فيديو ونص رسالة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي بمناسبة الفصح المجيد

106

فيديو ونص رسالة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي بمناسبة الفصح المجيد
موقع بكركي/03 نيسان/2021

Rahi: Citizens’ Rights Must be Prioritized over Sects
Naharnet/April 03/2021
Maronite Patriarch Beshara el-Rahi on Saturday criticized Lebanese leaders for bickering over government shares while the people suffer from poverty and a crippling economic and financial crisis ongoing for more than a year.“The rights of sects must come to an end in front of the citizen’s right for food. We only want peace, not war. Neutralization of Lebanon falls in the interest of everyone, while the international conference can eliminate the piling conflicts (between leaders),” said Rahi during the Easter message.
Rahi lashed out at the “merciless” ruling authority, he said: “How distant is the ruling authority from mercy. How painful it is to see them manipulate the fate of the nation, unaware of their erroneous choices while others hold on to (foreign) nations other than Lebanon at the expense of the people,” he added. On claims that some articles of the constitution are “ambiguous” and are to blame for the cabinet formation delay, Rahi said the “Constitution is the solution for the government impasse.” Al-Rahi called for “a government of non-partisan specialists in which no party has a blocking third that meets the aspirations of the Lebanese.”He concluded voicing fears for Lebanon’s entity, “It has become evident that we are in front of a scheme aiming to change Lebanon’s entity, system and form,” the Patriarch concluded.

فيديو ونص رسالة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي بمناسبة الفصح المجيد
موقع بكركي/03 نيسان/2021

وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رسالة الفصح الى اللبنانيين جميعا والمسيحيين خصوصا، مقيمين ومنتشرين، بعنوان: “المسيح قام حقا قام”، من كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، في حضور عدد من المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والراهبات، جاء فيها:

إخواني السادة المطارنة الأجلّاء، في لبنان والنطاق البطريركيّ وبلدان الإنتشار
وقدس الرؤساء العامّين والرئيسات العامّات، المحترمين
وأبناءنا الكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات،
وأبناء كنيستنا وبناتها الأحبّاء،
المسيح قام! حقًّا قام!
1-بفرح القيامة الممزوج بدموع الحزن والألم والقلق، أحيّيكم جميعًا وأهنّئكم بعيد الفصح المجيد، وفي قلوبنا رجاء أقوى من اليأس والقنوط. فبقيامة يسوع فادينا من بين الأموات، إنتصرت المحبّة على الموت، والنعمة على الخطيئة، والحياة على الفناء؛ وتشدّد الرجاء بقيامة الإنسان والمجتمعات والأوطان إلى حياة أفضل.

قيامة المسيح جوهر الإيمان المسيحي
2-قيامة المسيح هي جوهر إيماننا المسيحيّ. فلأنّه مات لفداء خطايا كلّ إنسان وخطايا البشريّة جمعاء، قام من الموت ليهبنا ثمرة الفداء: الحياة الجديدة بالروح القدس الذي يشركنا روحيًّا في قيامة المسيح. ما جعل بولس الرسول يقول: “لو لم يقم المسيح، لكان إيماننا باطلًا، ولكنّا شهودًا كذبة، ولحسبنا نفوسنا أشقى الناس ولمتنا بخطايانا” (1 كور 15: 14، 15، 19).

كما أنّ موت يسوع كان حدثًا تاريخيًّا ثابتًا بشهادة قائد المئة (متى 27: 45-56)، وبطعن صدر يسوع بحربة (لو 23: 44-49)، وبدفنه على يد يوسف الرامي (لو 23: 50-56)، كذلك قيامته من بين الأموات حدثٌ تاريخيّ ثابت، والشهود عليها كثر وهم: حرّاس القبر الذين ارتعبوا عند دحرجة الحجر، وللتوّ أخبروا الأحبار والشيوخ (متى 28: 2-4، 11-15)، مريم المجدليّة التي رأته وناداها باسمها (يو 20: 11-18)، النسوة اللواتي أتين بحنوط صباح الأحد باكرًا، فوجدن الحجر قد دُحرج، واعلمهنّ الملاكان أنّ يسوع قام (مر 16: 6-7؛ متى 28: 10)، بطرس ويوحنّا اللذان رأيا القبر الفارغ واللفائف والمنديل (يو 20: 3-8)، تلميذا عمّاوس اللذان رافقهما يسوع في الطريق وشرح لهما ما كتب عنه في موسى والأنبياء والمزامير، ولم يعرفاه إلّا عند كسر الخبز (لو 24: 13-35)، وأخيرًا شهادة الأحد عشر الذين تراءى لهم الربّ في مساء ذاك الأحد (يو 20: 22-29).

إنّنا نؤكّد على تاريخيّة موت المسيح وقيامته، لكي تطبع حقيقة الموت والقيامة حياة كلّ إنسان، “فيموت” عن الخطيئة والشرّ والذات، “ليقوم” بنعمة المسيح القائم إلى حالة النعمة والخير والعطاء المتفاني.

إعتلان رحمة الله
3-في سرّ المسيح المصلوب والقائم من الموت، اعتلنت لنا رحمة الله العظمى، لكي تكون هي ثقافتنا المسيحيّة فنمارسها تجاه كلّ إنسان، وبخاصّة في الظروف الإقتصاديّة والمعيشيّة الخانقة، وبها نساهم في جعل المجتمع والعالم أكثر إنسانيّة. ومعلوم أنّه بقدر ما يفقد الضمير البشريّ معنى كلمة “الرحمة”، تحت تأثير الروح الماديّة والمصالح الفرديّة وإنحلال الأخلاق وتفشّي الفساد بمختلف أشكاله، وبقدر ما يبتعد هذا الضمير عن الله، وهو بالحقيقة صوته في أعماق الإنسان، وينأى بالتالي عن ثقافة الرحمة، بالقدر عينه يعود للكنيسة الحقّ والواجب في التوجّه إلى رحمة الله بصراخ شديد (عب 5: 7). فتّتجه إلى المسيح المعلّق على الصليب والقائم من بين الأموات. وتكتشف تلك المحبّة الأقوى من الموت والأقدر من الخطيئة ومن أي شرّ، والتي ترفع الإنسان من الدرك الذي إنحدر إليه، وتحرّره في الوقت عينه من أشدّ المخاطر (راجع الرسالة العامّة للقديس البابا يوحنّا بولس الثاني، “الرحمة الإلهيّة” 15).

لو أدركت الجماعة السياسيّة
4-ما أبعد الجماعة السياسيّة ولا سيّما تلك الحاكمة عندنا عن ثقافة الرحمة الموحاة للبشريّة في سرّ موت المسيح وقيامته: موتِه لفداء جميع الناس من خطاياهم، وقيامتِه لبثّ الحياة الإلهيّة فيهم ولقيامتهم إلى حياة أفضل! هذه هي الحقيقة العظمى التي توجّه الضمير الذي يسميّه المجمع الفاتيكاني الثاني “المركز الأعمق سرّية في الإنسان، والهيكل الذي يختلي فيه بالله، ويستمع إلى كلامه، والشريعة التي تتحقّق في حبّ الله والقريب” (الكنيسة في عالم اليوم، 16).

وكم يؤلمنا أن نرى الجماعة الحاكمة ومن حولها يتلاعبون بمصير الوطن كيانًا وشعبًا وأرضًا وكرامة! ويؤلمنا بالأكثر أنّها لا تدرك أخطاء خياراتها وسياساتها، بل تمعن فيها على حساب البلاد والشعب! وكم يؤلمنا أيضًا أنّ بعضًا من هذه الجماعة يتمسّك بولائه لغير لبنان وعلى حساب لبنان واللبنانيّين!

وما القول عن الّذين يُعرقلون قصدًا تأليفَ الحكومة ويشلّون الدولةِ، وهم يَفعلون ذلك ليُوهموا الشعبَ أنَّ المشكلةَ في الدستورِ، فيما الدستورُ هو الحلّ، وسوء الأَداء السياسيّ والأخلاقيّ والوطنيّ هو المشكلةُ؟

لقد صار واضحًا أنّنا أمامَ مخطّطٍ يَهدِفُ إلى تغييرِ لبنان بكيانِه ونظامِه وهوِّيتِه وصيغتِه وتقاليدِه. هناك أطرافٌ تَعتمدُ منهجيّةَ هدمِ المؤسّساتِ الدستوريّةِ والماليّةِ والمصرفيّةِ والعسكريّةِ والقضائيّةِ، واحدةً تلو الأخرى. وهناك أطرافٌ تعتمدُ منهجيّةَ افتعالِ المشاكلَ أيضًا لتَمنعَ الحلولَ، والتسويات.

  1. فليدرك الجميع أنّ الحياة الوطنيّة ليست حِصصًا، بل هي تكاملُ قيمٍ ولقاءُ إرادات وربحٌ مشترك. الحياةُ الوطنيّةُ هي الفرحُ بالآخَر لا الانتصارُ عليه. فليخرج الجميع من متاريسهم السياسيّةِ ويلتقوا إخْوةً، في رحابِ الوطن وشرعيّةِ الدولة وتعدّديّةِ المجتمع. إنَّ معيار إعادةِ النظرِ بالنظامِ هو الحاجةُ إلى مواكبةِ العصرِ والتقدِّم وتحقيقِ الأمنِ الاجتماعيّ، لا العودةُ إلى الوراء وتحقيقُ المكاسب الفئويّةِ والسياسيّةِ والطائفيّةِ والمذهبيّة والحزبية. إنّ حقوقَ الطوائف وحِصَصَها تتبخّر أمامَ حقوقِ المواطنين في الأمنِ والغذاءِ والتعليمِ والطبابةِ والعملِ والازدهارِ والسلام.

  2. من هذه المنطلقات الحضاريّةِ والإنسانيّة والوطنيّة طَرحْنا مشروعَي إعلانِ حيادِ لبنان وانعقادِ المؤتمرِ الدوليِّ الخاصِّ به. فلبنان الحياديُّ هو لبنانُ الإستقرار والسلام. أمّا لبنانُ المنحاز فهو لبنانُ الإضطراب والحربِ. نحن نريد السلامَ لا الحرب. الحياد هو لمصلحة الجميع، وينقذ الجميع. أما المؤتمرُ الدوليُّ، فيزيل النقاط الخلافيّة المتراكمة، وهو خَشبةُ خلاصٍ لأنه سيعطي لبنان عمرًا جديدًا من خلال تثبيتِ كيانِه، وحدودِه الدوليّة، وتجديدِ الشراكةِ الوطنيِّة، وتعزيزِ السيادةِ والاستقلال، وإحياءِ الشرعيّة، وتقويةِ الجيش، وتنفيذ القرارات الدولية، وحلِّ موضوعَيْ النازحين السوريّين واللاجئين الفِلسطينيّين. إنَّ الأممَ المتّحدةَ وأصدقاءَنا العربَ والدوليّين منفتحون على نقاشِ هذا الطرحِ لأنّهم مُهتمّون بمساعدةِ لبنان على بقائهِ دولةً حرّةً ومميّزةً في هذا الشرق.

ميزات الحكومة المطلوبة
7-وإنّنا نعلي الصوت مع جميع اللبنانيّين بتأليف حكومة تعيدُ إنعاشَ المؤسّساتِ، وتُطلقُ ورشةَ الإصلاحِ لتأتيَنا المساعداتُ العربيّةُ والدوليّة الموعودة. ونتساءل: لماذا هذا التأخير طالما الجميعُ يعلنون، اذا صحّت النوايا- أي لا نقول الشيء ونفعل نقيضه- أنّهم يريدون حكومةً تتميّز بالخصائص والمعايير التالية:
1) حكومةُ اختصاصيّين مستقلّين غيرِ حزبيّين يتمتعون بالمهارة والخبرة والحس الوطني، فيوحون بالثقةِ والقدرةِ على النجاح.
2) حكومةٌ لا يَملك فيها أيُّ طرفٍ سياسيٍّ أو حزبيٍّ أو نيابيٍّ الثلثَ المعطِّل الذي هو أساساً غيرُ موجود في الدستور أو في الميثاق.
3) حكومةٌ تَتَّبِعُ في عمليّةِ تأليفِها نصَّ الموادِّ الدستوريّةِ وروحَها ومفهومَ الميثاقِ الوطنيّ من دون فذلكاتٍ لا مكانَ لها في الظرفِ الراهن.
4) حكومةٌ تلبّي حاجاتِ المواطنين ويرتاحُ إليها المجتمعَان العربيُّ والدوليّ.

نداء
من وحي السرّ الفصحيّ، حيث تتلألأ المحبّة الإلهيّة اللامتناهية والرحمة الأقوى من الخطيئة، أقول بكلّ محبّة لجميع المتسببين في أزمة عدم تشكيل الحكومة وتداعياتها الإقتصاديّة والنقديّة والماليّة والمعيشيّة: كفّوا عن السلوك الـمُهينِ والمهيْمِن والأنانيِّ والسُلطويّ. كفّوا عن التضحيّةِ بلبنانَ واللبنانيّين من أجلِ شعوبٍ أخرى وقضايا أخرى ودولٍ أخرى. كفّوا عن الاجتهادات الشخصيّة في التفسيراتِ الدستوريّةِ وعن البِدعِ الميثاقيّة. أفرجوا عن القرارِ اللبنانيِّ والشعبِ. ومن وحي هذا العيد المبارك أقول للجميع: وطننا لبنان وطنُ المحبّةِ لا وطن الأحقاد. وطننا وطن السلامِ لا وطنُ الحروبِ والفتنِ والاغتيالات. وطننا وطنُ الحضارة لا وطنُ الانحطاط. وطننا وطنُ الانفتاحِ لا وطنُ الانعزال، وطننا لبنان هو وطن القديسين.

  1. إنّ قيامة المسيح جعلتنا أبناء القيامة وبناتها، وأضاءت في قلوبنا شعلة رجاء لا تنطفئ. هذه حال أجيالنا الطالعة الواعدة، واللبنانيّين الأحرار ذوي الإرادة الصالحة، والقوى الحيّة، وأصحاب الكفاءات، الذين أضاؤوا شعلة الثورة الحضاريّة الرافضة بعناد للدولة المرتهنة، والساعين قدمًا نحو بناء دولة حرّة وقويّة بحقّها وبقوّتها الذاتيّة وبعلاقاتها العربيّة والدوليّة، وبانفتاحها على الأخوّة الإنسانيّة الشاملة.

الكنيسة هي في طليعة السائرين في هذا الطريق الجديد الذي يضيئه نور القيامة.
المسيح قام! حقًّا قام!
#البطريركية_المارونية #البطريرك_الراعي #شركة_ومحبة #حياد_لبنان  #الراعي #بكركي