الأب سيمون عساف/تأملات بمصير الإنسان المشترى بدمِ ثمين على خشب الصليب

69

تأملات بمصير الإنسان المشترى بدمِ ثمين على خشب الصليب
الأب سيمون عساف/09 نيسان/2020

لقطات في الزمن الآلام المقدس للتأمل بمصير الإنسان المشترى بدمِ ثمين على خشب الصليب
للعزائم رجال ليسوا في ثيابنا، والرجال أَنْجِيَة الله، والمناجاة ُقوتُ القلب، ومن أنس بمولاه استوحش من سواه. لعمري هذه مسالك القديسين، وكلُّنا دُعينا ان نكون كاملين قديسين كما ابانا السماوي كامل قدوس
يا منتهى وحشتي وأنسي … كن لي إن لم أكن لنفسي
عزَّاني في غدِ نجاتي … حِلْمُك عن سيئات أمسي
أين اللاهون بالمزاح زاحوا؟ أين شاربوا الراح راحوا؟ لقد ندبوا في قبورهم على السَهو وناحوا.
أين لذةُ فرحِك بعد حلول ترحِك؟
أين مَنْ أسخط مولاه باتباع هواه؟
أين مَنْ أفنى عمرَهُ في خطاياه؟
قل للمفرط يستعد … ما من ورود الموت بُد
قد أخلق الدهر الشبابَ … وما مضى لا يُسترد
فإلى مَ يشتغل الفتى … في لهوه والأمرُ جَد
والعمرُ يقصر كل يوم … بي وآمالي تمد؟
كان ثابت البناني (منصرف للصلاة) يستوحش لفقد التعبد بعد موته، فيقول: يا رب إن كنتَ أذِنتَ لأحد أن يصلي في قبره فأذِن لي.
ويحَك، طالِع دستور عملك ترى كل فعلك عليك، من وقف على طريق التقوى وبيده ميزان المحاسبة ومحك الورع يستعرض أعمال النفس، ويرد البهرج إلى كير التوبة سلم من رد الناقد يوم التقبيض. اي الذي (نقدك وحان ترم القبض)
واشوقاه إلى من يراني ولا أراه.
يا مُفرّطاً في عمرهِ وعامُه قد بقيَ القليلُ منه.
اجتهدْ في زمنه الباقي واحرسْه وصُنْه.
وأحسنْ في بقيته قولاً وفعلاً.
فإنكَ لا تدري هل ترى رأسَ العامِ المقبلِ أم لا؟
واعلموا – رحمكم الله – أنَّ المُستحبَّ للعبد أنْ يختم عامَه بتوبةٍ واجتهاد.
ويفتتحَ العام المقبل بذلك ليغفرَ له ربُّ العباد.
فاجتهدْ أيُّها العبدُ في ساعات عمرك الباقية.
واعتبرْ بمَنْ فاجأته اسقامٌ وقد كان في عافية.
فأزالتْ نعمتَه الوافية.
وكدَّرتْ عيشتَه الصافية.
أطعمتك إياه حصرماً وعنباً وزبيباً وخلاً، فدع الخامس لي، فقد سمعت في كلامي ” فإنَّ للهِ خُمُسَهُ ” .الخمر؟
يا هذا عقلك يحثك على التوبة وهواك يمنع والحرب بينهما، بادر التوبة من هفْواتك قبل فواتك، فالمنايا بالنفوس فواتك، يا من أيام عمره في حياته معدودة، وجسمه بعد مماته مع دودة. إنما خلقت الداران لأجلك، أما الدنيا فلتتزود، وأما الأخرى فلتتوطن.
أين أرباب البيض والسمر؟ والمراكب الصفر والحمر، وفرسان والخيول الضمر، ما زالوا يفعلون فعل الغمر إلى أن تفضي جميع العمر، يا من عمره قد رحل وولى، كأنك بك تندم وتتقلى، والسمع والبصر للموت قد كلا، ويد التناول للتوبة شلا، والعين تجري وابلاً لا طلا، وعصافير الندم قد أنضجها القلا، وأنت تستغيث ” ربِّ رحماك اغفر هلا رحمت وغفرت فتولَّى
ابك على نفسك قبل أن تبكى عليك، وتفكر في سهم قد صُوِّب إليك، وإذا رأيت جنازة فاحسبها أنت. وإذا عاينت قبراً فتخيَّله قبرك. عودة للنفس في هذه الأيام تناديك ايها المؤمن للاستعداد لعناق المخلص القائم الواطىء الموت بالموت وواهب الحياة للراقدين في القبور
ليس في الدنيا سرور … إنما الدنيا غرور
وجنازاتٍ إذا فكَّر … ت فيها وقبور

==========
إِلَهٌ وخالقُ كَونٍ أَمامَ التلاميذٍ يَرْكَعْ
كتائِهِ دربٍ ونُورُه هَدْيٌ يَسيرُ ويَسْكَعْ
هُنا لِصُّ قومٍ هُناك خسيسٌ بِرُمْحِهِ ينْكَعْ
مسيحٌ مُخَلِّصُ كونٍ، اَيُعْقَلُ يا ربُّ تُلْكَعْ؟!
غَسَلْتَ بِحُبِّكَ أَرْجُلَ رُسْلٍ فَأُعْطَيتَ دَرْسَا
بِفِعْلِ التواضُعِ هذا، وَفعلُ التواضُعِ أَرْسَى
ثَوَابِتَ إِنْجيلِ مَجْدٍ بِأَرْضٍ الأوادِمِ خَرْسَا
حَنَانَيكَ إِغْفِرْ بِدَمِّك سطَّرتَ عَهْداً وطِرْسَا
نَكَرْتُمْ عظيماً! بِكُمْ تَمَّ ما قالَتِ الأَنْبياءُ
ملاعينُ نسلٍ حقيرون اصلا نفاقٌ رياءُ
صَلَبْتُمْ مليكاً غفوراً رحوماً فَيا أشقياءُ
غداً يومُ نَصْرٍ فيا لَلْهَزيمَةِ يا أَغْبياءُ
بِلَيْلَةِ غُسْلٍ وضَعْتَ لِكَهْنُوتِكَ السِرَّ قُرْبَانْ
وقلتَ خُذوا واصْنَعُوهُ لِذِكْرِي فَفِصْحُك رَبَّانْ
مَوَائِدَ غُفْرَانِ عَنْ كُلِّ خاطي بِأَوْهَانِهِ بَانْ
فَدَيتَ صَنِيعَكَ رَبِّي ومِنكَ صًنِيعُكَ هُرْبَانْ
إِلهيَ نَشْكُرُ دَمَّكَ فوقَ الصليبِ يُرَاقُ
ولحظُ الملائِكَةِ المُطْرقِ اشْتَفَّ منكَ اسْتِرَاقُ
ومَنْ في سَبِيلِ خَلاصِهِ مَسَّ الفُؤادَ احْتِرَاقُ
حَقِيرَاً طروبَاً رَخِيصاً بَدا مَا عَنَاهُ الفِرَاقُ
ورَاءَكَ نَمْشِي وفينا جُنُونٌ بِحُبِّ الرِسَالَهْ
حَيَاةُ البَقَاءِ لَدَيكَ لَها نحنُ رُسْلُ البَسَالَهْ
نَرُودُ الُشُعُوبَ غَيَارَى فَحَاشَا تَرَانَا كَسَالَى
نَمُوتُ لأِجْلِكَ حُبَّا وَنَهْوَى تَحَدِّي الحُسَالَهْ
***
نَظِّفِ الروحَ قبلَ أَنْ تَتَعَرِّى من قَميصِ التُرابِ كَيْ تتمرَّى
سَهِّلِ الدربَ لِلْعناقِ الإِلهي بتلاقينا أَوْجُ عُرْسِ المَسرَّهْ
راقني في فِردَوْسِكَ السِحْرُ زاهٍ فيهِ أَرْواحُ الاستقامةِ حُرَّهْ
فيهِ عمرُ الزمانِ لا متناهي فيهِ بَدْرُ الدُّجَى، الشُمُوسُ، المَجرَّهْ
سوْفَ أَحْيَا هناكَ كلَّ التباهي والحياةَ السَعيدَةَ المُسْتَقِرَّهْ
مُطْمَئِنًّا لا آمِرٌ ثُمَّ ناهي بَلْ نَعِيمٌ، جَنَّاتُ عَدْنٍ، أَسِرَّهْ!!
أرْتَدي الأبيضَ المُوَّشَّى الوَجَاهي والسعادَاتُ غبطةٌ مستمِرَّهْ
فائقُ الوصفِ فالكلامُ صديقي عاجزُ لو وددت ان تتحرَّى