باسمة عطوي من موقع جنوبية: القوات تختبئ وراء معارضة شيعية مزعومة لتفتح على حزب الله/د. منى فياض: كيف نحاور طرفا يضع سلاحه على الطاولة؟/الياس بجاني: انكشاف وسقوط كل اقنعة المعرابي جعجع الحالم بأوهام كرسي الرئاسة المرّضية والمنسلخ والمتعامي عن كل ما هو غير اجندته السلطوية والدكتاتورية

218

الياس بجاني/سقوط كل اقنعة المعرابي الحالم بأوهام كرسي الرئاسة المرّضية والمنسلخ  والمتعامي عن كل ما هو غير اجندته السلطوية والدكتاتورية

باسمة عطوي من جنوبية: القوات تختبئ وراء معارضة شيعية مزعومة لتفتح على حزب الله
د. منى فياض لجنوبية: كيف نحاور طرفا يضع سلاحه على الطاولة؟
باسمة عطوي/جنوبية/24 شباط/2021
أثارت مقالة الصحافي شارل جبور “حوار على المكشوف ومن دون كفوف” والتي نقل فيها عن مصادر “ملتبسة” ومزعومة اسماها “أوساط شيعية معارضة” لـ”حزب الله” تعتبر بأن “لا حل للأزمة اللبنانية من دون الاصرار على مؤتمر حوار وطني وملاقاة الحزب بدعوته إلى مؤتمر تأسيسي”. علامات إستفهام في أوساط المعارضة الشيعية المعروفة “أصلا وفصلا” لأسباب عدة، أولها أنه لا يوجد في صفوفها من يتبنى منهجية التفكير هذه، وثانيها تشكيكها بأن تكون “الأوساط” التي تحدث عنها جبور هي محاولة “جس نبض” قواتية لمعرفة مدى إستعداد الحزب للحوار معها كشريك مسيحي، بديل عن شراكته مع التيار الوطني الحر الذي خسر الكثير من وزنه المسيحي ومكانته الدولية. إذا سبب تحفظ المعارضة الشيعية على ما ظهر من “طروحات في مقالة جبور” هو أنها تعتبر نفسها في صلب ثورة 17 تشرين، وتقول مصادرها لـ”جنوبية” أن “المطلوب ليس روتشة نظام المحاصصة الطائفية وإعادة إقتسامه، لأن أغلبية المعارضة الشيعية تريد دولة مدنية”، لافتة إلى أن “الكلام المنقول عن المعارضة الشيعية لا يمثلها، لأن وقوفها ضد الثنائي الشيعي ليس إعتراضا على أن حصة الشيعة في الدولة ضئيلة، بل لأنها ضد المحاصصة التي تريد إلغاءها من أجل دولة المواطنة”.

الهدف الحقيقي من هذه المقالة هو فتح القوات لحوار مع حزب الله، من أجل الوصول إلى رئاسة الجمهورية
يعتبر المصدر أن “الهدف الحقيقي من هذه المقالة هو فتح القوات لحوار مع حزب الله، من أجل الوصول إلى رئاسة الجمهورية وصياغة تسوية جديدة معه، فالقوات تريد السير على نفس الخطى التي سار عليها ميشال عون سابقا وأوصلته إلى سدة الرئاسة”، مشيرا إلى أن “من ينصح القوات بذلك يخدعها لأن الحزب ليس بوارد التخلي عن سلاحه وإنتخاب سمير جعجع لرئاسة الجمهورية مقابل لا شيء”.

المعارضة الشيعية والنقاش مع حزب الله
تقارب الناشطة السياسية الدكتورة منى فياض ما نقله جبور عن “ما يسمى المعارضة الشيعية” من زاوية أوسع، فبرأيها هناك عدة نقاط يمكن تسجيلها على الطروحات التي تضمنتها المقالة، وتوضح لـ”جنوبية” أنه “لو كان هناك معارضة شيعية جدية تكونت وأطلقت هذا الكلام، فمن الاجدى بها التواصل والنقاش مع حزب الله حول طروحاتها لأن هذه الطروحات تناسب الحزب”، معتبرة أن “توصيف جبور للمشكلة حول أن إتفاق الطائف قام بتسوية بين السنة والمسيحيين ليس دقيقا، لأن الشيعة هم جزء من المسلمين وحين تكونت الدولة اللبنانية كان المسلمون هم السنة والشيعة، وكان هناك تطابق في الافكار بينهم في ما خص البعد العربي للبنان، والتسوية في الطائف حصلت بين المسلمين (سنة وشيعة) وبين المسيحيين وليس صحيحا التفريق بينهم”. ينقل جبور في مقالته “دعوة ما أسماها المعارضة الشيعية إلى فتح حوار ونقاش عميق مع حزب الله لتهيئة الارضية اللازمة للوصول إلى حل على غرار ما حصل بين الاطراف اللبنانية قبل الطائف إلى أن أنتجت هذه الحوارات المتراكمة وثيقة الوفاق الوطني”، لكن فياض ترد على هذه الدعوة بالتذكير بأن “حزب الله رفض الطائف كما رفضه العونيون لأن لكل منهم أجندة خاصة، ولا يعنيهم الحفاظ على الجمهورية اللبنانية، فالتيار العوني يريد وضع يده على السلطة، والحزب يريد المساهمة في وضع إيران يدها على الدولة اللبنانية ولا يمكن إجراء هذا النوع من المقارنات”.

د. منى فياض لـ”جنوبية”: بعد أن وضع حزب الله يده على الدولة اللبنانية إنهارت هذه الدولة
تضيف:” أما النقطة الثانية التي تقول أن الحزب أكمل السياسة التي كان ينتهجها السوريون بعد خروجهم من لبنان ليس دقيقا، صحيح أن السوريين منعوا تطبيق إتفاق الطائف ووضعوا يدهم على كل مفاصل الدولة، لكن الدولة اللبنانية بقيت قائمة شكليا وبقي الاحترام لهذه الشكلية موجودة”، معتبرة أنه” بعد أن وضع حزب الله يده على الدولة اللبنانية اليوم بمعاونة آخرين، إنهارت هذه الدولة ووصلنا إلى وضعية الدولة الفاشلة بكل مقاييسها ، وهذا ما رأيناه مثلا في عدم إنتخاب رئيس للجمهورية لمدة سنتين ونصف تقريبا، لأن حزب الله لا يقبل إلا بإنتخاب رئيس معين وهذا ما لم يكن يحصل أيام السوريين”.

طرح جبور في مقاله ضرورة الحوار مع حزب الله هو عكس ما تريده ثورة 17 تشرين
وترى أن “طرح جبور في مقاله ضرورة الحوار مع حزب الله، هو عكس ما تريده ثورة 17 تشرين التي لا تريد الخروج من منظومة حكم تسهل للخارج السيطرة على لبنان إلى منظومة إعادة تقسيم الحصص”، مشددة على أن “المعارضة الشيعية تريد إسترجاع لبنان المواطنة، فحليف حزب الله يقول أنه يريد دولة مدنية ، لكن السؤال هل الدولة المدنية تقف عند طائفة قيادة الجيش أو مأموري الاحراج مثلا، هذه النقاط كلها خارج الدستور والاعراف”.

المطلوب تحرير البلد عبر سحب الغطاء الشرعي عن الحزب والذي تؤمنه له التحالفات القائمة!
تصف فياض ما “يطبق الآن هو خارج أي عرف أو دستور ونحن نعيش في دولة محتلة، وبالتالي من يتصور أن التنازل للحزب سيوصل إلى حل فهو مخطئ والدليل هو أن الحزب وضع يده على البلد”، وتعتبر أن “المطلوب تحرير البلد عبر سحب الغطاء الشرعي عن الحزب والذي تؤمنه له التحالفات القائمة بين الحزب وبين التيار الوطني والتحالف الذي حصل بين القوات والتيار”.

هل يقبل الحزب محاورة القوّات؟
وتذكّر أنه “منذ العام 2006 حصلت طاولات حوار في لبنان من دون أي طائل”، وتسأل “كيف يمكن محاورة طرف يضع سلاحه على الطاولة، ولماذا عليه تقديم تنازلات في طاولة الحوار إذا كان يحصل على ما يريد بسبب تغطية بعض الاطراف له، وهل يقبل الحزب الحوار مع القوات مثلا وهل هناك ضمانات بأن يتنازل عن كل ما يسيطر عليه من أجل إرضاء المكونات اللبنانية الاخرى؟”. وتختم: “أي نظام جديد سيتم الاتفاق عليه في ظل سيطرة حزب الله على مفاصل الدولة، سيُدخل إيران أكثر وأكثر في تفاصيلنا السياسية، أما الحل هو بتفعيل مبادرة بكركي والمساعدة من أجل تطبيق الدستور والطائف قرارات الشرعية الدولية قبل أي بحث في الاصلاحات المطلوبة مهما كان نوعها”.

==================================

الياس بجاني: مقالة لشارل جبور هي رسالة مشفرة من المعرابي لحزب الله تقول ع المكشوف وبدون كفوف: عملوني رئيس جمهورية وخذوا ما يدهشكم/معنص الرسالة المعرابية المكشوفة المرامي والأهداف

المعرابي ووهم كرسي بعبدا ورسالة لحزب الله ع المكشوف وبدون كفوف
الياس بجاني/22 شباط/2021
نشرت جريدة الجمهورية اليوم مقالة للصحافي شارل جبور المسؤول الإعلامي في شركة حزب قوات سمير جعجع كل ما جاء فيها مكشوف ومفضوح 100% لجهة استعداد جعجع التنازل عن كل شيء لحزب الله مقابل إيصاله إلى قصر بعبدا.
الطرح الوهمي والخيالي “الرسالة” الذي نسبه جبور لمعارضي حزب الله من الشيعة لا وجود ولا أساس له لا من قريب ولا من بعيد، وهو غريب ومُغرب عن كل طروحات المثقفين والناشطين والإعلاميين والسياسيين الشيعة اللبنانيين السياديين والإستقلاليين الرافضين لهيمنة واحتلال وإرهاب وإيدولوجية ومفاهيم ولاية الفقيه الملالوية.
الطرح الإنبطاحي والباطني والإستجدائي هذا هو وباختصار ودون كفوف وع المكشوف رسالة مشفرة لحزب الله من جعجع المتشاطر والمتذاكي والحالم بكرسي بعبدا والموهوم بها والأعمى على كل ما عدها.
هذه الرسالة المفضوحة بمراميها واهدافها من قبل كل من يعرفون تكوين شخصية المعرابي تقول لحزب الله: انا مستعد أن اقبل بمؤتمر تأسيسي كما تريدون، وبالتخلي عن اتفاقية الطائف المرفوضة من قبلكم، وعلى استعداد تام لأعطيكم قيادة الجيش وموقع نيابة رئيس الجمهورية وحبة مسك فوقون بس عملوني رئيس جمهورية..
الرسالة واضحة ومكشوفة المرامي والأهداف وهي تعبر 100% عن فكر واجندة المعرابي..وبس هيك..
ولكن ما تجاهلة جعجع وغاب عن رزم أوهامه الرئاسية والسلطوية في مقاربته الإنبطاحية هو أن حزب الله الملالوي والإرهابي والمذهبي والمؤدلج يريد كل لبنان وكل حكمه وكل مواقعه ليجعله جمهورية ملالوية تابعة لملالي إيران ونسخة عن حكمها.

في اسفل مقالة شارل جبور التي هي موضوع تعليقنا في أعلى.
حوار “على المكشوف ومن دون كفوف”
شارل جبور/الجمهورية/ 22 شباط/2021
رأت أوساط شيعية معارضة لـ»حزب الله»، انّ لا حلّ للأزمة اللبنانية من دون الإصرار على مؤتمر حوار وطني، وملاقاة الحزب بدعوته إلى مؤتمر تأسيسي. وشبهّت موقف «القوى السيادية» اليوم، أي 14 آذار وغيرها، بموقف اليمين اللبناني عشية الحرب الأهلية.
قالت هذه الأوساط الشيعية، انّ اليمين اللبناني لو وافق على إدخال تعديلات على دستور الجمهورية الأولى، لربما كان تمّ تجنيب لبنان الحرب، ولم يتحوّل اليسار رأس حربة البندقية الفلسطينية. ولكن، بمعزل عن هذا العامل الذي لا يمكن الجزم فيه بوقوع الحرب من عدمها، إلّا انّ الثابت في هذا المشهد، انّ ما تمّ رفضه من تعديلات عشية الحرب، عاد وشكّل لاحقاً المدخل لإنهاء هذه الحرب، والمقصود طبعاً وثيقة الوفاق الوطني المعروفة بـ«اتفاق الطائف».
ورأت الأوساط نفسها، انّ عدم تطبيق «الطائف» لم يكن بادئ الأمر لاعتبارات لبنانية، إنما كان بإرادة سورية، ربطت القرار اللبناني بالقرار السوري، ووظفّت ورقة «المقاومة» بما يخدم أجندة نظام البعث. وفي كل المرحلة الممتدة من انتهاء الحرب حتى خروج الجيش السوري من لبنان، كانت الدولة اللبنانية صورية وشكلية وفاقدة قرارها السيادي، وبعد الخروج السوري واصل «حزب الله» السياسة نفسها برفض تسليم سلاحه، كما رفض تسليم الدولة ما انتزع منها بقوة الأمر الواقع.
واعتبرت الأوساط، انّ الوصاية السورية أخفت وجود مشكلة لبنانية – لبنانية، كونها كانت ممسكة بإدارة الحياة السياسية اللبنانية، ولكن بعد ان رُفعت يد هذه الوصاية، تبيّن وجود أزمة حقيقية لدى البيئة التي يمثلها الثنائي الحزبي الشيعي قوامها الآتي:
ـ أولاً، تشكّل التسوية في «اتفاق الطائف» عام 1989 استمراراً لتسوية العام 1943، اي بين المسيحيين والمسلمين عموماً، وبين الموارنة والسنّة تحديداً، فيما العامل الشيعي، الذي كان بدأ صعوده إبان الحرب لم يتمكن من بلورة توجّهاته وإسقاط وجهة نظره في وثيقة الوفاق الوطني.
ـ ثانياً، لا أحد ينكر انّ المكون الشيعي في لبنان تمتّع بالمساواة والحرية مع المكونات الأخرى، خلافاً لواقع الحال في كل دول المنطقة، ولكن عدم الإنكار لا يلغي حقيقة عدم جواز مواصلة اختصار المكون الشيعي بمكون آخر، وعدم التعامل معه كحالة قائمة بحدّ ذاتها.
ـ ثالثاً، لم تنتهِ الحرب سوى بتسوية أُقرّت في «اتفاق الطائف» بعد 14عاماً على اندلاعها. وجاءت هذه التسوية لتلبّي مطلب المسيحيين بنهائية الكيان وسيادته، مقابل مطلب المسلمين السنّة بعروبته، ومطلب الإصلاحات للسنّة مقابل مطلب الشراكة داخل مجلس الوزراء والمساواة التمثيلية داخل مجلس النواب واللامركزية للمسيحيين، فلماذا التعامل مع الشيعة على طريقة الإنكار بدلاً من الإقرار بهواجسهم؟
ـ رابعاً، لماذا تجاهل انّ الخلاف مع «الثنائي الشيعي» بدأ عام 2005، وانّ هذا الخلاف تجاوز المدة التي استغرقتها الحرب اللبنانية؟ وهل من يعتقد او يراهن مثلاً، على الظروف الخارجية، من أجل تدجين المكون الشيعي وجلبه إلى بيت الطاعة المسمّى «إتفاق الطائف»؟ ولماذا التسوية مطلوبة في مكان ومرفوضة في مكان آخر؟ وألا تكفي كل هذه الفترة للتثبُّت والتأكُّد من انّ الأمور لن تستوي من دون حوار فتسوية؟ وهل من حاول فتح النقاش جدّياً في هذا الموضوع؟ وهل من يعتقد انّ «اتفاق الطائف» الذي لم يُطبّق أساساً، ما زال التسوية الصالحة للتطبيق؟
ـ خامساً، ليس المطلوب استقواء اي طرف على الآخر، لأنّ لبنان لا يستقر على قاعدة غالب ومغلوب، ولكنه لا يستقر أيضاً على قاعدة الرهانات المتبادلة القائمة: رهان خصوم «حزب الله» على المعادلة الخارجية من أجل إلزامه تسليم السلاح والتسليم بتسوية «الطائف»، ورهان الحزب أيضاً على صفقة أميركية – إيرانية يُسلّم لبنان بموجبها هدية لطهران، فتعود بيروت تحت الوصاية ولكن من البوابة الإيرانية هذه المرة لا السورية.
ـ سادساً، يُخطئ خصوم «حزب الله» برفض دعوته إلى مؤتمر تأسيسي، بل هذا المؤتمر يجب ان يكون مطلبهم لحشر «الحزب» بتسوية ترضي جميع اللبنانيين، وهذا لا يعني انّ التسوية في متناول اليد، ولكن من المفيد معرفة ماذا يريد هذا الحزب مقابل تسليم سلاحه، وتذكيراً، بأنّ الإصلاحات الدستورية في «إتفاق الطائف» كانت نتاج مؤتمرات وجولات حوار طويلة، وبالتالي يجب ان نبدأ من مكان ما، لأنّه إذا كانت مطالب «أهل السنّة» معروفة عشية الحرب وإبانها، فمطالب «أهل الشيعة» ما زالت مجهولة، ومن المفيد في مكان التعرُّف عليها ونقاشها بصوت عالٍ، لتنقيتها وإقرار ما هو ممكن وإسقاط ما هو غير ممكن.
ـ سابعاً، هناك من يقول إنّ «حزب الله» يسعى إلى المثالثة ونيابة رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش وغيرها من المواقع، فهل من يؤكّد هذا الكلام، وهل من ينفيه، وهل من يعلم أساساً ماذا يريد الحزب بالتحديد؟ ومن قال انّ اي تعديل في النظام سيأتي على حساب المسيحيين؟ ولماذا هناك من يعمل على تخويف المسيحيين واستخدامهم دروعاً للحؤول دون فتح اي حوار واي نقاش هادئ وعقلاني في مصير لبنان ومستقبله؟
ـ ثامناً، هناك من يقول انّ أولوية «حزب الله» إيرانية، وهذا كلام صحيح، ولكن ألم تكن أولوية السنّة ناصرية وعرفاتية وأسدية في حقبة من الحقبات، وعروبية في كل الحقبات؟ وألم تكن أولوية المسيحيين دائماً غربية بحجة الخوف من المسلمين والعدد؟ وهذا لم يمنع من الوصول إلى تسوية في محطات عدة، ولماذا ما هو مسموح للسنّة والمسيحيين غير مقبول مع الشيعة؟
ـ تاسعاً، عُقدت في مراحل مختلفة طاولات حوار عدة، وقد نجحت بالاتفاق على مواضيع محدّدة واختلفت حول أخرى، فيما الطبق الرئيس المتعلق بالاستراتيجية الدفاعية بقي ضمن المسائل الخلافية، وما لم تحلّ هذه المسألة سيتواصل النزاع في لبنان فصولاً. وعلى رغم معرفة مدى صعوبة الوصول إلى تفاهم حول هذه المسألة وغيرها، فإنّ هذا لا يجب ان يمنع من الدعوة الى حوار مفتوح، لأنّ من دون حوار فالأزمة ستراوح، ويُخطئ من يعتبر انّ الحوار يصبّ في مصلحة الحزب، بل من مصلحته ان يستمر الواقع الراهن، فيما يجب حشره في الحوار، والضغط عليه في هذا الاتجاه.
ـ عاشراً، لم تُعقد تسوية «الطائف» سوى بفعل الإنقسام الذي كان قائما وولّد حرباً أهلية، ولم يكن ممكناً إنهاء الحرب سوى بتسوية قد تكون «اتفاق الطائف» نفسه او أسوأ بقليل أو أفضل بقليل. ويستحيل إنهاء الأزمة الحالية التي خرجت إلى الضوء مع خروج الجيش السوري من لبنان، سوى بتسوية جديدة. ولا شك في انّ «الطائف» يشكّل نقطة ارتكاز أساسية في هذه التسوية على غرار ما شكّله دستور العام 1943 في تسوية «الطائف». ولكن من يتجاهل هذا الواقع ويرفض التسوية ويتمّسك بـ»الطائف»، يتحمّل مسؤولية استمرار الأزمة حتى قيام الساعة. لأنّ لا حلّ على قاعدة تسوية لم تُطبّق، ولا حل بتجاهل إشكالية حقيقية مع شريحة واسعة من اللبنانيين، يجب الاستماع إليها ومحاورتها ومحاولة الوصول معها إلى قواسم مشتركة لإعادة قيام الدولة.
وتختم الأوساط الشيعية المعارضة بالدعوة إلى الحوار اللبناني-اللبناني، لأنّ أي تسوية خارجية لن تدوم، وما يدوم فقط هو التسوية بين اللبنانيين، ولا أحد يتوقع الوصول إلى النتائج المرجوة غداً، ولكن هذا الحوار يجب ان يبدأ وعلى المكشوف ومن دون «كفوف»..