الياس بجاني/غربة جعجع والجميل عن واقع الاحتلال وغرقهما في عاهة النرسيسية وفي تونالية العمى المتعّمد عن سلم أولويات تحرير لبنان

159

غربة جعجع والجميل عن واقع الاحتلال وغرقهما في عاهة النرسيسية وفي تونالية العمى المتعّمد عن سلم أولويات تحرير لبنان

الياس بجاني/07 حزيران/2021

غبطة البطريرك الراعي وفي كل موعظة ومناسبة يؤكد بصوت عال وصارخ بأن الحلول لمأساة لبنان لن تأتي من الداخل كون كل الآفاق السياسية مسدودة، ولهذا يطالب بمؤتمر دولي لتنفيذ القرارات الدولية ولتحييد الوطن الذي تحول إلى ساحة وقاعدة لحروب الآخرين.

والبطريرك ومعه قداسة البابا فرنسيس يؤكدان وبوضوح تام ودون أي لبس بأن الهجمة الانقلابية على لبنان هي خطيرة للغاية وتستهدف وجوده وكيانه وهويته وثقافية وحضارته وإنسانه.

من هنا فإن الانتخابات النيابية، وأيضاً الرئاسية في ظل الاحتلال الملالوي الانقلابي الذي يهدد وجود لبنان وحاضره ومستقبله ليست هي الحل، ولن تكون، وكل الأكثريات النيابية التي تكونت في مواجهة الاحتلال هذا منذ العام 2005 لم يكن لها أي فاعلية سيادية أو وطنية أو تحريريه بالمرة، ولنا خير مثال في هرطقة فرض عون رئيساً بعد تعطيل لاهي وقح استمر مدة طويلة (سنتان ونصف) مما يعني عملياً بأن لا قيمة ولا مصداقية لكل انتخابات رئاسية أو نيابية تجري بظل احتلال حزب الله.

وبعكس ما يعتقد سمير جعجع وسامي الجميل وغيرهما من المطالبين بالانتخابات والمنظرين والمحللين، فحزب الله يريدها وبقوة رغم معارضته المسرحية والاحتيالية والكاذبة لها، وهو لا يهمه إن حصل على أكثرية أو لم يحصل لأن كل من سيُنتخب كائن من يكون سيرضخ راضياً أو مرغماً للعمل تحت مظلته.

إذاً، حزب الله يريد الانتخابات لأنها تشرعن احتلاله وتلغي وتهمش كل مطالبة بمؤتمر دولي وتنفيذ قرارات دولية وتحييد واستعادة سيادة واستقلال وقرار.

ترى هل يعي كل من المعرابي الساكن سعيداً في عالم أحلام اليقظة، وفتى الكتائب “اليساري” بأنهما وغيرهما من الذين ستأتي بهم أية انتخابات نيابية أو رئاسية بظل احتلال حزب الله لن يكونوا غير أدوات ووجوه بربارة تنفذ مخططات ومشاريع الحزب اللاهي هذا تماماً كما هو حال مجلسنا الحالي المكون من مرتزقة وودائع واسخريوتيين وكتبة وفريسيين؟.

منطقياً، فإن كل مطالب بالانتخابات بظل احتلال حزب الله هو أناني ووصولي وانتهازي ومغرب عن متطلبات السيادة والاستقلال والتحرير، وناكرأً وجاحداً لتضحيات ودماء الشهداء، ورؤيته تونالية، ويريد فقط وفقط تأمين مصالحه وتحقيق أوهامه وآخر هم ع قلبه وضميره وأجندته مصالح الوطن والمواطنين.

جعجع تحديداً “مروكب”بحساباته وبخطابه على خلفية مرّضية توهمه بأنه سيصبح صاحب أكبر كتلة نيابية مسيحية، وهي بالتالي ستؤهله ليتولى رئاسة الجمهورية. هنا نسأل هذا المتعجرف والواهم، هل إن وصل إلى بعبدا بإمكانه وبظل الاحتلال أن يكون غير نسخة وربما أعطل بمليون مرة من نسخة عون الرئاسية المدمرة والكارثية؟

أما فتى الكتائب المرتدي للتضليل عباءة ستالين اليسارية ومنذ أن ورّثه والده الحزب فهو يغرد خارج كل ما هو تاريخ كتائبي ويتخبط في حالة رهيبة من الضياع الكامل ويعيش عمى سلم الأولويات، ومشكلته الأخطر كما مشكلة المعرابي هي تونالية مرّضية ومزمنة في الرؤيا حيث لا يرى غير نزواته وأحلامه السلطوية.

ربي أحمي لبنان وشعبه من قيادات اسخريوتية غريبة ومغربة عن واقع الاحتلال ومصابة بعمى رؤية سلم أولويات التحرير .

ونختم مع قول السيد المسيح: “مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة فيما المطلوب واحد”

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
رابط موقع الكاتب الألكتروني
http://www.eliasbejjaninews.com
*عنوان الكاتب الألكتروني
phoenicia@hotmail.com