بابك نمازي وريتشارد راتكليف: أفراد عائلتنا مرتهنون في إيران..لسيدان سياماك وباقر نمازي هما قيد الاحتجاز القسري في إيران منذ عام 2015/Babak Namazi & Richard Ratcliffe: Our Family Members Siamak & Baquer Namazi Are Being Held Hostage in Iran since 2015

60

 

Our Family Members Are Being Held Hostage in Iran
Babak Namazi and Richard Ratcliffe/The New York Times/September 28/2019

أفراد عائلتنا مرتهنون في إيران
بابك نمازي وريتشارد راتكليف/الشرق الاوسط/السبت 28 أيلول 2019

حضر الرئيس الإيراني حسن روحاني، في نيويورك، الاجتماعات السنوية للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة. وقبيل مغادرته إيران، اشتكى من «التصرفات الظالمة والقمعية» التي يجري تنفيذها ضد الجمهورية الإسلامية، واصفاً زيارته إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنها «فرصة للإعلان عن وتوضيح وجهات نظر الأمم، لا سيما الأمة الإيرانية العظيمة». تحول التركيز العالمي صوب الاهتمام بإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، وتقليص فجوة الصراع القائم بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية، لكن العالم قد تجاهل تماماً إحدى الحقائق الصارخة المتمثلة في الاستغلال الإيراني الرهيب لاحتجاز الرهائن كإحدى الأدوات الأساسية في سياساتها الخارجية. وخلال السنوات القليلة الماضية وحدها، اعتقلت الحكومة في طهران رعايا من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، وأستراليا، والنمسا، وفرنسا، والسويد، وهولندا، ولبنان.

وحري بالأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وقادة العالم الذين اجتمعوا في الجمعية العامة مؤخراً، أن يبعثوا برسالة واضحة إلى الرئيس الإيراني مفادها: أن الدول المتحضرة لا تحتجز الرهائن وتعذبهم بصورة ممنهجة من أجل الاستفادة من أو التأثير على العلاقات الدبلوماسية الدولية، وأن هذا من السلوكيات التي لا يمكن التسامح بشأنها.

بالنسبة إلينا، نحن لسنا من السياسيين، وإنها تعتبر مسألة حياة أو موت؛ إذ يقبع أحباؤنا رهن الاعتقال في السجون الإيرانية منذ ما يربو على أربع سنوات، وكل يوم يمر علينا يثير ذكريات الألم والشجن والأسى لغياب من نحبهم عن عالمنا وهم على قيد الحياة.

السيدان سياماك وباقر نمازي هما من المواطنين الأميركيين ذوي الأصول الإيرانية، وهما قيد الاحتجاز القسري لدى النظام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عام 2015، ثم فبراير (شباط) عام 2016، على التوالي. ولقد أدين كل منهما باتهامات مصطنعة من شاكلة «التعاون مع حكومة أجنبية معادية»، في إشارة إلى الولايات المتحدة، وحكم عليهما بالسجن لمدة 10 سنوات. ويُحتجز السيد سياماك نمازي حالياً في سجن «إيفين» الإيراني سيئ السمعة في العاصمة طهران، في حين أن السيد باقر نمازي، وهو مسؤول متقاعد سابق في منظمة اليونيسف، قضى عامين كاملين في هذا السجن الرهيب، ولكنه قيد الاحتجاز الطبي شديد الحراسة حالياً.

أما السيدة نازانين زاغاري – راتكليف، فهي مواطنة بريطانية من أصول إيرانية، ولقد ألقي القبض عليها في أبريل (نيسان) من عام 2016 أثناء زيارة عائلية في إيران. وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، أدانتها المحكمة الإيرانية باتهامات أمنية غير مُفصح عنها، وصدر الحكم عليها بخمس سنوات في السجن. كما رُفعت ضدها قضية ملفقة أخرى، مما حال بصورة فعالة دون تأهلها للإفراج المشروط وفق القانون الإيراني. ولقد وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها سجينة من سجناء الرأي. وهي قيد الاحتجاز راهناً في سجن «إيفين» الرهيب أيضاً.

ويبدو أن النظام الإيراني لا يكفيه سجن أفراد عائلتنا بطريقة غير مشروعة فحسب، وإنما يصمم على تحطيم معنوياتهم وتعريض سلامتهم وحياتهم للخطر المستمر؛ إذ جرى اقتياد السيدة نازانين قسراً إلى جناح الأمراض النفسية، وهي قيد الحبس الانفرادي هناك مكبلة بالقيود والسلاسل إلى فراشها. كما قيدت إدارة السجن من تواصلها مع أفراد عائلتها، بما في ذلك ابنتها البالغة من العمر خمس سنوات. ولقد قرر الطبيب النفسي في السجن أنها غير مؤهلة لاستمرار حبسها.

تعرض السيد سياماك نمازي للضرب، والصعق الكهربائي، والتعذيب البدني. واقتيد السيد باقر نمازي، البالغ من العمر 83 عاماً، إلى الحبس الانفرادي لفترات طويلة مع معاناته الواضحة من العديد من المشكلات الصحية التي تهدد حياته، بما في ذلك أمراض القلب، ونوبات الصرع، وانسداد الشرايين الرئيسية في المخ. ورغم أنهم سمحوا له مؤخراً بالعفو الطبي المؤقت، لا يزال النظام الإيراني يرفض السماح له بالسفر خارج البلاد لتلقي العلاج اللازم مع التدهور الواضح في حالته الصحية.

ومثل تلك الظروف ليست بالجديدة أو الفريدة على عائلاتنا؛ إذ أقرت مجموعة عمل الأمم المتحدة المعنية بالاحتجاز القسري بأن هناك «نمطاً ناشئاً يشمل الحرمان التعسفي من الحرية للمواطنين الحاملين الجنسيات المزدوجة في إيران»، وأعلنت المجموعة أن احتجاز سياماك، وباقر، ونازانين احتجاز غير قانوني، ويطالبون بإطلاق سراحهم. ولقد أشار المقرر الخاص بالأمم المتحدة بشأن إيران كذلك إلى المحنة الخاصة بالمواطنين مزدوجي الجنسية والرعايا الأجانب الرهائن لدى النظام الإيراني، وذكر أسماء سياماك، وباقر، ونازانين. كما أعلنت منظمة «هيومان رايتس واتش» في عام 2018 أن إيران «صعدت من استهداف المواطنين الإيرانيين من مزدوجي الجنسية والرعايا الأجانب بقرارات الاحتجاز القسرية». ومع ذلك، يواصل النظام الإيراني احتجاز الرهائن بلا رحمة أو هوادة.

لقد وجدت إيران في احتجاز الرهائن ميزة تكتيكية فعالة. لقد استعانت الحكومة الإيرانية مراراً بأداة احتجاز الرهائن في التفاوض بشأن تبادل الأسرى، والاستحواذ على الأسلحة، وتأمين الحصول على مبالغ مالية كبيرة، أو غير ذلك من صور التنازلات المالية الأخرى.

ولقد أبلغت السلطات الإيرانية، السيدة نازانين، أنها قيد الاحتجاز لديهم لممارسة الضغوط على بريطانيا بشأن تسوية النزاع طويل الأجل وقيمته مئات ملايين الدولارات بين الحكومتين الإيرانية والبريطانية. وفي حالة سياماك وباقر نمازي، أفصحت وسائل الإعلام الإيرانية الموالية للنظام الحاكم أن الحكومة تسعى للحصول على مليارات الدولارات مقابل الإفراج عنهما. وتعد مثل هذه التكتيكات انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي مع تعارضها المباشر مع أبسط حقوق الكرامة الإنسانية.

ومن بين المقاصد الأساسية لمنظمة الأمم المتحدة، وفقاً للميثاق الأممي المعروف، هو توحيد بلدان العالم للحفاظ على السلام والأمن الدوليين، وتعزيز وحماية حقوق الإنسان. وإننا نضم أصواتنا إلى أسر المتضررين حول العالم في دعوة مفتوحة للمطالبة بالإفراج الفوري عن سياماك وباقر ونازانين، وعن كل الرهائن المحتجزين قسراً لدى النظام الإيراني. كما أننا نناشد قادة وزعماء العالم لأن يحذوا حذونا في ذلك.

* بابك نمازي هو شقيق سياماك نمازي ونجل باقر نمازي. *ريتشارد راتكليف هو زوج السيدة نازانين زاغاري – راتكليف، وكلهم قيد الاحتجاز القسري في إيران

* خدمة «نيويورك تايمز»

 

 

Our Family Members Are Being Held Hostage in Iran
Babak Namazi and Richard Ratcliffe/The New York Times/September 28/2019

President Hassan Rouhani of Iran was in New York to attend the United Nations General Assembly. Before his departure from Iran, he complained about the “unjust and oppressive actions” that have been carried out against Iran and described his visit to the General Assembly as “an opportunity to state and explain the views of nations, especially the great nation of Iran.”

Global attention has been fixated on salvaging the nuclear deal and reducing conflict between the United States and Iran, but the world has ignored the harsh truth that Iran is brazenly using hostage-taking as a key element of its foreign policy.

In the last few years alone, Tehran has wrongly imprisoned citizens of the United States, Britain, Canada, Australia, Austria, France, Sweden, the Netherlands and Lebanon. Antonio Guterres, the secretary-general of the United Nations, and the assembled world leaders at the General Assembly must convey a clear message to President Rouhani: Civilized nations do not systematically take and torture hostages for leverage in their diplomatic relations, and such behavior will not be tolerated.

We are not politicians. For us, it is a desperate matter of life or death. Our loved ones have been languishing in Iranian prisons for nearly four years. Each day is a devastating reminder of their absence in our lives.

Siamak and Baquer Namazi are American-Iranians who have been detained in Iran since October 2015 and February 2016. They were convicted on manufactured charges of “collaboration with a hostile foreign government,” a reference to the United States, and sentenced to 10 years in prison. Siamak is currently held in the notorious Evin Prison in Tehran, while Baquer, a retired UNICEF official, had been detained there for two years but is now out on a temporary and highly restrictive medical furlough.

Nazanin Zaghari-Ratcliffe is British-Iranian and was arrested in April 2016 while visiting family. In September, she was convicted on undisclosed security charges and sentenced to five years in prison. A second fabricated case was also opened against her, effectively blocking her eligibility for parole. Amnesty International has designated her as a prisoner of conscience. Nazanin is also being held at Evin Prison.

Iran is not content to just illegally imprison our family members, but rather seems determined to break their spirits and put their lives at risk. Nazanin was forcibly brought to a psychiatric ward, kept in solitary confinement and chained to a bed. The prison has also restricted her contact with and access to family, including her 5-year-old daughter. Her prison psychiatrist found Nazanin is not fit to be in prison.

Siamak has been beaten, tasered and tortured. Baquer, who is 83 years old, was held for extended periods in solitary confinement and suffers from numerous life-threatening health problems, including heart conditions, epilepsy and severe blockages in the major arteries to his brain. While he has now been allowed a medical furlough, Iran still refuses to let him travel abroad for necessary medical treatment, and his condition is rapidly deteriorating.

Such circumstances are hardly unique to our families. The United Nations Working Group on Arbitrary Detention has recognized that “there is an emerging pattern involving the arbitrary deprivation of liberty of dual nationals in Iran” and declared the detentions of Siamak, Baquer and Nazanin to be illegal, demanding their release. The UN special rapporteur on Iran has similarly pointed toward the plight of detained dual and foreign nationals in the country and named Siamak, Baquer and Nazanin. Human Rights Watch declared in 2018 that Iran has “escalated its targeting of Iranian dual citizens and foreign nationals.” Yet Iran has relentlessly continued to hold and take hostages.

Iran has found hostage taking to be an effective tactic. The Iranian government has repeatedly leveraged hostages to negotiate prisoner swaps, obtain weapons and secure large payments or other financial concessions.

Nazanin has been informed that she is being held to pressure Britain to resolve a long-outstanding debt dispute worth hundreds of millions of dollars. In Siamak and Baquer’s case, Iranian media with state ties disclosed that Iran was seeking “many billions of dollars” for their release. Such tactics flout international law and run contrary to even the most basic standards of human decency.

Among the key purposes of the United Nations, according to its charter, is to unite the countries of the world to maintain international peace and security and to promote and protect human rights. We are joining affected families around the world to call for the release of Nazanin, Siamak, Baquer and all of Iran’s hostages in one voice. We implore world leaders to do the same.