علي الحسيني/هل سهّل حزب الله انتشار الوحدة البريطانية في رأس بعلبك؟

263

هل سهّل “حزب الله” انتشار الوحدة البريطانية في رأس بعلبك؟

٣ كانون الاول ٢٠١٤

علي الحسيني/ موقع 14 آذار

أثار موضوع وجود قوّأت بريطانية في جرود رأس بعلبك الاسبوع الماضي موجة من التساؤلات في الاوساط اللبنانية والخارجية حتى راح البعض يتحدث عن شرعية هذا الوجود بالإضافة الى الدوافع والاسباب التي دفعت بالدولة اللبنانية بقبول وود قوى خارجية على اراضيها خصوصا.

تقول المعلومات أنه في الاسبوع الذي تلى غزوة جرود رأس بعلبك من قبل مجموعات مسلحة منتشرة في جرود القلمون والموزعة بين “داعش” و”جبهة النصرة” و”الجيش السوري الحر”، وبعد الحديث عن تهديد جدي لتلك المناطق وتحديدا المسيحية منها زار السفير البريطاني في لبنان طوم فليتشر تلك المنطقة بصحبة وفد عسكري ضم ضباط كبار من الجيشين اللبناني والبريطاني لوضع استراتيجية موحدة حول كيفية حماية كل المنطقة بدءً من جرود رأس بعلبك وصولا عرسال.

وتكشف المعلومات ان عدد الابراج التي تم بناءها يصل الى حدود الخمسة عشرة برجا وأن العمل ما زال جاريا على بناء المزيد منها نظرا لأهيمتها الاستراتيجية خصوصا وان الاماكن التي يتم تحديدها تعتبر مشرفة على معظم جبال القلمون ووديانها والجهات التي يمكن للمسلحين ان ينطلقوا منها لتنفيذ عملياتهم بالإضافة الى غرف وأنفاق شيدت تحت الارض بالقرب من كل نقطة مراقبة حيث يمكن للعناصر التحصن بداخلها في الحالات الطارئة مع تأمين طرق فرعية قصيرة تسهلا لعمليات التنقل.

وتضيف ان الابراج المذكورة يتراوح ارتفاعها بين أربعة وسبعة أمتار وذلك بحسب جغرافية الموقع الذي يتم البناء عليه وان كل موقع مزود بمدافع هاون قصيرة المدى وبرشاشات أوتوماتيكية تعمل تحت الاشعة الحمراء وهذا النوع من السلاح تستعمله الجيوش المتطورة لحماية حدودها من التسلل اثناء الليل بالاضافة الى المناظير الليلية المتطورة التي يستعملها الجنود البريطانيون وقد حصل الجيش اللبناني أعداد محددة منها وشاشات مراقبة تعمل بتقنية عالية. ويحكى أيضا ان من بين تلك الابراج هناك ثلاثة أو اربعة منها تعتبر مراكز مشتركة لعناصر لبنانية وبريطانية أو ما يشبه غرفة عمليات مشتركة.

والسؤال حول معرفة “حزب الله” المسبقة بإنتشار جنود بريطانيين في جرود راس بعلبك، تؤكد المعلومات ان قيادة الحزب وضعت في صورة الخطة قبل تنفيذها وهي أبدت موافقة مشروطة أحد اهم أسسها تحديد مهام القوّة ونوعية السلاح والتقنيات التي يمكن ان تستخدمها بالإضافة الى عدم تخطيها الحدود الجغرافية للمواقع التي تنتشر فيها خصوصا وان لـ”حزب الله” مراكز عسكرية وامنية تعتبر ذات اهمية بالغة في ما خص الحرب التي يخوضها في سوريا عموما والقلمون خصوصا.

وما ورد تؤكده المعطيات التي تخرج عن أوساط مهمة في الحزب والتي تؤكد ان انتشار بهذا النوع وبهذا الحجم لا يمكن ان يتم من دون “علمنا”، فللحزب دوريات عسكرية وعمليات استطلاع دائمة في تلك المناطق وان أي تنسيق بين الحزب والجنود البريطانيون في تلك المناطق يتم عبر الجيش اللبناني. وفي هذا الصدد تجزم بعض المصادر ان عدم صدور اي بيان عن “حزب الله” في ما خص وجود هذه القوّة في جرود رأس بعلبك هو خير دليل بأن الحزب كان على علم مسبق بنوعية هذا الانتشار لا بل هو من اشرف على عملية توزيعها.