الياس بجاني: مافياوية أصحاب شركات أحزابنا و”نتاق وهرار” غلمانهم

123
ca. 2004, New Zealand, Pacific --- Flock of sheep, New Zealand, Pacific --- Image by © Mula Eshet/Robert Harding World Imagery/Corbis

مافياوية أصحاب شركات أحزابنا و”نتاق وهرار” غلمانهم

الياس بجاني/27 حزيران/2019

إنه خطئاً، لا بل خطيئة مميتة أن نسمي أي شركة من شركات المتاجرين بحقوق الموارنة عموماً والمسيحيين عموماً بالأحزاب، لأنها شركات أحزاب عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض هي أقرب إلى المافيات منها حتى إلى الشركات التجارية.

فإنه وعملاً بمعايير وقواعد وأنظمة ومفاهيم الأحزاب كافة، وفي كل البلدان الحرة والديمقراطية والغربية، من مثل أميركا وكندا وفرنسا، وكل الدول الأوروبية، فلا وجود لأحزاب في لبنان لا مارونية ولا غير مارونية، ولا إسلامية ولا غير إسلامية.

ففي لبنان عملاً بهذه المعايير كافة عندنا أحزاب في شقها الأول هي شركات تجارية يملكها أفراد أو عائلات، وأحزابنا المارونية تحديداً والمسيحية عموماً، كلها تندرج تحت هذه الخانة.

 ومنها وفي مقدمها شركة باسيل والعائلة، وشركة جعجع وحرمه، وشركة سامي وأبيه، وشركة سليمان وأبنه، ونفس الأمر ينطبق 100% على كل الأحزاب الدرزية والسنية.

وفي القاطع الأخر هناك أحزاب وكالات للخارج من مثل حزب الله وكيل إيران العسكري والإرهابي، وكذلك القومي والبعثي، وكيلا نظام الأسد.

كما أن هناك أحزاب منقرضة وشبه جثث تتحرك، وهي عملياً انتهت من كل العالم، كالناصري الغير موجود في مصر نفسها، والشيوعي الذي اختفي حتى من الإتحاد السوفيتي.

وطبعاً إضافة إلى الأحزاب الجهادية وما أكثرها وهي أبعد ما تكون في تكوينها وفكرها وأهدافها عن أي مفهوم حزبي.

وبالطبع حركة أمل الشيعية هي شركة يملكها السيد بري.

من هنا فإنه لا وجود لأحزاب في لبنان ودون حتى استثناء واحد.

وأكثر هذه الشركات تجارة وسمسرة ودكتاتورية هي تلك التي تدعي أنها حارسة لمذاهبها وحامية لحقوقهم ووجودهم.

وهنا تكمن كارثتنا نحن الموارنة تحديداً، والمسيحيين عموماً في ثقافة وممارسات وعقول أصحاب شركات أحزابنا الدكتاتورية التي أضرت وتستمر في أذية أهلنا أكثر من كل أعدائنا.

أما أخطر كوارث ومصائب وبلاوي أصحاب الشركات هذه المسماة زوراً وبهتاناً أحزاب فتكمن في دركية ثقافة، وشوارعية خطاب، وانغلاق عقول غلمان وزلم المالكين لها.

وهنا التفوق لثقافة وشوارعية أصحاب شركات أحزابنا المارونية التعتير والدكتاتورية، إن لم نقل المافياوية.

فغلمان هؤلاء الملكين الحصريين تخلوا طوعاً عن نعم وعطايا الحرية، واختاروا بدلاً عنها عمى البصر والبصائر، وارتضوا بغباء وجهل وضعية العبيد والهوبرجية والزلم والشتامين.

ومن يتابع هيجانهم وحروبهم على وسائل التواصل الاجتماعي يدرك هذه الحقيقة المخجلة والتي لا تمت لأي مفهوم مسيحي، أو حزبي أو مبدأ حرية رأي، أو ديمقراطية، أو قبول للآخر المختلف، أو مفهوم ثقافي أو حضاري.

هؤلاء تربوا على ثقافة أصحاب شركاتهم الأحزاب الدكتاتورية والميليشياوية والستالينية والهتلرية وأمسوا غلمان وقطعان عكاظيين وشتامين بأكثر من امتياز.

فالويل لمن يتجرأ وينتقد تحالفات أو ممارسات أو خطاب أو مواقف أي صاحب شركة من هذه الشركات الأحزاب… الآلهة!!

فوراً تتوزع فرمانات واجب الرد من المالكين، أو من قبل أبواقهم الإعلامية المأجورة، وكأن من ينتقد أداء ومقاربات صمنهم “المعبود” صاحب الشركة قد تطاول على الذات الإلهية.

فتُهيج وتُجيش غلمان الصنم من القطعان والزلم، ولا يتركون في قواميس الشتم والقذارة مفردة شوارعية وزقاقية إلا ويقذفون بها ذلك “الغبي” والحاقد” “ويلي ما بيفهم بالسياسية” الذي فقد صوابه وتجرأ وانتقد “معبودهم” الصنم..

وتطول وتتنوع ولا تتوقف قاذوراتهم من “نتاق وهرار” كلامي، وهذا طبعاً كله عبر وسائل التواصل الاجتماعي كافة.

وعملياً فإن هؤلاء المالكين لشركات الأحزاب ومعهم غلمانهم من القطعان هم الخطر الحقيقي السرطاني الذي يهدد وطننا وأهلنا.

يبقى أنه فعلاً “دود الخل منه وفيه” .. ومع هؤلاء فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت
http://www.eliasbejjaninew.com