الياس بجاني: بنديرة “المقاومة الاقتصادية” شعار نفاقي للتعمية على احتلال حزب الله

108

بنديرة “المقاومة الاقتصادية” شعار نفاقي للتعمية على احتلال حزب الله

الياس بجاني/20 أيار/2019

إن الواجب الوطني يقضي بضرورة الاعتراف أقوالاً وأفعالاً بواقع الاحتلال الإيراني المعاش على أرض الواقع والمعانات في وطن الأرز.

الالتزام بهذا الواجب هو فقط وفقط معيار الصدق الوحيد  (litmus paper test) لكل عامل في الشأن العام والاجتماعي والحزبي والسياسي اللبناني أكان في مواقع الحكم أو خارجه.

هذا المعيار الوطني يلزم كل سيادي واستقلالي وكياني لبناني الإقرار علناً ودون مواربة أو ذمية أو رمادية بأن وطن الأرز هو بلد محتل، وبأن المحتل هو حزب الله الإيراني.

من هنا فإن المقاومة الحقيقية يجب أن تكون مقاومة شجاعة وصادقة لهذا الاحتلال، وليس تغطيته وخلق الأعذار والحجج لتقويته واستمراره والتعايش معه.

إذا المرض الأساس في لبنان هو مرض الاحتلال الإيراني، وهو مرض سرطاني ومدمر ولاغي ومناقض لكل ما هو لبنان ولبناني من دستور وتعايش ودور حضاري وثقافي وتضحيات شهداء وهوية وتاريخ.

هذا الواقع الإحتلالي والمأساوي يتطلب فرز القمح عن الزوؤان، أي التفريق بين المقاوم الحقيقي للاحتلال والذي لا يريد شيئاً لنفسه، وبين من يغطيه ويضرب بسيفه طمعاً بسلطة ومواقع ومال مقابل التنازل عن السيادة والاستقلال والقبول بدور الطروادي والإسخريوتي.

في هذا السياق لا بد من تعرية نفاق وحربائية أولئك الحكام والسياسيين والأحزاب الرافعين حالياً بنديرة “المقاومة الاقتصادية” والتعامي عن سابق تصور وتصميم عن واقع سرطان احتلال حزب الله الإيراني.

الهم الاقتصادي وعلى أهميته المعيشية القصوى لا يجب أن يكون مقاومة بمفهوم “المقاومة والممانعة” الإرهابية والملالوية التي يتلحف بعباءتها حزب الله ومن خلالها يسوّق بالقوة والإرهاب لوهم مشروع الإمبراطورية الإيرانية التوسعي والمذهبي.

إذاً، المرض السرطاني الذي يفتك بلبنان وبشعبه وبكيانه هو الاحتلال الإيراني، وبالتالي المقاومة الوحيدة يجب أن تكون في مواجهته بهدف التخلص منه وتحرير لبنان.

أما التردي الاقتصادي وعلى أهميته المعيشية ليس هو العلة الأساس، بل هو عارض من أعراض مرض الاحتلال، ولهذا فإنه من الغباء والجهل إلهاء الناس به بهدف التعمية والتشويه.

في الخلاصة، فإن إلهاء الناس ببنديرة “المقاومة الاقتصادية” هو عمل ترقيعي وتعموي هدفه تغطية مرض الاحتلال عن سابق تصور وتصميم.
هذا التوجه مرفوض ومن الواجب تعرية أهداف ومرامي كل الذين يسوّقون له.

يبقى بأن العلاج الوحيد لمرض الاحتلال يمكن في مقاومته ورفضه وعدم الرضوخ والاستسلام له تحت أي حجة للتعايش “المصلحي” معه وتشريعه، والأهم هنا الضرورة المقدسة لتعرية وعزل ورذل كل من يغطيه ويحميه من الحكام والأحزاب والسياسيين.

لا وألف لا لكذبة بنديرة “المقاومة الاقتصادية” التعموية، ونعم وألف نعم لمقاومة احتلال حزب الله.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
رابط موقع الكاتب الألكتروني
http://www.eliasbejjaninews.com
عنوان الكاتب الالكتروني
phoenicia@hotmail.com