الياس بجاني/الصوم صلاة وتأمل وتوبة ومغفرة ومصالحة مع الله والذات والآخرين

598

لصوم صلاة وتأمل وتوبة ومغفرة ومصالحة مع الله والذات والآخرين

الياس بجاني/10 شباط/2024

اضغط هنا لقراءة التأملات باللغة الإنكليزيةClick Here to read the contemplations in English

الصوم صلاة وتأمل وتوبة ومغفرة ومصالحة مع الله والذات والآخرين
الياس بجاني/10 شباط/2023
يبدأ الصوم الكبير حسب طقوس الكنيسة المارونية يوم اثنين الرماد وينتهي يوم سبت النور
الأحد الذي يسبق بداية الصوم الكبير يسمى أحد المرفع أو أحد الغفران… وهو أحد عرس قانا وتحويل الماء إلى خمرة
الصوم من حيث المبدأ الإيماني هو فترة مقدسة للتأمل وفهم وممارسة التواضع، والتوبة، والتكفير عن الذنوب، والمغفرة ، والصلاة ، والتصالح مع الله والذات والآخرين.
الصوم هو زمن مميز للسعي الروحي العقلي والجسدي نحو يسوع المخلص الذي هو ينبوع كل محبة ومغفرة ورحمة.
الصوم هو رحلة يرافقنا فيها يسوع بنفسه في صحراء فقرنا الترابي الفاني، ويأخذ بيدنا ويسير معنا في طريق توصلنا إلى الفرح والقيامة مع عيد الفصح.
الصوم الكبير هو معركة روحية نختارها لمحاربة أنفسنا وكل ملذاتها الجسدية والأرضية الغريزية، وذلك في محاولة جادة هدفها الابتعاد عن كل أفعال وأفكار الخطيئة.
الصوم يقوي رجاءنا وإيماننا في محاولة لمحاربة الشيطان والابتعاد عن طرقه في الخطيئة واليأس.
تعلمنا الصلاة والتأمل أن الله القدير موجود ليحرسنا ويقود خطواتنا، وعندما نصوم ونصلي، نجد وقتًا لله لنفهم كلماته الأبدية التي لن تزول.
من خلال الصوم والصلاة يمكننا الدخول في شراكة حميمة مع يسوع حتى لا يأخذ منا أحد الإيمان والرجاء الذي لا يُخيّب.
الصوم معركة ارتباط روحي نسعى من خلالها إلى الاقتداء بيسوع المسيح الذي حارب إغراءات الشيطان أثناء صومه في البرية وانتصر عليه.
الصوم زمن مقدس نسعى من خلاله بجهد وعزيمة على ترويض وهزيمة غرائزنا الأرضية وتنقية قلوبنا وضمائرنا وتفكيرنا. نصوم ونثق في أن الرب هو راعينا الأبوي.
علينا أن لا ننسى بأن قراءة الإنجيل تقدم لنا كلمة الله، وتقوي أرواحنا وأذهاننا بإرشاداته المقدسة. ومن خلال التأمل في كلمة الله واستيعابها، نتعلم جدية الصلاة.
من خلال صلاة زمن الصوم نحصن مسار الإيمان والعبادة والتقوى الذي يبدأ يوم معموديتنا.
وفي الخلاصة، فإن زمن الصوم يسمح لنا بالتأمل وممارسة الصلاة والصوم والتوبة وتأدية الكفارات، واكتساب مفاهيم إيمانية تُصوّب خطوات مسرتنا الحياة نحو آفاق رجاء وفرح لا حدود لها.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني
http://www.eliasbejjaninews.com

ملاحظة/التأملات التي في أعلى هي من أرشيف 2011

الصوم والقطاعة والاعفاء منهما
الصيام هو الإمتناع عن الطعام من نصف الليل حتى الظهر، مع إمكانية شرب الماء فقط، من إثنين الرماد حتى سبت النور ، باستثناء الأعياد التالية: مار يوحنا مارون (2 آذار)، الأربعون شهيدا (9 آذار)، مار يوسف (19 آذار)، بشارة العذراء (25 آذار)؛ وشفيع الرعية؛ وباستثناء السبت والأحد من كل أسبوع، بحسب تعليم القوانين الرسولية (سنة 380). ففي السبت تذكار الخلق، وفي الأحد تذكار القيامة. تستثني هذه القوانين سبت النور ” لأن اليوم الذي كان فيه الخالق تحت الثرى، لا يحسن الإبتهاج والعيد، فالخالق يفوق جميع خلائقه في الطبيعة والإكرام”.
القطاعة هي الإمتناع عن أكل اللحم والبياض طيلة الأسبوع الأول من الصوم، وأسبوع الآلام، وفي كل يوم جمعة على مدار السنة، ما عدا الفترة الواقعة بين عيدي الفصح والعنصرة، والميلاد والدنح، والأعياد الليتورجية الواجبة فيها المشاركة بالقداس الإلهي مثل: الميلاد، والغطاس، وتقدمة المسيح إلى الهيكل، ومار مارون، ومار يوسف، والصعود، والرسولين بطرس وبولس، وتجلي الرب، وانتقال العذراء إلى السماء، وارتفاع الصليب، وجميع القديسين، والحبل بلا دنس، وعيد شفيع الرعية.

قراءات أحد المرفع من الإنجيل
إنجيل القدّيس يوحنّا02/01-11/عرس قانا
وفي اليَوْمِ الثَّالِث، كَانَ عُرْسٌ في قَانَا الجَلِيل، وكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاك. ودُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى العُرْس. ونَفَدَ الخَمْر، فَقَالَتْ لِيَسُوعَ أُمُّهُ: «لَيْسَ لَدَيْهِم خَمْر». فَقَالَ لَهَا يَسُوع: «مَا لِي ولَكِ، يَا ٱمْرَأَة؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْد!». فقَالَتْ أُمُّهُ لِلْخَدَم: «مَهْمَا يَقُلْ لَكُم فَٱفْعَلُوه!».وكَانَ هُنَاكَ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حَجَر، مُعَدَّةٌ لِتَطْهيِر اليَهُود، يَسَعُ كُلٌّ مِنْهَا مِنْ ثَمَانِينَ إِلى مِئَةٍ وعِشْرينَ لِيترًا، فقَالَ يَسُوعُ لِلْخَدَم: «إِملأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلأُوهَا إِلى فَوْق. قَالَ لَهُم: «إِسْتَقُوا الآنَ، وقَدِّمُوا لِرَئِيسِ الوَلِيمَة». فَقَدَّمُوا. وذَاقَ الرَّئِيسُ المَاءَ، الَّذي صَارَ خَمْرًا – وكانَ لا يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ، والخَدَمُ الَّذينَ ٱسْتَقَوا يَعْلَمُون – فَدَعَا إِلَيْهِ العَرِيسَ وقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ يُقَدِّمُ الخَمْرَ الجَيِّدَ أَوَّلاً، حَتَّى إِذَا سَكِرَ المَدعُوُّون، قَدَّمَ الأَقَلَّ جُودَة، أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الخَمْرَ الجَيِّدَ إِلى الآن!». تِلْكَ كَانَتْ أُولَى آيَاتِ يَسُوع، صَنَعَهَا في قَانَا الجَلِيل، فَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، وآمَنَ بِهِ تَلامِيذُهُ.

توبوا إلي بكل قلوبكم، بالصوم والبكاء والندب. مزقوا قلوبكم لا ثيابكم. فتوبوا إلى الرب.
يوئيل الفصل02/12-18/يقول الرب. ((توبوا إلي بكل قلوبكم، بالصوم والبكاء والندب. مزقوا قلوبكم لا ثيابكم. فتوبوا إلى الرب. الرب حنون رحوم. بطيء عن الغضب، كثير الرحمة، نادم على السوء، لعله يرجع ويندم ويبقي وراءه بركة، فتقربون تقدمة وسكيب خمر للرب إلهكم. أنفخوا في البوق في صهيون، وتقدسوا للصوم ونادوا على الصلاة. إجمعوا الشعب وقدسوا الجماعة. أحشدوا الشيوخ واجمعوا الصغار والأطفال. أخرجوا العريس من مخدعه والعروس من خدرها. بين الرواق والمذبح يبكي الكهنة، خدام الرب، ويقولون: أشفق يا رب على شعبك وميراثك. لا تجعله عارا فتتسلط عليه الأمم ويقال في الشعوب: أين إلهك؟ غار الرب على أرضه وأشفق على شعبه.

فلا يحكم بعضنا على بعض، بل الأولى بكم أن تحكموا بأن لا يكون أحد حجر عثرة أو عائقا لأخيه
رسالة القديس بولس الرسول لأهل رومة/الفصل 14/13-23/فلا يحكم بعضنا على بعض، بل الأولى بكم أن تحكموا بأن لا يكون أحد حجر عثرة أو عائقا لأخيه، وأنا عالم ومتيقن في الرب يسوع أن لا شيء نجس في حد ذاته، ولكنه يكون نجسا لمن يعتبره نجسا. فإذا أسأت إلى أخيك بما تأكله، فأنت لا تسلك طريق المحبة. فلا تجعل من طعامك سببا لهلاك من مات المسيح لأجله، ولا تعرض ما هو خير لكلام السوء. فما ملكوت الله طعام وشراب، بل عدل وسلام وفرح في الروح القدس. فمن خدم المسيح مثل هذه الخدمة نال رضى الله وقبول الناس. فلنطلب ما فيه السلام والبنيان المشترك. لا تهدم عمل الله من أجل الطعام. كل شيء طاهر، ولكن من السوء أن تكون بما تأكله حجر عثرة لأخيك، ومن الخير أن لا تأكل لحما ولا تشرب خمرا ولا تتناول شيئا يصدم أخاك. فاحتفظ وأحفظ ما تؤمن به في هذا الأمر بينك وبين الله. هنيئا لمن لا يحكم على نفسه إذا عمل بما يراه حسنا. أما الذي يرتاب في ما يأكل، فمحكوم عليه أنه لا يعمل هذا عن إيمان. وكل شيء لا يصدر عن إيمان فهو خطيئة.