شارل الياس شرتوني: لسنا رهن مشيئتكم يا ميشال عون وجبران باسيل وسمير جعجع/لقد ان الاوان ان ننتهي من هذا الصراع الشخصي بين قوارض تتماثل مع كل هذه الطبقة العفنة التي تعكس الخواء القيمي والاخلاقي الذي يسود هذه البلاد المنكوبة والمنطقة البائسة

145

لسنا رهن مشيئتكم يا ميشال عون وجبران باسيل وسمير جعجع
شارل الياس شرتوني/16 أيلول/2020

ان عودة الصراع بتفاهته المعهودة وقلة المسؤولية التي طبعته منذ ٣٢ سنة، بعد ما جر علينا من ويلات ليس اقلها المآسي التي عشناها، وخسارتنا المبادرة تجاه سياسات النفوذ السورية والمحلية التي كانت تستهدف سيادتنا وحقوقنا وحرياتنا على مدى ١٥ سنة، ورفضناه في السابق ونرفضه اليوم، خاصة وان الاجيال الجديدة غير راغبة في تفهم حيثياتكم، ورواياتكم البائسة، وتبريراتكم الساقطة.

ان ما جرى في سن الفيل اعادني ٣٢ سنة الى الوراء عندما تدخلت وسيطا لوقف التدهور السياسي والامني الذي اسس لحرب التدمير الذاتي التي الغتنا من المعادلات السياسية، وادخلتنا في الديناميكية التراجعية التي نشأت عن الهجرة، والخروج من التداول السياسي والوطني الفعلي، والاستباحة التي تعرضنا لها على كل المستويات.

ان انكفاءكم عن الساحة السياسية مكننا من اعادة بناء اللحمة بين الاخوة الذين كسرتم اواصر رباطاتهم، والخوض في العمل الدپلوماسي الدولي الناشىء عن المعطيات الاستراتيجية المستجدة بعد الحادي عشر من ايلول ٢٠٠١، وما خرجه من مقررات، قانون محاسبة سوريا واستعادة السيادة اللبنانية (٢٠٠٣) والقرار الدولي ١٥٥٩ (٢٠٠٤)، و عمل المواجهة المشترك مع الاحتلال السوري.

لكن مع عودتكم المشؤومة، عاد تنازع الارادات العبثي، والتموضع الاحادي الذي يعكس احتباساتكم العقلية والنفسية، واطماعكم وعقدكم الشخصية، والمكابرة غير الراشدة، لانكم صنو لكل هذه الاوليغارشيات السيئة التي فتكت بهذه البلاد، التي وجدتم فيها الشريك المطلوب من اجل تثبيت اللعبة الاوليغارشية المقفلة بكل دناءتها وضحالتها ومراميها المدمرة .

ان ما جرى البارحة في سن الفيل هو اعادة تكرار لسيناريوهات مألوفة عايشها جيلي، وقاومتها شخصيا بشكل مستمر من خلال مواجهتي لبذاءتكم واحدا واحدا.

تقع احداث البارحة في سياق الخطة التي وضعتها الفاشية الشيعية لجهة سياسة الخرق التي قامت بها على غير محور في الوسط السياسي المسيحي، وتمهيدا لحرب اهلية فيه، واستكمالا لسياسة التدمير المنهجي التي افصح عنها العمل الارهابي في مرفأ بيروت.

لقد ان الاوان ان ننتهي من هذا الصراع الشخصي بين قوارض تتماثل مع كل هذه الطبقة العفنة التي تعكس الخواء القيمي والاخلاقي الذي يسود هذه البلاد المنكوبة والمنطقة البائسة.