الياس بجاني/غزوة المنصورية الغبية: استكبار حكام وذمية أصحاب شركات أحزاب

256

غزوة المنصورية الغبية: استكبار حكام وذمية أصحاب شركات أحزاب
الياس بجاني/10 أيار/2019

مما لا شك فيه فإن غزوة المنصورية الغبية والجاهلية والفاجرة، وطبقاً لكل المقاييس والمعايير الأخلاقية والإيمانية والوطنية، تبين بوضوح فاضح ومخجل ولابط للضمائر المخدرة كم أن غالبية المدعين نفاقاً بأنهم حماة الوجود المسيحي أكانوا في سدة الحكم أو في أحضان ذل واستسلام “الصفقة الخطية”.. تبين كم هم فعلاً غرباء ومغربين عن أوجاع وهموم ومشاكل وتطلعات الشرائع الشعبية التي أوصلتهم من خلال تضحياتها وعطاءاتها إلى ما هم فيه من وضعية سلطوية وحزبية وبحبوحة مالية مفرطة لم يكونوا في يوم من الأيام يحلمون بأي منها.

نعم، وبراحة ضمير نقول بأنهم غرباء ومغربون عن الوطن والسيادة والاستقلال والحريات والكرامات والقرارات الدولية، والأخطر أنهم في غربة قاتلة ومخجلة عن كل شعاراتهم التي تؤكد مجريات الأحداث وتعرجاتها وتلون وتذبذب مواقفهم بأنها شعارات نفاق ودجل و”عند الجد” هي خاوية وخالية من كل ما هو صدق ومصداقية وشفافية ووطنية واحترام للذات وللغير.

وبما يخص غزوة المنصورية الغبية يتصرف أهل الحكم ومعهم ربع “الصفقة الخطيئة” من أصحاب شركات الأحزاب الطروادية التي داكشت الكراسي بالسيادة وتتلحف هرطقتي الاستقرار الواقعية وتتاجر بدماء الشهداء وبملف المعتقلين والمغيبين في سجون الأسد، يتصرفون إما بالتعامي والتجاهل الكلي “ومقطشين قريعا” وكأن ما يجري في المنصوربة هو يحصل بلاد السند والهند، أو بما يخص أهل الحكم فهم يتعاطون مع الغزوة بفوقية وجهل وأنانية وعملاً بحسابات شخصية خلفيتها النكد والشماتة واستغلال مآسي الناس وأوجاعهم.

في الخلاصة فإن ممارسات من هم في سدة الحكم، ومن هم متلحفين “الصفقة الخطيئة” ومستسلمين لشروطها ولعشق كراسيها، فإنها ممارسات الفشل المدوي بلحمه وشحمه.

إنه فشل ماروني على مستوى الأحزاب والحكام والقادة والرعاة.. فشل كامل الأوصاف.

يبقى أننا نحن الموارنة مصيبتنا الأعظم تكمن في أنانية واسخريوتية وأجندات معظم قادتنا وأصحاب شركات أحزابنا حيث أنهم عملياً تجار هيكل ويفصلون مواقفهم وتحالفاتهم وطول وقصر أو بلع ألسنتهم على مقاس غرائزهم وأطماعهم السلطوية.

وطبعاً هناك أثمان لكراسي السلطة ولعشقها ولعبادتها ولأوهام الجلوس عليها. كما أن المغرم الولهان بالكرسي، وعلى خلفية قلة الإيمان وخور الرجاء والوقوع في تجارب إبليس وأوحاله، يتخلى أولاً عن ذاته وعن إنسانيته، ومن ثم يقتل الضمير في داخله والذي هو صوت الرب، ويصبح رهينة رخيصة ومطواعة لغرائزه السلطوية، وبالتالي يتنازل عن كل ما هو قيم ومبادئ وأخلاق وثوابت.

وهذا الحال الدركي إيمانياً هو للأسف حال المدعين اليوم باطلاً تولي مهمة الدفاع عن حقوق المسيحيين من أولئك الذين في سدة الحكم وكذل ربع “الصفقة الخطيئة”…الشامتين وربما الفرحين بما يجري في المنصورية والمتعامين عنه كلياً.

في المحصلة، فإنها الطبيعة البشرية البشعة التي تتحكم بعقول وممارسات غالبية قادتنا والرعاة وهم قد عادوا بسبب موت ضمائرهم وقلة إيمانهم والغرائزية، عادوا إلى الإنسان العتيق، وإلى عبادة تراب الأرض وثرواتها الفانية.

علماً أن السيد المسيح بتجسده وصلبه وقيامته كان حررنا من ذاك الإنسان العتيق الغرائزي، إنسان الخطيئة الأصلية، وعمدنا بالماء والروح القدس، ورفعنا إلى درجة القداسة، وجعلنا أبناءً للرب.

حال هؤلاء اللاإيماني يتلخص في مفهوم وثقافة الأبواب الواسعة الإنجيلية، حيث كل من يسلكها بنتيجة الوقوع في التجربة ودناءة النفس، ينتهي في نار جهنم وفي أحضان دودها.

معيب أن تتصرف أصحاب الأحزاب المارونية الغارقين في أوهام مكاسب “الصفقة الخطيئة” وكأن المنصورية هي كند أو الصين وليست في قلب المتن الشمالي…
يبقى أن ما من شر يدوم، ولا من شرير يستمر في شروره، لأن الحق والذي هو الله في النهاية ينتصر دائما وأبداً.

 ولا بد هنا من التذكير بأن من قام من النواب والأحزاب والإعلاميين ورجال الدين فهم قد قاموا بواجباتهم والتزموا بوعودهم وعهودهم وهؤلاء يستحقون الإحترام.

في الخلاصة، إن من يتخلى عن ناسه في شدتهم، وعن كراماتهم، ويقوم بحرمانهم من حقوقهم، أو لا يساعدهم للحفاظ عليها سوف يحاسب لا محالة، وإن تفلت من عدل الأرض، فهو بالتأكيد لن يتفلت من عدل وقضاء قاضي السماء.

نختم مع القديس بولس الرسول لنقول معه لكل متعامي عن غزوة المنصورية وصامت عن الشهادة للحق، خوفاً إما من ملاحقة قانونية، أو من غضب صنم من الأصنام الحاكمة أو السياسية والحزبية، أو بهدف الشماتة والتشفي،: “لو كنت أساير مقامات الناس ما كنت عبداً للمسيح”

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
رابط موقع الكاتب الألكتروني
http://www.eliasbejjaninews.com
عنوان الكاتب الألكتروني
phoenicia@hotmail.com