المحامي لوسيان عون: المارونية السياسية يا جبران … جسد وروح

163

المارونية السياسية يا جبران …جسد وروح
المحامي لوسيان عون/02 حزيران/2019

قول لوزير خارجية لبنان وصهر رئيس الجمهورية اللبناني .
لم أكن بوارد مساجلة من اعتبر نفسه حامي ” المشرقية المسيحية ” لولم أفاجأ بنعيه إحدى أبرز اعمدة المسيحية المشرقية وهي المارونية السياسية والمارونية الحضارة والمارونية الثقافة والتراث.

لم أكن لاساجلك لو لم يمض 48 ساعة على تصريحك المؤلم بحق الموارنة ونعيك لدورهم السياسي بمعزل عن نتائج هذا الدور ، ولا صمت الاوصياء على الموارنة من بكركي الى الرابطة المارونية ، وهما المؤتمنين والحريصين على دور الموارنة ، والمفترض بهما الدفاع عنه ، ولم يمض اسبوع على تنازلهما عن حقوقهما بدعوى القدح والذم ضد احد المسيئين لرحمة الله بطريرك الموارنة مار نصرالله بطرس صفير.

فالمارونية السياسية التي شغلت يا جبران الشرق والغرب ، القاصي والداني، المسيحي والمسلم وما زالت والتي نعيتها بالامس لا تزال في عز نشاطها وعطاءاتها، كيف لا والعارفون مدركون انه طالما هناك اثنان من الموارنة فللمارونية السياسية جسد وروح، جسد ولو تحول الى جثة يخيف خصوم الموارنة وما اكثرهم، وروح خفاقة في السماء مربضها القديسون، ابرز ما شهدت لها حرب ضارية ابقت للموارنة رغم كل ما اصابهم من تهجير واذلال وتهجير وقتل وتدمير وحروب عبثية خصوصيات اقلها رئيس جمهورية ماروني هو عمك بالذات وان قلص الطائف صلاحياتها ووزير خارجية هو وزير البلاط الدائم اختزل مناصب رئيس الحكومة ورئيس المجلس ورئيس حزب بارز موال وثلث الوزارات البارزة فضلا عن معظم مناصب الدولة بما ذكرنا بما عرف بالشيخ سليم ايام عهد الرئيس بشارة الخوري ، بقيت مناصب عسكرية تعمل لاقتطافها والسيطرة عليها علام تتداوله وسائل الاعلام ويشكو منه بعض السياسيين.

وبين المتناقصات التي وقعت فيها طالما انك اعتبرت أن المارونية السياسية قد أضحت جثة هامدة بلا حراك ، فهل تقصد بهذا الكلام انتهاء عهدك طالما انك ماروني لتعثر سياستك، في حين تكمل اجتياح الدولة اللبنانية وانت مرشح لرئاسة الجمهورية خلفا لعمك أم أنك في صدد ” التشيع ” واستهداف الموارنة من موقعك المرتقب؟

أسئلة يجدر التوقف عندها، مع هذا التحول في معركة غزر اطلاق النار فيها من قبلك في كل الاتجاهات حتى وصولك الى قيادتي الجيش وقوى الامن الداخلي دون ان ننسى أمل والسنة وقرنة شهوان و14 آذار والمستقبل والقوات اللبنانية والمردة فيما المنطقة تغلي بأسرها من المحيط الى الخليج، وبينما لم نسمع موقفك من ”الغزل البارد” بين عهدكم الميمون واسرائيل بموضوع ترسيم الحدود البرية والبحرية والتنقيب عن النفط جنبا الى جنب مع ”عدو غاشم” ضمن المثلث المتنازع عليه سابقا بين البلدين مع مصادقة هادئة لحزب الله ومباركته الخجولة على الاجراءات والنوايا ربما وصولا الى تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية برعاية أميريكية مع تذكير ضروري بأنك وزير الخارجية الماروني صهر العهد ووليه وخليفته المعني الاول الصامت ازاء هذا التحول الكبير التاريخي مع دولة عدوة لغاية اليوم بعد نزاع معها دام 82 عاما قد تنهيه ”صفقة القرن” التي تفوح منها روائح النفط قبل استخراج اول برميل منها من قعر البحر بيننا وبين اسرائيل.

”سبحان يللي بيغير وما بيتغير” في زمن كثرت فيه التحولات السياسية بين ليلة وضحاها وتعدلت فيها نظم الطبيعة وأجنداتها … لكن مهما اشتدت الازمات والتحولات كن واثقا يا ولي العهد أنه ما دام بقي اثنين من الموارنة فالمارونية السياسية باقية وان بأشكال مختلفة … وروحها تبقى لترفرف فوق سحب الانهزامية والغوغائية والتشويش والتفرد والتسلط