جورج يونس/إلى شتات جيل الحرب الماضية، إلى جيل الغيبوبة الحاضر

84

إلى شتات جيل الحرب الماضية، إلى جيل الغيبوبة الحاضر
جورج يونس/17 حزيران 2019

إسمع يا هذا….
إن نحن فَرِحْنا فهم المستفيدين، وإن نحن نًكِبْنا فهم أيضاً المنتفعين
إن نحن رَقَصْنا فهم الغانمين، وإن نحن مَرِضْنا فهم أيضاً المستثمرين
إن نحن تَخَلَيْنا عن جنى عُمْرِنا فهم الشارين، وإن نحن بَرْطَلْنا فهم أيضاً المرتشين
عندما نتعلم هم وحدهم من يَتَحكمون بالمساعدات والمِنَحْ التعليمية
عندما نشتري فنحن نعزز ارباح شركاتهم
عندما نَسْتَقْبِلْ النازحين ونًرَحِلْهُمْ فيما بعد، هم وحدهم من يستأثرون بأغلبية الهبات الدولية
عندما نَمْرَض بسبب سوء إداراتهم للبيئة فوحدهم من يتنعمون بأموال علاجنا
عندما يُمَنِنونَنا بمشاريع بُنى تحتية هم وحدهم من يَغرفون العمولات على الصفقات
عندما نموت فمؤسسات دفن الموتى تابعة لهم
عندما يَدعمون مهرجاناتنا السياحية فلكي نُخَصِصْ إيراداتها لمنظمي الحفلات التابعين لهم
عندما يُقتل إبناؤنا بحوادث السير فلكي يستغلوا مآتمهم لحملاتهم الانتخابية
عندما يتعرضون للدول التي تحتضن مغتربينا في سبيل لقمة عيشهم، فلكي يَبْتزونَها لمصلحتهم الشخصية
عندما نودع أموالنا في البنوك فلكي يستثمروها من خلال مصارفهم لزيادة ثرواتهم
عندما يَطْحَنُنا مَرَضْ السرطان فلكي يبيعوننا الادوية
عندما يؤسسون الجمعيات الخيرية فلكي ينهبوا الموازنة من اموالنا
عندما يطمرون البحر فلكي يجبرونا على تسديد الرسوم على مرافق اصبحت مِلْكُهُمْ
عندما يساعدوننا بوظيفة فلكي نستزلم لهم حتى العبودية العمياء
عندما يمنعوننا من الحصول على املاك من الوقف بأسعار مقبولة فلكي يحصروا منفعتها بهم
عندما نَبكي فلكي يُشبعوا شغفهم بالسلطة والاقطاعية
عندما نُعلن عن بضائعنا فوحدهم يملكون شركات ووسائل الاعلان
عندما يَتَغَرَبْ اولادنا فلكي يتنعم اولادُهُم بخيرات هذا الوطن
عندما يهموا لتركيب عواميد الانارة على بعض طُرقاتنا فلكي يعززوا نشاطاتهم التجارية
عندما نَتَزَوَجْ فهم من ينظمون أفراحَنا
عندما يُحَوِلْ مُغتَربينا أموالهم الى بنوكهم فهم يتبردخون
عندما يَسْتَهْدِفُنا الشبيحة والزعران في أدق تفاصيل حياتُنا فهم الصيادون
عندما يَنْعَمون علينا بالمياه الآسنة والمأكولات الفاسدة فهم يستوردون منها لإستعمالهم الشخصي على نفقتنا الخاصة…
ماذا بقيَ ليقال عن شعب دَمَرَهُ رُعاتُه وتحولوا الى جزارين بربطات عنق فارغة الا من الدم والفساد والإجرام. وَطني يَنْزُفْ، شعبي ينوء تحت جلجلته التي لم تتوقف منذ ال 1975، والعتمة تسود أفق مستقبل دمروه بأنانيتهم. أللهم إني بلغت!
هلقد بحبك يا لبنان