الياس بجاني/الرئيس الحريري بالشخصي حبوب وقريب من القلب ولكن في السياسة عدم شرعي

190

الرئيس الحريري بالشخصي حبوب وقريب من القلب ولكن في السياسة عدم شرعي
الياس بجاني/14 شباط/2020

بداية وبالشخصي فإن الرئيس سعد الحريري حبوب وقريب من القلب، وهو انسان هادئ ومتواضع ومنفتح وغير متعصب، والأهم هو غير مستفز، ومن الصعب على أي أحد مهما كان مختلفاً معه أن يكرهه كما هو الحال مع 99% من أفراد طاقمنا السياسي العفن والإسخريوتي وأصحاب شركات أحزابنا الميليشياويين والطرواديين والحربائيين. ولكن في السياسية والعمل الوطني والتحالفات والقرارات والشدائد فالرجل ومنذ العام 2005 أي من اليوم الأول لدخوله الإضطراري إلى عالم السياسة اللبنانية لم ينجح في أي شيء ودائماً كان الفشل حليفه.

هو للأسف شخص فاشل سياسياً وقيادة وخيارات وبامتياز وعملاً بكل المعايير.

ومن المخيب للآمال ومن المحزن في آن فهو لم ولن يتغير لأن القيادة نعمة من الله وهو يفتقد كلياً لهذه النعمة.

الحريري أكد ولا يزال يؤكد عند كل منعطف بأنه من كوكب آخر، وبأنه جاهل كلياً لطبيعة العمل السياسي اللبناني المعقد على كل المستويات وعلى كافة الصعد.

وإن عدنا إلى كل المحطات التي واجهها الحريري منذ العام 2005 نرى أنه باستمرار لا يجيد الحسابات ولا حسن الخيارات والقرارات، كما أن الرؤية الوطنية والمستقبلية الشاملة عنده مغمشة إن لن نقل إنها معتمة 100%.

كما أن تكوينه الشخصي هو من غير خامة القادة ولا يجيد اختيار المعاونين والمستشارين والحلفاء، وهي صفة من أهم صفات من أنعم الله عليهم الله بعطايا ومواهب القيادة.

خطابه اليوم كان برأينا المتواضع صبياني ومسطح وشعبوي وغير مسؤول ومشخصن، وقد غيب عنه المرض السرطاني الذي يفتك بلبنان والذي هو حزب الله الإرهابي.

تركيزه على جبران باسيل، شريكه في “الصفقة الخطيئة” التي سلمت لبنان لحزب الله يبين أن رؤيته للصورة الشاملة والمتكاملة هي مشوهة وعن سابق تصور وتصميم، وذلك على خلفية مصلحية وتجارية تمظهرت في تملقه لحزب الله واستمراره في المراهنة عليه للعودة إلى رئاسة الحكومة.

ولا يجب أن يغيب عن بالنا وبالتقييم العملاني بأن الحريري قد خدم حزب الله وأضر بلبنان كما لم يخدمه سياسي لبناني آخر، وكان وصل في وضعية استسلامه للحزب مؤخراً أنه راح يسوّق عربياً ودولياً لنفاق وخدعة حزب الله اللبناني وحزب الله الإقليمي.

هو من باع 14 آذار بالتوافق والتلازم مع سمير جعجع ووليد جنبلاط وقفز معهم فوق دماء الشهداء ودخل بمعيتهم ورضاهم في “صفقة الخطيئة” التي جاءت بعون رئيساً وضربت التوازن الذي كان قائماً نوعاً مع حزب الله.

الثلاثي الحريري وجعجع وجنبلاط داكش السيادة بالكراسي وباع لبنان وسيادته واستقلاله وتعامى عن أهمية القرارات الدولية 1559 و1701 واتفاقية الهدنة، وارتمى في احضان المحتل الإيراني مقابل منافع مالية وسلطوية.

وحضور الثلاثة الإسخريوتي جلسة منح الثقة لحكومة دياب الملالوية يؤكد أنهم مستمرون في تموضعهم اللاهي والمصلحي رغم ما يصدر عنهم من مواقف كذب ونفاق لمسايرة الثورة في حين هم عملياً يجدهدون لإفشالها وضربها.

الحريري دخل في شراكة سمسرة ومصالح وصفقات مع باسيل ومع غيره ولأنه جاهل للعقل اللبناني التجاري فقد فشل فشلاً ذريعاً حتى في هذا المجال اللاقانوني واللااخلاقي.

يبقى أن الحريري رجل أُدخل عالم السياسة رغماً عنه وورث موقع والده مجبراً وقد اثبت على مدار 15 سنة بأنه لا علاقة له لا بالسياسة ولا بالسياسيين ولا بأي شيء يمت للشأن العام والعمل الوطني، وبالتالي بات واجباً عليه أن يستقيل من تيار المستقبل ويعمل جاداً على تحويله إلى حزب بالفهوم الغربي حيث من أهم ما هو لهذا التحول تبادل السلطات السلمي والديموقراطي.

وصدقاً نطلب من الله أن يبعد عن لبنان واللبنانيين أي تحالف جديد بين الثلاثي جنبلاط وجعجع والحريري حيث أن الثلاثة هو كوارث وطنية، ولا يجمع بينهم غير خدار الضمير، وموت الأحاسيس الوطنية، وعشق الصفقات والسمسرات، والفشل والنرسيسية والدكتاتورية والأكروباتية.

في الخلاصة فإنه ما دام في لبناننا المحتل شرائح تهوبر لأي صاحب شركة حزب “بالروح وبالدم منفديك” فنحن والسيادة والإستقلال والحريات من جورة إلى جورة ومن تعتير إلى تعتير.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الألكتروني
http://www.eliasbejjaninews.com