أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة الكويتية: نصرالله… وخطابُ الطَّماطم “البندورة” والخيار

235

نصرالله… وخطابُ الطَّماطم والخيار
*لا بد أن يأتي يوم ليس بعيداً يُسحل فيه نصرالله في الشوارع كما سحل العراقيون الملك فيصل ونوري السعيد وعبد الكريم قاسم، وعندها فقط سيدرك الإرهابيون ماذا جنت أيديهم.
أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/08 تموز/2020

من نكد الدَّهر على اللبنانيين أن يخضعوا لأفَّاك هارب من وجه العدالة الدولية، يُملي عليهم نظريات ما أنزل اللهُ بها من سلطان، فهذا الشعبُ الذي يتحدَّر منه عشرات رؤساء الدول وكبار المسؤولين في أميركا اللاتينية وغيرها، وإعلاميون ومديرو شركات ومصارف عالمية، وفيه نخبة من الخبراء في شتى العلوم، موزعين على مختلف قارات الأرض، أَليسَ من سخرية الزمن أن يصبح رهينة لعصابة “حزب الله”، وحسن نصرالله، هذا التابع الهارب من وجه العدالة الدولية الذي أطل مجدداً من سردابه، نصَّب نفسه هذه المرة مرشداً روحياً زراعياً وصناعياً، بعدما كان يصول ويجول في ساحات التهديدات والعنتريات ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، ودول الخليج العربية؟! أين منه هتلر وستالين؟! بات يُكرِّر في الآونة الأخيرة سفاسف الأمور، وهو ما يثير الضحك الى حد البكاء.

يطلب نصرالله من اللبنانيين زراعة شرفاتهم وأسطح بيوتهم بالخضار والحبوب “طماطم وخيار و…” لمواجهة الحصار الذي يزعم أن الولايات المتحدة الأميركية فرضته، فيما حزبه يمنع عليهم زراعة أراضيهم في جنوب لبنان بعدما سبقهم إلى زراعتها بالألغام والقنابل العنقودية التي رمتها الطائرات الإسرائيلية على مختلف المناطق بسبب مغامراته العبثية،وكان نبتها موتاً ودماراً على ساكنيها.

أما في البقاع شرقاً فإنه يشجعهم على زراعة الحشيش في السهل الذي كان ذات يوم يطعم الامبراطورية الرومانية قمحاً وغلالاً، علهم يتخدرون وينسون ما يفعله ببيئتهم جنوباً.

أَلمْ يكن أَوْلَى بالسيد المأزوم إيقاف زراعة المخدرات وتصنيعها وتهريبها، والسماح لأصحاب الأرض بزراعة الغلال التي يعتاشون منها بكرامة وعزة نفس طالما زعمها؟

يقال: إذا غضب الله على نملة أنبت لها جناحين، ونصرالله، المغضوب عليه دنيا وآخرة، بات كالفيل الهائج في صالة لبيع الكريستال، كيفما تحرك يكسر ويخرب، متوهماً انه بخطابه السفسطائي يستطيع تغيير الواقع وإيهام الناس بوعوده الخلبية، فيما هم يزدادون سخرية منه وازدراء أطروحاته.

هذا المأفون الذي يطلب من الشعب المثقف والمتعلم أن يلجأ الى إيران، واهماً إياه أنها القوة الأعظم في العالم، صناعياً وطبياً وعسكرياً، يتناسى أن نظام الملالي بات نتيجة عبثه السياسي يستجدي العالم كي يمنحه بضعة ملايين من الدولارات لمواجهة الأزمات المعيشية التي خلفها لشعبه بعدما وصل سعر صرف الدولار إلى 217 ألف تومان، فيما لم تنفعه كل عنتريات قادته، فهل من في مثل هذا الوضع يمكنه مساعدة الدول الاخرى، أم انه بحاجة لمن يعينه؟

لا نكشف سراً إذا قلنا: إن نار الجوع التي يتلظى بها اللبنانيون اليوم هي من صنع يدي هذا الأفاك، ولا بد أن يأتي يوم ليس بعيداً يُسحل فيه نصرالله في الشوارع كما سحل العراقيون الملك فيصل ونوري السعيد وعبد الكريم قاسم، وعندها فقط سيدرك الإرهابيون ماذا جنت أيديهم.