الأب سيمون عساف/آكلة اللحوم… بعد اتفاق الطائف خرِب لبنان وتداعى وانهار حتى وصل الى ما هو عليه الآن. الحساب آت ولن يقوم الا باستعادة الحقوق واعطاء القوس باريه

98

آكلة اللحوم… بعد اتفاق الطائف خرِب لبنان وتداعى وانهار حتى وصل الى ما هو عليه الآن. الحساب آت ولن يقوم الا باستعادة الحقوق واعطاء القوس باريه

الأب سيمون عساف/19 تشرين الأول/2020

كما يتفرّد لبنان بفن مدموغ بعبقرية ونبوغ على كل صعيد، كذلك يتفرد بشرائح تعيش على ارضه في جزر الانعزال. رغم ان الهواء والماء والنور والتراب واحد، غير ان الذهنيات تتباين والتربية تختلف. هذه هي آفة كبرى آكلة اللحوم ارحم من ضرباتها.

حرامية البلد الكبار نهبوا سرقوا بشكل فاسق غير مسبوق. كان الزجل والكاس والكيف والسهر في متناول الأطياف كلها. والعادات والتقاليد نفسها لا تتميز عن بعضها الا القليل.

بقي الانتماء الى ما اسمح لنفسي ان اسميه القبائل او العشائر.
وهذا الانتماء لا يكوِّن شعبا لكن فئات على رقعة جغرافية واحدة ولكن لا تجمع بينها إلفة بل تناحر ونعرات، مما سبب امتداد الأيادي والتطاول على المال العام.

كم من احقاد وتعصب، جهل وفساد يعصف بمجتمع مفلس مهزوم يدل عليه التراشق الكلامي البذيء والحقارة من ممثلي الأمة على شاشات الإعلام. مستوى شرس يفترس الرقي ويُظهر المسؤولين عراة من الضمير والأخلاق وادبيات التعاطي المحترم.

ناهيكم عن الاتهام المتبادل بالانحراف والرشاوى والبرطيل. ولا نغفلنّ عن موظفي القطاعات كلها الذين لا ينهون معاملة من دون قبض باليد مهما كان نوعها.

نتانة في جسد الدولة وهريان في كيان الوطن نتيجة تهاون ومساومات ونهب حكومات تعاقبت ومشت في جنازات الخزينة واموال المودعين.

لبنان كان للحضارة والثقافة والعلم والمعرفة والفن والشعر والأدب مرايا للشرق والغرب.

بعد اتفاق الطائف خرِب وتداعى وانهار حتى وصل الى ما هو عليه الآن.
الحساب آت ولن يقوم الا باستعادة الحقوق واعطاء القوس باريها.

عيون الدول على لبنان لحسن الحظ وواهم يخبط خبط عشواء من يعتبر انه يلغي الآخرين.

قياسنا رقم صعب في المعادلة وافضل ما يقال عن لسان الشاعر الياس ابي شبكه: لا تجزعي ان رياتِ الكأس فارغة يوما في كل عام ينضج العنب.