ادمون الشدياق/مصطفى جحا … مشكلة ثمن الحرية وشرف استحقاق مصير زرادشت

75

مصطفى جحا … مشكلة ثمن الحرية وشرف استحقاق مصير زرادشت.
ادمون الشدياق/14 كانون الثاني 2021

(سُئل الشهيد مصطفى جحا يوماً ”يا استاذ مصطفى. ان كل كتاباتك محشودة بالخطورة ومحشوة بالخطر على حياتك. وبصرف النظر عما اذا كنت محقاً او مخطئاً، جزئياً أو كلياً في نظر هذا الفريق أو ذاك، فهلا رحمت نفسك وعائلتك. واتقيت الخطر بشيء من المهادنة والاعتدال؟
فضحك الرجل، ضحكة الواثق واجاب: أنا اكتب للبنان. وليست حياتي ولا عائلتي أغلى علي من وطني!
فقيل له: ليس كل من يقرأك يفهم سمو غايتك ويقدر رسالتك، وهنا الخطر، الخطر!
فقال: اذا شاء الجهل المجرم ان ينتزع حياتي كما انتزعت حياة الالوف من اللبنانيين الابرياء الشرفاء على الحواجز والساحات والطرقات، من جميع الطوائف والاتجاهات، فما عليه الا أن يفعل. وما على التاريخ الا أن يسجل اسمي بين شهداء الحرية والقضية والواجب.
* الانوار/ السبت 26كانون الثاني 1980.

اليوم نحن نعلم علم اليقين بأن مصطفى جحا كان رجل يعني ما يقول حتى الشهادة. ويؤمن بما يقول حتى الشهادة. ويمارس ما يقول حتى الشهادة.

مصطفى جحا عنى، وأمن، ومارس وعاش قضيته بثبات وشجاعة وحب لا يرتوي، حب جعله يختار طريق زرادشت ومصيره وتنويره ويكفر بطريق الخميني وتكفيره وتنكيله، حتى شرب كأس الشهادة حتى الثمالة، فترك خطوات بطولة يفخر أي مقاوم بأن يقتفي اثرها بخشوع النساك.

نعم مشى مصطفى جحا درب قطعها من قبله ملكيصادق وهنيبعل وفخرالدين وألف شهيد وشهيد من بلادي.
درب قطعها من قبله بشير الجميل شهيد الشهداء.
وكل من كانت درب البطولة دربه.

مصطفى جحا …شهيد لبنان اولاً ، لبنان التعددية، لبنان المميز، لبنان الحضارة، لبنان الانفتاح ولبنان ال١٠٤٥٢ كلم٢ بكل أبنائه وتاريخه وفكره.

فهنيئاً لك يا أخي مصطفى فقد سجل التاريخ اسمك بين شهداء الحرية والقضية والواجب كما إشتهيت، وبحروف من ذهب. فنم قرير العين).