كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الثامن/الحقيقة والحلم/الحلقة الأولى

182

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الثامن/الحقيقة والحلم/الحلقة الأولى
13 كانون الأول/2020

#Madamek_Charbel_Barakat

وصل شريف إلى صف الهوى حيث كان سعيد ينتظره وقد وقف هناك يتحدث مع أحد المدنيين عرف به شريف “رائد” ساعي البريد. وقد كان “رائد” من الذين لم تبعدهم الحرب عن بنت جبيل ولم تؤثر الأحداث على طريقة تصرفه مع الناس، وقد حافظ على صداقاته في المنطقة ولا يزال له في كل قرية محبين يحترمونه ويرون فيه خير صديق. وكان قد وقف ونزل من السيارة ليسلم على سعيد عندما رآه هناك عند مفرق صف الهوى.
ترجل شريف وسلم على الأثنين ثم اعتذر رائد وتركهما “فقد يكون لديكما عمل مهم”. سأل شريف عن الجنرال وموعد وصوله. فزياراته إلى المراكز والقرى كانت دائمة ولكن غير منتظمة، وقد كان تعرّف عليه شريف أول مرة يوم زار المنطقة بعد دخول الاسرائيليين في 1982 برفقة داني شمعون، وكان سمع عنه كواحد من القادة العسكريين الذين قاتلوا أثناء الأحداث، وكان قد استقال من الجيش عندما عين “طنوس” قائدا للجيش، فقد كان “طنوس” مساعده عندما تولى قيادة منطقة البقاع ويوم أعادا تنظيم مجموعة صربا العسكرية التي وقفت موقفا مشرفا في الأحداث وأبقت للجيش مكانة في المنطقة الشرقية، فلا يعقل أن يصبح تحت إمرته.
كان اللواء لحد ضابطا تنقل في كل المراكز القيادية وعمل في كل المناطق اللبنانية ولكنه لم يعين في بيروت أو بقربها، وقد كان استلم قيادة المخابرات في الجيش أيام الرئيس شمعون وعندما أصبح الجنرال فؤاد شهاب رئيسا للجمهورية وأثناء التهاني قال له “كنت أحبك كقائد للجيش ولكنني لا أعرف إن كنت سأحبك كرئيس للجمهورية”. وقد اعتبر لحد من جماعة شمعون وأبعد عن قيادة الجيش طيلة حكم الشهابية، ولكنه لم يحرم مرة من الترقية أو المنصب القيادي الذي يستحق، إلا أنه أبعد عن محيط العاصمة، وقد جعله هذا التدبير يعرف كل لبنان ويخدم مع أغلب الضباط ويتعامل مع الكثير من مشكلات البلد، فهو المسيحي الذي تربى في ضيعة مختلطة مع الدروز وعاشر السنة في صيدا وطرابلس وعكار، والشيعة في الجنوب والهرمل وبعلبك، والموارنة في الشمال والبقاع والجنوب، وكانت له صلات وصداقات مع كل الطوائف والمجموعات الحضارية الأخرى التي شكلت لبنان، ولذلك فاختياره تسلم قيادة هذه المنطقة بعد وفاة الرائد حداد دل على أهمية هذا الموقع بالنسبة للبنان، فهو الذي سينظم ما كان حتى حينه جيش لبنان الحر وبعض المليشيات الأخرى، ويستوعب التحركات العسكرية التي ستقوم بها اسرائيل لتتميم انسحابها من لبنان، ويمنع الاعتداءات على السكان في الجنوب وعبر الحدود ريثما يصبح الحكم في بيروت جاهزا لاستلام المنطقة بدون أن تقع أحداث وفوضى كما كان جرى في مناطق أخرى. وقد أعطى قدوم اللواء لحد إلى هذه المنطقة أهيمية لها كموقع وطني يؤثر على مستقبل البلاد.
كان يتنقل عادة بسيارات مدنية ولا يحب أن يواكب بآليات عسكرية، وكان يفاجيء الجنود بزيارة المواقع والثكنات، ولذا فقد كان شريف عندما سأل سعيد عن الزيارة يريد الاطمئنان إذا كان تأكد أن وضع العسكريين في المراكز مقبول، فأغلبهم لم يخضع لدورات تدريبية كما يجب، ولم يخدم في ثكنات ليتحلى بروح الانضباط المطلوب، ولولا وجود العسكريين التابعين للتجمع لكان هؤلاء ميليشيا ككل المليشيات، ولكن وجود العسكريين الذين خدموا في الجيش اللبناني قبلا ووجود بعض الضباط والرتباء أمثال شريف وسعيد وغيرهم كان يؤمن حدا أدنى من التصرف العسكري اللائق. وهؤلاء الجنود الذين كانوا يخدمون بقرب قراهم ويدافعون عنها كان لهم الحافز والحماس، ولكن، بنفس الوقت، كان قربهم من بيوتهم نقطة ضعف لهم لأنهم يتركون مراكزهم أحيانا لتتميم “شغلة” في البيت أو انهاء عمل في الحقل أو زيارة صغيرة وما إلى هنالك من أمور عدم الانضباط التي تخيف المسؤول العارف بخطورة التصرفات الطائشة التي يحسبها الجنود طبيعية وغير مضرة.
تأخر وصول الجنرال عن الموعد قليلا ثم جاء عامل الأشارة ليبلغ شريف بأن البرنامج تعدل ويجب أن يذهب هو إلى مرجعيون فقد اضطر الجنرال للتوجه إلى العيشية لأمر مستعجل.
ودّع شريف سعيد وانطلق باتجاه مرجعيون ولكنه لم يأخذ طريق بنت جبيل بل أكمل باتجاه عيناتا. كانت عيناتا بلدة جميلة تقع في ذلك الوادي الضيّق حول النبع الذي يتوسط البلدة ويجري بقرب الجامع وتنتشر بعض بيوتها على التلال المحيطة بكل الاتجاهات وينفتح الوادي الذي يبدأ بعد البركة باتجاه الشمال حيث يدور إلى الغرب ليلتقي بوادي كونين ويتجهان إلى الشرق بعد “كرحبون” ليصلا إلى وادي السلوقي الذي يسير شمالا ليلتقي تحت الغندورية بمجرى الليطاني. فمن عيناتا يتجه الماء شمالا، بينما من بنت جبيل، التي تستند إليها من الجنوب، يتجه الماء إلى الجنوب ليلاقي أودية عين إبل ويارون ورميش قرب دبل حيث يشكل وادي العيون الذي سبق الحديث عنه والذي بدوره يلاقي الصالحاني فوادي زبقين والحنية إلى البحر. وعيناتا هي “بيت عناة” الواردة في التوراة ، و”عناة” هي “الربة عناة” عند الكنعانيين وهي العذراء المقاتلة التي حاولت استعارة قوس “اقهات بن دانييال” وهي التي تقول ل”موت” بعد وفاة البعل أنها “ستقطعه بالمنجل وتذريه بالمذراة وتحرقه بالنار” لأنه قتل البعل وبحسب سفر القضاة فإن سكانها كانوا كنعانيين، وهذه القرية هي من القرى القديمة جدا وفيها قتل “علي الصغير”، على ما يروى، أعداءه آل شكر ، وتعتبر عيناتا اليوم من القرى التي يسكنها “السياد” من “آل فضل الله” و”آل خنافر”، ومنها خرج علماء مثل “السيد عبد الرؤوف فضل الله” الذي كان زاره شريف في منزله في إحدى المرات…
كان الرائد حداد كلف شريف اقامة محكمة مدنية لحل خلافات الناس، لأنه لا يمكن أن يبقى الناس دون مرجع قانوني، وكان الهدف من هذه المحكمة حل الخلافات الناشئة والتي قد تجر إلى مشاكل تنتهي باستعمال السلاح، ولكن الناس عندما رأوا أن هناك محكمة بدأوا يتوافدون إليها ويقدمون شكاوى أو يراجعون بمسائل كان بعضها عالقا لمدة في محاكم الدولة. وفي إحدى المرات اضطر “الاستاذ نبيه” رئيس حركة أمل، وكان محامي أحد أبناء عيناتا، إلى ارسال مراسلة لهذه المحكمة لشرح موقف موكله القانوني، وفي بعض المشكلات التي نشأت بين بعض “السياد” حول إرث وعقارات، وقد توجهوا إلى هذه المحكمة، اضطر شريف لزيارة السيد عبد الرؤوف للمشورة.
كان السيد عبد الرؤوف قاضي الشرع في بنت جبيل وكان يعرف أغلب أبناء المنطقة ويعرف مشاكلهم، وكان مشهودا له بالحكمة والضمير. دخل شريف إلى ذلك البيت المتواضع في الحي العتيق من بنت جبيل حيث لم يكن الزفت قد مر منذ عشرات السنين حتى بدا بلاط الطريق القديم أفضل بكثير من بعض الزفت الذي كان بقي فوقه. كان في الغرفة باب خشبي كبير يفتح على الشارع أغلق خلفهم، فالطقس كان باردا، وكان مصدر النور الوحيد الذي يدخل إلى الغرفة شباك مرتفع في الغرفة المجاورة، وكان بساط من الحصير يغطي الأرض ويمتد على طرفه فراش صغير تغطيه قطعة من حرام صوفي يستعمل كمقعد .. جلس شريف ينتظر “الإمام” الذي سمع عنه الكثير، وخاف أن يخيّب ظنه، ولكن ما أن دخل ذلك الشيخ الجليل حتى أنار وجهه الغرفة، وقد كان يرتدي عباءة زيتية اللون ويلف راسه بعمامة كبيرة، وكانت لحيته الخفيفة البيضاء ووجهه الناصع وعيناه الزرقاوان تحيطه بهالة رأى فيها شريف هالة القديسين، وكانت بسمته البسيطة تعطي ارتياحا للناظر اليه فيتعلق بوقاره وجلاله أكثر من كل ما في الغرفة، وعندما تكلم وأعطى رايه كان كلامه يقع في القلب، وقد كان واضحا وصريحا لدرجة الشفافية. ولم ينسَ شريف ذلك اليوم الذي زاره فيه ولا ذلك الوجه الذي أعطاه انطباعا بأنه إن بقي أمثال هؤلاء في العالم فإن “الدنيا بألف خير”. لقد رأى شريف في هذا الامام صورة رجل الله في كل الأديان وكل العصور فهو يشبه إلى حد ما صور النساك القديسين والرهبان المنعزلين وأولئك الزاهدين في العالم والمنقطعين إلى الله…
وقد تعرّف شريف فيما بعد برجل آخر من هؤلاء الذين يفرضون الاحترام، وكان يسكن غير بعيد عن بيت الامام، كان شريف قد سمعه مرة وهو يخطب في “الحسينية” وقد كان الشعور السائد في تلك الحرب، التي اصبحت حرب مناطق وقبائل وطوائف وأديان، أن رجال الدين، خاصة في الجانب المسلم، شيعة أم سنة، هم الذين يحرّكون النعرة و”يدسّون السم” ليزيدوا الخلاف فيتحكموا أكثر فأكثر بالشعب، وكان المسيحيون يعتبرون أن هناك مشكلة اساسية في الاسلام الذي يقول “انصر أخاك ظالما كان أم مظلوما”. وفي إحدى المناسبات سمع شريف “السيد علي” يخطب في الحسينية… كان كلامه كالشعر يسيل بسهولة وطلاقة، لم يكن يفتش عن التعابير ولا الكلمات فهو عالم باللغة، وكانت طريقته في طرح المواضيع محببة تجر السامع إلى الاصغاء، ثم تحدث عن المسيح كما يراه في القرآن فبدا منفتحا، وشعر شريف بأن هذا الكلام ضروري في بيئة مماثلة حيث يختلط المسيحيون والشيعة. ثم تكلم عن الجملة التي تزعج شريف وهي “انصر أخاك ظالما كان أم مظلوما” فأنصت ليسمع كيف سيفسر هذا الذي بدا مقبولا حتى الآن ما هو غير مقبول، فإذا به يتكلم عن “الامام علي”، “رضي الله عنه”، ويقول بأن واحدا من اتباعه سأله قائلا: “أما إذا كان أخي مظلوما فافهم بأن علي أن أنصره، ولكنه إذا كان ظالما فكيف بي أنصره؟” فأجابه الإمام علي، بحسب ما قال “السيد”، “تنصره بأن تردعه عن ظلمه لأنك بذلك تكون قد وفرت عليه نار جهنم”، فأعجب شريف بهذا المنطق في مثل هذه الظروف وقال في نفسه: “لو قدّر لهذا الشعب في كل طوائفه من أمثال هؤلاء لكنا وفرنا اقتتالا ودمارا”.. ولكن، فكّر شريف، “هل يُسمح لمثل هؤلاء أن يتكلموا في هذه الظروف”؟.. وتصوّر بأن هذا الشيخ الجليل نفسه قد لا يستطيع أن يتكلم بهذا المنطق حيث يسيطر الطرف الآخر، لأن من يحق لهم الكلام هناك هم المتطرفون الذين يبيعون بضاعة رائجة تهم دولا وتنظيمات وتمرر خططا ومؤامرات تجعل هذا الشعب وقودا لكثير من مشاكل العالم. ثم تعرّف عليه بشكل أعمق فيما بعد وزاره في منزله، وقد بدا رجلا مثقفا يتكلم دائما بلغة بليغة وراقية ويشارك في مواضيع مختلفة بعمق أظهر هذا الانفتاح على ثقافات العالم، وبنفس الوقت التمسك بالدين الذي يشبه إلى حد ما نظرة كاهن الرعية الذي رأى فيه شريف دائما ذلك الزاهد في العالم والمتعلق بالله مصدر الهام وتسامح.
وعيناتا كانت، قبل الحرب، وايام تواجد الفلسطينيين، مركز الاحزاب اليسارية فقد كان هناك أتباع لكل التنظيمات والأحزاب، من الشيوعي إلى البعث إلى منظمة العمل إلى القومي وإلى ما هنالك من المنظومة، كان له اصدقاء فيها بالرغم من نتافر المواقف أحيانا وأصبح له ايضا بعد الحرب أصدقاء فيها بالرغم من اختلاف المواقع.
عند وصوله إلى المهنية ظهرت عيترون المتجمعة كرفيقتها عيناتا في وادي هو بداية وادي السلوقي وقد كانت “طريق السلاطين” التي تمر شرق مارون الراس تدور حولها لتسير شمالا في وادي السلوقي هذا حتى قلعة “دوبيه” حيث يقول “ابن جبير” كانت تدفع الضريبة لصالح صاحب تبنبن، فقد كان الطريق الأساسي الذي يربط الشام بفلسطين يمر عبر مرتفعات الجولان وينزل إلى “بانياس” التي كانت تسمى زمن المسيح “قيصرية فيليبوس” والتي تقع بقربها “دان” المذكورة في التوراة، ولكي تتجنب مستنقعات الحولة، كانت تدخل إلى لبنان وتسير باتجاه مروج “المجيدية” و”سردة” و”القليعة” حيث تصل إلى “مرجعيون” كمحطة للقوافل أو تسير جنوبا باتجاه “الطيبة” فوادي السلوقي حيث قلعة “دوبيه”. وهذا الطريق كان يلتقي بالطريق الصاعد من صور، كما سبق الحديث، في “يارون”، ولذا فقد كانت “يارون” أحد المراكز المهمة في ايام مجد صور وعزها وبقيت مركزا للقوافل حتى اغلاق الحدود بين لبنان وفلسطين.
بعد عيترون مر شريف على ما كان يعرف ايام الجيش اللبناني “الكيلو تسعة” وهي نقطة على الحدود بمواجهة “المالكية” التي اصبحت اليوم “كيبوتس” ضمن اسرائيل والتي كان الجيش اللبناني دخلها في 1948 ثم سلمها إلى عناصر جيش الانقاذ فخسروها كبقية المناطق التي تسلموها يومها. وبعد أن مر على “بليدا” ظهرت “محيبيب” حيث يوجد مزار يقال له “النبي محيبيب” وهو يواجه مزار “النبي يوشع” الذي يقع اليوم داخل أراضي اسرائيل ويشرف على سهل الحولا وقد كان أحد المزارات التي يحترمها سكان المنطقة. ففي هذه المنطقة عدد من المزارات تزين تلال جنوب لبنان وكأنها مراكز تحدد مناطق التواصل مع الله حيث يمكن العيش بحرية مع بعض التقشف فتقرب السماء ويزيد التسامح لتعيش بحرية مع بعض شعوب وقبائل فتسميها التوراة “جليل الأمم”.. ففي الغرب لا يزال مقام النبي “شمع” مكرما ثم “أم الزينات” ثم “النبية ” ف”صديق” ومحيبيب” و”يوشع” ثم النبي “عويضة” و”ميما” و”طاهر” و”سجد” و”مليخ” و”صافي” و “ميشا”، كل هذه أسماء لأولياء بقي تكريمهم وبقيت مزارتهم ما يدل على احترام لأولئك الذين كانت لهم بشكل أو بآخر علاقة بالسماء، ويحترمهم الشيعة والمسيحيون كما الدروز والسنة. وإذا كانت هذه المنطقة تفخر بأنها قدمت أكثر علماء النجف الشيعة شهرة، فإن للدروز فيها أهم المراكز الدينية في خلوات البياضة قرب حاصبيا، وللمسيحيين الملكيين أهم كرسي أسقفي وهو كرسي بانياس حيث أن مطران الروم الكاثوليك ومطران الروم الأرثوذكس يقيمان في مرجعيون ويحملان كلاهما لقب أسقف بانياس، وقد كان الرسل هم الذين أسسوا هذا الكرسي منذ أول عهد المسيحية ، بينما يفخر الموارنة بأنهم أعطوا أكثر من ستة مطارنة وبطركين في العصر الحديث من عين إبل وبكاسين وجزين.
بعد بليدا ومحيبيب وصل شريف إلى “ميس الجبل” وفيها جامع “أبو ذر” وهو “أبو ذر الغفاري” الصحابي الذي قيل بأن معاوية ابن ابي سفيان نفاه إلى غرب الشام فجاء إلى ميس، وقبله ابناء المنطقة و”تشيّعوا معه” منذ ذلك الوقت. فقد كانت “عاملة” حسبت من بين القبائل التي “حاربت الاسلام غازيا في غزوة تبوك ولكنها استقبلته لاجئا مع أبي ذر” فسكان هذه البلاد كانوا دائما مناصرين للمظلوم ضد الطغاة ولا يزال البعض يحاول تفسير مواقف معينة لهم على هذا الاساس. وقد قال شاعرهم مفاخرا بهذا الانتماء إلى منطقة ومجتمع تلونه الطوائف المختلفة والذي يُعد مثالا لهذه الفسيفساء التي تشكل المجتمع اللبناني عامة وقد اختصت بها هذه المنظقة نضالا وعملا وتفاني من أجل أن يبقى الوطن وأهله مرفوعي الراس كرماء أسياد أنفسهم:
أنا ابن عامل من أوشاله سكرت روحي وعبا الفؤاد الطيب والخيرا
أنا ابن قانا فهل تدرون موقعها حيث الأجاجين فاضت بالسنى خمرا
أنا ابن ميس مراح الخير باركها طهر الغفاري فاستعلت به طهرا
أنا ابن بياضة الخلوات قدسها موحّد يذخر التقوى له ذخرا
أنا ابن عامل والملول ظللني واللوز كللني من زهره زهرا
والسنديان على التلات جاورني والأقحوان حباني بوحه عطرا
وشتلة التبغ كم رويّتها عرقا فجرّعتني الشقا من مرها مرا
وظلت مستمسكا بالأرض مرتبطا لا ابتغي منّة ترجى ولا أجرا
أنا ابن عاملة لا طهران عاصمتي ولا دمشق ولا أبتاع أو أشرى
والأرض أرضي وهذا البيت مملكتي أتيه فيه على مروان أو كسرى

*********************
*ملاحظة/اضغط هنا لقراءة التمهيد والحلقة الأولى (طريق البحر) من كتاب الكولونيل شربل بركات “المداميك”
*ملاحظة/اضغط هنا لقراءة كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/ الفصل الأول…الحلقة الثانية

*ملاحظة/اضغط هنا لقراءة كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/ الفصل الأول…الحلقة الثالثة
*ملاحظة/اضغط هنا لقراءة كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/ الفصل الأول…الحلقة الرابعة
*ملاحظة/اضغط هنا لقراءة كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/ الفصل الأول…الحلقة الخامسة

*ملاحظة/اضغط هنا لقراءة كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/ الفصل الثاني…الوصول إلى عين إبل/الحلقة الأولى
*ملاحظة/اضغط هنا لقراءة كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/ الفصل الثاني…الوصول إلى عين إبل/الحلقة الثانية
* ملاحظة/اضغط هنا لقراءة كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الثاني…الوصول إلى عين إبل/الحلقة الثالثة
*ملاحظة/اضغط هنا لقراءة كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الثالث/الحلقة الأولى
*ملاحظة/اضغط هنا لقراءة كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الثالث/الحلقة الثانية
*ملاحظة/اضغط هنا لقراءة كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الثالث/الحلقة الثالثة
*ملاحظة/اضغط هنا لقراءة كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الثالث/الحلقة الرابعة

*ملاحظة/اضغط هنا لقراءة كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الثالث/الحلقة الخامسة
ملاحظة/اضغط هنا لقراءة كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الرابع/الحلقة الأولى/سيطرة المنظمات
ملاحظة/اضغط هنا لقراءة كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الرابع/الحلقة الثانية
ملاحظة/اضغط هنا لقراءة كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الخامس/الحلقة الأولى/الجدار الطيب
ملاحظة/اضغط هنا لقراءة كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الخامس/الحلقة الثانية
ملاحظة/اضغط هنا لقراءة كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل السادس/الحسم والحصار/الحلقة الأولى
ملاحظة/اضغط هنا لقراءة كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل السادس/الحسم والحصار/الحلقة الثانية
ملاحظة/اضغط هنا لقراءة كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل السابع/الخطف/الحلقة الأولى
ملاحظة/اضغط هنا لقراءة كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل السابع/الخطف/الحلقة الثانية
ملاحظة/اضغط هنا لقراءة كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل السابع/الخطف/الحلقة الثالثة