علي الأمين: حزب الله يأكل حليفه الشيعي والجنوب يستعيد حرب إقليم التفاح/يوسف مطر: حزب الله لا معارضين بعد اليوم

536

«حزب الله».. لا معارضين بعد اليوم!
يوسف مطر/جنوبية/23 آب/2020

«حزب الله» يأكل حليفه الشيعي.. والجنوب يستعيد حرب إقليم التفاح!
علي الأمين/نداء الوطن/23 آب/2020
لم يسبق ان تحول مناصري “الثنائي الشيعي” الحليف الى الأخوة الأعداء (الأعدقاء)، منذ نهاية حمام الدم في حرب إقليم التفاح التي أشعلها تمدد نفوذ “حزب الله” ومحاولته تغيير وجه الشيعة من لبناني الى إيراني، والتي يُسجل لرئيسها الرئيس نبيه بري انه أول من إستشعر بهذا الخطر وانتفض للحد منه رغم انها كلفت حرباً استغرقت على مدار سنتين بين عامي ٨٨ و ٩٠، وذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من أبناء “الشيعة المظلومين” من “حزب الله” وحركة “أمل” قبل المصالحة الشهيرة.
غير ان مسار الأمور منذ ذلك الوقت لم يكن مستتباً بالكامل، فالنار خامدة تحت الرماد، سرعان ما بشعلها إشكال من هنا واحتفال من هناك، الا ان تغير المشهد كليا في مناسبة تعليق صور يافطات مع بداية ذكرى عاشوراء، فأهرق “حزب الله” دماء “أمل” بفعل “القلوب المليانة” التي انفجرت سريعا ليستعيد صورة من حرب “السنتين الشيعية”.
يترقب اهالي القتيل حسين خليل في بلدة اللوبيا ما ستصدره المحكمة العسكرية، بشأن العنصرين من “حزب الله” اللذين يشتبه بأنّ احدهما كان وراء قتل المغدور الذي ينتمي الى حركة أمل، والذي كان اصيب منتصف الاسبوع الماضي في بلدته على اثر خلاف بين انصار التنظيمين المتحالفين، نشأ بسبب خلاف على تعليق اعلام ويافطات بمناسبة ذكرى عاشوراء، وغداة خطاب امين عام “حزب الله” الذي دعا الى رفع الاعلام واليافطات في الاملاك العامة والخاصة في هذه المناسبة.
واللوبيا بلدة تقع ضمن قضاء الزهراني وهي المنطقة الوحيدة في الجنوب التي يمكن الحديث فيها عن نفوذ لحركة أمل يتجاوز نفوذ “حزب الله” او يوازيه، بخلاف مناطق الجنوب الأخرى التي رسى النفوذ الغالب لحزب الله على حساب “الحركة” وكشفت الانتخابات النيابية هذا الواقع من خلال التباين الواسع بين اصوات مرشحي الطرفين، والتي كشفت عن تفوق جلي لمرشحي الحزب من حيث عدد الاصوات.
لم يسبق في الربع القرن الأخير ان تم تناول امين عام “حزب الله” من قبل مناصري “أمل” وبشكل علني، كما فعل اهالي بلدة اللوبيا اثناء تشييع ابن بلدتهم الى مثواه الأخير، وهذا ربما ما استدعى قيادة الحركة الى ادانة هذه الشعارات المنددة بنصرالله، وهو ما دفع بالمقابل بعض مناصري “أمل” الى القول أن “حزب الله” لم يصدر حتى بيانا يدين الجريمة او يعزي أهل المغدور، وبقي صامتا من دون اي موقف يوازي الجريمة، ويتصدى لتداعياتها.
سلم “حزب الله” عنصران للمحكمة العسكرية، من دون ان تتضح اسباب تسليمهما لهذه المحكمة، سوى ما يشاع عن ان سطوة الحزب على هذه المحكمة هي ما يفسر هذا التصرف، علما ان الجريمة حصلت بين اطراف لا ينتمون الى السلك العسكري، ولا الجريمة من الجرائم الارهابية، وبالتالي فهي جرت بين مدنيين وان كانوا ينتمون لأحزاب لبنانية.
في الرد الفعل الأولي بعد الجريمة، جرت تهديدات مباشرة من قبل بعض ابناء عائلة المغدور خليل لأهالي المشتبه بهما باطلاق النار الذي ادى الى مقتله، وتم الاعتداء على بعض البيوت التي تعود لعائلة المشتبه به، وفي هذا السياق ينقل مقربون من عائلة المغدور في اللوبيا، الى أن المشتبه به اعترف باطلاق النار والقتل، علماً ان مصادر متابعة “للحادث الخطير” في قضاء الزهراني، تشير الى ان المغدور قتل برصاصة مسدس، وليس برصاص بندقية حربية، وتضيف ان احد الموقوفين في المحكمة العسكرية كان بحوزته مسدس يرجح انه وراء تنفيذ الجريمة.
الأحاديث والانفعالات والتهديد والوعيد، على لسان حال رفاق خليل وابناء بلدته وعائلته، واجواء التوتر انتقلت الى اكثر من بلدة، بموازاة جهود تبذل من قبل طرفي الثنائية الشيعية، لمنع تمدد التوتر ومحاصرته.
وفي هذا السياق تجري اتصالات لايجاد مخرج لهذه القضية المحرجة، ذلك ان “حزب الله” لم يسبق ان كان عرضة لأن يكون احد عناصره في يد القضاء ومتهم في قضية قتل، وهي جريمة وقعت داخل البيئة الشيعية، اي ان معالجتها من خلال المحكمة العسكرية غير كافية اذا لم يقتنع اهالي المغدور وحركة “امل” بأي مخرج لا يحظى بأدلة دامغة تدين القاتل، سيما ان لا اطراف سياسية او امنية كانت موجودة اثناء المواجهة التي ادت الى مقتل خليل، باستثناء عناصر حركة “امل” و “حزب الله”، وهي بالطبع اعقد من قضة مقتل الطيار سامر حنا قبل نحو عشر سنوات، التي امكن للحزب معالجتها، من خلال الدوائر القضائية والعسكرية.
وفي هذا السياق بدأت محاولات تسريب اخبار ومعلومات لم تلق استجابة من اهل المغدور، بالقول ان طلقا ناريا من طرف ثالث ومجهول، ادى الى مقتل خليل، اي ان عناصر “حزب الله” ليسو هم من نفذوا عملية اطلاق النار المشؤومة. واللافت في سياق رصد التداعيات لما جرى في منطقة الزهراني، قيام بعض مناصري حركة “امل” باستحضار صور قيادات امل الذين تم اغتيالهم (اواخر الثمانينات) من قبل “حزب الله” كما تزعم حركة امل، اي داوود دوود ومحمود فقيه وابو حسن سبيتي، وضموا اليهم صورة حسين فقيه، ويمكن ملاحظة العديد من الشعارات والمواقف المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تظهر حجم الغضب من “حزب الله” بسبب هذه الجريمة.
التوتر على مستوى الشارع لم يتراجع، وحمل السلاح بشكل علني وامام القوى الامنية والعسكرية الرسمية مستمر، فيما يظهر بشكل واضح ان المعالجات تتم على مستوى حزبي، في وقت تتنامى مظاهر الغضب لدى مناصري “أمل”، خصوصا أن بعضهم بات يتحدث بصوت عال عن ان وراء ما جرى رسالة سياسية مفادها انه هو الذي يمسك بالشارع، وحتى في ما تبقى من مناطق نفوذ حركة أمل، وهي رسالة استباقية تستهدف اي محاولة للخروج عن سطوة الحزب وسيطرته، والتي يشكل تعليق الاعلام واليافطات عنصر سيطرة واستقواء، ووسيلة لاستعراض القوة، لاسيما بعدما جعل منها امين عام “حزب الله” بمثابة مهمة الهية، الغاية منها توجيه رسالة الى كل اللبنانيين والى داخل البيئة الشيعية، مفادها ان كلمة “حزب الله” هي العليا.

«حزب الله».. لا معارضين بعد اليوم!
يوسف مطر/جنوبية/23 آب/2020
وردت في الخطاب ما قبل الأخير لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ، وفي الشق الأخير من الخطاب وهو الشق المرتبط بالحديث عن الوضع الداخلي اللبناني وتشكيل الحكومة الحيادية بعد استقالة حكومته العتيدة ، وردت نصيحة ملغومة نسبياً وتكشف عن الإستراتيجية العملية الميدانية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية المعتمدة من قبل حزب الله منذ أربعة عقود في لبنان وخارج لبنان.
أكد أمين الحزب في هذا الشق من خطابه رغبته بتشكيل حكومة وحدة وطنية ليضمن بقاء حزبه في السلطة ، معترضاً على فكرة الحكومة الحيادية ، ونافياً وجود حياديين في لبنان متجاهلاً بذلك وجود كل المستقلين من معارضين للحزب وغير معارضين له ، ومبيناً أن بعض القوى السياسية ستعارض فكرة حكومة الوحدة الوطنية ، متهماً من سيعارض بعدم تحمل المسؤولية وبجر البلد إلى الحرب الأهلية ، واقترح على المعارضين قائلاً : ” أنا أقترح عليكم أن تخرجوا من الحياة السياسية “، ودعاهم لترك الناس لخيارات سياسية أخرى ، ونصحهم أن يتحولوا إلى منظِّرين وتجار وإلى ممارسة العمل الخيري ، وهذه الإستراتيجية يمارسها حزب الله مع أكثر معارضيه في الدائرة الشيعية من علماء دين وكوادر ثقافية وفكرية واجتماعية وسياسية واقتصادية منذ تأسيسه، سواء الأقوياء منهم أم الضعفاء، وإن كان في ممارستها مع الضعفاء يبدو أشد لؤماً وعداوة منه حين يمارسها مع الأقوياء، لأنه يلاحظ الحسابات الانتخابية حين يواجه بها الأقوياء اجتماعياً.
وقلَّما التفت في هذا الخطاب لنصر الله وإلى هذه النصيحة الاحتكارية السلطوية قلَّما التفت إلى ذلك أحد في الإعلام أو انتقد ذلك الساسة في لبنان أو علق على ذلك المحللون الإستراتيجيون في الداخل اللبناني، ومفاد هذه النصيحة كما رأيت هو دعوة السيد نصر الله المعارضين – غير المتماهين مع سياسات الحزب – دعوتهم بطريقة مباشرة لاعتزال السياسة والعمل السياسي والشأن العام والتَّحول إلى منظِّرين كأساتذة الجامعات مثلاً أو التَّحول إلى العمل الخيري أو إلى التجارة كما هو حال الكثيرين من الرؤساء والوزراء والنواب وقادة الأحزاب الذين – كما قال نصر الله – تحولوا إلى تجَّار بعد أن تقاعدوا أو اعتزلوا العمل السياسي والتدخل في الشأن العام!
السيد نصر الله يُصرُّ في خطابه ما قبل الأخير ويؤكد على نصيحة معارضيه في السياسة عموماً وفي الدائرة الشيعية ضمناً بنحو الخصوص، يُصِرُّ على دعوة هؤلاء لاعتزال السياسة
عزل المعارضين والتشهير بهم
وفي كلام الأمين العام تصريح بمنهجية الحزب في التعاطي مع أكثر المعارضين الأقوياء أو المتوسطي القوة، أما غالب المعارضين الضعفاء – خصوصاً الشيعة منهم داخل لبنان وخارجه – فمنهجية الحزب هي سحقهم وتدمير حضورهم الاجتماعي بالتهم والدعايات والإشاعات المضادة التي تصل إلى مرحلة يلعن بعض هؤلاء المعارضين الضعفاء نفسه لكثرة ما تشيع أجهزة حزب الله الأمنية وقواعده الشعبية وروابطه في المناطق كلها عبر قوة التواصل بين هذه الأجهزة والقواعد والروابط في لبنان والخارج، فتشيع هذه الأجهزة والقواعد والروابط ضد المعارضين الضعفاء التهم والدعايات والإشاعات في الوسط الشيعي تشيع أقذر التهم والدعايات والإشاعات وألوان المفتريات والأكاذيب التي تخالف شرع الله وأحكام دينه ويهتز لبعضها عرش الرحمن بهدف نفي هؤلاء المعارضين اجتماعياً واقتصادياً وعزلهم سياسياً! فهذه المنهجية عند حزب الله هي السلاح الشيطاني المحرم شرعياً والأقوى عملياً والذي يستطيع به حزب الله الغالب نفي المعارضين الشيعة من ضعفاء وحتى أقوياء من علماء دين وكوادر ثقافية وفكرية ورموز اجتماعية
فالسيد نصر الله يُصرُّ في خطابه ما قبل الأخير ويؤكد على نصيحة معارضيه في السياسة عموماً وفي الدائرة الشيعية ضمناً بنحو الخصوص ، يُصِرُّ على دعوة هؤلاء لاعتزال السياسة والشأن العام من أنفسهم عندما يعجزون عن التناغم مع سياسة الحزب السلطوية، وهو لا يُخفي بذلك التهديد الضمني لهؤلاء بكون الحزب سيعمد إلى عزلهم إن لم يعتزلوا، وما على المراقب إلا أن يتابع حال المعارضين والمستقلين الشيعة – من علماء دين وغير علماء دين – الذين عانوا من ظلم حزب الله في العقود الأربعة الماضية داخل لبنان وخارجه ليُدرك صحة منهجية حزب الله الاحتكارية هذه، فهل من مستفيد من تجارب هؤلاء؟ وهل سيتوقف طموح حزب الله في هذا الاتجاه عند حد بعد المتغيرات الكثيرة التي يشهدها العالم والمنطقة ، خصوصاً بعد اتفاقيات التطبيع القائمة والأخرى المتوقعة مما يُنذر بارتماء البعض في الحضن الإسرائيلي هروباً من ظلم ذوي القربى؟