وسيادة الرجل الأبيض في مختلف القارات، والذين يتطلعون إلى علاقات متوازنة مع جيرانهم. أي أن الصراع يتمحور بين العنصرية المتوارثة والمعاصرة. وما شوفينية الذين نشأوا في أفريقيا، ومر ذكرهم سابقاً سوى تأكيد لطبيعة هذا الصراع. المشكلة الآن أن معظم الذين يقودون المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي يشكلون صدى لعظمة الإمبراطورية. ومن يجرؤ منهم على الخروج من هذا الوهم (في مقدمهم) تيريزا ماي، يهدده العنصريون بإطاحته من موقعه. وقد أصبح الصراع على المناصب بين زعماء الحزب الحاكم أساس اللعبة السياسية الداخلية والخارجية. فوزير الخارجية بوريس جونسون وعدد من النواب اليمينيين المتطرفين يهددون رئيسة الوزراء بإطاحتها إذا «تساهلت» مع بروكسيل، مستخدمين ترسانتهم التاريخية لتأليب الرأي العام ضدها وضد أوروبا كأن بروكسيل تحتل لندن، أو كأن ألمانيا أنغيلا مركل تستعد لشن حرب عالمية ثالثة عليها.

 

«الاستثناء العربي» اليوم

حازم صاغية/الحياة/09 شباط/18

بين كثيرين ممّن شاركوا في إطلاق الثورات العربيّة، أو أيّدوها، تنتشر نظريّة يدعمها أيضاً متعاطفون غربيّون كارهون لأنظمة الاستبداد. مفاد تلك النظريّة أنّ هزيمة الثورات لا تلغي خروج مواطني تلك الدول من مظلّة أنظمتها ومن ربقة أفكارها. وفي هذا المعنى، بات يمكن القول إنّ حدثاً تحرّريّاً قد استجدّ، حدثاً لا يلغيه انتصار الثورات المضادّة ولا يموّهه.  وهذا ما قد يصلح عزاء للنفس الجريحة، نفسنا. وهو قد يصحّ على أفراد نزحوا أو لجأوا أو هاجروا، فتكامل انسلاخهم الفكريّ وانسلاخهم الجسديّ عن العالم القمعيّ القاهر. لكنْ من الصعب أن ينجم فعل تحرّريّ، على نطاق شعبيّ، عن المآلات السوداء التي انتهت إليها الثورات. فما بين عودة المستبدّ وتفجّر النزاعات الأهليّة والاحتلالات والتدخّلات الأجنبيّة، هناك أفق بالغ القتامة ينشر ظلّه في المنطقة.

فالخروج من وعي الأنظمة ومن الصورة التي رسمتها للعالم وللعلاقة بين الحاكم والمحكوم قد يفضي أيضاً إلى وعي متشدّد في الدين أو القوميّة أو الإثنيّة. وإذا كنّا نرى اليوم العلامات المتكاثرة على ذلك، لا سيّما في بلدان الثورات، فإنّ شروطاً أخرى تعزّز هذا الافتراض: ذاك أنّ البؤس الاقتصاديّ الذي زاد أضعافاً، وحركة الانتقالات السكّانيّة الضخمة في داخل البلدان وخارجها، يجدان امتدادهما في اليأس من الغد، بل في اليأس من إمكانيّة التغيير أصلاً. وهذا ما يفتح الباب أمام الانضواء العاجز في «الاستقرار» على حساب الحرّيّة والتدخّل الإنسانيّ، كما يفتحه أمام الإحالة إلى قوى غيبيّة «قادرة» يستحيل التأثير فيها، أو قوى أهليّة وعصبيّة مناهضة لكلّ حرّيّة ومبادرة. واقع الحال أنّنا إذا نظرنا اليوم إلى المنطقة كشعوب (فلسطينيّين، سوريّين، عراقيّين، ليبيّين، يمنيّين...) أو كجماعات (أكراد، مسيحيّين، إيزيديّين...) سننتهي إلى انسداد لا يلوح معه أيّ ضوء. والأنكى أنّ أبواب الحلول الإقليميّة والدوليّة لا تقلّ اليوم إيصاداً عن أبواب الحلول الداخليّة. وأن تصل بنا الأمور إلى هذا الحدّ فهذا ما لا يستطيع فعلَه عامل واحد وحيد، كالاستبداد أو الثقافة أو النهب والفساد أو حتّى التراكيب العصبيّة والأهليّة التي ربّما كانت الأهمّ والمصدر الأبعد للكثير من العناصر القاتلة الأخرى. فالمنطقة العربيّة تئنّ اليوم تحت وطأة خليط من هذه العوامل مجتمعة في حقبة من الاستقالة الدوليّة. وإذا كان واحدٌ من أسباب الحال الموصوفة تراكماً على مدى قرن من التحدّيات التي لم تُستجَب، والاستحقاقات التي لم تُلبَّ، والفرص التي لم تُنْتَهَز، فالواضح أنّ «استثناءً عربيّاً» جديداً يتأسّس راهناً. إنّه استثناء سوف يجعل التسمية التسعينيّة التي قصدت الإنجاز الديموقراطيّ حصراً، تسميةً ملطّفة جدّاً وجزئيّة جدّاً.

 

المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيسا الجمهورية والمجلس شاركا في قداس مار مارون /الراعي: تضحيات المسؤولين كفيلة بقيام دولة قادرة ومنتجة

الجمعة 09 شباط 2018 /وطنية - شارك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعقيلته السيدة ناديا الشامي عون ورئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، لمناسبة عيد القديس مارون مؤسس الطائفة المارونية، في القداس الالهي الذي اقيم في العاشرة قبل ظهر اليوم في كنيسة القديس مارون في الجميزة، وترأسه هذا العام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، فيما اعتذر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عن عدم الحضور بسبب سفره الى خارج لبنان.

وكان الرئيس عون وصل واللبنانية الاولى الى الكنيسة، فأدت له التحية كتيبة من لواء الحرس الجمهوري، فيما عزفت موسيقى الجيش النشيد الوطني ولحن التعظيم. وعرض الرئيس عون كتيبة التشريفات، وكان في استقباله رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق الشيخ وديع الخازن الذي رافقه الى مدخل الكنيسة، حيث رحب به البطريرك الراعي، وراعي ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر ودخل الجميع وسط التراتيل الى الكنيسة التي غصت بالشخصيات الرسمية والسياسية والديبلوماسية والثقافية، وتعالى التصفيق ترحيبا بالرئيس عون والسيدة الاولى.

وعاون البطريرك الراعي في الصلاة، الى المطران مطر، النائب البطريركي المطران بولس عبد الساتر، النائب العام لابرشية بيروت المونسنيور جوزف مرهج، وكاهن الرعية الخوري ريشار ابي صالح، فيما حضر بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك الأرمن الكاثوليك غريغوريوس بيدروس العشرون، مطران بيروت للروم الارثوذكس الياس عودة، رئيس الطائفة اللاتينية في لبنان المطران سيزار اسايان، وعدد من المطارنة والاساقفة من الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية والارمنية والروم الكاثوليك والقبطية.

وحضر القداس ايضا الرئيس امين الجميل وعقيلته السيدة جويس والرئيس ميشال سليمان. كذلك حضر رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني، رئيس مجلس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس النواب السابق ميشال معلولي، نائب رئيس مجلس الوزراء السابق سمير مقبل، والوزراء: جبران باسيل، غسان حاصباني، نقولا التويني، غطاس خوري، بيار رفول، يعقوب الصراف، سيزار ابي خليل، طارق الخطيب، بيار ابي عاصي، رائد خوري، ميشال فرعون، جان اوغاسابيان وعناية عز الدين، وعدد من الوزراء السابقين والنواب الحاليين والسابقين، رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود، القائم باعمال السفارة البابوية في لبنان المونسنيور ايفان سانتوس، وافراد السلك من سفراء عرب واجانب، عميد السلك القنصلي جوزف حبيس، قائد الجيش وقادة الاجهزة الامنية، وعدد كبير من المدراء العامين ومن نقباء المهن الحرة والقضاة والمحافظين ورؤساء البلديات، ورئيس الرابطة المارونية النقيب انطوان اقليموس، وحشد من المؤمنين.

المطران مطر

وقبيل بدء القداس الاحتفالي، القى المطران مطر كلمة رحب فيها بالرئيس عون واللبنانية الاولى والرئيس بري والحضور، وقال:

"نرحب بكم يا فخامة الرئيس وأنتم تشرفوننا بحضوركم في هذه الكنيسة التي رفعت على اسم مارون الناسك في قلب عاصمتنا بيروت، وتتقدمون المصلين بين حناياها وفي عيد شفيعها وشفيع طائفتنا المارونية المباركة. ويسعدنا أن يكون إلى جانبكم دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري الذي نوجه له شكرنا الخالص لتلبيته هذه الدعوة، ولحضوره المحبب معنا ومشاركته إيانا فرحة العيد.

وهل نرحب بكم يا صاحب الغبطة وأنتم الذين ترحبون بنا جميعا في أي معبد من معابدنا على مدى العالم كله. فغبطتكم هو الرأس والأب لكنيستنا المقدسة، تقودونها بهدي الروح وإلهامه إلى المراعي الخصيبة، وتجنبونها العواصف والأنواء التي تهب رياحها على العالم، آخذين بيدها إلى شاطئ الأمن والوحدة والسلام. فالمتوجب علينا هو شكر غبطتكم على تلطفكم بترؤس هذا الاحتفال التقليدي الذي تقيمه أبرشية بيروت العاصمة منذ حوالى قرن من الزمن، أي منذ إعلان دولة لبنان الكبير، والذي يحضره مشكورين أركان الدولة والمجتمع والسفراء المعتمدون لديها والقناصل ورؤساء الكنائس في المدينة بكل أطيافها".

اضاف: "إن هذا القداس الذي نصلي فيه كل عام على نية دولتنا منذ نشأتها، والذي استمر في مواكبة الجمهورية مع استقلالها الناجز، وتابع مواكبته لها أيضا في أزمان محنتها الأخيرة، وبعد إعادة السلام إلى ربوعها وتجديد أهلها توافقهم فيها ومن أجلها، لهو خير دليل على أن بلادنا التي أرادت في الأساس أن تبني على أرضها دولة مدنية متكاملة، تحرص في الوقت عينه على الانفتاح المستمر على القيم الدينية والأخلاقية التي يؤمن بها شعبها. وهذا ما يشير إليه دستورها الذي ينص على تأدية الإجلال لله وعلى احترام كل الديانات والمعتقدات التي يعتنقها أهلها. ولئن كان البابا القديس يوحنا بولس الثاني قد وصف لبنان بأنه أكثر من بلد، وأنه رسالة للشرق والغرب معا، فذلك لأن ما يقدمه هذا الوطن إلى أهل الشرق هو أنموذج الدولة المدنية التي تهتدي بالقيم الدينية لمواطنيها، ولأن ما تقدمه لأهل الغرب أيضا هو احترام خصوصيات الأديان وشعائرها وتأمين الحقوق المتساوية لها ضمن الحفاظ على الحرية الدينية والإنسانية للمواطنين بكل أبعادها. لكن ما يرمز إليه بخاصة هذا القداس الذي ينتظره جميع اللبنانيين هو إرادتنا الوطنية بالعيش معا كأخوة متحابين ومتعاونين. فنحن لسنا ملتقى لجماعات تسعى إلى توازنات فيما بينها وتحاول كل منها أن توازي حصتها بحصة الآخرين. بل نحن على تنوعنا شعب موحد في وطن واحد هو مرجعنا جميعا. والعلاقة في ما بيننا هي علاقة مودة ورضى بالآخر واغتناء بتراثه. وإذا ما وقع بيننا خلاف من أي نوع كان، فيجب أن يبقى رغم كل شيء خلافا بين أخوة، يحكمه سقف هذه الأخوة فلا يطال هذا السقف ولا يتعدى، لأنه يحمي الجميع ويبقى ضمانة لبيتنا الواحد ولساكنيه على السواء.

وفيما نكرر معكم يا صاحب الغبطة والنيافة شكرنا لفخامة الرئيس على حضوره العزيز، ولدولة رئيس مجلس النواب الكريم، نرحب أجمل ترحيب بأصحاب الغبطة والسيادة، وسعادة ممثل الكرسي الرسولي، وأصحاب الفخامة والدولة والمعالي والسعادة وبسفراء الدول وقناصلها وبالسلطات القضائية والقيادات العسكرية والهيئات الحزبية والمراجع المدنية كافة وبجميع المؤمنين الذين أتوا من قريب أو بعيد ليشاركونا الصلاة وتغمرنا وإياكم بهجة العيد.

وإذ نضرع إلى الله من أجل كنيستنا وأبنائها في العالم أجمع، لتبقى شاهدة لإيمانها، ومتمسكة بتراث الآباء والأجداد ومنفتحة على الدنيا بالمحبة والوفاء، ومن أجل وطننا العزيز لبنان لينهض إلى الحياة من جديد وإلى الإسهام في صنع التاريخ، نسأل شفاعة الناسك القديس مار مارون ليلهمنا أن نكون على مثاله ممن يضحون بذواتهم في سبيل أوطانهم، وليس بأوطانهم في سبيل ذواتهم. وإننا مع جميع أبناء الوطن نتطلع إليكم يا فخامة الرئيس بأمل كبير غير محدود وإلى دولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء، في السعي الذي تقومون به معا، من أجل تثبيت الوفاق الوطني الشامل في البلاد ومن أجل إحياء كل مؤسسات الدولة وتفعيلها على غير صعيد، فتصبح هذه المرحلة من حياتنا الوطنية مرحلة تأسيسية جديدة، صانعة للفرق ومحققة للمعجزات ومتوجة لتضحيات الآباء والأجداد، ليبقى لنا وللشرق والعالم، لبنان الرسالة، لبنان المحبة ولبنان الحضارة. أيدكم الله بنعمته وشملكم بعفوه ورضاه وسكب عليكم وعلى جميع اللبنانيين وعلى الكنيسة المعيدة لمارون الناسك في كل مكان فيضا سخيا من نعمه وبركاته".

البطريرك الراعي

بعد الانجيل المقدس، القى البطريرك الراعي العظة التالية:

"حبة الحنطة إذا وقعت في الأرض وماتت، أعطت ثمرا كثيرا" (يو12: 24)

فخامة رئيس الجمهورية،

دولة رئيس مجلس النواب،

صاحبا الغبطة،

راعي الأبرشية،

أيها الإخوة والأخوات الأحباء،

جميل هذا الاحتفال بعيد القديس مارون، أبي الطائفة المارونية، عيدا كنسيا ووطنيا، بحضوركم فخامة الرئيس مع السيدة الاولى ودولة رئيس مجلس النواب، على رأس هذه الجماعة المصلية المنتقاة من شخصيات كنسية ومدنية، سياسية وديبلوماسية، قضائية وإدارية وعسكرية، ثقافية وإعلامية. كلكم مؤمنون أحباء جئتم تبتهلون إلى الله، بشفاعة القديس مارون، من أجل الاستقرار والنهوض في وطننا لبنان، وفي بلداننا المشرقية. كما جئتم تكرمون الطائفة المارونية لفضلها التاريخي في قيام لبنان عبر مسيرة طويلة من الصمود والجهود والتضحيات، والتعاون مع المكونات الوطنية الأخرى العزيزة.

يسوع المسيح هو "حبة الحنطة" الذي مات على جبل الجلجلة فولدت منه الكنيسة، شعب الله الجديد. وراحت تكبر وتنمو وتنتشر بالعدد والمؤسسات والرسالات عبر ميتات أبنائها وبناتها، بدءا من الرسل الاثني عشر وصولا إلى اليوم، ناشرة في العالم إنجيل المحبة والأخوة والسلام. فأصبحت صورة "حبة الحنطة" نهجا لقيام كل عائلة ومؤسسة ودولة.

القديس مارون، الناسك في العراء على تلة من منطقة قورش، بين انطاكية وحلب، "حبة حنطة" مات في الأرض بالتضحية والتفاني هناك سنة 410، فولدت منه الكنيسة المارونية، على ضفاف العاصي أولا، ثم كبرت ونمت وأمت جبل لبنان من جهتي العاقوره، وجبة بشري، وراحت تنتشر على الأرض اللبنانية، جبلا ووسطا وساحلا، من الشمال والجنوب، بقيادة بطاركتها العظام، بدءا من القديس يوحنا مارون، بانين مداميك صلبة في بنيان هذا الوطن".

اضاف: "إن أول من كتب سيرة القديس مارون كان تيودوريطس مطران قورش، الذي ارتقى إلى الدرجة الأسقفية بعد وفاة القديس مارون، لكنه تتبع أخباره، وتنشق أريج قداسته، وعاصر تلاميذه. وكانت إطلالتهم معه في مجمع خلقيدونية سنة 451، الذي أعلن بفم القديس البابا لاون الكبير أن يسوع المسيح ذو طبيعتين إلهية وإنسانية متحدتين ومتمايزتين في شخصه الإلهي. ومذ ذاك الحين، والكنيسة المارونية، التي تكونت كنيسة بطريركية حوالي سنة 686، هي كنيسة كاثوليكية دائمة الاتحاد بكرسي بطرس بروما.

لا يقتصر العيد على مباهجه، بل يتعداه إلى معانيه ومقتضياته في حياتنا. وأهمها التحلي بفضائل القديس مارون وروحانيته، فنختصرها بثلاث هي: الصلاة التي كانت تدخله في اتحاد عميق مع الله، وتنقي عقله وقلبه من كل ميل إلى الخطيئة والشر، وتملأه حبا وعطفا وحنانا نحو الجميع؛ روح التوبة بالتقشف التكفيري عن خطاياه وخطايا الناس؛ التجرد الكامل من الذات وخيرات الدنيا. في هذه الثلاث عاش تلاميذ القديس مارون تابعين "حبة الحنطة" التي أثمرت الجماعة المارونية طائفة وكنيسة وأمة. فتفاعلت مع مجتمعها العربي ومحيطها الإسلامي في حوار الحياة واللغة والمصير، ومع مختلف الكنائس في حياة مسكونية على أساس المحبة في الحقيقة، ومع دول الانتشار في الاغناء والولاء. وهي في كل ذلك تحمل هوية ورسالة أنطاكية - سريانية وخلقيدونية كونتا ثقافتها التي كتبتها على أرض لبنان فأغنته، وجعلت منه وطنا روحيا لموارنة العالم، على تنوع جنسياتهم".

وتابع: "بصفتها الانطاكية، الكنيسة المارونية بطريركية فيها جسم أسقفي واحد رأسه البطريرك. وهي كنيسة بطرسية، إذ في انطاكية بدأ بطرس الرسول رسالته كرأس للكنيسة الناشئة، وفيها دعي تلاميذ المسيح لأول مرة "مسيحيين" (أع 11: 26). إنها مؤتمنة مع الكنائس الأخرى على الحضور المسيحي الفاعل في بلدان هذا الشرق.

بتراثها الليتورجي السرياني، تستمد روحانيتها من القديسين الآباء السريان، امثال القديسين افرام ويعقوب السروجي. وهي روحانية مريمية، ودعوة دائمة إلى توبة القلب لملاقاة العروس الإلهي في نهية الأزمنة.

بصفتها الخلقيدونية، تواصل الكنيسة المارونية أمانتها لسر المسيح، المخلص والفادي، الإله المتجسد والمتحد نوعا ما بكل إنسان، على ما نصلي في ليتورجيا القداس: "وحدت يا رب لاهوتك بناسوتنا وناسوتنا بلاهوتك، حياتك بموتنا وموتنا بحياتك. أخذت ما لنا ووهبتنا ما لك، لتحيينا وتخلصنا، لك المجد إلى الأبد". إن إيمان الكنيسة المارونية بسر التجسد منحها روحانية متجسدة في بيئتها اللبنانية والمشرقية، حمل الموارنة مع شركائهم في المصير، من مسيحيين ومسلمين، على العمل معا في تكوين الوطن اللبناني الغني بالثقافتين، والتعاون في شتى المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، من أجل ترقي الإنسان والمجتمع.

من القديس مارون وديره على العاصي، أخذت كنيستنا البطريركية طابعا نسكيا رهبانيا من ناحية روحانيتها القائمة على الشهادة للمسيح التي تجعله حاضرا بمحبته وخلاصه لكل إنسان، عبر مؤسساتها المتنوعة، وعلى اكتشاف المواهب المتعددة وتنميتها، والانطلاق بها للخدمة والرسالة، انطلاقة من المسيح متجددة أبدا.

بشركتها الدائمة مع الكرسي الرسولي الروماني، انفتحت الكنيسة المارونية على الغرب، ونهلت من مقدراته العلمية والفكرية، ودخلت آفاق الإنسان والتاريخ والعالم، وفي عمق التراث الإنساني. فتخلصت من الانعزالية، واعتمدت الحقيقة والحرية. وبفضل مدرستها في روما، التي تأسست سنة 1584، بنت جسرا ثقافيا متبادلا جمع بين كنوز الشرق وكنوز الغرب، على يد خريجيها الذين لمعوا في بلدان أوروبا حيث علموا وكتبوا وترجموا، والذين كانوا في أساس النهضة الثقافية العربية في شرقنا. ومع البطريركين يوحنا مخلوف وجرجس عميره الإهدنيين، اللذين دامت حبريتهما من سنة 1609 إلى 1664، تعاون الأمير فخر الدين الثاني الكبير في توحيد الجبل اللبناني والبناء وانفتاح البلاد، وفي إجراء تحالفات اقتصادية وثقافية مع الغرب بدءا من أمراء توسكانا بإيطاليا (راجع المجمع البطريركي الماروني، النص الثاني: هوية الكنيسة المارونية ودعوتها ورسالتها، 7-34).

قاد البطاركة الموارنة هذه المسيرة المارونية، برسالتها الكنسية والوطنية، حتى إعلان دولة لبنان الكبير في أيلول 1920 على يد البطريرك الياس الحويك الذي ترأس الوفد اللبناني إلى مؤتمر فرساي بباريس للسلام، بعد سقوط الأمبراطورية العثمانية. فكانت بكركي، على ما كتب المغفور له شارل مالك الوزير والسياسي وكاتب ديباجة إعلان حقوق الإنسان العالمي: "مركزا روحيا فريدا في الشرق الأوسط. الكل يتطلعون إلى قيادته وتوجيهه لجمع الشمل. بكركي من الأهمية بحيث إذا خرب لبنان، وبقيت هي سليمة معافاة وقوية، ماسكة بيد من حديد بزمام دعوتها التي انبطت بها، فباستطاعتها وحدها أن تعيد إعمار لبنان. أما لا سمح الله، إذا وهنت بكركي أو حل بها سقم ما، فلبنان وحده لا يستطيع إغاثتها كي تستعيد عافيتها. أي مؤسسة أخرى في لبنان يصح فيها هذا القول؟ وإذا قدرنا ماذا يعنيه لبنان تاريخيا ومشرقيا، تجلى لنا مركز بكركي الفريد، وتبعتها العظمى، في لبنان والشرق الأوسط". انتهى كلام شارل مالك، ابن الكنيسة الانطاكية الروم أرثوذكسية".

واردف الراعي: "حبة الحنطة، إذا وقعت في الأرض وماتت، أعطت ثمرا كثيرا".

من تضحيات الزوجين والوالدين تنشأ أحسن عائلة مجملة بالأولاد والقيم والعلم. ومن تضحيات المعلمين والمربين، يتكون لنا جيل جديد مؤمن مخلص لله وللوطن، خلوق وصاحب قدرات كبيرة، بناء. ومن تضحيات كهنة ورهبان وراهبات، تأسست رهبانيات رجالية ونسائية ملأت الدنيا برسالتها ومؤسساتها في خدمة كل إنسان.

ومن تضحيات المسؤولين السياسيين، تقوم لنا دولة قادرة ومنتجة، ووطن محبوب من شعبه. غني بتراثه، ومعتز بتاريخه. إن هذه التضحيات كفيلة بمواجهة التحديات. وأولها تعزيز العيش المشترك كتجربة لبنانية نموذجية مميزة بنمط الحياة الذي يؤمن فرص التفاعل والاغتناء المتبادل، ويحترم الآخر في تمايزه وفرادته وثقافته، ويتشارك معه في حكم الشأن الوطني وإدارته. وثاني التحديات بناء دولة ديموقراطية حديثة تحمي صيغة العيش المشترك، وتوفق بين المواطنة للأفراد والتعددية للجماعة. لقد أعلنت الكنيسة المارونية إيمانها بمثل هذه الدولة وحددت مقوماتها بأربعة:

1 - التمييز الصريح، حتى حدود الفصل، بين الدين والدولة، بدلا من اختزال الدين في السياسة، أو تأسيس السياسة على منطلقات دينية لها صفة المطلق.

2 - الانسجام بين الحرية، التي هي في أساس فكرة لبنان، والعدالة القائمة على المساواة في الحقوق والواجبات، التي من دونها لا يقوم عيش مشترك.

3 - الانسجام بين حق المواطن الفرد في تقرير مصيره وإدارة شؤونه ورسم مستقبله، وبين حق الجماعات في الحضور والحياة على أساس خياراتها.

4 - الانسجام بين استقلال لبنان ونهائية كيانه، وبين انتمائه العربي وانفتاحه على العالم (راجع المجمع البطريركي الماروني: النص 19: الكنيسة المارونية والسياسة، 45).

هذه هي مقتضيات عيد القديس مارون الكنسي والوطني. نسأل الله بشفاعته أن يساعدنا بنعمته لنكون "حبة الحنطة" تموت عن الذات ليحيا لبنان معافا وقادرا على تأدية رسالته التي تسلمها من تضحيات الآباء والأجداد، لمجده تعالى الإله الواحد والثالوث، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

التهاني بالعيد

بعد القداس والصلوات التي رفعت على نية لبنان والسلام، توجه الرئيس عون والبطريرك الراعي والمطران مطر والبطريرك يونان والوزير السابق الخازن الى صالون الكنيسة حيث تقبلوا التهاني بالعيد.

 

رئيس الجمهورية: نأمل استخراج النفط من دون عراقيل ليصبح عنصرا اساسيا في اقتصادنا

الجمعة 09 شباط 2018/وطنية - هنأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اللبنانيين بتوقيع اتفاقيتي التنقيب عن النفط والغاز في الحقلين 4 و9 من المياه اللبنانية، وقال في تغريدة على حسابه الشخصي على صفحة "تويتر": مبروك، حلم كبير تحقق، وصار لبنان دولة نفطية... نأمل أن نتمكن من استخراج النفط بدون عراقيل، ويصبح عنصرا أساسيا في اقتصادنا". وكان عون قد شارك بعد ظهر اليوم في الاحتفال الذي اقيم في مجمع بيال لمناسبة تسليم الاتفاقيتين الى ممثلي شركات "توتال" الفرنسية و"ايني" الايطالية و"نوفاتك" الروسية. واستقبل رئيس الجمهورية مساء في قصر بعبدا، وفدا من شركة "توتال" برئاسة مدير قسم الشرق الاوسط وافريقيا ستيفان ميشال، وعضوية مديرها العام في لبنان فيليب امبلار، مدير افريقيا الشمالية الياس قسيس والسيد مفدي الشيخ، واطلع منهم على استعدادات الشركة وبرنامج عملها في اطار التنقيب عن النفط والغاز في لبنان، في ضوء تجربتهم في العالم وفي منطقة الشرق الاوسط خصوصا.

 

المشنوق رحب بالوساطة الأميركية خلال استقباله ساترفيلد: لبنان يتمسك بحقوقه في البر والبحر والحرب مستبعدة

الجمعة 09 شباط 2018 /وطنية - رحب وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بالوساطة الأميركية لحل أزمة حدود لبنان البحرية والبرية مع إسرائيل، خلال استقباله نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي دايفيد ساترفيلد، بحضور السفيرة الأميركية إليزابيت ريتشارد.

وأكد المشنوق "تمسك لبنان بحقه في مياهه الإقليمية وفي نفطه، ورفض لبنان السماح للعدو الإسرائيلي بالاستيلاء على أي مساحة من حقوقه، إن في البر أو في البحر". كذلك ناقش الجانبان مضمون الوساطة الأميركية للحل، ورحب المشنوق بـ"الدور الأميركي في التوصل إلى حل لهذا الخلاف"، واستبعد أن "يؤدي هذا الخلاف إلى مواجهة عسكرية". وأكد ساترفيلد "إصرار الولايات المتحدة على نجاح مؤتمر "روما 2" لدعم قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني".

 

أبي خليل خلال توقيع اتفاقيتي التنقيب عن النفط والغاز برعاية عون وحضوره: قطعنا عهدا على أنفسنا أن نحمي هذا الملف الوطني من الفساد

الجمعة 09 شباط 2018 /وطنية - جرى اليوم التوقيع على أول اتفاقيتي استكشاف وانتاج للنفط والغاز، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضوره، في بافيون رويال في مجمع بيال، بدعوة من وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل وحضور الوزراء جبران باسيل، نهاد المشنوق، غسان حاصباني، رائد خوري، علي حسن خليل، سليم جريصاتي، ملحم الرياشي، بيار أبو عاصي، يعقوب الصراف، نقولا التويني، غازي زعيتر، حسين الحاج حسن، عناية عز الدين، ميشال فرعون، قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، رئيس هيئة ادارة قطاع البترول وليد نصر والأعضاء، المديرة العامة للنفط اورور فغالي، المدير العام لمنشآت النفط سركيس حليس ومدراء عامين آخرين وسفراء وشخصيات سياسية وقضائية ورجال دين وممثلي شركات نفط عالمية ومهتمين.

بداية النشيد الوطني، فتقديم من الزميل ماجد بو هدير، تلاه عرض فيلم بعنوان "المسيرة البترولية حتى اليوم: أبرز الإنجازات".

وزيرالطاقة

ثم القى أبي خليل كلمة قال فيها: "نلتقي اليوم في اختتام مسار تكلل بالنجاح وفي بداية مسار جديد أسسنا له ليلاقي النجاح الذي يطمح إليه اللبنانيون. فالمسار الذي نختتمه اليوم، تمكنا خلاله من تحقيق الهدفين اللذين وضعناهما لدورة التراخيص الأولى عند إطلاقها: الهدف الأول المحافظة على موارد لبنان الطبيعية على امتداد مياهه البحرية، والهدف الثاني العمل على تحقيق اكتشاف تجاري في مياهنا البحرية وبشكل سريع. وبالفعل، أظهر التقويم الاستراتيجي والمالي والتقني للعرضين المقدمين على الرقعتين 4 و9 أن هذه الدورة حققت الهدفين الموضوعين لها". أضاف: "قدم ائتلاف الشركات عرضين حازمين في كل من الرقعة رقم 4 في الوسط والرقعة رقم 9 على الحدود الجنوبية والتزم بحفر عدد من الآبار الاستكشافية مما يؤمن التوصل الى اكتشاف تجاري في كل من الرقعتين بشكل سريع. وفي هذا السياق ثبت أن ما قامت به وزارة الطاقة والمياه وهيئة ادارة قطاع البترول من مسوحات زلزالية في المياه البحرية وتحاليل لهذه المسوحات كانت إيجابية من ناحية، إذ مكنت الشركات من تقديم عرضين تقنيين حددت بموجبهما أماكن الحفر الاستكشافي الذي سينطلق خلال العام 2019، وبتقصير فترة الاستكشاف الآيلة الى تحقيق اكتشاف تجاري من ناحية أخرى بفضل البيانات التي أمنتها هذه المسوحات وتحليلاتها". وتابع: "لقد خسر لبنان عشرات السنين في مسار بترولي شهد محاولات بين أربعينيات وستينيات القرن الماضي، وكانت هذه المحاولات على البر. وبعد استعادة المبادرة البترولية في المياه البحرية اللبنانية بموجب القانون ومن ثم إطلاق دورة التراخيص الأولى، خسر لبنان في مساره البترولي الجديد أربع سنوات لنعود في ال2017 حيث كنا في العام 2013. وإنني أدعو الجهات المعنية بمسارنا هذا وبكل مسؤولية الى تلافي أي خسارة للوقت في المستقبل قد تفوت على قطاع البترول في لبنان فرصا عديدة. وهذا يندرج في إطار المسؤوليات الملقاة على عاتق الدولة اللبنانية بموجب الاتفاقيتين، والتي عليها أن تصدر الموافقات والتراخيص المطلوبة من الشركات لتنفيذ الأنشطة البترولية في مواعيدها ومن دون أي تأخير". وقال: "ها نحن اليوم نعلن للعالم أننا بدأنا مسارنا البترولي في المياه البحرية اللبنانية بصورة عملية، بعد توقيع الاتفاقيات وانطلاق أنشطة الاستكشاف. سوف نتابع ما بدأناه منذ إقرار قانون الموارد البترولية في المياه البحرية، حيث عملنا على اعتماد سلسلة من المبادئ تمحورت حول النقاط التالية:

1- العمل على تحقيق الأمن الطاقوي وهو من المكونات الأساسية للسياسة البترولية العامة، وليصار الى تأمين الطلب المحلي من البترول المنتج، وتأمين البنية التحتية المحلية.

2- ترشيد الانشطة البترولية واستدامتها، وذلك بالإشراف على تنفيذ أنشطة الاستكشاف توصلا الى الإنتاج بأساليب رشيدة تضمن سلامة المكامن والمحافظة على البيئة واستخراج أكبر كمية ممكنة من البترول.

3- السعي إلى جذب الاستثمارات الطويلة الأمد في قطاع البترول في لبنان.

4- خلق القيمة للأجيال الحالية والمستقبلية، بالالتزام بقواعد المكون المحلي وبإنشاء الصندوق السيادي.

5- إرساء أسس الحوكمة السليمة والالتزام بالشفافية على امتداد مسار الأنشطة البترولية".

أضاف: "إن النجاح في تحقيق اكتشاف تجاري وفي إرساء سياسة بترولية شاملة سوف يؤديان الى تحقيق سلسة الفوائد التالية:

1- توفير مصدر أقل كلفة وأقل تلويثا لقطاعي الكهرباء والصناعة وبالتالي المساهمة بدعم الإنتاج المحلي.

2- تحريك عجلة الاقتصاد الوطني عبر ضخ أكبر قدر ممكن من الاستثمارات المباشرة في هذا القطاع في السوق المحلي، وهذا ما أكدته المنظومة القانونية والتشريعية اللبنانية.

3- خلق فرص للمستثمرين والعمال اللبنانيين على كافة الأصعدة.

4- تحويل الثروة البترولية الموعودة وهي ناضبة بطبيعتها إلى ثروة مالية متجددة تحفظ في صندوق سيادي وتستثمر لخير الأجيال الحالية والمستقبلية ومصلحتها.

وتابع: "إن موضوع الالتزام بقواعد الشفافية هو من الأهداف الأولى التي تعمل البلدان المتقدمة والبلدان النامية على تحقيقها. إن وزارة الطاقة والمياه وهيئة إدارة قطاع البترول، اعتمدتا إجراءات شفافة تميزت بها دورة التراخيص الأولى، وبشهادة الشركات التي شاركت في دورتي التأهيل الأولى والثانية والشركات التي تقدمت بطلبي المزايدة، والامر نفسه لمجموعة جهات غير حكومية أجنبية ومحلية قامت بدرس هذه الإجراءات واعتبرت أنها تتمتع بالشفافية المطلوبة، كما سلطت الضوء على اعتماد إجراءات مستقبلية من شأنها أن توسع دائرة الشفافية التي رسمناها، ضمن إطار الحوكمة المعتمد من قبلنا. فالدولة اللبنانية لديها دفتر شروط للاشتراك في دورات التراخيص ونموذج لاتفاقية الاستكشاف والإنتاج صادران بموجب مرسوم ومنشوران في الجريدة الرسمية وعلى الموقع الالكتروني لهيئة إدارة قطاع البترول. كما أن لبنان اعتمد نظام التأهيل المسبق للشركات في دورات التراخيص وذلك من أجل استبعاد الشركات غير الجدية أو التي لا يمكنها تحمل المخاطر التقنية والمالية في المياه البحرية العميقة. كما اعتمد لبنان مبدأي النشر والإفصاح على امتداد المنظومة القانونية المتعلقة بالأنشطة البترولية، وإننا نستعد اليوم لإطلاق مشروع مرسوم السجل البترولي من أجل إقراره أصولا، وهو وسيلة إعلان وإفصاح عن جميع الحقوق البترولية، مما يعزز الشفافية أكثر فأكثر. وأخيرا وليس آخرا، إعلان لبنان عن نيته بالانضمام إلى مبادرة الشفافية في الصناعات الاستخراجية. وإنني ومن موقعي أدعو اللبنانيين الى أن يثقوا بمؤسساتهم المعنية بهذا القطاع، والى أن يستخدموا قانون حق الوصول الى المعلومات الذي كنا كوزارة وكهيئة الأوائل في تطبيقه وفي الاجابة على أسئلة الناس الموجهة إلينا بموجبه، وأدعوهم الى أن يراقبوا وأن يستقصوا المعلومات حول الأنشطة البترولية من أجل مساعدتنا على القيام بأي خطوات من شأنها أن تساعد في هذا الاطار".

وختم أبي خليل: "يحاول العدو الاسرائيلي ان يعتدي على حقوقنا السيادية في مياهنا البحرية، إذ يعلن زورا حقوقا مزعومة له في الموراد البترولية المحتملة في الرقعة رقم 9 من المياه البحرية اللبنانية. إننا أكدنا ونعيد التأكيد دائما أن الرقعة رقم 9 تقع ضمن المياه البحرية اللبنانية وأنها خاضعة بشكل تام وناجز لسيادة الدولة اللبنانية، ونؤكد اليوم أن أنشطة الاستكشاف فيها ستتم بصورة كاملة كما ستتم في الرقعة رقم 4. لقد قطعنا عهدا على أنفسنا أن نحمي هذا الملف الوطني من الفساد وسوف نعمل على منع أي تسرب للفساد والفاسدين إليه بأي شكل من الأشكال، معاهدين جميع اللبنانيين وجميع العاملين في قطاع البترول في لبنان على الوفاء بالتزامنا بخارطة الطريق هذه وبالمحافظة على هذه الثروة وتثميرها وتحصينها للبنانيين حاضرا ومستقبلا".

حوار

بعد ذلك دار حوار بين نصر وممثلي الشركات الثلاث، رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة "توتال" ستيفان ميشال، نائب الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط في شركة "أيني" فؤاد كريكشي ونائب رئيس مجلس إدارة "نوفاتيك" دنيس خراموف، تم خلاله عرض لعمل الشركات ولتقارير عن نشاطها وعملها في مجال النفط والغاز".

ثم تبادل وزير الطاقة والمياه ورئيس هيئة قطاع البترول وممثلو الشركات الاتفاقيات الموقعة.

رئيس الجمهورية

وختم راعي الحفل بكلمة جاء فيها: "إنني سعيد اليوم كوننا دخلنا نادي الطاقة، وحققنا حلما كبيرا، ولبنان دخل في التاريخ اليوم وبمرحلة جديدة، لكن أهم ما أحب قوله لكل الذين عملوا في هذا الميدان وأوصلونا الى هذه النقطة والفضل للبنانيين، من الآن وصاعدا أصبح العمل تجاريا، أما العمل المتعب فهو الذي قمتم به أنتم أيها اللبنانيون، وخصوصا فريق العمل الذي عمل مع الوزراء".

 

جعجع: من المهم جدا أن تتداول الحكومة اللبنانية بشكل جدي بالحلول المطروحة من قبل الموفد الأميركي للوصول إلى أفضل مخرج

الجمعة 09 شباط 2018 /وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن لقاءه مع مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد "تمحور بأغلبيته حول موضوع المناطق المتنازع عليها عند الحدود البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل"، مشيرا إلى "أن لدى الموفد الأميركي حلولا إن كان بما يتعلق بالمناطق البرية المتنازع عليها أو بالنسبة الى الحدود البرية ويقول إنه طرحها على الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية". مواقف جعجع أتت بعد لقائه، في معراب، الموفد الأميركي على مدى ساعة ونصف، في حضور نائب رئيس البعثة في السفارة الأميركية في بيروت إد وايت، مستشار رئيس الحزب لشؤون العلاقات الخارجية إيلي خوري ورئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب "القوات اللبنانية" الدكتور ايلي الهندي. وشدد جعجع على "أننا يجب علينا جميعا العمل من أجل الحفاظ على جميع حقوقنا الوطنية إن كان على اليابسة أو في المياه، وذلك من دون أن نترك لأي طرف خارجي فرصة الإستفادة من هذه القضية واستخدامها في قضايا لا علاقة للبنان بها"، لافتا إلى أنه "من المهم جدا في هذه المرحلة أن تتداول الحكومة اللبنانية بشكل جدي بالحلول المطروحة من قبل الموفد الأميركي للوصول إلى أفضل مخرج ممكن أن يحافظ على جميع حقوقنا الوطنية ويفتح لنا آفاق المستقبل".

 

قاووق: لبنان متمسك بكامل حقه في الثروة النفطية

الجمعة 09 شباط 2018 /وطنية - رأى عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، "تصاعدا في وتيرة العدوان الاسرائيلي برا وجوا وبحرا والذي يطال الثروة النفطية في البحر كما في الأراضي اللبنانية الحدودية، وفي سماء لبنان وخصوصا الخروقات الجوية اليومية". وأكد خلال احتفال تأبيني في حسينية الصرفند أن "لبنان متمسك بكامل حقه بالثروة النفطية وبالموقف القوي الذي يستند الى قوة الحق، كما إلى معادلة الجيش والمقاومة والإجماع الوطني الواسع، الرافض لأي تفريط بأي حبة تراب ونقطة ماء". ولفت إلى أن "السيادة لا تتجزأ وكل نقطة ماء من مياهنا في البحر وكل حبة تراب من تراب الجنوب تساوي كل السيادة والاستقلال والكرامة". وأشار إلى أن "لبنان ليس في موقع أن يتنازل عن حقه مثقال ذرة، حتى ولو جاء وزير خارجية اميركا"، وشدد على أن "لبنان قادر على انتزاع كامل حقه بقوة الجيش والمقاومة".

 

علي فضل الله: نخشى ان تجر الحركة الدبلوماسية الأمريكية لبنان إلى مفاوضات مباشرة مع العدو وفرض شروط تمس بسيادة لبنان

الجمعة 09 شباط 2018 /وطنية - ألقى العلامة السيد علي فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية: "عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بأن نستوصي بوصية الإمام زين العابدين عندما قال: "وأما حق مالك، فأن لا تأخذه إلا من حله، ولا تنفقه إلا في وجهه، ولا تؤثر به على نفسك من لا يحمدك، فاعمل فيه بطاعة ربك، ولا تبخل به، فتبوء بالحسرة والندامة". ومتى فعلنا ذلك، فإننا سوف نكون من الآمنين الواثقين عند الوقوف بين يدي الله، حيث سنسأل يوم ينادى بنا: {وقفوهم إنهم مسئولون}.. عن مالنا من أين اكتسبناه، وفيما أنفقناه، ومتى فعلنا ذلك، سنتوخى أيضا الوقوع في فخ تسويلات الشيطان الذي توعدنا بقوله: "ما أعياني في ابن آدم، فلن يعييني منه واحدة من ثلاثة: أخذ مال من غير حله، أو منعه من حقه، أو وضعه في غير وجهه".

وقد ورد في الحديث: "إن الشيطان يدبر ابن آدم في كل شيء، فإذا أعياه جثم له عند المال، فأخذ برقبته".. فما أكثر الذين يسقطون عند المال، ولأجله يبيعون دينهم وقيمهم ومبادئهم، وقد يبيعون حياتهم وحياة الآخرين! ولكن ماذا بعد ذلك؟ {ويل لكل همزة لمزة * الذي جمع مالا وعدده * يحسب أن ماله أخلده * كلا لينبذن في الحطمة * وما أدراك ما الحطمة * نار الله الموقدة * التي تطلع على الأفئدة * إنها عليهم مؤصدةٌ * في عمد ممددة}..

فلنتق الله في أموالنا، حتى نكون أكثر استقامة ووعيا وقدرة على مواجهات التحديات". وقال: "البداية من لبنان، الذي طوى الأزمة التي نشأت قبل حوالى أسبوعين، وكادت أن تودي بالاستقرار الداخلي، وتعيد البلد إلى مرحلة سوداء من تاريخه، وذلك من خلال الإجراءات التي جرت على الأرض، ومنعت من تفاقم الأزمة، وتوجت باللقاء الذي جرى بين الرؤساء الثلاثة في بعبدا. ونحن في هذا المجال، في الوقت الذي نقدر وعي القيادات السياسية، وكل الجهود التي بذلت لإعادة وصل ما انقطع على المستوى السياسي وعلى أرض الواقع، فإننا نأمل أن يكون هذا اللقاء قد رسخ قاعدة للتعامل مع الأزمات، تمنع تكرار ما حصل، وتؤسس لمرحلة جديدة من التعامل بين القوى السياسية، عنوانها سرعة التلاقي فيما بينها لحل أي خلاف، وتتجنب الخطاب الذي سرعان ما يأخذ بعدا طائفيا أو مذهبيا، حتى لا تنزل الخلافات إلى الشارع، كما حدث، رغم كل التداعيات التي تترتب عليها، وخصوصا عندما لا تكون ثمة ضوابط تحكمها، وحتى لو وضعت لها الضوابط، فما أكثر الذين يدخلون على خطها!" وتابع: "إننا نريد لهذا اللقاء أن يبعد اللبنانيين عن أي هزات هم بالغنى عنها، فيكفيهم ما يعانون جراء التردي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي، وجراء الوضع الأمني، في ظل التهديد الصهيوني المستمر، وانعكاس ما يجري في المنطقة عليهم.

إن من الطبيعي أن يحدث اختلاف في البلد، ولا سيما وسط كل هذا التنوع السياسي والطائفي، وسعي كل زعماء الطوائف لتحسين مواقعهم على حساب المواقع الأخرى.. ولكن من غير الطبيعي أن يستعاد الخطاب الطائفي بالشكل الذي حصل، سواء في النادي السياسي أو عبر مواقع التواصل أو الشاشات".

وشدد فضل الله على "اننا لا نريد أن تكتفي القيادات السياسية باللقاء على مسكن أو مهدئ أو مبرد يهدئ الساحة لضرورات المرحلة أو للظروف الطارئة، بل على الآلية الأفضل لمعالجة أي خلاف سياسي حدث أو سيحدث، كما عبرت القيادات عندما التقت، وأكدت أن يكون كل خلاف تحت سقف المؤسسات الدستورية التي تجمع الجميع، كما كنا دعونا سابقا.

ويبقى لنا في هذا المجال أن نصر مجددا على هذه اللقاءات بين القيادات الفاعلة، وأن تركز على إيلاء القضايا المعيشية والحياتية أهمية كبرى، وأن تشدد على مواجهة الهدر والفساد الذي بات ينخر في مفاصل الدولة، وأن تؤكد حل معضلة العجز المتزايد في الخزينة".

وقال: "إن على القيادات أن تخلق أمانا وطمأنينة في نفوس اللبنانيين، وخصوصا أنهم لا يشعرون بذلك حين يرون الحكومة من حولهم تصرف بدون موازنة، أو تتهيأ لصرف أكثر من نصف مليار دولار في أمور قابلة للتأجيل، وفي ظرف اقتصادي صعب ومأزوم.. لا يمكن أن نعول خلاله على موارد تأتينا من مؤتمرات الخارج، بل من جيوب المواطنين". وتابع: "في هذا الوقت، تعلو حرارة الانتخابات التي يبدي الكثير من اللبنانيين إحباطهم وعدم ثقتهم بأنها قد تحدث تغييرا وازنا في الحياة السياسية.. ولكننا نريد لهم أن لا يحبطوا، وأن يشعروا القيادات السياسية بأنها أمام اختبار حقيقي، وأن عليها أن تخشى الاختبار في هذا الاستحقاق.. ونريد للبرامج أن تكون هي الحاكمة في هذه الانتخابات والانتخابات المقبلة، بحيث تكون محطة للحساب وللتقويم.. فالشعب أصبح أكثر وعيا ومسؤولية عن صوته وعن مستقبل وطنه". واردف: "وفي مجال آخر ليس ببعيد عن الواقع السياسي، لا بد من التوقف عند التقارير الطبية التي أشارت إلى تضاعف نسبة الإصابة بالسرطان خلال السنوات الأخيرة إلى ثلاثة أضعاف، وبينت أسبابا عديدة لهذا الأمر، أبرزها إحراق النفايات في الهواء الطلق، ما يستدعي عملا جادا من قبل المسؤولين عن البيئة والصحة وحقوق الإنسان وكل القيادات". وقال: "في هذا الوقت، تستمر التهديدات الصهيونية في ما يتعلق بالثروة النفطية أو بإقامة الجدار الإسمنتي على الحدود مع فلسطين المحتلة، في محاولة لتحقيق أطماع الصهاينة، وفرض أمر واقع جديد، مع ما يواكب ذلك من حركة دبلوماسية أمريكية نخشى أن تسعى إلى جر لبنان إلى مفاوضات مباشرة مع العدو الصهيوني، وفرض شروط تمس بسيادة لبنان، كثمن لإزالة كل هذه العوائق والتعديات.

وفي هذا الإطار، لا بد من أن نثمن وحدة الموقف اللبناني الرسمي في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي الفاضح على السيادة اللبنانية، وعدم القبول بأية مفاوضات معه، ومن ذلك القرار الذي صدر عن المجلس الأعلى للدفاع، الذي منح الصلاحية للجيش اللبناني في مواجهة أي عدوان صهيوني".

وختم فضل الله: "وأخيرا، وفي ذكرى انتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران، نتوجه بالتبريك إلى قيادة الجمهورية الإسلامية وشعبها على نجاح الإنجاز الذي ساهم في إمساك الشعب الإيراني بقراره، وأخرج إيران من الهيمنة الاستكبارية، وأعاد للأمة حيويتها وحضورها وعنفوانها، وجعل القضية الفلسطينية أم القضايا.

وتبقى المسؤولية كبيرة على الشعب الإيراني بالحفاظ على وحدته، وعدم السماح للعابثين بأمنه واستقراره بأن يجدوا مجالا رحبا لهم، مستفيدين من ظرف تعيشه إيران، بسبب الحصار الاقتصادي والسياسي المفروض عليها.. في الوقت الذي ندعو كل الذين يرون في إيران خطرا عليهم، إلى أن لا يستجيبوا لمخاوف تصنع لهم، وأن يعوا أن الحوار هو وحده الكفيل بإزالة الهواجس والمخاوف.. وبذلك، لن يقعوا فريسة الاستكبار الذي يريدهم بقرة حلوبا له".

 

سينودس الروم الكاثوليك: ندعو أبناءنا إلى الاقتراع بمسؤولية ونطالب بالعمل لسلام سوريا وبإيجاد السبل لوقف مأساة الشعب الفلسطيني

الجمعة 09 شباط 2018 /وطنية - افتتح بطريرك أنطاكية وسائر المشرق يوسف العبسي، في الخامس من الشهر الجاري، أعمال سينودس كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، في المقر البطريركي في الربوة، بمشاركة أعضاء المجمع المقدس: متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما المطران كيرلس (سليم) بسترس، رئيس أساقفة نيوتن (الولايات المتحدة الأميركية) الإكسرخوس الرسولي في المكسيك المطران نيقولا سمرا، رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل سابقا المطران بطرس المعلم، متروبوليت حمص وحماه ويبرود سابقا المطران إيسيذوروس بطيخة، متروبوليت حلب وسلوقية وقورش وتوابعها المطران يوحنا جنبرت، رئيس أساقفة الفرزل وزحلة وسائر البقاع المطران يوحنا (عصام) درويش، رئيس أساقفة اللاذقية وطرطوس وتوابعهما المطران نيقولاكي صواف، النائب البطريركي في القدس الشريف المطران يوسف (جول) زريعي، رئيس أساقفة قيصرية فليبس (بانياس) ومرجعيون وما إليها المطران جاورجيوس حداد، رئيس أساقفة كندا إبراهيم إبراهيم، رئيس أساقفة بعلبك وتوابعها المطران الياس رحال، رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل المطران جورج بقعوني، رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل سابقا المطران الياس شقور، النائب البطريركي في مصر والسودان رئيس أساقفة بيلوسيوس شرفا المطران جاورجيوس بكر، متروبوليت صور وتوابعها المطران ميخائيل أبرص، رئيس أساقفة صيدا ودير القمر المدبر البطريركي على أبرشية بترا وفيلادلفيا وسائر الأردن المطران إيلي بشارة حداد، رئيس أساقفة بترا وفيلادلفيا وسائر الأردن سابقا المطران ياسر عياش، رئيس أساقفة أوستراليا ونيوزيلندا المطران روبير رباط، متروبوليت بصرى وحوران وجبل العرب وأمين سر السينودس المطران نيقولا أنتيبا، رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال المطران جاورجيوس (إدوار) ضاهر، الإكسرخوس الرسولي في الأرجنتين المطران إبراهيم سلامة، رئيس أساقفة سيدة الفردوس ساو باولو- البرازيل المطران جوزف جبارة، رئيس عام الرهبانية الباسيلية المخلصية الأرشمندريت أنطوان ديب، رئيس عام الرهبانية الباسيلية الشويرية الأرشمندريت الياس معلوف، رئيس عام الرهبانية الباسيلية الحلبية الأرشمندريت نجيب طوبجي، رئيس عام الجمعية البولسية الأب العام جورج خوام، أمينا السر الإيكونوموس جهاد فرنسيس والأب المدبر يوسف شاهين الشويري.

وبحسب البيان البيان الختامي، تغيب عن أعمال المجمع: البطريرك غريغوريوس الثالث، متروبوليت بصرى وحوران وجبل العرب سابقا بولس برخش، رئيس أساقفة نيوتن سابقا (الولايات المتحدة الأميركية) جان عادل إيليا، متروبوليت حمص وحماه ويبرود سابقا إبراهيم نعمة، متروبوليت صور سابقا يوحنا حداد، رئيس أساقفة ساو باولو (البرازيل) فارس معكرون، الإكسرخوس الرسولي في فنزويلا جورج كحالة، متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما سابقا يوسف كلاس، متروبوليت حمص وحماه ويبرود المتغيب بداعي المرض يوحنا (عبده) عربش.

استهل العبسي الجلسة بكلمة افتتاحية وجه خلالها "الشكر للقدرة الإلهية كما لأعضاء المجمع" على ثقتهم به واختيارهم له لهذه الخدمة، عارضا أبرز ما جرى في الأشهر التي تلت انتخابه، ومنوها ب"الترحيب الكنسي والأخوي الذي لاقاه حدث الانتخاب".

وتوقف عند أبرز الصعوبات التي واجهته حتى الآن في إدارة الكنيسة، معلنا الإجراءات التي باشر باتخاذها "من أجل الاهتمام بالإكليريكيين كما بالشأن المالي والاقتصادي للبطريركية". وقد ركز على رغبته المتمثلة ب"لم الشمل وزرع الألفة بين المؤمنين، والتي ترجمت بانتخاب مجلس أعلى لكنيستنا الملكية في لبنان، بجو هادئ يخدم مصلحة الكنيسة". هذا وتطرق إلى الوضع الراهن في دمشق وسائر الأبرشيات السورية، مؤكدا أن "كل الكنائس تعمل ما بوسعها لتخفيف المأساة عن أبنائها".

ثم قدم عرضا موجزا عما ينتظر الآباء في هذا السينودس، بحيث "سيتم بشكل أساسي إنتخاب اللجان السينودسية، وانتخاب أساقفة جدد وترشيح كهنة للأسقفية، كما السعي لإيجاد حلول لبعض حالات الكهنة، إضافة إلى دراسة أوضاع أبرشيات المهجر والتحديات الكبيرة التي تواجهها، دون إهمال الوضع المالي للبطريركية مع السعي الحثيث لمعالجته". ثم ختم الخطاب الافتتاحي ب"تحية أخوية للأساقفة الذين تغيبوا لدواع مختلفة"، مستذكرا أيضا "الأساقفة الذين رقدوا بالرب المطرانين جورج المر وأندره حداد"، ضارعا إلى الله "أن ينير أعمال المجمع بشعاع الروح القدس".

ولفت البيان الختامي إلى انه قبل بداية الأعمال، أجرى آباء المجمع خلوة روحية، قدمها المطران جوزيف نفاع، تعمقوا خلالها ب"التعزية التي يمنحها حضور المسيح في وسط كنيسته، وفي حياة الراعي، رغم الصعوبات والتحديات، تماما كاختبار التلاميذ على جبل التجلي".

وأرسل الآباء، في مطلع اجتماعاتهم، رسالة إلى البابا فرنسيس طالبين بركته الرسولية للمجمع، وعارضين أهم المواد التي ستبحث خلاله. وأكدوا على "الشراكة الدائمة مع الكرسي الرسولي"، معبرين عن "الامتنان الشديد لمواقف قداسته المشجعة للسلام في المنطقة"، ومثنين على وقوفه "جنبا إلى جنب مع الإنسانية المهمشة والمعذبة". كذلك أعربوا عن حماستهم لمقابلة البابا فرنسيس في اللقاء المرتقب فور انتهاء أعمال المجمع.

وجاء في البيان ان "أهم المواضيع التي تناولها المجمع" كانت التالية:

1- المؤتمر العالمي لشبيبة الروم الملكيين الكاثوليك في زحلة: توقف الآباء عند أعمال هذا المؤتمر الذي ضم شبيبة من أبرشيات مختلفة حول العالم، وثمنوا الجهود التي بذلت من أجل إنجاح هذا المؤتمر، كما أثنوا على ضرورة تكراره بشكل منتظم، مؤكدين على دور الشبيبة النابض في حياة الكنيسة، وأهميته في استمرار روح المسيح الحي في عالم اليوم. وقد تبنوا مجموعة توصيات صادرة عن المؤتمر المذكور، أهمها لجهة تأسيس لجنة بطريركية تعنى بأوضاع الشبيبة ومرافقتهم وتنشئتهم، مع الإصغاء لمشاكلهم وهمومهم وذلك لدعمهم روحيا ونفسيا، كما تفعيل مشاركتهم في حياة الكنيسة تعزيزا لخدمة البشارة.

2- دراسة واقع الأبرشيات: توقف الآباء مطولا عند دراسة أعدت حول واقع الأبرشيات المتواجدة في بلاد الاغتراب، وتباحثوا في كيفية العمل على خدمة أبناء كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك المتواجدين في المهاجر بطريقة أفضل، كما في السبل الآيلة إلى تفعيل إنتمائهم إلى كنيستهم، مع ضرورة تهيئة كهنة أكفاء لخدمة الأبرشيات والرعايا هناك. وقرروا تخصيص يوم كامل في الدورة القادمة للسينودس لتعميق دراسة واقع هذه الأبرشيات.

3- الوضع الأمني في منطقة الشرق الأوسط عموما: أبدى الآباء قلقهم حيال ما يحصل في سوريا منذ سنوات من جراء الحرب التي لا تجد لها نهاية، وقد خلفت الدمار وساهمت في هجرة أبناء البلاد وتردي حالتهم على أكثر من صعيد، كما ركزوا على ظاهرة العنف المتمثل بالقصف العشوائي الذي ابتدأ يطال المراكز الروحية من بطريركيات وأديار وكنائس ضمن الأحياء السكنية في دمشق وغيرها من المدن، وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل الجدي لاستعادة الأمن والسلام والازدهار في المنطقة ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لإعادة النازحين والمهجرين إلى بلادهم.

4- الوضع المتردي في الضفة الغربية: لحظ الآباء خطورة ما يجري من قهر وتعد على حقوق المواطنين فيها، مطالبين أصحاب الشأن بإيجاد السبل المثلى لوقف مأساة الشعب الفلسطيني الذي يعاني من القتل والتشرد والترهيب والتدمير والموت.

5- الوضع في مصر: وجه الآباء تحياتهم الحارة إلى أبنائهم في مصر الذين يعيشون شهادة مسيحية يومية صادقة والذين استقبلوا بمحبة وعناية واحتضنوا النازحين السوريين، مبدين ارتياحهم للإجراءات التي يتخذها رئيس البلاد والمسؤولون لتوفير الأمن للجميع.

6- الوضع في لبنان: شكر الآباء الله على أن الحالة الأمنية مستقرة رغم بعض الثغرات التي لا يلبث أن يسارع المسؤولون إلى معالجتها بروح المسؤولية حفاظا على الوحدة الداخلية في البلد وعلى تثبيت حالة الاستقرار. ورأى الآباء أنه لا بد من توجيه نداء إلى أبنائهم المؤمنين في كل أنحاء لبنان، المقبلين على انتخابات نيابية بعد أشهر قليلة، ليكونوا على قدر المسؤولية في اختيار ممثليهم في الندوة البرلمانية ويحكموا ضمائرهم في هذا الاختيار حتى يأتي مثمرا وناجعا لما فيه مصلحتهم ومصلحة بلدهم.

7- الوضع الاقتصادي: مترد في غالبية دول المنطقة ويثقل على كاهل الناس ويجعلهم يرزحون تحت عبء تأمين معيشتهم، وقد طالب الآباء المسؤولين في البلاد كافة، وناشدوا أصحاب الضمائر النيرة أينما وجدوا، للعمل على رفع الظلم الاجتماعي وتحقيق العدالة، صونا للإنسانية وحفاظا على الكرامات. وفي هذا الإطار، شددوا على ضرورة أن تعمد الإدارات المعنية في الدولة اللبنانية لمؤازرة المدارس الخاصة في تخطي مشاكلها الناجمة عن زيادة الرواتب جراء إقرار سلسلة الرتب والرواتب، وهكذا يقف الجميع جنبا إلى جنب تخفيفا لوطأة الأزمة.

8- تقرير إكليريكية القديسة حنة في الربوة: أكد الآباء بعد درسه على ضرورة البحث عن الدعوات الكهنوتية والاهتمام بها من أجل خير كنيستنا ومستقبلها، ووضعوا بعض التوصيات بخصوص تنشئة الإكلريكيين، وتطويرها مع مستجدات العصر، وقد انتخبوا لجنة سينودسية للاهتمام بالإكليريكية قوامها السادة الأساقفة ميخائيل أبرص، الياس رحال ونقولا أنتيبا.

9- جرت إنتخابات لرؤساء اللجان السينودسية، في ولاية جديدة ممتدة لثلاث سنوات، على أن يعمل الرئيس المنتخب على تعيين من يراه مناسبا لتكوين اللجنة، وقد أتت النتائج كالتالي: اللجنة الليتورجية: البطريرك يوسف الأول، اللجنة الرعوية: المطران يوحنا (عصام) درويش، اللجنة اللاهوتية والمسكونية: المطران كيرلس (سليم) بسترس، اللجنة القانونية: المطران إيلي بشارة حداد، اللجنة المالية: المطران جورج بقعوني.

10- انتخب الآباء رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة المطران جورج بقعوني، للمشاركة في سينودس الشبيبة في روما في تشرين الأول المقبل.

11- تباحث الآباء في شؤون ليترجية وقانونية، وإدارية ومالية متعددة.

12- جرى انتخاب أعضاء السينودس الدائم وهم: المطران يوحنا جنبرت، المطران يوحنا (عصام) درويش، المطران جاورجيوس حداد، المطران جورج بقعوني. وانتخبوا ردفاء لهم وهم: المطران جورج بكر، المطران ياسر العياش، المطران نيقولا أنتيبا، المطران جاورجيوس (إدوار) ضاهر. كما أجروا انتخابات لملء الأبرشيات والنيابات البطريركية: المطران نيقولا أنتيبا، متروبوليت بصرى وحوران وجبل العرب سابقا، نائبا بطريركيا في دمشق والمطران ياسر عياش، رئيس أساقفة بترا وفيلادلفيا وسائر الأردن سابقا، نائبا بطريركيا في القدس.

13- وقرر الآباء عقد السينودس القادم من الخامس إلى العاشر من شهر تشرين الثاني 2018، في المقر البطريركي في الربوة، رافعين الصلاة من أجل أن يؤازرهم الروح القدس في خدمة إخوتهم أبناء الكنيسة الملكية، وداعين الجميع إلى التآخي والتعاضد وعيش الوحدة والمحبة من أجل شهادة أفضل. وبمناسبة حلول الصوم الأربعيني المقدس، تمنى الآباء أن يكون هذا الزمن زمن مصالحة مع الذات والآخرين، وعودة حقيقية إلى ينبوع الحب والفرح تمهيدا للمشاركة في مجد القيامة".