خليل حلو/كفاكم غباءً أنتم لستم أهلاً لأي مسؤولية وطنية وخاصة في هذه الظروف. فاشلون بإمتياز

101

كفاكم غباءً أنتم لستم أهلاً لأي مسؤولية وطنية وخاصة في هذه الظروف. فاشلون بإمتياز

خليل حلو/07 حزيران/2019

النعرات الطائفية والمذهبية الأخيرة مقلقة جداً لا سيما:

– ما سرّب من حديث للوزير جبران باسيل حول “السنـّية السياسية

– حديث النائب في التيار الوطني الحر سليم عون ونعته خصوم الوزير باسيل بالأغبياء

– الصورة التي نشرها النائب السابق في التيار الوطني الحر نبيل نقولا تظهر اللواء أشرف ريفي مع أحد الأشخاص إدعى نبيل نقولا عن قصد أو غير قصد أنه الإرهابي “مبسوط” الذي فجر نفسه في طرابلس

– العمل الإرهابي الذي حصل في طرابلس والذي هو حلقة من سلسلة أعمال إرهابية أعلن عنها “أبو بكر” البغدادي بدأت في سريلانكا مروراً بالعراق وسوريا وبوركينا فاسو ومالي ونيجيريا وليبيا وسيناء في مصر، والتي ساهمت في إثارة مشاعر القلق لدى اللبنانيين.

– ردات الفعل على هذا العمل الإرهابي بحق طرابلس ونعتها كلها إفتراءً حيث وضعت الطائفة السنـّية بكاملها موضع إتهامات نتج عنها مواقف وردات فعل من قبل سماحة مفتي الجمهورية ورؤساء الوزراء السابقين وشخصيات … راح بعضها بعيداً في لوم الرئيس الحريري على التسوية الرئاسية

يضاف إلى هذه الوقائع ما ورد على وسائل التواصل الإجتماعي من تصوير لطرابلس على أنها “قندهار” لبنان وتصوير الطائفة السنـّية على أنها “داعش” … أريد هنا أن أنعش ذاكرة الكثيرين ممن بلغوا سن الرشد السياسي وما زالوا قاصرين في الشأن الوطني:

أولاً: إذا كانت المسيحيون هم وراء حدود لبنان الكبير، لم يكن الإستقلال ممكناً بدون الدروز والمسلمين السنـّة والشيعة

ثانياً: سقط في لبنان رئيسان للجمهورية شهيدان وهما بشير الجميل ورينيه معوض ويد الغدر في الجريمتين لا تخفى على احد، وفي المقابل سقط للبنان ثلاثة رؤساء وزراء شهداء وهم رياض الصلح لأنه رفض الوحدة مع سوريا، ورشيد كرامي لأنه رفض تقسيم لبنان، ورفيق الحريري لأنه كان يعارض الإحتلال السوري

ثالثاً: سالت دماء مسيحيين الدفاعاً عن لبنان وفي المقابل سالت دماء المفتي حسن خالد والصحفي سليم اللوزي والشيخ أحمد عساف والشيخ صبحي الصالح والنائب ناظم القادري والنائب وليد عيدو ونجله وغيرهم من رجالات لبنان السنـّة … كلّهم في مواجهة الإحتلال البعثي السوري

رابعاً: سقط للجيش 90 شهيداً من الطائفة السنـّية الكريمة في معركة نهر البارد التي كانت نقطة تحوًل في تاريخ لبنان ولولاها لم يكن للبنان جيشاً قوياً سلحته الدول الحليفة (الولايات المتحدة) والشقيقة (المملكة العربية السعودية – الإمارات – الأردن …) ولولا هؤلاء الشهداء لكان لبنان أو أقله شمالي لبنان سقط في يد تنظيم القاعدة منذ زمن …

خامساً: الذي يعرف جيداً الشمال وقضائي عكار والضنية وإقليم الخروب في الشوف والذي يزور مدافن القرى السنـّية فيها، ليس هناك من قرية ومدينة إلا وفيها شهداء من الجيش سقطوا دفاعاً عن لبنان ضد كل أعدائه

سادساً: قبل سقوط المناطق التي كانت تحت سيطرة الجيش بقيادة العماد عون في 13 تشرين 1990 في يد الإحتلال البعثي السوري كانت القوى العسكرية التي تدافع عن المنطقة تتكون من 20 % من العناصر التي تنتمي إلى الطائفة السنـّية الكريمة واستشهد من استشهد منهم في هذا النهار المشؤوم

سابعاً: خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي سقط لقوى الجيش التي تواجهت مع السوريين على خطوط التماس في الجبل وبيروت مئات الشهداء من الطائفة السنـّية وهؤلاء تركوا مناطقهم وأهلهم الذين كانوا تحت سيطرة الإحتلال السوري والتحقوا بالجيش ودافعوا عن مناطق مسيحية وعادوا جثثاً إلى أهلهم ….

واللائحة تطول ولا تنتهي …

يا من أوصلتكم الظروف بغفلة من الزمن إلى ما أنتم إليه، يا من فتحت أمامكم التكنولوجيا صفحات التواصل الإجتماعي، كفاكم إثارة لمشاعر العميان والأغبياء والقليلي العقل وكفاكم زرع أحقاد لن تثمر إلا العواصف. أنتم تتصرفون بلا مسؤولية وإذا وقعت الواقعة ستكونون مختبئين في منازلكم وبين أحضان زوجاتكم أو ستركبون الطائرات إلى الواحات الأوروبية (ليس إلى طهران طبعاً) وسيتحمل غيركم أعباء تمسيح الإوساخ التي ستتركونها ورائكم. كفاكم غباءً أنتم لستم أهلاً لأي مسؤولية وطنية وخاصة في هذه الظروف. فاشلون بإمتياز.

#نعرات_طائفية_مذهبية_استهداف_السنـّة