الياس بجاني: قراءة في هرطقة كلمتي عون وباسيل من قصر الرئاسة/مع نص الكلمتين

286

قراءة في هرطقة كلمتي عون وباسيل من قصر الرئاسة
الياس بجاني/03 تشرين الأول/209

بداية لم يعد على أرض الواقع اللبناني عملياً حزب “تيار وطني حر”، بل مجموعة في فريق من التابعين والصنميين والودائع والانتهازيين والملحقين بحزب الله، الذي هوالمحتل الإيراني الملالوي، وذلك منذ العام 2006 ومنذ اللحظة الأولى التي وقع فيها عون وحسن نصرالله ما يعرف “بورقة التفاهم”.

إنه ومنذ بروز ظاهرة ميشال عون كان هذا الرجل ينادي بالحرية وبالسيادة وبالاستقلال وبمحاربة الإحتلالات والتخلص منها، وتحديداً الإحتلاليين السوري والإيراني، إضافة إلى رفضه التام للإقطاع والإقطاعيين والمذهبية والتوارث العائلي في المواقع الحزبية والرسمية، كما تسويّقه العالي النبرة لمبدأ تداول السلطات في كافة المواقع الرسمية والحزبية.

كما كان عون طالب قبل العام 2006 ومن منفاه الباريسي ومن خلال سلسلة مقالات عددها 13 بعدم مصالحة نظام الأسد والتعامل معه أو مسامحته تحت أي ظرف ورفع إجرامه وإرتكاباته إلى المحاكم الدولية على خلفية بأن ما ارتكبه من إجرام بحق اللبنانيين والسوريين والإنسانية…ونحن شخصياً من نشر ووزع وترجم المقالات ال 13 هذه وهي لا تزال موجودة على مواقعنا الالكترونية.

عقب توقيع عون ورقة التفاهم مع حزب الله انقلب على كل ما ذكرناه في أعلى لحد أنه طالب الشعب اللبناني بالاعتذار من النظام السوري، كما اعتبر في ورقة تفاهمه مع نصرالله بأن الاحتلال السوري للبنان كان تجربة شابتها بعض الأخطاء فقط .. في حين الورقة قدست وأبدت سلاح حزب الله ومن خلالها تنازل كلياً عن ثلاثية الحرية والسيادة والاستقلال واستبدلها بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.

كما أنه مارس ولا يزال يمارس داخل حزبه “الشركة” الذي لا يختلف عن أي شركة حزب لبنانية أخرى مسيحية أو إسلامية في لبنان، مارس الفوقية والدكتاتورية والعائلية والمحسوبيات والشخصنة التي وصلت لحد الصنمية.

كما قام على خافية “نكران الجميل” بإبعاد كل من عارض دكتاتوريته ونصب صهره جبران باسيل بقوة الفرض رئيساً لشركة حزبه، وهذا الأخير أيضاً تمادى وبوقاحة ونكران للجميل فاقع بطرد كل من عارضه.

واليوم في كلمته من قصر بعبدا أكمل باسيل عنترياته ودكتاتوريته وافترئاته وقام باتهام من ترك من النواب كتلته النيابية بالخيانة.

كلمة باسيل اليوم وأيضاً كلمة عون تميزا باللجوء المرّضي اللافت للآليات النفسية الدفاعية التالية:
الإنكار Denial
والإسقاط، Projection
والتبرير Rationalization
إضافة إلى انسلاخ مخيف عن الواقع الحالي المعاش Detachment from reality
والغرق في غياهب وهمي العظمة والاضطهاد Delusions of grandiose and persecution

علمياً وعملياً ومنطقياً، فإن ما يمكن استنتاجه من كلمتي عون وباسيل اليوم من القصر الرئاسي هو أنهما يفتقدان كلياً لكافة آليات واستراتجيات التعاطي مع حل المشاكل Problem solving strategies .

ولهذا غرقا في أوحال الشعبوية والديموغوجية والإنكار والإسقاط والتبرير والأوهام والانسلاخ عن الواقع والحقائق والهرب إلى الأمام مما سيُعقد الأمور أكثر ويزيدها تفاقماً وخطراً.

وحتى لا نطيل الكلام ونضيع البوصلة وباختصار نقول، بأن مشكلة لبنان الأولى الوجودية والكيانية والاستقلالية والتعايشية اليوم لا هي خطاب وممارسات عون أو جبران باسيل، ولا هي تبعية وغنمية ونرسيسية وطروادية غالبة أصحاب شركات الأحزاب التجارية والوكالات للخارج كافة، ولا هي ورغم ثقلها وخطورتها الأزمات المعيشية بكل تفاصيلها وتلاوينها.

بل المشكلة الأولى والأخطر والأهم هي و100% الاحتلال الإيراني المتمثل بحزب الله وبإرهابيه وبمذهبيته وبدويلته وبحروبه وبفساده وبمشروعه الفارسي التوسعي وبتناقضه الكلي مع كل ما هو لبنان ولبناني وسلم واستقرار وانفتاح ورسالة وتعايش وهوية وحضارة وثقافة ونمط حياة ودستور وأعراف وحريات وديموقراطية.

وبالتالي، وفي السياسة والشأن الوطني، فإن باسيل وعون، وغالبية الطاقم السياسي والحزبي، ومعهم كل الصعاب والأزمات الحياتية والمالية والاجتماعية هي رزم ورزم من أعرض سرطان الاحتلال، وعملياً وإمكانيات لا يمكن حتى البدء بحل أي من هذه المشكل الأعراض في ظل الاحتلال.

لقد طالب عون اليوم في كلمته بالحوار بين اللبنانيين ودعا إليه الجميع، فيما المطلوب حقيقة هو الحوار مع إيران ومع حزبها وسيده نصرالله وذلك بإشراف وتحت رعاية الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية والمجتمع الدولي، بهدف التوصل السلمي والدستوري والعاجل إلى آلية وجداول زمنية ملزمة لتطبيق القرارات الدولية الثلاثة الخاصة بلبنان:
اتفاق الهدنة مع إسرائيل
وال 1559 وال 1701..
وكل ما عدا هذه المقاربة الوطنية والدولية والإقليمية لسرطان الاحتلال الإيراني المدمر.. فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت
http://www.eliasbejjaninew.com

في أسفل نص كلمتي عون وباسيل

رئيس الجمهورية في كلمة الى الحشود على طريق القصر الجمهوري: ادعو الجميع الى الاتحاد لمكافحة الفساد والنهوض بالاقتصاد وارساء الدولة المدنية
الأحد 03 تشرين الثاني 2019
وطنية – دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المواطنين الذين احتشدوا على طريق قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، بدعوة من “التيار الوطني الحر” الى الاتحاد “لأن الساحات الجديدة يلزمها دعم وجهاد”، وقال: “كثرت الساحات التي لا يجب أن تكون ساحة ضد أخرى”. واعتبر أن “تحقيق اهداف محاربة الفساد والنهوض بالاقتصاد وارساء الدولة المدنية يحتاج الى تعاون الجميع وتوحيد الساحات”.
كلام الرئيس عون جاء في ختام التظاهرة الشعبية الحاشدة التي غصت بها طريق القصر الجمهوري في بعبدا في مناسبة الذكرى الثالثة لانتخابه رئيسا للجمهورية.
وخاطب رئيس الجمهورية المشاركين في التظاهرة عبر شاشات كبيرة مباشرة من قصر بعبدا. وفي ما يلي نص كلمة الرئيس عون:
“يا شعب لبنان العظيم، اهلي واحبائي، جئتم اليوم لتجددوا العهد. أهلا وسهلا بكم، وأنا أيضا على العهد والوعد. لقد كثرت الساحات، وثار الشعب الذي يعيش عوزا، وحقوقه مفقودة، وفقد ثقته بدولته، وهنا تكمن المشكلة التي يجب حلها عبر إعادة ثقة الشعب بدولته. كثرت الساحات التي لا يجب أن تكون ساحة ضد أخرى وتظاهرة ضد أخرى. وأنا أدعو الجميع الى الاتحاد لأن الساحات الجديدة يلزمها الدعم والجهاد. فالفساد لا يذهب بسهولة لأنه متجذر منذ عشرات السنين ولا يمكن محاربته إلا عندما تبذلون الجهد اللازم وتساعدوننا على ذلك”.
واضاف: “رسمنا خارطة طريق تشمل نقاطا ثلاث، وهي: محاربة الفساد، النهوض بالاقتصاد، وارساء الدولة المدنية. وهذا لا يمكن تحقيقه بسهولة، ونحن بحاجة لجهدكم، والى ساحة تتألف منكم ومن كل الذين تظاهروا لتدافعوا عن حقوقكم. فتحقيق هذه الاهداف هو من حقكم، في مقابل وجود الكثير من المعرقلين ولذلك سنتواصل للإتفاق ونجاهد سويا. جئتم لتقولوا لي نحنا معك، وأنا اقول لكم أنا معكم، ومن خلالكم أرى شعب لبنان كله. واقول لكم أنا أيضا أحبكم، أحبكم كلكن يعني كلكن. عشتم وعاش لبنان”.

باسيل: الأولوية لتأخير الانهيار ويجب ألا يكون بيننا خائف ولا خائن كرامتنا آدميتنا ولا نقبل بأن تنتهي الثورة ببقاء الفاسدين ورحيل الأوادم
الأحد 03 تشرين الثاني 2019
وطنية – ألقى رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، كلمة أمام الحشود على طريق القصر الجمهوري قال فيها: “مثلما تواعدنا نحن واياكم في 13 تشرين بالحدت، نلتقي اليوم على طريق بيت الشعب في بعبدا، بمناسبة مرور نصف الولاية الرئاسية لنبدأ بحراك شعبي، لأننا لا نقدر وحدنا من خلال المؤسسات الدستورية فقط ان نحقق التغيير الكامل، وصار لزاما ان تشاركوا معنا أكثر. وقتها أسميتها قلب الطاولة، ولكن الناس سبقتنا وقلبت هي الطاولة.
نحن كنا حذرنا شركاءنا اننا واصلون الى هنا ولا نستطيع ان نكمل هكذا! وأعطينا نفسنا فرصة لـ 31 تشرين! سبقنا الناس وبدأوا، ونحن هنا لا لنناقضه أو نواجهه، بل بالعكس لنكمل سويا فيه”.
اضاف: “كثر اعتقدوا انكم غير مبالين بوطنكم، واتت انتفاضتكم لتبرهن انهم ليسوا على حق، حتى لو كانت الموسيقى وسيلة لجذب البعض، انما بقي النشيد الوطني أعلى من أي صوت ثان. أنا تابعتكم لحظة بلحظة وسمعت صوتكم ورأيت الحماس بعيونكم. ارى نفسي فيكم، بالغضب الطالع من حناجركم، نحن مثلكم انتفضنا على الظلم، لذلك نحن لا نظلم أحدا. وبقدر ما شعرت بالغضب الصادق من اكثريتكم، شعرت بالظلم الذي اتعرض له من اقلية بينكم طلب منهم هذا الشيء بتوجيه من الخارج. ومن حرصي على نجاح ثورتكم، اقول لكم: “الثورة هي انتفاضة على الظلم، بس الثورة ما لازم تظلم والا بتسقط”.
وتابع باسيل: ” ليس عدلا اننا ننظلم مرتين، مرة من رموز الفساد، ومرة من ضحايا الفساد. نحن من 90 الى 2005 نفونا وعزلونا واضطهدونا وعملوا كل سياسات الهدر والنهب والفساد. وعدنا بقوة حلم التحرير وبقوة القضية التي ناضلنا من أجلها. دخلنا الدولة وبدأنا نضالا من نوع ثان ضد الفساد. كنا وحدنا، وصرنا نعيش الحلم ان نبني دولة، ولم نفقد الأمل ان شعبنا يحقق هذا الحلم، لأن رهاننا هو فقط على شعبنا. اليوم نرى سويا هذا الحلم، لا تقتلوا الأمل بأننا نقتلع الفساد ونبني دولة لأنه اذا عممتم تهمة الفساد، تحمون الفاسدين من دون ان تعرفوا. ماذا يريد الفاسد احسن من ان يتساوى بالآدمي؟ يشوه له صورته بالكذب والإشاعة حتى يصبحوا مثل بعضهم.
اذا اتهمتم الكل، الفاسدين والأوادم، لا نقدر ان نحاسب احدا. هكذا يهرب الفاسدون من الحساب ويصير الأوادم هم ضحية التهمة!
لهذا يجب ان يكون شعار “كلن يعني كلن” للمساءلة وليس للظلم. كلهم يجب ان يكونوا تحت المساءلة ونحن أولهم، وكلهم يجب ان يكونوا تحت المحاسبة إذا كانوا فاسدين ونحن أولهم. ولكن لسنا كلنا فاسدين وزعران، الفاسدون هم من عمروا قصورهم من مال الدولة والناس، الزعران هم من ركبوا الحواجز وأخذوا الخوات وذكرونا بالميليشيا وبأيام الحرب” .
وقال: “أنا تجرأت وكشفت حساباتي من سنتين من دون ان يسألني احد، وبالأمس رفع وزراؤنا ونوابنا السرية المصرفية ودعينا البقية ليفعلوا مثلنا. البعض لا يريد ! تحججوا ان هذا غير كاف. فلتكن البداية، وبعدها تفضلوا باقرار القوانين التي قدمناها عن رفع السرية المصرفية ورفع الحصانة عن المسؤولين والموظفين الحاليين والسابقين الذين تعاطوا بالمال العام، قانون استرداد الأموال المنهوبة يعني سرية، حصانة، استرداد.
نحن رفعنا لمدة 15 سنة شعار “حرية سيادة استقلال” حتى استرددناهم، واليوم نرفع شعار “سرية حصانة استرداد” حتى نسترد أموالنا التي تسد لنا عجزنا. بدل قطع الطرق على الناس، فلنقطع الطريق على النائب الذي يرفض ان يقر هذه القوانين، وعلى السياسي الذي يهرب من المحاسبة، وعلى القاضي الذي لا يحاسب ولا يطبق القانون!
ودعونا لا نقطع الطريق على نفسنا بمطالب سياسية يعجز تحقيقها اليوم، لأنكم تكونون تسرعون بالانهيار المالي. الوقت اليوم والأولوية هي لتأخير الانهيار وليس لتسريعه (بركي منمنعه). فلنطالب بالمحاسبة وهذا يمكن تحقيقه اليوم. لننظف سياستنا وننجو من الانهيار ووقتها نحقق مطلبنا بأن يصبح لدينا دولة مدنية من دون ان نقلب النظام بل بتطويره من خلال دستورنا، ومن خلال انشاء مجلس شيوخ يكون لديه الصلاحيات الكيانية والميثاقية، ونطبق اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة التي تسهل حياة اللبنانيين وتنمي مناطقهم. هكذا نبدأ بقانون موحد للأحوال الشخصية وننتقل تدريجيا للدولة المدنية انطلاقا من المادة 95 من الدستور. نحن كنا اعددنا مشروعا كاملا نعلنه بأول مناسبة. هذا فكر ميشال عون، وهذه مدرسته التي تأخذ الناس بإرادتهم للدولة العصرية العلمانية”.
اضاف باسيل: “يا أهل الوفاء، نحن اليوم جئنا عند الرئيس عون لنستمد منه الدعم ونشاركه بتطبيق برنامجه الذي أعلنه بنصف ولايته وأول عملية “أيادي نظيفة” يفرضها الشعب هي ان يلزم كل المسؤولين والموظفين، الحاليين والسابقين، بقانون أو من دون قانون، ومن دون حكم قضائي، ومن دون شكوى، بكشف حركة حساباتهم من اول توليهم مسؤولياتهم أمام هيئة التحقيق الخاصة بمصرف لبنان، وتتشكل إذا لزم الامر هيئة قضائية خاصة يرأسها رئيس المجلس الأعلى للقضاء.
من يكون هناك شبهة بحساباته يحال الى التحقيق واذا كانت أمواله غير نظيفة يحال الى المحاكمة. وليخضع كل من صرح أمام المجلس الدستوري عن أمواله وممتلكاته لمقارنة بين اليوم ووقت استلم مسؤولياته؛ وهذه تكون مكاشفة من نوع ثان للرأي العام.
هكذا يميز الناس الآدمي من الفاسد، ويعرف من خلال القضاء، البريء من المجرم المالي، ووقتها تنفضح الكذبة والإغتيال السياسي المبرمج.
هذا هو التحدي بالآدمية الذي يرفعه “التيار الوطني الحر” أمام كل الناس، وهكذا نذهب الى انتخابات فارزين فيها الأوادم الذين قبلوا من الفاسدين الذين رفضوا، ويعرف الناس ان يميزوا بينهم.
هذا هو دورنا، والدور وقتها أهم من الموقع. الموقع يكبل أحيانا متل ما حصل معنا، الدور يحرر دائما. وفي كل الأحوال الكرامة أهم من الاثنين. وأمام الكرامة لا تهم المناصب. نحن كرامتنا هي آدميتنا. انتم لا تقبلون ولا نحن نقبل ان تنتهي الثورة ببقاء الفاسدين ورحيل الأوادم”.
وتابع: “أيها الشباب، نحن لم نخطىء كأن تعايشنا مع الفساد، بل على العكس حاربناه ولم نسكت عن الفاسدين، بل سميناهم، وكان هناك مئة مشكلة معهم، ولكن محاكمتهم ليست مسؤوليتنا بل مسؤولية القضاء الذي يملك الملفات. واعتقدنا اننا من خلال المصالحة، قادرون على أن نحقق الاصلاح، وهنا نعترف بأننا فشلنا بالاصلاح بالتراضي لأن بين الفاسدين شبكة مصالح كانت أقوى من قدرتنا السياسية وحدها، ولكن معكم نستطيع أن نفككها. أخطأنا بأننا التهينا بالعمل والمشاريع وكان همنا الانجاز أكثر من التصدي للذين يكذبون ويشوهون صورتنا ويزرعون في عقول الناس صورة خاطئة عنا. اعتبرنا أن الحقيقة ستظهر مهما كان الثمن وأنها أقوى من الانطباع الخاطئ. وتبين لنا أن هذا الانطباع الناتج من الكذب والإشاعة والاغتيال السياسي، صار حقيقة في ذهن بعض الناس. ولكن تأكدوا أن الحقيقة ستنتصر في النهاية”.
وقال: “أخطأنا أكثر عندما استوهلتنا فكرة أننا نصطدم بطائفة بأكملها كل مرة نمس بفساد زعيم لها أو مسؤول فيها، وعندما اعتبرنا ان الحفاظ على الوحدة الوطنية هي أهم من أن نحافظ على صورتنا وندافع عن آدميتنا، ولما اعتقدنا أن مقولة “اكذب اكذب، يعلق شيء في الاذهان”، نستطيع أن نربح عليها بمقولة “اعمل اعمل، بتشيل أي غشاوة من الأذهان”. أما الخطأ الأكبر يا رفاقي في “التيار الوطني الحر”، فهو أكثر شيء نفتخر به وبسببه ندفع الثمن الغالي. نتعرض لحملات موجهة ضدنا، بدأها الناس الطيبون “بكلن”، وأنهاها المحركون الأساسيون فينا وحدنا، وانتقلنا من كلن “لوحدن” لأن الهدف من الأساس هو إسقاط العهد وحذفنا السياسي. ولكني أقول أن لا أحد يستطيع أن يلغينا لأننا نحن شعب. يستطيعون حذفنا جسديا والشعب يكمل ولا شيء يوقفنا”.
أضاف: “يا رفاقي، خطأنا الأكبر هو فخرنا الأكبر. فخرنا كوني قلت “بأني مش زلمة حدا بلبنان، بل أنا زلمة لبنان”. فخرنا أننا قلنا إن وحدتنا الوطنية هي أهم من العالم كله، وأن ثلث شعبنا ليس إرهابيا، وأننا لن نقبل بأن نعزل أي مكون منا لكي لا ينفجر وطننا من الداخل، وأنه مهما كان الثمن علينا لن نكون اداة بيد الخارج. فخرنا التسوية مع مكون رئيسي في وطننا لنحصن بلدنا من دون أن تكون التسوية على الحسابات المالية أو مساومة على حساب الوطن. فخرنا أننا قلنا إننا متعصبون لوطنيتنا وعنصريون في لبنانيتنا ومنفتحون في مشرقيتنا. فخرنا الأكبر أننا عندما قلنا إن اللبناني المقيم والمنتشر هو قبل اللاجىء والنازح، قالوا “النازحين جوا جوا وجبران برا برا”. فخرنا أننا لم نتآمر مع دولة خارجية على أولاد بلدنا، ولا تآمرنا مع أولاد بلدنا على دولة خارجية. فخرنا أننا نجحنا بتحويل لبنان الى بلد نفطي على الرغم من رغبات الكثيرين الذين يريدون أن نبقى قاصرين ماليا، ومادين ايدنا اليهم. فخرنا أننا ردينا الميثاقية والشراكة الكاملة بين اللبنانيين وجعلناهم يشعرون بأنهم متساوون بالحقوق وبعزة النفس. فخرنا أننا نرد التوازن باداراتنا ومؤسساتنا واقتصادنا. فخرنا أننا أعدنا وصل المنتشرين بوطنهم وأعدنا لهم حقوقهم في الجنسية وفي الانتخاب. فخرنا أننا لم ندخل منظومة الفساد ولم نشارك بأي صفقة مع الفاسدين، ونتحدى أي أحد يثبت العكس. فخرنا أننا “نعذب” ولا ننصاع ونعاند كل من يرد أن يطوعنا لكي نصبح جزءا من تركيبة سياسية نرفضها، لا تشبهنا ولا نشبهها. قصاصنا كبير لأننا نعرف الكثير ونعاند أكثر، ولكن لا تخافوا لأننا قادرون على أن نتحمل أكثر”.
وتابع: “انتبهوا لأن أمامنا أياما صعبة وطويلة. كنا نسابق الزمن لكي نمنع الانهيار، ولكن الفساد والهدر والدين العام سبقونا. نحن قادرون على أن نتحمل لأن أهل الوفا كثر بيننا وأهل الخيانة قلائل جدا في صفوفنا. في الأزمات الكبيرة يا رفاقي، يظهر أمران: الخوف ونستطيع فهمه، والخيانة ولكن لا مبرر لها. نحن جيل عون، ولكي نقدر أن نتحمل الكثير، يجب ألا يكون بيننا خائف ولا خائن. رئيس الجمهورية أمس رسم لنا طريقا نلتزمها ونمشيها لنحقق حلمنا بلبنان”.
وقال: “للعماد عون أقول، أنت علمتنا أن كل شي يرخص للبنان ويهون. ول”التيار الوطني الحر” أقول إنني أسمع دقات قلوبكم وأعرف شعور كل واحد منكم، قلت لكم من قبل اننا مقبلون إلى 13 تشرين اقتصادي ونحن الآن في قلبه، ولكن أنتم قادرون على أن تخرجوا منه لأنكم ابناء 13 تشرين 1990، الصمود. وراء كل غيمة سوداء تشرق الشمس، و”التيار الوطني الحر” كان وسيبقى شمس لبنان”.
وختم باسيل متوجها لأمه: “أعتذر منك إذ بسببي طالك الأذى وانت لا ذنب لك، ولكنك يا أمي علمتني حب لبنان وان كرامتي الشخصية ليست أهم من كرامة وطني. علمتني ان لا أحد يقدر أن يمس كرامتك الا اذا انت مسستها بعمل شائن. انت تعرفين ماذا ربيت يا امي. تحملت الكثير، إلا أن الوقت كفيل أن يرد لك حقك ويبين الحقيقة”.