خليل فليحان/استفتاء مسيحي لاختيار الرئيس غير عملي كنسياً ومرفوض رسمياً

278

استفتاء مسيحي لاختيار الرئيس غير عملي كنسياً ومرفوض رسمياً

خليل فليحان/النهار/15 تشرين الثاني 2014

رأى نواب بارزون ويساهمون في الاتصالات الجارية لتسهيل عملية انتخاب رئيس الجمهورية، أن اقتراح وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لاختيار مرشح لرئاسة الجمهورية، غير عملي ويعكر نصاب جلسة الاربعاء. اذ دعا الى “اجراء استفتاء عند المسيحيين كي يختار المسيحيون رئيس جمهورية لهم وللبنان”. واضاف: “اذا رفضت الدولة اللبنانية ووزارة الداخلية هذا الاقتراح، تستطيع بكركي اجراءه مع كل الكنائس في لبنان، ويكون ذلك بمثابة استفتاء غير رسمي لمعرفة الرئيس الذي يريده المسيحيون”، على أن يلي ذلك انتخاب الرئيس من جميع اللبنانيين. وقد أتى طرح هذا الاقتراح في احتفال رعاه في البترون نهاية الاسبوع الماضي.

ونقل عن مصادر هؤلاء النواب ان هذا الاقتراح غير عملي، أولاً على المستوى الرسمي، إذ ليس في امكان وزارة الداخلية تنظيم انتخابات في مرحلة أولى للمسيحيين لاختيار الرئيس الماروني ليكون رئيساً للجمهورية، لأن ذلك مخالف للدستور وسابقة لم تحصل منذ استقلال لبنان. اما ان تجري بكركي هذا الاستفتاء فهنا الغموض، هل يقصد بالمسيحيين فقط الموارنة؟ واذا كان المقصود الروم الكاثوليك والارثوذكس وسائر المذاهب، فهل يقبل البطاركة الآخرون بحصر الاستفتاء ببكركي؟ وتابع هؤلاء: “إذا سلّمنا جدلاً بأن كل الطوائف المسيحية قبلت بأن تتولى بكركي الاستفتاء، فمن الصعوبة بمكان أن تتولى الكنيسة اجراء هذه الانتخابات، وفي أي أمكنة، واذا كانت بلدة معظم سكانها او جميعهم من طائفة مسيحية غير مارونية، وليس هناك من دير لتحديده مكاناً للانتخاب، فماذا سيحصل؟”

وأشاروا الى أن هذا الاقتراح يشكل عائقاً جديداً يتذرع به “تكتل التغيير والاصلاح” “للتغيب عن جلسة 19 من الجاري التي تحمل الرقم 15، وسيكون مصيرها كسابقاتها بسبب فقدان النصاب.

وامتنعوا عن التعليق عما يقوم به البطريرك الماروني بشارة الراعي من اتصالات بسفراء الدول الكبرى، طالباً المساعدة على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فيما سبق لتلك الدول ان ابلغت المسؤولين المعنيين ان ليس لديها اي مرشح لتدعمه، وهذا شأن داخلي وعلى النواب ان يختاروا من يرونه الأنسب لملء الفراغ في كرسي الرئاسة، محذرين من ان استمرار الفراغ لا يقتصر فقط على شلل في المؤسسات بل يؤثر على المساعدات الخارجية للبنان ويغيّب دوره في الوقت الحرج الذي تعيشه المنطقة في ظل انعكاسات الازمة السورية على لبنان أمنياً وسياسياً واقتصادياً وتربوياً وصحياً وديموغرافياً. وكان الراعي استقبل امس السفير الروسي الكسندر زاسبكين بعدما كان قد التقى السفير الاميركي ديفيد هل، طالباً ان يؤديا دوراً مساعداً للاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت بعدما يئس من النواب لتخلفهم عن قيامهم بواجبهم، واتفاقهم على التمديد لأنفسهم ولاية كاملة. واللافت ان أياً من النواب لم يقصد بكركي منذ عودة البطريرك من رحلته الطويلة الى اوستراليا لتهنئته بسلامة العودة وللتشاور معه في المستجدات كما كان يحصل كل مرة.