د. وليد فارس/تعليق د. وليد فارس على قرار المحكمة الدولية بقضية اغتيال رفيق الحريري: حكمت المحكمة

387

تعليق د. وليد فارس على قرار المحكمة الدولية بقضية اغتيال رفيق الحريري: حكمت المحكمة
د. وليد فارس/18 آب/2020

عندما سؤلنا في ٢٠٠٩ عن المحكمة الدولية للبنان، قلنا لهم المحكمة مؤسسة عدلية تقوم بتحقيقات قضائية ضمن قدراتها العملية. وتنبأتُ بانها ستصل الى نتائج جنائية بما تسمح به الظروف الميدانية.

فما لم تستجوب كل المسؤولين المعنيين بالموضوع، فهي ستحكم بما لديها من ادلة. وهذا ما حصل. حكمت على منفذين وليس على من اعطاهم الاوامر، لان لا وصول لها الى هؤلاء ولا ادلة ممكنة اكثر.

جوابي كان: اولا تطبيق القرار ١٥٥٩، الذي يقضي بنزع سلاح حزب الله، ايجاد بقعة سيدة، ومن ثم كل لبنان، وبعد ذالك المحكمة، والاصلاحات، والتحديث وكل شيء.

ما لم ينفذ ال١٥٥٩، لن يصل اللبنانيون الى شيء.
ولكن السياسيين الذين تقاسموا الكعكة مع حزب الله في مؤتمر الدوحة في ٢٠٠٨، وباتوا يدافعون عن “شقفاتهم” لم يريدوا الكلام عن القرار، لانه “يخربط” الاتفاق التقاسمي مع الحزب.

فاكدوا للناس ان كل المشاكل سوف تُحل مع احكام المحكمة وان “الحقيقة” ستُكشف ويتدخل المجتمع الدولي وتتم الانزالات الاجنبية والخ.

واضاف السياسيون في مجالسهم ان امريكا والدول الكبرى لا تفكر الا بمصالحهم، وان السياسيين اللبنانيين يفكرون دوماً “بمصلحة البلد” وانه من الافضل ان “لا نقوم بشيء يخربط البلد” وخاصة ١٥٥٩.
فتصوروا الفارق.

محكمة تحكم من مسافة 4170 كلم مع حد ادنى من التعاون المحلي وسيطرة كاملة للميليشيا في لبنان.

او محكمة تحكم من نفس المسافة بالتعاون مع دولة مستقلة وجيش وقوى امن واجهزة مستقلة، ولا ميليشيا متحكمة بالناس؟

السيناريو الثاني هو بعد تطبيق القرار ١٥٥٩ والاول، هو دون تطبيقه.
فالمحكمة الدولية حكمت بما لديها من معطيات وبالتعاون مع حكومات لبنانية تتعاون مع حزب الله، واتهمت عضواً في الحزب.

الناس غضبانة لانها تأملت اكثر، لان السياسيين قالوا لهم المحكمة هي الحل وهربوا من الحل الاكبر والطريق المباشر للعدل الشامل وهي القرار١٥٥٩.

هذا ثمنٌ آخر لاختيار الطريق الاسوأ وهو التهرب من التحدي الاكبر.
الامثولة؟

اولاً القرار ١٥٥٩، مهما كان الثمن، ومهما طال الزمن فقد مرت ثلاثون سنة.

والاهم ان يزيل اللبنانيون الغشاء من امامهم، فلا يسقطون ضحية ما وعدهم به السياسيين زوراً، ومن فسّرلهم العلاقات الدولية خطأَ، والسرابات التي لونوها بنفهم هرباً من واقع يكرهونه ولا يفهموه، لان ثمة من كتب تاريخاً لم يكن تاريخهم.