د. وليد فارس/لبنانيأ الخارج رهينة سياسيي الداخل

244

لبنانيأ الخارج رهينة سياسيي الداخل
د. وليد فارس/19 حزيران/2020

لبنانيون في الاغتراب تحركوا وعملوا المستحيل لكي يرفعوا قضية لبنان ويدوّلوها بالرغم من ضغط الاحتلال السوري وحجم الطبقة السياسية المرتبطة به والمشككون كانوا بالاطنان.

عمل هؤلاء اللبنانيين او من اصل لبناني جاهدين خاصة ما بين ٢٠٠٠ و ٢٠٠٤ واتوا بالقرار ١٥٥٩ ولم يكن لاي سياسي دور في انتاج القرار.

إلا ان سياسيين (ليس جميعهم) كان لهم دور رئيسي في افشال ثورة الارز، ونزع الفصل السابع عن القرار الدولي، ومعارضة التدخل الخارجي عندما كان متوفراً، وعقد الصفقات مع ميليشيات المحور.

والاسواء انهم حاولوا تشويه حقيقة القرار، وشتموا الدول التي انتجته، وتنازلوا عن قرار لم يكن لهم اي دورٍ فيه.

اللبنانيون في الخارج والمغتربين جهدوا وكدّوا من اجل قضية على مسافة ٧ الاف ميل من حيث حياتهم اليومية بينما السياسيون القاطنين في لبنان ضحوا بالانجاز الدولي الوحيد لصالح لبنان منذ ٣٠ عام لقاء ماذا؟

لا شيء اطلاقاً الا تموقعهم في بلد يحكمها حزب الله دون منازع منذ ٢٠٠٨، بعد “انجاز الدوحة”.

ويخبرنا اللبنانيون في الوطن الام ان السياسيين ومنظرينهم يلقون بالمسؤولية على من؟

بالطبع على امريكا، ويشرحون لك “المؤامرات المعقدة” اللاواقعية، التي تخلى عنها حتى معظم عرب القرن الواحد و العشرين.

اذا ان يقوم المغتربين بتحرك آخر لانقاذ التحرك السابق امر ممكن.

ولكن من يضمن ان لا يضرب السياسيين طوربيداتهم من جديد ويداكشوا انجازاً جديداً بمكاسب داخلية اضافية؟

لا احد بأمكانه ان يضمن اكثر من ضمانات سنة ٢٠٠٥ عندما قدم الاغتراب قرارا دولياً وقدم الشعب اللبناني ثورة رائعة، وداكشها السياسيون بتقاسم “وطني” مع “الممانعة”.

اعتذر عن صراحتي في التقييم فنحن نعرف ما يجري في الخارج ورأينا ما حدث في الداخل، ومن واجبنا الاخلاقي ان نشارك الناس بما نعرفه، ونتمنى ان يكون الواقع غير ذلك ولكنه من غير المسموح ان تقال غير الحقيقة لمن ينتظرها بفارغ الصبر.

هل الطريق مسدود؟ كلا. ولكنه طريق مختلف ليس فيه عصا سحرية ولا روايات مبسّطة، بل درب صعب ولكنه ممكن، اذا كان هنالك تركيز موضوعي وهادئ والاّهم الاهّم، ان تُوضع التخيلات التي زرعها غير العارفين ليعرقلوا هّمة العاملين.

وللكلام صلة.