الكولونيل شربل بركات/هل بدأت الحرب التي هددنا بها حزب الله؟

764

هل بدأت الحرب التي هددنا بها حزب الله؟
الكولونيل شربل بركات/05 آب/2020

انفجار بيروت الذي يشبه “الانفجار النووي” والذي قضى على نصف بيروت الشرقية، من جهة الأبنية الزجاجية الواجهات، وتصدع كل القريبة منها من المرفأ، عدا عن الضحايا الأبرياء من المدنيين المحجورين عنوة في منازلهم، أو أولئك العاملين من أجل الرغيف.

هذا الانفجار الذي سجله مركز الزلازل الأردني بقوة 4،5 درجات بحسب ميزان رختر، لا يذكّرنا فقط بالحرب البغيضة، ولا بأيام الغضب السوري على سكان الأشرفية في حرب المئة يوم، أو بمسلسل التفجيرات المتنقلة بين الأحياء.

إنه خطر أكبر، لأن الأذكياء من “المقاومين” قد ملأوا، القرى والدساكر وكل الأمكنة ذات الطابع المدني، مخازن متفجرات وصواريخ سوف تصبح، كما هذه، أماكن خطرة على السكان المحليين، يوم يقرر من في طهران استهداف “يهود اسرائيل لرميهم في البحر أو إعادتهم إلى البلاد التي قدموا منها”.

ففي “سبع دقائق” سوف يستطيع الحرس الثوري بقدراته الصاروخية انهاء اسرائيل من الوجود. وقد تكون هذه عينة على قدراته التفجيرية. ولكن هل يمكن أن ينقلب السحر على الساحر ونصبح كتلك النكتة الحمصية التي تقول “إذا عنا صار هيك كيف عندهن؟”

من يرى بعض الفيديوهات عما حصل قبل الانفجار الكبير يستنتج بأنه كان هناك سلسلة انفجارات في مستودع (ذخيرة؟) بالقرب من أهراءات القمح في ميناء بيروت (العنبر 12)، أدت على ما يبدو لانفجار مادة تشبه الانفجارات النووية، حيث ظهر الفطر الأبيض قبل رؤية اللهب الأحمر، وبالطبع يدل هذا على قوة الانفجار الذي شكّل موجة عصف فائقة القوة تبعها موجة لهب شديدة وصلت السنتها إلى ارتفاع حوالي 70 متر وترافقت بدخان أحمر، يقول الخبراء، بأنه نتيجة انفجار مادة نيترات الأمونيوم التي تستخدم عادة بصنع العبوات الناسفة.

ويدعي أهل الحكم بأن هذا المستودع كان يحوي مفرقعات خاصة بالاحتفالات. ويضيف أحد جهابذة “الخبراء” العسكريين الذين لا يجرؤون على الاشارة إلى صاحب هذه المواد، بأنه كان هناك “بارود متحجر” منذ زمن بعيد، وهذه دوما ادعاءات الذميين الذين يسايرون قوى الاحتلال على مدى التاريخ، ولا يهمهم سوى تلميع صورته على حساب مصالح الشعب.

الاسرائيليون سارعوا لنفي مسؤوليتهم عن الانفجار، ولكنهم لو لم يفعلوا فمن له الحق بمطالبتهم بعدم القيام بمثل هذه الأعمال. فهم أعداء بالنسبة لكل اللبنانيين. وتهجيرهم ورميهم بالبحر جملة على لسان الصغير والكبير في شوارع بيروت.

وكل يوم يهددهم السيد حسن بطرطقة “الشاكوش” التي ستهجرهم من بيوتهم. وبالدخول إلى القدس والصلاة في المسجد الأقصى (مع السيدة وزيرة الدفاع والأنسة نائبة رئيس التيار).

ونحن نعرف بأنه لم يحق للحسن والحسين أبناء الامام علي (عليه السلام) أن يصلوا في هذا المسجد فكيف بالسيد أو أسياده الفرس الذين قد يفضلون هدمه على اعادته لأهل السنة.

ولكن رئيس دولة اسرائيل صرّح بأن دولته مستعدة لاستقبال الجرحى في مستشفياتها إذا لم تقدر مستشفيات بيروت على القيام بالواجب، وعرض أيضا ارسال وحدة الكوارث المتخصصة برفع الانقاض والتفتيش عن الأحياء تحتها، وهي ساهمت بتلك المهمات الانسانية بأكثر من بلد سابقا، من هاييني إلى تركيا وغيرها من الدول التي تعرضت لكوارث مماثلة.

بالطبع لن يقبل حزب السلاح بذلك، ولا أذنابه من المتشدقين المدعين بالمسؤولية. ولن يعرف اللبنانيون بهكذا خبر لأن الكلام على العدو لا يمكن أن يكون إلا عن التهديد والوعيد. وهم لم يقدروا على وقف تهريب المازوت عبر الحدود إلى سوريا، ولا استطاعوا تجنب كارثة الأمونيوم هذه والتي كان السيد قد هدد اسرائيل على هدم حيفا بتفجير المستودع الذي كان يحوي هذه المادة فيها، فكيف فاتته وغيره من الجهابذة بأن هذه التي عندنا تشبهها، وقد تنفجر أيضا وتهدم بيروت كما فعلت اليوم؟ إلا إذا كانوا اعتقدوا بأن ضمير اسرائيل يمنعها عن القيام بمثل هذا العمل.

المشكل في لبنان أن ذكاء اللبنانيين وقدرتهم على التنظير وقراءة المستقبل أجهضدها حزب السلاح بنظرياته الفارغة واستقوائه على الكل؛ من أميركا إلى العرب واسرائيل وأوروبا وكل العالم الحر. ولكنه يرضخ ويفلسف رضوخه للإيرانيين الفرس العائدين من غياهب التاريخ، لا بل يفاخر بخضوعه وعمالته لهم، وتلطيخ كل صورة جميلة حاول اللبنانيون أن يرسموها لبلدهم عبر التاريخ.

من يقود لبنان إلى حتفه ليس فقط المتجبّر والمتلطي خلف سلاحه. ولكن أولئك المدعين بالقدرة والمسؤولية، القابلين بأن يغطوا هدم لبنان وقتل شعبه، مقابل تغطية فسادهم، بدأ من أبناء الطائفة الشيعية المصادرة القرار، والتي حرمت من حرية التفكير والقدرة على التحليل والاختيار، وهي كانت من طلائع اللبنانيين الأحرار الذين ورثوا أكثر من غيرهم فلسفة صور الفينيقية، وروحية مناصرة المظلوم، وقول الحق، والتفتيش عن الالهام في كتب الله وتكريم أوليائه، ومرورا بكافة الفئات من اللبنانيين الأحرار بالفترة والذين ارغموا اليوم على مسايرة الفاسدين والرضوخ لهم خوفا من سلاح العمالة والاحتلال.

لأشباه الرجال هؤلاء نقول اتركوا لبنان يعيش واستقيلوا من المسؤولية إذا لم يكن عندكم العزم الكافي لقول الحق والوقوف بوجه الباطل، لأن التاريخ لا يرحم، والشعب المقهور لا بد أن يثور ويهدم تماثيل الطغاة وأسوارهم، والويل لمن سيقف بدربه…