From Venezuela to Lebanon, the US faces a world of tough decisions Raghida Dergham/The National/May 04/2019
أسابيع مصيرية في ملفات البيت الأبيض الدولية
راغدة درغام/04 أيار/2019
تتّضح معالم التشدّد لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب وادارته بالذات نحو فنزويلا والجمهورية الإسلامية الإيرانية حيث تتصاعد لغة استخدام القوة العسكرية إذا تطلّبت الضرورة. الأيام المقبلة قد تشهد نقلة نوعية في المواقف والإجراءات الأميركية ازاء البلدين ما لم يتم الانتقال السلمي في السلطة في كراكاس، وما لم تقرر طهران ان مصلحتها تقتضي المهادنة وليس رفع سقف التحديات رداً على تطويق واشنطن لها نفطياً بالذات بإجراءات إيرانية في مضيق هرمز.
الموقف المتشدد الآخر ستتخذه واشنطن نحو “الاخوان المسلمين” حيث تنوي تصنيف هذه الجماعة “إرهابية”. هذا سيثير سخط أنقرة وقد يؤدي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى المزايدة أكثر فأكثر في دعمه لصديقه في كراكاس نيكولاس مادورو الذي حوّل الشعب الفنزويلّي الى فقير وجائع فيما كانت فنزويلا بين أغنى الدول في أميركا الجنوبية. بين أصدقاء مادورو كل من بشار الأسد، وقيادات إيران المتشدّدة والمعتدلة، الى جانب أمثال قادة بوليفيا ونيكاراغوا وكوبا.
رئيس كولومبيا، ايفان دوكي، دعا الجيش الفنزويلّي الى الانضمام الى زعيم المعارضة خوان غوايدو الذي تدعمه أغلبية دول أميركا الجنوبية والدول المجاورة وكذلك الولايات المتحدة وأغلبية الدول الغربية. مسألة دعوة الجيش الى دعم الحراك المدني الذي يقوده غوايدو لافتة لأنها، واقعياً، عمليّة.
ذلك ان الانتقال من الاستبداد وحكم التطرّف الديني والعسكري الى حكمٍ مدني يبدو شبه مستحيل ما لم يتم عبر المؤسسة العسكرية. هكذا هو الحال في السودان وفي الجزائر وكذلك في ليبيا حيث الحسم العسكري يبدو ضرورياً، واقعياً، بينما في السودان فرصة قيّمة لتحقيق توافق بين المدنيين والعسكريين على سابقة حيث لا تبقى المعادلة حصراً الخيار بين حُكم “الاخوان المسلمين” وبين الحُكم العسكري.
في طيّات كل هذه التطورات، بالذات في الساحة الفنزويليّة، تتعرّض العلاقات الثنائية بين واشنطن وموسكو الى اهتزاز وزعزعة وسط تبادل الاتهامات والتحذيرات من “عواقب”. كل هذا يحدث في أجواء أميركية ملتهبة حيث بدأت حملات الرئاسة الأميركية وسط انقسامات شعبية عميقة ووسط ضعف بنيوي في صفوف الحزب الديموقراطي ومزايدات في ملف السياسات الخارجية بدءاً بملف فنزويلاّ، مروراً بدفاع البعض عن “الاخوان المسلمين”، وانتهاءً بموضوع اليمن الذي تبنّاه نائب الرئيس الأسبق باراك أوباما، جو بايدن، وسيلةً للتهجّم على دونالد ترامب. بايدن هو نفسه من دعم صعود “الاخوان المسلمين” الى السلطة باسم الديموقراطية ودعم اقتناصهم “الربيع العربي”، وهو نفسه الذي دعا الى تقسيم العراق كسياسة أميركية.
التصعيد الأميركي – الإيراني، حسب مصادر مطّلعة، سيدخل مرحلة التأهب هذا الأسبوع. الرئيس دونالد ترامب ينوي الاعلان عن التزام الولايات المتحدة بإجراءات متشدّدة نحو الدول التي تخرق التطويق النفطي لإيران وتستمر في استيراد النفط رغم انهاء فترة الإعفاءات من العقوبات. إجراءات تتضمن عقوبات نحو هذه الدول. ينوي، حسب المصادر، انذار طهران ألاّ تتخذ أية إجراءات انتقامية بالذات في مضيق هرمز أو نحو الصادرات النفطية للسعودية أو غيرها من الدول العربية الخليجية. تقول المصادر نفسها ان معلوماتها الآتية من طهران تفيد أن الأجواء الإيرانية مفعمة بالجهوزية للانتقام من تضييق الخناق الأميركي على الصادرات النفطية الإيرانية وان إجراءات ضرب جهاز خط الأنابيب الى مصافي النفط السعودية باتت في حال التأهب.
ما نقلته هذه المصادر عن أجواء البيت الأبيض وأجواء مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي و”الحرس الثوري” المتشدد تنذر بالأسوأ. ولكن، هناك رأيان: رأي يعتقد ان القيادة الإيرانية لن تصعّد مهما صعّدت إدارة ترامب لأنها تدرك أن ترامب لن يتردد بإجراءات عسكرية ضد إيران. ورأي آخر يقول ان إجراءات دونالد ترامب ستؤدي الى انهيار وجودي للنظام في طهران، وبالتالي، لن يتردد المتشدّدون في تدمير السقف على رؤوس الجميع، على نسق عليّ وعلى أعدائي.
ما يحذّر منه مسؤولون أميركيون هو عواقب عدم أخذ الرئيس الأميركي بجدية.
فإذا تحدث بلغة الاستعداد لإجراءات عسكرية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية رداً على إجراءات لها في مضيق هرمز أو نحو مصافي النفط – كما هو متوقع قريباً – فإنه يعني ما يقول. وهذا ينسحب على تحذيرات البيت الأبيض لكل من الدول التي قد تغامر باستيراد النفط الإيراني وكذلك للتنظيمات التي تتخذ أوامرها من طهران وعلى رأسها “حزب الله” في لبنان.
هناك مؤشرات واضحة على استعداد واشنطن لرفع الغطاء عن لبنان. في السابق، أعطت واشنطن لبنان غطاءً أمنياً باعتبار ان انهياره ممنوع. اليوم، ترى إدارة ترامب ان الأطراف اللبنانية داخل السلطة وخارجها استغلّت ذلك الالتزام الأميركي وبالغت كثيراً في تكييفه لمصالحها. وبحسب مسؤولين معنيين، نفذ الصبر الأميركي وبات هناك استعداد جدي لرفع الغطاء مهما كان الثمن الذي يدفعه لبنان طالما لا يتصدّى اللبنانيون لـ”حزب الله” لإيقافه عن وضع المصالح الإيرانية فوق المصلحة اللبنانية. إسرائيل تريد توظيف الفرصة المؤاتية للتخلّص من الصواريخ الإيرانية التي يسهّل “حزب الله” تصنيعها في لبنان بالذات لأن إدارة ترامب طفح كيلها وهي مستعدة لرفع الغطاء الأمني عن لبنان. فلا يعنيها تدمير البنية التحتية اللبنانية وهي في صدد تدمير مصانع الصواريخ التي تقول انها موزّعة بين بيوت المدنيين.
ولن تثنيها واشنطن عن ذلك، بل ستدعمها إذا انطلقت الصواريخ الإيرانية من مواقع “حزب الله” ضد اسرائيل. فالصيف قد لا يكون هادئاً أبداً، لا على الساحة الإيرانية الخليجية ولا على الساحة الإيرانية اللبنانية ولا على الساحة الإيرانية السورية حيث يشجّع البعض أن تكون تلك الساحة موقع شلّ قدرات إيران و”حزب الله” بدلاً من تحويل لبنان الى دولة فاشلة وخطيرة.
السؤال الذي يتداوله بعض الأوساط في نيويورك وواشنطن هو آفاق فتح دونالد ترامب باب الخيار العسكري في كل من ايران وفنزويلاّ معاً وتداعيات مثل هذا القرار. الانقسام الأميركي العامودي ينطبق على هذا الأمر، كما غيره.
الديموقراطيون يعارضون تلقائياً كل ما يقرره دونالد ترامب وهم سيراهنون على عدم توافر القابلية للتورّط عسكرياً، على الصعيد الشعبي.
هناك تماسك في سياسة ادارة ترامب نحو ملف فنزويلاّ حيث يتجنّب الرئيس نزعته الاعتباطية ولا يمارس هواية املاء السياسات عبر تغريداته في “تويتر” ليفاجئ الجميع. وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون والمبعوث الخاص اليوت ابراهامز، سوية مع نائب الرئيس مايك سبنس، يتوافقون على الحزم الضروري في فنزويلاّ حتى ولو تطلّب التدخّل عسكرياً بقوات أميركية لفترة انتقالية محدودة يتم خلالها تأمين الحكم المدني بمساعدة الجيش الفنزويلّي الضرورية.
بومبيو وبولتون يتّهمان موسكو بالتدخل في فنزويلاّ لأن “الروس يودّون السيطرة بالفعل على بلد في هذا الجزء من العالم” كما قال بولتون. كلاهما يتهم الكرملين بالوقوف في وجه تغيير النظام في كراكس واقناع مادورو بعدم المغادرة الى كوبا. وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يعتبر “تدخل واشنطن في الشؤون الفنزويلّية انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي” ويقول ان “استمرار هذه الخطوات العدوانية محفوف بالعواقب”.
بومبيو أوضح ان الرئيس يفضّل الانتقال السلمي للسلطة لكنّه “واضح وثابت” في موقفه بأن “العمل العسكري ممكن. إذا كان ذلك ضرورياً، فستقوم به الولايات المتحدة”.
حالياً، يبدو ان الانتقال السلمي مُستبعَد ما لم ينقلب الجيش الفنزويلّي كليّاً على مادورو وما لم يتخذ أصدقاء مادورو قرار التخلي عنه، أو اقناعه بالتنحّي. لا لرئيس بوليفيا ايفو موراليس، أو نيكاراغوا دانيال اورتيغا، اللذان يتبنيان مواقف متطرفة ضد الولايات المتحدة، تقليدياً، أي وزن فاعل. الوزن الحقيقي هو وزن الكرملين. فإذا قرر الرئيس فلاديمير بوتين أن فنزويلاّ جائزة ثمينة بموقعها الجغرافي، غنية بمواردها الطبيعية حيث تملك أكبر الاحتياطي النفطي في العالم، تستحق المغامرة بالعلاقات الثنائية مع واشنطن، ستزداد الأزمة اشتداداً واتساعاً.
لا يهم ما يقوله أردوغان بإدانته محاولة الانقلاب “الفاشلة” التي تشبه المحاولة ضده، ولا ما يقوله وزير خارجية إيران بأن الشعب قام “بهزيمة الانقلاب”. المهم ماذا سيقول الكرملين بالذات إذا قرر البيت الأبيض اعتماد الخيار العسكري.
الى حد ما، يبدو الحل في يد الجيش إذا اختار الوقوف مع الشعب للإطاحة باستبداد مادورو ودعم غوايدو رئيساً في مرحلة انتقالية الى الحكم المدني بشراكة الجيش في الاستقرار والأمن.
البعض يتهم إدارة ترامب بأنها تتبنى صعود الحكم العسكري الى السلطة في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك في الجزائر وليبيا والسودان. إدارة أوباما تبنّت صعود الإسلاميين الى السلطة فاعتمدت مقولة خاطئة بأن النموذج التركي هو الإسلام المعتدل، فدعمت “الاخوان المسلمين” ومشروعهم المدمِّر الذي يقوم على رفض مبدأ الفصل بين السلطات – وهو أساس الديموقراطية – ويقوم على فرض الشريعة الإسلامية على الدستور والدين على الدولة.
إذا كان الخيار حصراً بين حكم الإسلاميين والحكم العسكري، دون غير، الأفضل بالتأكيد هو الحكم العسكري المؤقت، على بشاعته، الى حين الغاء مشروع “الاخوان المسلمين” وتقزيم تطلعات الإسلاميين المتشددين.
إجراءات ادارة ترامب تضييق الخناق على كل من الحكم الديني الثيوقراطي في طهران – وهو من الشيعة – سوية مع تضييق الخناق على أمثال “الاخوان المسلمين” من السُنَّة إجراءات مفيدة. دعمها للحراك المدني في السودان لإسقاط حكم الإسلاميين والعسكر معاً الذي مثّله عمر البشير في محلّه، فكفى من استبداد ذلك الحكم المهين للسودان وشعبه.
انما من الضروري والمفيد للسودان، ليصبح نموذجاً يُقتدى به، ان تتجنب واشنطن دعم الحكم العسكري القاطع وان تحضّ على حياكة علاقة انتقالية مميّزة بين الحراك المدني الممثل “بقوى الحرية والتغيير” وبين القوى العسكرية تضمن عدم ابتلاع المؤسسة العسكرية للحكم واجهاض الثورة السودانية المدنية. تشكيلة “المجلس السيادي” هي المفتاح، وعسى أن يتوافق الطرفان على آليات الحكم، وإلا فإن الفراغ سيكون قاتلاً للسودان وطموحاته.
تهذيب العلاقة بين المدنيين والعسكريين هو التحدي الأهم والفرصة المتاحة في التحوّلات الجذرية في أماكن الانتفاضات عالمياً. كي لا يكون مصيرها كمصير “الربيع العربي”.
From Venezuela to Lebanon, the US faces a world of tough decisions Raghida Dergham/The National/May 04/2019
In the folds of growing global disquiet lies the strained relationship between Washington and Moscow
The hardline policies of US President Donald Trump’s administration on Venezuela and Iran are becoming clearer, with the White House now openly talking about military force as an option.
The coming days may thus see a shift in US attitudes and measures against the two countries, unless peaceful transition takes place in Caracas, and Tehran decides that its interests require co-operation, rather than escalation in response to Washington’s oil embargo.
Another tough stance emerging from Washington relates to the potential designation of the Muslim Brotherhood as a terror group.
Already, this has antagonised Turkey and could lead President Recep Tayyip Erdogan to engage in further grandstanding, for example by supporting his friend in Caracas, President Nicolas Maduro.
Mr Maduro, whose regime has managed to impoverish what was once the region’s richest nation also counts among his friends Bashar Al Assad, the Iranian regime and the leaders of Bolivia, Nicaragua and Cuba.
The Colombian president Ivan Duque has called on Venezuela’s armed forces to join the opposition leader Juan Guaido, who is backed by most South American governments, as well as the US and other major western nations. Calling the army to back the civilian movement led by Mr Guaido is practical, because moving from authoritarianism to civil rule now seems impossible without it.
This has been the case in Algeria, and in Libya, where a military settlement seems a prerequisite, as well as Sudan, where there is now a valuable opportunity to achieve an accord between civilians and military.
In the folds of all these developments, especially as it relates to Venezuela, lies the strained relationship between Washington and Moscow, as the two powers exchange accusations and warnings.
Inside the US, meanwhile, the presidential campaigns have started in earnest, amid deep divisions and structural weakness in the Democratic Party. In this febrile climate, there has been a lot of posturing about foreign policy issues, including Venezuela, the Muslim Brotherhood and Yemen, which former vice president Joe Biden has used to attack Mr Trump.
In truth, Mr Biden himself backed the rise of the Muslim Brotherhood to power and supported its hijacking of the Arab uprisings, not to mention having called for the partition of Iraq.
According to informed sources, US-Iranian escalation could come to a head this week. Mr Trump intends to announce strict measures against countries that violate the US oil embargo on Iran by continuing to purchase Iranian crude after the expiry of sanctions waivers.
According to informed sources, US-Iranian escalation could come to a head this week
According to sources, he will also issue a stern warning to Tehran not to take any retaliatory measures, especially in the Strait of Hormuz or against Saudi and other Arab Gulf oil exports. The same sources say that there is a strong Iranian inclination to retaliate against US oil restrictions, with preparations being made to hit pipelines that feed into Saudi refineries.
Despite these gloomy predictions, there remain two views on what is about to happen. One is that Tehran will never escalate, because it is aware that Mr Trump will not hesitate to take military action against it. The other, however, is that Mr Trump’s measures will lead to the collapse of the Iranian regime, so the hardliners will not hesitate to act.
In the past, Washington extended security cover to Lebanon, making it clear that the failure of this small country was a red line. According to officials, the US has run out of patience. Now, they say, there is a real chance the US may end its security guarantees if the Lebanese do not stand up to Hezbollah and stop it from putting Iranian interests ahead of those of Lebanon itself.
Meanwhile, some circles in New York and Washington are raising questions about the prospects of Mr Trump opening the door to military action in Iran and Venezuela. The US is divided here too. Democrats are automatically opposed to everything that Mr Trump decides, and they will be placing their bets on popular opposition to any military involvement.
On Venezuela, the Trump administration has a coherent policy. Secretary of State Mike Pompeo, National Security Adviser John Bolton, Special Envoy Elliott Abrams, and Vice President Mike Pence all agree on being robust, even if that requires military intervention for a limited transitional period, in order to secure civilian rule with the help of the country’s armed forces.
Mr Pompeo and Mr Bolton have both accused Moscow of meddling in Venezuela. They say that the Kremlin is resisting transition in Caracas and has convinced Mr Maduro not to leave for Cuba. Russia’s foreign minister, Sergei Lavrov, has said that Washington’s interference in Venezuelan affairs violates international law and that such “aggressive moves” will have serious ramifications. Mr Pompeo has said that his boss prefers peaceful transition but that he was “clear and firm” that military action remains an option.
At present, it seems that peaceful transition is unlikely, unless the Venezuelan military overthrows Mr Maduro, or Mr Maduro’s friends abandon him and convince him to step down. However, it is the Kremlin that matters most here. If Russian President Vladimir Putin decides that Venezuela is an asset – given its strategic location and vast oil reserves – worth risking relations with Washington for, then the crisis is set to escalate.
To some extent, it seems that the solution is in the hands of the Venezuelan military, which can side with the people against Mr Maduro and back Mr Guaido as an interim president.
Some have accused the Trump administration of supporting military takeovers around the world, including in Algeria, Libya, and Sudan. But the Obama administration supported Islamist takeovers, based on the Turkish model, and backed the Muslim Brotherhood, despite its rejection of the separation of powers and its quest to impose its will on the constitution and state. If the choice is between this and temporary military rule, it would seem that temporary military rule is the lesser evil.
