الأب سيمون عساف: اقزام يديرون ازمة/أفلسوا البلد بفعل نهب وفسق وفساد وسرقة ودائع الناس فظهروا اقزاما يديرون ازمة

372

اقزام يديرون ازمة
الأب سيمون عساف/25 تشرين الأول/2020

وحدهم النزهاء عمالقة، وحدهم الشرفاء جبابرة، وقد اصبحوا نادري الوجود. يفتقر لبنان اليوم الى هذه النوعية من الرجال النزهاء الشرفاء.
نستشرف الأمس القريب وإذ بصوَر الكبار تتدافع على بوَّابة الخاطر.
كانوا حَمَلَةُ آداب وقيم وأخلاق وذمم رحمة الله عليهم وعلى ذاك الرعيل المُوَّلي.

قادوا سفينة الوطن وتحدوا جنون العواصف والأنواء الهُوج، بمهارة الربابنة الحاذقين. وما ان افلت نجومُهم وتواروا وراء الحجاب، حتى اطل السليل خلفهم مغموز نسَبٍ لا يقيم وزنا لأبسط قيم النبل والقيادة.

ماذا ترانا نقول فيهم وعنهم؟ عندما تُذكَرُ اسماؤهم يبادرنا العيب والعار! مسكينٌ شعبي الحبيب الوادع الوديع! فالواقع دليل، لو لم يكونوا صغارا لا يقاسون بعظمة اولئك، لَمَا بانوا ممسوخين اوصلوا الوطن الى ما هو عليه. بئس السمعة الرخيصة الممجوجة الحقيرة العارية من ثياب الحشمة والشؤمة والنظافة والاحترام.

افلسوا البلد بفعل نهب وفسق وفساد وسرقة ودائع الناس فظهروا اقزاما يديرون ازمة.

في هذا المأزق الخانق نحن تحكُمُنا عصابات الشتيمة والشماتة ولا يحتشمون حيال الشيم ولا يستحون” ماتوا اللي كانوا يستحوا”.
أيُعقلُ ان يؤتَمن الحرامي على الأمانات؟ ايُجنى من الشوك عنبٌ ومن العوسج تين؟ حسب متى الرسول في الإنجيل 7/16.

إغتصابٌ عَلَني تقشعرُّ منه الأبدان يشعرنا بالإذلال والإهانة والخيبات. ينتهكون كرامة الإنسان على عينك يا تاجر وينتزعون امواله مستمتعين بالتعدي الفاجر على الحقوق والافتراء الخليع على المشاعر. والأنكى لا مفر ولا مهرب من هذا العهر الكاسح الماسح.

مهما تمادى القمع والسطو فان زمنه يولِّي رغم الانفلات الحاصل مرددين مع الشاعر التونسي “ابو القاسم الشابي”
فلا بُد لليل ان ينجلي ولا بُد للقيد ان ينكسر