الياس بجاني/الاحتلال الإيراني وإرهابه هما مشكلة لبنان والكوارث وليس نظامه التعايشي الخلاق

135

الاحتلال الإيراني وإرهابه هما مشكلة لبنان والكوارث وليس نظامه التعايشي الخلاق
الياس بجاني/27 تشرين الأول/2019

علينا أن نكون حذرين للغاية من خطورة ترداد رفع شعار “إسقاط النظام” الذي يطرحه كثر من المتظاهرين والسياسيين والأحزاب اليسارية والدينية في ساحات لبنان الشعبية، وذلك دون معرفة النظام البديل المطلوب.

من واجب المثقفين والكيانيين والأحرار والسياديين والدستوريين من كل الشرائح اللبنانية أن لا يغرقوا في شعبوية هذا المطلب الهدام وأن يشرحوا للشعب بجرأة  أهمية النظام التعايشي الطوائفي الذي هو إنتاج عبقرية لبنانية والأنسب والأفضل للتركيبة اللبنانية المتعددة والمتنوعة الثقافات والقوميات والانتماءات الدينية والمذهبية.

النظام اللبناني أكثر من ممتاز، وهو انسب نظام للتركيبة اللبنانية المجتمعية، وما هو فعلاً مطلوب أن يتم تنقية النظام من بعض الشوائب الدستورية في حال وجدت والتخلص من الفاسدين والمفسدين والتجار وأصحاب شركات الأحزاب الذين صادروا النظام وجعلوه مطية بأيديهم وعطلوه بالقوة والإرهاب والإفقار.

نسأل وبواقعية في حال فعلاً تم إسقاط النظام فبأي نظام نستبدله؟

هل من نموذج نظام في الشرق الأوسط والدول العربية كافة وأيضاً إيران يناسب تركيبتنا المجتمعية والمذهبية وصالح ليحل مكان نظامنا الحالي بدستوره والأعراف الخلاقة؟

بالطبع لا، وألف لا، لأن كل الأنظمة في الشرق الأوسط  وإيران أما هي ملكية أو إمارتية عسكرية أو دينية أو دكتاتورية.

نظامنا اللبناني هو الوحيد بين كل انظمة الدول العربية والشرق أوسطية ومعهم إيران الذي لا دين له والحريات الدينية والمذهبية مؤمنة ومصانة فيه.

هو النظام الوحيد الذي تشارك في حكمه كل الشرائح المجتمعية والمذهبية ولها دور سياسي فاعل ومؤثر.

هو النظام الوحيد الذي يحق فيه لأي مواطن أن يغير مذهبه أو دينه دون أن يُحلل دمه ويُكفر ويقتل.

ما يجب أن يعرفه كل لبناني بأن نظامنا مطبق الكثير من بنوده الدستورية التعايشية في معظم دول العالم بدءاً من سويسرا وكندا وليس انتهاءً بالولايات المتحدة الأميركية حيث مصانة دستورياً حقوق الأقليات والقوميات ومؤمنة مشاركتها في مواقع القرار.

حذاري من السقوط في المحظور ومماشاة من يطالبون إما عن جهل أو خبث بإسقاط نظامنا.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، ترى هل حزب الله ومعه حركة أمل الممذهبين حتى العظم هما فعلاً يريدون تغيير النظام لغير هدف استيلائهما على الدولة وفرض نظام ملالوي إيراني على الشعب اللبناني؟

نظامنا هو أفضل نظام في العالم يتناسب ويتوافق مع تركيبتنا المجتمعية، فلنحافظ عليه، وربما نضيف عليه نوع من الكونفدرالية الحضارية ليبقى لبناننا بلداً حراً والمواطنين فيه كافة محترمين وبإمكانهم أن يكون لهم دوراً ووجوداً في القرار السياسي والحكم دون ذمية وتكفير واضطهاد وتهجير.

يبقى أن مشكلة لبنان الأساس ومنذ السبعينيات هي الإحتلالات التي ولا يزال هدفها الأول تفكيك النظام اللبناني والقضاء على نعمة تعايش أهله .. احتلالات فلسطينية وسورية وإيرانية.

واليوم مشكلة لبنان هي ليست النظام وطبيعته الطائفية، بل الاحتلال الإيراني الإرهابي والمذهبي الذي خطف البلد، وأخذه رهينة، وحوله إلى معسكراً للجيش الإيراني، وخزاناً لسلاحه، وقاعدة عسكرية لمشروعه الإمبراطوري التوسعي والإحتلالي الفارسي.

لبنان اليوم محتل وبلد فاشل عملاً بكل معايير الأمم المتحدة.

في الخلاصة فإن المشكلة اللبنانية هي الاحتلال الإيراني، وبالتالي كل ما يعاني منه المواطن على كافة الصعد، وفي كل المجالات من معيشية وحقوقية وأمنية وخدمات وهجرة وفقر ونفايات وكهرباء وغيرها الكثير هي مجرد أعراض لسرطان الاحتلال الإيراني، ومن هنا لا يمكن حل أي منها بظل هذا الاحتلال.

ويبقى بأن حل المشكلة اللبنانية، والتي هي الاحتلال الإيراني المذهبي والإرهابي لا يتحقق فقط من خلال تغيير الحكومة، أو إجراء انتخابات نيابية، أو سجن الفاسدين واسترداد المال المنهوب، بل من خلال تنفيذ القرارات الدولية كافة، وفي مقدمها ال 1559 و1701 واتفاقية الهدنة مع إسرائيل، وذلك لبسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبناني بقواها الذاتية، وضبط الحدود، واسترجاع القرار المغيب بالقوة، واستعادة السيادة والاستقلال المصادرين، وجمع كل السلاح غير الشرعي المتفلت اللبناني وغير اللبناني وتسليمه للدولة، وإنهاء وضعية كل الدويلات والمربعات والقواعد العسكرية الفلسطينية والسورية والإيرانية، وفي مقدمها دويلة حزب الله.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت
http://www.eliasbejjaninew.com