الياس بجاني/عدم العودة إلى المناصفة الكاملة في كل مؤسسات الدولة اللبنانية يلغي لبنان الرسالة وعملياً هي اضطهاد وعزل وتهميش وتهجير للمسيحيين

124

عدم العودة إلى المناصفة الكاملة في كل مؤسسات الدولة اللبنانية يلغي لبنان الرسالة وعملياً هي اضطهاد وعزل وتهميش وتهجير للمسيحيين
الياس بجاني/03 آب/2019

ترى هل طلب رئيس الجمهورية اللبنانية المسيحي تفسير المادة 95 من الدستور وفي مجلس النواب هو جريمة ومخلخل للسلم الأهلي ويهدد بحرب أهلية لأنها فقط قد تعيد دستورياً للمسيحيين حق المناصفة الفعلية في كل وظائف الدولة وعلى كل المستويات؟

غريب فعلاً تعنت مواقف شركائنا الثلاثة في الوطن، فهل حقيقة هم يريدوننا وبالقوة والتخويف بالأعداد والعدادات أن نكون ذميين ومجرد ديكور ونبقى على هذه الوضعية وبس؟

على شركائنا في الوطن أن يعوا جيداً أن لدى المسيحيين خيارات أخرى كثيرة وكلها شرعية ودستورية وحقوقية وسلمية للحفاظ على دورهم وعلى وجودهم وعلى معتقدهم وثقافتهم وهويتهم وحريتهم.

كما عليهم أن يدركوا ودون أوهام وأحلام يقظة واستكبار ووهج سلاح بأن لبنان دون الدور الفاعل للمسيحيين في الحكم والدولة لا يبقى لبنان الذي نعرفه والذي هم يتنعمون به من حريات وانفتاح وحقوق وثقافة، بل سوف يتحول إلى وضعية وعلى الصعد كافة هي أسوأ بكثير من وضعية الدول العربية التي تفتقد إلى ألف باء الحريات والانتخابات وتبادل مواقع السلطة والمساواة والقانون وقبول الآخر المختلف دينياً ومذهباً وثقافة وحتى تاريخاً.

هنا نستغرب هرطقة احد الشركاء الثلاثة بالبكاء والنواح “ويا غيرة الدين” باستمرار على يسميه صلاحيات و”اتفاقية الطائف”.

فهذا منحى رفضي 100% وعملياً هو عنوان للتعصب والتنكر لحقوق الآخرين، وكذلك رفض واضح لعودة المسيحيين للدولة بعد أن شارك قادته وسياسيوه وأحزابه المحتل السوري بتهميش دور المسيحيين وإبعادهم عن الدولة وتهجيرهم وسجن قادتهم، إضافة إلى عملية تجنيس هم كانوا ورائها عام 1994 غير قانونية ضربت التوازن الديموغرافي لمصلحة غير المسيحيين، مع أن هذا الشريك نظرياً فقط ودون أفعال على الأرض يكرر دائماً لازمة “وقنا العد”.

وهذا الشريك للأسف، وكما يثبت التاريخ ومعه الأحداث والأيام فهو ودون تردد دائماً يساند اللاجئين الفلسطينيين ضد الدولة اللبنانية وضد قوانينها، كما أنه يسعى مجدداً لتجنيس أولاد اللبنانيات المتزوجات من أجانب 99% منهم سوريون وفلسطينيون ومن مذهبه ويقدر عددهم بمليون وأكثر.

أما الشريك الآخر “اللاهي” وفي نفس السياق الرفضي والأحادي، فقد حول لبنان إلى معسكر وقاعدة إيرانية ويريد لسلاحه ودويلاته الأبدية والأزلية.

هذا الشريك يهدد دائماً بقطع الأعناق والرقاب والأيدي والألسنة التي تتجاسر وتطالبه بأن يكون تحت مظلة الشرعية اللبنانية وأن يسلمها سلاحه ويفكك دويلاته الخارجة عن نطاق سلطتها ويوقف حروبه الإيرانية وعملياته الإرهابية الإيرانية أيضاً خارج لبنان.

وشريكنا الثالث ورغم أن مصيره ووجوده والحفاظ على معتقده وثقافته ومشاركته في الحكم كلها أمور لا يمكن أن تستمر ولو بنسبة 01% دون الدور والوجود المسيحي الفاعل، فهذا الشريك لا يترك مناسبة أو فرصة سانحة محلية أو إقليمية إلا ويشارك الشريكين الآخرين في محاولاتهم تهميش وإضعاف شريكهم المسيحي.

في الخلاصة، إنه من حق رئيس الجمهورية المسيحي وحفاظاً منه أن روحية دستور لبنان وروحيته، وعلى التميز اللبناني في مجالات دور الرسالة والثقافة والحريات والديمقراطية والحقوق، من حقه، بل من واجبه، ليس فقط أن يطالب بتفسير المادة 95 بل أن يحث الشركاء الثلاثة على توضيحها وجعلها جلية ودون شك أو لبس في حق المناصفة في كل وظائف الدولة اللبنانية كبيرة أو صغيرة، وفي كل المؤسسات، وعلى كافة المستويات، وذلك لأن تغييب المسيحيين القمعي والإرهابي عن الدولة كما هو حاصل راهناً يعني عملياً وواقعاً رفضهم وتهجيرهم واضطهادهم وتحويلهم إلى أهل ذمة، ونقطة على السطر.

في الخلاصة، وحتى يأتي اليوم الذي يصبح فيه نظام لبنان علماني ومدني 100%، وتمنع فيه كل الأحزاب المذهبية والدينية، وتفكك كل الميليشيات وتجرد من سلاحها، وتعود كل الدويلات والمربعات الأمنية إلى حضن الدولة، حتى ذالك اليوم المطلوب ودون مسايرة أو خجل مناصفة كاملة مع المسيحيين ودون هرطقة التهديد بالحروب الأهلية وبالعد والعدادات.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت
http://www.eliasbejjaninew.com