بارعة الأحمر/قصة شاب رفض تأليه حسن نصرالله وهو ابن بيئته أو تقديس نبيه بري، فصار منبوذا ومتهما وخائنا

683

قصة شاب رفض تأليه حسن نصرالله وهو ابن بيئته أو تقديس نبيه بري، فصار منبوذا ومتهما وخائنا

بارعة الأحمر/29 تموز/2020

سأخبركم قصة هذا الشاب الثائر، لو تقرأون.. ولا حاجة لاسم، فهو بالتأكيد سيكون اسمه إما علي أو حسن: في قريته البعيدة والمحرومة من الحياة، كان يرفض تأليه حسن نصرالله أو تقديس نبيه بري، فصار منبوذا ومتهما وخائنا.

هجر ريفه نحو بيروت وصرخ عاليا مع الثوار “أريد كرامتي أنا المواطن وأريد حرية الفكر، وأريد سَجنَ كل الزعماء اللصوص” قالها بكل ايمان وتوق للحرية والتغيير.

جاع وعطش ونام في خيمة تحت المطر وتنفس الغاز المسيل للدموع بينما كانت تهوي على رأسه ضربات “الأمن”…

لكنه كان سعيدا بنضاله وأحس بوجوده كإنسان.

استدعته كل الفصائل الأمنية ل”أجهزة” الدولة وأوسعته تحقيقها واسئلة وسجنته، فوقفنا معه وأخرجناه من أسره.

لم يحزن، لم يسمح لليأس أن يتسرب الى قلبه.

وعندما عجزت الدولة عن قمعه وإرهابه.. “اختطفه” جهاز تابع لدولة مستقلة داخل الدولة اللبنانية واستعمل كل وسائل التعذيب لكسر عنفوانه..

تعب “الشباب” من تعنيفه وإهانته وإفهامه بأن لا وجود له خارج سلطة الطائفة وعباءة الزعيم.

وكان آخر الدواء: اغتصبوه جسديا لانتزاع ما تبقى في نفسه من إيمان.

اتصل بي بالأمس ليودعني.

أخبرني أنه يغادر الى تركيا لينضم الى قوارب الموت..

 الى المهاجرين بحرا نحو أوروبا..

قال “إن مت غرقا ترحمي علي وسامحيني..” قلت “لا.. هذا جنون” فاختنق صوته “إن وصلت إلى غربتي وبردها، سأتذكر جوارب الصوف التي كنت تقديمنها لنا في ساحة الشهداء..”

قريبا تتغير صور الغارقين في بحر الهجرة..

سيكونوا لبنانيين، يحلمون بوطن، ويدفنون اسم لبنان عميقا.

ويمنحون مادة جديدة لسياسيينا المجرمين، يبتزون بها أوروبا من أجل المزيد من الملايين.

قريبا تضاف قصص جديدة إلى حكايا المآسي.. نكتبها ونرويها منذ مائة عام، من المعاناة.