جورج يونس/سيدة القلوب أنتِ..سيدات لبنان ونساؤه لكم وحدكم يليق النضال والثورة والشهامة، أوليست “الثورة أنثى” عندنا؟

103

سيدة القلوب أنتِ…
جورج يونس/30 تشرين الثاني/2019

منكِ نتعلم البطولة والتضحية والوطنية
معكِ نكبر ونتميز وننحني تواضعاً
بكِ نرفعُ جبيننا كرامة وعزة وحنان
لكِ ننحني لأنك أكثر من تحمل أوجاع هذا الوطن المنكوب
لأجلك نكْسُرُ شموخنا فأنت وحدك بمعاناتِكِ رمز ذلكَ الشموخ.
سيدات لبنان ونساؤه لكم وحدكم يليق النضال والثورة والشهامة. أوليست “الثورة أنثى” عندنا؟
إحتضنتي معاناة الوطن وويلات شعبنا منذ مرت بوسطة عين الرمانة علينا
فكنتِ أم الشهيد وأخته وحبيبته ورفيقته.
رافقتي مقاومينا وشبابنا والمناضيلين الى المتاريس والجبهات والطرقات واليوم تقودين الساحات والمواجهات.
رأيتي أبناءكِ وإخوتكِ وإحباءك إما يهاجرون او يستشهدون او يعانون ليستمروا.
دفنتتي أحلامكِ بإستشهاد أحباءكِ وكم هي صعبة أن يرى الإنسان احلامه تطمر في غياهب القبور.
سهرتي الليالي تتضرعين لشفاء إبنكِ وزوجك وحبيبك المصاب، فيما كان تجار الدم يتبادلون الانخاب سراً.
ولكم أضحت حياة أمهاتنا صعبة وهم يكملونها وحيدين بسبب هجرة اولادهم الباحثينً عن مستقبل أفضل.
ما أهون الكلمة أمام معاناتك!
كيف لا وانا الادرى من خلال عيون أمهات عين الرمانة والشياح، منطقتي، بمعاناة حبيبات قلوبنا؟
فشظايا حروبهم لا زالت في جسدي وزعماء الدم والفساد لا يزالون يسرحون ويمرحون.
ذكريات الشهداء من أبناء “شارع صنين” لا تزال تمزق وجدان القلة القليلة التي بقيت حية من ذلك الحي.
فمن عاش ويلات الحرب والنضال لا يعرف ابداً أن يرقص على جثث رفاقه.
ومن عرف خسارة الرفاق والاصدقاء يعرف تماماً معنى صرخة نسائنا المستجدة على ما كان يسمى خطوط التماس.
فحيطان ألابنية هنالك شاهدة على جروحنا النازفة ابداً.
وأنصاب الشهداء لا زالت تذكرنا كيف ذهب الرفاق وبيعت القضية وتربع زعماء الغفلة الجدد على الكراسي.
ننحني لدموعِكِ التي انهمرت منذ ايام وأنتِ تسترجعين ذكريات لا تريدينها أن تعود.
نقبل تلك الايادي التي ما فتأت تجول علينا في خيم الاعتصامات لـتطمئن أذا ما كنا قد حصلنا على الطعام.
نثمن تلك الأرجل التي وطأت بها على متاريس المعارك الغابرة.
نقدرجسارتك في إحتضان شبابنا بجسدك لثني القوى الامنية عن إعتقالهم ومن ثم الدفاع عن أحقية مطالبهم أمام المحاكم.
بعد الله نركع فقط امامك لأن صليبك كبير منذ بداية مآسينا التي لم تتوقف.
نتطلع بحسرة الى غصة زغاريدكم حينما عانق اهل الهلال صليبنا وعندما التقى حجاب هامتكم بمسابح ورديتنا.
نعدُكِ، يا من أعادت صدامات الضاحية نكأ جروحها فصرخت بأعلى صوتها بأنها “لن تسمح لهم بحملها على إرتداء الاسود مرة ثانية”.
نقول لك وانتِ اليوم تتصدرين مواجهات الثوار لحمايتهم من ضربات بلطجية السلطة، بأننا سنمنع هواة الدم من تفريقنا مجدداً، ولن نرهُنَ أنفسنا الا لحماية عيش مشترك جعل موطننا أيقونة جاذبية لكل طامع بجمال مجتمع يعرف كيف يفجر الفرح من أتون المعاناة.

تبوأتم الصدارة في ثورة الكرامة والفقر فكانت قبضاة ايادكم المتشابكة بين شارعي صنين وأسعد الاسعد هي الحافز الاول لشبابنا كي لا يستسلموا أمام جبروت من لا يعرفون الحق والله.
هلقد منحبكم يا أغلى الناس.
جورج يونس
30/11/2019