خليل حلو: واقع الحكومة اللبنانية بعد 113 يوماً على تشكيلها

59

واقع الحكومة اللبنانية بعد 113 يوماً على تشكيلها
خليل حلو/23 أيار/2019

مضى على تاليف الحكومة 113 يوماً وهذه الحكومة هي الحكومة الخامسة والسبعون في تاريخ لبنان. لن نتحدث عن إنجازاتها لأنه بعد مرور أكثر من مئة يوم على تأليفها مضت فترة السماح. أما الواقع فهو التالي:

– القرارات الأساسية المصيرية هي ليست في يد الحكومة ولا بيد رئاسة الجمهورية ولا بيد مجلس النواب بل هي خارج كل هذه المؤسسات.

– لا يمكن لأي حكومة إنجاز أي شيء في ظل سلاح غير شرعي يتحكم بالقرارات الأساسية وطالما الدولة خاضعة له طوعاً.

– لا يمكن لأي سلطة إصلاح أي شيء طالما الفاسدين الذين تسببوا بإفلاس الخزينة لا تتم محاسبتهم أولاً … عندما نرى الفاسدين في السجون وأعني بذلك أصحاب الصفقات خارج دفاتر الحسابات الرسمية، ومن إعتدوا على الأملاك البحرية والنهرية، ومن يقومون بالتهريب عبر مرفأ بيروت ومطار بيروت، ومن وظف الآلاف من غير المنتجين في الدولة، والذين لا يأتون إلى عملهم، ومن يسيطر فعلاً على المؤسسات التجارية في بعض المناطق حيث لا يمكن فتح محل فلافل دون موافقة ومشاركة فلان أو فليتان … عندما نرى هؤلاء يحاسبون بفتح السين نصدق أنه هناك إصلاح وتغيير، وحنى إشعار آخر لا شيء من ذلك سوى ترقيع.

– السلاح غير الشرعي والفساد يتناغمان على أفضل ما يرام ولا مجال لخرقهما إلا بنضوج سياسي تنتهي معه عقلية الوقوف مع الزعيم ولو كان فاسداً ومتسلطاً وغير ديموقراطياً ومنعدم الكفاءة في القيادة والإدارة. وهذه العقلية ما زالت أكثرية حتى هذه الساعة والدليل نتائج الإنتخابات النيابية الأخيرة.

– لا يمكن لمن يسمون أنفسهم مجتمع مدني (أو مجتمعات مدنية) أن ينجحوا في مشاريعهم طالما أن عقليتهم حتى الآن لا تختلف كثيراً عن عقلية الأحزاب الكلاسيكية وطالما لا رؤية واضحة لهم ولا إستراتيجية عمل واضحة يعملون لها، وطالما لا يقبلون بالآخرين وطالما ينكرون تضحيات من سبقهم.

– الوضع الإقليمي له إنعكاساته الحتمية على الداخل اللبناني وأي عمل وطني لا يحتسب للتطورات المقبلة يكون عملاً ساذجاً ولا جدوى منه، لا بل ذات إنعكاسات سلبية.
أخيراً بالرغم من كل ذلك إيماننا بلبنان لم ولا ولن يتزعزع طالما هناك من هو صالح وغير فاسد ويؤمن بالحرية وبقدرة العقل ويعمل من أجل الإستقلال والحرية والكرامة والعدالة. هؤلاء ولو كانوا قلـّة قليلة هم الذين سيصلون بلبنان إلى دولة القانون والمؤسسات …

في التاريخ لم تبنى الأوطان إلا على هؤلاء وليس على الخاضعين والزاحفين والخنوعين أو على غير المتبصرين. لبنان يبنى على الأوادم والشجعان وليس هناك من بناء بدونهم.