الأب سيمون عساف: أول قربانة أو المناولة الأولى … يعتبر ألقربانة الأولى حدث هام في حياتنا المسيحية فالقربان المقدس هو ركيزة من اسرار الكنيسة

721

أول قربانة أو المناولة الأولى
الأب سيمون عساف/01 آيار/2021

 يعتبر ألقربانة الأولى حدث هام في حياتنا المسيحية فالقربان المقدس هو ركيزة من اسرار الكنيسة.

“المناولة الأولى” يتمّ تأخير مناولة الطفل الأسرار الالهية المقدسة (القربان المقدس) الى سن محدّدة يتمكّن عندها من تمييز معنى الافخارستيا وتفريقها عن الخبز العادي.

 يتمكّن بطريقةٍ ما من احترام وتقدير خصوصية هذه الأسرار بشيءٍ من الفهم والوعي والادراك لها، ويُقدّم الاحترام الواجب للرب يسوع المسيح. وتقول الكنيسة الكاثوليكية أنّ على الأطفال الذين يتقدّمون للمناولة أن يمتلكوا حدّاً من المعرفة كافياً، والقدرة على الاستعداد للمناولة ولفهم حقيقة سرّ المسيح وفدائه. كانت الكنيسة الأولى تُجيز للأطفال المناولة مباشرةً بعد نوالهم سرّ المعمودية المقدسة،

حدّد البابا بيوس العاشر (1903 – 1914) فقال: “لا يتناول القربان الاّ من بلغ السابعة من عمره”.

” مناولة احتفالية” ؟
ليس الهدف عدد المشتركين أو المصلين فيكفي ان نسال :كيف دخلوا قبل القداس وكيف خرجوا؟

ما هو الاعتراف والتناول ؟ مادة علمية سر الاعتراف هو سر التوبة. تَعترف لله عن خطاياك حتى يغفرها لك الله خطاياكم لا أعود أذكرها بل أرمها في بحر النسيان، الله لا يتذكر لنا خطايانا أن ذكرناها نحن.

سر التناول أو سر الافخارستيا هو تناول جسد ودم السيد المسيح للثبوت في المسيح تناول آيه ؟

■ الاعتراف في مفهوم الكنائس التقليدية :

1- إدراك المؤمن الخاطئ بفداحة خطيئته وفظاعتها ومحاسبته لنفسه عليها وإهانته للخالقه.

2- تبصر المؤمن في جلسته الخاصة بالأسباب التي أدت إلى سقوطه وإقراره بكامل مسؤوليته عما اقترف، وإدراكه أنه مصمم العزم عاقد النية على الإقلاع عن هذه الخطيئة (السيئة).

3- يقوم المؤمن التائب برفع صلاة قلبية إلى الله فيها التوبة والاعتذار وطلب الرحمة والمؤازرة لعدم العودة إلى هذه الخطيئة.

4- يقوم المؤمن التائب بأداء مقابلة شخصية (في الكنيسة ما أمكن) مع أب كاهن (ثابت ما أمكن) بروح التوبة والانسحاق وبروح الصلاة الاستجدائية لله التي يشترك فيها الاثنان المعترف وأب الاعتراف، يتأكد الكاهن (بقدر ما يمكنه) من صدق وأمانة المعترف وثبات عزم وإخلاص نيته ويستعرضا معاً بالتحليل والاستبصار أسباب السقوط وكيفية تلافي ذلك مستقبلاً.

أ- يكون أب الاعتراف مختصاً بمتابعة المعترف من وقت إلى لآخر. ومعرفة أحواله وخبيراً بأحواله النفسية والشخصية.

ب- يقوم أب الاعتراف بدور المشورة.

ج- يكون أب الاعتراف حلقة وصل بين المعترف والكنيسة كإدارة وكرعاه وأيضاً كرعية كجماعة.

د- نعتقد في مسيحيتنا أن الخطيئة (الذنب – السيئة) التي يقوم بها فرد من جماعة المؤمنين حقاً هي موجهة نحو الله مباشرةً ويتوجب الحصول على حل من الله عن طريق الكاهن الذى نعتقد بكونه وكيلاً لشريعة الله على الأرض. في إطار منظومة الكنيسة.

هـ- نعتقد أيضاً في كنيستنا أن الخطيئة أو السيئة تنعكس سلباً على الكنيسة كشخصية جمعية وعلى جماعة المؤمنين فيها. حيث تنتقص من بر وقداسة الجماعة كلها وتستجلب غضب الله وتنحدر بالمجتمع.

الكاهن هنا دوره مندوباً ووكيلاً عن هذا المجتمع الروحي. ناهيك عن دور الإرشاد والمشورة. والإشراف على النظام والقانون.

و- تعتقد كنائسنا أن الأب الكاهن المكلف بهذه المهمة هو معلم، لا يقف عازلاً أو حاجزاً بين المتعلم وبين العلم أو كالطبيب لا يقف عازلاً أو حاجباً بين المريض وبين الشفاء. فهو عريف مُعّرَّف طبيب حاذق نطاسي خبير. مربي صالح لبنيان النفوس وبالتالي الكنيسة وليس العكس (أي أنه مقصود به أن يكون جزءاً من الحل – لا جزءاً من المشكلة).

■ التناول في مفهوم الكنائس التقليدية :

أن هناك عملاً سرائرياً غير منظور للحواس الحسية الفاحصة عملاً sacramental.  بإعطاء نعمة غير منظورة تحت أعراض مواد حسية منظورة ملموسة لهدف التعامل مع الحواس البشرية الضعيفة المحتاجة.

فالهدف من التناول هو تناول المسيح فعلاً وحقاً ليندمج في أجسادنا يسير ويدور في دمائنا وينبني خلايا حية عاملة في أجسادنا : المسيح أراد أن يحيا فينا واهبا فينا حياته هو. وهو على ذلك قدير.

متى أراد فهو قادر، ومتى وعد فهو عامل فاعل حتى لو لم تدركه حواس الفحص والبحث.

نحن نتناول المسيح تحت أعراض الخبز والنبيذ. الخمرممزوجاً بالماء

ونعتقد أننا نتناول المسيح الحي نحيا به.

ما هو التناول الالهي ؟وما هي فوائده للمؤمن ؟

إن تناول احد الأسرار الإلهية هو من أهم الوسائط الروحية وأعمقها اثراً في الإنسان. سواء من جهة مفعول هذا السر بذاته كما شرح الرب، أو فائدته الروحية الواضحة في الاستعداد له، أو من جهة نتائجة الواضحة وتأثيره الروحي في المتناول.

أن أتناول يعني أن أثبت في الرب أن أتعالج : وذلك حسب قول الرب في إنجيل يوحنا ” مَن يأكل جسدي ويشرب دمي، يثبت في وأنا فيه ” (يو 6: 56).

 وهنا لا يتحدث عن الحياة مع الله فقط، وإنما بالأكثر الثبات فيه.

التناول هو الخبز الروحي : قال عنه الرب في (يوحنا6) إنه الخبز الحى النازل من السماء، هو خبز الحياة ” إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد ” وهو ” الواهب الحياة للعالم “.. كما قال الرب ” من يأكل جسدي ويشرب دمي، فله حياة أبدية.، وأنا أقيمة في اليوم الأخير” (يو 6: 54).. ” من يأكل هذا الخبز، فإنه يحيا إلى الأبد ” (يو 6: 58). إنه خبز الحياة، لأنه سبب حياة روحية للإنسان.

التناول هو عمليه تطعيم كما في الأشجار: إذ يمكن أن تطعم شجرة ما بشجرة أفضل، فتبقى هذا الشجرة الأفضل، بدلاً من طبيعة الشجرة الأولى. وهكذا فإن طبيعتنا البشرية – في سر الأفخارستيا – تحدث له عملية تطعيم بجسد الرب و دمه.. و قد أعطانا الرب مثالاً لعملية التطعيم، بكنيسة العهد الجديد (الزيتونة البرية) التي أمكن تطعيمها في الزيتونة الأصلية التي للعهد القديم، فأصبحت ” شريكاً في أصل الزيتونة ودسمها “. وبالتناول، كأغصان في الكرمة ، حينما نثبت فيها بالتناول، تسري فينا عصارة الكرمة، فنتغذى بها ونحيا ” ونأتي بثمركثير

التناول أيضاً هو عهد مع الله : كما نذكر قول الرب الذي نردده في القداس الإلهي ” لأنه في كل مرة تأكلون من هذا الخبز، وتشربون من هذه الكأس، تبشرون ببملكوتي، وتعترفون بقيامتي، وتذكرون موتي حتى مجيء ” ( فهل نحن في كل تناول، ندخل في عهدٍ مع الرب أن نذكره إلى أن يجيء؟! من أجل هذا العهد بين الرب وبيننا، فإن يوم الخميس الكبير الذي سلم فيه الرب هذا السر لتلاميذه القديسين، نسميه (خميس العهد).. ليتك تذكر باستمرار في كل مرة تتناول فيها، أنك تدخل في عهد مع الرب..

التناول لمغفرة الخطايا : نذكر في التناول أيضاً بركاته التي نسمعها عن الاعتراف ، إذ يقول الكاهن: ” عبد الله يتناول جسد ودم ربنا يسوع المسيح لمغفرة خطاياه وللحياة الأبدية”

وسر الافخارستيا هو استمرارية لذبيحة المسيح الذي نتناول دمه الكريم. وكما قال القديس يوحنا الرسول عن هذا الدم إنه ” يطهرنا من الخطية، يعدنا للحياة الأبدية. فبمخافة الله وإيمان ومحبة فلنتقدم للتناول.

  سر الافخارستيا Eucharist في الكتاب المقدس:
أسس الرب يسوع هذا السر لان به الثبات فيه “من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه” (يو6 : 56) وبه ننال الحياة الأبدية “أنا هو الخبز الحي النازل من السماء إن أكل احد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم” (يو6 : 51).  وبه ننال الخلاص والاستنارة “الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا” (كولوسي 1 : 14).

وقد قال الرب للتلاميذ “هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم، اصنعوا هذا لذكري” (لو19:22).

قال هذا للرسل وهم مجتمعون معه في العلية يوم خميس العهد.

 ولهذا فإن بولس الرسول حينما يتعرض لهذا الأمر يقول: “كأس البركة التي نباركها، أليست هي شركة دم المسيح؟!  الخبز الذي نكسره، أليس هو شركة جسد المسيح؟!” (1كو16:10).  فقال: “نبارك ونكسر”، دليل على الفعل، وقال “شركة دم المسيح” دلالة على قدسية هذا الأمر وأنه سر مقدس.

 رموز سر التناول في العهد القديم
ذبيحة ملكي صادق التي كانت من خبز وخمر “وملكي صادق ملك شاليم اخرج خبزًا وخمرًا وكان كاهنا لله العلي وباركه وقال مبارك إبرام من الله العلي مالك السماوات والأرض” (الخروج 14) وقد ذكر الرسول بولس أن “ملكي صادق هذا ملك ساليم كاهن الله العلي الذي استقبل إبراهيم راجعا من كسرة الملوك وباركه فقسم له إبراهيم عشرا من كل شيء المُتَرجَم أولًا ملك البر ثم أيضًا ملك ساليم أي ملك السلام بلا آب بلا أم بلا نسب لا بداءة أيام له ولا نهاية حياة بل هو مشبه بابن الله هذا يبقى كاهنا إلى الأبد” (عبرانيين 7).

  1. الجمرة التي وضعها الملاك علي شفتي إشعياء النبي: “في سنة وفاة عزيا الملك رأيت السيد جالسا على كرسي عال ومرتفع وأذياله تملا الهيكل السارافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة أجنحة باثنين يغطي وجهه وباثنين يغطي رجليه وباثنين يطير وهذا نادى ذاك وقال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض فاهتزت أساسات العتب من صوت الصارخ وامتلأ البيت دخانا فقلت ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين لان عيني قد رأتا الملك رب الجنود فطار إلى واحد من السارافيم وبيده جمرة قد أخذها بملقط من على المذبح ومس بها فمي وقال أن هذه قد مست شفتيك فانتزع إثمك وكفر عن خطيتك” (اشعياء 6: 1-7). فكانت حقا هذه الجمرة هي التناول المقدس الذي يعطي لمغفرة الخطايا “لان هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا” (متى 26: 28).

  2. المن النازل من السماء: كان المن رمزًا جليا لجسد الرب لان التناول المقدس “هو الخبز الذي نزل من السماء ليس كما أكل آباؤكم المن وماتوا من يأكل هذا الخبز فانه يحيا إلى الأبد” (يو6 : 58) “وأما المن فكان كبزر الكزبرة ومنظره كمنظر المقل كان الشعب يطوفون ليلتقطوه ثم يطحنونه بالرحى أو يدقونه في الهاون ويطبخونه في القدور وكان طعمه كطعم قطائف بزيت ومتى نزل الندى على المحلة ليلا كان ينزل المن معه” (عدد 11) وفي (مزامير 105: 40 ) “سألوا فأتاهم بالسلوى وخبز السماء أشبعهم” وقارن الرب جسده الحبيب بالمن في (يو6: 47 ) “الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية أنا هو خبز الحياة آباؤكم أكلوا المن في البرية وماتوا هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء إن أكل احد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد والخبز الذي أنا أعطى هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم… الحق الحق أقول لكم انتم تطلبونني ليس لأنكم رأيتم آيات بل لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يعطيكم ابن الإنسان لان هذا الله الآب قد ختمه….الحق الحق أقول لكم ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء بل أبي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء لان خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم فقالوا له يا سيد أعطنا في كل حين هذا الخبز فقال لهم يسوع أنا هو خبز الحياة من يقبل إلى فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدًا”.

  3. خروف الفصح: إن للتناول المقدس له قدسيته الخاصة ويجب التناول منه باستحقاق أي التوبة والنقاوة والإيمان بفاعليه السر وقد شرح الرسول بولس ذلك “إن الرب يسوع في الليلة التي اسلم فيها اخذ خبزا وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم اصنعوا هذا لذكري كذلك ألكاس أيضًا بعدما تعشوا قائلًا هذه ألكاس هي العهد الجديد بدمي اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري فأنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء إذا أي من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرما في جسد الرب ودمه ولكن ليمتحن الإنسان نفسه وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من ألكاس لان الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب من اجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون” (1كو11) وفي رسالته إلى أهل كورونثوس الأول الأصحاح العاشر قال “كاس البركة التي نباركها أليست هي شركة دم المسيح؟ الخبز الذي نكسره أليس هو شركة جسد المسيح؟ فإننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد”.

*أهمية التناول وفائدته:
1- أول أهمية له هي الثبات في الرب: “مَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي، يثبت فيَّ وأنه فيه” (يو56:6).

2- كذلك التناول هو الخبز الروحي: “مَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي، فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير” (يو54:6). “من يأكل هذا الخبز، فإنه يحيا إلى الأبد” (يو58:6).

3- هذا التناول هو عملية تطعيم كما في الأشجار (رو17:11؛ يو5:15).

4- كما نقول في القداس: “يُعطى عنّا خلاصًا، وغفرانًا للخطايا، وحياة أبدية لمن يتناول منه”، مثل قول الكتاب في (عب22:9؛ 1يو7:1).

6- التناول أيضًا هو عهد مع الله: فنقول في القداس الإلهي قول الكتاب “لأنه في كل مرة تأكلون من هذا الخبز، وتشربون من هذه الكأس، تبشرون بموتي، وتعترفون بقيامتي، وتذكرونني إلى أن أجيء” (1كو26:11).

التناول يعطى الإنسان حصانة ضد الخطية.
غذاء الجسد يعطية صحة ومناعة وحصانة ضد الجراثيم والميكروبات التي تهاجمه،

كذلك التناول من جسد المسيح ودمه الاقدسين يعطى الروح مناعة وحصانه ضد جراثيم الخطية وحروب الشيطان ولذات الجسد فيحيا الإنسان غالبا منتصرا في جهاده الروحي.

والمرنم يقول “ترتب امامى مائدة تجاة مضايقى” (مز 23: 5)