سيمون أبو فاضل/رغم وطأة الكورونا…هكذا تحضر واشنطن للحل في لبنان

393

رغم وطأة الكورونا…هكذا تحضر واشنطن للحل في لبنان
سيمون أبو فاضل/04 أيار/2020/الكلمة أونلاين

بدا واضحا بأن واشنطن متابعة للملف اللبناني، على ما دلت مواقفها الرافضة لإقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وقبلها لجوء العهد والحكومة أيضا الى تعيينات مالية تقصي نائب الحاكم محمد بعاصيري، حيث ان سلامة وبعاصيري وفق تجربة الإدارة الاميركية يجيدان دوزنة العلاقة النقدية على وقع الإجراءات الاميركية وفق مصلحة البلدين، دون إغفال بيانها إبان حادثة قبر شمون.

فلم يعطل انشغال الولايات المتحدة لوباء ” كورونا ” أسوة بمعظم الدول، ولا اهتمام رئيسها دونالد ترامب بالتحضير الانتخابي لولاية ثانية ،ولا رفعه من درجة المواجهة مع إيران بطلبه من قواته البحرية للمبادرة في إطلاق النار لدى لمسهم اي اخطار تهددهم ،من ابقاء عين واشنطن على التطورات اللبنانية ،وان كانت خلفية قراراته العسكرية مؤشرا بانه لن يقبل بألهائه عن جدول أعماله السياسي -الانتخابي من مدخل الحقلين الاقتصادي والصحي.

وفي خفايا هذا الاهتمام الاميركي بالمنطقة ولبنان على ما تبين للأوساط ، ثمة مواكبة غير خفية لدى الإدارة الاميركية ومتفرعاتها الدبلوماسية وصولا الى بيروت، حيال كيفية تفاعل لبنان مع تسوية ممكن ان تحصل مع إيران وترخي ظلالها على مدى الإقليم ، اذا ما وافقت على شروط واشنطن والمرتقب ان يكون شهر أيلول بمثابة حد نهائي لها، وفق الأجندة الاميركية التي لا تريد ان تغرق في رمال متحركة كما كان الواقع مع الرئيس السابق باراك اوباما.

وفي ضوء الكلام عن لبنان وموقعه في حال التفاهم مع إيران تفند الأوساط الدبلوماسية الساحة اللبنانية الى عدة محاور ستكون على خط هذه التسويات في حال وصلت الى هدفها وفق التالي:

١-حزب الله الذي تعرف واشنطن بانها لا تستطيع نزع سلاحه وهي تعي حجم تمثيله الشعبي وتواجده في هيكلية الدولة، لكنها تريد تقليص نفوذه وتمدده على الساحة اللبنانية اقله، على ما يحصل حاليا مع الحضور الإيراني في سوريا الذي سيشهد انحسارا تحت أنظار روسيا وبتفاهم مع واشنطن واسرائيل، في موازاة تصاعد الإجراءات على حزب الله وحلفائه وبيئته، لكن التجارب السابقة مع حزب الله، لم تكن ناجحة على غرار اتفاق الدوحة الذي انقلب عليه، وقبله كان الامر ذاته مع مؤتمرات باريس وحاليا فيما له علاقة بالبنك الدولي حيث يريده ضمن شروطه، اذ ثمة شكوك حول نوايا حزب الله في الدخول بتسويات رغم رعاية إيران للأمر.

٢- ان اتفاق الدوحة على سبيل المثال الذي أتى بعد عملية 7 ايار واجتياح بيروت، جاء الى حد ما نتيجة توازن بين حزب الله وحلفائه وبين قوى متحالفة ضد حزب الله اثر وجود المحورين السياسيين ٨ و١٤اذار وترجم في انتخابات رئاسية وتشكيل الحكومة بعد قانون انتخابات تم التوافق عليه، وكل ذلك تحت مظلة دولية انقلب عليها لكن حاليا القوى التي تصنف صديقة او حليفة لواشنطن والغرب وكانت مواجهة لحزب الله (قوى ١٤اذار) حسب الأوساط، لا يدل واقعها على انها جاهزة لتحقيق اي توازن، لكي لا تأتي كفة التسوية مائلة الى جانبه يومها، كما هي حاليا، ثم ان اخراج هذه القوى ذاتها من صراعها مع حزب الله والانفصال عن الحراك الدولي يضعف موقفها لاحقا، اذ تكون خسارتها بأنها أبقت على تمدد محور الممانعة وابتعدت اكثر عن حلفائها الإقليميين والغربيين الذين لا يناسبهم هذا الواقع، رغم ربط هذه القوى قراراتها بمرارة التجربة مع واشنطن على ما تتبلغ منهم إبان تحفيزهم على ذلك.

٣-ان دعمها للجيش اللبناني والقوى الامنية يهدف الى تعزيز قدراته العسكرية لحفظ الأمن على الأراضي اللبنانية وحماية القرار ١٧٠١، والتعاون والتنسيق معه ومع غير قوى لمواجهة الإرهاب، وان دعمه يأتي نظرا لثقتها بقيادته، لا سيما ان للمؤسسة دور اوسع في حال حصلت التسوية التي ترتب عليه ادورا إضافية بعيدا عن ما له صلة بالشروط الاقتصادية من خلال تسلمه بشكل مباشر للمرافىء والمطار لمنع التهريب وضبط عائدات الدولة اللبنانية.