المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 14 شباط/2021

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic.february14.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني

الياس بجاني/زمن الصوم المقدس

الياس بجاني/عائلة الشهيد لقمان سليم الأيقونة اللبنانية الوطنية والسيادية والإنسانية/ فيديو مقابلة من قناة الحدث مع عائلة الشهيد لقمان سليم/والدته وزوجته وشقيقتة.. والدته السيدة سلمى : لقد زرعوا خنجر في قلبي

الياس بجاني/لا فرق بين موقف الشيخ الذي رضخ للإرهاب واعتذر عن مشاركته في مراسيم تشييع الشهيد لقمان سليم وبين موقف المطران بولس عبد الساتر الذي تبرأ من الكاهن الذي رتل في التشييع طلبة “أنا الأم الحزينة”

الياس بجاني/الشهيد لقمان سليم القضية والفكر والشجاعة باقي معنا

الياس بجاني/حزب الله يخطف الطائفة الشيعية في لبنان ويأخذها رهينة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقابلة بالصوت من إذاعة صوت لبنان مع المخرج والكاتب يوسف ي.الخوري/الصيغة فشلت في بناء وطن والحل يبدأ بإعتماد قانون مدني للأحوال الشخصية وإذا رفض اللبنانيون ذلك فلا حل سوى بإعتماد نظام فدرالي مؤكداً أنه ليس بنظام تقسيمي/المؤتمر الدولي سيف ذو حدين

"لا أتعاطى مع حزب الله".. والدة لقمان سليم: الضاحية كانت مختلفة قبل هيمنته عليها

"مواقفٌ ناريّةٌ"... عائلة لقمان سليم تكشف سبب إغتياله

بين لقمان سليم والأب جان عقيقي وبيننا..

الأب جان رجل إيمانٍ، وما قام به هو ما يحمله في قلبه. لم يتنصّل من واجبه الإنسانيّ أوَّلًا ليكون بجانب أمٍّ ثكلى وأرملةٍ وأختٍ وأخٍ يفيضون حزنًا ورجاء

خدمة الكاهن تتخطّى المكان والزمان، ليصبح كلّ إنسانٍ أبنًا له يمنحه ما تيسّر وما استحقّ وما وجب من خدمة.

الأب الدكتور سميح رعد/الكلمة اولاين/

التحريض «يُحاصر» ديما صادق..هل حُجبت عن شاشة الـMTV ؟

«حزب الله» يُرهب القضاء بعد الجيش..وجرمانوس ينتفض: لا نخاف منك!

المحكمة الدولية تنتظر جواب غوتيريش على طلب تمديد ولايتها

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 13/2/2021

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 13 شباط 2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الكورونا في لبنان اليوم: 46 حالة وفاة و2906 إصابة جديدة

حكومة المهّمة” احترقت بنار “جهنم”!

لا انتخابات فرعية ولا مبكرة

الخلاف بين الـMTV وحزب الله يتصاعد والمحطة لا تمانع اللجوء للقضاء

"محطة لبنانية جديدة" لماكرون...ماذا أبلغ الفرنسيون لبنان؟

هل يصمد اللبنانيون الى أن “يصرخ عون أو الحريري”؟!

100 مدرعة بريطانية تصل إلى لبنان… والأهداف متعددة

هبة عسكرية من واشنطن للجيش اللبناني

“الحزب” يُعزز وضعيته لمواجهة ثورة الجياع

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

ترمب بعد تبرئته: حركتنا السياسية بدأت للتو ومحاكمتي في مجلس الشيوخ جزء من أكبر حملة اضطهاد في تاريخ بلدنا

وزراء الداخلية العرب: نقف مع السعودية ضد اعتداءات الحوثي/الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب: أعمال الحوثي الإرهابية تدل على المنهج العدائي للجماعة ومن يقف خلفها

إيران… قتيلان وجرحى بانفجار غاز

انتخابات ايران.. الحرس الثوري يضغط للإمساك منفردًا بالقرار

إحباط هجوم جديد من الحوثيين على مطار أبها

ميليشيات موالية لإيران تعيد تموضعها في سوريا

الولايات المتحدة «لن تسمح» بإيران مسلحة نووياً/إدارة بايدن تتمسك بالاتفاق النووي منصة لمعالجة «نشاطها الخبيث»

تعزيزات لميليشيات إيرانية قرب تدمر

حدود سوريا وبواباتها في قبضة حلفاء دمشق... وأعدائها/الحكومة تسيطر على 15 % من الخطوط مع الجوار... والبوابات مع لبنان تحت سيطرة «حزب الله»

الحكيم يدعو إلى وطنية عابرة للانتماء المذهبي/أكد أن الشيعة في العراق «سيتمسكون بخيار الدولة والمواطنة»

تركيا ترفض سحب قواتها من ليبيا وترهن الحل السياسي بمشاركتها

البرهان: وقعنا «اتفاقات إبراهيم» لاقتناعنا بقيم التسامح والتعايش/رئيس مجلس السيادة السوداني يخاطب قمة إسرائيل الطلابية الشبابية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

في ندوة عن «صراع القوى الإقليمية».. علي الأمين: المنطقة العربية رهن الصفقة الإيرانية – الاميركية

14 شباط 2005: الثابت والمتغيّر/نديم قطيش/أساس ميديا

من تفجير رفيق الحريري... الى انتخاب ميشال عون/خيرالله خيرالله/أساس ميديا

أزمة حكم مفتوحة على كلّ الاحتمالات.. وهذه هي مشكلة عون/محمد شقير/الشرق الاوسط

من حب اللادولة ما قتل... ويقتل/إياد أبو شقرا/الشّرق الأوسط

مرسوم إجراء الانتخابات الفرعيّة بات جاهزاً... فهل يُوقّع؟/داني حداد/أم تي في

الحريري رمى كرة التعطيل ببعبدا.. و”الحزب” لن يتخلّى عن عون/غادة حلاوي/نداء الوطن

باسيل خسر الروس والأميركيين والفرنسيين: الحكومة ورقته الأخيرة/منير الربيع/المدن

الحريري طرق باب عون وهكذا كان الجواب/غسان ريفي/سفير الشمال

أوراق “قصر الصنوبر”: “بلّوها واشربوا ماءها”/جورج شاهين/الجمهورية

“تفرعُن” حكّام لبنان يُجهض مبادرة “الفراعنة”!/سركيس/نداء الوطن

اجتماع بعبدا: لزوم ما لا يلزم/نقولا ناصيف/الاخبار

نصيحة شيعية للمسؤولين الموارنة/راكيل عتيّق/الجمهورية

تَحرِيرُ التَشَيُعِ المُختَطَفِ/حسن المصطفى/النهار العربي

الاستعصاء الكبير: عون وباسيل في "حربٍ مفتوحة" مع الحريري/منير الربيع/المدن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية نوه بوصول الدفعة الاولة من اللقاح: شرط نجاح رحلة التلقيح يكمن في تجاوب المواطنين واقبالهم

قائد عمليات خاصة أميركي يزور قائد الجيش دعما لاحترافية الجيش وتقدمه

“التيار”: نأسف للأسلوب الذي يعتمده الحريري في مقاربة ملف التشكيل

بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي اغناطيوس يوسف الثالث يونان في رسالة الصوم: مسيرة فرح بالتوبة والالتزام ولنا ملء الإيمان بالرب ولمسته الشافية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

عجيبة تحويل الماء إلى خمرة في عرس قانا

إنجيل القدّيس يوحنّا 2/01-11/وفي اليَوْمِ الثَّالِث، كَانَ عُرْسٌ في قَانَا الجَلِيل، وكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاك. ودُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى العُرْس. ونَفَدَ الخَمْر، فَقَالَتْ لِيَسُوعَ أُمُّهُ: «لَيْسَ لَدَيْهِم خَمْر». فَقَالَ لَهَا يَسُوع: «مَا لِي ولَكِ، يَا ٱمْرَأَة؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْد!». فقَالَتْ أُمُّهُ لِلْخَدَم: «مَهْمَا يَقُلْ لَكُم فَٱفْعَلُوه!».وكَانَ هُنَاكَ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حَجَر، مُعَدَّةٌ لِتَطْهيِر اليَهُود، يَسَعُ كُلٌّ مِنْهَا مِنْ ثَمَانِينَ إِلى مِئَةٍ وعِشْرينَ لِيترًا، فقَالَ يَسُوعُ لِلْخَدَم: «إِملأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلأُوهَا إِلى فَوْق. قَالَ لَهُم: «إِسْتَقُوا الآنَ، وقَدِّمُوا لِرَئِيسِ الوَلِيمَة». فَقَدَّمُوا. وذَاقَ الرَّئِيسُ المَاءَ، الَّذي صَارَ خَمْرًا – وكانَ لا يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ، والخَدَمُ الَّذينَ ٱسْتَقَوا يَعْلَمُون – فَدَعَا إِلَيْهِ العَرِيسَ وقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ يُقَدِّمُ الخَمْرَ الجَيِّدَ أَوَّلاً، حَتَّى إِذَا سَكِرَ المَدعُوُّون، قَدَّمَ الأَقَلَّ جُودَة، أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الخَمْرَ الجَيِّدَ إِلى الآن!». تِلْكَ كَانَتْ أُولَى آيَاتِ يَسُوع، صَنَعَهَا في قَانَا الجَلِيل، فَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، وآمَنَ بِهِ تَلامِيذُهُ.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

 زمن الصوم المقدس

الياس بجاني/14 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/72670/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d8%a5%d9%86%d8%ac%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d9%85%d9%81-2/

زمنُ الصومِ هو زمنُ العبورِ من الإنسان القديم الى الإنسانِ الجديدِ، بنعمة المسيحِ الشافية. إنها مسيرةُ فرحٍ روحيٍّ تُدخِلُنا بعلاقةٍ مع العريسِ السماويِّ؛ وهي أيضاً مسيرةُ تحرُّرٍ من الأنانيّة والأحقادِ، وزمنُ توبةٍ ومصالحةٍ مع الله والذاتِ والآخر في حياةِ صومٍ وصلاةٍ وصدقة.

تفتتح آية عرس قانا الجليل آحاد الصوم المبارك. فيها يُظهر يسوع مجده من خلال المعجزة الأولى التي صنعها في قانا فآمن به تلاميذه، وصنعوا كما أوصتهم مريم، بأن يفعلوا كل ما يأمرهم به يسوع.

يطلّ يسوع في هذه الآية كأنه آدم الجديد، ومريم كأنها حواء الجديدة، وتبدأ ولادة جديدة وخلق جديد. لهذا السبب تبدأ الكنيسة زمن الصوم بهذه الآية لتدلّ على أن الصوم هو زمن تجدّد وتغيير، في العلاقة مع الله.

بالصلاة والتوبة، مع الذات بالصوم والإماتة من أجل التحرّر من كل عيب ممكن أن يعيق بنوتنا للآب، مع الآخرين بأعمال الرحمة والمحبة والصدقة… هذا ما ترمز إليه آية قانا من خلال تحويل الماء الى خمرة جيدة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

فيديو مقابلة من قناة الحدث مع عائلة الشهيد لقمان سليم/والدته وزوجته وشقيقتة.. والدته السيدة سلمى : لقد زرعوا خنجر في قلبي

عائلة الشهيد لقمان سليم الأيقونة اللبنانية الوطنية والسيادية والإنسانية

الياس بجاني/13 شباط/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95964/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%82%d9%86%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%af%d8%ab-%d9%85%d8%b9-%d8%b9%d8%a7%d8%a6%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4/

كل كلمة قالتها عائلة الشهيد لقمان سليم، والدة وشقيقته وزوجته في مقابلتهم مع قناة الحدث اليوم هي لطمة موجعة على وجوه الحكام والسياسيين وأصحاب شركات الأحزاب المحلية والوكيلة على حدا سواء.

عائلة تحولت خلال أيام إلى أيقونة، ونعم تحولت إلى أيقونة لما أظهرته من شجاعة ووطنية وعمق في كل الأحاسيس البشرية.

عائلة مثقفة ووطنية تعرف الله وتخاف ساعة حسابه وتؤمن بأنه جل جلاله هو محبة وأخوة وتسامح وقبول للآخر وسلم وتعايش ورقي. عائلة لا تعرف معنى الحقد والكراهية والإنتقام والحقد.

لقد تعرّف الشعب اللبناني والشعوب في كل الدول العربية عقب اعدام حزب الله ومحور إيران الشيطاني والإرهابي الشهيد لقمان سليم، تعرفوا عبر وسائل الإعلام على هذه العائلته الأيقونة وعرفوا من خلالها كل معاني الوطنية والرقي والعلم والمعرفة والثقافة والإنسانية بكل قيمها.

فييا أصحاب شركات الأحزاب الذميين والطرواديين والبشعين في فكركم وممارساتكم الشيطانية والإسخريوتية،  ويا كل السياسيين والمسؤولين والإعلاميين الذين انتم مجبولين من نفس هذه القماشة الكافرة والنرسيسية خافوا ربكم ويوم حسابه الأخير وتوبوا وأدوا الكفارات عن خطاياكم المميتة وإجرامكم بحق الشعب اللبناني وتعلموا من عائلة الشهيد لقمان سليم الصدق والشفافية والتواضع.

تعلموا منها المحبة والمسامحة والكُبر والنبل في مواجهة الألم.

تعلموا منها المنطق والمعرفة وكل ما هو ثوابت وطنية وسيادية.

تعلموا منها كل ما هو فكر استقلالي ونوراني حضاري.

تعلموا منها الشهادة للحق وجرأة تسمية الأشياء بأسمائها.

تعلموا منها الحكمة وكل معاني وعمق وصدق القيم الإيمانية والإنسانية.

تعلموا منها العطاء وحب الآخر.

تعلموا منها الصمود والقدرة على المواجهة برجاء وإيمان ودون حسابات وأجندات سلطوية ونفعية ومادية ذاتية وأنانية.

تعلموا منها الشجاعة المتحضرة والواقعية.

يا طرواديين وتجار وكتبة وفريسيين وأفاعي تعلموا منها ومن كل ما تركه الشهيد لقمان سليم من إرث حقوقي انساني وسيادي واستقلالي وإيماني ومنطق وانفتاح وحكمة وشجاعة.

تعلموا منها واقتدوا بها وإلا اغربوا عن وجوهنا ولتحل اللعنة السماوية عليكم من الآن وحتى اليوم الأخير.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

لا فرق بين موقف الشيخ الذي رضخ للإرهاب واعتذر عن مشاركته في مراسيم تشييع الشهيد لقمان سليم وبين موقف المطران بولس عبد الساتر الذي تبرأ من الكاهن الذي رتل في التشييع طلبة “أنا الأم الحزينة”

الياس بجاني/12 شباط/2021

رِسَالَةُ بُولُسَ ٱلرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلَاطِيَّةَ01/10: “أَفَأَسْتَعْطِفُ ٱلْآنَ ٱلنَّاسَ أَمِ ٱللهَ؟ أَمْ أَطْلُبُ أَنْ أُرْضِيَ ٱلنَّاسَ؟ فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي ٱلنَّاسَ، لَمْ أَكُنْ عَبْدًا لِلْمَسِيحِ.”

http://eliasbejjaninews.com/archives/95908/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d9%81%d8%b1%d9%82-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%85%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%ae-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%b1/

ابرشية بيروت المارونية: الكاهن المشارك بترنيم طلبة الأم الحزينة في تشييع سليم لا ينتمي الى الأبرشية وعبد الساتر لم يفوضه تمثيله

وطنية – الخميس 11 شباط 2021

اعلنت دائرة التواصل في أبرشية بيروت المارونية في بيان، انه “بعد ورود اتصالات عدة تستنكر قيام أحد الكهنة بترنيم طلبة “أنا الأم الحزينة” في مراسم تشييع الناشط والمفكر لقمان سليم، يهم الدائرة أن توضح أن الكاهن المذكور لا ينتمي الى الأبرشية، كما أن صاحب السيادة المطران بولس عبد الساتر لم يفوضه بتمثيله في مراسم التشييع، لذلك اقتضى التوضيح”.

بداية، لم نصدق بأن المطران بولس عبد الساتر قد تبرأ من الكاهن الجليل الذي شارك في مراسيم تشييع الشهيد لقمان سليم ورتل خلالها رتبة، “أنا الأم الحزينة”، واعتبرنا أن ما يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي عن هذا الأمر هو غير صحيح ومفبرك ولا يمكن لمطران ماروني أن يأخذ هكذا موقف ذمي ومتجابن لأن إنجيلنا المقدس يقول: “لأنك لست ساخناً ولا بارداً، بل فاتراً سوف أبصقك من فمي”. (الرؤيا03/15و16)

ولكن في منتصف نهار أمس خابت آمالنا بالمطران عبد الساتر وأصبنا بحالة من الذهول والحيرة والغضب عندما قرأنا البيان الموجود في أعلى الصادر عن دائرة التواصل في أبرشية بيروت المارونية.

باختصار ودون تردد وعن إيمان وقناعة نقول بأن ما جاء في البيان هو معيب ومخجل وذمي ولا يمت لقيم وثوابت ومفاهيم كنيستنا المارونية بصلة.

إن موقف المطران هو حقيقة استنساخ لموقف بلاطس البنطي الذي تخلى عن واجباته واستسلم ورضخ للغوغائيين من الشعب والكتبة والفريسيين الحاقدين الذين أرادوا صلب سيدنا يسوع المسيح.

ترى هل المطران هذا مطلع على ما قاله بلاطس البنطي: “فلما رأى بيلاطس أنه لا ينفع شيئا، بل بالحري يحدث شغب، أخذ ماء وغسل يديه قدام الجمع قائلا: إني بريء من دم هذا البار أبصروا أنتم”

(إنجيل القديس متى27/24):

عملياً ومنطقياً كان من المفترض أن يبرر المطران وهو راعي بيروت وجبل لبنان (ومنطقة حارة حريك تقع ضمن إبرشيته) لماذا لم يشارك هو شخصياً في مراسيم تشييع بطل لبناني شهيد قدم نفسه قرباناً على مذبح الحرية والسيادة والاستقلال وشهد للحق والحقيقة، ولا أن يتنصل ويتبرأ من موقف كاهن جليل مؤمن وشجاع قام تفرضه عليه رسالته الكهنوتية.

وهنا نسأل بغضب، هل من فرق بين ذلك الشيخ الشيعي الذي شارك في مراسيم التشييع ومن ثم وعلى خلفية التهديد والإرهاب اضطر للاعتذار العلني، وبين مطراننا الذي تبرأ من كاهن كل ذنبه أنه رتل في التشييع رتبة كنسية؟

نذكر المطران عبد الساتر بما قاله السيد المسيح لبعض الفريسيين من الجموع الذين طلبوا منه أن يُسكت تلاميذه الذين كانوا يهتفون قائلين: “تبارك الملك الآتي باسم الرب. السلام في السماء، والمجد في العلى”.. فأجابهم يسوع “لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة”. (إنجيل القديس لوقا19/من38حتى40).

باختصار فإن موقف المطران عبد الساتر هو ذميي ومعيب ومخجل ولا يمت للمسيحية وللمسيح ولكنيستنا المارونية بصلة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الشهيد لقمان سليم القضية والفكر والشجاعة باقي معنا

الياس بجاني/10 شباط/2021

يبقى الشهيد لقمان سليم حياً في قلوب ووجدان وضمير وذاكرة كل لبناني يؤمن بالحرية وبالعيش مع الآخر المختلف وبحق كل انسان التعبير عن رأيه دون تعرضه للإرهاب والتصفية الجسدية

 

حزب الله يخطف الطائفة الشيعية في لبنان ويأخذها رهينة

الياس بجاني/10 شباط/2021

حزب الله هو ماكينة قتل واغتيالات والطائفة الشيعية بكاملها في لبنان هي مخطوفة ومأخوذة رهينه من قبله وهو  يقوم بقوة الإرهاب والتخويف والقتل بفرسنتها ثقافة ونمط عيش وفكراً وادلحة وتعصب وتمذهب

عناوين المتفرقات اللبنانية

 

دعون للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقابلة بالصوت من إذاعة صوت لبنان مع المخرج والكاتب يوسف ي.الخوري/الصيغة فشلت في بناء وطن والحل يبدأ بإعتماد قانون مدني للأحوال الشخصية وإذا رفض اللبنانيون ذلك فلا حل سوى بإعتماد نظام فدرالي مؤكداً أنه ليس بنظام تقسيمي/المؤتمر الدولي سيف ذو حدين

http://eliasbejjaninews.com/archives/95973/%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%85%d9%86-%d8%a5%d8%b0%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85/

مقابلة بالصوت/فورماتWMA/من إذاعة صوت لبنان مع المخرج والكاتب يوسف ي. الخوري/13 شباط/2021/اضغط هنا للإستماع للمقابلة

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasaudio20/youssefkhoury13.02.21.wma

مقابلة بالصوت/فورمات/MP3/من إذاعة صوت لبنان مع المخرج والكاتب يوسف ي. الخوري/13 شباط/2021/اضغط هنا للإستماع للمقابلة

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasaudio20/youssefkhoury13.2.21.mp3

اضغط هنا لدخول صفحة المقابلة على موقع اذاعة صوت لبنان (برنامج مش فالين) حيث يوجد تسجيل كامل للمقابلة

https://www.vdl.me/news/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D9%84%D9%85%D8%B4-%D9%81%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%86-%D9%88%D9%84%D8%A7-%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D8%B5%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D9%86/

 

ملخص المقابلة من موقع إذاعة صوت لبنان

13 شباط/2021

الخوري لمش فالين: ولا مرة صار في تغيير نظام بلبنان إلا من خلال تدخل دولي.

أكد الكاتب والمخرج يوسف الخوري في حديث له ضمن برنامج مش فالين عبر صوت لبنان أنه سبق وشهد لبنان مثل هذه المرحلة في تاريخه وذلك بعد الحرب العالمية الأولى وما رافقتها من مجاعة وصراعات حيث مر بنفس الخطوات التغييرية التي نعيشها اليوم.

الخوري إعتبر أننا تمكنا بعد مئة عام من ولادة لبنان، من بناء دولة لكننا لم نستطع بناء وطن وهوية لبنانية. وقال: “علينا البدء بالإعتراف بالأخطاء التي اقترفناها كل هذه السنوات”.

وشدد على أننا نعيش اليوم في دستور مختلف عن دستور الطائف الذي لم يطبق أصلاً ووضع على حساب فئة دون أخرى.

الخوري أبدى تخوفه من طرح عقد مؤتمر دولي يعيد الطبقة السياسية نفسها على طاولة المفاوضات مشيراً إلى أن التجربة برهنت أن الصيغة اللبنانية فشلت في بناء وطن وأضاف: “ولا مرة صار في تغيير نظام بلبنان إلا من خلال تدخل دولي”.

أخيرا، إعتبر الخوري أن الحل يبدأ بإعتماد قانون مدني للأحوال الشخصية وإذا رفض اللبنانيون ذلك فلا حل سوى بإعتماد نظام فدرالي مؤكداً أنه ليس بنظام تقسيمي.

 

"لا أتعاطى مع حزب الله".. والدة لقمان سليم: الضاحية كانت مختلفة قبل هيمنته عليها

نقلاً عن موقع الحدث/13 شباط/2021

قالت والدة لقمان سليم إن  "التهديدات التي طالتنا في العام 2019 زرعت لدي قلقا على لقمان لم ينته"، وأضافت: "حطموا قلبي وغرسوا فيه خنجرا بقتل ولدي". وأشارت والدة سليم لـ"الحدث" إلى أن هناك تشكيكا بالتحقيق المحلي، لكنها ستترك المحامي يهتم بذلك.  وتابعت: "لا أتعاطى مع حزب الله الذي لا يحترم السكان الأصليين في الضاحية الجنوبية"، ولفتت إلى أن "الضاحية الجنوبية كانت مختلفة قبل دخول حزب الله وهيمنته عليها". ورأت أن "ما يجري في العراق وسوريا واليمن دليل على تدخلات إيران عبر أذرعها".

 

"مواقفٌ ناريّةٌ"... عائلة لقمان سليم تكشف سبب إغتياله

موقع ليبانون ديبايت/السبت 13 شباط 2021  

اعتبرت عائلة الناشط الراحل لقمان سليم، أنّ "اغتياله كان بسبب مُناهضته لحزب الله ". وقالت رشا الأمير شقيقة "الراحل": "تلك الليلة حاولت الوصول للقمان وعندما تأخر شعرت بقلق غير مسبوق". وفي حديثٍ لها عبر "الحدث"، أعلنت الأمير: "رفضنا تسليم الهانف للجهة الأمنية لأننا لا نعرف الجهة التي ستحقق". وترفض شقيقة "لقمان"، ربط اسم "الجلالة" بإسم حزب الله..، وتدعوه "الحزب الحاكم". ورأت أنّ "المنطقة تغيّرت بسبب هيمنة حزب الله بدعم إيراني" ومن ناحيتها، اعتبرت والدة لقمان سليم، سلمى مرشاق، أنّ "ما يجري في العراق وسوريا واليمن دليل على تدخلات إيران عبر أذرعها"، لافِتةً إلى أنّ "واجبي كما كلّ أمّ أن أنشئ أطفالي على المحبة وقبول الآخر". وتابعت: "حطموا قلبي وغرسوا فيها خنجرا بقتل ولدي"، مُعتبرةً أنّ "ما يعلمه هذا الحزب من عنف وقتل يتم تعليمه في جهنم وليس من تعاليم "الله". وختمت: "ما يجري في العراق وسوريا واليمن دليل على تدخلات إيران". وفي السياق، قالت المخرجة الألمانية مونيكا بورغمان، زوجة الناشط الراحل: "تم تهديدنا كثيرا وشعرنا بالخطر لكننا رفضنا مغادرة لبنان". وجدّدت "المطالبة بالتحقيق الدولي، مُضيفةً "لا ثقة بالتحقيق المحلي وآخر مثال ما حصل بانفجار مرفأ بيروت".

 

بين لقمان سليم والأب جان عقيقي وبيننا..

الأب جان رجل إيمانٍ، وما قام به هو ما يحمله في قلبه. لم يتنصّل من واجبه الإنسانيّ أوَّلًا ليكون بجانب أمٍّ ثكلى وأرملةٍ وأختٍ وأخٍ يفيضون حزنًا ورجاء

خدمة الكاهن تتخطّى المكان والزمان، ليصبح كلّ إنسانٍ أبنًا له يمنحه ما تيسّر وما استحقّ وما وجب من خدمة.

الأب الدكتور سميح رعد/الكلمة اولاين/13 شباط/2021

آثرت على نفسي عدم الكلام في السياسة اللبنانيّة منذ نيفٍ وأربع سنين، لأنّنا في زمن الوحل والضباب والظلام، فكلّ خبطٍ اليوم هو عشواء.

ما يلزمني اليوم بالكتابة هو الأب جان عقيقي، والمشاركون والمنشدون الذين كانوا في وداع اللبنانيّ لقمان سليم، وما تبعه من تخبّط مواقف.

خطابي ليس في السياسة إنّما من باب كوني شريكًا في كهنوت الأب جان وشريكًا في رسالة الكنيسة المارونيّة الشقيقة ولاسيما جمعيّة المرسلين اللبنانيّين الموارنة.

بدايةً، ولنا في القصص من لُبابٍ (متى 13، 13)، سأبدأ بقصةٍ جرت مع الطيّب الذكر الأب حليم ريشا، خلال الحرب اللبنانيّة.

يُحكى عن هذا الكاهن أنّه كان يخدم في ضواحي بيروت خلال بداية الحرب اللبنانيّة، تحديدًا عند سقوط مخيّم تلّ الزعتر، وكانت الأحزاب في تلك الفترة تريد أن تبرز ما عندها من فائض قوّةٍ أمام خصومها وتنفّس عن غضبها. فكانت، للأسف الشديد، تنكّل بجثث الضحايا الذين سقطوا في تلك المعركة. ومن صور ذلك التنكيل كان الشباب يسوقون جثث القتلى في الشوارع. كان الحزن يعصر قلب الأب حليم مشاهدًا تلك المشاهد غير الإنسانيّة في الطرقات والساحات.

والأب حليم لعطر سيرته الكهنوتيّة الطيب، كان يُدْعَى يمينًا ويسارًا لإلقاء العظات في الرعايا الكاثوليكيّة بأطيافها في ساحل وجبل لبنان. وفي يومٍ مأساويٍّ من تلك الأيام كان مدعوًا لإلقاء عظة الصوم في رعية من رعايا المتن. صعد إلى تلك البلدة الأبيّة المؤمنة، بعد مشاهدته فظاعة ما يجري. بدأ القدّاس والكنيسة تعجّ إيمانًا ومؤمنين. فخطب كعادته بكلماتٍ نبويّةٍ: "اليوم، شاهدت المسيح من خلال الفلسطينيّ الذي تُجرّ جثته جرًّا... تحوّلت بيروت إلى جثمانيّة..." فهاجت الكنيسة حينها سياسةً. فهجم بعض من الحاضرين على الأب حليم يريدون الاقتصاص منه على قوله هذا. وهُرِّب من رهف الكنيسة تهريبًا، كي لا ينال منه من أراد النيل.

نعم كلّ صوتٍ نبويٍّ يذكّر بحقيقة إنسانيتنا سينال عقابًا في وقت غياب الحكمة والحكماء. وربّما ينال جزاء ذلك الشهادة.

ما المشترك في هذا الخبر مع ما جرى مع الأب جان عقيقي الذي صلّى منشدًا "أنا الأم الحزينة"، الذي اعتبره البعض خروجًا منَّا إيمانًا ومسلكًا؟

الكاهن لا يمكن تعريته من إنسانيته ومن واجبه.

الواجب الإنسانيّ فينا قبل أي واجب...

من لا يدري، فليدرِ: الكاهن، لا تقف حدود رعيته ولا شهادة حياته عند حدودٍ جغرافيّةٍ وعند المؤمنين الذين أوكلته الكنيسة بهم راعيًا.

خدمة الكاهن تتخطّى المكان والزمان، ليصبح كلّ إنسانٍ أبنًا له يمنحه ما تيسّر وما استحقّ وما وجب من خدمة.

ككاهنٍ يأتي إلى الناس، مؤمنين أو غير مؤمنين، بما هو. أي يأتي إليهم أبًا مشاركًا بكهنوت المسيح في الكنيسة التي هي الأرض كلّها والبشريّة جمعاء. وكم تسمع أذن الكاهن كلمة "أبونا" من غير المعمّدين!

وأبونا جان لم يأت إلّا بما هو وبما يحمل من قداسة سرّ المعموديّة الذي جُعلنا به ومعه أخوة في الإيمان وبما يحمل من أبوّة روحيّة في سرّ الكهنوت الذي جُعِلنا معه شركاء خدمة.

ونحن، ككهنةٍ، ليس لنا موقف في رأي لقمان سليم الفكريّ أو العقيديّ السياسيّ. نؤيّده أو لا نؤيّده، ليس لنا قول في ذلك. نحن للجميع إخوة، وفي خدمة الجميع. ومن خاصمهم يعرفون جيدّا موقفنا منهم، إنّنا لهم أخوة.

ولكننا نرى في دفاع لقمان سليم عن الحرّيّة وعن حقّه في الدفاع والتعبير عنها موقفًا إنسانيًّا كبيرًا.

أمّا بعد، الأب جان رجل إيمانٍ، وما قام به هو ما يحمله في قلبه. لم يتنصّل من واجبه الإنسانيّ أوَّلًا ليكون بجانب أمٍّ ثكلى وأرملةٍ وأختٍ وأخٍ يفيضون حزنًا ورجاء. الموقف موقفٌ إنسانيٌّ، قبل كلّ شيءٍ. وما حمله لهم ولكلّ من شارك في الصلاة، ما كان إلّا عطر المسيح النبيّ والإنسان والإله الذي صلب وقبر وقام عن الإنسانيّة جمعاء.

تموت المسيحيّة بموت قيم الإنسانيّة المتمثّلة في الكلمة الطيبة المعزّيّة.

بشرٌ نحن، أناسٌ، قبل أن نكون كهنة... وإلى جانب البشر نقف.

بين لقمان سليم وقتلته وخصومه وبيننا إنسانيّة، يجب ألّا تموت.

مع الأب جان أنشد، من نشيد السبت العظيم المخصّص لعريس الكنيسة المسيح هذا النشيد البديع:

"أعطني هذا الغريب، الذي منذ طفولته اغترب كغريب...

أعطني هذا الغريب، الذي أَدْهَش لمشاهدتي إياه ضيفًا للموت.

أعطني هذا الغريب، الذي يعرف أن يضيف الفقراء والغرباء.

أعطني هذا الغريب، لكي أواريه في لحدٍ.

أعطني هذا الغريب، الذي بما أنّه غريب، ليس له موضع يسند إليه رأسه."

(كلمةٌ مهداةٌ إلى الأب جان عقيقي)

 

التحريض «يُحاصر» ديما صادق..هل حُجبت عن شاشة الـMTV ؟

جنوبية/13 شباط/2021

الترهيب والتهويل مستمران ضد معارضي “حزب الله” من اعلاميين وسياسيين، وقد زادت حدة التهديدات والتخوين بعد جريمة اغتيال الناشط والباحث السياسي لقمان سليم، ولا سيما ان اصابع الاتهام والوقائع والحملات السابقة قادت الى “حزب الله”. وفي هذا السياق، تفاعلت الاحداث والحملات التي طاولت الاعلامية المعارضة لـ”حزب لله” ديما صادق، ولا سيما بعد إتهامها في حلقة من برنامجها “حكي صادق” بشكل واضح “حزب الله” بإغتيال سليم . وهو بطبيعة الحال اتهام سياسي مشروع، كما يؤكد العديد من المعارضين لسياسة “حزب الله” الداخلية والخارجية والتي تقود البلد الى الهاوية. وبعد ردة فعل “حزب الله” الاولية بالايعاز الى كل مزودي محطات الكابل، ومحطات بوقف بث قناة “أم تي في”، استمرت ترددات القضية بوصول الهجوم إلى الإعلامي إلى سلام الزعتري الذي ورد اسمه في مقدمة البرنامج كمنتج منفذ. واليوم تبرأ الزعتري من البرنامج عبر تغريدة في “تويتر”، قال فيها أنه لا علاقة له بالحلقة الرابعة من البرنامج، مضيفاً أنه لا يوافق على الطريقة التي تمت المعالجة بها. وقال أنه استقال من البرنامج بعد الحلقة الثالثة، لأن اسلوبه في المعالجة مختلف. غموض وتناقض وأفادت معلومات اعلامية مساء اليوم ، ان قناة الـ MTV تُجمد برنامج الإعلامية ديما صادق “حكي صادق” خلال الأسبوعين المقبلين حتى تدرس إمكانية الإستمرار بالبرنامج او وقفه نهائياً بعد البلبلة التي تسببت بها الحلقة الأخيرة. وكان رئيس مجلس إدارة “إم تي في” ميشال المر، تبرأ من الحلقة بدوره، حسبما جاء في بيان رئيس رئيس “المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع” عبد الهادي محفوظ. لترد صادق في “تويتر” بأنها قالت ما قالت تعبيراً عن قناعاتها. والمر بحسب رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ رفض ما جاء في مضمون الحلقة، لافتاً إلى أنّه لم يطلّع على الحلقة مسبقاً، كما هي العادة، كونه كان في المستشفى يجري عملية جراحية. وقد فاتح المر صادق مستنكراً تنصيب نفسها محكمة وقاضياً بما لا يمتّ للمهنية بصلة ولا لأسلوب الـ MTV. وتزامن هذا مع إلغاء بث  MTV في الضاحية الجنوبية وبعض أحياء بيروت فضلاً عن توقف البث للمشتركين في هوم سات. كما تردد ان MTV لم تنشر الحلقة الرابعة من البرنامج على موقعها الالكتروني اي الحلقة المذكورة عن اتهام  صادق لـ”حزب الله”.

 

«حزب الله» يُرهب القضاء بعد الجيش..وجرمانوس ينتفض: لا نخاف منك!

جنوبية/13 شباط/2021

يبدو ان ماكينة “حزب الله” الاعلامية وجيوشه الالكترونية لا تتعب، وتضع في كل يوم هدفاً جديداً للتصويب عليه، من بوابة التشويه الاعلامي والترهيب، وخنق اي صوت معارض له او متمايز عنه. واليوم فتحت جريدة “الاخبار” الممولة من “حزب الله” النار على القضاء، ولا سيما الذين استقالوا  في الفترة الماضية ومنذ اشهر، ومنهم قبل انفجار المرفأ وبعده. وتقول مصادر متابعة لـ”جنوبية”، ان بعد مطالبة الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الجيش بإعلان ما توصل اليه من تحقيقات، وكذلك القضاء، وبعد توجيهه تأنيباً مبطناً للمحقق العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت القاضي فادي صوان، إنطلقت حملة ضد الجيش قادها “حزب الله” عبر جيشه الاعلامي والالكتروني.

حملة “حزب الله” على القضاء عنوانها الحرص على مكافحة الفساد ولكن باطنها هو منع الكشف عن تورطه في تفجير المرفأ

وتشير المصادر الى ان الحملة على القضاء عنوانها الحرص على مكافحة الفساد في القضاء وغيره، ولكن باطنها هو رسائل واضحة للقضاء في ملف تفجير المرفأ، ان اي اشارة الى “حزب الله” وحلفائه في القضية من سوريين ولبنانيين، يعني ان يستعد هذا القاضي الى ملف فساد ينبش لدفعه الى الاستقالة، او الخضوع السياسي للحزب وتنفيذ ما يَطلب منه. وفي حين لم يصدر اي رد فعل او توضيح من القضاة المستقيلين والمعزولين بتهم فساد والذين حرضت “الاخبار” ضدهم  وانهم كوفئوا على فسادهم وتقاعدوا ويتقاضون رواتهبم مع حوافزها بعد ان كانوا قبضوا تعويضاتهم كاملة، تجرأ مفوَّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية السابق بيتر جرمانوس ورد على الاصيل وليس الوكيل، وهو معروف انه مدعوم من العهد وصهره. ولكن ما تورط به المذكور دفع حاضنته السياسية الى الطلب منه الانسحاب بهدوء، على ان ينال كل حقوقه كاملة وهذا ما حصل، ونقل وقتها ان جرمانوس غاضب من العهد والحزب البرتقالي لتخليهما عنه ودفعه الى استقالة كمخرج للفضيحة.

رد قاس من جرمانوس

وفي تصريح عبر مواقع التواصل الإجتماعي، رد جرمانوس على الحملة بالقول إن: “حزب الله، الحاكم بأمر السلاح بواسطة أدواته المأجورة، يتنمر علينا”. واعتبر أن الحزب “عموماً يفكك أوصال الدولة، يمارس الترهيب على أركانها يقوض نظامها الاقتصادي الامني والسياسي ليدمرها فينقضّ عليها”، مضيفاً: “حزب الله يريد تخويفنا وترويضنا، لم نخاف يوماً ولن نخاف اليوم لا منه ولا من غيره”.

جرمانوس: حزب الله الحاكم بأمر السلاح بواسطة أدواته المأجورة يتنمر علينا

وأشار جرمانوس إلى أن “اليسار الغوغائي الرجعي وإعلامه الحاقد يكرهنا: يكره ثقافتنا، طريقة عيشنا، تاريخنا، جامعاتنا، مصارفنا مستشفياتنا، مصانعنا، تجارنا، كنيستنا”، معتبراً أن “لبنان لم يتعرض يوماً إلى الهجوم الشامل الذي يتعرض له اليوم لاسقاط كل بنية النظام بضربة واحدة واستبداله بشيء آخر غريب عنا”، قائلاً: “المقاومة لم تعد خياراً”.

 

المحكمة الدولية تنتظر جواب غوتيريش على طلب تمديد ولايتها

وكالة الانباء المركزية/13 شباط/2021

أعلنت الناطقة الرسمية باسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وجد رمضان ان المحكمة تنتظر جواب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش على طلبها تمديد ولايتها، وهي على ثقة بانها ستتلقى جوابه قبل  28 شباط الجاري تاريخ انتهاء ولايتها، وانها لا تزال تحظى بالدعم الدولي لإكمال عملها المهم على وجه السرعة.  واكدت حاجة المحكمة إلى التكيف مع الظروف العسيرة الناجمة عن جائحة كوفيد-19 على الصعيد العالمي وقدرة الدول على الاستمرار في دعم عمل المحكمة ماليًا، مشيرة الى انها خفّضت ميزانيتها لعام 2021 بنسبة 37% تقريبًا مقارنةً بالسنوات السابقة، الأمر الذي  يخفف بدرجة كبيرة الالتزام المالي الذي يقع على عاتق لبنان. وشددت على ضرورة ان تلتزم السلطات اللبنانية بتنفيد مذكرات التوقيف الصادرة عنها والإستمرار في البحث عن المتهم بجريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وتوقيفه ونقله إلى عهدة المحكمة.

كلام رمضان جاء في حديث لـ “المركزية”، ردا على سؤال عما اذا كان مجلس الأمن الدولي سيمدد ولاية المحكمة التي تنتهي اواخر الشهر الجاري خصوصا بعدما اصدرت المحكمة القرار البدائي في الجريمة، وانهت عقود عمل لعدد من موظفيها لإختصار النفقات؟ فقالت: تنتهي الولاية الحالية للمحكمة في 28 شباط 2021. وعلى سبيل التوضيح، نشير إلى أن قرار تمديد ولاية المحكمة يعود إلى الأمين العام للأمم المتحدة  انطونيو غوتيريش الذي وجهت اليه القاضية إيفانا هردليشكوفا مؤخرًا طلبًا خطيًا تلتمس فيه تمديد ولاية المحكمة من أجل تمكين المحكمة من إنجاز عملها، وذلك وفقًا للإجراء المحدد في المادة 21، الفقرة 2 من قرار مجلس الأمن 1757، ولا تزال في انتظار جوابه على هذا الطلب.  ان الأمين العام  يتشاور مع السلطات اللبنانية ومجلس الأمن قبل تمديد الولاية ونحن على ثقة بأننا سنتلقى جوابه قبل نهاية الشهر.

واوضحت رمضان ان الفقرة 2 من المادة 21 من قرار مجلس الأمن 1757 تنص على الإجراء المتبع لتمديد ولاية المحكمة “بعد مضي ثلاث سنوات على بدء عمل المحكمة الخاصة، يقوم الطرفان بالتشاور مع مجلس الأمن، باستعراض ما تُحرزه من تقدم في أعمالها. وإذا لم تكتمل أنشطة المحكمة في نهاية فترة الثلاث سنوات، يُمدّد الاتفاق للسماح للمحكمة بإنجاز عملها، وذلك لمدة (أو مدد) إضافية يحددها الأمين العام بالتشاور مع الحكومة ومجلس الأمن.

ما هي المدة التي من المتوقع ان تعطى للمحكمة، لا سيما أنّ ثمة خطوات أخرى تتعلق بالتحقيقات والاستئناف؟

ـ الأمين العام يحدد مدة التمديد لولاية المحكمة خصوصا ان هناك قضيتان قائمتان حاليًا أمام المحكمة: قضية عياش وآخرين المتعلقة باعتداء 14 شباط 2005 الذي أودى بحياة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري و21 شخصًا آخر، وقضية عياش المتعلقة بالاعتداءات المتلازمة الثلاثة على السادة مروان حماده، وجورج حاوي، والياس المر وبالتالي قضية عياش وآخرين باتت الآن في مرحلة الاستئناف، بعد إيداع الادعاء وجهة الدفاع عن عياش والممثلين القانونيين للمتضررين إشعارات استئناف في 12 كانون الثاني 2021.

اضافت: ان غرفة الاستئناف ستقرر ما إذا كانت لجهة الدفاع عن عياش والممثلين القانونيين للمتضررين الصفة التي تخوّلهم إيداع استئناف. وحُدّد في قواعد الإجراءات والإثبات الخاصة بالمحكمة عدد من المهل الزمنية للأفرقاء كي يقدّموا مذكراتهم وأجوبتهم وردودهم فيما يتعلق بإجراءات الاستئناف، لكن المدة الإجمالية للإجراءات قد تتوقف على عدد من العوامل، بما فيها عدد المستأنفين وبذلك، تُتاح للمستأنف بعد إيداع إشعار استئناف مهلة 75 يومًا لتقديم مذكرة الإستئناف 30 يومًا إذا كان الاستئناف يقتصر على العقوبة.وتودَع مذكرة المستأنَف عليه في غضون 60 يومًا من تاريخ إيداع مذكرة المستأنِف. وإذا اقتصرت مذكرة المستأنَف عليه على العقوبة، تودع خلال 21 يومًا من تاريخ إيداع مذكرة المستأنِف وبعد ذلك، يجوز للمستأنِف أن يودع أيضًا مذكرة جوابية خلال 15 يومًا من تاريخ إيداع مذكرة المستأنَف عليه. وإذا اقتصرت المذكرة الجوابية على العقوبة، تودع خلال 10 أيام من تاريخ إيداع مذكرة المستأنف عليه وبعد انقضاء مهل إيداع المذكرات، تحدد غرفة الاستئناف موعد الجلسة ويبلغ رئيس قلم المحكمة الأفرقاء بذلك وعقب جلسات الاستئناف، ينصرف قضاة غرفة الاستئناف إلى المداولة سرًا ويعكفون على صياغة حكم الاستئناف. ويُتلى حكم الاستئناف علنًا. أما قضية عياش فهي في المرحلة التمهيدية. وفي 3 تشرين الأول، عقد قاضي الإجراءات التمهيدية الجلسة التمهيدية الخامسة. وتهدف هذه الجلسات إلى استعراض وضع ملف القضية وضمان سرعة الإعداد للمحاكمة، من خلال تبادلٍ لوجهات النظر بين الادعاء والدفاع والممثلين القانونيين للمتضررين لبدء المحاكمة. وفي هذا الصدد، حُدّد موعد انعقاد الجلسة التمهيدية التالية في النصف الثاني من شهر آذارالمقبل.

بعدما  امتنع لبنان عن دفع حصته التي تبلغ 49% من ميزانية المحكمة بسبب الأزمة الاقتصادية التي يمر بها، وجّه الأمين العام نداءً عاجلاً إلى الدول، استنادًا إلى قواعد الأمم المتحدة ونصوصها القانونية. ما هي الخطوات التالية، لا سيما أن الوضع في لبنان يزداد سوءًا؟

ـ أكّد لبنان التزامه بالمحكمة ووفى دائمًا، ومنذ إنشاء المحكمة في عام 2009، بالتزامه تمويلَ ميزانيتها بنسبة 49%. ونحن على ثقة بأنه سيستمر في الوفاء بالتزامه، ولكننا مدركون للوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.أما بقية نفقات المحكمة، البالغة نسبتها 51%، فهي تموَّل من المساهمات الطوعية للدول وللاتحاد الأوروبي. وتعتمد المحكمة إلى حد بعيد على الدعم المستمر الذي يقدمه لها المجتمع الدولي بغية الاضطلاع بولايتها ومحاكمة المسؤولين عن الجريمة الإرهابية التي أودت بحياة الحريري و21 شخصًا آخر، والمسؤولين عن الاعتداءات المتلازمة الأخرى المندرجة ضمن اختصاصها. وبذلك، تسعى المحكمة جاهدةً لإحقاق العدالة للمتضررين والمساهمة في تعزيز سيادة القانون. والبيان الحازم الذي أدلى به الأمين العام مؤخرًا عقب النطق بحكم العقوبة في قضية عياش وآخرين يعزّز ثقتنا بأن المحكمة لا تزال تحظى بالدعم الدولي لإكمال عملها المهم على وجه السرعة وإضافة إلى ذلك، نظرًا إلى صدور الحكم وبدء مرحلة الاستئناف في القضية الرئيسية (قضية عياش وآخرين) وحاجة المحكمة إلى التكيف مع الظروف العسيرة الناجمة عن جائحة كوفيد-19 على الصعيد العالمي وقدرة الدول على الاستمرار في دعم عمل المحكمة ماليًا، خفّضت المحكمة ميزانيتها لعام 2021 بنسبة 37% تقريبًا مقارنةً بالسنوات السابقة. وهذا يخفف بدرجة كبيرة الالتزام المالي الذي يقع على عاتق لبنان ويتيح للمحكمة أن تكون واقعية فيما يتعلق بما يمكنها أن تتوقّع جمعه من أموال من الدول الأخرى.

هل لبنان ملزم بتمويل المحكمة بالدولار الأميركي على الرغم من أزمة الليرة اللبنانية؟

ـ التزام لبنان في ما يخص ميزانية المحكمة هو المساهمة بنسبة 49% من الميزانية الإجمالية، وهذا الالتزام ليس مرتبطًا بالعملة، لأن العملة تُحدَّد بحسب القواعد المالية، تبعًا للممارسة المعتمدة في الكثير من المؤسسات الدولية.

هل أرسلت المحكمة طلبًا إلى الحكومة اللبنانية عبر الإنتربول لتسليم سليم عياش؟

ـ في 11 كانون الأول 2020، أصدرت غرفة الدرجة الأولى حكم العقوبة في حق عياش فيما يتعلق بالجرائم التي أدين بها في الحكم الصادر في 18 آب 2020. ثم أصدرت غرفة الدرجة الأولى مذكرتي توقيف محلية ودولية في حقه. وأرسِلَت مذكرتا التوقيف إلى السلطات اللبنانية وإلى الإنتربول. ولبنان ملزم بالتعاون امتثالاً للقرارات القضائية الصادرة عن المحكمة، وذلك استنادًا إلى المادة 15، الفقرة 2 من الاتفاق بين الأمم المتحدة والجمهورية اللبنانية بشأن إنشاء محكمة خاصة للبنان المرفق بقرار مجلس الأمن 1757 (2007)، الفقرة 20). ويشمل ذلك تنفيذ مذكرة التوقيف الصادرة في حق عياش، والبحث عنه، وتوقيفه، ونقله إلى مقر المحكمة. وتجدر الإشارة إلى أن عياش متّهم أيضًا في قضية عياش (المتعلقة بالاعتداءات المتلازمة الثلاثة على السادة مروان حماده وجورج حاوي والياس المر). وصدرت مذكرتا توقيف بحقه في تلك القضية أيضًا. وهنا يقع على عاتق السلطات اللبنانية الإلتزام المستمر في البحث عنه وتوقيفه ونقله إلى عهدة المحكمة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 13/2/2021

وطنية/السبت 13 شباط 2021

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الدفعة الأولى من لقاح "فايزر" المضاد لـ "كوفيد البغيض" وصلت في الساعة الخامسة والربع بعد ظهر اليوم، الى بيروت الى مطار رفيق الحريري الدولي، لتنطلق غدا الأحد، عملية تلقيح المستفيدين من الفئة الأولى في المرحلة الأولى، في إطار مساعي الدولة وفي مقدمتها وزارة الصحة، للوصول إلى نسبة 80% من المناعة المجتمعية، وفرملة إحتمالات ظهور سلالات كورونية إضافية...

تظاهرة فرح بالنجاح ... صحية-إنسانية-إعلامية- تقنية سجلت في المطار، وفي المقدمة لجنة كورونا ووزير الصحة حمد حسن، ووزيرة الإعلام منال عبد الصمد.

وأما اللافت فهو الإقبال الخجول نسبياعلى التسجيل لتلقي الجرعة الأولى، في حين أن مئات الملايين حول العالم خصوصا في الدول المتقدمة، تلقوا اللقاحات على اختلافها ويجدون فيها ترياق العصر، ضد وحشية كورونا.

في أي حال، شحنة اللقاحات نقلت من المطار أولا الى برادات وزارة الصحة، قبل توزيعها مساء اليوم على المراكز الطبية المعتمدة.

هذا في الشأن الصحي "الترياقي" إذا صح التعبير، وأما "اللقاح الترياقي السياسي" فهو لا يزال مفقودا وحتى ليس موجودا، في وقت يظلل التشاؤم الأجواء مع تصلب المواقف المتصلة بملف التأليف الحكومي.. وأهم عنوان للجمود تمثل بعبارة: "ليس من تقدم ولا من جديد".

تلك العبارات التي أرخت بثقلها في قصر بعبدا أمس، بعد اللقاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري العائد من جولة عربية، ومن لقاء في الإليزيه مع الرئيس إمانويل ماكرون منتصف الأسبوع...

وفي هذا السياق، يتوقع أن يطلق الرئيس الحريري مواقف نارية غدا، في كلمته التلفزيونية في الذكرى السادسة عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

البداية من لقاح فايزر الذي وصل الى لبنان قبيل المساء، ثم تم توزيعه على المراكز المعتمدة للتطعيم. التفاصيل مباشرة مع الزميلة نايلة شهوان، مع المحطة الاولى في مستشفى الروم في الأشرفية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

دمروا اقتصاد البلد ثلاثين عاما، ويحاولون عبثا خداع الناس اليوم بأن العهد الحالي هو أصل البلاء. نهبوا أموال الناس ثلاثين عاما، بالمباشر او بالتغطية السياسية او بالخروج على الدستور في ما يتعلق بقطع الحسابات، ويحاولون عبثا اليوم إيهام الناس بأنهم عنوان الإنقاذ.

على مدى ثلاثين عاما، أداروا اذنا صماء لكل اتهام او مجرد رأي في السياسات المتبعة، وظلوا حتى أمس القريب يرفضون مجرد السماع بطرح التدقيق الجنائي. ولما كبر الضغط عليهم بفعل إصرار رئيس الجمهورية، وبسبب الموجة الشعبية، الى جانب الموقف الدولي الواضح بالتأييد، لا بل بجعل التدقيق شرط الشروط لأي مساعدة او دعم، اضطروا الى إقرار قانون رفع السرية المصرفية لمدة عام. غير ان اللبنانيين جميعا يعلمون انهم يواربون، هاربين الى الأمام من مقصلة العدالة الكفيلة بفضح كل الموبقات.

يحاولون اليوم وعبثا ايضا، التسويق لفكرة أن خططهم الإنقاذية جاهزة، وأن الدول رهن إشارتهم للمساعدة، لولا أن رئيس الجمهورية يحرم اللبنانيين فرصة الخروج من الأزمة التي لا تتطلب حسب وجهة نظرهم، إلا أن يذعن رئيس البلاد لمطالبهم غير المحقة، وان يسلمهم البلد، كأنما الناس بلا ذاكرة او كأنهم لا يفهمون، فيما الحقيقة أن شعبنا مدرك لألاعيبهم، ولن يرضى أن تمر.

فبالله عليكم أوقفوا العبث. أنتم مكشوفون في ماضيكم ومعروفون في حاضركم، ومفضوحون في مستقبلكم. لا تلقوا فشلكم على الاخرين، ولا تعكسوا ضعفكم على الأقوياء بالحق.الميثاق مقدس والدستور واضح والمعايير الموحدة، مدخل وحيد لتشكيل الحكومة وللحصول على التوقيع.

قديما، سحقتموه ولم تأخذوا توقيعه. أما اليوم فلن تسحقوه ولن تأخذوا التوقيع، إلا على ما فيه مصلحة البلاد والخير العام.

وفي جديد المواقف، أسف "التيار الوطني الحر" للأسلوب الذي يعتمده رئيس الحكومة المكلف في مقاربة ملف التشكيل، "إذ يستعمل الوقت الثمين في التجوال خارج لبنان طيلة أسابيع، ثم يعود ليقوم بزيارة رفع عتب لرئيس الجمهورية، من دون أن يتقدم بأي مقترح جدي ويحترم الأصول والقواعد البديهية المعمول بها لتأليف أي حكومة".

أما الجديد فهو إعلانه من قصر بعبدا أنه هو من "يقرر منفردا شكل الحكومة وعددها وأسماء وزارئها وحقائبها، كأن لبنان ليس جمهورية برلمانية، ومن دون أن يقيم وزنا للدستور ولصلاحيات رئيس الجمهورية وشراكته الكاملة في تأليف الحكومة، وليس فقط التوقيع عليها، وهذا ما يجعلنا نعتبر بأن أمرا خفيا لا يزال يعيق تشكيل الحكومة ما يجعلنا نحذر من نتائجه"، شدد التيار، معربا عن قلقه من التباطؤ والضبابية في مسار التدقيق الجنائي، ومجددا إعلان حماسته لأي تدقيق يحصل في أي وزارة أو إدارة تولاها.

لكن بعيدا من الغموض في الوضع السياسي، وضوح في الوضع الصحي. فمع وصول الدفعة الاولى من اللقاحات ضد فيروس الموت، خارطة الطريق باتت معروفة: تدابير وقاية مستمر وتلقيح متدرج ومتسارع ومراقبة أرقام. فبالعلم والإيمان تهزم الأوبئة، لا بالاتهامات او التخيلات او الخرافات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

في الشأن الحكومي، التدرج الإنحداري متواصل: من الحلم الوردي المستحيل بالتعايش بين الرئيس سعد الحريري والرئيس ميشال عون في ظل حكومة واحدة، إلى ربط النزاع والإستمرار في الممانعة والسجال والإستنزاف القاتل بينهما، وصولا إلى تأكيد الإنفصال أمس، ولكن من دون إعلان الطلاق، أي عدم تراجع رئيس الجمهورية وفريقه السياسي المتمثل ب- "التيار الحر" و "حزب الله" أمام مطالب الرئيس الحريري، وفي المقابل عدم اعتذار الحريري عن التكليف.

هذا الواقع المرضي كان يصح لو أن إشعاعاته المضرة تقتصر على عائلة أو حي أو قرية، لكن ما يحصل بات يهدد بانهيار الدولة بشعبها واقتصادها ومؤسساتها، خصوصا ألا شيء يشي بوقف هذا الإهتراء، بعد نحر المبادرة الفرنسية وكسر الدعوات العربية والدولية والفاتيكانية المسؤولين، إلى التعقل وتشكيل حكومة المهمة وخوف الله في شعبه.

وفيما انتقدت الهيئة السياسية في "التيار الحر" أداء الرئيس الحريري واتهمته "بالتفرد في تشكيل الحكومة وتسمية وزرائها، وبتناسي أننا في جمهورية برلمانية"، يترقب الجميع كلمة الرئيس المكلف في ذكرى اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث يتوقع المتابعون أن يرفع بمواقفه العالية متراسا تقوم دعائمه على الآتي:

أولا، على تناغم نظرته إلى الحكومة مع الشروط الدولية والعربية والفرنسية والشعبية. ثانيا، على استقوائه بما يعطيه إياه دستور الطائف من صلاحيات. ثالثا، على موقعه السني الأول في طائفته. ومن موقع السنة المحوري في تركيبة الطائف، وقد أعطاه المفتي دريان جرعة دعم قوية من أمام ضريح والده الشهيد.

في الأثناء لبنان الذي ينهشه الكورونا، تسلم اليوم الدفعة الأولى من لقاح فايزر، وسْط قلقين: الأول، الخوف من الفوضى في شمولية التوزيع وعدم إيصال اللقاحات إلى محتاجيها الحقيقيين. والثاني، عدم إقبال اللبنانيين على أخذ اللقاح، ما يهدد بتمزيق الشبكة الوطنية للتحصين من الفيروس، والتي بدأت ترتفع بعد طول انتظار وكثرة موت.

والمؤسف أن الكل يعلم أن التلقيح الشامل لكل القطيع، هو خشبة الخلاص الوحيدة من الموت المتحور الزاحف، أو يموت القطيع. في النهاية، معليش، لمرة واحدة ليتواضع اللبنانيون وليعترفوا بأنهم ليسوا أقوى ولا أذكى من باقي الشعوب. فتلقحوا قبل ما يلقحكن الفيروس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

مع وصول الدفعة الأولى من لقاح فايزر، بدأت رحلة الألف ميل نحو تحقيقِ المناعة المجتمعية ضد الـcovid 19، أي أن ينال أكثر من ثمانين في المئة من المقيمين على الأراضي اللبنانية اللقاح، ويتحصنون ضد الفيروس.

لبنان كغيره من دول العالم، يعاني من انعدام الثقة تجاه اللقاح، وكل تأخير في تقبله يساوي تمدد كورونا، والتعثر في عودة دورة الحياة الإقتصادية. وعليه، على اللبنانيين أن يقتنعوا أولا أن اللقاح للجميع، وأن لا خلاص لشخص من دون آخر.

عليهم أن يقتنعوا بوقف العنصرية والطبقية وال6 و 6 مكرر، ووقف الضغوط السياسية والشخصية لتأمين اللقاح لهذا الشخص قبل ذاك، او لهذا المستشفى التابع لهذا الزعيم قبل ذاك.

هذه المرة، هامش التذاكي ضيق، فعملية التلقيح سيراقبها البنك الدولي والاتحاد الدولي للصليب الاحمر والهلال الاحمر، الذين سيتأكدون من عدالة التوزيع، التقيد بالمعايير الطبية وصولا الى ضبط أي محاولة تسيب تؤدي الى وصول اللقاح الى السوق السوداء.

قد يطمئن البعض للمراقبة الدولية، وهو لا يلام، لأن لبنان لم يعد تلك الدولة الحرة المستقلة. فنحن نجني اليوم ما حصدناه على مدى عقود، من فساد وسرقة وطائفية وتبعية لزعماء أوصلوا البلد الى الإفلاس. نعم، لبنان اليوم في القعر، وهو سائر بخطى واثقة دون ذلك.

فاللبنانيون خسروا أموالهم نتيجة عقود من السياسات المالية الخاطئة، وهم على قاب قوسين من فقدان ما تبقى منها في احتياطي المصرف المركزي، وهذه المرة بفعل فاعل اسمه: جبن السياسيين والمسؤولين الماليين. فبين أيدي هؤلاء كرة نار الدعم: يعرفون كلهم أنها سياسة قاتلة، يستفيد منها المحتكرون والتجار والمهربون وكارتيلات الادوية والمشتقات النفطية، ومن خلفهم. وهم كلهم أجبن من اتخاذ قرار وقف الدعم، او حتى ترشيده.

يرمون كرة النار من حكومة تصريف الأعمال الى مجلس النواب، ومنهما الى الحكومة العتيدة، التي وللمناسبة موجودة في عالم الغيب، الى المصرف المركزي، فالمهم ألا يحترقوا هم ...

إنه خليط الفساد والجبن والاهتراء، الذي جعل بناء الوطن يتخلخل من الأساسات. أما ترميمه فشبه مستحيل، وفيه محاولات دائمة لإخفاء القاتل والفاسد والمرتشي، وتجريم

القتيل واستغباء الحق.

ترميمه شبه مستحيل، وفيه أحكام قضائية تخضع للتسويات السياسية، فتجعل المضاربين بالعملة الوطنية أهم من العملة نفسها وأهم من لقمة عيش المواطنين، كما قال اليوم النائب حسن فضل الله.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

واستقبلت الدفعة الأولى من "فايزر" عبر طيران الشرق الأوسط بشبه احتفالية رسمية، حضرتها وزيرة الإعلام واللجنة الوطنية للقاح، بإشراف الدكتور عبد الرحمن البزري، وممثل البنك الدولي، على أن تتوزع هذه الدفعة على كل من مستشفى: رفيق الحريري، والأميركية، والروم، لتبدأ عمليات تلقيح الأطباء والممرضين والمسنين والأمراض المزمنة، اعتبارا من يوم غد الأحد.

وأحد اللقاحات سيكون أيضا هو يوم المنصة للرئيس سعد الحريري، مطلقا عبرها مواقف ضد الأمراض السياسية المزمنة، إذ يتوجه الرئيس المكلف بكلمة الى اللبنانيين عند الرابعة عصرا. وكلام الحريري "الإبن المكلف" تفرضه الذكرى السادسة عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والشهادة تستلزم الشهادة والنطق بأسباب الأزمة، حتى وإن كانت التوجهات لم ترسم خطابا بسقوف عالية.

لكن الرأي العام يرتقب من الحريري تحديد المعطلين، ووضع اللبنانيين أمام الحقائق الواضحة من دون انتظارها لا من بيانات بعبدا ولا من أوساط بيت الوسط، فمنذ تشرين الأول من عام ألفين وعشرين، تاريخ تكليف الحريري، تدور النزاعات الحكومية بواسطة "لعبة الغميضة" عن الشعب الذي يقتصر دوره على تعداد "الطلعات والنزلات" من القصر الجمهوي وإليه.

للشهر الرابع وعلى أبواب الخامس، والحكومة بين أبواب مغلقة تعصف بها وحدة المعايير وتفسير الميثاق، و"العشرين و 18"، لتنتهي ب مساعي دفع سعد الحريري الى الإعتذار، وفق آلية "صهري أقوى من بيك"، والتي وصلت الى حدود "هيك مش ماشي الحال"، والمؤدية الى طريق "الله لا يخليني إذا بخليك".

وهو المسار الذي عبرت عنه اليوم الهيئة السياسية "للتيار" حيث اتهمت الحريري: "بتضيع الوقت الثمين، التجوال خارجيا طيلة أسابيع. القيام بزيارة رفع عتب لرئيس الجمهورية، لا مقترحات جادة لديه، لم يحترم الأصول والقواعد في التأليف، إعلانه من قصر بعبدا أنه هو من يقرر منفردا شكل الحكومة وعددها وأسماء وزارئها وحقائبها، لا يقيم وزنا للدستور ولا لصلاحيات رئيس الجمهورية وشراكته الكاملة في تأليف الحكومة وليس فقط التوقيع عليها"، وبناء على هذه المضبطة "للتيار" اتضح لدى جبران باسيل أن أمرا خفيا لا يزال يعرقل تشكيل الحكومة.

وبالاستماع الى معاناة باسيل مع الحريري، تسأل الهيئة السياسية "للتيار الوطني": كيف عرفت بكل هذه العقبات، ومن أين لها هذا من يزودها معطيات التأليف وكل مندرجاته، وهل يجري توزيع نسخ على كل الأحزاب والتيارات عن أبرز العقبات؟ أم الهيئة السياسة ضمت رئيس الجمهورية عضوا فخريا في عدادها؟.

والتيار إمعانا في ترحيل التأليف، فقد دعا الى تفعيل حكومة تصريف الأعمال، ودعوتها الى القيام بواجباتها بلا تردد، لجهة وقف الهدر المالي. التيار لتفعيل حكومة ضربها اليأس. عون ينتظر الزيارة الوداعية للحريري، والحريري لم يرفع الراية ولا هو سيضع نفسه في عداد المفقودين السياسيين، إذا ما اعتذر عن التكليف.

وفي ليلة عيد العشاق، انفخت الدف، وكل يحكم من دون شريك.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 13 شباط 2021

وطنية/السبت 13 شباط 2021

النهار

يعمد عدد من السياسيين الى توزيع مساعدات ومازوت في القرى الجبلية لضمان ولاءات الناس لهم بعد النقمة المتزايدة على اهل السلطة في مجمل القطاعات,

يسجل على نائب غيابه المستمر خارج البلاد منذ نحو شهرين بذريعة عدم قدرته على الحركة والعمل في ظل جائحة كورونا.

عُلم أنّ مؤسسات تجارية تبيع ماركات عالمية، إضافةً إلى مطاعم ومكاتب استشارية، توجهت نحو مصر على خلفية الأوضاع الصعبة في لبنان.

لوحظ أنّ ثمة فتوراً يعتري علاقات قوى وأحزاب سيادية مع سفراء غربيين باتت وجهتهم نحو ناشطين سياسيين وشخصيات مستقلة.

اللواء

أبلغ حزب بارز تياراً حليفاً، دعم موقف مرجع كبير في ما خصَّ معايير تأليف الحكومة.

لم يتمكن الفريق التقني - المالي من إقناع مسؤول في مرحلة تصريف الأعمال، بعد، بالدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء.

يتصرف فريق بعبدا مع زيارات الرئيس المكلف بأنها تصب في إطار "إلقاء الحجة" لا غير!

نداء الوطن

رغم تعيين مجلس الوزراء بولين ديب محافظة لكسروان وجبيل، وتقاضيها منذ أشهر رواتبها ومخصّصاتها، لا تزال المحافظة المستحدثة حتى الساعة من دون مراسيم تنفيذية.

تبين ان المواشي المدعومة التي يتم استيرادها بحجة تأمين اللحوم الحمراء لمقتضيات الامن الغذائي ليست مخصصة للذبح بل هي من المواشي المنتجة للحليب المخصصة للتجارة.

تعقد لجنة ادارة واستثمار مرفأ بيروت 8 جلسات شهرياً، فيما الحد الاقصى المحدد من قبل وزارة الاشغال هو 4 جلسات، علماً أن العضو يتقاضى عن مشاركته في كل جلسة بدلاً مادياً يبلغ 800 ألف ليرة.

الأنباء

زيارة دولية رفيعة باتت بحكم المؤجلة في ظل المراوحة المستمرة وغياب أية بوادر حلحلة.

على أثر خطاب مرتقب لمرجع سياسي، سوف يشهد الأسبوع المقبل سلسلة مواقف وحركة اتصالات تكون المؤشر الفعلي للمرحلة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الكورونا في لبنان اليوم: 46 حالة وفاة و2906 إصابة جديدة

وزارة الصحة العامة/13 شباط/2021

أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 2906 إصابة جديدة بكورونا و46 حالة وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية.

 

حكومة المهّمة” احترقت بنار “جهنم”!

نداء الوطن/13 شباط/2021

تخطى الفريق الحاكم عقدة نقصه وتصالح مع صورة “العاجز” عن إنقاذ اللبنانيين، ولم يعد يجد حرجاً في القتال بلحمهم الحي على أرض معاركه الداخلية والخارجية، ناسفاً كل مبادرة إنقاذية تلوح في الأفق لا تراعي شروطه السلطوية ومعاييره التحاصصية، حتى باتت كل دروب البلد تقود إلى “جهنم”، لا سيما بعد أن احترقت “حكومة المهمة” بنارها أمس، في ضوء إجهاض لقاء بعبدا مفاعيل لقاء الإليزيه. وفي ظل ما بدا واضحاً من أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون لن يفرج عن مراسيم ولادة أي تشكيلة اختصاصية مستقلة قادرة على الإصلاح والتقاط “الفرصة الذهبية” بفتح باب المساعدات الدولية أمام لبنان، وبما أنه حسم قراره بعدم التوقيع على مراسيم تأليف حكومة لا يكون له ولتياره فيها حصة “الثلث المعطل” بمعزل عن كل مسرحيات الشراكة ولعب دور البطولة على خشبة الصلاحيات الدستورية، بات ملحاً الخروج من نظرية ان تأليف الحكومة يمكن ان يشكل مدخلاً الى الانقاذ ويتوجب على كل الفريق الحاكم عدم اطالة عذابات اللبنانيين فيبادر الرئيس المكلف الى الاعتذار، ويستخلص رئيس الجمهورية ان عهده انتهى الى خراب وآن أوان الرحيل، ويدرك كل أركان المنظومة ان الخدمة الحقيقية التي يقدمونها الى اللبنانيين هي الاستقالة وفتح الباب أمام التغيير. يبقى السؤال: هل سيبقى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على رهانه بأن ثمة فرصة للإنقاذ مع هذا العهد؟ أما أنه سينأى بنفسه عن المصير الجهنمي المحتوم الذي ينتظر اللبنانيين تحت إدارة الفريق الحاكم، فيستعيد مقولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري بأن “يستودع الله هذا البلد الحبيب” ويحدث “الصدمة” المطلوبة في 14 شباط بإعلان اعتذاره وترك هذا الفريق يتخبط في دوامة الفشل والتعطيل؟

 

لا انتخابات فرعية ولا مبكرة

جريدة الأنباء الكويتية /13 شباط/2021

للمرة الأولى في تاريخ المجلس النيابي تحدث استقالة جماعية لعدد من النواب ولأسباب سياسية.. حصل ذلك نهاية الصيف الماضي وبعد أسابيع على انفجار مرفأ بيروت عندما قدّم ثمانية نواب استقالاتهم وهم: سامي الجميل ـ إلياس حنكش (المتن)، نعمت افرام (كسروان)، نديم الجميل ـ بولا يعقوبيان (الأشرفية)، مروان حماده (الشوف)، هنري حلو (عاليه)، ميشال معوض (زغرتا).. لم تكن هذه الاستقالات «عبثية» وإنما جاءت في إطار رفع درجة الضغوط على السلطة الحاكمة عبر خطوات عملية تتجاوز هذه المرة حركة الاحتجاج في الشارع إلى حركة احتجاج سياسي أخذ شكل الاستقالة من البرلمان، وفي إطار استراتيجية هادفة إلى الدفع باتجاه انتخابات مبكرة واضطرارية بعدما تكون الاستقالات ضربت الشرعية الميثاقية لمجلس النواب وتوازناته ونالت من مصداقية تمثيله الشعبي والطائفي والسياسي. ولكن هذه الاستقالات لم تحقق هدفها بعدما كان النواب الذين بادروا إلى هذه الخطوة توقعوا وبنوا حساباتهم على أساس أن سبحة الاستقالات ستكر وأنهم هم البادئون وغيرهم سيلحقونهم تحت ضغط الشارع وغضبه، وكانت الأنظار والتوقعات تتركّز على ثلاث كتل اساسية: «المستقبل» ـ «القوات» ـ «الاشتراكي». وبعدما أظهرت «القوات» استعدادا وجهزت نوابها للاستقالة، فإنها عادت وصرفت النظر عن الخطوة بعدما فوجئت بأن سعد الحريري ووليد جنبلاط، اللذين أعطيا إشارات أولية في هذا الاتجاه، غيرا موقفهما او ان إشاراتهما كانت مضللة وغير جدية. فمن جهة يتفادى الحريري وجنبلاط استفزاز الصديق والحليف الرئيس نبيه بري وإغضابه.. ومن جهة ثانية يتهيّب الرجلان فكرة الذهاب إلى انتخابات مبكرة لعدم جهوزيتهما وعدم تحبيذهما إجراء الانتخابات على أساس القانون الحالي (النسبي مع صوت تفضيلي) الذي يعطيهما أقل بكثير من القانون السابق (الأكثري).. وإذ ذاك وجدت «القوات» ان استقالتها لوحدها غير كافية لتغيير الوضع والدفع باتجاه الانتخابات وان استمرارها في مجلس النواب ومن موقع المعارضة يبقى أفضل و«أجدى»، وهذا ما ظهر لاحقا في التأثير الذي مارسته في موضوع التدقيق الجنائي. كان من المفترض بعد هذه الاستقالة الجماعية، التي وافق عليها بري على الفور وعقد جلسة نيابية سريعة للبت بها، ان تتم الدعوة إلى انتخابات فرعية لسببين على الأقل: الأول قانوني دستوري لأن الحكومة ملزمة بإجراء الانتخابات الفرعية خلال شهرين من تاريخ الشغور.. والثاني سياسي يتصل بالتوازنات الطائفية والسياسية في البرلمان لأن العدد غير قليل (خصوصا بعدما ارتفع إلى عشرة نواب بوفاة النائبين جان عبيد وميشال المر) وأكثرية هؤلاء هم من النواب المسيحيين (9 من 10) إضافة إلى أن تناقص عدد مجلس النواب من 128 إلى 118 نائبا من شأنه أن يطرح مسألة النصاب القانوني للجلسات النيابية خصوصا الحساسة منها.

قبل فترة، سرت تكهنات ومعلومات بأن هناك اتجاها في الحكم إلى إجراء انتخابات فرعية مطلع يونيو المقبل وعلى سبيل إجراء «اختبار مبكر» لاتجاهات الرأي العام واستكشاف مدى التغيرات التي طرأت على الأحجام الشعبية للقوى السياسية بفعل التطورات الكبيرة التي حصلت بعد انتخابات العام 2018 من انتفاضة «17 تشرين» إلى انفجار بيروت.. ومن الأزمة المالية الاقتصادية إلى الضائقة الاجتماعية والمعيشية.. وهذا الاختبار يجري بشكل خاص في المناطق المسيحية، لأن المعارك معروفة النتائج في الشوف وعاليه وزغرتا، والمعارك الفعلية هي في الأشرفية والمتن وكسروان، وفي هذه الدوائر الثلاثة تتواجد قوى سياسية وحزبية كبرى (التيار ـ القوات ـ الكتائب)، اضافة إلى قوى محلية فاعلة ومؤثرة مثل ميشال فرعون وأنطوان صحناوي (الأشرفية) نعمت أفرام (كسروان) الطاشناق والقومي (المتن). سرعان ما تبين ان ما حُكي وأُشيع عن انتخابات فرعية انما حصل من باب «جس نبض المواقف وردود الفعل»، وان هذا الطرح سحب من التداول لأسباب عدة منها ما يستخدم كذريعة مثل جائحة «كورونا» وعدم وجود حكومة، ومنها ما يبقى خفيا مثل التأثير السلبي لمثل هذه الانتخابات على الطبقة السياسية الحاكمة لأنها ستوفر فرصة للرأي العام للتعبير عن رأيه وغضبه ونقمته وستكون الانتخابات بمنزلة «فرصة انتقامية» ذهبية.

لا «انتخابات فرعية» على أجندة السلطة، والأسباب التي تدفع إلى عدم إجراء الانتخابات الفرعية هي ذاتها التي تدفع إلى استبعاد الانتخابات المبكرة التي تطرحها بعض القوى كمفتاح للتغيير ومدخل إلى تغيير الأكثرية الحاكمة وإعادة إنتاج سلطة تمثل الشعب والمناخات الجديدة. واذا كان هناك من يدعو إلى الإقلاع عن فكرة الانتخابات المبكرة بسبب اقتراب موعد الانتخابات العامة بعد سنة و«ما بقى تحرز».. فإن هناك من يبدي الخيبة والتخوف من ألا تجري الانتخابات النيابية في موعدها وأن يبرز مجددا احتمال ومشروع التمديد للبرلمان الحالي لحسابات متعددة أولها «سياسية ورئاسية» وحيث يراد للأكثرية الحالية أن «تصمد» ويراد للمجلس الحالي أن ينتخب رئيس الجمهورية المقبل.

 

الخلاف بين الـMTV وحزب الله يتصاعد والمحطة لا تمانع اللجوء للقضاء

لبنان 24/13 شباط/2021

يتجه الخلاف بين حزب الله ومحطة الMTV التلفزيونية إلى مزيد من التصاعد على رغم الاتصال الذي كشف عنه" لبنان ٢٤" قبل يومين بين المحطة والحزب لحل الخلاف.  وفي هذا السياق قال مصدر مسؤول في محطة MTV في اتصال مع " لبنان ٢٤": إن الوساطة الخجولة بين المحطة والحزب انحصرت في شقها التقني المتمحور حول قطع البث عبر" الدش" والذي لا يؤذي المحطة فقط بل الحزب ايضا. كما تطرق البحث إلى سبب الخلاف المباشر المتعلق باتهام الحزب مباشرة باغتيال الناشط السياسي لقمان سليم، فأكدت المحطة استمرار التعارض السياسي بينها وبين حزب الله مع رفضها للمفردات التي استخدمت في مقاربة هذا الموضوع خصوصاً في ما يتعلق بالاتهام المباشر للحزب". وشدد المصدر على أن "المحطة مستمرة على سياستها والحزب على سياسته وقراراته من دون حسم الخلاف، وكل خطوة لا تتجه نحو حسم الخلاف في القضاء مرفوضة". واشار المصدر" الى أن الMTV لا تمانع خل الخلاف عبر القضاء". في المقابل علم "لبنان ٢٤" من مصادر موثوقة أن خطوة قطع بث قناة الMTV في الضاحية الجنوبية لبيروت وبعض المناطق لن تكون الاخيرة في اطار التصعيد ضد المحطة، وان خطوات التصعيد المقبلة ستكون شبه معلنة وستشمل ايضا عدم مشاركة اي من المقربين من "حزب الله" في برامج المحطة ،وخطوات اخرى يجري درسها".

 

"محطة لبنانية جديدة" لماكرون...ماذا أبلغ الفرنسيون لبنان؟

الجمهورية/13 شباط/2021

أعاد لقاء الامس بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري ترسيم مواقف الاطراف الداخليين المتباينة والمتصادمة على حلبة التأليف. وبالتوازي مع مواقف الاطراف الخارجيين، حيث فصّلتها مصادر واسعة الاطلاع لـ»الجمهورية» بالتأكيد بداية على معطيات ابلغها الفرنسيون لعدد من المسؤولين في لبنان، تؤكّد أنّ موقف الادارة الاميركية من ملف تأليف الحكومة في لبنان، بات محسوماً بأنّه يقف بقوة الى جانب فرنسا في مقاربة هذا الملف.وتشير المصادر عينها، الى انّ الموقف الفرنسي متقدّم جداً، وثمة «محطة لبنانية جديدة» للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعد فترة قريبة في السعودية، يعوّل عليها أن تكون رافداً داعماً بقوة للمبادرة الفرنسية. وتجزم المصادر، وفق ما تبلّغه بعض المسؤولين من الفرنسيين، بأنّ زيارة ماكرون الى بيروت قائمة، انما لم يتمّ تحديد موعدها، فباريس، التي حسمت موقفها الى جانب الشعب اللبناني، والتمسّك بالمبادرة الفرنسية كفرصة نهائية ووحيدة لحلّ الأزمة في لبنان، تربط اي تحرّك حاسم وفاعل لها في هذا السياق، بخطوة ايجابية تنتظرها من القادة اللبنانيين بالتفاهم سريعاً على تشكيل حكومة وفق مندرجات المبادرة، وتلبّي مطالب الشعب اللبناني ومتطلبات المجتمع الدولي، بطرح ملف الاصلاحات على طاولة التنفيذ سريعاً. وعلى هذا الاساس قد تكون الزيارة المرتقبة لماكرون زيارة للتهنئة بوضع لبنان عجلات ازمته على سكة الإنقاذ.

 

هل يصمد اللبنانيون الى أن “يصرخ عون أو الحريري”؟!

 وكالة الانباء المركزية/13 شباط/2021

يبدو واضحا لكل من يراقب التطورات الأخيرة ان اللقاء الخامس عشر بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، شكل صدمة كبيرة لدى الرأي العام تعكس ما كان توافر من معطيات لدى القادة السياسيين تنبئ بفشل المحاولات الجارية حتى اليوم من انتاج اي حل.

وسط هذه الاجواء، سعت مراجع عليمة عبر “المركزية” الى اجراء مقارنة بين ما يمكن ان يؤدي اليه الانقسام حول شكل الحكومة وتركيبتها خارج اطار المواصفات التي حددتها المبادرة الفرنسية وتلك المتداولة فانتهت الى الإشارة الى جملة مخاطر باتت على الابواب ان بقي الصراع قائما بين رئيس الجمهورية ميشال عون ومن معه من جهة والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ومن يوافقه على حجته، وهو ما سيقود في وقت قريب الى المزيد من التدهور الاقتصادي والنقدي وربما الأمني ان خرجت بعض التحركات المنتظرة عن اطارها السلمي وتحولت الى “جائحة” شعبية منتظرة بين  يوم وآخر.

وفي اعتقاد هذه المراجع العليمة ان ما بلغته الازمة لا تحتمله فئآت لبنانية مهمشة باتت تشكل اكثرية مخيفة لا يسعها انتظار المحاولات البطيئة الجارية لمعالجة الازمات المعيشية عدا عن الفشل في إدارة شؤون الناس اليومية. فقد أضافت حال الاغلاق بسبب الكورونا المزيد مما يعيق تامين لقمة العيش اليومية لمجموعات واسعة من اللبنانيين الذين استنفذوا احتياطيهم في المنازل وما استطاعوا اليه سبيلا من المصارف فباتوا على لوائح الفقراء ومعهم من فقدوا اعمالهم بين ليلة وضحاها وباتوا اسرى لوائح العاطلين عن العمل في الكثير من المؤسسات التي دمرت أو اقفلت ابوابها.

وعليه يطرح السؤال التالي: من يصرخ اولا من طرفي الصراع؟ الجواب ليس صعبا، ففي ظل فقدان المرجعية القادرة والحاسمة على الفصل بين موقف وآخر، بات الجميع في مواجهة متكافئة الى حد اللعب على حد السكين. وان لم يعترف المتصارعون بهذه الحقيقة فهم ذاهبون الى ما يؤدي الى تعميق الانقسام بين اللبنانيين، لمجرد اصرارهم على مواقفهم المتباعدة الى مرحلة يعتقد فيه الطرفان معا ان سقوط الطرف الآخر بات قريبا. والأخطر في تنكرهم لحقيقة ان موازين القوى لن تسمح ببلوغ هذه المرحلة وهو ما سيؤدي الى تدفيع اللبنانيين جميعهم ثمن خلافاتهم دون تفرقة بين اصدقاء وخصوم.

 

100 مدرعة بريطانية تصل إلى لبنان… والأهداف متعددة

سكاي نيوز عربية/13 شباط/2021

وصلت الى لبنان السبت 100 عربة مدرعة من نوع “لاند روفر”، بالإضافة إلى طاقم أفراد بريطاني لتدريب القوات المسلحة اللبنانية على استخدامها. وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تغريدة عبر حسابها على “تويتر”: “وصول 100 سيارة لاند روفر مدرعة إلى لبنان مع لواء من قوات الهجوم الجوي مكون من 16 شخصا لتدريب القوات المسلحة اللبنانية على استخدامها”.وأضافت الوزارة في تغريدة ثانية أن تزويد لبنان بهذه المدرعات يهدف إلى “الدفاع عن حدوده مع سوريا”. وأشارت الوزارة إلى أن المدرعات من شأنها تعزيز فرص “منع الإرهابيين من الدخول إلى أوروبا، ووقف مهربي المخدرات والأسلحة الذين يعبرون الحدود”.

 

هبة عسكرية من واشنطن للجيش اللبناني

موقع أي أم ليبانون/13 شباط/2021

أُقيم في قاعدة بيروت الجوية حفل تسلّم ثلاث طوافات نوع Huey 2 مقدّمة هبة من الولايات المتحدة الأميركية للجيش اللبناني، بحضور ممثل قائد الجيش العماد جوزيف عون اللواء الركن ميلاد إسحق والسفيرة الأميركية لدى لبنان السيدة دوروثي شيا وعدد من الضباط.

وألقى اللواء إسحق كلمة نوّه فيها بالعلاقات التي تجمع الجيشين اللبناني والأميركي، مشيرًا إلى أن هذه المناسبة تشكّل دليلاً على استمرار الدعم النوعي الذي تقدّمه الولايات المتحدة الأميركية للجيش اللبناني وتعزيز قدراته العسكرية الجوية، كما تعكس ثقة السلطات الأميركية بالدور الوطني الذي يؤدّيه الجيش في حماية لبنان من الأخطار وخصوصاً خطر الإرهاب. من ناحيتها، لفتت السفيرة الأميركية إلى أن الطوافات المقدّمة من الولايات المتحدة الأميركية من شأنها الإسهام بشكل مباشر في تحسين قدرات الجيش العملانية، وضمان قيامه بمهامه المختلفة على صعيد الدفاع عن لبنان وشعبه.

 

“الحزب” يُعزز وضعيته لمواجهة ثورة الجياع

وكالة الانباء المركزية/13 شباط/2021

تتوقف مصادر نيابية عند محدودية الاتفاق مع القرض الدولي الرامي الى مساعدة الاسر اللبنانية الاكثر فقرا والبالغ 246 مليون دولار، الذي يتوجه المجلس النيابي الى درسه وإقراره خلال الايام المقبلة بعد تحول غالبية الطبقة المتوسطة الدخل في لبنان الى معوزة وفقيرة نتيجة ما اصاب سعر صرف العملة الوطنية من تدهور مقابل ارتفاع قيمة العملات الاجنبية وتحديدا الدولار الاميركي، وانعكاس ذلك على الاسعار وشمولها غالبية السلع  كون لبنان يعتمد في استهلاكه على الاستيراد بالدولار اضافة الى فقدان الوظائف نتيجة اقفال عدد كبير من المؤسسات. واذ تتخوف الغالبية العظمى من اللبنانيين مما قد تجره الايام على هذا الصعيد من عوز وبؤس، وتحذر القيادات من ثورة الجوع المطلة برأسها من ساحات الشمال والبقاع، تقول اوساط سياسية في قوى الثامن من اذار أن حزب الله يحتاط لتلك المرحلة ويعمل على تحصين ساحاته من خلال تعزيز حضوره الاجتماعي والانساني داخل بيئته . وتكشف عن وجود اتجاهين داخل الحزب، الاول تيار التشدد الراغب باستمرار الامساك بورقة لبنان هذه ويمثله الحرس الثوري الايراني وتصلبه في مواقفه من التعامل مع الادارة الاميركية الجديدة برئاسة الرئيس جو بايدن، بحيث يستخدم هذه الورقة للضغط في المفاوضات المرتقبة مع بلاده حول الملف النووي ورفع العقوبات المفروضة عليها من قبل الادارة السابقة برئاسة دونالد ترامب. والثاني ينادي بالاستعداد لمواجهة ثورة الجياع المقبلة أقله في بيئته واتخاذ كل ما يحول دونها سواء من خلال شرائه المواد الحياتية وتكديسها في مخازن أو استئجارها لهذه الغاية حتى اذا اضطره الامر الى تقديم تنازلات على المستوى الاقليمي والايراني تحديدا، عمد الى تغطية ذلك بتوسيع نطاق مساعداته الى خارج مناطقه لنيل حظوة ورضى البيئات المعارضة لنهجه وسياساته المعتمدة والمتحكمة بمفاصل الدولة والقرار في البلاد . من هنا، تلفت الاوساط الى ان ثورة الجياع قد تأخذ البلاد في وقت غير بعيد ومع كسوف جائحة كورونا على اثر التلقيح الى فوضى عارمة يضطرالحزب معها الى تقديم تنازلات قد تنعكس سلبا على موقف ايران وسياسة الحرس الثوري المتشددة في هذه المرحلة وعشية الانتخابات الايرانية. لذلك يتلطى خلف موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري وشروط ومطالب النائب جبران باسيل وحقوق الرئيس ميشال عون الدستورية في تشكيل الحكومة لتجنب ان يكون في صدارة مواجهة “ثورة الجياع” .

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

ترمب بعد تبرئته: حركتنا السياسية بدأت للتو ومحاكمتي في مجلس الشيوخ جزء من أكبر حملة اضطهاد في تاريخ بلدنا

دبي – العربية.نت/13 شباط/2021

وعد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، بعد تبرئته من قبل مجلس الشيوخ السبت، بـ"الاستمرار" في الدفاع عن "عظمة أميركا". ورأى ترمب، في بيان صدر عنه عقت تبرئته، إن محاكمته في مجلس الشيوخ كانت مرحلة أخرى من "أكبر حملة اضطهاد في تاريخ بلدنا". وقال: "لم يختبر أي رئيس أبداً شيئاً مماثلاً كهذا". ورحب ترمب بتبرئته في مجلس الشيوخ من تهمة التحريض على التمرد، معتبرا أن حركته السياسية قد "بدأت للتو". وقال ترمب في البيان إن "حركتنا التاريخية والوطنية والجميلة لجعل الولايات المتحدة عظمية مجدداً قد بدأت لتوها". وأضاف "في الأشهر المقبلة لدي الكثير لأتشاركه معكم، وأنا أتطلع لمواصلة رحلتنا الرائعة معا لتحقيق العظمة الأميركية لشعبنا بأجمعه". وتابع "لدينا الكثير من العمل أمامنا، وقريباً سوف ننهض مع رؤية من أجل مستقبل أميركي مشرق وساطع ولا حدود له". وجاء بيان ترمب بعد أن برأ مجلس الشيوخ ساحته في ثاني مساءلة له خلال 12 شهراً، حيث قام زملاؤه من الجمهوريين بحمايته من المساءلة عن الهجوم الدامي الذي شنه أنصاره في السادس من يناير على مبنى الكونغرس الأميركي. وجاء تصويت مجلس الشيوخ بأغلبية 57 صوتاً مقابل 43 صوتاً، وهو أقل من أغلبية الثلثين اللازمة لإدانة ترمب بتهمة التحريض على التمرد، بعد محاكمة استمرت خمسة أيام في نفس المبنى الذي تعرض للاقتحام من قبل بعض أنصار ترمب في السادس من يناير بعد وقت قصير من سماعهم خطاباً للرئيس السابق. وانضم في التصويت سبعة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الخمسين إلى الديمقراطيين الموحدين في المجلس لصالح الإدانة.وجاءت هذه الخطوة لاختتام المحاكمة بعد أن أوقف الديمقراطيون والجمهوريون تمديداً محتملاً في الإجراءات يتعلق بتفاصيل الدليل الخاص بمكالمة هاتفية بين ترمب وأحد كبار الجمهوريين خلال حصار مبنى الكابيتول. وجادل فريق الدفاع عن ترمب بأن المحاكمة ما كان يجب أن تعقد من الأساس لأن ترمب ترك السلطة، كما أن خطابه وسط أنصاره محمي بضمان الحق في حرية التعبير التي يكفلها الدستور الأميركي. وبعد تبرئة ترمب، رأى زعيم الجمهوريين في مجلش الشيوخ ميتش ماكونيل أن "ترمب مسؤول أخلاقياً عن اقتحام الكونغرس".

 

وزراء الداخلية العرب: نقف مع السعودية ضد اعتداءات الحوثي/الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب: أعمال الحوثي الإرهابية تدل على المنهج العدائي للجماعة ومن يقف خلفها

القاهرة - أشرف عبد الحميد/13 شباط/2021

أدان مجلس وزراء الداخلية العرب، مساء السبت، العمليات الإرهابية الحوثية التي تستهدف السعودية.وأعربت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب عن استنكارها الشديد وتنديدها المطلق "بالعمليات الإرهابية المتكررة والمحاولات الاستفزازية التي تسعى من خلالها المليشيات الحوثية من وقت لآخر إلى استهداف المطارات والأعيان المدنية والمنشآت الحيوية وتهديد طرق الملاحة الدولية"، والتي كانت آخرها محاولة هذه المليشيات استهداف مطار أبها المدني السبت بطائرة دون طيار مفخخة. وذكرت الأمانة في بيان صحافي مساء السبت أنها "تدين هذه الأعمال الإرهابية الجبانة التي تحاول من خلالها هذه المليشيات استهداف أمن المملكة ومنشآتها وأعيانها المدنية وتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة العربية كلها، والتي إن دلت على شيء فإنما تدل على الممارسات العدائية والإرهابية الممنهجة لهذه الجماعة ومن يقف وراءها ويمدها بالمال والسلاح". وجددت الأمانة العامة لوزراء الداخلية العرب التعبير عن "تضامنها الكامل مع المملكة العربية السعودية العزيزة في كافة الإجراءات التي تتخذها لصد هذه الاعتداءات وحماية أراضيها ومنشآتها". وأشادت الأمانة بـ"الأدوار البطولية التي تقوم بها القوات السعودية الباسلة وقوات التحالف للدفاع عن أراضي المملكة والتصدي لكل المحاولات الرامية إلى النيل من أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها والمقيمين فيها".يأتي هذا بعدما أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن السبت اعتراض وتدمير طائرة مفخخة بدون طيار أطلقها الحوثيون تجاه الأراضي السعودية في محاولة لاستهداف مطار أبها الدولي. وأشار التحالف إلى إحباط كافة المحاولات الإرهابية التصعيدية لميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران. وأضاف أن المحاولات الإرهابية ممنهجة ومتعمدة لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية. وفي وقت لاحق السبت، أكدت ميليشيا الحوثي الانقلابية، استمرار تصعيدها العسكري وعملياتها الإرهابية، وأبدت عدم اكتراثها بأي حديث عن السلام، وذلك غداة إعلان الإدارة الأميركية إلغاء قرار تصنيف الحوثيين جماعة ارهابية، بالتزامن مع تحركات أممية ودولية لإحلال السلام في اليمن.

 

إيران… قتيلان وجرحى بانفجار غاز

سبوتنيك عربي/13 شباط/2021

أعلنت السلطات الإيرانية، السبت، مقتل اثنين وإصابة عشرة آخرين، في انفجار غازي بمدينة أردبيل شمالي غرب إيران. واشار رئيس مركز طوارئ أردبيل الطبي ماجد محمد غريباني، في حديث مع وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” الى “مقتل شخصين وإصابة 10 آخرين بانفجار غاز في منزل سكني في أردبيل”، مؤكدا أن “الانفجار وقع الساعة 7:02 صباحًا في وحدة سكنية على تقاطع دانش بين شارع نعيبي وبغميشة في أردبيل”. وأضاف غريباني “تم نقل المصابين على الفور إلى مستشفى فاطمي في أردبيل عن طريق إرسال سيارة إسعاف وحافلة إسعاف وقوات الطوارئ”، لافتًا إلى أن شدة الانفجار أدت إلى تدمير أجزاء مهمة من المباني السكنية.

 

انتخابات ايران.. الحرس الثوري يضغط للإمساك منفردًا بالقرار

وكالة الانباء المركزية/13 شباط/2021

حددت وزارة الداخلية الايرانية منذ ايام، موعد البدء في تسجيل أسماء المرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 18 حزيران، في 11 ايار المقبل، على أن يستمر لمدة خمسة أيام. كما وافادت وكالة انباء فارس ان الوزارة أعلنت أيضا موعد تسجيل أسماء المرشحين للانتخابات التكميلية لمجلس الشورى في الثالث من نيسان، ولمدة سبعة أيام. الانتخابات المرتقبة تتخذ طابعا استثنائيا. من جهة، نظرا الى الظروف المعيشية والاقتصادية القاسية التي تعيشها الجمهورية الاسلامية بفعل العقوبات الاميركية المفروضة عليها. ومن جهة ثانية، لكونها الاولى عقب رحيل الرئيس دونالد ترامب عن البيت الابيض الذي دخله ديموقراطي اكثر مرونة وليونة هو الرئيس جو بايدن. بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن هذين العاملين هما الناخب الاكبر في الاستحقاق الايراني، هذه المرة. ففيما بات شبه محسوم لدى المراقبين ان الادارة الجديدة في واشنطن ليست في وارد التفاوض على “الاتفاق النووي” الا مع السلطات الجديدة في ايران، تشير المصادر الى ان المرشد الاعلى يدفع بكل الوسائل المتاحة، الدستورية وغير الدستورية، في البلاد، الى تعزيز حظوظ المتشددين ومرشّحيهم. فجناح المحافظين يرفض المساكنة القائمة اليوم بينهم والاصلاحيين، ويتطلّع الى ان تكون ثلاثية “المرشد – الرئاسة – مجلس الشورى” في يده هذه المرة. والازدواجية في التعاطي مع الملفات الدسمة والحساسة في ايران – وما اكثرها – بين المتصلّبين والاقل تصلّبا، باتت مزعجة للمرشد علي خامنئي الذي يطمح الى الامساك بالقرار كلّه من دون مشاركته مع احد، خاصة وانه يعتبر ان إبعاد المعتدلين، ضروري لحماية النظام الذي بات مهددا بقوة بفعل الحصار المفروض عليه اقتصاديا نعم، لكن دوليا واقليميا ايضا، مشيرة الى ان نظام الملالي في ايران لم يعرف من قبل، ومنذ قيامه عام 1979، مخاطر وهشاشة كتلك التي تتهدده اليوم. واذ توضح ان الولاية الرئاسية الجديدة ستشهد ايضا الاتيان بمرشد جديد، وهذا ما يبرر ايضا الضغط الذي يمارسه الحرس الثوري لإزاحة كل خصومه من الصورة الانتخابية، تقول المصادر ان المحافظين سيواصلون رفع السقف في وجه الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة، كون الذهاب نحو التفاوض معها من جديد، قبيل الاستحقاق الانتخابي، سيعزز فرص الاصلاحيين في الجمهورية الاسلامية، خاصة اذا قررت واشنطن التخفيف بعض الشيء من العقوبات التي تفرضها على ايران، وهذا ما سيزوّدهم بورقة قوة يستخدمونها في الانتخابات لصالحهم. كما انه، وفي حال التفاوض الآن، فان الحرس الثوري سيضطر الى تقديم تنازلات تعنى اولا بتخصيب اليورانيوم وبمنظومة الصواريخ الباليستية وبنفوذ ايران الاقليمي وبأذرعها العسكرية، الامر الذي لا يستسيغه المرشد. الملف الايراني اذا في الثلاجة ولن يشهد تطورات لافتة قبل استحقاق حزيران، ومعه ستبقى كل القضايا المرتبطة بطهران، ومنها ورقة الحكومة اللبنانية، معلّقة على حبال المراوحة القاتلة، تختم المصادر.

 

إحباط هجوم جديد من الحوثيين على مطار أبها

 قناة العربية.نت/13 شباط/2021

اعترض ودمّر تحالف دعم الشرعية في اليمن طائرة بدون طيار مفخخة، حاولت استهداف مطار أبها الدولي أطلقتها الميليشيا الحوثية. وأشار التحالف إلى إحباط كافة المحاولات الإرهابية التصعيدية لميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران. وأضاف أن المحاولات الإرهابية ممنهجة ومتعمدة لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية.

 

ميليشيات موالية لإيران تعيد تموضعها في سوريا

قناة العربية.نت/13 شباط/2021

أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان من ريف دير الزور الشرقي، عند الضفاف الغربية لنهر الفرات، بأن الميليشيات الموالية لإيران عمدت مجدداً إلى إعادة التموضع في المنطقة في إطار محاولتها المستمرة للتمويه بغية تفادي الاستهدافات المتصاعدة على مواقعها سواء من قبل إسرائيل بالدرجة الأولى أو التحالف بدرجة أقل. واشارت المصادر الى أنّ الميليشيات قامت بنقل مقرات قديمة إلى مواقع جديدة، ونقل سلاح وذخيرة إلى مستودعات جديدة في منطقتي البوكمال والميادين وأطراف مدينة دير الزور. وتعمد الميليشيات الموالية لإيران إلى التمويه بالغطاء المدني خوفاً من القصف المتكرر، والذي تكبدت فيه خسائر بشرية ومادية فادحة لاسيما في الآونة الأخيرة.

 

الولايات المتحدة «لن تسمح» بإيران مسلحة نووياً/إدارة بايدن تتمسك بالاتفاق النووي منصة لمعالجة «نشاطها الخبيث»

واشنطن: علي بردى - لندن- طهران/الشّرق الأوسط/13 شباط/2021

أكدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنها «لن تسمح» على الإطلاق بإيران مسلحة نووياً، بصرف النظر عن اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية، ومن يفوز فيها ممن يصنفون معتدلين أو محافظين، مشددة في الوقت ذاته على الانطلاق من الاتفاق النووي بصفته منصة للتوصل إلى اتفاقات أخرى لمعالجة «النشاط الخبيث» لطهران. وجاء الموقف الأميركي في وقت عدت فيه بريطانيا وفرنسا وألمانيا، في موقف مشترك أمس (الجمعة)، أن إيران تجازف بفقدان فرصة مباشرة الجهود الدبلوماسية لتنفيذ اتفاق 2015 بالكامل بشأن برنامجها النووي، بعدما بدأت في إنتاج معدن اليورانيوم. وقالت الدول الثلاث، في بيان: «من خلال زيادة عدم امتثالها، تقوض إيران فرصة العودة إلى الدبلوماسية لتحقيق أهداف خطة العمل الشاملة المشتركة بشكل كامل»، وأضافت: «تلتزم إيران بموجب الاتفاق بعدم إنتاج اليورانيوم المعدني، وعدم إجراء البحوث والتطوير في مجال تعدين اليورانيوم لمدة 15 عاماً».

ولفتت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أفادت، مساء الأربعاء، بأن إيران بدأت إنتاج اليورانيوم المعدني، موضحة أنها «تحققت» في 8 فبراير (شباط) من وجود «3.6 غرامات من اليورانيوم المعدني في منشأة أصفهان» (وسط). وتابعت أن هذه المسألة حساسة، إذ إن اليورانيوم المعدني قد يستخدم في إطار صناعة أسلحة نووية. وقالت الدول، في بيانها: «نعيد تأكيد أن هذه الأنشطة التي تشكل خطوة أساسية في تطوير سلاح نووي تفتقر إلى أي مسوغ مدني موثوق به في إيران»، داعية إياها في الوقت نفسه إلى «وضع حد لها دون إبطاء، والامتناع عن أي انتهاك آخر لالتزاماتها النووية».

وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، أن الرئيس جو بايدن منذ كان مرشحاً كان «واضحاً للغاية» في أنه «لن يقر بإيران مسلحة نووياً»، وقال: «نحن نتبع نهجاً دبلوماسياً لضمان أن إيران لن تتمكن أبداً من امتلاك سلاح نووي»، ملاحظاً أن «ذلك كان في صلب خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، وهذا سيكون المبدأ الإرشادي لنهجنا في اتجاه هذا التحدي».

وسئل عن تشاور الإدارة مع الأصدقاء والشركاء والحلفاء والكونغرس حول كيفية التعامل مع هذه القضية في ضوء الانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو (حزيران) المقبل، فأجاب أن الولايات المتحدة تتعامل مع الموضوع «من منظور أمننا القومي، وأمن شركائنا وحلفائنا في المنطقة»، مشدداً على أن «سياسة الرئيس (بايدن) في جوهرها هي فهم أنه لا يمكن السماح لإيران بتطوير سلاح نووي (...) سيظل هذا مبدأً أساسياً بالنسبة إلينا»، بصرف النظر عن الانتخابات الإيرانية، ومن يفوز فيها بين المصنفين معتدلين أو محافظين، مكرراً أنه «إذا استأنفت إيران امتثالها الكامل للاتفاق النووي لعام 2015، سنفعل الشيء نفسه. سنسعى إلى إطالة بنود تلك الصفقة وتعزيزها. سنستخدمها منصة للبناء والتفاوض بشأن اتفاقات المتابعة لمعالجة المجالات الأخرى للنشاط الخبيث لإيران»، في إشارة إلى استمرار النظام الإيراني في تطوير ترسانته من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وإلى استمرار اعتداءاته، مباشرة وعبر الميليشيات التابعة له، في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن، فضلاً عن تدخله في الشؤون الداخلية للدول الأخرى في المنطقة وزعزعة الاستقرار الإقليمي. وقال: «لا أعتقد أننا سندع التطورات في أماكن أخرى تملي أي تغييرات على هذا النهج». وفي غضون ذلك، وزعت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) مقتطفات طويلة من تصريحات أدلى بها مستشار قائد القوات المسلحة الإيرانية للشؤون الدفاعية واللوجيستية، العميد حسين دهقان، لصحيفة «الغارديان» البريطانية، قال فيها إن الولايات المتحدة «ليست في موقع يؤهلها لوضع الشروط للعودة للاتفاق النووي». وأضاف دهقان: «إنهم خرقوا الاتفاق، لذا عليهم من أجل العودة للمفاوضات إلغاء إجراءات الحظر الأحادية اللاقانونية ضد إيران، والالتزام بتعهداتهم أولاً». وتابع دهقان، وزير الدفاع الإيراني السابق: «في حال عودة أميركا إلى طاولة المفاوضات، ستتوفر الفرصة للبحث حول الأضرار الناجمة عن خروجها من الاتفاق النووي»، معتبراً أن «إدارة بايدن تحدثت عن الدبلوماسية والتعددية والتعامل في الأجواء الدولية والعودة للتعهدات الدولية، لكننا ما زلنا نرى السياسات المتخذة في إدارة ترمب ذاتها من قبل الإدارة الأميركية الجديدة». وأشار في هذا الإطار إلى عدم رفع إدارة بايدن ما وصفه بـ«الحظر الظالم على الشعب الإيراني»، وإلى أن الأرصدة الإيرانية من بيع النفط ما زالت مجمدة في بنوك أجنبية، وأن «كل هذه الأمور مؤشر إلى استمرار الترمبية في العلاقات الدولية». ورفض دهقان دور أوروبا بصفتها وسيطاً بين إيران وأميركا، معتبراً أن «الاتحاد الأوروبي فقد هويته منذ فترة خافيير سولانا، أي من 1999 إلى 2009، حيث فقدت أوروبا هويتها، وأقول بوضوح أكثر: إن الأوروبيين لا استقلالية لديهم أمام أميركا».

وشدد دهقان على أن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة «لا يعني عسكرة المجتمع الإيراني»، لافتاً إلى أن «ديغول وأيزنهاور كانا أيضاً ضابطين عسكريين، وتم انتخابهما لحكومات مدنية».

 

تعزيزات لميليشيات إيرانية قرب تدمر

دمشق/الشّرق الأوسط/13 شباط/2021

ذكرت مصادر محلية في دير الزور أن قوات مشتركة من عدة ميليشيات تابعة لإيران بدأت حملة تمشيط في بادية الميادين شرق دير الزور إثر هجمات تعرضت لها، وقالت إنه تم التمهيد للحملة بقصف مدفعي انطلق من منطقة المزارع بالقرب من الميادين باتجاه مواقع في البادية. وقالت مصادر إن «الحرس» الإيراني أنشأ يومي الأربعاء والخميس نقاطاً جديدة له بمنطقتي خنيفيس والصوانة جنوب شرقي حمص، قريبا من مناجم الفوسفات، حيث وصلت تعزيزات صباح الأربعاء الماضي إلى مناجم الصوانة (45 كلم جنوب غربي مدينة تدمر)، وأنشأت نقطتين رئيسيتين وأخرى ثانوية أضيفت إلى 4 نقاط رئيسية وثانوية سابقة. كما تم إنشاء نقطة استطلاع و3 نقاط عسكرية للحرس الثوري بمحيط مناجم خنيفيس (60 كلم غرب تدمر) تضاف إلى نقطتين سابقتين للحرس كانتا بالمنطقة. وأفاد موقع «عين الفرات» بوصول تعزيزات إلى تلك النقاط بلغ قوامها 120 عنصراً للميليشيات الإيرانية و17 عربة عسكرية مزودة برشاشات 23 ملم وست عربات ناقلة جنود «بي إم بي». مع الإشارة إلى أن تلك المناجم كانت تضم سابقاً ما بين 150 إلى 180 عنصراً من الحرس الثوري مهمتهم حماية مناجم الفوسفات الواقعة في منطقة يسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني. وشن مجهولون ليلة الأربعاء - الخميس، هجوماً على مواقع للدفاع الوطني التابعة للنظام السوري والمدعومة من روسيا، و«فاطميون» التابعة لـ«الحرس» في بادية الميادين، وأسفر الهجوم عن مقتل عنصرين من الدفاع الوطني وإصابة خمسة، إضافة إلى مقتل وجرح عدد من «فاطميون». كما تعرضت في اليوم ذاته شحنة أسلحة لميليشيات «الحيدريون» على الحدود العراقية - السورية، لقصف بطائرة مسيرة وأظهر مقطع فيديو تداولته وسائل إعلامية اللحظات الأولى لاستهداف الشاحنة أثناء وجودها عند أطراف منطقة الهري الحدودية بريف البوكمال شرق دير الزور. ورجحت مصادر محلية أن تكون الطائرة تابعة لقوى التحالف الدولي. ونقل موقع «عين الفرات» الإخباري عن مصادر لم يسمها أن قوة عسكرية مشتركة مكونة من عشرات الآليات والعناصر من ميليشيا «فاطميون» و«زينبيون» و«أبوالفضل العباس» التابعة للحرس الثوري الإيراني، انطلقت من مدينة الميادين باتجاه البادية لتمشيط المنطقة الممتدة من بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي وحتى بادية فيضة ابن موينع. ويأتي ذلك بينما تواصل قوات النظام والقوات الروسية عملياتها العسكرية في باديتي حماة ودير الزور للأسبوع الثالث، بحثا عن خلايا تابعة لتنظيم «داعش» التي تنشط على المثلث الحدودي (السوري العراقي الأردني)، وصولا إلى أرياف محافظات حماة ودير الزور شمالا. وخلال الأيام القليلة الماضية نفذ الطيران الروسي عملية تمشيط في ريف دير الزور الشرقية شملت «الشولا - كباجب» وباديتي التبني والبوكمال مع عمليات تمشيط في منطقة (أثرية) شرق محافظة حماة وسط البلاد، وبحسب المصادر نفذ الطيران الروسي أكثر من 40 غارة جوية خلال الأسبوع الأخير على أهداف حددت بواسطة طائرات الاستطلاع، وأسفرت عن تدمير نحو 30 موقعا لـ«داعش».

 

حدود سوريا وبواباتها في قبضة حلفاء دمشق... وأعدائها/الحكومة تسيطر على 15 % من الخطوط مع الجوار... والبوابات مع لبنان تحت سيطرة «حزب الله»

لندن: إبراهيم حميدي/الشّرق الأوسط/13 شباط/2021

مع تقلب السيطرة في سوريا وعلى حدودها خلال العقد الأخير، لا تسيطر الحكومة المقيمة في ثلثي البلاد ومعظم مدنها الكبرى سوى على 15 في المائة من الحدود مع الدول المجاورة ونصف معابرها الـ19 (يقع معظمها مع لبنان). وللمرة الأولى منذ 2011، استقرت في السنة الأخيرة خطوط التماس بين ثلاث «مناطق نفوذ»، ولم يطرأ عليها تغير جوهري، حيث تسيطر الحكومة بدعم روسي إيراني على نحو 65 في المائة من البلاد (المساحة الإجمالية 185 ألف كلم مربع)، وست مدن رئيسية: دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية وطرطوس، ودرعا ودير الزور، تضم 12 مليون شخص. في المقابل، تسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية، بدعم من التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة أميركا، على نحو 25 في المائة من الأراضي، تضم نحو 3 ملايين شخص، ومعظم ثروات النفط والغاز والمياه والزراعة، ومدينتي الحسكة والرقة. كما تقع محافظة إدلب ومدن جرابلس وعفرين وتل أبيض ورأس العين التي تضم أكثر من 3 ملايين، معظمهم من النازحين، تحت سيطرة فصائل تدعمها تركيا، ما يشكل نحو 10 في المائة من سوريا، وضعفي مساحة لبنان.

- سيطرة وهمية

وجاء في دراسة نشرها الباحث الفرنسي فابريس بالانش في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، أول من أمس، أن «الحدود رمز السيادة بلا منازع، ولا يزال سجل أداء النظام خالياً تقريباً على هذا الصعيد. ويسيطر الجيش السوري على 15 في المائة فقط من الحدود البرية الدولية للبلاد، في حين تتقاسم جهات فاعلة أجنبية الحدود المتبقية». وفي جنوب البلاد وغربها، تسيطر الحكومة السورية وتنظيمات مدعومة من إيران و«حزب الله» على 20 في المائة من حدود البلاد. يقول بالانش: «على الرغم من أن سلطات الجمارك السورية هي المسؤولة رسمياً عن إدارة المعابر مع العراق (البوكمال) والأردن (نصيب) ولبنان (العريضة وجديدة يابوس وجوسية والدبوسية)، فإن السيطرة الحقيقية تكمن في الواقع في أماكن أخرى، إذ يحتل (حزب الله) الحدود اللبنانية، وقد أقام قواعده على الجانب السوري (الزبداني والقصير) التي يسيطر منها على منطقة القلمون الجبلية. وبالمثل، تدير ميليشيات عراقية كلا جانبي الحدود من البوكمال إلى التنف. وتمتد قبضة القوات الموالية لإيران أيضاً إلى كثير من المطارات العسكرية السورية التي غالباً ما تكون بمثابة وسيلة لنقل الأسلحة الإيرانية الموجهة إلى (حزب الله) وخط المواجهة مع إسرائيل في مرتفعات الجولان. ويكشف هذا الوضع عن اندماج سوريا الكامل في المحور الإيراني». وكانت قوات الحكومة قد سيطرت على معبر نصيب مع الأردن في منتصف 2018، بموجب اتفاق روسي - أميركي - أردني قضى بتخلي واشنطن عن معارضين، مقابل عودة قوات الحكومة وإبعاد إيران. لكن فصائل تدعمها قاعدة حميميم الروسية تسيطر على مساحات واسعة من الحدود الأردنية. وأفاد التقرير بأنه رغم السيطرة على نصيب، فإن «حركة المرور لا تزال محدودة جداً حالياً، ووجود الجيش في محافظة درعا سطحي. ولإخماد المقاومة المتنامية في المنطقة بسرعة، اضطر النظام إلى توقيع اتفاقيات مصالحة، بوساطة روسية، تاركاً الفصائل المتمردة المحلية تتمتع باستقلالية مؤقتة وحق الاحتفاظ بأسلحة خفيفة. وحافظ المتمردون السابقون أيضاً على روابط قوية عبر الحدود عن طريق الحدود الأردنية، مما يمنحهم مصدراً محتملاً للدعم اللوجيستي في حالة نشوب صراع جديد». ورعت «حميميم» قبل أيام اتفاق تسوية جديداً قضى بدخول الجيش السوري إلى طفس (غرب درعا). وتسيطر الحكومة على المعابر غير الشرعية مع لبنان، وتلك الخمسة الرسمية، وهي: جديدة يابوس - المصنع، والدبوسية - العبودية، وجوسية - القاع، وتلكلخ - البقيعة، وطرطوس - العريضة. وتوجد على طول الحدود معابر كثيرة غير شرعية، معظمها في مناطق جبلية وعرة، بحسب تقرير سابق لوكالة الصحافة الفرنسية.وليست هناك معابر رسمية بين البلدين، لكن «خط فك الاشتباك» بين سوريا والجولان المحتل. وبعد 2011، كانت تسيطر فصائل على المنطقة، غير أن قوات الحكومة عادت إليها بدعم روسي في بداية 2018. كما أعيد في يوليو (تموز) فتح معبر نصيب - جابر مع الأردن الذي كانت قد سيطرت عليه فصائل معارضة في أبريل (نيسان) 2015. أما معبر الرمثا - درعا، فاستعادته دمشق بعدما فقدت السيطرة عليه منذ عام 2013.

- وكلاء وحدود

في عام 2013، بدأت تركيا في بناء جدار حدودي في القامشلي، معقل الأكراد شرق الفرات. ومنذ ذلك الحين، وسعت هذا الحاجز على طول الحدود الشمالية بأكملها. وكان أحد الأهداف منع التسلل من «حزب العمال الكردستاني» و«داعش»، ومنع تدفق مزيد من اللاجئين السوريين إلى تركيا التي تستضيف بالفعل 3.6 مليون لاجئ. وقال التقرير: «لا يزال العبور الفردي ممكناً عبر السلالم والأنفاق، لكن الشرطة التركية توقف معظم هؤلاء المهاجرين وتعيدهم بعنف إلى سوريا». وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2019، شنت تركيا عملية عسكرية، بالتعاون مع فصائل موالية، وسيطرت على شريط بين تل أبيض ورأس العين في شرق الفرات الذي يخضع لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية». ودفع هذا الأخيرة لعقد تفاهم مع دمشق سمح بدخول الجيش الروسي والسوري إلى شرق الفرات، وتقليص مناطق سيطرة حلفاء أميركا وتركيزهم على القسم الشرقي من شرق الفرات على حدود العراق. وحلت الدوريات الروسية - التركية محل الدوريات الأميركية - التركية على خطوط التماس هذه لضمان انسحاب «قوات سوريا الديمقراطية» من منطقة الحدود التركية. وعليه، فإن الجزء الوحيد من الحدود الشمالية مع تركيا الخاضع لسيطرة دمشق هو معبر كسب (شمال اللاذقية)، وحتى هذا المعبر تم إغلاقه من الجانب التركي منذ عام 2012. وباتت السيطرة على الجانب السوري من الحدود تباعاً على النحو التالي: أولاً المناطق حتى خربة الجوز من قبل التركمان الموالين لتركيا؛ ثانياً المناطق بين جسر الشغور وباب الهوى من «هيئة تحرير الشام»؛ ثالثاً حتى نهر الفرات من قبل الموالين لتركيا المعروفين بـ«الجيش الوطني السوري»؛ رابعاً حول عين العرب من قبل الجيش الروسي و«قوات سوريا الديمقراطية»؛ خامساً المناطق بين تل أبيض ورأس العين من قبل «الجيش الوطني السوري» المدعوم من أنقرة؛ سادساً من رأس العين حتى نهر دجلة من قبل الجيش الروسي و«قوات سوريا الديمقراطية». ماذا عن المعابر؟ تتقاسم جهات عدة، وبدرجات مختلفة، السيطرة على الحدود مع تركيا، إذ إن معبر كسب تحت سيطرة دمشق من طرف اللاذقية، لكنه مقفل من الجانب التركي. ويخضع «باب الهوى» لسيطرة إدارة مدنية تابعة لـ«هيئة تحرير الشام» التي تسيطر على معظم إدلب، في حين يتبع «باب السلامة» لمنطقة أعزاز في محافظة حلب، ويقع تحت سيطرة فصائل «درع الفرات» التي تدعمها أنقرة، كما هو الحال مع معبر «جرابلس». وكانت تل أبيض تحت سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي طردت «داعش» في 2015. وفي أكتوبر 2019، أصبح تحت سيطرة فصائل سورية مدعومة من الجيش التركي، كما هو الحال مع مدينة رأس العين.وعين العرب (كوباني) التي تقع شمال حلب كانت تحت سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، ولكن دخلته في نهاية 2019 قوات الحكومة رمزياً، وانتشرت دوريات روسية قرب المدينة، وهو مغلق رسمياً. أما القامشلي - نصيبين، فهو مقفل، ولا يزال رمزياً تحت سيطرة قوات الحكومة التي تملك «مربعاً أمنياً» ومطاراً في المدينة.

- من طهران إلى دمشق

تضمن اتفاق «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) ودمشق نشر بضع مئات من الجنود السوريين على طول تلك الحدود، لكن «وجود هذه القوات كان رمزياً فقط. ومنذ ذلك الحين، انطلقت الدوريات الروسية باتجاه الشرق، في محاولة لإقامة موقع في مدينة المالكية (ديريك)، والسيطرة على المعبر مع العراق في سيمالكا - فيشخابور، وهو طريق الإمداد البري الوحيد المتاح للقوات الأميركية في شمال شرقي سوريا». كما هددت ميليشيات عراقية مراراً وتكراراً بالاستيلاء على فيشخابور. ولا تزال المعابر الشمالية إلى تركيا كافة مغلقة، كما يمنع الجدار الحدودي أنشطة التهريب، ما جعل معبر سيمالكا - فيشخابور النافذة الدولية الوحيدة أمام «الإدارة الذاتية». وعلى الجانب العراقي من الحدود الشرقية لسوريا، كانت ميليشيات عراقية مسؤولة عن معظم المناطق منذ خريف 2017، عندما فقدت «حكومة إقليم كردستان» سيطرتها على الأراضي المتنازع عليها بين كركوك وسنجار، لكن لم تشمل هذه الأراضي المفقودة فيشخابور. وتسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» على الجانب السوري من الحدود، بدعم من القوات الأميركية. وأفاد التقرير: «لكن الوكلاء الإيرانيين منعوها، ومنعوا غيرها من الجهات الفاعلة، من استخدام أي معابر أخرى، وذلك جزئياً بمساعدة التعاون الدبلوماسي الروسي، إذ تم إغلاق معبر اليعربية الحدودي الرسمي أمام المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة منذ أن استخدمت روسيا حق النقض ضد تجديدها في مجلس الأمن الدولي في ديسمبر (كانون الأول) 2019. ومن بين التداعيات الأخرى لهذا القرار أنه يجب أولاً إرسال جميع مساعدات الأمم المتحدة إلى (الإدارة الذاتية) بالكامل إلى دمشق، قبل أن يتم نقلها إلى الشمال الشرقي من البلاد». وعليه، فإن الباحث الفرنسي يرى أن معبر سيمالكا - فيشخابور «يعد أمراً حيوياً للبقاء السياسي والاقتصادي للمنطقة التي تتمتع بالحكم الذاتي، حيث يمثل نقطة الدخول الوحيدة للمنظمات غير الحكومية الكثيرة التي تعمل فيها وتوفر دعماً أساسياً للسكان المحليين». ومع ذلك، لا تزال الحكومة السورية تعد الدخول عبر هذا المعبر جريمة يُعاقب عليها بالسجن لفترة تصل إلى 5 سنوات، و«من المحتمل أن يكون تعنت النظام بشأن القضايا الإنسانية هو طريقته لمحاولة إعادة تأكيد سيطرته على جانب واحد على الأقل من السيادة الحدودية». ويقع عين ديوار تحت سيطرة «قسد»، ومعبر زاخو يستعمل للعبور إلى كردستان العراق، فيما يخضع اليعربية - الربيعة لـ«قسد»، في وقت يقع فيه معبر البوكمال - القائم تحت سيطرة قوات الحكومة وميليشيات إيرانية، وقد جرى تدشينه بعمل بين سوريا والعراق في خريف 2019. وتسيطر قوات التحالف الدولي بقيادة أميركا على معبر التنف - الوليد منذ طرد تنظيم داعش. ويقول دبلوماسيون غربيون إن أميركا سيطرت على التنف لقطع طريق طهران - بغداد - دمشق - بيروت، وإن إيران ردت على ذلك بفتح طريق مواز عبر البوكمال.

- أجواء مفتوحة

وفي مقابل محدودية السيطرة على الحدود ومعابرها، فإن الحكومة تملك النفوذ على الموانئ البحرية والمطارات، بما فيها مطار القامشلي في مناطق الأكراد شرق نهر الفرات، علماً بأن التحالف الدولي أقام شرق الفرات عدداً من القواعد العسكرية التي تسمح له باستخدامها لهبوط وإقلاع وإقامة طائرات مروحية وشاحنة شرق نهر الفرات. كما حولت روسيا مطار القامشلي إلى قاعدة عسكرية لها. ورغم وجود منظومات صواريخ «إس-300» و«إس-300 متطور» و«إس-400» تابعة للجيش الروسي الذي يملك قاعدتين في طرطوس واللاذقية، لا تزال الأجواء السورية «مفتوحة» أمام التحالف الدولي والطائرات الإسرائيلية التي شنت مئات الغارات على «مواقع إيرانية» في سوريا. وإذ يعلن مسؤولون سوريون، واللاعبون الدوليون والإقليميون، بشكل دائم «التمسك بالسيادة» ووحدة البلاد، وأن مناطق النفوذ «مؤقتة، وليست دائمة»، فإن «التوازنات» بين خمسة جيوش، روسيا وأميركا وتركيا وإيران وإسرائيل، والتفاهمات بين أميركا وروسيا شرق الفرات، وبين روسيا وإيران وتركيا في «صيغة آستانة» في شمالها، تجعل الرغبات الرسمية السورية خاضعة للعبة دولية - إقليمية تحد -إلى الآن- من تحقيق «السيادة الكاملة»، وترجمة التصريحات إلى واقع ملموس.

 

الحكيم يدعو إلى وطنية عابرة للانتماء المذهبي/أكد أن الشيعة في العراق «سيتمسكون بخيار الدولة والمواطنة»

بغداد/الشّرق الأوسط/13 شباط/2021

دعا زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم إلى وطنية عراقية عابرة للانتماء المذهبي. وقال الحكيم في تجمع جماهيري كبير بالعاصمة العراقية بغداد أمس (الجمعة)، لمناسبة يوم الشهيد العراقي، إن «البعض يخاطبنا بأنكم شيعة، ويجب أن يكون ولاؤكم وخطابكم وعملكم لأبناء جلدتكم فحسب... وأقولها بصراحة وثقة: نحن نفخر بأننا من أتباع أهل البيت (عليهم السلام) ونتشرف بذلك وفينا من ينتمي الى مذاهب وديانات أخرى». وأكد الحكيم أن الهوية الشيعية «لا تصان وحقوقنا كمواطنين لا تستوفى إلا بهويتنا الوطنية العراقية الجامعة التي نشترك فيها مع غيرنا من شركاء الوطن، وهذا حال جميع المكونات في البلاد». وعدَّ الحكيم أن «التشيع والطائفة سيحظيان بالأمان يوم يكون الوطن آمناً وموحداً، والدولة قوية ومستقرة، فالدولة للجميع والتشيع والتسنن لأهله بكل حرية واحترام»، مبيناً أن «المسلمين الشيعة في العراق وفي المنطقة العربية وفي كل مكان سيتمسكون بخيار الدولة والمواطنة وسيستوفون حقوقهم في ظل دولهم لا بمعزل عنها، كما الحال في بقية الطوائف والمكونات، فهم جزء رئيسي وأصيل من أوطانهم وعليهم أن يشاركوا في صنع القرار بوصفهم بُناة دولة وأمة، لا بوصفهم أبناء طائفة منعزلة أو منغلقة أو مرتبطة بخارج الحدود». وأكد الحكيم أن «صفحة التهميش والإقصاء والاستبداد قد انطوت، وعلينا جميعاً كعراقيين أن نبدأ مشواراً مختلفاً يؤسس لغد مشرق ومستقبل أفضل». ويعد هذا الموقف هو الأول من نوعه الذي يصدر عن زعيم شيعي كبير، لا سيما أن القوى السياسية العراقية بدأت تستعد للانتخابات المبكرة المقبلة في ظل خلافات بشأن الكيفية التي ستدخل فيها تلك الانتخابات، كأن تكون تحالفات عابرة للمذاهب.

 

تركيا ترفض سحب قواتها من ليبيا وترهن الحل السياسي بمشاركتها

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشّرق الأوسط/13 شباط/2021

شددت تركيا على بقاء قواتها العسكرية في ليبيا بموجب مذكرة التفاهم الموقعة مع حكومة فائز السراج في 2019، مؤكدة أنه «لا يمكن التوصل إلى حل في ليبيا» من دونها. وأشارت إلى أنها تدعم الحكومة المؤقتة في مهامها حتى إجراء الانتخابات أواخر العام الحالي.

وبينما أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، أن الوجود العسكري لبلاده في ليبيا سيظل قائماً طالما استمرت مذكرة التفاهم الموقعة مع حكومة السراج، أجرى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اتصالاً هاتفياً، أمس، مع المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا يان كوبيش.

وقالت مصادر دبلوماسية تركية، إن جاويش أوغلو بحث مع كوبيش مستقبل ليبيا في أعقاب انتخاب أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف في 5 فبراير (شباط) الحالي برعاية الأمم المتحدة، رؤساء السلطة المؤقتة لإدارة شؤون البلاد حتى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وأضاف كالين، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي التركي ليل الخميس - الجمعة، أن «الشركات التركية ستلعب أيضاً دوراً نشطاً في جهود إعادة إعمار ليبيا»، وأن أنقرة ستقدم الدعم للحكومة المؤقتة التي انتخبت، معتبراً أنه «لا يمكن لأي مفاوضات أو مؤتمرات للحل السياسي في ليبيا أن تنجح من دون وجود تركيا أو في حال إقصائها». ولفت إلى أن «ليبيا بلد غني بثرواته الباطنية وسواحله الشاسعة، إلا أن الشعب لا يستفيد من هذه الثروات، وفي حال إدارة هذه المصادر بشكل جيد، سيتكمن الشعب الليبي من تحقيق الرفاه خلال فترة قصيرة». وقال إن «الجميع بات يعلم أنه بإقصاء تركيا لا يوجد حديث عن المسألة الليبية، ولا يمكن عقد أي مؤتمر أو إيجاد حل من دون وجودها». كان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أكد، الثلاثاء، أن بلاده يمكن أن تبحث سحب قواتها التي تقول أنقرة إنها تقدم تدريباً عسكرياً للقوات الموالية لحكومة «الوفاق»، إذا انسحبت القوات الأجنبية الأخرى أولاً. وهاجم نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي طالب بانسحاب القوات التركية والمرتزقة الذين جلبتهم تركيا إلى ليبيا، قائلاً إن «هناك مرتزقة قدموا من أنحاء مختلفة إلى ليبيا، لكن ماكرون لا يضايقه فقط إلا وجود تركيا».

ويتعين، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا الذي توصل إليه طرفا النزاع في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على القوات الأجنبية والمرتزقة مغادرة البلاد خلال الأشهر الثلاثة التي تلت توقيع الاتفاق، أي بحلول 23 يناير (كانون الثاني) الماضي. ولم تنسحب أي قوات مرتزقة في ليبيا رغم تخطي المهلة المنصوص عليها. وتدخلت تركيا مباشرة في ليبيا من خلال دعم حكومة الوفاق بعسكريين أتراك، إضافة إلى المرتزقة السوريين والعتاد العسكري في مواجهة الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر خلال هجومه من أجل استعادة السيطرة على العاصمة. وجدد مجلس الأمن، الأسبوع الماضي، دعوته لخروج المرتزقة. وشدد على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار والمضي قدماً في انسحاب كل القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا من دون مزيد من التأخير. وجددت تركيا مطلع السنة الحالية بقاء قواتها في ليبيا لمدة عام ونصف العام. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن عملية عودة دفعة من مرتزقة الفصائل السورية الموالية لتركيا من ليبيا، التي كان من المفترض أن تتم خلال الأسبوع الماضي، توقفت للمرة الثانية خلال أسبوعين «لأسباب مجهولة». ونقل المرصد عن مصادر مطلعة أن «المقاتلين الذين تحضروا للعودة، والبالغ عددهم نحو 140، تم إبلاغهم بإيقاف عملية عودتهم من دون إيضاح الأسباب»، مشيراً إلى أن هذه الدفعة كان من المقرر عودتها في 25 يناير الماضي، وتم إيقاف العملية حينها، لتكون هذه المرة الثانية خلال 15 يوماً التي يتم فيها إيقاف عودتهم بعد إبلاغهم بالاستعداد للعودة.

 

البرهان: وقعنا «اتفاقات إبراهيم» لاقتناعنا بقيم التسامح والتعايش/رئيس مجلس السيادة السوداني يخاطب قمة إسرائيل الطلابية الشبابية

الخرطوم: أحمد يونس/الشّرق الأوسط/13 شباط/2021

أرجع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان توقيع حكومته لـ«اتفاقات إبراهيم» مع الولايات المتحدة وإسرائيل، إلى اقتناعها بأهمية نشر قيم التسامح والتعايش بين الشعوب بمختلف أديانهم وأعراقهم، وذلك أثناء مخاطبته عبر تقنية «فيديو كونفرانس» لقمة شبابية في إسرائيل.

وقال البرهان في خطاب لتجمع طلابي تنظمه الدولة العبرية إن السودان وقع «اتفاقات إبراهيم» انطلاقاً من سعيه الصادق إلى تأكيد وإرساء قيم السلام والتسامح والتعايش السلمي، واحترام الحريات والأديان، وقبول الآخر. وأضاف: «تلك الرؤى، كانت هي الحادي لنا في توقيع اتفاقات إبراهيم، مع الولايات المتحدة الأميركية في الخرطوم يناير (كانون الثاني) الماضي». وينظم طلاب إسرائيليون «قمة إسرائيل»، وهي حركة دولية مخصصة للنقاش في حرم الجامعات بين إسرائيل وطلاب وشباب العالم، وتستهدف الطلاب غير المنتسبين للحرم الجامعي الإسرائيلي، ويشارك فيها متحدثون عالميون، وترافقها معارض مهنية وفرص للتبادل الأكاديمي، وتهدف لتوسيع آفاق الطلاب في دولة إسرائيل، وترعاها جامعتا هارفارد وكولومبيا الشهيرتان. وشارك في قمة هذا العام، والتي عقدت خلال الفترة (7 - 11) فبراير (شباط) الحالي، عدد من الشخصيات السياسية بينهم رئيسة جورجيا سالومي زورابيشيفيلي، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ورؤساء سابقون، وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، وعلماء وأستاذة جامعات، وأبرزهم المدير التنفيذي لشركة «موديرنا» صانعة «لقاح كورونا»، إلى جانب مدافعين عن حقوق الإنسان، ومديرين في وسائط التواصل الاجتماعي. وللمرة الأولى في تاريخ السودان، يشارك طلاب وشباب سودانيون في مثل هذا التجمع الإسرائيلي، إلى جانب طلاب من دول عربية وإسلامية. ولم يحدد البرهان أو السلطات السودانية كيفية اختيار هؤلاء الطلاب أو عددهم، أو أشكال مشاركتهم، واكتفى إعلام مجلس السيادة بالقول إن القمة نظمها طلاب جامعيون. وأوضح البرهان، في كلمته، إن بلاده تستشرف عهداً جديداً، يبنيه الشباب والطلاب، باعتبارهم المحرك الفعلي للثورة السودانية. وقال: «التسامح يمثل أسمى قيم الإنسانية، وهو واجب إنساني وأخلاقي وسياسي، يحتاج إليه الجميع لتعيش المجتمعات في سلام وإخلاء ومحبة». وشدد على أهمية دور الشباب في بناء السودان، قائلاً: «السودان يستشرف عهداً جديداً، سيبنيه شبابه وطلابه، الذين يمثلون الغالبية من السكان، ويعدون المحرك الحقيقي للثورة السودانية التي انتهجت شعار الحرية والسلام والعدالة». وحمل البرهان الشباب السودانيين المشاركين في القمة المسؤولية عن تبليغ رسالة السودان للعالم، والممثلة في رؤية البلاد المستقبلية في نشر السلام والازدهار على كوكب الأرض. وأضاف: «رؤيتنا في الدولة هي انتهاج خط التسامح العالمي، وإرساء مفاهيم السلام العالمي، والمساهمة في النهضة العالمية والمحلية، من خلال تبادل الخبرات مع دول المنطقة والدول الصديقة». وجدد البرهان خلال الكلمة التي قدمها للقمة تأكيده عزم السودان على إرساء قيم السلام والتسامح والتعايش السلمي، واحترام الأديان والحريات وقبول الآخر، وأن دافع حكومته لتوقيع «اتفاقات إبراهيم مع الولايات المتحدة الأميركية يستند إلى هذه القيم الإنسانية في التسامح والتعايش السلمي واحترام الأديان وقبول الآخر». ويعد البرهان من دعاة التطبيع مع إسرائيل، فقد فاجأ السودانيين بعقد مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة عنتيبي الأوغندية في فبراير (شباط) 2020، بوساطة من الرئيس الأوغندي يوري موسفيني. وأثارت تلك المحادثات جدلاً مستمراً إلى اليوم. وتوجت جهود البرهان بتوقيع «اتفاقات إبراهيم» في يناير الماضي، لينضم إلى مجموعة دول عربية وإسلامية، وقعت تلك الاتفاقات وطبعت علاقتها بإسرائيل، منهياً بذلك قطيعة بين السودان وإسرائيل منذ القمة العربية التي عقدت بالخرطوم 1967 وعرفت بقمة اللاءات الثلاث «لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف بإسرائيل». ومارست إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، ضغوطاً عنيفة على الحكومة السودانية لتطبيع علاقتها بإسرائيل، ورهنت حذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بذلك، وبعد رضوخ الخرطوم للضغوط الأميركية رفعت إدارة ترمب السودان من القائمة التي وضع فيها منذ عام 1993 على خلفية استضافته لزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن. ومنذ لقاء البرهان - نتنياهو، جرت مياه كثيرة تحت جسر العلاقات السودانية - الإسرائيلية، استعاد خلالها طيران «العال» حق عبور الأجواء السودانية، وزارت وفود إسرائيلية عديدة السودان، وكان آخرها زيارة وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين للخرطوم نهاية الشهر الماضي حيث أجرى مباحثات مع مسؤولين سودانيين بينهم رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وزير الدفاع ياسين إبراهيم وآخرون لم يكشف النقاب عنهم.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

في ندوة عن «صراع القوى الإقليمية».. علي الأمين: المنطقة العربية رهن الصفقة الإيرانية – الاميركية

جنوبية/13 شباط/2021

تحت عنوان: “معادلات الصراع الدولي، والتقديرات العلمية لتطوّر الأحداث وصراعات القوى الإقليمية والدولية، على ساحة المشرق العربي”، نظم “مكتب دراسات وأبحاث ملتقى العروبيين السوريين”، ندوة حوارية مع ناشر ورئيس تحرير مجلة “شؤون جنوبية” وموقع “جنوبية”، الصحافي علي الأمين، بتاريخ (8/1/2021)، على “برنامج الزوم”. قدّم وأدار الندوة محمد خليفة. وقد نهضت محورية مضمون هذه الندوة، على خلفية بدء عام العرب الجديد 2021 وسط تغيّرات جيو-استراتيجية عميقة في المشهد الإقليمي، وموازين القوى، ومعادلات الصراع الدولي، وصولاً إلى المصير والوجود.

فما هي التقديرات والتوقعات العلمية لتطوّر الأحداث في الشهور القادمة؟ وما هي المقاربات الفكرية والسياسية الممكنة واقعياً للتعاطي مع صراعات القوى الإقليمية والدولية المحتدمة على أرضهم ومستقبلهم؟ وفي بداية الندوة كان لخليفة كلمة، أشار فيها ان الأمين، أصبح في الأعوام الأخيرة، خط دفاع قومياً عن لبنان، ينافح ويكافح، ببسالة قل نظيرها، بقلمه وفكره وصوته وجسده، ضد الغزو الفارسي لعموم الإقليم.

حاجة حقيقية لنظام إقليمي عربي

ورأى الأمين في مداخلته، أن هناك، فعلاً، مخاطر حقيقية على الأمة العربية، بالدّرجة الأولى. مشيرا ان “هناك تحديات كبيرة، تفترض، أن يكون هناك جهد مضاعف من أجل مواجهة المخاطر التي تحيط بنا، على مستويات مختلفة، تتعلق بالجانب الداخلي، للمجتمعات، وأيضاً، المخاطر الخارجية التي ربما جعلت هذه المنطقة مسرحاً لصراعات، ومسرحاً لأطماع متنوعة ومتعددة. وأيضاً، كشفت إلى أي مدى نحن في حاجة حقيقية لنظام إقليمي عربي”.

ورأى الأمين في مداخلته، أن هناك، فعلاً، مخاطر حقيقية على الأمة العربية، بالدّرجة الأولى. مشيرا ان “هناك تحديات كبيرة، تفترض، أن يكون هناك جهد مضاعف من أجل مواجهة المخاطر التي تحيط بنا، على مستويات مختلفة، تتعلق بالجانب الداخلي، للمجتمعات، وأيضاً، المخاطر الخارجية التي ربما جعلت هذه المنطقة مسرحاً لصراعات، ومسرحاً لأطماع متنوعة ومتعددة. وأيضاً، كشفت إلى أي مدى نحن في حاجة حقيقية لنظام إقليمي عربي”.

وتأسف الأمين، “الكلام على النظام الإقليمي العربي في ظل المعلومة التي لم يُعرف بعد مدى دقتها،  عن لقاء حصل بين مسؤولين سوريين ومسؤولين إسرائيليين، في قاعدة “حميميم”، واللافت ما طرحه الأسد، بأنه يطلب من إسرائيل العودة إلى الجامعة العربية. وهذا هو فعلاً شيء مخزٍ، ويكشف واقع حال إلى أي حد وصلنا في أوضاعنا العربية”. مشيرا الى طلب الأسد دعماً مالياً عربياً، وطلب من إسرائيل أيضاً، أن توفّر له الدعم المالي العربي، من أجل أن يردّ الديون إلى إيران، ما يعني أن هذه حالة فيها دلالات ومفارقات، لا تخفى على الجميع، في هذا الإطار”.

مرحلة جديدة في المنطقة

واكد الأمين “نحن أمام مرحلة جديدة، على مستوى المنطقة، ولا يمكن تقدير طبيعة السياسات، وتحديداً ما يتعلق بالسياسة الأميركية في المرحلة المقبلة، مع انتقال السلطة من ترامب إلى بايدن، ومن الجمهوريين إلى الديموقراطيين، وما يدلل لهذا الانتقال أيضاً من معاني وآثار ودلالات سياسية على مستوى السياسة الأميركية في المنطقة، لا سيما فيما يتصل بموضوع العلاقة مع إيران”. لافتا الى ما قاله “بومبيو” قبل أيام عن علاقة إيران بـ”تنظيم القاعدة”، “كاشفاً” التعاون الذي تم بين تنظيم القاعدة وإيران، في فترات سابقة، قبل العام 2001. اللافت في الكلام انه لم يقل انهم اكتشفوا هذا الأمر مؤخراً، إنما هذه معلومات موجودة ولكنه كشف عنها”.

تاريخ العلاقة الأميركية – الإيرانية

وهذا يدلل إلى حد كبير، بسحب الأمين أن السياسة الأميركية وبدرجة كبيرة، كانت تراهن على الدور الإيراني، في محطات عديدة. ولا يخفى أنه، منذ اجتياح العراق عام 2003، وحتى قبله اجتياح أفغانستان، أن الولايات المتحدة كانت دائماً، تعتبر أن إحدى قواعد الهجوم على هاتين الدولتين، هي بناء نوع من العلاقة غير العدائية. إذ لا يمكن للولايات المتحدة أن تقوم بهذه المواجهة، من دون أن يكون هناك على الأقل تنسيق ما مع إيران، له علاقة بالترتيب لمرحلة ما بعد صدام حسين”.

السياسة الأميركية وبدرجة كبيرة، كانت تراهن على الدور الإيراني، في محطات عديدة

وتابع “كان واضحاً أن هناك تنسيقاً إيرانياً، أميركياً، على الأقل، عبر عنه تشكيل المعارضة، والتعاون الذي حصل بين الإدارة الأميركية والمعارضة العراقية، التي كان جزء كبير منها متعاوناً، أوليس فقط متعاوناً، إنما إيران تتحكم في جزء كبير من قراراته”.

تنسيق وتعاون بين واشنطن وطهران

واستمر الأمر في محطات لاحقة، وبحسب الأمين ان “انسحاب أوباما من العراق تم بالتنسيق مع إيران. وأيضاً جرى تسليم السلطة، بطريقة او بأخرى، إلى المجموعات المؤيدة لإيران”

يتم تصوير أن إيران وحزب الله استطاعا أن يواجها “الحرب الكونية” على نظام الاسد وهذا خداع كبير

الى ذلك شدّد الأمين، ان هذه العلاقة أساسية ومستمرة، ولا يبدو أنها انقطعت، حتى في لحظة المواجهة بعد الثورة السورية. وتابع “نحن دائماً نرى أنه يجري تصوير أن إيران وحزب الله، دعما نظام بشار الأسد، واستطاعا أن يواجها هذه “الحرب الكونية” بحسب وصفهم. وهذا، خداع كبير، لأن الولايات المتحدة الأميركية، لم يكن لها، المصلحة في سقوط نظام الأسد، من دون أن تكون لديها ضمانات حقيقية لمرحلة ما بعد النظام”. وكرّر الأمين “إننا نحن أمام مرحلة جديدة، لا سيما فيما يتعلق بمرحلة انتقال السلطة الأميركية من إدارة جمهورية إلى إدارة ديموقراطية، خاصة في ظل النقاش حول موضوع “الملف النووي”.

مستقبل الملف النووي بعهد بايدن

اكّد الأمين ان “الموضوع النووي هو محل اهتمام غربي بالدرجة الأولى، فالسلاح النووي، لو كان يمس المصالح العربية ما كان ليلاقي هذا الاهتمام، ولكن هذا المشروع يمس المصالح الغربية، وبالتالي إيران تطمح لأن يكون لديها مشروع نووي، لتكون دولة فاعلة ومؤثرة، ولكن، بالتأكيد، الولايات المتحدة الأميركية تريد ذلك بشروطها، وليس بشروط إيران”.

الصراع بين إيران وأميركا ليس وجودياً

وأضاف “ليس هناك افتعالاً للصراع بين أميركا وإيران، الصراع موجود، لكنه ليس وجودياً، وفي الخطاب الإيراني، أي منذ مرحلة الخميني إلى مرحلة الخامنئي، تجاوزت إيران، كل هذا الخطاب الإيديولوجي الذي كان يذهب إلى اعتبار أميركا “الشيطان الأكبر”، حتى أصبحت طهران تطمح إلى أن تبني علاقة مع واشنطن، لكن الخلاف هو على الشروط”. مضيفا “يبقى أن مساحة الاختلاف هي مساحة ما يسمى بـ “الصواريخ البالستية”، وأيضاً مسألة النفوذ الإقليمي التي يجري اليوم الحديث عنها”.

الأمين: طهران تطمح إلى أن تبني علاقة مع واشنطن، لكن الخلاف هو على الشروط

كذلك رجّح الأمين، ان “واشنطن بالتأكيد، لن تذهب إلى قمع النفوذ الإيراني، إنما تريد استيعاب هذا الدور”، وهذا سنشهد له في المرحلة المقبلة، ومع الأسف إننا نحن سندفع، دائماً أثمان هذا الصراع”. وتابع “ما بين محاولة تضخيم هذا الصراع في جزء كبير من المنطقة العربية، وبين أيضاً غياب القدرة العربية على أن تثبت حضوراً وفاعلية في هذا المشهد، نزعة الانتظار على المستوى العربي، هي التي تتحكم بالسياسات العربية، دون التقليل، من شأن مسألة التطبيع، الذي يفتح باباً على مشهد ومرحلة جديدة”.

التطبيع مع إسرائيل

تساءل الأمين “ما هي آفاق التطبيع الذي حصل بين الإمارات والبحرين وإسرائيل؟ وما هو موقف المملكة العربية السعودية، الذي لا شك أنها كانت، على الأقل، أعطت ضوءً أخضراً؟”، وقال “نلاحظ، في الآونة الأخيرة، أنه يوجد نوع، من “شحطة فريم”، المصالحة مع قطر والاتصال الذي حصل مع أردوغان من قبل الملك سلمان، يدلل على أن هناك إعادة حسابات، لكن من دون أن تتضح، إلى أي مدى، هناك، فعلاً، سياسة يمكن أن يُبنى عليها في إعادة ترميم، النظام الإقليمي العربي، في ظل كلام متنام على أن الصراع أصبح مع إيران، أو الصراع المضخم، الأميركي – الإيراني والإسرائيلي – الإيراني”. واعتبر ان هذا ممكن أن يفتح الباب أكثر فأكثر، لبلورة تفاهم أو علاقات عربية – إسرائيلية تحت ذريعة مواجهة الخطر الإيراني”. ورأى ان هذا الأمر يعيدنا إلى القول، كم أن الإيديولوجيا التي رفعتها إيران، باسم الفُرس، أو باسم الشيعة، هي ساهمت إلى حد كبير، بشكل كبير في فتح الباب واسعاً أمام هذا التمدد الإسرائيلي، في المنطقة العربية، وتحوُّل إسرائيل، بشكل أو بآخر، إلى عنصر بوعي كثيرين في المجتمعات العربية أقل خطراً من العنصر الإيراني”.

الأمين : ايران فتحت الباب واسعاً أمام هذا التمدد الإسرائيلي، في المنطقة العربية

وأشار ان “الدليل على ذلك إن إيران استخدمت، بشكل صريح وواضح، كما لم يفعل أحد من قبلها ذلك، إنها استخدمت الشيعة كورقة في المنطقة العربية، وكورقة مدمِّرة بدرجة كبيرة، خاصة من خلال هذا الاستثمار في الانقسامات، التي نراها: سواء بالعراق أو بسورية بشكل ما، أو باليمن، أو حتى في لبنان”

الربيع العربي والحاجة الى ثورة فكرية

رأى الامين انه “حتى لا نُحيل دائماً الأزمة، على الدول الخارجية والمؤامرات الخارجية، بأنها لعبت دوراً أساسياً، في إفشال تجربة الربيع العربي إذ إنه حتى على المستوى العربي، كان هناك دور خبيث، فيما يتصل بسوريا تحديداً، إلا أننا يجب أن الاقرار بأننا نحن بحاجة إلى ثورة فكرية، وإلى ثورة تتجاوز هذا البُعد الذي كان للقيام باحتجاجات وتظاهرات ومواقف، وهي، على نحو أكيد، كانت بطولية لكن لا شك إننا في حاجة إلى ثورة وعي”.  واكد انه “يجب الاعتراف ايضا بأن مجتمعاتنا، تحتاج إلى كثير من الخطوات التي تتصل بوعيها لمسألة الانتماء الوطني، والانتماء القومي، ومسألة وعي المساواة والحقوق والواجبات، وأيضاً فيما يتصل بفهمها للإسلام وللدين، وأن لا تكون فعلاً، عرضة لتيارات مشبوهة، وتيارات تذهب إلى، فعلاً، محاولة تشويه الإسلام وتشويهه”.

الامين: مجتمعاتنا تحتاج إلى كثير من الخطوات التي تتصل بوعيها لمسألة الانتماء الوطني والقومي

 لافتا انه “في الوقت نفسه ثمة نقاطاً إيجابية “الربيع العربي” حققها، إذ إنه كشف هذه الأنظمة على مختلف دولنا، لأنها أنظمة تفتقد إلى شرعية الحكم والسلطة، هذا إلى أنها اعتمدت بدرجة أساسية على الاستثمار في الجهل، أيضاً على السلطة وعلى الاستبداد”. كما أكد ان “ما قبل “الربيع العربي”، كان شيئاً، وما بعده، هو شيء آخر، وتابع “أعتقد أن الربيع العربي، ما زال مستمراً إلى حدّ كبير وهو محطات ستستمر، وكلها تجارب ستختزنها الشعوب”.

لبنان يفقد هويته

أما على المستوى اللبناني. قال الأمين “نحن في لبنان، في مرحلة غير مسبوقة، على كل المستويات. إذ حتى في الحرب الأهلية، حتى في زمن الحروب، لبنان لم يكن في هذا المستوى من الانحدار والتدهور على جميع المستويات”، وتابع “نحن، فعلاً، أمام مخاطر حقيقية تتعلق بوجود لبنان”.

الأمين: يجر إعادة رسم هوية جديدة للبنان

 ورأى ان هذا له أسباب كثيرة، لكن السبب الأساسي، هو، أن لبنان اليوم يعيش، فعلاً نوعاً من العزلة عن محيطه، وهذه العزلة سببها، إلى درجة كبيرة، النفوذ الإيراني في لبنان، لأن لبنان يفقد هويته، ويجري إعادة رسم هوية جديدة، دون أن تتضح مالاتها الأخيرة التي هي، مالات مدمرة”. وبحسب الأمين “لا وعود إلا بانهيار، وبالتالي، نحن اليوم أمام مخاطر حقيقية. لكن الرهان، دائماً على أنه توجد إرادة لبنانية تُعبِّر عن نفسها، وعبرت عنها، منذ 17 تشرين”.

ثورة 17 تشرين لم تفشل

اعتبر الأمين ان ثورة 17تشرين لم تفشل، إنما هي ما زالت مستمرة وإن كانت بشكل مختلف عما كان عليه، ليس في الشارع، لكن حقيقة الثورة موجودة في داخل كل اللبنانيين، خاصة أنه لم يسبق أن رأينا هذه النسبة العالية من اللبنانيين، التي لم تعد تثق بكل المسؤولين، وهذا أمر لا ينتج فقط عن مزاجية، إنما هو واقع حقيقي”. وفي سؤال عن مدى إمكانية البدء بمشروع عربي “شعبوي”، على مستوى جميع الأقطار العربية، قال الأمين “ليس عندي رهانات كبيرة، عندما أتحدث عن النظام الإقليمي العربي، بأنه سيكون هو رافعة نهوض للمنطقة العربية، وحالة تغييرية بالمعنى الثوري”، وتابع “إنه حتى هذه الأنظمة العربية الموجودة، من الخليج إلى كل الدول العربية، هي بحاجة إلى أن تكون منضوية في نظام إقليمي يحفظ مصالحها. ويحفظ وجودها، ويحمي مراكز حكمها ومراكز سيطرتها”. وفي سؤال عن نقاط التلاقي بين المشروع الإيراني والمشروع الإسرائيلي، قال الأمين “لا أريد أن أذهب إلى أن هناك تنسيقاً بالمعنى المباشر، لكن سياسة الدولة الإيرانية انتقلت من المشروع الإسلامي إلى مشروع الدولة الإيرانية كيف تقوّي نفوذها ودورها”.

إيران كانت مساهماً أساسياً في إضعاف المحيط العدائي لإسرائيل

معتبرا ان “التقاطع مع إسرائيل، يمكن النظر إليه، بأنّ إيران كانت مساهماً أساسياً في إضعاف المساحة أو المحيط العدائي لإسرائيل، أي الدول العربية، من خلال أنها ساهمت، بدرجة كبيرة، بخلق زعزعة داخل مجتمعاتها، وتقسيمها. وعن مستقبل العلاقات بين واشنطن وطهران إمكانية وقوع حرب، قال الأمين انه “لا أرى أن الإيرانيين سيغامرون، فالإيرانيون أذكى من أنهم يتصرفون بنوع من المغامرة بمصالحهم أو بما حققوه، ما يعتبرونه مكاسب في المنطقة العربية. وهذا هو الأمر الخطر، ربما بالتفاوض حول الملف النووي في المرحلة المقبلة مع الديموقراطيين”. وفي سؤال عن مساهمة أمريكا وإسرائيل الى فتح المجال لإيران في استعادة الإمبراطورية الفارسية، قال الأمين “لا شك بأن تقاطع المصالح بين المشروع الاستعماري والسيطرة – وإيران في المنطقة العربية، فإيران قبلت، وسعت أيضاً، أن يكون لها دور. والولايات المتحدة وإسرائيل، تركا لإيران المهمات “القذرة” أي ما تأنف عنه إسرائيل، أن تقوم، ربما تأنف أن تقوم به حتى الولايات المتحدة الأميركية، قامت به إيران، بالتالي، أنا أوافق أنه يوجد عملياً، تقاطع مصالح. وعن الانسياق الشيعي في لبنان وراء حزب الله، وهل هو انسياق طائفي أعمى، رأى الأمين ان “هناك إجابات متعددة، لكن لا شك أن الإيديولوجية الإيرانية أحدثت اختراقاً مهماً داخل البيئة الشيعية، في لبنان ويجب أن لا ننكر ذلك، وغيّرت في الوعي، بطريقة يمكن الحديث فيها عن “دين جديد” دخل البيئة الشيعية. لكن، أيضاً يجب أن لا نقلل من شأن آخر، هو أنه وعلى المستوى الفعلي، لا يشكل حزب الله والنفوذ الإيراني، أكثر من 20% من البيئة الشيعية، وأنا أقول ذلك بدقة. مشيرا “لكن، أيضاً هذه الـ20% يوجد من حولها شبكة نظام مصالح. حزب الله لا يعتمد، فقط، الدين، فلا شك أن ثمة عناصر اخرى هو يدرك أهميتها، المال له دور أساسي في الموضوع. وتابع “المال هنا بمعناه الذي يخلق نظام مصالح وشبكة مصالح قوية، داخلية تستطيع أن تربط هذه البيئة بشكل أن أي خارج عن البيئة يشعر بخسارة كبيرة”.

الأمين: لا يشكل حزب الله والنفوذ الإيراني، أكثر من 20% من البيئة الشيعية

وفي سؤال عن إمكانية ان تلجأ إسرائيل، تحت الضغط إلى حرب في جنوب لبنان، شدد الأمين انه “لن تحصل حربا، لا حزب الله يفكر بحرب مع إسرائيل، ولا إيران تفكر بحرب مع إسرائيل من جنوب لبنان، فالذي كان مطروحاً على إيران، والذي كان يطمح إليه حزب الله وإيران، هو إمساك لبنان، وإيران أمسكت به”. ماذا عن سياسة التجويع، قال الأمين ان “العقوبات تؤثر على اللبنانيين عموماً، من دون أن تؤثر على حزب الله. على قاعدة أن حزب الله موارده تأتي بالدولار. لكن على المدى البعيد لن يحصد حزب الله نتائج إيجابية”. واكد على “المدى البعيد، سيجعل كل اللبنانيين في مواجهة حزب الله، لأن الاخير لا يريد أن يذهب إلى خطوة إيجابية، وعدم قيامه بذلك سيجعله هو، في واجهة المسؤولين عن هذا الانهيار الذي وصل إليه البلد”. وفي سؤال عما اذا كانت الثورة الإيرانية هي فعلاً ثورة إسلامية، رأى الصحافي علي الأمين أن “ثورة الخميني حملت حملاً، ضمن صفقات استراتيجية كبرى لأميركا وللغرب، لا علاقة لها، لا بثورة الشعب الإيراني بالأساس ولا، في الحقيقة، بالإسلام، وما شابه”، لافتا ان “الخميني كان يحمل مشروعاً إسلامياً، والخامنئي ذهب إلى مشروع مذهبي “.  وختم الأمين بالقول، إن تجربة الإسلام السياسي، بما قدمته هذه التجربة في هذا العالم، هي تجربة فشلت خاصة فيما يتصل بالدمج بين السياسي والديني.

 

14 شباط 2005: الثابت والمتغيّر

نديم قطيش/أساس ميديا/الأحد 14 شباط 2021

تغيّر الكثير في لبنان منذ ظهيرة 14 شباط 2005 ولم يتغيّر شيء. بهذه العبارة يمكن، من وجهة خاصّة، اختصار المأساة اللبنانية المستمرة. حقبة 16 عامًا، أي أطول من التاريخ الرسمي للحرب الأهلية اللبنانية 1975-1990، بعام كامل، انقضت كأنّها أمس الذي مضى. تغيّر فيها الكثير ولم يتغيّر أيّ شيء في الوقت نفسه. في مبتدئها قتل الرئيس رفيق الحريري. في راهنها قتل لقمان سليم. وبينهما قُتل أحبّة كثر من أعلام النخبة اللبنانية شديدة التنوع وبالغة الثراء. 16 عاماً شهدت انتفاضتين شعبيتين كبيرتين عامي 2005 و2019، توسطتهما انتفاضة أصغر عام 2015. تراوحت المطالب بين شعار السيادة وإنهاء الوصاية السورية وكشف الحقيقة في جريمة اغتيال الحريري عام 2005 وبين معالجة ملف النفايات وخدمات عامة أخرى عام 2015، لتتحوّل عام 2019 إلى مطالبة جذرية بإسقاط كامل الطبقة السياسية رفضاً للفساد والزبائنية والفشل والانهيار الاقتصادي.

تغيّر الكثير. ضعفت أحزاب الطبقة السياسية وتضاءلت قدرتها على طرح نفسها كمصادر موضوعية للحكم الرشيد. عانت وتعاني حتى الأحزاب الأبعد عن تهم الفساد والزبائنية كالقوات اللبنانية والكتائب. الحريرية استكملت تحوّلها من قصة نجاح مبهرة إلى تراجيديا فشل مروعة. نبيه بري بلا وريث، سياسي أو بيولوجي، يحمل بعده لواء حركة أمل، أو صورة التعدّد المزيف داخل التيار الحاكم للطائفة الشيعية والمسمّى "الثنائي الشيعي". وليد جنبلاط يحاول التعايش مع نبوءته عن صيرورة الدروز كالهنود الحمر، من دون أن يملك للطائفة أقفاً أو مشروعاً ومن غير أن يطمئن أنّ وريثه سيرث. أما العونية السياسية فصارت في عيون أغلبية لبنانية ساحقة مرادفاً لسوء الطالع ومختبراً للرثاثة السياسية والشعبية والإدارية والأخلاقية. وأما حزب الله، الذي نجح في اختراق البيئات غير الشيعية بانتحال صفة المقاومة، ما عاد له خارج الحيز الشيعي المباشر سوى بعض من سقط متاع الطوائف الأخرى، وفلول الحثالة العونية.

في مبتدئها قتل الرئيس رفيق الحريري. في راهنها قتل لقمان سليم. وبينهما قُتل أحبّة كثر من أعلام النخبة اللبنانية شديدة التنوع وبالغة الثراء ما تغيّر أيضاً عبر الانتفاضات الثلاثة هو دخول جيلين جديدين إلى هموم الشأن العام اللبناني من منافذ مختلفة عن منافذ الأحزاب التقليدية، وبخطاب ومفردات وأدوات ما عهدتها الأحزاب الآنفة الذكر، والأهم بتصورات عن الدولة والخدمات والسياسة والعلاقات مقطوعة الصلة بما عهدته الأحزاب والتيارات المتهالكة. ما لم يتغيّر، منذ رفيق الحريري وحتّى لقمان سليم، هو سياسة القتل التي حوّلها حزب الله إلى أم المؤسسات السياسية والأمنية والقضائية، في لبنان، والتي لها الكلمة الفصل حين يلحّ الفصل ويأتي أوانه. الرد علي السيادة يكون بقتل السياديين. والرد على مطلب الحقيقة يكون بقتل المطالبين بها. والرد على سعاة هدم هيكل الفساد يكون بقتل الساعين أنفسهم وحرق خيامهم، ولقمان سليم، بالمناسبة، وجه من وجوه 17 تشرين الرئيسيين ورائد ورش بين ورشها الكثيرة.

القتل هو ما لم يتغيّر. القتل الذي منع الولوج من ما بعد اغتيال الحريري إلى تأسيس لبنان ما بعد هدم الوصاية الأسدية. والقتل منع أن تكون الحقيقة باباً للمصارحة والمصالحة. بل حاول القتل منع الحقيقة نفسها. القتل، أو التهديد به، منع لبنان من الانفصال الموضوعي عن حرائق الإقليم، وأدخل البلاد في متاهة المقاطعة والحصار. والقتل تالياً، أكان قتل اللبنانيين أم السوريين أم العراقيين أم اليمنيين منع الاقتصاد من الصمود، حتى بمرتكزاته موضع السؤال والشك. تغيّر الكثير ولم يتغيّر القتل. لم يتغيّر السجال التافه بعد القتل والذي يبدأ من التنصل من الجريمة لينتهي بتحميل الضحية مسؤولية موتها، وأحياناً لا يتوقف قبل مطالبتها بالإعتذار. وعليه فأيّ باب للبحث الجاد بأيّ حل للمسألة اللبنانية لا يمكن أن يبدأ إلا من أداة الجريمة المتمادية والمفتوحة منذ 14 شباط 2005 (والأدقّ منذ محاولة اغتيال مروان حمادة في 2004). لا حل لا يبدأ من السلاح والمصارحة المسؤولة بشأن الدور الدموي والكلفة الوطنية الباهظة للسلاح وحامله. ولكن لنكن صريحين. لن يبدأ هذا النقاش الجاد حول السلاح إلاّ قسراً، وهو ما حاول اللبنانيون تفاديه منذ 2005 حتى اليوم. ولن تتوفّر للبنانيين، للأسف، فرصة التفاهم الوطني المسؤول حول السلاح، لا ضمن استراتيجية دفاعية ولا غيرها. ولا تتوفّر منصة عربية أو إقليمية أو دولية ضمن الشروط الموضوعية الراهنة لاستضافة نقاش مثمر حول السلاح وموقع حزب السلاح في اللعبة الداخلية كما في اللعبة الإقليمية. ما لم يتغيّر، منذ رفيق الحريري وحتّى لقمان سليم، هو سياسة القتل التي حوّلها حزب الله إلى أم المؤسسات السياسية والأمنية والقضائية، في لبنان، والتي لها الكلمة الفصل حين يلحّ الفصل ويأتي أوانه لبنان ببساطة شديدة دولة محتلة من مشروع صراعي عابر للحدود الوطنية، لا شيء في أفق خطابه أو نخبته يوحي أنّه قيد المراجعة، ولا شيء يقنع في تجربته أنّه يفهم إلاّ لغة القسر، منذ الموافقة الجبرية للخميني على القرار 598 لوقف الحرب العراقية الايرانية وتجرّع كأس السم إلى مشهد المهانة والاذلال الذي صاحب السنوات الأربعة من حكم دونالد ترامب والتي توّجها بالاغتيال العبقري لقائد فيلق نشر الشر قاسم سليماني.

يملك اللبنانيون القدرة على الاعتراض الذي يحفظ لهم كرامتهم كبشر، مع الإدراك المسبق أنهم يدفعون ثمن بشريتهم بين الحين والآخر دماً مستباحاً كدم لقمان سليم. ولكنهم لا يملكون القدرة على تغيير الشأن الذي لا تغيير حقيقي من دون تغييره، وهو إحالة سلاح الجريمة المتمادية على التقاعد.

تبدو المطالبة بوصاية دولية على لبنان مطلبًا مغرياً، مع العلم المسبق أنّ دونها عقبات موضوعية وعملية لا حصر لها. أقصى ما بادر العالم تجاهنا به هو نصف الوصاية الفرنسية على شكل محاولة استيلاد قيصرية للحكومة، مسنودة بورقة شروط مصرية وبمقاطعة خليجية قاسية. والراجح أنّ الولادة ستظلّ ممتنعة، حتى يحين إمتحان الفراغ الرئاسي إما بوفاة الرئيس وإما بإنتهاء ولايته الدستورية. حينها ستدخل الأزمة اللبنانية منعطفاً جديدًا يستنزف القدرة على الحلول الجزئية كتلك التي يدفع بإتجاها الفرنسيون.

وإذا ما وُفّقنا إلى حلّ ترقيعي آخر، أيّ حلّ لا يبدأ من السلاح، لن ينتج عنه ما يقيم لبنان من سقوطه. لا خلاص أمام اللبنانيين إلاّ بحلول قسرية، جذرية، بالغة الأكلاف، على ناسه وعمرانه، وهو ما تتبلور ظروفه على وقع البحث في السؤال الأم: ماذا سيفعل العالم مع إيران؟

 

من تفجير رفيق الحريري... الى انتخاب ميشال عون

خيرالله خيرالله/أساس ميديا/السبت 13 شباط 2021

منذ اغتيال رفيق الحريري في مثل هذا اليوم قبل 16 عاما، لا يزال لبنان يعاني. ما يدلّ على مدى معاناته هذه الايّام صعوبة التكهن بتشكيل حكومة لبنانية قريبا. لا حكومة في غياب معجزة تغيّر موازين القوى في المنطقة وتبعث برسالة مباشرة الى رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل. فحوى الرسالة انّ الرهان على ايران وعلى اداتها اللبنانية اقرب الى سراب. كلّ ما في الامر ان الإدارة الأميركية الجديدة لن ترضخ لطلب ايران العودة الى الاتفاق في شأن ملفّها النووي من دون شروط على ان ترفع العقوبات الأميركية المفروضة على "الجمهورية الإسلامية".

يعود غياب الامل بتشكيل حكومة، اقلّه في المدى المنظور، الى وجود منطقين لبنانيين لا قواسم مشتركة بينهما. إنّهما منطق انقاذ جبران باسيل وإعادة الاعتبار اليه، سياسيا، بعد العقوبات الأميركية التي فرضت على هذا الشخص... ومنطق آخر في اساسه البحث عن طريقة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من لبنان عن طريق حكومة ذات مواصفات معيّنة باتت معروفة. يقوم منطق رئيس الجمهورية على فكرة انقاذ المستقبل السياسي لصهره جبران باسيل. يسعى الى ذلك من خلال حكومة يتحكّم بها الاخير عن طريق الثلث المعطّل، وذلك من دون المطالبة علنا بمثل هذا الثلث

يقوم منطق رئيس الجمهورية على فكرة انقاذ المستقبل السياسي لصهره جبران باسيل. يسعى الى ذلك من خلال حكومة يتحكّم بها الاخير عن طريق الثلث المعطّل، وذلك من دون المطالبة علنا بمثل هذا الثلث. لو لم يكن الامر كذلك، لماذا كلّ هذا الإصرار على حكومة من عشرين وزيرا، أي ان يضاف وزيران احدهما درزي و الآخر كاثوليكي على التركيبة التي قدّمها رئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري. مطلوب ان يكون الوزيران من بين الذين ينامون على كفّ صهر رئيس الجمهورية الذي يصرّ على وضع نفسه في مستوى رئيس مجلس الوزراء السنّي. اكثر من ذلك، يطالب باسيل بوزير للداخلية وبوزير للعدل يكونان محسوبين عليه من اجل ان يتحكّم بالقضاء والامن في الوقت ذاته وإظهار انّه الرقم الصعب في البلد.

في المقابل، عاد سعد الحريري، رئيس الوزراء المكلّف، الى بيروت من جولة شملت مصر حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، ودولة الامارات العربيّة المتحدة، وفرنسا حيث تناول العشاء مع الرئيس ايمانويل ماكرون في قصر الاليزيه. بعد اقل من 24 ساعة من عودته الى العاصمة اللبنانية، عقد لقاء مع رئيس الجمهورية هو الرقم 15  منذ تكليفه تشكيل الحكومة. لم يطرأ أي تقدّم على الاخذ والردّ بين الحريري وعون في شأن تشكيل الحكومة. هذا ما اكّده الجانبان، خصوصا بعد تمسّك رئيس الوزراء المكلّف باللائحة الحكومية التي سبق وان قدّمها الى رئيس الجمهورية، وهي لائحة اخذت في الاعتبار مطالب سبق لميشال عون ان تقدّم بها. كان مهمّا تأكيد سعد الحريري تمسّكه بحكومة اختصاصيين، أي حكومة لا تتضمّن حزبيين ورفضه الثلث المعطّل، أيا تكن الجهة الممسكة بهذا الثلث، واصراره على اقتصار العدد على 18 وزيرا. الاهمّ من ذلك كلّه كان شرح الأسباب التي تدعو الى تفادي ايّ تجاوز لهذ ا الاطار الواضح، نظرا الى انّ خريطة الطريق الفرنسية حدّدت هذا الاطار. اكدت فرنسا المرّة تلو الأخرى ان لا مساعدات للبنان من دون حكومة اختصاصيين تباشر برنامجا اصلاحيا واضحا.

لا خيار آخر امام لبنان سوى تشكيل مثل هذه الحكومة في حال كان يريد الحصول على مساعدات تساعد في وقف الانهيار وتولد بريق امل باستعادة البلد بعض عافيته. هذا منطق سعد الحريري. الأكيد ان هذا آخر همّ لدى رئيس الجمهورية وصهره اللذين يعتقدان انّ شيئا لم يتغيّر في لبنان وأنّ الفرج آت من ايران... والمهمّ التركيز على استعادة حقوق المسيحيين، التي هي حقوق جبران باسيل، وان بواسطة ميليشيا مذهبية تابعة لإيران اسمها "حزب الله"!

لو كان لدى فرنسا رأي آخر في كيفية تشكيل حكومة لبنانية تنفّذ الاصلاحات المطلوبة وتضمن الحصول على مساعدات، لما كان سعد الحريري انتقل مباشرة من قصر الاليزيه الى قصر بعبدا حاملا اللائحة الحكومية التي تضمّ وزراء اختصاصيين من خارج الأحزاب والتي لا تزال اللعبة الوحيدة المدينة

يعيش ميشال عون وصهره، وهما الثنائي المتحكّم بمؤسسة رئاسة الجمهورية في عالم آخر. لا يعرفان ان لا احد مستعد لاستقبالهما خارج لبنان، لا في العالم العربي ولا في أوروبا او اميركا. لا يعرفان معنى تفجير ميناء بيروت ولا ابعاد انهيار النظام المصرفي اللبناني ولا يفقهان لاهمّية وصول دولة مثل دولة الامارات العربيّة المتحدة الى المرّيخ بفضل جهود أبنائها الذين لم يترددوا في الماضي في المجيء الى لبنان وتمضية أوقات طويلة فيه!

لو كان لدى فرنسا رأي آخر في كيفية تشكيل حكومة لبنانية تنفّذ الاصلاحات المطلوبة وتضمن الحصول على مساعدات، لما كان سعد الحريري انتقل مباشرة من قصر الاليزيه الى قصر بعبدا حاملا اللائحة الحكومية التي تضمّ وزراء اختصاصيين من خارج الأحزاب والتي لا تزال اللعبة الوحيدة المدينة...

الأكيد ان لا وجود للعبة أخرى اسمها اللعبة الإيرانية التي يعتقد ميشال عون وجبران باسيل انّها ستعومهما. لا شيء يمكن ان يعوّم العهد، الذي هو "عهد حزب الله" ولا شيء يمكن ان يعوّم جبران باسيل الذي لا يستطيع الإجابة عن سؤال في غاية البساطة هو لماذا لا كهرباء في لبنان بعدما اشرف على وزارة الطاقة بطريقة مباشرة او عبر ازلامه طوال اثني عشر عاما؟ بالطبع ان السؤال الآخر الذي لا يستطيع جبران باسيل الإجابة عنه هو كيف زادت الكهرباء ديون لبنان بمبلغ خمسين مليار دولار منذ تولّى هو ملفّها؟

منطقان لا يلتقيان ولا يمكن ان يلتقيا. لذلك لم يعد سرّا لماذا كان ذلك الإصرار على اغتيال رفيق الحريري قبل 16 عاما ولماذا الإصرار الآخر على ان يكون ميشال عون، مرشّح "حزب الله"، رئيسا للجمهورية في العام 2016 بعد اغلاق مجلس النوّاب بالقوّة لمدّة سنتين وخمسة اشهر!

من يتمعّن في تسلسل الاحداث منذ اغتيال رفيق الحريري وصولا الى ما وصل اليه الوضع الآن يجد الصورة امامه في غاية الوضوح. مطلوب بكلّ بساطة تكريس وجود منطقين متباعدين لا يمكن الجمع بينهما وان يسير لبنان خطوة أخرى نحو مزيد من الانهيار. فحقد ثقافة الموت الذي لا حدود له على ثقافة الحياة، وعلى بيروت بالذات، لم يتوقّف في ايّ لحظة. لم يكن الاتيان بميشال عون رئيسا للجمهورية سوى جانب من جوانب هذا الحقد الذي اصرّ على تفجير رفيق الحريري وعلى ترويج ان في الإمكان استعادة حقوق المسيحيين، وكأنه توجد حقوق مطلوب استعادتها، عن طريق سلاح "حزب الله"! مثل هذا الحزب ليس، في نهاية المطاف، سوى ميليشيا مذهبية في خدمة مشروع كان هدفه، ولا يزال، ان تكون بيروت مدينة إيرانية على البحر المتوسّط... 

 

أزمة حكم مفتوحة على كلّ الاحتمالات.. وهذه هي مشكلة عون

محمد شقير/الشرق الاوسط/13 شباط/2021

اصطدمت المحاولة الأخيرة التي قام بها الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، لإخراج عملية التأليف من التأزم الذي يحاصرها، برفض قاطع من رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي أحجم عن إفساح المجال أمامه للبحث في مخارج يمكن أن تُحدث صدمة إيجابية تدفع باتجاه التسريع في ولادة الحكومة، كما تقول مصادر مواكبة للأجواء التي سادت الجولة الخامسة عشرة لمشاورات التأليف التي قد تكون الأخيرة، مع أنها كانت أقصرها، بخلاف سابقاتها، ولم تستغرق أكثر من عشرين دقيقة، وهذا ما سيضع البلد على حافة الدخول في أزمة حكم مفتوحة على كافة الاحتمالات.

وكشفت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن الحريري تجاوز الاعتبارات الشخصية واتهام عون له بالكذب، وقرر التوجه إلى بعبدا للقاء الأخير لتمرير رسالة إلى اللبنانيين بعدم مقاطعته لرئيس الجمهورية، وأنه جاد بتشكيل الحكومة، لئلا تضيع على البلد الفرصة الذهبية المتوافرة الآن لإنقاذه، وقالت بأنه تجاوب مع رغبة الرئيس الفرنسي ماكرون بمعاودة التواصل من دون أن يتنازل عن الثوابت التي التزم بها، والمستمدة من خريطة الطريق التي رسمتها المبادرة الفرنسية، والتي تحظى بدعم دولي، والتي من شأنها أن تُسهم في توفير الدعم المالي والاقتصادي للبنان لانتشاله من الهاوية التي هو فيها الآن.

ولفتت إلى أن عون لم يبدل من شروطه، ويصر على أن تتشكل الحكومة من 20 وزيراً، على أن يسمي هو 6 وزراء من المسيحيين من دون الوزير المحسوب على حزب «الطاشناق»، إضافة إلى الوزير الدرزي الثاني، ما يتيح له الحصول على «الثلث الضامن»، وقالت إنه بشروطه أوصد الأبواب في وجه تشكيل حكومة مهمة تحاكي الإطار العام للمبادرة الفرنسية. ورأت أن الحريري لم يبالغ بقوله في نهاية اللقاء بعدم حصول أي تقدم، وقالت بأن الكرة الآن في مرمى رئيس الجمهورية الذي لم يبدل من شروطه، وأن توزيعه للوزراء المسيحيين يُثبت بالملموس، وبخلاف ما يدّعيه، أنه يشترط حصوله على الثلث الضامن، وبطريقة حسابية باتت مكشوفة، ولا يبدل نفيه الدائم لشروطه هذه واقع الحال بخصوص توزيع الحقائب.

واعتبرت المصادر نفسها أن مجرد قيام الحريري بلقاء عون قوبل بعدم ارتياح على الأقل في شارعه السياسي، لكنه أقدم على خطوته هذه لإنقاذ البلد وقطع الطريق على تدحرجه نحو المجهول، وكان يراهن على ترفع رئيس الجمهورية عن الحسابات السياسية الضيقة لإعادة تعويم وريثه السياسي رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، لأن لديه مصلحة في إنقاذ الثلث الأخير من ولايته الرئاسية للتعويض عن إخفاقه في تحقيق ما تعهد به. وسألت عن الأسباب الكامنة التي تقف عائقاً أمام عون لإنقاذ عهده من جهة، وليعيد تواصله مع القوى السياسية الرئيسة انطلاقاً من أن موقعه الرئاسي يتطلب منه لعب دور الجامع بين اللبنانيين والساعين بلا ملل للتوفيق بين الأطراف المتنازعة بطرح الحلول الوسطية للانتقال بالبلد من مرحلة التأزم إلى الانفراج؟ وقالت إن مشكلة عون تكمن في أنه يصر على تبنيه للأجندة السياسية لباسيل بدلاً من أن يكون له أجندته الخاصة للتصالح مع القوى السياسية أو معظمها على الأقل، وهذا ما يظهر من خلال لقاءاته اليومية التي تقتصر على ما تبقى من «أهل البيت» ممن كانوا على تحالف معه. وتابعت: «إن من يواكب النشاط السياسي اليومي لعون سرعان ما يكتشف بأن لديه مشكلة مع معظم حلفائه السابقين، في الوقت الذي هو في أمس الحاجة إلى التواصل مع الخصوم والحلفاء بحثاً عن الحلول لإنقاذ البلد، خصوصاً أن رمي المشكلة على الآخرين لن يقدم أو يؤخر، وبالتالي لن يُصرف سياسياً على الصعيدين المحلي والخارجي». وأبدت المصادر السياسية مخاوفها حيال استجابة عون لنصائح فريقه السياسي الذي يتبع سياسة الإنكار والمكابرة في تجاهله لارتفاع منسوب التأزم السياسي، وما يترتب عليه من انهيار اقتصادي ومالي، وكأنه يعيد البلد إلى ما كان عليه إبان توليه رئاسة الحكومة العسكرية التي زادت في حينها من الانقسامات، وقالت بأن البلد لا يدار بحكم الرأس الواحد.

لذلك، فإن معاودة الحريري التشاور مع عون، هذا إذا سمحت الظروف قبل غدٍ الأحد، لن تتجاوز حدود رفع العتب في حال أصر على شروطه، وبالتالي سيكون الرئيس المكلف على موعد مع اللبنانيين ليصارحهم لمناسبة مرور 16 عاماً على اغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في 14 شباط 2005. فخطاب الرئيس الحريري بهذه المناسبة لن يكون عادياً، وستسبقه مروحة من الاتصالات، تشمل العدد الأكبر من القيادات السياسية، على رأسهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورؤساء الحكومات السابقون ومرجعيات روحية لوضعهم في الأجواء التي كانت وراء انسداد الأفق أمام الإسراع في تشكيل الحكومة في ضوء ما انتهت إليه المشاورات مع عون. في هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» أن مصارحة الحريري للبنانيين لا تعني أبداً تهربه من المسؤولية الملقاة على عاتقه، وإنما تنم عن إصراره على تحملها، وستكون كلمته مقرونة هذه المرة بتأكيده على الثوابت، وعدم التفريط فيها وصولاً إلى وضع النقاط على الحروف، بلا مسايرة، مع احتمال مكاشفة جمهوره بأسماء الوزراء الذين يُفترض أن تتشكل منهم حكومة مهمة، ليكون في وسعهم إصدار الأحكام عليهم، ما إذا كانوا من أصحاب الاختصاص ومستقلين ومن غير الحزبيين، ومن بينهم من اختارهم رئيس الجمهورية.

 

من حب اللادولة ما قتل... ويقتل!

إياد أبو شقرا/الشّرق الأوسط/13 شباط/2021

تصدّر وسائل الإعلام اللبنانية بالأمس «خبر» فشل لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، بعد مضي بضعة أشهر على التكليف. الفشل أبرِز، وكأنه «خبر» بدلاً من التعامل معه كمسألة بديهية في ظل المواقف المعلنة والمنفذة على الأرض!

نعم، الإشكالية أن كثيرين ما زالوا يرفضون قول الحقيقة إزاء ما يُعيق تشكيل الحكومة العتيدة. و«الإعلام» - والكلمة مشتقة من الفعل «عَلِم» - يعلم، أو يفترض به أنه يعلم، السبب وراء المعوّقات التي تحول دون الخروج بحكومة تعالج مشاكل لبنان الوجودية البنيوية. غير أن العِلم يغدو مجازفة خطرة في زمن التضليل المتعمد والتجهيل المقصود. كذلك، يصبح «العالمون» و«العلماء» مصدر إزعاج لأولئك الذين يروّجون لسلوكيات القطعان المُدجّنة والمَسوقة سَوقاً إلى حظائرها من أجل تسمينها... قبل ذبحها واستهلاكها. قبل أسبوع تقريباً صُفّي أحد ألمع «العالمين» بـ«الواقع» الذي يمنع ليس فقط تشكيل حكومة، بل يحظر أيضاً بقاء دولة في لبنان، واسمه لقمان سليم.

وقبل 16 سنة بالتمام والكمال صُفّي رجل آخر، اسمه رفيق الحريري، كان ضرورياً أن يُصفّى لضمان الوصول إلى مثل هذا الوضع. تصفية الرجلين ما كانت مُصادفة، ولم تأتِ نتيجة خلاف بسيط في وجهات النظر، بل تذهب أعمق من ذلك بكثير. تذهب إلى تضادٍ كامل وقطعي بين مشروعين لا ثالث لهما، ولا بقاء لأحدهما مع بقاء الآخر. المعادلة بسيطة، وهي أنه بوجود أمثال لقمان سليم ورفيق الحريري والشهداء الكثيرين الذين أُسقِطوا عبر التصفية الجسدية، منذ 2005 - بل منذ 1977 - يستحيل أن تقوم في لبنان دولة ذات سيادة... تكون بديلاً عن حالات «صندوق البريد» الأمني، أو «أوفشور» غسل الأموال، أو «ملعب» الاستخبارات الأجنبية و«مطبخها» الإقليمي. كل من لقمان سليم ومحمد شطح وجورج حاوي وسمير قصير وبيار الجميل، وكثيرون منذ 2005 - وقبل 2005 أمثال الشيخ حسن خالد وكمال جنبلاط - ارتكبوا «جريمة» استوجبت بالنسبة لقاتليهم التخلص منهم. هذه «الجريمة» أنهم - على تفاوت قناعاتهم الآيديولوجية - حلموا بدولة وآمنوا باستقلال خارج أطر «السمسرات» القذرة والصفقات الإقليمية المُريبة... داخل «سجن كبير» يؤجّر ويُرهن، بل، ويُباع... إذا كان الثمن مقبولاً.

وحقاً، لولا تغييب هؤلاء وغيرهم من أصحاب مشروع «الدولة» ما كان لبنان لينحدر إلى حالة «اللادولة» التي يغرق فيها اليوم.

ما كانت لتنهشه «ثقافة سياسية» كل شيء فيها مزيّف ومزوّر... من أكذوبة الحرص على «حقوق الطوائف» التي تقزّم وتُختصَر كي تناسب الأزلام والأسباط والأصهار، إلى تصفية «شيعة السفارات» باستثناء سفارة واحدة... مروراً بزعم «مقاومة إسرائيل» بينما توجّه الصواريخ إلى قتل السوريين ودكّ مدنهم وقراهم... وانتهاءً بالتباكي «التكفيري» على الترتيل المسيحي والتلاوة القرآنية في مناسبة جامعة ضايقت أولئك الذين بنوا شعبيتهم الرخيصة على المتاجرة بالتديّن ونبش قبور الفتن. لا شك في أن اللبنانيين يتحمّلون المسؤولية الكبرى في ما آلت إليه أمورهم، لأنهم ساروا في ركاب مستغلّيهم لفترات طويلة، أخفقوا خلالها في التفاهم على الحد من مقوّمات التعايش الواعي والمنصف. كذلك أخفقوا في بلورة تصوّر قابل للحياة لهوية وطنية جامعة يواجهون بها تجّار الغرائز، ومشتري الضمائر، والمراهنين على الخارج في كل مناسبة.

واليوم، عندما يطالب البعض عن حُسن نية - كما أحسب - بإجراء انتخابات نيابية مبكّرة، فإن هؤلاء يراهنون على أن اللبنانيين تعلّموا الدرس، ولن يسقطوا مجدداً ضحية سهلة للقيادات والتفاهمات الفوقية التي حسمت لمصلحتها الانتخابات العامة الأخيرة عام 2018.

للأسف، شخصياً لا أشاطر هؤلاء الرأي، لكوني أعتقد جازماً أن «قوى الأمر الواقع» و«الدولة العميقة» المُخترَقة من هذه القوى أقوى بكثير مما يتصوّرن. بالتالي، سيشاهدون مُجدّداً أمامهم مجتمعاً جريحاً ومحبطاً سيعجز عن التصدّي لمصادر قوتهم المستوردة، تماماً كما عجز هذا المجتمع عن التضامن والتوحّد حماية لأحراره الشهداء وانتفاضته الشعبية النظيفة. وهكذا، ستكون انتحاراً سياسياً أي انتخابات عامة مبكّرة تُجرى في ظل «احتلال فعلي» تمدّد واستشرى داخل معظم مؤسسات الدولة ومرافقها. بل أكثر من هذا، أزعم أن قوى «الأمر الواقع» نجحت في غير موضع وعبر اختراقات إقليمية ودولية في تحسين فرصها بإحداث اختراقات أكبر داخل حالات عربية بعضها مرتبك... والبعض الآخر مغامر وسيئ الرهانات.

حقيقة الأمر، أن جزءاً أساسياً من أزمة لبنان اليوم وجود «بُعد خارجي» دولي للاحتلال الجاثم على البلاد. ولعل أوضح تعبير لهذا البُعد تباهي قاسم سليماني، القائد الراحل لـ«فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني بأنه في أعقاب الانتخابات اللبنانية الأخيرة عام 2018 بات لطهران «غالبية في مجلس النواب اللبناني». وبناءً عليه، لا مجال لمعالجة هذا البُعد الخارجي من داخل لبناني منقسم ومحبط وشبه معدم، ناهيك من أن ثمة محاسيب ومرتزقة لبنانيين ما زالوا يتلقون الأموال وينفقونها في شراء النفوذ والضمائر، تمهيداً لتصنيع زعامات طارئة تدخل عند الحاجة في «بازارات»... لطالما دفع لبنان أثمانها باهظة.

على صعيد آخر، وكما هو ملاحظ، تبدو الصورة إقليمياً ودولياً «ضبابية» إزاء ما يتعلّق بالتعاطي الأوروبي والأميركي مع الملف الإيراني. الطريقة التي تعاملت بها باريس، وما زالت تتعامل، مع الملف اللبناني لا توحي بوجود استراتيجية واضحة خارج إطار «تقطيع الوقت» بانتظار تغيّر معطيات ما. و«تقطيع الوقت» حالياً ترَفٌ لا يتحمله وضع بحرج الوضع اللبناني في ظل جائحة «كوفيد - 19» وانهيار الاقتصاد وشلل السلطة... بل قُل غيابها المتعمّد. أضف إلى ذلك، أن «ضبابية» الموقف الأميركي ازدادت كثيراً بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وسيطرة الديمقراطيين على السلطتين التنفيذية والتشريعية (البيت الأبيض ومجلسي الكونغرس)... ومن ثم، تعيين شخصيات مقرّبة من اللوبي الإيراني في مواقع حساسة. اليوم، اللبنانيون على موعد مع كلمة يلقيها الرئيس سعد الحريري في الذكرى السنوية الـ16 لتغييب أبيه، وكثيرون سيتمعنون في ما سيقوله. فهل يقرّر المصارحة، ونقد خياراته ورهاناته السابقة بما فيها تسوية رئاسية كارثية هرب فيها من الفراغ إلى ما هو أسوأ؟... أم يعود إلى لملمة ما يمكن لملمته تغطية لمواقف دولية قد لا يثق بها، لكن ليس بمقدوره مناوأتها؟

 

مرسوم إجراء الانتخابات الفرعيّة بات جاهزاً... فهل يُوقّع؟

داني حداد/أم تي في/13 شباط/2021

ليس إجراء الانتخابات النيابيّة الفرعيّة لملء عشرة مقاعد شاغرة، بعد استقالة ثمانية نوّاب ووفاة نائبين، مستبعدة، ولكنّها صعبة، خصوصاً أنّ جائحة كورونا مرشّحة للاستمرار طويلاً في "ربوع لبنان". ممّا لا شكّ فيه أنّ اتخاذ السلطة السياسيّة القرار بإجراء الانتخابات الفرعيّة أو عدمه يتوقّف على قراءة مدروسة لنتائجها المتوقّعة، وهو أمر ليس بالسهل، خصوصاً في ظلّ القانون الأكثري الذي سيوصل سبعة نوّاب من أصل عشرة. لن تقدم أحزاب السلطة على مثل هذا الخيار إذا لم يكن الفوز محسوماً بالعدد الأكبر من المقاعد، خصوصاً أن لا نيّة لأيّ فريق بالكشف عن حجمه في هذه المرحلة، الأمر الذي سينعكس على انتخابات العام 2022 النيابيّة وتحالفاتها ونتائجها.

إلا أنّ وزير الداخليّة والبلديّات العميد محمد فهمي اختار، بعيداً عن هذه الحسابات السياسيّة كلّها، السير بالخطوات اللازمة قانونيّاً للتحضير للانتخابات.

وعلم موقع mtv أنّ فهمي أرسل الى المديريّة العامة لرئاسة مجلس الوزراء مشروع مرسوم يرمي الى دعوة الهيئات الناخبة في ستّ دوائر انتخابيّة صغرى ودائرة انتخابيّة كبرى لانتخاب عشرة نوّاب عن المقاعد الشاغرة فيها بسبب الاستقالة والوفاة، بالإضافة الى كتاب يتضمّن التدابير المتعلّقة بإجراء الانتخابات الفرعيّة في بعض الدوائر والاعتماد المطلوب لهذه الغاية، بالإضافة أيضاً الى كتاب المديريّة العامة للشؤون السياسيّة واللاجئين المتضمّن المعوقات التي قد تعترض العمليّة الانتخابيّة النيابيّة الفرعيّة، في حال عدم تذليلها.

ويتضمّن المرسوم، في مادته الأولى، دعوة الهيئات الناخبة لانتخاب سبعة نوّاب في ستّ دوائر يوم الأحد في 28 آذار 2021، على الشكل الآتي:

مقعد ماروني ومقعد أرمن أرثوذكس شاغران باستقالة النائبين نديم الجميّل وبولا يعقوبيان في دائرة بيروت الأولى.

مقعد درزي شاغر باستقالة النائب مروان حمادة في الشوف.

مقعد ماروني شاغر باستقالة النائب هنري حلو في عاليه.

مقعد ماروني شاغر باستقالة النائب نعمة افرام في كسروان.

مقعد ماروني شاغر باستقالة النائب ميشال معوض في زغرتا.

مقعد ماروني شاغر بوفاة النائب جان عبيد في طرابلس.

أما المادة الثانية، فتتضمّن الدعوة لانتخاب ثلاثة نوّاب عن المقاعد الشاغرة في دائرة جبل لبنان الثانية، أي المتن، في التاريخ نفسه، ووفقاً لنظام الاقتراع النسبي، على الشكل الآتي:

مقعد ماروني شاغر باستقالة النائب سامي الجميّل.

مقعد ماروني شاغر باستقالة النائب الياس حنكش.

مقعد أرثوذكسي شاغر بوفاة النائب ميشال المر.

كذلك، تمّ إعداد جدول بعدد الأقلام والموظفين ولجان القيد العليا والابتدائيّة، وقد بلغ عدد الموظفين الذين تحتاجهم الانتخابات النيابيّة الفرعيّة 3986 موظفاً.

تجدر الإشارة الى أنّه سبق لهيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل أن اعتبرت أنّ تدابير عدّة، منها منع تجوّل الأشخاص والسيّارات إلا بشروط محدّدة في ظلّ حالة الطوارئ، سيعطّل إمكانيّة إجراء العمليّة الانتخابيّة. علماً أنّ إعلان حالة التعبئة لا يزال نافذاً حتى 31 آذار المقبل، ما يعني أنّ إجراء الانتخابات النيابيّة سيكون مستحيلاً قبله وصعباً جدّاً بعده.

 

الحريري رمى كرة التعطيل ببعبدا.. و”الحزب” لن يتخلّى عن عون

غادة حلاوي/نداء الوطن/13 شباط/2021

بلاءات ثلاث خرج الرئيس المكلف سعد الحريري اثر زيارته قصر بعبدا: “لا عودة عن حكومة 18 ولا ثلث معطّل ولا تقدم في الحكومة”. نتائج مخيبة لزيارة لا تزال اسبابها غير مفهومة ولا دوافعها حتى لأقرب المقربين. رئيس مكلف عاد من عشاء خاص جمعه بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سعى اليه طويلاً وعاد مخيباً آمال منتظريه والمراهنين على دور فرنسي جديد. تقول مصادر مطلعة على الموقف الفرنسي ان “فرنسا لم تعد مستعدة لاي خطوة غير مدروسة او ان تخطو خطوة ناقصة باتجاه لبنان تسحب من رصيد رئيسها، الذي يستعد لخوض الانتخابات في وقت تعاني بلاده مشاكل اقتصادية وصحية جمة”. الطلقة الوحيدة المتبقية للرئيس الفرنسي زيارته المتوقعة الى السعودية والتي سيدرج ملف لبنان في سياق الملفات التي سيبحثها مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

أصحاب الحل والربط كانوا على ثقة ان زيارة الحريري الى باريس لن تقدم ولا تؤخر. قصد الفرنسيين لجس النبض فأبلغوه ان عون لن يتراجع فكن اكثر مرونة معه ونصحوه بالزيارة ففعل، من دون تقديم اي مبادرة جديدة. أعاد التأكيد على تشكيلته القديمة مع تعديل طفيف على بعض الاسماء وضعها في عهدة عون وغادر، ليخلّف الانطباع القديم لدى العونيين بأنه “لا يريد تشكيل حكومة ولا يقبل فكرة الشراكة الكاملة مع رئيس الجمهورية، وهو لا يزال يتصرف بمنطق انه كرئيس مكلف يشكل ورئيس الجمهورية يصدر مرسوم التشكيل، وان لم يفعل فنحمله مسؤولية العرقلة وهذا ما يؤكد انه لم يعد من الخارج حاملاً اي طرح جديد”. قبل خمسين يوماً وهو تاريخ آخر زيارة الى بعبدا كانت مصادر الحريري تتحدث خفية ان طريق بعبدا لم يعد سالكاً، بعد الفيديو المسرب للرئيس عون يتهم فيه الحريري بـ”الكذب”. وان المطلوب اعتذار وتراجع. لكن لا هذه حصلت ولا تلك. بينما جال الحريري من مصر الى الامارات وصولاً الى فرنسا التي استقبله رئيسها من دون ان يُصدر بياناً فرنسياً رسمياً عن الزيارة، وعاد قاصداً بعبدا في زيارة زادت الاوضاع تأزماً وأججت الوضع اقتصادياً وسياسياً. ومن غير المعروف اسباب زيارة الرئيس المكلف وهو الذي لمس بنفسه اصرار عون على المضي قدماً بمواقفه. فهل نصحته جهات معينة بالمبادرة الى كسر الجليد على قاعدة بادر واترك الباقي علينا؟

رغم كل لاءاته، تجلت الايجابية الوحيدة بعبارة قالها الحريري عقب اللقاء وعد من خلالها بـ”اكمال التشاور” ما يعد اصراراً على عدم الاعتذار. يدرك الحريري قبل وبعد الزيارة ان ميشال عون لن يقبل كسر كلمته ولا التراجع عما يعتبره حقه كرئيس للجمهورية دستورياً، وهو حكماً لن يرضى بحكومة مصيرها معلق على كلمة يتلفظ بها رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط، لو اراد فرضاً سحب وزيره من الحكومة. حتى البطريرك الراعي بات عون يتعامل معه على أنه مسؤول عن أي اجحاف يلحق بحق المسيحيين وتمثيلهم في الحكومة، اما التعويل على مونة “حزب الله” على عون فلا يبدو في محله لأنّ “حزب الله” ليس بوارد الضغط على عون، ويعلم أنه سيبقى متمسكاً بموقفه ولو على حساب ما تبقى من عهده.

لا يمكن تفسير زيارة الحريري الى بعبدا الا من باب احراج رئيس الجمهورية والقول اني بادرت والكرة في ملعبه وهو من يعرقل، ولذا سلمه التشكيلة ونصحه باقتناص الفرصة الذهبية التي لمسها من خلال جولاته ليكون رد بعبدا ان الحريري لم يأت بجديد. وبتقدير المصادر العونية فإنّ الحريري قصد بعبدا متمسكاً بحكومته ليلقي الملامة على رئيسها ويتهمه بالتعطيل. وتعتبر أنها ليست المرة الاولى ولا الاخيرة التي يخطئ فيها الحريري التقدير. اخطأ اول مرة حين قفز من سفينة الحكومة في 17 تشرين ظناً منه ان الثورة ستجاريه لتصيب العهد وصهره، ثم اخطأ بالرهان على وقع العقوبات الاميركية على رئيس “التيار” جبران باسيل. أسقط حكومة حسان دياب بالاتفاق مع حلفائه وأفشل بالتعاون معهم تكليف مصطفى اديب وكُلف بناء على رغبته. واليوم على ماذا مراهنته الجديدة؟ أغلب الظن ان الحريري يريد ان يستثمر الزيارة في كلمته يوم غد الاحد، لتكون مناسبة للشكوى من المعطلين والاسهاب في شرح الفرصة الذهبية التي لمسها من زياراته الخارجية. وقالت مصادر سياسية متابعة ان الحريري يظن انه يضغط بالاحتفاظ بالتكليف في جيبه ويصعّد مواقفه، وهو يعلم ان “حزب الله” لن يتخلى عن عون ولا عون سيتخلى عن تمثيل النائب طلال ارسلان في الحكومة. أكثر ما هدف اليه الحريري رفع مسؤولية التعطيل عنه، وما قوله ليتحمل الكل مسؤوليته الا لعلمه ان البلد مقبل على مشهد دراماتيكي نتيجة تطورات اقتصادية وأمنية مقبلة.

 

باسيل خسر الروس والأميركيين والفرنسيين: الحكومة ورقته الأخيرة

منير الربيع/المدن/14 شباط/2021

يبحث رئيس التيار الوطني الحرّ، جبران باسيل، عن أي فرصة لرفع العقوبات الأميركية التي فرضت عليه. يلجأ إلى وسائل كثيرة، في محاولة منه لاسترضاء الإدارة الأميركية الجديدة. يبدي مواقف تظهر تمايزه عن حزب الله، ويعد العدّة لفريق قانوني يرفع دعاوى قضائية لإزالة إسمه عن لائحة العقوبات.

خسر الرجل الكثير من علاقاته ومقومات حضوره السياسي. كل رهانه على تقارب أميركي إيراني يعيد إنعاشه سياسياً لا يبدو أنه سيكون ناجحاً. باستقالة طوني حداد، الرجل القوي في أميركا، خسر باسيل الكثير. كذلك ابتعد عنه كثر من المؤثرين في واشنطن، بينما لا يبدو السفير اللبناني هناك فاعلاً كما يجب. بدأت خسارة باسيل الأميركية، مع خسارة إليوت انغل موقعه كرئيس للجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس.

البضاعة الكاسدة وورقة الحكومة

يعرض باسيل التمايز والتباعد عن حزب الله، كما يعرض حلّ ملف ترسيم الحدود، وتقديم أي موقف آخر من شأنه إرضاء الأميركيين. لكنه لم يلق أي جواب. الإدارة الأميركية غير مهتمة بلبنان على الإطلاق حالياً. حتى البديل عن ديفيد شينكر في ملف ترسيم الحدود لم يتم تعيينه بعد. يعرض باسيل حتى الآن بضاعة كاسدة، خصوصاً أن فرصة رفع اسمه عن لائحة العقوبات صعبة جداً، لأن ما جرى معه لم يكن صادراً عن مرسوم رئاسي، إنما بناء على قانون ماغنيتسكي المُقَرّ في الكونغرس. ما يعني أن وضعه يختلف عن وضع شخصيات سابقة تعرضت لعقوبات أميركية بناء على مرسوم جمهوري أميركي، عملت على دفع غرامات مالية، لإزالة العقوبات عنها. وضع باسيل هذا، يجعله يستأثر بملف تشكيل الحكومة، لأنها الورقة الأخيرة القادر على الإمساك والتحكم بها، لإعادة تعويم نفسه سياسياً. لكن موقفه هذا ينطوي على خلافات متعددة مع حزب الله، تجعله يذكر في كل مناسبة بضرورة إعادة صياغة "وثيقة التفاهم" مجدداً. بهذا الطرح، يريد ابتزاز الحزب، وتقديم مواقف قد ترضي الأميركيين. لكنه حتى الآن خاسر على الجهتين. حتى الموقف من تشكيل الحكومة لم يعد حزب الله في وضعية توفير الغطاء الداعم لباسيل، لا في الثلث المعطل ولا في غيره. حزب الله يركز على منع حصول أي فتنة سنية شيعية. والانحياز إلى باسيل في مواجهة الحريري، سيعيد إذكاء نار الفتنة المذهبية التي يتجنبها حزب الله في هذه المرحلة.

خسارة الجميع

ولذا، هناك الآن سؤال أساسي يُطرح: هل من إمكانية لفصل العلاقة بين باسيل والحزب؟ الجواب السريع والبديهي، هو أن ذلك لا يبدو ممكناً. لا، بل مستحيل. خصوصاً ان الحزب يريد الاستمرار بالتمتع بهذا الغطاء المسيحي، ومع الاحتفاظ بغطاء سنّي أيضاً. بممارسته قطع باسيل الطريق على نفسه مع كل القوى، وخصوصاً مع الفرنسيين، بعد إجهاض مبادرتهم.  حتى روسيا التي كان باسيل يراهن على التحالف المشرقي معها، لم تعد مؤيدة له.

تعود علاقته القوية مع موسكو إلى الحقبة التي كان فيها وزيراً للطاقة. حينها زار العاصمة الروسية والتقى المسؤولين فيها، ووعدهم بتوقيع الكثير من عقود التنقيب عن النفط والغاز والدخول في معاهدات عسكرية، ليكتشف الروس فيما بعد أنه كان يتفاوض مع آموس هوكشتين. وهو المسؤول الأميركي الذي عُين بعد فريدريك هوف كمفوض في إدارة ملف ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل. واكتشف الروس أن باسيل يقدم الإلتزام تلو الآخر لهوكشتين، فاعتبروا أنه يحاول اللعب على أكثر من حبل ويسير بين متناقضات. بل لم يجر أي اتفاق حقيقي مع الروس. وكان يقول لهوكشتين أن لا يراهن على الرئيس نبيه برّي ودوره في المفاوضات حول ترسيم الحدود، معتبراً أنه  بحال جاء عون رئيساً للجمهورية، سيكون قادراً على فعل ما يريده بالتعاون مع رئيس الوزراء الذي نأتي به. بهذه السياسة خسر باسيل الروس والأميركيين، خسر العرب والغرب، والداخل والخارج. لم يبق لديه ما يبيعه، يشتري فقط تعطيل تشكيل الحكومة، مستفيداً من توقيع رئيس الجمهورية، ليشعر بوجوده وحضوره.

 

الحريري طرق باب عون وهكذا كان الجواب!

غسان ريفي/سفير الشمال/13 شباط/2021

طرق الرئيس المكلف سعد الحريري باب قصر بعبدا معلنا التمسك بشروطه التي تحاكي تطلعات كل الداعمين للبنان والاصلاحات فيه وصولا الى البدء بعمليات إنقاذه، فسمع الجواب من مكتب الاعلام سلبيا، موضحا أنه هو من طلب الموعد (أي أن الرئيس ميشال عون لم يتواصل معه أو يدعوه)، وأنه لم يقدم جديدا في الملف الحكومي!.. في الشكل كسر الحريري الجليد، وتجاوز كل الاساءات التي وجهت إليه خلال الفترة الماضية سواء من عون مباشرة أو من محيطه ومكتب إعلامه، لكن بيان الرئاسة راكم الجليد مجددا وبشكل يصعب إختراقه، كونه يخفي وراءه تصلبا في مواقف عون وإصرارا على شروطه التي تتضمن حكومة من 20 وزيرا، باضافة وزير كاثوليكي وآخر درزي محسوب على النائب طلال أرسلان بما يمنح عون الثلث المعطل بشكل غير مباشر، والحصول أيضا على وزارتيّ الداخلية والعدل.

 أمام هذا التصلب الذي يتزايد في الضفة العونية، حاول الحريري تسجيل هدف في مرمى بعبدا، أو ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد بهدف إحراج عون وفريقه، وذلك من خلال التواصل معه والوقوف على رأيه وعدم تجاوزه كما يتهمه مستشارو القصر، إضافة الى وضع عون في أجواء رحلاته الخارجية التي ليست للسياحة (في رد مباشر على التيار الوطني الحر ومكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية)، وإنما تهدف الى إسترجاع علاقات لبنان مع الدول بعد غياب طويل عنها، فضلا عن تأكيده من منبر بعبدا أنه متمسك بطرحه الحكومي المتضمن 18 وزيرا من الإختصاصيين غير الحزبيين ومن دون ثلث معطل.

 وعلى قاعدة “اللهم إشهد إني قد بلغت”، فقد أعلن الحريري أن لا تقدم في الملف الحكومي داعيا الى أن يتحمل كل فريق مسؤولية مواقفه، وفي ذلك بحسب مراقبين تعبئة عامة شعبية قبيل حلول ذكرى إستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري والكلمة التي سيلقيها بالمناسبة التي يرى مقربون أن “مضمونها ما يزال مجهولا، لكنها ستبقي الأبواب مفتوحة خصوصا أن الاعتذار غير وارد لديه”. تشير المعلومات الى أن الحريري نقل الى عون خلال اللقاء الـ 15 ما خلص إليه العشاء بينه وبين الرئيس ماكرون لجهة أن المساعدات للبنان سواء من الدول الغربية أو الخليجية مرتبطة بتشكيل حكومة “مهمة” مصغرة من دون وزراء حزبيين، تبدأ بالاصلاحات المطلوبة للبدء بعملية الانقاذ، كاشفا له أن ماكرون سيحاول إقناع السعودية بمساعدة لبنان مع دول الخليج شرط الالتزام بهذه التوجهات. وتضيف المعلومات إن الحريري عرض على عون أن يعطي رأيه ويوافق على كل الوزراء السنة والشيعة والدرزي وأن يقدم أسماء مسيحية غير حزبية يوافق الحريري عليها بالمقابل، لافتا الى أن حكومة من 20 وزيرا ستضاعف من التعقيدات وستعمق الخلاف الدرزي ـ الدرزي ونحن بغنى عن ذلك.

كذلك تشير المعلومات الى أن الحريري طرح على عون أن يقدم له ثلاثة أسماء لوزراة الداخلية يختار هو واحد منهم، وأن يطرح بدوره ثلاثة أسماء لوزارة العدل يختار عون واحدا منهم، لكن ذلك لم يقنع رئيس الجمهورية الذي عبر في بيان مكتبه الاعلامي بأن الحريري لم يقدم جديدا ما يعني أن كل ما تحدث فيه الرئيس المكلف خلال اللقاء كان مرفوضا من عون. يبدو واضحا أن قصر الاليزيه الحريص على إنجاح مبادرة الرئيس ماكرون ما يزال واقفا على الحياد، فهو لم يسمح بتصوير اللقاء بين ماكرون والحريري، كما لم يصدر بيانا حوله، تاركا الأمر للحريري، وبالتالي فهو يحرص على عدم الضغط على أي جهة ليكون على تماس مباشر على الجميع. أمام هذا الواقع، تقول المصادر إن الحريري وبعد غيابه في جولة خارجية ولقاءات ومباحثات عاد ليقدم التركيبة ذاتها مع علمه المسبق موقف عون منها، ما يؤكد أمرين، الأول خارجي يتمثل بانتظار الحريري ضوءا أخضرا سعوديا يمنحه القدرة على حرية التحرك، والثاني داخلي وهو عجزه عن تأليف الحكومة في ظل الاشتباك السياسي مع رئيس الجمهورية وعدم إقناعه بطرحه الحكومي، ما يؤدي الى إتساع الهوة بين الطرفين والاكتفاء بالتراشق بالبيانات وبالشعارات التي رفع تيار المستقبل إحداها عشية ذكرى 14 شباط وهي “البلد مش ماشي”!

 

أوراق “قصر الصنوبر”: “بلّوها واشربوا ماءها”؟

جورج شاهين/الجمهورية/13 شباط/2021

ظهر التناغم واضحاً في لقاء الأمس بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري، في قراءة المشهد الحكومي. ففيما لفت الحريري بعد اللقاء الى انّه «ليس هناك من تقدّم»، قال بيان القصر، إنّه «لم يأتِ بجديد». وهو ما قدّم مؤشراً سلبياً الى نهاية محتملة لمشوار «المبادرة الفرنسية». وانّ على المعنيين جمع اوراق «طاولة قصر الصنوبر» لبلّها وشرب مياهها. كيف ولماذا؟ جزم مراقبون اطلعوا على شكل لقاء عون والحريري وتوقيته ومضمونه، بأنّه اللقاء الخامس عشر، بعد طول انقطاع بينهما، امتد من 23 كانون الاول العام الماضي. ولذلك، فإنّه لا يستحق ان يكون اللقاء الاول، الذي كان يمكن ان يحيي جهود تأليف الحكومة كما كان متوقعاً بخجل. فقد كان الأمل معقوداً على مثل هذه الخطوة الإيجابية، لمجرد ان ركب الحريري سيارته وتوجّه الى القصر الجمهوري، في توقيت دقيق رُبط بحصيلة جولته الخارجية والمفاوضات والمناقشات التي رافقت الاتصال الطويل بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ونظيره الاميركي الجديد جو بايدن بعد دخوله البيت الابيض، والذي احيا ما سُمّي “المبادرة الفرنسية المتحورة”.

كان ذلك متوقعاً في سياق الحديث الذي دار في الايام الاخيرة عن الاجواء الإيجابية التي اوحت بها «الطحشة» الفرنسية الجديدة في اتجاه طهران وبعض العواصم العربية والخليجية، التي تناغمت مع مبادرتها «المترنحة»، وما استجرته من جولات للرئيس المكلّف على هذه العواصم العربية منها، وصولاً الى «العشاء السرّي» مع ماكرون ليل الاربعاء – الخميس.

وعلى وقع ما آل اليه لقاء امس من فشل من امكان العودة الى البحث في التشكيلة الحكومية، فقد أظهرت زيارة الحريري لعون انّها كانت مبادرة من طرف واحد. فهو لم يكن يتوقع ان يحصل اي تقدّم قياساً على الأجواء التي انتهى اليها «عشاء باريس» مع ماكرون، حيث كان الوقت كافياً للتداول في المعلومات التي تبلّغتها خلية الازمة الفرنسية، من انّ كل ما هو مطروح في بيروت يدل الى صعوبة «الإقلاع» بالمبادرة الفرنسية، ان بقيت متمسكة بخياراتها الحكومية السابقة من دون اي تعديل. وهو ما استنتجه المراقبون في ترجمتهم لما سمّوه بـ «الرسائل السلبية المتبادلة» – ولو بشكل غير مباشر – بين باريس من جهة وقصر بعبدا وسنتر ميرنا الشالوحي من جهة اخرى. وهو ما يمكن الإشارة اليه بعناوينه الكبرى، من خلال جدول المقارنة بين الطروحات الفرنسية، وتلك التي عبّر عنها رئيس الجمهورية والبيانات الصادرة عن تكتل «لبنان القوي» وتصريحات قادة “التيار الوطني الحر”.

ولعلّ ابرز ما توقف عنده المراقبون يكمن في حجم الإنقسام الذي عبّرت عنه مواقف الطرفين، والذي يمكن الإشارة اليه بملاحظتين اساسيتين هما:

  تأكيدات فرنسا انّ ما حملته مبادرتها من مواصفاتها الثابتة لـ «حكومة المهمّة» في تركيبتها الخالية من اي ثلث معطل، ونوعية وهوية وزرائها الحياديين المستقلين بعيداً من الحزبيين، عدا عن «خريطة الطريق» التي رسمتها لتقود البلاد الى مرحلة التعافي الاقتصادي والنقدي وإعادة اعمار ما هدّمه انفجار مرفأ بيروت وإطلاق برامج التدقيق الجنائي والإصلاحات البنيوية المقرّرة في القطاعات الكبرى التي توقف النزف الحاصل في الخزينة العامة وارتفاع حجم الدين العام وكلفته الباهظة. –  إصرار رئيس الجمهورية وقادة «التيار الوطني الحر» على حكومة عشرينية، بما يؤدي الى استعادة «الثلث المعطل»، من دون اي مساعدة غير مرغوب بها في الثلث الاخير من العهد من وزراء «حزب الله» والحلفاء الآخرين، كما بالنسبة الى الإصرار على تسمية وزرائه المحسوبين من حصة رئيس الجمهورية والتيار في آن، لصعوبة الفصل بينهما، ضماناً لثقة يمكن ان يفتقدها ثنائي بعبدا ـ الشالوحي في أي لحظة. وتأكيداً لمبدأ حق رئيس الجمهورية في المشاركة الفعلية في تشكيل الحكومة وعدم اعتباره «صندوق بريد» تودع فيه التشكيلة الحكومية، ان بقيت على صيغة تشكيلة «9 كانون الاول الماضي»، وضماناً لحق المسيحيين ومنع استهدافهم مرة أخرى من ثلاثي بدا يذر بقرنه، من خلال التناغم القائم بين «بيت الوسط» و»عين التينة» و»كليمنصو»، والتي يروج لها قادة “التيار الوطني الحر”.

وما زاد في الطين بلة، انّ الحريري سلّم عون امس مجدّداً تشكيلة حكومية كاملة من 18 وزيراً، احتفظ من خلالها بالتوزيعة السابقة للحقائب، تاركاً لنفسه حقيبتي الداخلية والعدل، مقترحاً كلا من القاضي زياد ابو حيدر للأولى والمحامية لبنى عمر مسقاوي للثانية. وهو ما دفع بالرئيس عون الى ردّها له على الفور.وبناءً على ما تقدّم، يعترف المراقبون انّ زيارة الحريري لعون أمس كانت «ضربة معلّم» سعياً الى «صك براءة» بالتزامه وحيداً المبادرة المطروحة. فهي لم تكن متوقعة بأي من المعطيات السلبية التي كانت مدار بحث في لقاء الاليزيه، لما اكتنفه من غموض ملتبس نتيجة الأجواء السلبية التي توصلت اليها قراءة الرجلين للشروط التي عليهما مواجهتها. ولم يكن من الصعب فهم ذلك. فقد قصد الحريري الكشف عن «نقاط الخلاف الكبرى» لمجرد اصراره على حكومة الـ 18 وزيراً من «الاختصاصيين» الذين لا «يستفزون أي فريق سياسي» ومن «غير التابعين لأحزاب سياسية» لتسهّل «الانفتاح» على المجتمع الدولي، و”يعملون فقط للمشروع الذي يُقدّم امامهم”. ولم يكتف الحريري بتعداد العِقَد المستعصية بهدوء لافت. فقد وجّه ما يشبه الإنذار الى كل «حلفائه وخصومه» على طريقة «اللهم اشهد أني بلّغت» عندما قال: “ليتحمّل كل فريق سياسي مسؤولية مواقفه من اليوم فصاعداً”.

وبناءً على ما تقدّم، فقد كشفت زيارة الحريري للمراقبين، انّ الحديث عن المبادرة الفرنسية بات مملاً. وانّ الكلام عن تأييدها لدى جميع اللبنانيين بات «كذبة كبيرة» لا تُحتمل، ولا يمكن ترجمتها بأي من اللغات الاجنبية، ولا سيما منها الفرنسية. فالحقيقة الدامغة التي انضجتها زيارة الحريري لعون قالت بما لا يرقى اليه الشك، انّ معظم بنودها قد سقطت بمجموعة من «الضربات القاضية»، وصولاً الى قول احدهم انّ ما جرى في الامس أنهى «خريطة الطريق الفرنسية الى الحل، وانّ على من يعنيهم الامر جمع «اوراق لقاء قصر الصنوبر» من اجل «غليها وشرب مياهها». وانّ ما يناقض هذه المعادلة لا يعدو سوى انتظار ما يشبه الأعجوبة لنقض هذه الحقيقة ولو بعد حين.

 

“تفرعُن” حكّام لبنان يُجهض مبادرة “الفراعنة”!

سركيس/نداء الوطن/13 شباط/2021

يترقّب الجميع ما ستحمله الأيام المقبلة من تطورات بشأن الملف الحكومي خصوصاً بعد الحديث عن الدخول المصري على خطّ الأزمة وقيام القاهرة بجولة إتصالات واسعة. تؤكّد مصادر ديبلوماسية لـ”نداء الوطن” أن مصر غير مُطمئنّة لوضع لبنان أمنياً واقتصادياً، في حين أنّ العامل السياسي هو ما يؤثّر سلباً على كل المجالات. وتُشدّد المصادر على أن القاهرة حاضرة دائماً في بيروت، وهذا الحضور يكون معنوياً مرّة، ومرات عدّة سياسيّاً بامتياز، لكن الأكيد أن مصر لم تتخلّ يوماً عن دورها في لبنان. وتُذكّر المصادر بالدور الذي لعبته مصر في الفترة المفصلية التي تلت إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث شكّلت مع المملكة العربية السعودية نواة محور الإعتدال العربي في وجه تمدّد المحور الإيراني – السوري وأطماعه في المنطقة العربية، لكن سقوط الرئيس حسني مبارك وانشغال المصريين بهمومهم الداخلية وأوضاعهم الإقتصادية الصعبة دفعهم إلى التراجع بعض الشيء وعدم إعطاء الوضع العربي إهتماماً كافياً.

اليوم، تعود مصر مع الرئيس عبد الفتّاح السيسي للعب دورها الإقليمي، وتُنسّق خطواتها مع السعودية والإمارات، فالقاهرة لا تريد أن تدخل في صراع الأحجام والنفوذ داخل المنطقة العربية، وبالتالي فإن كل خطواتها مدروسة وتدخل ضمن الإستراتيجية العربية الكبرى.

وشكّل إستقبال السيسي للرئيس المكلّف سعد الحريري نقطة أساسية في رحلة الحريري الخارجية لتذليل العقد التي تواجه مسألة تأليف الحكومة، وسمع الحريري من المصريين الكلام الواضح بأنهم يدعمون مهمته، لكنهم في الوقت نفسه يرون أن لا أمل بخلاص لبنان إلا من خلال تأليف حكومة إختصاصيين وإعادة بثّ الروح في المبادرة الفرنسية التي أطلقها الرئيس إيمانويل ماكرون. وتكشف المعلومات عن أن القاهرة بإمكانها أن تلعب دوراً وسطياً، فهي قادرة على التواصل مع السعودية والإمارات والولايات المتحدة الأميركية والفرنسيين والروس وعواصم عدّة، ولا يُشكّل تدخّلها عنصر استفزاز لأحد بعكس قطر، ولهذا السبب، بدأت تكثيف الإتصالات بعواصم القرار من أجل جسّ النبض والبحث في إمكان تحقيق خرق ما في الأيام والأسابيع المقبلة، مع أن الآمال بمثل هكذا تطوّر إيجابي ليست كبيرة.

ومن جهة أخرى، يتمّ الحديث عن إمكان إرسال مصر موفداً إلى لبنان من أجل القيام بجولة محادثات عن قرب والإستماع إلى كل الأفرقاء، على رغم أن مصر تعرف “لبّ” المشكلة وتعرف الدواء جيداً. في الأوساط المصرية، تدور أحاديث عن إمكانية القيام بمبادرة لبنانية داخلية تدعم مبادرة ماكرون، لكن القيادة المصرية لا تزال تدرس خطواتها بتأنٍّ ولا تريد أن تغرق في الوحول اللبنانية مثلما فعل ماكرون، خصوصاً أنها تعرف تركيبة هذا البلد جيداً ومطّلعة بشكل دقيق على تعقيداته وعقده. ولا تمانع مصر في القيام بمبادرة لجمع اللبنانيين على غرار “اتفاق الدوحة” وهي مستعدّة لتقديم التسهيلات لهذا الأمر، لكنها تعرف جيداً أنها ستواجه مشكلات كبرى أولاها تنامي نفوذ “حزب الله” الذي يرتبط قراره بإيران واستطراداً بمسار المفاوضات الأميركية – الإيرانية المرتقبة، وبالتالي فإنه سيعرقل مساعي الحلّ إذا لم يتوافق مع إستراتيجية إيران الكبرى. أما المشكلة الثانية، فهي غياب التوازن عن الساحة السياسية، فعندما أُبرم “إتفاق الدوحة” كان هناك توازن ما بين قوى 8 و14 آذار، أما اليوم فإن رئاسة الجمهورية والأكثرية النيابية في الحضن الإيراني، وهذا الأمر سيُعرقل أي حلّ. وتتمثّل المشكلة الثالثة التي تدفع مصر أكثر إلى التروي، في خروج الازمة اللبنانية من إطارها الداخلي والإقليمي، واتجاهها لتكون أزمة مدوّلة بعد انفجار المرفأ ودخول باريس على الخط، وربط الصراع اللبناني بتطورات المفاوضات الكبرى في المنطقة ودخول كل الدول على خطّ الازمة. وفي المحصلة، فإن “الفراعنة”، مثل دول عدّة، يرغبون بعودة لبنان إلى طبيعته وبلا أزمات، لكنهم يعرفون أن “تفرعُن” حكّام لبنان سيمنع أي حلّ يصب في مصلحة الشعب والدولة.

 

اجتماع بعبدا: لزوم ما لا يلزم

نقولا ناصيف/الاخبار/13 شباط/2021

لم يكن توافق رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بعد الاجتماع الخامس عشر البارحة على أن لا تقدم في تأليف الحكومة، سوى تأكيد أن أيّاً منهما ليس في وارد التخلّي عن شروطه، كما أن التعويل على زيارة باريس كان في غير محلّه.

مقدار ما بدا مفاجئاً الاجتماع الخامس عشر بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، وأوحى بجرعة أمل طارئة في تأليف الحكومة، أتى ردّاهما السلبيان على أثره أكثر تعبيراً عن الأوهام المستعجلة. وصل الحريري الى قصر بعبدا بلا تحضير مسبق، فأسقط للتوّ تداعيات الفيديو الذي وصفه فيه عون بأنه «كاذب». كان قد شاع منذ بثّ الفيديو في 11 كانون الثاني الفائت أن الحريري لن يذهب الى قصر بعبدا، ما لم يعتذر رئيس الجمهورية عما عُدّ «إهانة» لحقت به. بلا اعتذار مسبق حضر البارحة، وطوى الصفحة العابرة.

أما فحوى الاجتماع الخامس عشر، الأول منذ 23 كانون الأول المنصرم، فهزيل للغاية. أتى الرئيس المكلف حاملاً معه المسودة نفسها، بالأسماء والحقائب بما فيها الحصة المسيحية، التي كان قد سلّمها الى عون في اجتماعهما الرابع عشر وأصرّ عليها فرفضها الرئيس، ودخلا مذذاك في قطيعة. أكد الحريري تمسكه بمسودته هذه على أنه الرئيس المكلف الذي يؤلف الحكومة، مع اشتراطه نفسه أن تكون 18 وزيراً. رد فعل رئيس الجمهورية بعدما قرأها، أن أعادها إليه.

انطباع عون على أثر اللقاء كان سلبياً بعبارة مقتضبة: الحال مش ماشي.

من ثم كان بيان رئاسة الجمهورية بمثابة رد على ما صرّح به الحريري لدى مغادرته، ومغزاه في عبارته الأخيرة أن على فريق أن يتحمّل مسؤولية مواقفه. بإلقائه التبعة على رئيس الجمهورية، يبرّر سلفاً النبرة العالية المتوقعة في الكلمة التي سيلقيها في ذكرى اغتيال والده الأحد 14 شباط.

بذلك عزز اجتماع لزوم ما لا يلزم أمس الاشتباك الدائر بين الرئيسين. كلاهما متصلّب في شروطه دونما إبداء استعداده للتنازل عن أي منها، في الوقت نفسه يسلّمان ضمناً بأنهما شريكان فعليان في تأليف الحكومة، فلا تصدر بلا موافقة الآخر، ولا يسع أحدهما فرضها على ندّه. المهم المعبَّر عنه في هذا الاجتماع، إقرارهما الضمني أيضاً بأن ما يحدث بينهما مشكلتهما في بُعديها الشخصي والسياسي فحسب.

ترجمة لذلك فُسّرت حصيلة اجتماع الحريري بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأربعاء (10 شباط) بأنها غير مثمرة، وأخفقت في إحداث أي تطور على الخلاف الرئاسي. ساهم في تبرير هذا التفسير أن باريس ــــ المعتادة على إبراز مراسم الاحتفاء به لدى دخوله وخروجه ــــ لم تتبنَّ استقبال الرئيس المكلف ولا التحدث عن عشاء الأربعاء، متجاهلة إياه تماماً. فإذا حدث ــــ خلافاً لكل التطبيل الذي أُعطي لها ورافق قبلاً الجولة الأخيرة للحريري منذ الأعياد ــــ مماثل لزياراته أبو ظبي وتركيا ومصر، من دون أن يعثر بعد على منفذ إلى الرياض الموصدة الأبواب في وجهه حتى إشعار آخر، بما في ذلك ــــ هو الحامل جنسيتها ــــ السماح له بدخول أراضيها، وإن من شقّ الباب.

منذ مطلع هذا الأسبوع، تقاطعت المعلومات التي وصلت الى المسؤولين الرسميين حيال موقف باريس من مأزق تأليف الحكومة، عشية اجتماع الحريري بماكرون وغداته، وتمحورت حول بضعة معطيات لا تشير الى تحوّل جدي ملموس أكثر مما هو معلوم عنها، وخصوصاً في ظل الغموض الذي لا يزال يحوط بزيارة ثالثة محتملة لماكرون لبيروت أو إرسال موفد له، الأمر الذي عنى، حتى إشعار آخر، ترك تأليف الحكومة بين يدي صانعَيها الاثنين المستعصي تفاهمهما:

1 ــــ يسيء باريس أن الأفرقاء اللبنانيين جميعاً تنصّلوا من المبادرة الفرنسية، وأخلّوا بالتعهدات التي قطعوها للرئيس الفرنسي في زيارته الثانية لبيروت، وكانوا قد أكدوا له التزامهم تنفيذ بنود مبادرته قبل أن يكتشف لاحقاً أنهم خدعوه. مذذاك لم يطرأ لدى هؤلاء الأفرقاء أي استعداد معاكس، وثابروا على إنكار المبادرة، بدءاً بأبرز بنودها وهو تأليف حكومة اختصاصيين منذ إطاحة مصطفى أديب الذي صار الى تكليفه عشيّة وصول ماكرون الى بيروت في زيارته الثانية في 31 آب، ثم أُبعد بعد أقل من شهر.

2 ــــ ما يثير استغراب باريس، في ضوء تواصلها مع الأفرقاء اللبنانيين، أنهم يغرقون أنفسهم في أوهام أن أحداً ما، أو قوة دولية، ستنقذهم في اللحظة الأخيرة قبل الانهيار الشامل. بين هؤلاء ــــ يقول الفرنسيون ــــ مَن يعتقد أن المشكلة تنتهي من تلقائها، ولذا يتمسكون بشروطهم ولا يبدون أي استعداد لأدنى تنازل.

3 ــــ لا يفاجئ الفرنسيين ما يعرفونه عن اللبنانيين، على مرّ عقود العلاقات التاريخية بين البلدين، كما في أزمات محنهم وأزماتهم، أنهم أخبر من يُعوِّل على عاملَي الوقت والانتظار، ويتعمّدون ربط مشكلاتهم الداخلية بالملفات الإقليمية والدولية الشائكة. يرى الفرنسيون أن الأفرقاء المعنيين بالأزمة الحكومية الحالية يلتقون على هذين العاملين، لكنّ كلاً منهم يدرجه في جدول أعمال مختلف: ينتظر حزب الله والدائرون في فلكه نتائج المفاوضات الأميركية ــــ الإيرانية واحتمال العودة الى الاتفاق النووي الذي من شأنه تحسين شروطه في الداخل، عوض تقديم تنازلات مكلفة حيال موقعه في المعادلتين المحلية والإقليمية، ويعزّز موقعه التفاوضي بإزائهما. في المقابل، يربط الأفرقاء الآخرون، كالحريري ووليد جنبلاط والنائب جبران باسيل وسمير جعجع، هذه المفاوضات بانعكاسها على الانتخابات النيابية والرئاسية السنة المقبلة، على أن تصل هذه القوى الى هذين الموعدين قادرة على فرض شروطها متسلّحة بموقف تفاوض قوي بدوره. لذا يسهل فهم الشروط التي يتبادلها هؤلاء جميعاً حيال تأليف حكومة يفترض أن تكون قائمة قبل حلول الاستحقاقات المهمة تلك: تداعيات الاتفاق النووي المحتمل والانتخابات الدستورية اللبنانية المتوالية.

4 ــــ منذ زيارته بيروت، لم تتغيّر الرسائل المباشرة التي وجّهها الرئيس الفرنسي مباشرة، أو موفده أو سفيره في بيروت، الى الأفرقاء اللبنانيين جميعاً بلا استثناء، وهو أن لا حل للمشكلة اللبنانية إلا بمباشرة الإصلاح الاقتصادي والنقدي فوراً وعلى نحو عاجل. أوفت فرنسا بكل ما تعهدت به الى الآن، من غير أن تلقى يداً مُدّت إليها تؤكد الشروع في تنفيذ مبادرتها، وأولها تأليف حكومة جديدة.

5 ــــ لا مبادرة فرنسية جديدة، ولا تعديل في بنود المبادرة الحالية، بل إصرار عليها على نحو وضعها أمام المسؤولين والقيادات اللبنانية حينما جمعهم الرئيس الفرنسي في قصر الصنوبر في الأول من أيلول. الأهم في ما تصرّ عليه باريس، أن على الأفرقاء اللبنانيين أن لا يقلعوا عن التفكير في أن تنصّلهم من المبادرة من شأنه أن يحمل ماكرون على تقديم عروض بديلة. لا حلّ للأزمة إلا وفق ما اقترحه وهو تأليف حكومة تعكف على إقرار الإصلاحات التي أوردها مؤتمر سيدر عام 2018 وما أوصى به صندوق النقد الدولي.

 

نصيحة شيعية للمسؤولين الموارنة

راكيل عتيّق/الجمهورية/13 شباط/2021

أكد سفير روسيا لدى لبنان ألكسندر روداكوف، أمس، أنّ «اللبنانيين إذا لم يتعاونوا بعضهم مع بعض، فإنه لن تكون هناك فائدة لأيّ تدخل خارجي سيكون دوره مساعداً في حلّ الأزمة اللبنانية». وهناك معنى من هذا الكلام كان قد أكده قداسة البابا فرنسيس، وقاله وزير خارجية قطر خلال زيارته للبنان، وأكده بدوره موفد الجامعة العربية. وهذا ما يعلمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وانطلاقاً منه جَمع الأقطاب السياسيين على طاولة واحدة في أيلول الماضي حيث التزموا تنفيذ المبادرة الفرنسية.

لم يَنتُج من العشاء الذي جمعَ ماكرون والرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري مَخرج لتأليف الحكومة، ولم يُحرَز أيّ تقدّم حكومياً على رغم استئناف لقاءات التأليف بين عون والحريري، في لقاءٍ مفاجئ أمس، بعد أن كانت هذه اللقاءات قد توقفت منذ 23 كانون الأوّل 2020، وانقطع الاتصال بينهما أقلّه منذ 11 كانون الثاني الماضي، تاريخ اتهام عون الحريري بالكذب. فالحريري لم يأتِ بجديد، بحسب رئاسة الجمهورية، فيما أكد الرئيس المكلف أنّ موقفه ثابت وواضح وهو حكومة من 18 وزيراً جميعهم من الاختصاصيين ولا ثلث معطّلاً فيها لأحد، وأنّ هذا لن يتغيّر لديه. بدوره، يتمسّك رئيس الجمهورية برفضه التشكيلة الوزارية التي سبق أن قدّمها الحريري، مُتشبّثاً بالشراكة في التأليف وبالتوازن في الحكومة وألّا تحمل غبناً لأي طائفة، فضلاً عن ضرورة اعتماد المعايير الواحدة، خصوصاً لجهة تسمية الوزراء.

وتبقى عقدة «الثلث المعطّل» أمّ العقد، كما يقول فريق الحريري وكما أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري. فما يُسمّيه هؤلاء الأفرقاء بـ”الثلث المُعطّل”، يعتبره عون حقّاً دستورياً في الشراكة وفي التسمية وضرورة تأمين التوازن، نافياً أن يكون قد طالبَ أو يطالب بهذا الثلث، بل إنّ البعض هو من يُجري عمليات حسابية تُفضي الى أنّ عون إذا حصل على حصّة ما يكون قد حصل على هذا الثلث.

وعلى رغم التداول بمبادرات ووساطات داخلية وخارجية عدة، فإنّ هذه التحركات كلّها تدور في فلك المبادرة الفرنسية المُبارَكة دولياً، خصوصاً أنّ الواضح، بحسب جهات سياسية ومصادر ديبلوماسية، أنّ التأليف، وعلى رغم أنّه داخلي، إلّا أنّ الحكومة العتيدة يجب أن ترضي الخارج، فتوافِق عليها إيران لكي لا تُعرقل، وتحظى برضى الفرنسيين والأميركيين لكي تتمكّن من الحصول على مساعدات المجتمع الدولي إذا أقرّت الإصلاحات المطلوبة.

وترى مصادر مطّلعة أنّه ربما قد يكون طُلِب من القطريين الدعم في هذا الملف، وقد يكونون قد أرادوا الاستفسار تمهيداً للقاءٍ أو خطوة ما، إلّا أنّ زيارة وزير خارجية قطر كانت عبارة عن استفسار ولا دخول على خط وساطة. وتؤكد هذه المصادر أنّ الزيارة القطرية هي بداية لبدايات في ملف التأليف، بحيث سنشهد زيارات وتواصلاً واتصالات أخرى على مستوى لبنان، ولن يبقى الوضع على ما هو عليه. وتعتبر أنّ دولة الإمارات ومصر “أفضل صِلة وصل للبنان مع السعودية، لكن ربما يحتاج المصريون والإماراتيون الى دفع فرنسي في هذا الإطار. كذلك، قد يكون المطلوب من جهة ثانية التحرّك لاستنباط حلّ ما أو اجتراحه”.

في الموازاة، لا تزال مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري قائمة، والتي اطّلع الفرنسيون عليها وكذلك جميع الأفرقاء في لبنان. فهي، بحسب مصادر قريبة من «الثنائي الشيعي»، تندرِج في إطار المبادرة الفرنسية، ويتوقّف عندها الجميع في الداخل والخارج، فبرّي يحاول أن يُسهّل الأمور ولا يَقسو على أحد، وهو على تواصل دائم مع الفرنسيين. وتوضِح هذه المصادر أنّ مبادرة بري لا تكسر أحداً ولا تُربِح أحداً، بل هي عبارة عن معادلة: رابح ـ رابح. وتقضي بألّا يحصل أي فريق على «الثلث المعطّل» في الحكومة، وأن يرضى الجميع بحكومة اختصاصيين لا يكون وزراؤها مع أي أحد وفي الوقت نفسه ليسوا ضدّه.

في المقابل، يعتبر عون أنّ هناك غُبن في اختيار الوزراء، لجهة أنّ جميع الأفرقاء يُسمّون وزراءهم، فيما يرفض الحريري أن يُسمّي عون الوزراء المسيحيين. إلّا أنّ المصادر القريبة من «الثنائي الشيعي» توضِح أنّ التسمية تجري على قاعدة أنّنا نُسأَل على سبيل المثال: «ما رأيكم بهذا الشاب؟»، فنجيب: «منيح»، أي ألّا يكون الوزير لا مَعك ولا ضدك». وتقول: “لو أنّ هناك إرادة لجَلب وزراء نافرين ضد رئيس الجمهورية، لَقيل لـ”قواتيين”: “تَعالوا”.

وبالتالي، تُساهم مبادرة بري في حلّ عقدة وزارتي العدل والداخلية حتى، وتحديداً اسم وزير الداخلية الذي اتُّفِق على أن يكون بالتوافق بين رئيس الجمهورية والرئيس المُكلف، بحسب المصادر نفسها، إذ بهذه الطريقة يُمكن أن يتفق عون والحريري، فتُطرَح 6 أسماء على سبيل المثال، فيختاران واحداً من بينها، يحظى بإعجابهما ورضاهما ليتولى حقيبة وزارة الداخلية.

وتؤكد المصادر إيّاها أنّ إشكالية التأليف الحقيقية داخلية، ومن «عِنديّاتنا» كما قال بري. فهناك من يريد أن يكسب وقتاً، وهناك اعتبارات تتعلّق بالمعركتين الانتخابيتين المُقبلتين الرئاسية والنيابية، إذ إنه نظراً الى اعتياد التأخير في إنجاز الاستحقاقات الدستورية في لبنان، بحيث يحلّ الفراغ لفترة ليست بقصيرة، هناك سَعي الى الحصول على الثلث المُعطّل في الحكومة التي ستحكم إذا حَلّ أي فراغ.

أمّا بالنسبة الى تمسُّك عون بحقه الدستوري في المشاركة في تأليف الحكومة، فتقول المصادر نفسها: «هناك حق دستوري لرئيس الجمهورية في تأليف الحكومة بالاتفاق مع الرئيس المُكلف، لكن هناك وجهة نظر تقول إنّه لا يحقّ لرئيس الجمهورية أن يُسمّي عدداً من الوزراء». وتضيف: «لنفترض أنّ رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة المُكلف يُسمّيان وزراء، فهما يقومان بذلك عن كتلتيهما النيابيتين، وإنّ الحكومة تأخذ الثقة في مجلس النواب وليس من رئيس الجمهورية. وبالتالي، ليأخذ عون وزارات بمِقدار كتلته، علماً أنّها لم تُسمِّ الحريري في استشارات التكليف، وليس أن يُسمّي جميع الوزراء المسيحيين». وعن حقوق المسيحيين، تشير هذه المصادر الى أنّ «الدولة كانت في يد الموارنة، وتحديداً الإدارات المؤثرة فيها، وعلى رغم ذلك لم يحافظوا عليها». كذلك تلفت الى أنّ “الموارنة كانوا يتمتعون بميزات غير موجودة لدى بقية الطوائف، ومنها التعليم والانفتاح على الآخرين”، ناصحةً الموارنة الآن بأن “يجلبوا الآخرين الى عندهم”. وعلى رغم الجمود الحكومي بين عون والحريري، هناك تضافر جهود داخلية وخارجية لإنجاز التأليف، ورغبة في حسم أمور كثيرة، سواءً لدى الفرنسيين أو الأميركيين، ولكلّ جهة «ضغطها ومَونتها»، بحسب مصادر مُطلّعة. وبالتالي، تسأل هذه المصادر: «هل يمكن الأفرقاء المعنيون في لبنان أن يَخرجوا من صداقاتهم الدولية، وأن يخسروا الأميركيين والفرنسيين ومعهم المجتمع الدولي بكامله، خصوصاً أنّه ليس من السهل إحباط فرنسا وإفشال رئيسها، وأنّ المطلوب ليس كسر أي طرف، بل أن تكون «المعايير واحدة والتنازلات واحدة»؟

 

تَحرِيرُ التَشَيُعِ المُختَطَفِ!

حسن المصطفى/النهار العربي/13 شباط/2021

جالسون في باحة حديقة دارة "آل سليم"، بمحلة "الغبيري"، هنالك في ضاحية بيروت الجنوبية، عصراً، بعد أيامٍ معدودة من توقف "حرب تموز" (يوليو)  العام 2006.

كنت مع الصديقيين الصحافيين، علي مجيد، وحسين مرهون، القادمين من البحرين، لعمل تقارير ومقابلات حول الأوضاع في لبنان بُعيد الحربِ المدمرة التي قصف فيها الطيران الإسرائيلي مساحات واسعة من ضاحية بيروت الجنوبية.

كان الشيخ بلال سليم، والحاج علي سليم، معنا، حينما سأل أحدهم عن قصائد الرثاء الحسيني في البحرين.

مجيد، شرع في الجواب على السؤال، ليتلو نصاً شعرياً، مصحوباً بلحنٍ حزين، فما كان منه إلا أن أجهش في البكاء، ولم يستطع وقف تدفقِ النبعِ من قبله!

الدموع التي أجراها صديقنا على الإمام الحسين بن علي، قبل نحو 15 عاماً، جرى نهرها من جديد، في ذات المكان، مساء الخميس 11 شباط (فبراير) الجاري، عندما وقف الحاج علي الخليل، أمام شاهدِ مرقدِ الكاتب والمثقف اللبناني لقمان سليم، مستحضراً غربة السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، وهي تناجي أخاها الحسين، الذي قُتلَ في كربلاء.

مشهدٌ مؤثر؛ أختٌ تناغي أخاها، فيما رشا الأمير، تقف على ضريحِ أخيها، وكأن الحزن السرمدي هو ذاته: وجعُ الفقد، وألم الفراق والقتل.

المشاعر الإنسانية المهيبة أثناء الوقفة الوداعية للراحل لقمان سليم، الذي اغتيل في جنوب لبنان، 4 شباط الجاري، هذه المشاعر اختلط فيها الجانب المادي بالروحي بالديني، وكأن الناشر والناقد الذي أُريدَ له أن يكون عِبرةً ونسياً منسياً، ويُخرجَ من دائرة "التشيع"، ها هو في عُمقها، وداخلَ دائرتها، شاهداً وشهيداً!

أن يكون لقمانُ سليمِ راحلاً إلى الفردوس على جناحي زينب والحسين، أمرٌ لم يتحمله الخصوم، ولذا أتت السهامُ كرشِ المطرِ صوبَ القارئ علي الخليل، وكأنها ذات النبالِ التي أطلقها جيشُ عمرِ بن سعدٍ صوب خيمِ آل بيت رسول الله محمد وصحبه يوم العاشر، فما كان النداء من الحسين إلا: "قوموا رحمكم الله إلى الموت الذي لابد منه، فإن هذه السهام رسل القوم إليكم".

كأن "السهم المُثلثَ" الذي أصاب فؤادَ الإمام الحسين بن علي، يعادُ شدهُ في القوس، ولكن هذه المرة يرميه من يدعي محبته، في روحِ فردٍ من شيعته!

تراجيديا غرائبية، تلك التي تريدُ أن يُمنع قارئٌ من تلاوة القرآن الكريم وأبياتِ العزاء أمام أمٍ ثكلى، وأخٍ وأختٍ وزوجةٍ فقدوا عضيداً.

الحاج علي الخليل، الذي لا تثريبَ عليه؛ وهو برأيي أدى تلاوته مشكوراً، ولا ينبغي لومه، ولا توجيه العتب له، لأن آلة التخويفِ والتقريعِ أكبر من أن يستحملها، وهو الذي طلب في فيديو الاعتذار: "العفو عند المقدرة"!

المقدرةُ هذه متوجةٌ اليوم بقوة "السلاح". ذلك السلاح الذي كان محلَ احترام وتقدير عندما كان يدافعُ عن لبنان وشعبه وأرضه تجاه المحتلِ الإسرائيلي، ويناضلُ بغية تحرير الجنوب من الغزاة.

السلاح هذا، تحول اليوم إلى ثقلٍ كبيرٍ على لبنان، وعلى الشعب، لأنه استحال من عتادِ تحريرٍ إلى عتادِ غلبةٍ.

السلاحُ الذي يفترضُ أن يكون ضامناً لكرامة الإنسان وحريته وأمنه وحياته الكريمة، لا يجوز أن يصير عاملَ تخويفٍ وقلقٍ واستعلاء. ولذا، يجب أن يكون تحت سلطة الدولة القوية القادرة، وأن لا يكون خارج قانونها. أعرف أنها مسألة معقدة جداً، وهو ملف ذو طابع "إقليمي" أكبر من لبنان، لكنه طريقٌ يجب أن يُسلك عبر السياسة والحلول العملية الجادة والسلمية، من أجل حصرِ السلاح في يدِ الدولة.

شعُورُ التفوقِ، لم يكن لدى حملة السلاحِ وحدهم، بل هنالك من شارك في إشاعة خطابٍ عنصريٍ أقلوي النزعة، طالب هو الآخر بأن لا يكون المسيحُ شاملاً برحمته للقمان سليم.

المنتج اللبناني، شربل خليل، غرد عبر حسابه في "تويتر"، قائلا: "ليعتذر الأب عقيقي عمّا ارتكبه في حفلة تشييع لقمان سليم ويصلي للسيدة العذراء أن تسامحه، وتنتهي القضية.. وإلا وجب محاسبته لأنه أهان جوهر الإيمان المسيحي"

أسألُ السيد خليل: أي إيمان ذلك الذي أهانه الأب عقيقي، أم أن تجاور الهلال والصليب الذي تتغنى به، وصورُ القرآن والإنجيل، والديموقراطية التي تدعيها، ما هي إلا شعارات جوفاء لا أُسَ ولا أَساسَ لها؟!

عندما تحدثتُ مع السيدة رشا الأمير، قُبيلَ الوقفة الوداعية لأخيها لقمان، حيث اعتذرت لها عن عدم قدرتي على الحضور، أخبرتني أن "رجال الإيمان" هم من سيحضرون، وليس "رجال الدين".

كانت رشا مصيبة في تفريقها بين "الإيمان" و"الدين"، بين الروحانية والشكلانية، بين الجوهر والقشر، بين التسامي والتقوقع، بين أفرادٍ يرون ذواتهم في فضاءات الإيمانات المتعددة، وأولئك الذين لا يجدون إلا سُبلهم هي المستقيمة وحسب!

أهمية تأبين الراحل لقمان سليم، أنه لحظة عاطفية مشحونة بالكثير من الرموز العميقة، ذات الأبعاد الفلسفية والدينية والسياسية أيضاً.

هي استعادة لـ"التشيع" من محتكريه، ممن يرونَ أنهم وحدهم من يجدرُ بهم استذكار محمد وآل بيته، وكأنهم كانوا معهم تحت "الكساء اليماني".

"شيعة الصادق، لا شيعة الأحزاب والطوائف"، هو عنوان مقالٍ كتبته في صفحة "قضايا" بجريدة "النهار" العام 2006، أهديته حينها إلى السيد هاني فحص، قلت فيه: "إنني علماني، لا أرى في علمانيتي تناقضاً مع علي والحسين وفاطمة". وهي الجملةُ التي طرب لها صديقنا لقمان، وأرخى لها عقله وروحه.

كان لقمان سليم، صاحب هوية مدنية مركبة: اللبناني الشيعي، إبن السيدة المسيحية، وزوجٌ لسيدة ألمانية، والذي تشرب الفلسفة الغربية، فكانَ علمانياً صرفاً، وأيضاً عشقَ اللغة العربية، فكانَ لها وفياً، وأتقن اللغات: الإنكليزية والفرنسية والألمانية، فضلاً عن أبجديته الأُم.

هذه الهوية المتعددة المستويات لدى لقمان، هي ما تجعل نظرته إلى "التشيع" تختلف عن نظرة الكثيرين الذين لا يُنكرُ عليهم شيعيتهم، ولا يسلبها منهم، إلا أنه في ذات الوقت يرفض أن يُمنعهُ كائناً من كانَ من أي يحتسيَّ قدحَ ماء من "حوض الكوثر" من يدِ "حيدرة"، من يدِ علي ابن أبي طالب، الذي هو ظِلٌ للجميع لا يمكن لأحد باسم التشيع أو التسنن أن يحتكره، لأن علياً ليس الرجلَ، هو القِيمُ والمُثلُ والأخلاقُ والنبلُ.

التشيعُ الذي آمن به لقمان، له طابع "دنيوي"، يرومُ أن يعيش حياته منفتحاً بعقلٍ حرٍ. مواطناً يده بيد شركائه في الأرض والبناء والنضال، دون أن يكون أقل منهم درجة أو أعلى منهم منزلة. تشيعٌ دون وصاياتٍ خارجية، ودون مقاليدَ حكمٍ تدارُ من طهرانَ أو سواها. تشيعٌ يُعلي من شأن الحياة، قبالة الموت.

هذا التشيعُ الذي أرادَ لقمان سليم أن يحررهُ من مختطفيه، ولذا كانَ يحاول أن يُخرجَ التشيع من كونه طائفة أو مذهباً، ويُقدِمهُ كهوية روحية واجتماعية وثقافية ذات نزعة إنسانية متسامية، تلتقي مع الجميع دون قلق أو عقدٍ أو توجس.

تشيعٌ كهذا قادرٌ على الحياة، والحوار، والتعدد، وقبول الآخر. لأنه لا يقوم على التوجس، بل على المثاقفة والنقاش، خصوصاً أنه لا ينظرُ إلى ذاته كفكرة مصمتة، بل، هوية تتجدد بما يتناسبُ مع تطور العلوم والفلسفة والتقانة.

 

الاستعصاء الكبير: عون وباسيل في "حربٍ مفتوحة" مع الحريري

منير الربيع/المدن/13 شباط/2021

حصل ما كان متوقعاً: ضاق أفق تشكيل الحكومة، والآمال بتجاوز العقبات تبددت. فالمحاولات الخارجية لم تقنع رئيس الجمهورية بالتنازل عن مطالبه. لكن الجو الدولي سيكون ضاغطاً أكثر في المرحلة المقبلة. ومن المتوقع أن تتجدد الضغوط الفرنسية على عون وباسيل في الأسبوع المقبل. والأرجح أنها لن تصل إلى نتيجة تذكر.

وضوح الحريري ورفض عون

المعركة المفتوحة التي يديرها رئيس الجمهورية وصهره، فاقدة لمبررات سياسية ودستورية، إضافة إلى تهافت ذرائعها المتعلقة بالصلاحيات وما إلى ذلك. لم يبق لدى الرجلين وتيارهما من سبب لهذه المعركة إلا الأسباب الشخصية، التي تصل إلى حدّ "تكسير الرؤوس" بين سعد الحريري وجبران باسيل. سمع الحريري سابقاً كلاماً منقولاً عن لسان باسيل: "يعلم الحريري من منا الأقدر في لعبة عض الأصابع، وهو الذي سيكون خاسراً". ورد الرئيس المكلف على هذا الكلام فعلاً لا قولاً، فاستمر على موقفه، وأبدى استعداده لتسهيل تشكيل الحكومة. لكن عون وباسيل رفضا التعاون معه. وما قاله الحريري أمس الجمعة 12 شباط الجاري من بعبدا كان في غاية الوضوح: لا ثلث معطل لأي طرف. وتوافق على اختيار أسماء الوزراء الاختصاصيين. بمعنى أن الوزراء الذين يسميهم عون يوافق عليهم الحريري، والعكس صحيح. وبذلك يكون التشارك والتوافق سيدا الموقف. فلا يُحسب وزير على طرف محدد من دون الأطراف الأخرى، بل يكون الوزراء جميعاً وزراء في حكومة واحدة موحدة.  ثم إن الحريري ملتزم مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه برّي.

حرب عون - باسيل

ما يصرّ الحريري على إثباته، ويمثّل أهمية استثنائية لديه، هو إفهام الجميع أن الحرب التي يشنها ميشال عون ليست على من يسمي الوزراء المسيحيين، ولا على الصلاحيات. بل هي شخصية جداً يديرها جبران باسيل. وقال الحريري لعون: "أنا اخترت أسماء الوزراء المسيحيين الستة من لائحة قدمتها أنت لي يا فخامة الرئيس، وإذا لم تعد موافقاً على هذه الأسماء، فأنا جاهز لتقبل لائحة أخرى لأختار من بينها". وجاء ردّ عون الصريح أنه لا يوافق، وضمنياً أنه يريد الثلث المعطل، ثلث لا يوافق عليه لا الحريري ولا برّي ولا حزب الله. ويقول الحريري إن الثلث المعطل الذي يريده عون مخالف للدستور. وهدفه منه ليس حسابات مستقبلية تتعلق بالفراغ الرئاسي، لأن باستطاعة أي وزير تعطيل الحكومة حينذاك. بل إن الهدف ينحصر في التحكم بالحكومة وتعطيل عملها، أو امتلاك القدرة على عرقلة جلساتها، وحتى التحكم باستقالتها. وقال الحريري صراحة: "أنا تغيرت، ولن أتراجع أو أتنازل، ولن أكون خاسراً في معركة عض الأصابع". وبعد جولاته الخارجية رأى الحريري أنه لا بد من التواصل مع رئيس الجمهورية للتفاهم معه، واستثمار التحرك الخارجي في حركة داخلية تؤدي إلى الحلّ بالتفاهم مع عون. ذهب إلى بعبدا مؤكداً ثباته على موقفه، ووضع المسؤولية على عاتق عون، رمى الكرة في ملعبه.

استعصاء كبير

لكن ماذا يريد الحريري من الخارج؟ يريد تعزيز وضعه الإقليمي والدولي، والأهم هو تحسين العلاقة مع السعودية ومع الأمير محمد بن سلمان. ولتحقيق ذلك لا بد من رفع اللهجة السياسية. وهذا ما أقدم عليه في قصر بعبدا. فجاء كلامه واضحاً ومختلفاً عن مواقفه السابقة كلها من بعبدا. لذا لم يعكس أي جو تفاؤلي، محملاً مسؤولية التعطيل لرئيس الجمهورية بطريقة غير مباشرة. موقف الحريري هذا يؤدي إلى تصعيد سياسي عوني يتهم الحريري بأنه لا يريد تشكيل الحكومة، ويستأثر بالتكليف، ولا يريد مواجهة الاستحقاقات الاقتصادية والمالية الأساسية. بل يريد للانهيار أن يستمر لينفجر في وجه عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب. ويعقد هذا السياق المشكلة السياسية - الاقتصادية الكبرى في لبنان، وقد يؤدي إلى توتر كبير. 

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية نوه بوصول الدفعة الاولة من اللقاح: شرط نجاح رحلة التلقيح يكمن في تجاوب المواطنين واقبالهم

وطنية - السبت 13 شباط 2021

اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أنه "مع وصول الدفعة الاولى من اللقاح ضد كورونا، تبدأ رحلة التلقيح لمكافحة هذا الوباء". وشدد الرئيس عون على أن "شرط نجاح رحلة التلقيح يكمن في تجاوب المواطنين في الاقبال عليها"، لافتا الى "وجوب الاستمرار في اتخاذ اجراءات الوقاية اللازمة". موقف الرئيس عون جاء في خلال تغريدة له على حسابه على "تويتر" جاء فيها: "مع وصول الدفعة الاولى من اللقاح ضد كورونا، تبدأ رحلة التلقيح لمكافحة هذا الوباء، وشرط نجاحها تجاوب المواطنين في الاقبال عليها، مع الاستمرار في اتخاذ اجراءات الوقاية".

 

قائد عمليات خاصة أميركي يزور قائد الجيش دعما لاحترافية الجيش وتقدمه

وطنية - السبت 13 شباط 2021

أعلنت سفارة الولايات المتحدة الأميركية في بيروت، في بيان، أن "قائد العمليات الخاصة في القيادة الوسطى الأميركية العميد البحري فرانك برادلي، زار لبنان في 12 و13 شباط الحالي، لإجراء اجتماعات مع نظرائه في الجيش اللبناني، إذ أكد مجددا التزام الولايات المتحدة دعم احترافية الجيش اللبناني وتقدمه". وقال البيان: "خلال الزيارة، التقى العميد البحري برادلي قائد الجيش العماد جوزاف عون، بالإضافة إلى مسؤولين في الجيش في قوات العمليات الخاصة والقوات الجوية. وخلال المداخلات، قال العميد البحري برادلي: على مدى سنوات عديدة كانت لدينا علاقة قوية ودائمة مع الجيش اللبناني وقواته الخاصة. والحفاظ على هذه العلاقة أمر ضروري لتعزيز الثقة والمصداقية". وتابع: "بالإضافة إلى هذه الزيارات الرفيعة المستوى التي يقوم بها كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين، تتضمن شراكة الحكومة الأميركية مع الجيش اللبناني أيضا تقديم هبات من المعدات والإمدادات، من خلال التمويل العسكري الأجنبي. وفي هذا الصدد، شاركت السفيرة دوروثي شيا أواخر كانون الثاني الماضي في احتفال صغير لمناسبة هبة من ثلاث مروحيات من طراز هيوي 2 كانت قدمت، وشددت على أهمية التعاون والتنسيق المستمرين بين الولايات المتحدة ولبنان، وتحديدا في قطاع الدفاع. وتقدر قيمة المروحيات الثلاث، التي ستشكل جزءا حاسما من العمليات الأمنية الحدودية والبرية للجيش اللبناني، بأكثر من 32 مليون دولار". ولفت إلى أن "السفيرة شيا قالت إن الجيش اللبناني عمل طوال العام الماضي للاستجابة إلى حاجات بلدكم وشعبكم، وأن عملكم هذا يبرز وطنيتكم وتضحياتكم الذاتية وخدمة مواطنيكم، كما يعكس قيمنا المشتركة، وبسبب هذه القيم بالذات، تفتخر الولايات المتحدة بالتزامنا الطويل الأمد للجيش اللبناني".

 

“التيار”: نأسف للأسلوب الذي يعتمده الحريري في مقاربة ملف التشكيل

المؤسسة اللبنانية للإرسال/13 شباط/2021

استنكرت الهيئة السياسية في “التيار الوطني الحر”، الأسلوب الذي يعتمده رئيس الحكومة المُكلف، سعد الحريري، في مقاربة ملف التشكيل، إذ “يستعمل الوقت الثمين في التجوال خارج لبنان طيلة أسابيع، ثم يعود ليقوم بزيارة رفع عتب لرئيس الجمهورية، ميشال عون، من دون أن يتقدم بأي مقترح جدّي ويحترم الأصول والقواعد البديهية المعمول بها لتأليف أي حكومة”. كما أضافت “أما الجديد فهو إعلانه من قصر بعبدا أنه هو من يقرر منفردًا شكل الحكومة وعددها وأسماء وزارئها وحقائبها، كأن لبنان ليس جمهورية برلمانية ودون أن  يقيم وزنًا للدستور ولصلاحيات رئيس الجمهورية، وشراكته الكاملة في تأليف الحكومة، وليس فقط التوقيع عليها، وهذا ما يجعلنا نعتبر بأن أمرًا خفيًا لا يزال يعيق تشكيل الحكومة مما يجعلنا نحذّر من نتائجه”. وشددت الهيئة على المسؤولية المحورية لمجلس النواب في إصدار منظومة التشريعات المعنية بمكافحة الفساد، وإسترداد الأموال المنهوبة منها والموهوبة والمحوّلة من دون وجه حق، مشيرة إلى  أن التأخير في إصدار هذه القوانين، يشكل تهديدًا للمصالح الحيوية للشعب اللبناني وضربًا لحقوقه، ويعطي للخارج إشارة سلبية جدًّا عن عدم وجود أي إرادة إصلاحية في لبنان. ودعت الهيئة حكومة تصريف الأعمال الى القيام بواجباتها بلا تردّد لجهة وقف الهدر المالي الناتج عن سياسة الدعم العشوائي، واتخاذ قرارات تستهدف حصر الدعم بالفئات المستحقة، ورفعه تدريجيًا عن السلع الى المستوى الذي يوقف إستفادة التجار والمهرّبين وغير اللبنانيين. ورأت الهيئة السياسية أن منهجية التحقيق في إنفجار المرفأ لا تطمئن فهي لم تعط لغاية الآن أي مؤشر على المسؤولية عن إدخال نيترات الأمونيوم أو على المتسببين بالإنفجار. وأكّدت أن التيار الوطني الحر لن يسكت عن أي طمس لهذه الجريمة، كما لن يرضى بتحميلها ظلمًا لمن ليسوا المسؤولين الفعليين عنها. وأيدت موقف قداسة الحبر الأعظم، بإعتبار الوجود المسيحي نسيجًا رابطًا للبنان تاريخيا وإجتماعيا وبأن إضعاف الوجود المسيحي يتسبب بفقدان التوازن اللبناني، وبضرب الهوية الوحيدة التي تشكل ضمانة لوجود شرق متعدد ومتسامح، وفي هذا الإطار تعتبر الهيئة أن أي محاولة لتثبيت بقاء اللاجئين والنازحين تشكل بحد ذاتها طعنةً لتوازن لبنان ودوره.

 

بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي اغناطيوس يوسف الثالث يونان في رسالة الصوم: مسيرة فرح بالتوبة والالتزام ولنا ملء الإيمان بالرب ولمسته الشافية

وطنية - السبت 13 شباط 2021

وجه بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي اغناطيوس يوسف الثالث يونان، رسالة الصوم الكبير 2021 بعنوان "أريد فاطهر". قال فيها: "زمن الصوم هو الوقت المقبول الذي فيه يمنح الله مؤمنيه الفرصة للإستعداد للاحتفال بآلامه وموته وقيامته بفرح، متجددين بالروح، لكي ينهلوا من سر الفداء ملء الحياة الجديدة في المسيح، وينعموا بالخلاص الذي تم من خلال سر المسيح الفصحي: لأننا في الرجاء نلنا الخلاص. في زمن الصوم، نمتنع عن تناول بعض الأطعمة، كالانقطاع عن الطعام واللحوم والبياض وسواها، كما نقرن صومنا برفع الصلوات الحارة، والمشاركة في الصلوات الطقسية، وممارسة أعمال الرحمة، والاهتمام بالمحتاجين، من خلال التقشف والتخلي عن بعض الملذات لمساعدة من هم أشد فقرا وعوزا. وهكذا يعود زمن الصوم بكنوزه كل عام، لكي يقدم لنا فرصة جديدة من أجل حياة أفضل ملؤها البركة والخير، والنمو في الفضائل الروحية، والتحرر من المادية المهيمنة في عالمنا. فالصوم هو زمن الجهاد الروحي بامتياز، إنه محطة سنوية للتجدد بالإيمان، من خلال الممارسات التقوية والعودة إلى الذات في سبيل التوبة".

أضاف: "نحن مدعوون لنعيش فعليا كأبناء لله وكأحبائه. والصوم هو فترة فرح، نكتشف بنوتنا لله التي حصلنا عليها بيسوع المسيح. فالهدف الحقيقي من فترة الصوم هذه، قبل كل شيء، هو إعداد الناس للاحتفال بموت المسيح وقيامته. هذا الزمن هو الوقت المناسب لتهذيب الروح وإزالة رواسب الخطيئة من حياتنا، فالصوم هو أفضل وسيلة للاعتراف بسمو الله، كما أنه، مع الصلاة والصدقة، إحدى الوسائل التي تبين أمام الله تواضع الإنسان ورجاءه وحبه. ونحقق ذلك من خلال خلق الرغبة والعزم على فعل مشيئة الله وجعل ملكوته يأتي في المقام الأول في قلوبنا. فالصلاة ليست مجرد ترداد بعض الكلمات والعبارات، والصوم ليس فقط الامتناع عن الأكل، والصدقةليست مجرد عطاء مادي للآخر، بل الأساس هو أن نفرغ ذواتنا من كل ما يحجبنا عن الله والقريب والذات، منتظرين مجيء العريس القائم من بين الأموات. لذلك ارتبط الصوم بالقيامة في الكنيسة، فالصوم هو مسيرة تحرر وموت عن الذات، لكي نستطيع عيش القيامة".

وتابع: "الصوم مسيرة فرح بالتوبة والالتزام، ونداء يسوع في بدء رسالته العلنية: لقد اقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل. يلخص مبدأ زمن الصوم الذي هو مسيرة ارتداد وجهاد ضد الشر. إنه زمن توبة أي رجوع للآب، ولكنه ليس زمن حزن! إنه التزام فرح وصدق لكي نتخلى عن أنانيتنا، وعن الإنسان القديم، ونتجدد بحسب نعمة معموديتنا. فوحده الله بإمكانه أن يعطينا السعادة الحقيقية، وملكوت الله ما هو إلا تحقيق طموحاتنا، وفي الوقت عينه خلاص الإنسان ومجد الله. من هنا، نحن مدعوون لنصغي إلى نداء يسوع هذا بأن نتوب ونؤمن بالإنجيل. نحن مدعوون لنبدأ بالتزام المسيرة نحو الفصح، لنقبل أكثر فأكثر نعمة الله الذي يريد أن يحول العالم إلى ملكوت عدالة وسلام وأخوة. وهذا ما نراه عند الأبرص الذي يتحدث عنه مرقس البشير في بداية إنجيله. حمله إيمانه وثقته بالله إلى تخطي شريعة عزله عن الجماعة، ماثلا أمام يسوع، وملتمسا بكل تواضع وثقة: إن شئت، فأنت قادر أن تطهرني. فتحنن يسوع عليه ومد يده، فلمسه وقال له: أريد فاطهر. وفي الحال زال عنه البرص. من هنا، فإن زمن الصوم هو زمن لقاء المؤمن برحمة الله. لم يكن البرص مرضا كغيره، فبسبب طابع العدوى والهلع الذي يسببه في الجماعة، كانت تحيط به سلسلة من المحرمات. يصبح الأبرص محروما من العيش مع الآخرين والاتصال بهم، ومنبوذا منهم. ولكي يمارس هذا الفصل عن المحيط بشدة، ختمه تحريم ذو طابع ديني: فالأبرص يعلن نجسا. هو لا يستطيع أن يشارك الجماعة في شعائر العبادة، لذا لا يمكنه أن يقترب من الله الذي يقيم في الهيكل، لئلا ينجسه. بل إن كل من يقترب من الأبرص ويلمسه، يتنجس بدوره. وبما أن البرص هو مرض ديني، فالكاهن هو الذي يكشف على المريض في البداية ليتعرف إلى المرض، وفي النهاية يعلن الشفاء. فالكاهن وحده يستطيع أن يحكم على الطاهر والنجس بحسب الشريعة".

وقال: "أضحى البرص شبيها بالخطيئة، فكما أن الكاهن هو الذي يعلن طهارة المريض الجسدية بعد الكشف عليه، فالكاهن أيضا يخلص الخاطىء من خطيئته من خلال منحه الطهارة الروحية. وحين يشفى الأبرص، عليه أن يقدم ذبيحة قبل أن يدخل إلى الجماعة، وهذه الذبيحة هي شبيهة بالذبيحة من أجل الخطيئة. إن البرص هو للجسد ما هي الخطيئة للنفس. بطريقة أخرى، كما أن البرص ينجس الإنسان، كذلك تفعل الخطيئة. وهكذا تصبح الخطيئة خطيرة كالبرص، وعدوى تؤثر على الآخرين. كشف يسوع، بقبوله الأبرص وشفائه من برصه، عن وجه جديد لله، وجه الأب الحنون والإله الكلي الرحمة والحب. لقد اقترب الأبرص من يسوع، كان شخصا مستبعدا، منبوذا ونجسا. كل من يلمسه يصبح نجسا أيضا! لكن ذلك الأبرص كان يتمتع بشجاعة كبيرة. لقد تحدى حظر الشريعة ليتمكن من الاقتراب من يسوع، فجثا على ركبتيه متوسلا: إذا أردت، يمكنك أن تشفيني. لا تحتاج لمسي! يكفي أن تريد، وسأشفى!. هذه العبارة تبين لنا بالدرجة الأولى إيمان الأبرص العظيم بقوة يسوع. ولكن في المقابل، تكشف لنا أيضا نوعين من المرض أو "من الشر" عانى منهما هذا الشخص: لقد عانى من شر المرض أي البرص الذي جعله نجسا، وكذلك من شر العزلة التي حكم عليه بها المجتمع والدين، ويسوع شفاه من الإثنين. قام يسوع بلمس الأبرص، فشفاه من الوحدة. وكأنه يقول له: بالنسبة لي، أنت لست منبوذا. فأنا أقبلك كأخ! ثم شفاه من علته قائلا: أريد فاطهر. يتأمل مار يعقوب السروجي بأعجوبة شفاء يسوع للرجل الأبرص، والتي تحييها الكنيسة السريانية في الأحد الثاني من الصوم الكبير، فيقول: "دنا الرجل المملوء برصا من مخلصنا، وكشف برصه ليسوع طالبا منه أن يشفيه. رأى الحنان الشقي الذي آمن فشفى برصه، وبهتت الجموع وسبحت الإبن بصوت عظيم".

أضاف: "لم تنتقل عدوى البرص إلى يسوع، بل انتقلت قوة النعمة الإلهية إلى الأبرص، وطهرته من برصه. فالحب الإلهي الذي تجلى على الصليب هو الذي يعدي المرضى ويشفيهم ويطهرهم، وهو يعطي التغيير شكل التطهير لجسد الأبرص من كل قروحه. لم يخالف الأبرص الشريعة عندما حضر وسط الجماعة، بل جاء إلى سيد الشريعة، طالبا أنسنتها، وتلطيفها بالرحمة، فإن السبت جعل للانسان، وما جعل الإنسان للسبت. ويسوع لم يخالف الشريعة عندما لمس قروح البرص، بل رفعها إلى كمالها. لم يأت يسوع ليبطل، بل ليكم. في الواقع، بعد أن شفى يسوع الأبرص، أمره العمل بموجب شريعة موسى، أي أن يري نفسه للكاهن، لكي يعلن طهره ويعيده إلى الحياة في الجماعة، وأن يقدم القربان عن طهره. هكذا يجري يسوع التغيير في نفس التائب، ويزيل الخطيئة التي تشوهه، مصالحا إياه مع الله ومع مجتمعه ومع ذاته، معيدا له كرامته ومكانته الإنسانية. إن الرب يسوع يشفي من الخطيئة بكلمة رحمته، عندما يطلبها التائب بإيمان، وبقلب تائب. من أجل هذه الغاية، أسس سر التوبة، ومنح الكاهن سلطان الحل وشفاء النفس بإسم محبة الله الآب، ونعمة الإبن الفادي، وحلول الروح القدس ناقل الحياة الجديدة".

وتابع: "تدل آية شفاء الأبرص على أن الصوم الكبير مسيرة تغيير مثلث في العلاقة: مع الذات والله والناس. فالأبرص طهر من برصه مسترجعا جمال طبيعته البشرية، وتصالح مع الله مقدما قربان التكفير، وعاد إلى حياة الشركة مع الجماعة. الصوم هو زمن الخلاص الشامل، نبلغ إليه بالعبور الفصحي من قديم إلى جديد، بدفق محبة الآب، وفعل نعمة الإبن، وحلول الروح القدس، كما جرى للأبرص. يؤكد قداسة البابا فرنسيس في رسالته بمناسبة زمن الصوم الكبير لهذا العام 2021، بعنوان ها نحن صاعدون إلى أورشليم: الصوم الأربعيني: زمن تجديد الإيمان والرجاء والمحبة، على أن: الصوم الأربعيني هو زمن الإيمان بالله، أو زمن قبوله في حياتنا والسماح له بالإقامة معنا. الصوم يعني أن نحرر حياتنا من كل ما يثقلها... لكي نفتح أبواب قلوبنا للذي يأتي إلينا فقيرا في كل شيء، ولكن ملؤه النعمة والحق: ابن الله المخلص".

وقال في رسالته عن مساندة الآخر بعيش المحبة في هذه الظروف الصعبة: "إن عيش الصوم الأربعيني بالمحبة يعني الاهتمام بالذين يعيشون في حال معاناة أو تخل أو ضيق بسبب جائحة فيروس كورونا... فلنقدم مع محبتنا كلمة ثقة، ونجعل الآخر يشعر أن الله يحبه مثل ابن له. وكم هو معبر، في هذا السياق، قول مار بولس رسول الأمم: فليملأكم إله الرجاء بالفرح والسلام بالإيمان، لتزدادوا فيه رجاء بقوة الروح القدس".

أضاف: "في هذه الأيام العصيبة، يجتاح وباء فيروس كورونا العالم بأسره، مخلفا القلق والذعر، وفارضا التباعد الاجتماعي، لا بل العزلة والوحدة في أحيان كثيرة خوفا من انتقال العدوى، فضلا عن الأضرار الجسيمة في الأنظمة الاقتصادية والمعيشية وحياة المجتمعات والشعوب. ما أشبه حالة المصابين بهذا الوباء بذاك الأبرص الذي شفاه يسوع بمشيئته القدوسة وقدرته على منح الشفاء، فعاد سليما معافى، بعد أن كان معزولا ومهمشا يجابه بمفرده الوحدة القاتلة. ومع تشديدنا على ضرورة التزام كل التدابير الوقائية لتفادي الإصابة بهذا الوباء والحد من انتشاره وفتكه بالبشر، إلا أن لنا ملء الثقة والإيمان بالرب يسوع ولمسته الشافية، فهو وحده القادر أن يشفي كل مصاب، لا بل أن يبيد هذا الوباء ويزيله. نصلي ضارعين إلى الرب يسوع، الطبيب السماوي، الذي لمس الأبرص فشفاه، أن يلمس المصابين بهذا الوباء فيشفيهم، ويرحم أولئك الذين غادروا عالمنا من جرائه، ويلهم الأطباء وأصحاب الاختصاص إلى إيجاد العلاج المناسب. ونسأله تعالى، بشفاعة أمه وأمنا مريم العذراء سيدة النجاة، أن يحمي العاملين في القطاع الطبي، والذين يبذلون ذواتهم في سبيل تأمين الخدمة الملائمة لهؤلاء المرضى، معرضين حياتهم وحياة ذويهم للخطر".

وتابع: "خير ما نختم به صلاة نستوحيها من طلبة القديس أفرام السرياني في زمن الصوم، ونحن نحيي مئوية إعلانه ملفانا للكنيسة الجامعة، والذي تم من البابا بنديكتوس الخامس عشر العام 1920: أيها الصالح الذي يرتضي بالتائبين إقبل صوت توبتنا، وامنحنا المراحم والحنان من كنزك الثمين... أيها السيد الذي صام لأجل عبيده تقبل صومنا لراحتك. ولترتض ألوهتك بخدمة الأرضيين، ولتقبل طلبتنا أمام عظمتك يا ابن الله. اغفر ذنوب رعيتك وأبعد عنها الضيقات... أجز عنا الشرور والضربات وقضبان الغضب... وليكن صليبك سورا يحفظنا من الشرير".

وختم يونان: "نسأل الله أن يتقبل صومكم وصلاتكم وصدقتكم، ويؤهلنا جميعا لنحتفل بفرح قيامته من بين الأموات. ونمنحكم، أيها الإخوة والأبناء والبنات الأعزاء، بركتنا الرسولية عربون محبتنا الأبوية. ولتشملكم جميعا بركة الثالوث الأقدس".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 13 و14 شباط/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

 

Elias Bejjani/Visit My LCCC Web site/All That you need to know on Lebanese unfolding news and events

http://eliasbejjaninews.com/

 

 

الياس بجاني: ادعوكم لزيارة موقعي الألكتروني للإطلاع كل ما له علاقة بالتطورات اللبنانية باللغتين العربية والإنكليزية/ نشرات أخبار يومية ومختارات من التعليقات والتحاليل

Elias Bejjani/Visit My LCCC Web site/All That you need to know on Lebanese unfolding news and events

http://eliasbejjaninews.com/

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 13 شباط/2021

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/95959/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-973/

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/February 13/2021

#LCCC_English_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/95961/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-february-13-2021/

 

 

من الياس بجاني إلى الأصدقاء والمتابعين لموقعي على الفايسبوك: رجاء أخذ العلم بأن صفحتي على الفايسبوك قد حجبت قدمت احتجاج وسوف تتم مراجعة قرار الحجب كما افادوني ولكن ربما تطول الفترة بسبب الكرونا

تابعوني على موقعي الألكتروني وهذا رابطه

http://eliasbejjaninews.com

10 شباط/2021

Elias Bejjani: To my friends and followers On The Face Book

Please note that my account on the Face Book was temporarily Face Book is reviewing my refusal of their decision, but will take time as they said because of the Covid 19

Follow me on my web site..the link

 http://eliasbejjaninews.com

 

عائلة الشهيد لقمان سليم الأيقونة اللبنانية الوطنية والسيادية والإنسانية

الياس بجاني/13 شباط/2021

فيديو مقابلة من قناة الحدث مع عائلة الشهيد لقمان سليم/والدته وزوجته وشقيقتة.. والدته السيدة سلمى : لقد زرعوا خنجر في قلبي

http://eliasbejjaninews.com/archives/95964/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%82%d9%86%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%af%d8%ab-%d9%85%d8%b9-%d8%b9%d8%a7%d8%a6%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4/

 

 

 

 

/