أحمد عبد العزيز الجارالله: الملدوغ من الثعبان يخاف جر الحبل يا ظريف طهران/سعود السمكة: الجارة إيران وتوهان الأحلام

56

الجارة إيران وتوهان الأحلام!
سعود السمكة/السياسة/27 أيار/2019

الملدوغ من الثعبان يخاف جر الحبل يا ظريف طهران
أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/27 أيار/2019
أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من بغداد رغبة إيران في بناء علاقات متوازنة مع جميع الدول الخليجية وتوقيع اتفاق عدم اعتداء في المنطقة، وأقرب ما يطرق الذهن رداً على هذا التصريح المثل المصري “أسمع كلامك يعجبني أشوف أفعالك أستعجب”.
ما شهدته دول المنطقة من اعتداءات إيرانية، مباشرة أو عبر وكلاء لها، يجعل أي حديث من نظام الملالي في هذا الشأن واحدة من الطرائف المثيرة للضحك، إن لم نقل السخرية، فإذا كان كلام ظريف أتى اليوم تحت وطأة الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي الأميركي والدولي على إيران، فذلك لن يلغي التاريخ الأسود، طوال أربعة عقود من الإرهاب والعدوانية التي صحبتها لغة عنجهية وعنتريات، ضد دول “مجلس التعاون” الخليجي، وكأن طهران اعتبرت عواصم هذه الدول حديقة خلفية لها ترمي فيها كل مشكلاتها.
كلام ظريف هذا مردود عليه ببيانات وقرارات ومبادرات خليجية كثيرة، قامت كلها على أساس مد يد الصداقة والتعاون مع إيران، غير أن كل ذلك قوبل بمزيد من الصلافة في التصريحات والمواقف، والاتهامات، ما أدى إلى انعدام الثقة تماما بنظام الملالي وكل ما يمكن أن يصدر عن طهران في هذا الشأن.
المواقف التي تُتخذ تحت الضغط لا تعبر عن النوايا الحقيقية للدول، ولذلك فان على إيران قبل أن تطلق مواقف من هذا القبيل، أن تثبت حسن نواياها عبر خطوات عدة، تبدأ بكف يدها عن اليمن ووقف دعمها لعصابات الحوثي، وتابعها “حزب الله” الذي يمعن يوميا في تدمير لبنان، ويشارك بقتل السوريين والعراقيين واليمنيين، وأن تتوقف عن القول، كلما طلب منها إخراج ميليشياتها من سورية، إن الحكومة السورية طلبت منها المساعدة للقضاء على الإرهابيين، وأن تقر بالأمر الواقع أنها قوة احتلال، وتدمير وتغيير ديموغرافي يستوجب رفع يدها عن دمشق، كما عليها أن تتخلى عن ألاعيبها الطائفية القذرة في العراق، وقبل هذا كله عليها الاعتراف بما كانت تحضره للبحرين والمنطقة الشرقية في السعودية، التي وقف بوجهها شيعة المنطقة من القبائل العربية الذين رفضوا أن يكونوا مطية للفارسي في غزو بلادهم.
هذه الوقائع يجب أن تكون حاضرة في الذهن الإيراني قبل الحديث عن تقارب مع دول الخليج العربية، ليس لأن الحكومات لا تثق بالحكومة الملالوية، بل لأن شعوب الخليج التي اكتوت بنيران الإرهاب الملالوي لا تثق بأي اتفاقات مع هذا النظام، فيما هي تشاهد كيف انقلبت على الاتفاق النووي عبر خرق بنوده، وكيف أرجف الملالي في الإقليم، فالملدوغ من الثعبان، يا ظريف طهران، يخاف جر الحبل.

الجارة إيران وتوهان الأحلام!
سعود السمكة/السياسة/27 أيار/2019
تحدثنا هنا في هذه الزاوية عشرات المرات مع الجمهورية الاسلامية في ايران عن ضرورة التعايش السلمي مع دول الاقليم الذي حباه الله، والجارة المسلمة ايران، بخيرات جعلت منه قبلة للتجارة العالمية، وارضا تحوي في باطنها مخزونا يحرك جميع آلات الانشطة الحياتية العالمية، اليوم وغدا وبعد غد، الى ما شاء الله، والتي من خلالها تتم عملية تنشيط حياة الناس وتطورهم وتقدمهم واجتيازهم عامل الجمود وعاهات التخلف، لينعموا بسنة حقائق الحياة المتحركة نحو مجتمعات آمنة ومستقرة تجري فيها اواصر الالفة والتعايش السلمي.
تحدثنا هنا أو عبر هذه الزاوية عشرات المرات مع الجارة ايران عن ان التاريخ لا يتجدد انما يتمدد ويتوافق مع انشطة الانسان، ايجابا او سلباً، وان هذا الانسان هو محور التاريخ باعتباره الكائن الذي يصنع الاحداث بجده وتعبه وعرقه وابتكاراته، وعزمه وإرادته، وليست احلام اليقظة، والماضي الذي لن يعود، وان الحياة ليست من طبيعتها “فوتوكوبي” والا افسد الجمود جمالها، انما الحياة بطبيعتها متحركة وفق هوى وإرادة الانسان، فإن ارادها سعيدة كانت سعيدة، وان ارادها تعيسة كانت تعيسة، ولنا في سياق التاريخ الانساني عبر ودروس منذ بدء الخليقة حين “قتل قابيل هابيل” الى أن تم اختراع الامصال التي ابعدت الانسان عن الامراض كإدوار جينز مكتشف مصل الجدري، وجوناسي مكتشف مصل شلل الاطفال، وآخرين من مثل: الكهرباء (اديسون) والجاذبية (نيوتن).
تحدثنا عشرات المرات بما تتمتع به الجارة ايران من مقومات وعناصر تجعل منها دولة عظمى دون منازع. عظمى في الرفاه المعيشي، والرفاه الادبي والثقافي، والتآلف المجتمعي والعلاقات العصرية مع شقيقاتها دول الجوار، وبقية دول العالم، وليست عظمى بكم حجم آلات الدمار وعدد العسكر! فإيران تملك بعد السعة المكانية، ما يقارب مليون ونصف المليون كيلو متر مربع، وكثافتها السكانية ما يقارب 80 مليونا، موروثاً تاريخياً ضارباً بأعماق التاريخ، وعلماء في شتى التخصصات وموقعاً جغرافيا متميزاً كموقع جيوسياسي يجعلها نقطة التقاء لثلاثة مجالات اسيوية، وهي من الدول الكبرى في تصدير الغاز وجيرانها من الجنوب دول الخليج، ومن الغرب العراق، ومن الشمال الغربي تركيا، وتحتل مركزا مهما في امن الطاقة والاقتصاد الدوليين، بسبب احتياطياتها من النفط والغاز الطبيعي، حيث يوجد فيها اكبر احتياطي من الغاز في العالم، ورابع اكبر احتياطي من النفط. تحدثنا مع الجارة ايران عن هذه المميزات المكانية السكانية والثروات الطبيعية والموروث التاريخي ما يجعلها عملاقاً اقتصاديا وحضاريا وثقافيا متميزا في المكان والانسان، خصوصا اذا ما وضع يده بيد اخوانه في الاقليم، دولا ومجتمعات مسالمة تشاركه الثروة والمصير ويتصاعد منها دخان الانتاجية الايجابية السلمية، لكانت اليوم قد حققت مفهوم استخدام العلم والحداثة، وفق معاييرها الاخلاقية التي تعود عليها وعلى شعوبها بحياة الرفاه والسلم، لكن للاسف تغلبت على الساسة في ايران احلام اليقظة، وخيالات لحضارات سادت ثم بادت، وجمدت مع ما أراد له التاريخ ان يجمد، باعتبار ان التكرار ليس من طبائع التاريخ، بل هو عنصر حيوي متجدد ودائم التمدد والى الامام لا الى الخلف!
إن خيالاتكم أيها الساسة تسببت في قتل بلاغة العلم الاخلاقية وحولته من عنصر ازدهار الى آلة دمار، الامر الذي جعل من معظم شعوبكم تعيش تحت خطوط الفقر والمجاعة، وجمدتم بفضل احلامكم غير الواقعية حيوية الارض التي كانت تنتج الاكتفاء الذاتي من جميع نعم الله.
وللحديث بقية.