الياس بجاني/حزب الله يحتل البلد وهو أمسى الحاكم والحكم والملاذ

157

حزب الله يحتل البلد وهو أمسى الحاكم والحكم والملاذ
الياس بجاني/06 تموز/2019

من في لبنان وخارجه من اللبنانيين لا يعلم علم اليقين بأن مشعل الحرائق والإطفائي واحد في كل المناطق، وبين كل الشرائح المذهبية والمجتمعية؟

هو حزب الله مباشرة أو مواربة وراء كل مشكل أكان كبيراً أو صغيراً أو بين بين…وهو أيضاً مايسترو كل حل.

هو يشعل الحرائق وينجح لأن الأرض حالياً هي في حالة من اليباس والقحط الوطني والسيادي والاستقلالي.

وهو ينجح لأننا في زمن بؤس وتعتير على مستوى القيادات والأطقم السياسية.

وهو ينجح في حين أن من هم في مواجهته ينزلقون من فشل إلى آخر لأننا في زمن كفر وجحود وخنوع أصحاب شركات أحزاب تجارية.

وفي وضعية كل هؤلاء القادة يصح 100% قول مثلنا الجبلي..”بزمن المّحل العنزي بتنط ع الفحل”.

الحزب اللاهي ينجح ويكرر ارتكاباته لأن هناك كثر عندنا من أنفار الطاقم السياسي والحزبي والرسمي لم يعد في ضمائرهم ولا في أولوياتهم أية روادع وطنية.

وفي هذا السياق الإنبطاحي والمّحل فإن ما جرى في الجبل مؤخراً ليس هو أول حادث من نوعه.

وبالتأكيد لن يكون الأخير ما دام حزب الله محتلاً للبنان ومتحكماً بقراره؟

ونعم سوف يستمر حزب الله في مسلسل شق الشرائح المجتمعية والمذاهب وتقليبها بوجه بعضها البعض لإلهاء الجميع وتخويفهم واشعارهم بخطر وجودي وكياني.

الحزب يحاول باستمرار تصوير نفسه بالحامي لمن يرضخ لمشيئته ويرضى بمشروعه الفارسي بكل متدرجاته المحلية والدولية والإقليمية.

الهدف اللاهي الأساس لحزب الله هو إضعاف الجميع وتهميش أدوار ومواقع وهيبة القيادات كافة، وعملياً تكريس مرجعيته كحاكم وكحكم وكملاذ في آن.

وما حدث مع السيد وليد جنبلاط، أو بالأحرى، ما أوقع نفسه فيه من ورطة، هو نموذج مستنسخ لأحداث سابقة ولأخرى قادمة بسيناريوهات وقوعها وأسبابها ونهاياتها السعيدة.

في هذا الإطار يتم افتعال المشكل غب طلب حزب الله وما يتوافق مع أجندته وهناك دائماً من هو جاهز ليكون الأداة طمعاً بمنافع ذاتية في مقدمها مواقع ومنافع سلطوية.

يتورط الجميع، ترفع السقوف، وتوضع الخطوط الحمر وتعلو الأصوات والنبرات،
وعندما تصل كل الحلول إلى انسداد يضطر الجميع إلى اللجوء لحزب الله أو لأحد وكلائه المعتمدين إما لنصرتهم، أو طلباً لحمايته، أو رضوخاً لفرماناته كفاً لشروره.

ولأن أولويات من هم بمواجهة حزب الله من قادة وسياسيين وأصحاب شركات أحزاب ورسميين، هي أولويات شخصية وذاتية نرسيسية بامتياز وغير وطنية فهم يزدادون ضعفاً وهزالاً…أما الحزب الذي يجيد دور مشعل الحرائق والإطفائي في أن، والذي يلعب بمهارة على تناقضاتهم وأكروباتيتهم هو يقوى ويتمدد أكثر وأكثر وهم من تقزيم إلى آخر.

في الخلاصة فإن كل قادة لبنان في الوقت الراهن، وتحدياً المشاركين منهم في الصفقة الرئاسية وما تبعها من صفقات تجارية وسلطوية…وكذلك من هم في الحكم والحكومة قد حولوا أنفسهم وطوعاً إلى مجرد أدوات ورهائن بيد حزب الله.

وعلى خلفية دهاء وفطنة الحزب، وبسبب نرسيسية من هم بمواجهته فقد فرض الحزب وضعيته الإحتلالية عليهم جميعاً. .. وهي وضعية الحاكم والحكم والملاذ.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت
http://www.eliasbejjaninew.com