الأب سيمون عساف: يتكالب الإنسان لتكديس ثروات وتجميع أموال ناسيا انه حفنة تراب حقيرة ترقد في حفرة مظلمة تحت الأرض//نقيق ضفادع مزعج ونعيق بوم ونعيب غربان يترامى الى المسامع. من هنا ومن هناك ويقول لنا صرتم قلائل والأرقام تتكلم

82

نقيق ضفادع مزعج ونعيق بوم ونعيب غربان يترامى الى المسامع. من هنا ومن هناك ويقول لنا صرتم قلائل والأرقام تتكلم.
الأب سيمون عساف/فايسبوك/21 تشرين الأول/2020

 يتكالب الإنسان لتكديس ثروات وتجميع أموال ناسيا انه حفنة تراب حقيرة ترقد في حفرة مظلمة تحت الأرض.
الأب سيمون عساف/فايسبوك/21 تشرين الأول/2020

اكتب عن لبنان ساهيا انني تخلفت عن الصلاة. ومن قال ليست الكتابة شكلا من اشكال الصلاة؟ عندما اكتب اصلي “للكلمة” بالكلمة! فالخشوع في مقادس هيكل حروف الضوء – لبنان – هو ارتقاء الى ما فوق عناصر الطين الهيولي.

انه المعقل الذي فيه يتصومع راهب الاستقامة وفيه المُجرّب المخرّب. في الأصل كانت عهود استولدت رجال قداسة ورواد فكر وابطال وطن. واليوم محنة العقل تكمن في الطريحة البلد والنقيضة الافلاس والعريضة الثورة.

وهذا سبب الانتقال للالتقاء بالذات، وما ذلك يكون من دون غياب في حمى نجاوى الابتهال، والتصالح الحميم مع القيم والشيم للانطلاق والوصول الى السيد الأسمى. بهذا الجهد المبذول تهرب الأبالسة مع المخربين!!!

بالصلح للصلاح والإصلاح بلقاء القناعات الشريفة يستقيم البناء. دولة الله في الأرض هي الوطن المثال في المدينة الفاضلة حيث الجمهورية النزيهة.  في هذا التفاعل مع الثالوث المكَوَّن من الله والأنا والآخر، تكون حكومة الإنسان المُردد صلاة الإلوهة في نقص خلائقها وتمام كمالها.

صلاة تملي على صورتها المدعو ان يسعى للاتحاد بالمصدر عن طريق خلع عن بعض وتجريد من كل. هكذا يستعيد مفهومه الوطن بالإنسان النظيف. لا بانسان يتكالب لتكديس ثروات وتجميع أموال ناسيا انه حفنة تراب حقيرة ترقد في حفرة مظلمة تحت الأرض. ما خطر بباله انه اوهى من خيط العنكبوت، وانه يموت ويلفه كفنٌ ليس له جيوب. يعني لا يأخذ معه الا مبرَّات يُفترض انه وفَّرها.

فلا السطو ولا الغزو ولا السرقة ولا تلبُّس صيغة الحرامي والمحتال والمنافق و”البلِّيف” ترسم هالة الصدق والخلاص والوفاق والاحترام.

مبدأ الحق المنصف يضع المرء في الميزان من خلال السلوك والاسلوب والتعاطي والخطاب. ان الخزينة الفارغة تنادي وما من ضمير يجيب.

كل الفاسدين يبشرون بالطهر ويظهرون اوفياء للكرامات وهم ابعد ما يكون عنها!!! فالصلاة عنهم  تجدي وتفيد في كل آن واين علهم يخلصون من هلاك عتيد منتظر؟ رغم ان المشكلة فيها غصصٌ عدَمي في حال لم يبالِ الشخص وفيها رجاء برحمة البادع اذا اكترث. عبر زحمة الضيق هذه تزدحم التوسلات لإستعاد تعمير ما تدمر من انسان وكيان ووطن…

نقيق ضفادع مزعج ونعيق بوم ونعيب غربان يترامى الى المسامع. من هنا ومن هناك ويقول لنا صرتم قلائل والأرقام تتكلم.
الأب سيمون عساف/فايسبوك/21 تشرين الأول/2020

نقيق ضفادع مزعج ونعيق بوم ونعيب غربان يترامى الى المسامع. من هنا ومن هناك ويقول لنا صرتم قلائل والأرقام تتكلم. ما هذه الثقافة الممجوجة؟ من ادرجها في كتب التربية؟ ما هو هذا الكتاب الذي يعلم رفض الآخر؟ ما الغلط أن نعيش معا متقبلين بعضنا باخلاقية راقية بعيدة عن الاشمئزاز والتهميش والاستئثار. اي متى كان اللبناتي يلهج بهذا الخطاب المتخلف الرافض الآخر؟

ولا مرة سمعت مسيحيا يعادي بل يدافع ويقبل كل لاجئ مظلوم. ما لنا نشنف آذاننا بأصوات تخدش وتمس العيش المشترك مطالبة تذويبنا بآنغام النشاز؟ إنها فعلا آفة الآفات هذه الذهنية غير المضبوطه التي تولد التناحر والنعرات البدائية وتسبب التباعد والكراهية والجفاء.

ترتكز المواطنية على التحابب والتواد طالما الهوية واحدة. ولكن مقابل هذه المنهجية المتبعة عند البعض من شرائح الوطن تنقض اسس التعايش وتقوضها، فيبدأ الشحن العدائي للتناتش والتقاتل والنزول الى خوض وغى الفتن الدامية المدمرة.

تعقلوا أيها الداعين المتعصبين الى قلب ظهر المجن فلا انتم ناجحون بهذه العقلية الهمجية ولا نحن نقتلع من الجذور الناشبة في احشاء هذا الوطن. اعلي النداء مؤكدا تأكيدا راسخا باننا لن نتزحزح من مطارحنا ولا يمكن لأحد أن يقوى أو يستقوي علينا.

انه حلم واهم من يهيم في هذه الصحراء! باقون أسوة بغيرنا في لبنان وعنوة. نحن رواده ولن نتخلى عن اصولنا واصالتنا مهما الرياح عصفت وهاجت الانواء. نحن وانتم معا. وقبل ان تكونوا انتم نحن كنا وسنبقى.

اما بالنسبة للعدد فما كان النمل يوما يؤثر على بيادر الحصادين. اتقوا الله وروضوا احاديثكم والعقول محترمين مشاعر اخوة لكم في الوطن ما رفضوا حضوركم ابدا طيلة تاريخ وجودكم في هذا العرين المقدس.