شارل الياس شرتوني/وليد جنبلاط الدجال المحترف

248

وليد جنبلاط الدجال المحترف
شارل الياس شرتوني/07 أيلول/2020

وليد جنبلاط يستقبل اسماعيل هنية، وكالمعتاد يسابق حزب الله في احتراف الدجل عبر تزكية سياسات الممانعة والتباكي على فلسطين، اي فلسطين، الله اعلم.

هذا الدجال يضع اصناءه اعضاء الاوليغارشيات الناهبة في الجيب الاصغر في مجال اصطناع المواقف الكاذبة، والتمهيد للانقلابات السياسية، والتآمر على السلم الاهلي في البلاد خدمة لاهدافه، وامعانا في الطعن بما تبقى لهذا البلد من تماسك بحدوده الدنيا.

هذا الدجال يصيب عصفورين بحجر عند استقباله لاسماعيل هنية: تظهير صورته المنطفئة من خلال اللقاء مع دجال آخر، والتأكيد الموارب على ديمومة ارتباطه بحزب الله، والتمهيد لعودة العلاقات العلنية معه.

بالنسبة له زيارة اسماعيل هنية واركانه ومرافقيهم من حزب الله هو اعلان انقلابي على الخيار الاستقلالي اللبناني، والانضمام الى سياسة التخريب الارادية للمداخلة الانقاذية الفرنسية التي اخرجت لبنان من العزلة الخانقة التي تفرضها الفاشيات الشيعية، والالتحاق بمواقف نادي رؤوساء الوزارة السنة، لجهة تغطية سياسة حزب الله الانقلابية، واستهداف الخط السيادي الذي يمثله غالبية المسيحيين.

هذا النمط الانقلابي ليس بالامر المستحدث، لقد خبرناه في ال ٢٠٠٥ مع الاتفاق الرباعي، ومع انقلاب جنبلاط على خط ١٤ آذار، هذا حتى لا نتوسع في انقلابات كمال جنبلاط، المبرمجة على خط استهداف الخيارات السيادية التي انتهت بمقتله غداة وعيه المتأخر لمترتباتها.

ان العلاقة المرضية التي تربط هذه العائلة السيئة والمتمرسة بقلة المبدأ والانتهازية بلبنان ومسيحييه، تجعل منها احدى ابرز روافع الحرب الاهلية على نحو لم ينقطع، لا في تاريخ الامارة ولا في تاريخ لبنان الكبير.

ان مواجهة هذا القدر من المواقف الكاذبة والخبيثة، والنوايا المبيتة، يحيل الازمات القاتلة التي يعيشها اللبنانيون الى استحالات تصيب السلم الاهلي، وتماسك الكيان الدولتي، وامكانية العبور الى مرحلة جديدة تنهي هذا الارث السيء الذي يضرب التحول الديموقراطي في اسسه، اي في المنابع الاخلاقية التي يرتكز عليها لناحية قيمه ومرتكزاته الدستورية والمؤسسية …