أحد الموتى المؤمنين/Sunday of the Faithful Departed

798

أحد الموتى المؤمنين
• في أحد الموتى المؤمنين، تذكر الكنيسة أمواتها ومآثرهم وتصلّي من أجل غفران خطاياهم.
• في قراءة الرّسالة، يدعونا مار بولس للاستعداد الدّائم للعبور إلى بيت الآب لأنّ “يَوْمَ الرَّبِّ يأْتي كَالسَّارِقِ لَيْلاً”.
• في قراءة الإنجيل، ينبّهنا مار لوقا إلى أنّ مصيرنا الآتي يرتبط حكمًا بسلوكنا في هذه الحياة.
مع الكنيسة، نخوض في هذا الأسبوع في غمار مسيرةٍ تأمليّة قوامها الاستعداد الوافي لملاقاة وجه الله بتوبةٍ وافيةٍ تؤهّلنا للسعادة الأبديّة.

صــلاة
أيّها الآب السماويّ، يا من وهبتنا الحياة في الخلق، نشكرك اليوم من أجل الأبديّة التي منحتنا إيّاها بموت ابنك وقيامته، ونمجّدك من أجل الرّجاء الّذي يزرعه في نفوسنا روحك القدّوس، ونمدحك لأنّك وحدك يليق بك المجد والإكرام، مع ابنك وروحك القدّوس، الآن وكلّ أوانٍ وإلى أبد الآبدين، آمين.


أَمَّا الأَزْمِنَةُ والأَوقَات، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا حَاجَةَ بِكُم أَنْ يُكْتَبَ إِلَيْكُم في شَأْنِهَا؛
لأَنَّكُم تَعْلَمُونَ جَيِّدًا أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ يأْتي كَالسَّارِقِ لَيْلاً
الرسالة الأولى إلى تسالونيقي – الفصل 05 – الآيات من01 إلى 11/أَمَّا الأَزْمِنَةُ والأَوقَات، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا حَاجَةَ بِكُم أَنْ يُكْتَبَ إِلَيْكُم في شَأْنِهَا؛
لأَنَّكُم تَعْلَمُونَ جَيِّدًا أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ يأْتي كَالسَّارِقِ لَيْلاً. فحِينَ يَقُولُون: سَلامٌ وأَمْنٌ! حِينَئِذٍ يَدْهَمُهُمُ الـهَلاكُ دَهْمَ الْمَخَاضِ لِلحُبْلى، ولا يُفْلِتُون. أَمَّا أَنْتُم، أَيُّها الإِخْوَة، فَلَسْتُم في ظُلْمَةٍ لِيُفَاجِئَكُم ذلِكَ اليَومُ كالسَّارِق. فأَنْتُم كُلُّكُم أَبْنَاءُ النُّور، وأَبْنَاءُ النَّهَار؛ ولَسْنَا أَبْنَاءَ اللَّيلِ ولا أَبْنَاءَ الظُّلْمَة. إِذًا فلا نَنَمْ كَسَائِر الـنَّاس، بَلْ لِنَسْهَرْ وَنَصْحُ؛ لأَنَّ الَّذِينَ يَنَامُونَ فَفي اللَّيلِ يَنَامُون، والَّذِينَ يَسْكَرُونَ فَفي اللَّيلِ يَسْكَرُون. أَمَّا نَحْنُ أَبْنَاءَ النَّهَار، فَلْنَصْحُ لابِسِينَ دِرْعَ الإِيْمَانِ والـمَحَبَّة، ووَاضِعِينَ خُوذَةَ رَجَاءِ الـخَلاص. فإِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلغَضَب، بَلْ لإِحْرَازِ الـخَلاصِ بَرَبِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيح، الَّذي مَاتَ مِنْ أَجْلِنَا، لِنَحْيَا مَعَهُ سَاهِرِينَ كُنَّا أَمْ نِائِمِين. فَلِذلِكَ شَجِّعُوا بَعضُكُم بَعْضًا، وَلْيَبْنِ الوَاحِدُ الآخَر، كَمَا أَنْتُم فَاعِلُون.

أفكار من الرسالة
ظنّت الكنيسة في تسالونيكي أنّ مجيء الرّبّ وشيك، وأنّ المسيح سيأتي في مجده بين لحظة وأخرى، لذلك، توقّف المؤمنون عن أشغالهم؛ فما عاد الرّجال يذهبون إلى أعمالهم، ولا النّساء تهتمّينّ ببيوتهنّ وبحاجات عائلاتهنّ، من أجل البقاء في حالة تأهّب تامّ، إستعدادًا لمواكبة الرّبّ في موكب الظّافرين الآتي على غفلة. حيال تفشّي حالة الكسل في صفوف مؤمني كنيسة تسالونيكي، وتأفّف البعض من ملل الإنتظار، وجّه القدّيس بولس رسالته الأولى إلى هذه الجماعة، يحثّها على السّهر حتّى مجيء الرّبّ، لكن، ليس كمن أغمضت عيناه في اللّيل، إن من النّعس أو من السّكر، بل كأبناء النّهار، لأنّ الكنيسة ماضية في مسيرتها بوضح النّور الحقيقيّ، يسوع المسيح، الذي انتشلها من ظلمة اللّيل إلى النّهار الدّائم، حيث لا نوم ولا سكر، بل يقظة دائمة ووعي كامل. إنطلاقًا من هذه الحقيقة الأكيدة، لم يعد من حاجة إلى معرفة الأزمنة والأوقات، لأنّ المؤمن يدرك خير إدراك أنّ الله جعله لإحراز الخلاص بربّنا يسوع المسيح الذي مات من أجلنا، لنحيا معه، أكنّا ساهرين أم نائمين، سيما أنّ المؤمن يبقى دومًا متسلّحًا بالفضائل الإلهيّة الثلاث: الإيمان والرّجاء والمحبّة. وختم بولس الرّسول تشجيعه بحثّ المؤمنين على مساندتهم بعضهم لبعض، لما للجماعة من دور أساسيّ في نموّ أعضائها، حيث لا يمكن لأحد ان يتقدّس لوحده، دون الآخرين. نقرأ هذا النّص من الرّسالة في تذكار الموتى، للتّكيد على أنّنا أبناء النّور، لا الظّلمة؛ وبالتّالي، لا نأبه للحظة الموت المخيف، ولا نحزن كمن لا رجاء لهم، بل ننتظر لحظة اللّقاء الموعود، يوم نلاقي الرّبّ في مجده الأبديّ الذي يشركنا به، جماعة واحدة، مقدّسة، تقدّس بعضها البعض، وتشعّ إيمانًا ورجاءً ومحبّة.


مثال المسكين والفقير لعازر والغني
إنجيل القدّيس لوقا – الفصل 16 – الآيات 19من إلى 31/كَانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ يَلْبَسُ الأُرْجُوانَ وَالكَتَّانَ النَّاعِم، وَيَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ بِأَفْخَرِ الوَلائِم.وكانَ رَجُلٌ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لَعَازَرُ مَطْرُوحًا عِنْدَ بَابِهِ، تَكْسُوهُ القُرُوح.وكانَ يَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الفُتَاتِ الـمُتَسَاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الغَنِيّ، غَيْرَ أَنَّ الكِلابَ كَانَتْ تَأْتِي فَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ.وَمَاتَ الـمِسْكينُ فَحَمَلَتْهُ الـمَلائِكَةُ إِلى حِضْنِ إِبْرَاهِيم. ثُمَّ مَاتَ الغَنِيُّ وَدُفِن. وَرَفَعَ الغَنِيُّ عيْنَيْه، وَهُوَ في الـجَحِيمِ يُقَاسِي العَذَاب، فَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيد، وَلَعَازَرَ في حِضْنِهِ. فَنَادَى وقَال: يا أَبَتِ إِبْرَاهِيم، إِرْحَمْنِي وَأَرْسِلْ لَعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَعِهِ بِمَاءٍ وَيُبرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُتَوَجِّعٌ في هـذَا اللَّهِيب. فَقالَ إِبْرَاهِيم: يا ابْنِي، تَذَكَّرْ أَنَّكَ نِلْتَ خَيْراتِكَ في حَيَاتِكَ، وَلَعَازَرُ نَالَ البَلايَا. والآنَ هُوَ يَتَعَزَّى هُنَا، وأَنْتَ تَتَوَجَّع. وَمَعَ هـذَا كُلِّهِ، فَإِنَّ بَيْنَنا وَبَيْنَكُم هُوَّةً عَظِيمَةً ثَابِتَة، حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَجْتَازُوا مِنْ هُنا إِلَيْكُم لا يَسْتَطْيعُون، ولا مِنْ هُناكَ أَنْ يَعْبُرُوا إِلَيْنا. فَقَالَ الغَنِيّ: أَسْأَلُكَ إِذًا، يا أَبَتِ، أَنْ تُرْسِلَ لَعَازَرَ إِلَى بَيْتِ أَبي، فإنَّ لي خَمْسَةَ إِخْوة، لِيَشْهَدَ لَهُم، كَي لا يَأْتُوا هُمْ أَيْضًا إِلى مَكَانِ العَذَابِ هـذَا. فقَالَ إِبْرَاهِيم: عِنْدَهُم مُوسَى وَالأَنْبِياء، فَلْيَسْمَعُوا لَهُم. فَقال: لا، يَا أَبَتِ إِبْرَاهِيم، ولـكِنْ إِذَا مَضَى إِلَيْهِم وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يَتُوبُون. فقالَ لَهُ إِبْرَاهِيم: إِنْ كانُوا لا يَسْمَعُونَ لِمُوسَى وَالأَنْبِيَاء، فَإِنَّهُم، وَلَو قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَات، لَنْ يَقْتَنِعُوا!”.

أفكار على ضوء الإنجيـل
في معرض شرحه لحقيقة الملكوت، أعطى يسوع المسيح مثل الغنيّ ولعازر، وهو من الأمثال الغنيّة بمعانيها وتناقضاتها، حيث نجد الغني والفقير، التّرف والقروح التي تلحسها الكلاب، الجحيم وحضن ابراهيم، الطّلب والرّفض، لا يجمع بينها سوى أمر واحد: هو الموت. فالغنيّ ولعازر، كلاهما مات. نتوقّف في تأمّلنا عند الحوار الذي دار بين الغنيّ وابراهيم، فنكتشف أنّ الهوّة الفاصلة بين الإثنين لم تمنع التّواصل بينهما، فنفهم أنّ الملكوت والجحيم متجاوران، مع تمايز يفصل حدّهما، بدءًا من لحظة الموت والإنتقال، حيث لا مجال للعودة رغم النّدم. نستشفّ علامات النّدم في نفس الغنيّ عند تمنّيه الحصول على نقطة ماء واحدة رغم عطشه الشديد، لكنّه خسر طريق العودة التي لم يحسب لها حسابًا عندما كان يعيش حياة التّرف والبحبوحة ولم يفكّر بالفقير لعازر الذي كان ملقىً على بابه. وعندما فقد “الغنيّ – المسكين” الأمل بالنّجاة، أعرب عن قلقه حيال مصير أخوته. هنا نتوقّف عند محور مهمّ في رمزيته، وهو أنّ عائلة الغنيّ كانت تتألّف قبل موت أخيهم من ستّة رجال، وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ العدد “6” يرمز في الكتاب المقدّس إلى النّقص، لأنّ العدد “7” هو رمز الكمال. فلو أنّ هؤلاء الأغنياء السّتّة فتحوا بابهم للعازر الفقير، لكانوا أصبحوا سبعة “7”، أي كانوا اكملوا نقصهم بذاك المسكين.
في هذا المثل كان لعازر هو “الواحد” الذي كان ليكمل نقص جماعة الأغنياء. ونحن اليوم نعيش جماعة يكمّل نقصنا الله “الواحد” المتجسّد بكلّ “لعازر” يقف على بابنا. أمامنا خياران، لا ثالث لهما: إمّا أن نفتح له الباب، وإمّا أن نتركه للكلاب التي تلحس قروحه، وفي هذا الخيار الأخير، لعلّ الكلاب تكون أكثر رأفة منّا على هذا المسكين، إذ قد تلطّف من آلام جراحه، في حين نحن نكثر من أسباب قهره.
أجاب ابراهيم الغنيّ أنّ من لا يسمع لموسى والأنبياء لن يسمع لمن قد يقوم من الموت، لكنّنا أصحاب نعمة، إذ سمعنا هذا المثل ممّن قام حقًّا من الموت. فإذا سمعنا صوته، تعالوا لا نقسّي قلوبنا، لأنّه في الحقيقة، ما نزرعه في هذه الحياة، سيكون غلّة حصادنا يوم الحصاد.

The Rich Man and Lazarus
Luke16/19-31/19 “There was a rich man who was clothed in purple and fine linen and who feasted sumptuously every day. 20 And at his gate was laid a poor man named Lazarus, covered with sores, 21 who desired to be fed with what fell from the rich man’s table. Moreover, even the dogs came and licked his sores. 22 The poor man died and was carried by the angels to Abraham’s side. The rich man also died and was buried, 23 and in Hades, being in torment, he lifted up his eyes and saw Abraham far off and Lazarus at his side. 24 And he called out, ‘Father Abraham, have mercy on me, and send Lazarus to dip the end of his finger in water and cool my tongue, for I am in anguish in this flame.’ 25 But Abraham said, ‘Child, remember that you in your lifetime received your good things, and Lazarus in like manner bad things; but now he is comforted here, and you are in anguish. 26 And besides all this, between us and you a great chasm has been fixed, in order that those who would pass from here to you may not be able, and none may cross from there to us.’ 27 And he said, ‘Then I beg you, father, to send him to my father’s house– 28 for I have five brothers–so that he may warn them, lest they also come into this place of torment.’ 29 But Abraham said, ‘They have Moses and the Prophets; let them hear them.’ 30 And he said, ‘No, father Abraham, but if someone goes to them from the dead, they will repent.’ 31 He said to him, ‘If they do not hear Moses and the Prophets, neither will they be convinced if someone should rise from the dead.'”

The Day of the Lord
Thessalonians05/01-10/1 Now concerning the times and the seasons, brothers,you have no need to have anything written to you. For you yourselves are fully aware that the day of the Lord will come like a thief in the night. While people are saying, “There is peace and security,” then sudden destruction will come upon them as labor pains come upon a pregnant woman, and they will not escape. But you are not in darkness, brothers, for that day to surprise you like a thief. For you are all children of light, children of the day. We are not of the night or of the darkness. So then let us not sleep, as others do, but let us keep awake and be sober. For those who sleep, sleep at night, and those who get drunk, are drunk at night. But since we belong to the day, let us be sober, having put on the breastplate of faith and love, and for a helmet the hope of salvation. For God has not destined us for wrath, but to obtain salvation through our Lord Jesus Christ, who died for us so that whether we are awake or asleep we might live with him. Therefore encourage one another and build one another up, just as you are doing.