الكولونيل شربل بركات/تصفية انطوان الحايك ومصير حزب الله

3850

تصفية انطوان الحايك ومصير حزب الله
الكولونيل شربل بركات/22 آذار/2020

ماذا يريد حزب الله أن يفهمنا من خلال اغتيال مواطن لبناني (انطوان الحايك) كان هُجِّر من قريته إلى المنطقة الحدودية ثم عاد ليسكن في عهدته مدة أكثر من سبعة وعشرين عاما والكل يعرف بأنه اوقف وسجن وأطلق بعد تنفيذ محكوميته واعتبر بدون ذنب حتى أنه التحق بسلك الأمن الداخلي وانهى خدمته وتقاعد واليوم يكتشف جهابذة الحزب بأنه مذنب؟

ماذا يريد حزب الله أن يقول وقد ملأ الأرض تبجحا بأنه لا ينتقم من اللبنانيين، وأنه ليس سيفا مسلطا على رقابهم، ولا وجود لعناصر غير منضبطة في صفوفه، وهو يمسك بالأمن في لبنان وحتى في سوريا. ولكنه اليوم وبعد قيام أمينه العام باتهام الدولة التي يتحكّم بكل مفاصلها بأنها أطلقت من أراده أن يكون رهينة يساوم بها أميركا على اطلاق تاج الدين مثلا أوغيره، (ما يثبت تهمة استدراج الفاخوري بمساعدة من ينتقد اليوم)، ها هو ينتقم من مواطن أعزل لا حيل له ولا قوة؟

ماذا يريد حزب الله أن يقول في خضم مشاكل العالم ومشاكل لبنان التي يتحمّل القسط الأكبر من أسبابها؟ فهو راهن على ىسقوط الدولة وانتشار الفوضى ليكون الوحيد المتحكم بالبلد لأنه لم يبق سواه من جماعات منظمة تحمل السلاح تحت أي مسمى تريد. وقد أخضع الكل بالارهاب من جهة، واطلاق يد الطامعين للقيام بكل أنواع الفساد من جهة أخرى، فكان له أن يسيطر وحده على الساحة بغياب القادة أصحاب الرؤية، المتعالين عن المصالح الشخصية في سبيل النهوض بالوطن، والأبطال أصحاب القضايا ورفاق الشهداء الميامين الذين سقطوا دفاعا عن الوطن ضد قوى أكبر وأخطر منه؟

ماذا يريد أن يفهمنا اليوم حزب الله بأنه وبعدما استغبانا بادخال الكورونا من إيران ولم يعلن حتى الآن عن عدد المصابين أو الموتى عنده وتكاد بيئته أن تثور عليه من جراء ما فعل بها بدون أن تتجرأ على الاعتراض؟
هل إن حزب الله الذي كان يدّعي السيطرة على لبنان، لا بل سوريا والعراق واليمن والكثير من المناطق حول العالم، بقدرته على الارهاب، وامتلاكه السلاح، و”الايمان”، والأوامر الصارمة. أصبح اليوم، وبعد أزمة الكورونا التي ضربت أسياده ونقلها هو إلى بيته وقومه، وبعد أن أفقده الأتراك أولا والأمريكيون بعدهم مجموعة جديدة من المقاتلين، يحاول تحضير الأجواء لدفنهم بدون ضجيج تحت ستار الكورونا لأنه يخاف من أن تأكله ثورة شيعية تطالب بالانقاذ؟ وهل عملية القتل هذه هي محاولة للتصدى لها بأن يغضب الآخرين ليتألبوا ضدهم فيخاف الشيعة على المصير ويعودون إلى بيت الطاعة؟

يوم طالبت الأمم المتحدة بتسليم سلاح حزب الله في القرار 1559 كشرط لعودة الحياة الطبيعية للبنان المحتل من السوري اعتقد بعض صغار النفوس والذين يعيشون على الحقد المتأصل بهم منذ أحمد سعيد وخطبه الرنانة أو ما قبله، بأن المقصود هو وقف قتال اسرائيل (وهي مادة جذابة لقيادة شعوب المنطقة المتأخرة) فكان لهم ما أرادوا وقام حزب الله بحربه المسرحية على اسرائيل، وأخذ بطريقه ثورتهم وحكومتهم والمكاسب، وأبقاهم أسرى يعاقبهم ساعة يريد ويتهمهم بالسرقة والفساد. وهو على حق فلو لم يكونوا فاسدين لما قبلوا به وبسلاحه مسلطا على رقاب اللبنانيين.

اليوم يخطط حزب الله، بعد أن استنفد كل ما يقدر “تيار العماد عون” أن يقدمه له، للتخلص من ورقة التفاهم ويحاول أن يلقي اللوم على شريكه الذي يرى بأن بقاء الدولة مهم لاستمراريته وأن لبنان لن يقدر على مواجهة الولايات المتحدة، فهل تكون هذه الجريمة الغير مبررة للإعلان عن تبروئه من هذه الورقة ومفاعيلها على الأرض، وهل سيبقى للعماد عون الذي احترقت كل أوراقه أمام حزب الله أي أمل في الاستمرار بقيادة أي جزء من الشارع المسيحي؟ وهل هناك قوة أخرى تسن أسنانها لتتقاسم وحزب الله السيطرة على البلاد تحت شكل من أشكال المناطق والقوى التي تحميها بعد سقوط تجربة الدولة؟

***
تقرير وبيانات وتغريدات تتناول الجريمة/قوى الشر والحقد والإحتلال والدويلات تغتال المواطن انطوان الحايك والمطران حداد يستنكر/موقع المنسقية/22 آذار/2020/اضغط هنا لقراءة الملف